الرئيسية  ::  نبذة عن المركز                                                                               بحث  

الرئيسية

المنظمـــون

الراعــــون

خارطـــة الموقــع

English

برنــامج المؤتمر

ملخصات أوراق العمل


أولاً : المشروع الأمريكي ومستقبله

ثانياً : المشروع الصهيوني ومستقبله

ثالثاً : المشروع الإيراني ومستقبله

رابعاً : المشروع العربي القومي ومستقبله

خامسا : المشروع الإسلامي ومستقبله

سادسا : المشاريع الأخرى

سابعا : الجلسة الختامية

 

     رجوع

*******************************************************************

المشروع الأمريكي في المنطقة العربية ومستقبله

الورقة الأولى

التعريف بالمشروع: مكوناته، أدواته، أهدافه، مصادر قوته

د. منذر سليمان (لبنان)

ينطلق الباحث من مقولة أوباما في خطابه للعالم الإسلامي: (أرى في مسؤوليتي كرئيس لأمريكا أن أتصدى للصورة النمطية السلبية عن الإسلام، ولكن نفس المبدأ يجب أن ينطبق على صورة أمريكيا لدى المسلمين)، ليوضح بأنه صحيح أن أمريكا غير مثقلة بإرث استعماري مستدام مشابه لبريطانيا مثلا، إلا أنها ليست إمبراطورية خفية تماما لكنها تستند إلى القواعد والوكلاء الإقليميين، وما يميزها انتشارها الكوني وغير المسبوق في التاريخ، فهي لها أكثر من 700 قاعدة منتشرة في أكثر من 63 دولة في العالم، ويتمركز أكثر من نصف مليون جندي أمريكي في أنحاء المعمورة، بالإضافة إلى انتشار أساطيلها في معظم الممرات المائية في العالم، إضافة إلى قاعدتها الاقتصادية المتينة واعتماد الدولار كأساس التبادل في النظام النقدي العالمي.

وعليه فيرى الباحث أن ثوابت المشروع الأمريكي وأهدافه في الوطن العربي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، تتمثل في السعي للسيطرة المطلقة على محزونات الطاقة، باعتبار أن النفط في منطقتنا يقدر بثلثي احتياطي النفط العالمي، وأن أمريكيا بمفردها تستهلك ربع الإنتاج العالمي من النفط، والسعي لإحتواء النفوذ السوفيتي من خلال الحرب الباردة والحيلولة دون بروز دولي منافس، والسعي لضمان ولاء وتبعية النظام الرسمي العربي وحمايته من أي تهديد لبقائه.  ويعدد الباحث المراحل الثلاث للمشروع الأمريكي: أ.مرحلة الحرب الباردة حتى انهيار الاتحاد السوفيتي، ومرحلة ما بعد الحرب الباردة حتى هجمات11 سبتمبر / أيلول 2001، ومرحلة ما بعد هجمات سبتمبر حتى الآن.  ويرى الباحث بأن تعثر المشروع الأمريكي عسكريا أفضى إلى طرح مبادرات سياسية موازية كما في العراق وغيرها.

ويرى الباحث بان أوباما يسعى وفق شعاره للتغيير واستعادة هيبة أمريكيا، ومعالجة الزلزال الذي أحدثته أزمة الأسواق المالية، والخروج من المغامرات العسكرية والبشرية التي ورطه بوش بها من خلال الغزو، ومواجهة تعاظم الدورين الإيراني والتركي.  ويرى الباحث بأن أوباما قد يتمكن فتح كوة مشحونة بالأمل والتمنيات في جدار الصراع العربي الإسرائيلي، ولكنه سيبقى أسيراً للمرحلة التحضيرية لأفول نجم المشروع الإمبراطوري الأمريكي وليس نهايته.

الورقة الثانية

التجربة العملية للمشروع - نجاحاتها وإخفاقاتها، والإشكاليات الكبرى التي عانت منها

د. عبد الله الأشعل (مصر)

يرى الباحث بأن أمريكا بعد الحرب العالمية الثانية باتت جاهزة لأن تكون الوجه البديل للأمبراطوريات الأوروبية المتهالكة، فكان هدفها في العالم العربي الحد من انتشار النفوذ الشيوعي وحماية (اسرائيل) ورعاية المصالح النفطية، وعند رؤية أمريكيا أن (اسرائيل) تستطيع تحقيق ما تريد عن طريق القوة العسكرية، وأيضا رؤيتها أن الأنظمة العربية لن تحرك ساكنا، وقتذاك اندمج المشروع الأمريكي الصهيوني، ولم يبرز على الساحة العربية منافس لهذا المشروع باستثناء ظهور دور لقوتين اقليميتين هما ايران وتركيا، لكن بالرغم من هذا فقد بقيت سيطرة المشروع الأمريكي على المنطقة شبه كاملا، بسبب حالات التراجع في العالم العربي والاختلاط بين المصالح الأمريكية ومصالح النظم العربية. 

ويرى الباحث أن المشروع الأمريكي نجح في السيطرة على النفط في المنطقة، وجر العراق إلى حرب استنزاف مع إيران، وجعل مصر في صف التحالف الأمريكي في وجه روسيا وتحييدها عن الصراع العربي _الاسرائلي، وتبدى نجاحه في حصار غزة وانقسام الصف الفلسطيني وضرب المقاومة بأيدي فلسطينية ودفع الموقف الرسمي الفلسطيني للتماهي مع الموقف الإسرائلي، ومحاولات صرف النظم العربية عن مخاطر (إسرائيل) وتحويل الأنظار إلى إيران باعتبارها خطرا على العرب.

ولكن المشروع تم ضربه في مقتل بحسب وجهة نظر الباحث في عدة مواقع، فبداية في المواجهة العسكرية بينه وبين المقاومة في لبنان وغزة، انتقالا إلى تنامي الاتجاه الدولي نحو تجريم (إسرائيل) والمطالبة بمحاكمة مشروعها الاجرامي كما حدث في تقرير غولدستون، وأيضا هزيمة السياسة الأمريكية في مجال الانتشار النووي حيث فشلت في منع كوريا الشمالية من تحقيق أهدافها، وأيضا إرغام واشنطن على سحب الدرع الصاروخية أمام موسكو مما وضعها في موقف حرج، وأخيرا وليس آخراً ما أحدثته الأزمة المالية العالمية من تداعيات خطيرة على القدرات الأمريكية والمصداقية في سياستها، وهنا يرى الباحث أنه لا بد من التسليم أن المشروع الأمريكي يتراجع عن طموحه في بلوغ مرحلة الإمبراطورية، بعد أن سلم بعدم جدوى أحادية القطب والقرار، وأخيراً يتساءل الباحث هل يستمر تراجع المشروع حتى تطلق عليه رصاصة الرحمة؟ أم أن (إسرائيل) سوف تستعيد زمام المبادرة نيابة عن واشنطن في ظل العجز العربي؟

الورقة الثالثة

رؤية الولايات المتحدة لدورها الدولي والمستقبلي والتطورات التي أثرت عليها خلال العشرين عاما الماضية

د. خالد عبيدات (الأردن)

يرى الباحث بداية أن لإمريكا مكانة عالية جدا! لكن بالغ البعض بترويجهم أنه ليس من المهم أن تكون مع أمريكا بل المهم أن تكون أمريكا معك! ويرى الباحث بأن هؤلاء يرحبون بأي شيء يأتي من أمريكا، من إدارة المحافظين الجدد أو من إدارة أوباما!! لدرجة وصف ساركوزي إدارة أوباما بأنها عادت بأمريكيا لمكانتها الطبيعية بالرغم من أنها لم تقم بشيء يذكر إلى الآن.

ويستعرض الباحث التطورات التي أثرت في أمريكيا خلال العقدين الماضيين، فيبدأ بالحرب الباردة التي انتصرت فيها أمريكيا انتصارا كاسحا على روسيا ومواليها من العرب التي ما زال بعضهم يترحم على أيامها باعتبار أن هذه الحرب حملت في طياتها نصرة للعرب المستضعفين وتوازنا في القوى، ومن ثم ينتقل إلى محور الاسلام السياسي الذي حاول فيه الصهاينة جعله كعدو يملأ فراغ العدو السابق، وتحريض وتجييش العالم كله ضد هذا العدو الجديد وتشويه صورته مستفيدين من تأثير الإعلام الصهيوني على الغرب.  ويعرج الباحث على المصطلح السائد والمنتشر بكثرة وهو (الإرهاب الدولي)، الذي يوصف به اليوم كل من يقف ضد أمريكيا فإن لم تكن في صف أمريكيا فأنت إرهابي!!  ويرد الباحث قائلا:إن المنبع الحقيقي للإرهاب الدولي ليس هو الذي يقف ضد أمريكيا ولا يقف معها، بل هو الإرهاب القادم من أوروبا الذي صدر لنا الكيان الصهيوني المجرم.

ويختم الباحث برؤيته للمستقبل الأمريكي بأن أمريكا ستبقى محط أنظار واهتمام العالم أجمع، مائلا بتقديره إلى أن أمريكا سائرة نحو مستقبل فيه نموذج جديد للسياسة الأمريكية، نموذج لا يقطع الصلة مع الماضي بدون كوابح ولا ضوابط، أغصانه لن تبتعد كثيراً عن الواقع الحالي، ولكن ثماره ستكون ذات مذاق فيه طعم الاقتصاد وفيه نبل الأخلاق وفيه عبير الديمقراطية!

الورقة الرابعة

سيناريوهات المشروع حتى العام 2015م، محدداتها وشروطها وفرص نجاحها

د. مهدي الدجاني (الأردن)

يرى الباحث أن مكانة أمريكا اليوم كدولة منفردة في القرار العالمي بدأت منذ مجيء إدارة بوش الأب وإنتهاءا بإدارة أوباما، ومرورا بما بينهما.  وأن سياسة أمريكا كانت حتى الآن تعتمد الإحتلال والعدوان وتشجيعهما، ولكنها ووجهت بالمقاومة، ولم تنجح في مساعيها.

حيث ينتقل الباحث إلى حقبة أوباما الذي يعتقد أن اللوبي الصهيوني قد دعمه لرغبته بأن يسيطر على البيت الأبيض كما كان أيام كلنتون، ويعتقد هنا أن نهج أوباما لا يختلف كثيرا عن سلفه من استمرار حصار روسيا مع الاحتواء المبكر للصين، وأتت هنا حرب غزة في فترة انتقالية في الإدارة الأمريكية لتفشل هذه الحرب في تكوين واقع جديد، وبعد ذلك حاول أوباما حصر العملية السلمية في الإستيطان وأعطى الضوء الأخضر للعدو لإستكمال اعتداءاته على الفلسطينيين العزل في ظل عجزه عن إلزام العدو بأي شيء.

 وفي ذات الوقت ازدادت الخسائر الأمريكية في أفغانستان، وتم تدمير باكستان عن طريق ضرب المناطق القبلية بشكل دائم مما أدى إلى هجرة الملايين من البشر، وتزامن كل هذا مع نشوء أكبر ازمة مالية عرفها النظام الأمريكي الاقتصادي، أما الخلاصة فتأتى بأن الامبراطورية الأمريكية وصلت إلى مفترق طرق شديد الوعورة على مستوى مسيرتها كقوة عظمى مع مجئ إدارة أوباما.  وأخيرا يختم الباحث بالقول: مع مرور عقدين على بدء المرحلة الانتقالية المشار لها في مقدمة هذه الورقة، وتعاقُب أربع إدارات أمريكية على الإمساك بدفة القرار الأمريكي، نجد أن النتيجة الرئيسة هي أن القرار الأمريكي لم ينجح حتى هذه الساعة في تحقيق المهمة الإستراتيجية التي مفادها الانفراد بالقطبية العالمية.

للأعلى     رجوع

*******************************************************************

 

المشروع الصهيوني في المنطقة العربية ومستقبله

الورقة الأولى

التعريف بالمشروع، مكوناته وأدواته وأهدافه، ومصادر قوة المشروع

د.مسعود اغبارية (فلسطين)

يعرض الباحث عوامل الضعف في المشروع الصهيوني ومن أبرزها: أن هذا المشروع ولد تطفلي يعيش على نهب خيرات الآخرين، و هذا سبب معارضة رجال يهود كثر لأن هذا النهب معارض لمبادىء دينهم، فهم يدركون أنهم ضعفاء ولا يكونوا أقوياء إلا بضعف غيرهم، إضافة إلى أن هذا المشروع قد نشأ عنصريا ويتبنى غاية اليهودي تبرر أي وسيلة يستعملونها، وكذلك شهرة مشروعهم بأنه يستخدم الكذب والتضليل بشكل دائم للوصول إلى مآربهم، إضافة إلى إزدياد الفساد والنهب للمال العام مما أثر على المظهر العام للكيان، وطبعا لا ننسى هنا أن أكثر ما يهدد الكيان هو الصراعات الاجتماعية بين مختلف الطبقات التي تعيش فيه، يضاف إلى ذلك الشعور بالخوف الدائم من ردة الفعل الفلسطيني والعربي بسبب ما ارتكبوه من جرائم يندى لها جبين الإنسانية، والهجرة المعاكسة إلى خارج الكيان بسبب المشاكل الكثيرة، طبعا إضافة إلى المشاكل الأخرى الاقتصادية والتعليمية وغيرها، وأخيرا وليس آخرا وصول المشروع الصهيوني إلى طريق مسدود ففشل القوة العسكرية في تحقيق مآربه وفشل باقي الحلول السلمية الأخرى.

أما عوامل قوة المشروع فيلخصها الباحث فيما يلي: ضعف الطرف العربي والإسلامي مما جعلهم يفرضون شروطهم بشكل شبه دائم، أيضا القدرة على توظيف المال والقوة بشكل جيد وإستفادتهم من هاتين الورقتين، وحفاظهم على جهوزيتهم العسكرية التامة في مواجهة أي خطر، وإبداعهم في التخطيط الاستراتيجي لأهدافهم واستخدامهم التكتيكات الملائمة، وعملهم في إطار جمعيات خيرية ومنظمات بدل الارتجالية.

ويختم الباحث بالتساؤل إلى أين يسير المشروع الصهيوني؟ ويجيب على سؤاله بالقول: أنه عند المقارنة بين عوامل الضعف والقوة فإن الميزان يرجح باتجاه عوامل الضعف على أنها غالبة في المجتمع الصهيوني، فطبيعة المشروع نفسه يعتمد على العنف مما يولد عنف مضاد، واتساع مساحة الاحتلال مع اضمحلال الموارد الذاتية أو بقاءها كما هي أدى إلى خلل، واعتمادهم على المال بشكل رئيسي فيضطرون للتسول في بعض الأحيان مما يعني أن انقطاع المساعدات عنها سيولد أزمة، إضافة إلى أن كل شيء معروض للبيع في الكيان، كل هذه الأسباب ترجح نظرية أن المشروع في اضمحلال وتأزم شديدين.

 الورقة الثانية

التجربة العملية للمشروع – نجاحاتها وإخفاقاتها، والإشكاليات الكبرى التي عانت منها

أ. إبراهيم عبد الكريم (فلسطين)

يرى الباحث أنه مع إعلان قيام دولة (إسرائيل) عام 1948م، اتضح مدى النجاح الذي بلغته العوامل والمقومات السياسية والاقتصادية والعسكرية التي تم توفيرها في مرحلة "الييشوف" لبناء المشروع الصهيوني، حيث جرى اعتماد آليات وسياسات وأدوار لبناء هياكل الدولة القادمة على الطريق، ومنها: الأحزاب والتنظيمات الصهيونية، الوكالة اليهودية، الهستدروت، الهجرة، الاستيطان وحيازة الأراضي، الصناعة اليهودية في فلسطين، التجارة والأعمال التجارية، العمل العسكري الصهيوني في فلسطين.

ويخلص الباحث بأنه وعلى امتداد العقود التي أعقبت قيام (إسرائيل)، كان أداء الدولة الإسرائيلية يتسم بوجود نمطين من عناصر التطور؛ أحدهما، يقوم على الثوابت التي رسمت اتجاهات تطور القدرات الإسرائيلية الشاملة، والثاني، يقوم على المتغيرات التي تعاملت معها المؤسسة الحاكمة طبقاً لتوجهات أيديولوجية وسياسية وعملية. ويبدو من صيرورة هذين النمطين أنه يمكن تحديد ملامح الوضعية الراهنة لدولة (إسرائيل) التي أخذت تتبلور بوضوح منذ نحو عشر سنوات، بما يتيح تكوين مقاربة لكل من النجاحات والإخفاقات والإشكاليات المتعلقة بالتطبيق العملي للمشروع الصهيوني، أي بالأوضاع العامة للمشروع.

 ولدى متابعة تفصيلات التجربة العملية للمشروع الصهيوني في تجلياتها الراهنة (خلال السنوات العشر الأخيرة)، تبرز ثلاثة محاور رئيسة للأداء الإسرائيلي:

- أولها: جملة من النجاحات التي حققها المشروع الصهيوني، تتمثل أساساً بالحفاظ على وجود (إسرائيل) وضمان أمنها القومي، وبناء قاعدتها البشرية، والارتقاء بقدرتها العسكرية الاقتصادية، وتجاوز آثار الأزمة الاقتصادية الأميركية العالمية عليها. كما يتضح أنها غدت إحدى الدول الرائدة في مجالات التقدم العلمي والتكنولوجيا الراقية والصناعات العسكرية.

- ثانيها: جملة من الإخفاقات التي عانى منها المشروع الصهيوني، تتمثل أساساً بتضاؤل الأيديولوجيا وتآكل منظومة القيم الصهيونية التقليدية، واستمرار انحسار مكانة الموشافات والكيبوتسات، والتحول إلى الخصخصة، وتراجع معدلات الهجرة وازدياد ظاهرة النزوح، واضطراب مؤسسات الحكم والأداء القيادي، ومشكلات بنيوية وارتباك في جهاز التعليم، واستفحال ظاهرة الفساد السياسي والعام والجريمة، وتفاقم المشكلات والتوترات الاجتماعية. كما سجلت التطورات تراجعاً إسرائيلياً في بعض المجالات ضمن التصنيفات العالمية، وتأزم العلاقات بين المواطنين العرب والدولة، وصدمة الانتفاضة الفلسطينية، والعجز عن حسم الصراع مع الفلسطينيين، وفك الارتباط عن قطاع غزة والإخفاق بالقضاء على "حماس"، والإخفاق الإسرائيلي في الحرب على حزب الله، وفتور التطبيع مع مصر والأردن.

- ثالثها: جملة من الإشكاليات التي واجهت ولا تزال تعترض المشروع الصهيوني، تتمثل أساساً بمعطيات الجغرافيا السياسية والموارد، والحالة العامة للدولة والمجتمع، وخاصة الهموم الاستراتيجية الإسرائيلية كما بدت في دورات مؤتمر هرتسليا، وتأثيرات الهجرة الروسية على المجتمع الإسرائيلي، ومسألة هوية الدولة وخصائصها، وتقديس الجيش ومسألة العسكرة والتنشئة العنفية وانعكاساتها، والعلاقات المدنية – العسكرية.  وتشمل كذلك الوضع النفسي للإسرائيليين بتأثيرات الصراع، ومخزون الزعامة الإسرائيلية المقبلة، وقدرة الجيل الإسرائيلي الحالي على متابعة المشروع الصهيوني، وتوجهات حل الموضوع الفلسطيني، والمسار الاستراتيجي للصراع العربي– الإسرائيلي، والتحديات الخارجية الرئيسة الراهنة، والعلاقات مع المحيط العربي، ومتغيرات الأوضاع والعلاقات/ دولياً وإقليمياً، وأخيراً؛ التصورات الرؤيوية اليهودية لمستقبل الدولة.

وينهي الباحث بأن الموازنة الموضوعية بين محاور الأداء الإسرائيلي الثلاثة هذه يتعين أن تأخذ في اعتبارها الطبيعة المتغيرة للبنى والتفاعلات التي يشهدها المشروع الصهيوني، على الصعد المحلية والإقليمية والدولية. كما يتعين الانتباه إلى الأفعال والتأثيرات المتبادلة على جبهتي الصراع والتسوية مع إسرائيل، وضرورة إجراء الحسابات استناداً إلى الوقائع واتجاهات التطورات وفق مسارها التاريخي الحقيقي. وهو ما يمكننا من التعمق في إدراك طبيعة التحدي القائم وسبل التعامل معه على طريق تعديل ميزان القوى وتجاوز حالة الضعف العربية الراهنة، لحسم الصراع لصالح الأمة ومشروعها التاريخي.

الورقة الثالثة

نقاط الالتقاء ونقاط التعارض والاحتكاك بين المشروع الصهيوني والمشاريع الأخرى

د. عبد الحميد الكيالي (الأردن)

يرى الباحث أنه لا يمكن دراسة نقاط الالتقاء والتعارض بين السياسة الإسرائيلية والأمريكية بمعزل عن تأثير اللوبي الداعم لإسرائيل. ويتساءل في هذا الإطار إلى أي حد تستطيع (إسرائيل) وحلفاؤها داخل المجتمع الأمريكي تأمين الانصياع الرسمي التام لرغباتها ورغبات الحركة الصهيونية؟ ومن ثم يجيب أن اللوبي الداعم (لإسرائيل) قد تحول منذ عهد كلينتون من فئة ضغط إلى فئة تنظير، ثم إلى صانع قرار، حتى أصبحت جميع المراكز الحساسة في مراكز صنع القرار الأمريكي مسيطراً عليها من قبل (رجال إسرائيل)، واستطاعت (إسرائيل) أن تنحرف بالمشروع الأمريكي للشرق الأوسط مستغلة فشله في العراق لضبط مفهوم الشرق الأوسط لمحاربة الإسلام السياسي، مما حدا السياسة الأمريكية إلى الإنصات (لإسرائيل) نتيجة المصالح المشتركة بينهما.

 أما فيما يتعلق بالمشروع الصهيوني الإيراني فرأى الباحث أن التعارض القائم بين المشروعين لا يقتصر على طموح إيران امتلاكها السلاح النووي، بل يتعدى وجودها كقوة إقليمية فاعلة بالقرب من آبار النفط،ودعمها لحركات المقاومة في المنطقة.

وقد وجه الباحث رؤيته للمشروع الصهيوني التركي مبيناً نقاط الالتقاء بوجود الحاجة التركية (لإسرائيل) كمصدر لبعض المعدات العسكرية المهمة؛ لرصد حركة المقاتلين الأكراد، إضافة إلى اضطلاع تركيا بدور الوسيط بين (إسرائيل) وسوريا، وحاجة تركيا إلى اللوبي اليهودي في أمريكا لمنع تمرير قانون يعترف بـ"الإبادة" الأرمينية في الكونجرس، وهو جهد أرمني بلغ ذروته في نهاية سنة 2007 وسنة 2008، بالإضافة إلى رغبة تركيا بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

ويختتم الباحث ورقته باستشراف مستقبل المنطقة العربية في ضوء تفاعل المشروع الصهيوني مع المشاريع الأخرى، بالإشارة إلى حالة الضعف العربية التي مكنت (إسرائيل) من استخدامها كأداة لها للحفاظ على مصالحها من تجارة واستثمار، ثم ينتقل إلى الصعوبات التي تواجه (إسرائيل) ويلخصها بأنها  ليست دولة مواطنيها بغض النظر عن قوميتهم أو ديانتهم، بل دولة يهود العالم مجتمعين، إضافة إلى ارتباطها العضوي بالحركة الصهيونية العالمية، مما يجعل (إسرائيل) مركزاً للتوسع والهيمنة والعداء، ويحد من إمكاناتها للتعامل الطبيعي والتعايش السلمي مع جاراتها وفقاً للأعراف الدولية.

الورقة الرابعة

سيناريوهات مستقبل إسرائيل والمشروع الصهيوني في المنطقة العربية حتى العام 2015

د. جوني منصور (فلسطين)

يؤكد الباحث على أن الهدف الاستراتيجي لإسرائيل هو التوصل إلى سلائم دائم ومستقر مع العرب، وأن المصلحة الصهيونية هو التوصل إلى حل دولتين لشعبين تمهيدا لوجود دولة يهودية ديمقراطية كما تريد (إسرائيل).

أما التطورات التي تحمل في طياتها خطر على المشروع الصهيوني -كما يراها الباحث- فهي: المشروع النووي الايراني، تحالف ايران وسوريا، ازياد قوة ونفوذ وسيطرة حماس على غزة، وهبوط مكانة أمريكا الداعم الرئيسي (لإسرائيل) في العالم، وصعود مكانة الهند والصين كدول تصنع وتصدر للشرق الأوسط وبالتالي ازدياد تدخلهما مستقبلا في الشرق الأوسط، ويتابع الباحث رؤيته على أنه بالرغم من أن (إسرائيل) كدولة تعتمد الحسم العسكري كحل إلا أنها فشلت فيه أمام حزب الله في لبنان وحماس في غزة.

ويتعرض الباحث إلى ما أسماه بعض التحولات الجوهرية في الصراع وأهمها: توصل معظم زعماء الدول العربية إلى أن (اسرائيل) باتت حقيقة واقعية ومؤكدة ولا يمكن تحقيق زوالها، و تلمس بعض الدول العربية منذ سنوات أن (اسرائيل) مستعدة في سبيل التوصل إلى سلام أو تسوية معها إلى التنازل لصالح الفلسطينيين وسوريا، و الخطر والتهديد الايراني، ليس فقط التهديد النووي إنما سعي ايران إلى فرض هيمنتها على حركات إسلامية شيعية وسنية معارضة.  ويذهب الباحث هنا إلى نقطة أخرى وهي أن (اسرائيل) تسعى إلى تحييد أي حل إسلامي للصراع، فهي تريد حلا يتناسب مع تطلعاتها ووجودها المستقبلي. أما أسلمة الصراع فستكون له نتائج مختلفة لأنه صراع مع عقائد دينية غير سياسية.

أما عن السيناريوهات المختلفة التي يتوقعها الباحث فهي: إن اسرائيل تخطط لمشروع فرض نظام جديد في الشرق الأوسط يشمل لبنان وسوريا والعراق بعد أن تمت تسويات مع مصر والأردن وموافقة سعودية.  و هنا يرى الباحث أن مستقبل المشروع الصهيوني في المنطقة سيلبس رداءً جديدًا، وبالتالي فإن سلسلة من التغيرات ستحدث في المنطقة في المستقبل القريب وعلى مدى عقد من الزمن في أقل تقدير. وفي مقدمة ذلك حل القضية الفلسطينية مع أقل قدر من التنازلات الاسرائيلية، واكبر قدر من قلة الانجازات العربية والفلسطينية، وفي مقدمتها إلقاء مسألة اللاجئين على عاتق الدول العربية لإيجاد حل لها، أي على حساب الدول العربية وليس على حساب اسرائيل التي لا ولن تعترف بالنكبة وبالتالي لن تعترف بقضية اللاجئين من حيث كونها صاحبة المسئولية التي سببتها.

للأعلى     رجوع

*******************************************************************

 

المشروع الإيراني في المنطقة العربية ومستقبله

الورقة الأولى

التعريف بالمشروع: مكوناته، أدواته، أهدافه، مصادر قوته

د. لقاء العزاوي (العراق)

يرى الباحث بأن المشروع الإقليمي لإيران يرتبط بجملة أهداف وطموحات يتعلق بعضها بضرورات الأمن القومي، والبعض الآخر بجانب عقدي مذهبي، والبعض الثالث بتطلعات نحو تكريس الهيمنة على ما ترى إيران أنه الحلقة الأضعف في جوارها الإقليمي المضطرب في سبيل تحسين موقفها التفاوضي مع الغرب، والحصول على أقصى قدر من المكاسب التي من بينها الاعتراف بالسيادة الإقليمية لطهران على المنطقة.

ويرى الباحث بأن المنطقة العربية كانت هي البيئة الأفضل لتمرير المشروع الإيراني، بسبب ضعف دولها وصراعاتها وفرص اختراقها المتاحة، وكذلك بسبب قضية فلسطين التي مثلت وما زالت حجر الزاوية لإنجاز المشروع وتسويق أفكاره باتجاه كل بيت عربي من المحيط إلى الخليج، حيث استثمرت طهران القيمة الرمزية لهذه القضية عربيا وإسلاميا لتضع فيها ثقلها السياسي والدعائي ولتقدم نفسها بوصفها المدافع الوحيد عنها.  وقد استخدمت إيران في سبيل إنجاز مشروعها أدوات محلية على شكل أحزاب وقوى وتيارات وشخصيات ونخب ومنظمات سرية وعلنية، تعمل تحت وصاية طهران أو بالتنسيق معها أو بوحي ما تتلقاه منها من معونات ودعم، لتسويق المشروع وإزالة العوائق أمامه.

ويُقدر الباحث بأن المشروع الإيراني يمضي بقوة وثبات، ولكنه يواجه بدوره مشكلات ومصاعب، تتمثل بشكل خاص في الوضع الاقتصادي المتراجع الذي يتزايد بسبب العقوبات الدولية وسواها والانقسام الاجتماعي الذي ظهر جليا في الاحتجاجات الأخيرة على نتائج الانتخابات الرئاسية والتي ما زالت محتدمة ومرشحة للتطور وتهديد أبرز مرتكزات النظام المتمثلة بالسطوة (الإلهية) التي تعطي رؤوس النظام في إيران سلطات مطلقة ظلت تميزه خلال ثلاثين عاما حتى مع وجود الانتخابات.

الورقة الثانية

التجربة العملية للمشروع - نجاحاتها وإخفاقاتها، والإشكاليات الكبرى التي عانت منها

د. محجوب الزويري (الأردن)

يرى الباحث بأنه يسود اعتقاد أن سياسة إيران الإقليمية تحمل في طياتها ملامح لمشروع تغيير تريد إيران تطبيقه أو فرضه على منطقة الشرق الأوسط. ويسعى الباحث في ورقته إلى إستعراض ملامح هذه السياسة التي تشكل أساسيات ما يمكن أن يسمى بالمشروع الإيراني، والأهداف التي تريد إيران تحقيقها من وراء ذلك، والأبعاد النظرية التي تستند إليها إيران في سياساتها الإقليمية المتكأة على نصوص دستورية إيرانية.

ويشير الباحث إلى أهمية تحليل التطورات الداخلية الإيرانية وتأثيرها في صياغة هذا المشروع وقدرته على التقدم في تحقيق أهدافه. ويسعى في هذا القبيل إلى تحليل الخطابين المطروحين في إيران وهما خطاب قوى التيار الإصلاحي، وخطاب قوى التيار المحافظ حول سياسات إيران والمشروع الذي تحمله تلك السياسات. ويستعرض الباحث تجربة الرئيس الأسبق محمد خاتمي في رئاسته الثاني 2001-2005 والرئيس محمود أحمدي نجاد في رئاسته الأولى 2005-2009. وتركز الورقة كذلك على التقييمات الإقليمية والدولية للسياسات الإيرانية.

الورقة الثالثة

أنماط تحالفاته وعلاقاته الإقليمية والدولية ودورها في خدمة المشروع أو تعويقه

د. سعد بن نامي (السعودية)

يرى الباحث بأن قادة الثورة الإيرانية في صياغتهم لنظرية إقامة الحكومة الإسلامية العالمية أعتبروها من أصول السياسة الخارجية الإيرانية وأهدافها الاستراتيجية البعيدة المدى، والتي تشمل مبادئ من قبيل الوحدة بين المسلمين، والحكم بالشريعة الإسلامية، لا شرقية ولا غربية، وتحول السياسة الخارجية الإيرانية على مدى السنوات التي أعقبت انتصار الثورة الإيرانية، والخطاب السياسي التي كانت تتبناه هذه السياسة الخارجية لإيران.

يرى الباحث أنه من هذا المنطلق تم التطرق إلى السياسة الخارجية في عهد الرئيس السابق سيد محمد خاتمي التي كانت تقوم على مبدأ ”إزالة التوتر وإعادة العلاقات السياسية الثنائية مع الدول، وتوسيع حضور الحكومة في المجامع والمنظمات الدولية، ثم شهدت السياسة الخارجية الإيرانية بعد فوز الرئيس محمود أحمدي نجاد في 24/6/2005م نقلة نوعية من حيث الهيكلية والتوجهات؛ حيث برز ما يعرف بمؤسسة السياسة الخارجية من خلال إحداث تغييرات في إستراتيجيتها، وإنشاء مركز جديد للتخطيط الاستراتيجي في وزارة الخارجية يمكن تفسيره على أنه ضرورة ملحة استجابة للظروف الإقليمية والدولية، ومحاولة من التيار الأصولي الحاكم للوقوف أمام الضغوط الدولية وخاصة الأمريكية تجاه مشروعه النووي، ومحاولة استغلال التحولات الإقليمية والدولية في تدعيم مكانة إيران وطموحاتها وخاصة الإقليمية. لكن هذه السياسة كانت محل انتقاد من الإيرانيين أنفسهم، وكيف كان للسياسة الخارجية الإيرانية من دور في صياغة التحالفات الإيرانية، والعلاقات الدولية إقليميًا وعالميًا.

ويذكر الباحث أبرز أنماط التحالفات الإيرانية التي تناقشها هذه الورقة ثلاثة أنماط:

1.    النمط الاستراتيجي الإقليمي الذي يرتكز على ثلاثة محاور… هي: محور إيران- حزب الله – سوريا، ومحور إيران- التنظيمات الشيعية في العراق، ومحور إيران – القاعدة.

2.    النمط الأيديولوجي أو العقدي المتمثل في محاولة إيران إقامة هلال شيعي في المنطقة العربية.

3.    النمط الاقتصادي.

ويرى الباحث بأن هذه الأنماط من التحالفات تمثل دعمًا للمشروع الإيراني، وخدمت بعض الأحداث في الشرق الأوسط المشروع الإيراني، ومن أبرزها العلاقات الإيرانية السورية عربيًا، والعلاقات الإيرانية الروسية، والعلاقات الإيرانية الصينية، والعلاقات الإيرانية مع كوريا الشمالية، والتي مثلت دعمًا خاصًا لإيران في المجال العسكري والتسليح، كما أن إيران استفادت من علاقاتها مع دول الاتحاد الأوروبي في إفشال بعض السياسات الأمريكية وخاصة سياسة الاحتواء المزدوج، وعدم فعالية الحصار الاقتصادي الذي فرضته الولايات المتحدة على إيران بعيد انتصار الثورة الإيرانية واقتحام الطلبة الإيرانيين مبنى السفارة الأمريكية في طهران.

وقد خلص الباحث في هذه الورقة إلى ما يلي:

1.          إن السياسة الخارجية الإيرانية لم تتغير منذ انتصار الثورة الإيرانية وقيام نظام الجمهورية الإسلامية في إيران، وتم تطبيقها والعمل بها وفق صياغة الدستور الإيراني لها، وقد لا تتغير مهما تغيرت الحكومات؛ لكن الذي يتغير هو مدى تفسير الحكومات الإيرانية لأسس السياسة الخارجية وأهدافها وفق المصلحة التي يحتاج إليها النظام وفق المتغيرات الإقليمية والدولية.

2.          بعض التحالفات بين إيران ودول أخرى سواء الاستراتيجية منها أو الاقتصادية كانت قائمة منذ فترة بعيدة؛ ولكن إيران استفادت من هذه التحالفات لدعم مشروعها في المنطقة العربية.

3.          كان للمشاريع الأخرى في المنطقة العربية وفي مقدمتها المشروعان الأمريكي والصهيوني دور في تقوية المشروع الإيراني؛ بل ساعدا بشكل غير مباشر على تحقيق الاستراتيجية الإيرانية في المنطقة، وأكبر دليل على ذلك قيام المشروع الأمريكي بالقضاء على ألد نظامين لإيران هما: نظام طالبان في أفغانستان، ونظام صدام حسين في العراق.

4.          إن أقوى العلاقات الخارجية الإيرانية والداعمة لمشروعها في المنطقة العربية هي تلك العلاقات التي أقامتها مع الدول الأخرى أثناء حربها مع العراق في ثمانينيات القرن الماضي، وخاصة مع الصين وروسيا وكوريا الشمالية، والتي عن طريقها استطاعت إيران بناء ترسانتها العسكرية.

5.          إن الضعف العربي كان له الدور البارز في تقوية المشروع الإيراني في المنطقة عن طريق اجتذاب الدول الفاعلة في المنطقة، وتقوية تحالفاتها معها.

الورقة الرابعة

نقاط الإلتقاء والتعارض والاحتكاك بين هذا المشروع والمشاريع الأخرى

د. طلال عتريسي (لبنان)

يرى الباحث أنه لا يمكن بأي حال النظر إلا المشروع الإيراني دون، النظر إلى المشاريع الأخرى لأنه يوجد دوماً تصادم أو تلاقي بين هذه المشاريع في المصالح، ويكمل الباحث قراءة المشروع الإيراني من وجهة نظره على مستويين متداخلين:الأول هو كيف حملت إيران هذا المشروع؟ وكيف دافعت عنه؟ وكيف استطاعت الصمود بوجه القوى المواجهة لها؟ وكيف تقدم نفوذها على الحضور الأميركي من خلال هذا المشروع خصوصا في الشرق الأوسط؟؟؟ والمستوى الثاني هو كيف وأين تعارض المشروع الإيراني مع المشروع العربي؟ أو كيف أساءت إيران إلى المشروع العربي وشكلت تهديداً له، أو منعته من التقدم ومن تحقيق الانجازات السياسية والأمنية والإستراتيجية؟

ويرى الباحث أن ما قيل عن تصدير الثورة هو مجرد حماس ولا يرقى لكونه مشروع، وأنه حتى لو كان مشروعاً فإن الحرب العراقية الإيرانية أفشلت هذا المشروع، وأن إيران لم تكن تملك مشروع حقيقي من 1979م وحتى احتلال العراق عام 2003م على أقل تقدير، ثم يتطرق إلى الحقبة التي ما بعد الاحتلال ويقول أنه ومن خلال مراجعة وقائع وتحولات السنوات الماضية في إيران وفي الشرق الأوسط يمكن أن نستنتج الفرضية التالية:(أن إيران استفادت من الفراغ الذي تركه النظام العراقي وضعف النظام العربي وبالتالي أصبح مشروعها واقعي وقابل للنجاح).

ويختم الباحث ورقته خالصاً إلى أنه لا جدوى مما ستفعله الولايات المتحدة أو حتى (إسرائيل) لكبح "المشروع الإيراني" خاصة على مستوى التهديد العسكري، وأنه يجب قبول الواقع الإيراني والبحث في الوقت نفسه عن المعادلة التي تجمع بالنسبة إلى دول الخليج بين التزاماتها الأمنية تجاه الولايات المتحدة، وبين حاجات وهواجس إيران الأمنية الموازية، وإن التقدم ولو المتعثر في الحوار الأميركي – الإيراني، ينبغي أن يدفع العرب ليس إلى انتظار نتائج هذا الحوار، بل إلى المبادرة إلى فتح قنواته المباشرة السياسية والأمنية والاقتصادية مع إيران.

الورقة الخامسة

التحديات والفرص وسيناريوهات المشروع حتى العام 2015 ، محدداتها وشروطها وفرص نجاحها

د. مصطفى علوي (مصر)

يوضح الباحث في ورقته أن السياسة الخارجية الإيرانية إتبعت مبدأ "تصدير الثورة الإسلامية" كمبدأ أساسي ومحرك للسياسة الخارجية الإيرانية في السنوات العشر الأولى من بداية الثورة، وهناك كثير من الأدلة والبراهين على محاولة النظام الثوري الإيراني التدخل في الشؤون الداخلية لدول الخليج ومحاولة إثارة الفتن والقلاقل وتحريض الشيعة على النظم السنية الحاكمة وخصوصاً في العراق.  لكن الحرب مع العراق وضعت حد لتمدد هذا المشروع. ويرى الباحث بأنه صحيح أن الحرب على العراق فرملت هذا التمدد لكن إيران الآن عادت أقوى من ذي قبل فتخلصت من نظام صدام حسين المعادي لها، وتخلصت كذلك من نظام طالبان المعادي لها، وتملك العديد من أوراق القوة في العراق وأفغانستان ولبنان وفلسطين.

ويعرض الباحث لقراءة ردود الفعل العربية تجاه المشروع الإيراني ومستقبل هذا المشروع، فيرى أن دول الجوار في الخليج فتبدو قلقة حيال المشروع الإيراني وخصوصاً تجاه ملفها النووي، فتعقد صفقات سلاح مع الولايات المتحدة (سبتمبر 2007) ثم تدعو الرئيس الإيراني لحضور اجتماع قمة دول التعاون الخليجي (ديسمبر 2007). ولقد تميزت تلك القمة بحضور رؤساء الدول الست الأعضاء في المجلس والذي تلي اجتماع أنابوليس للسلام في الولايات المتحدة والذي كان من المعتقد أن الهدف الأساسي منه هو حشد التأييد لدول الخليج ضد المخططات الإيرانية.

والباحث ورقته في الخلاصة التالية: إن أي قراءة لمستقبل المشروع الإيراني في المنطقة يجب أن تنظر بعين الأهمية إلى مقومات ومحددات هذا الدور، ومن أهمها: هل يمتلك الدور الإيراني عناصر الجذب سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو ثقافية؟ وعلى الرغم من إعجاب الشارع العربي بحركات المقاومة في المنطقة إلا أن هذا لا يعني إعجاباً بإيران، فقد تلتف الجماهير حول آي حركات مقاومة للولايات المتحدة وإسرائيل بغض النظر عن هويتها العرقية والدينية.  ومن الواضح الإشارة إلى اختلاف إيران الثقافي عن باقي الدول في المنطقة العربية، فالدول العربية منفتحة بشكل كبير على الثقافة الغربية من خلال وسائل الإعلام الجذابة والتي تبارت معها وسائل الإعلام التركية في وقت قريب، ولكن بعيداً عن المجال السياسي المقاوم للوضع القائم في الشرق الأوسط، لا تقدم إيران نماذج جذب ثقافية ترفيهية يمكن أن تجذب جماهير الشارع العربي.  كما أن البعد المذهبي في الثقافة الإيرانية الشيعية يعد من عوامل الطرد لما يمثله من قلق للنظم الحاكمة في المنطقة من ناحية، ولعدم فهمه وتقدير دوره لدي الشارع العربي من ناحية أخري، فالوضع في العراق والفتنة الطائفية لا تجد صدي واسعاً.  كما أن الدور الإيراني في الشرق الأوسط لا يقف وحيداً، فالدول القلقة من الدور الإيراني تعزز من تحالفاتها مع الولايات المتحدة، كما أنها توسع من أدوارها الإقليمية في مجالات مختلفة.

للأعلى     رجوع

*******************************************************************

 

المشاريع الأخرى: التركي والأوروبي، الصيني والروسي والهندي

 الورقة الأولى

المشروعان التركي والأوروبي

د. أحمد البرصان (الأردن)

يرى الباحث أنه ليس هناك مشروع تركي جديد ولكن هناك رؤية استراتيجية تركية جديدة لسياسة خارجية تركية تقوم على استغلال الموقع الجيوبولتيكي التركي بين ثلاث قارات، والعلاقات التاريخية التركية مع دول الجوار من أجل تحقيق المصالح التركية السياسية والاقتصادية والعسكرية في المنطقة، لذا يرى الكاتب أن في تركيا سياسة خارجية جديدة ينتهجها (العثمانيون الجدد) وليس مشروع تركي.  أما بالنسبة للاتحاد الأوروبي في المنطقة العربية فلا شك أن الدولة القطرية العربية الحديثة هي من صنع الدبلوماسية الأوروبية، ولم تكن أوروبا مرتاحة للولايات المتحدة لأنها حلت مكانها في المنطقة العربية خاصة في المصالح البترولية أو التعامل التجاري والوجود العسكري، فالتاريخ الاستعماري والجغرافيا ما زالت حاضرة في الدبلوماسية الأوروبية تجاه المنطقة العربية، ويذكر الباحث أن أوروبا هي عضو في اللجنة الرباعية لحل الصراع العربي الإسرائيلي، ولها المصلحة في المحافظة على الأنظمة الصديقة والحيلولة دون وصول حركات الإسلام السياسي للسلطة، ومنع إنتشار أسلحة الدمار الشامل والصواريخ البالستية في المنطقة، وتحقيق مصالحها الاقتصادية والإستثمارات في المنطقة، أي أن لها مصالح كبيرة في المنطقة.

 ويقسم الباحث موقف تركيا من المنطقة إلى موقفين من حيث الزمن، فالأول يبدأ منذ انهيار الخلافة العثمانية حيث كان ينظر وقتها للعالم الإسلامي على أنه لا روابط بينه وبين تركيا الحديثة، فتنكر أتاتورك من تاريخ تركيا العثماني وحضارتها الإسلامية، وتبنى بالصراحة وبالعنف والدكتاتورية تغريب تركيا أي جعل القيم الغربية الطاغية على القيم الإسلامية، أما الثاني فهو منذ مطلع الثمانينيات وترسخ في عام 2002م بعد فوز حكومة العدالة والتنمية التي تبنت الانفتاح على جميع الدول الإقليمية والدولية وتبني سياسة متوازنة مع الجميع لتحقيق مصالح تركيا، معتمدة على العمق الإستراتيجي والتاريخي، فالموقع الجيوبولتيكي يجعل تركيا حلقة وصل بين عدة أقاليم، هذه العوامل إضافة إلى عامل عدم انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي يزيد من فرصة التحاق تركيا في الشرق الأوسط.

أما بالنسبة للمشروع الأوروبي فيعتير الكاتب أنه من أخطر المشاريع على المنطقة، فأوروبا هي التي هندست النظام الإقليمي العربي منذ نشأته فهي وراء تفكيك المنطقة ونشوء الدولة القطرية، وهي التي أجهضت حلم الوحدة العربية بعد الحرب العالمية الأولى إثر اتفاقية سايكس –بيكو 1916م بين فرنسا وبريطانيا، كما أن أوروبا كانت خلف المشروع الصهيوني، فوعد بلفور 1917م الذي أصدرته بريطانيا مشروعا أوروبيا قامت بريطانيا على تنفيذه بانتدابها على فلسطين، أما حاليا فإن المشروع الحالي لا يختلف عن المشروع القديم المرتبط بسايكس بيكو 1916، إلا أن الوسائل جديدة وبثوب جديد، فلا زال يطمح للسيطرة على خيرات المنطقة وضد أي تحالف فيها، كما أنه رغم شعار الديمقراطية عمل الاتحاد الأوروبي ضد وصول الحركات الإسلامية إلى السلطة حتى عن طريق الانتخابات الحرة والنزيهة كما حدث في الجزائر وفلسطين، وأخيرا وليس آخرا يرى الباحث إن المشروع الأوروبي للمنطقة امتداد للمشروع الاستعماري في بداية القرن العشرين، وله مشروع متطور مع الظروف الإقليمية والدولية والتطور داخل المنطقة العربية من أجل استمرارية هندسة القرن العشرين من التمزيق والتفتت وهيمنة إسرائيل، وهو يشكل خطورة على المنطقة العربية عكس المشروع التركي أو الرؤية التركية رؤية العثماني الجديد أحمد داود أوغلو التي تلتقي مع المصالح العربية ويعيد ذكرى الوحدة الإسلامية والعربية عندما كانت تتبنى الرابطة العقدية.

الورقة الثانية

المشروعان الصيني والهندي

د. محمد نعمان جلال (مصر)

تحدث الباحث عن الأهداف الرئيسة لكل من الصين والهند تجاه المنطقة العربية، حيث تنوعت أهداف الصين تجاه المنطقة العربية وكذلك أهداف الهند وفقاً لمراحل التطور في أوضاع كل من الدولتين وعلاقاتهما الإقليمية والدولية وعن تطور الأهداف الصينية أكد أنه منذ وصول الشيوعيين للسلطة في بكين عام 1949م، تركز الهدف الصيني على ضرورة الحصول على اعتراف دولي بها، وفك الحصار الغربي الذي فرض عليها.

وعن تطور الأهداف الهندية قال أنها سارت الأهداف الهندية تجاه المنطقة العربية في إطار مشابه لتلك الخاصة بالأهداف الصينية، ولعبت باكستان وعلاقتها العربية إلى حد ما- مع وجود عناصر اختلاف كثيرة- الدور الذي لعبته علاقة تايوان بالدول العربية. ذلك لأن الهدف الأول للهند كان الحيلولة دون المساندة الكاملة من الدول العربية للباكستان، بحكم المشاركة في الانتماء الإسلامي، بسبب مشكلة كشمير، وطرحت الهند مساندة حركات التحرر الوطني على المستوى العالمي بما في ذلك الحركات التحررية العربية، ومن هنا برزت سياسة عدم الانحياز لتواجه سياسة الأحلاف.

ويرى الباحث أنه ليس لدى أي من الصين أو الهند أي مشروع للتغيير في المنطقة العربية، كما أنهما لم تكونا طرفاً في المشاريع الغربية للتغيير في الشرق الأوسط.  وأكد انه ليس لدى الهند أي مشروع لتغيير المنطقة العربية وإنما لديها تأثير الحضاري والثقافي غير المباشر وليس من خلال نشر الإيديولوجية أو السياسة النشطة.

وتحدث الباحث عن صعود الصين ثم الهند كقوة اقتصادية وسياسية وعسكرية كبرى في أواخر القرن العشرين وأوائل القرن الحادي والعشرين وإستخلص النقاط التالية:  إنه حالياً لا يوجد مشروع صيني ولا هندي للتغيير في المنطقة العربية وإن اهتمام كل من الصين أو الهند على تطوير علاقاتهما مع المنطقة العربية لتأكيد وحماية مصالحهما في الحصول على النفط والغاز، العمالة، الأسواق، رؤوس الأموال، فضلاً عن المساندة في المحافل الدولية لقضاياهما وإنه ليس من المستبعد بل أنه من المنطقي أن يكون لكل من الصين أو الهند مطامع لتغيير في الشرق الأوسط في المستقبل وإن الشرق الأوسط وبخاصة المنطقة العربية تمثل فراغاً سياسياً، وقيادياً، وعسكرياً، وتخلفاً في التنمية البشرية وإن على المنطقة العربية إذا أرادت إلا تكون موضوعاً في السياسة الدولية، وهدفاً لمشروعات التغيير من القوى الدولية أو الإقليمية، أن تعيد النظر في أوضاعها السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية.

المشروع الإسلامي ومستقبله

الورقة الأولى

التعريف بالمشروع: مكوناته، أدواته، أهدافه، هويته، ومصادر قوته

د. عبد الرزاق مقري (الجزائر)

يعرف الباحث في ورقته المشروع الإسلامي الذي يقصد (مشروع الوسطية والاعتدال) بأنه المشروع الذي يدعو إلى النهضة الشاملة التي تبدأ بمقاومة الاحتلال وإخراجه من بلاد المسلمين والانطلاق في عملية إصلاحية شاملة تهتم بجميع مناحي الحياة.  ويتابع الباحث أن هذا المشروع قد تحول اليوم إلى ظاهرة عالمية تنتمي إليها كمدرسةٍ واتجاهٍ أعدادٌ لا تحصى من المنظمات والجمعيات والنقابات والأحزاب والمؤسسات.

ويتعرض الباحث مكونات المشروع الذي يقسمه، أولاً: إلى فكرة وتتمثل بأنها جاءت مناقضة للمادية الطاغية على مختلف مناحي الحياة، والخواء الروحي الذي يميز المشاريع الأخرى، و جاءت لإصلاح الأوضاع الراهنة بتثبيت الصالح وتغيير الفاسد ضمن منهج سلمي علني، وثانياً: إلى قادة ورموز يبين فيها وجوه المشروع والناطقون باسمه والمعبرون عنه، مثل محمد بن عبد الوهاب وعبد الرحمن الكواكبي والعلامة رشيد رضا والشيخ حسن البنا وغيرهم الكثير، وثالثاً:إلى منظمات ومؤسسات فمنها الحركات والأحزاب الإسلامية ذات الوجود القانوني، ومنها المؤسسات الأهلية المتنوعة في مختلف المجالات الاجتماعية والخيرية والاقتصادية والمالية و الإعلامية، ورابعا: إلى الجمهور الذي يعد أهم نقاط قوة هذا المشروع فهو يحوي مختلف الشرائح الشبابية والنسائية والعمالية، والفقيرة والغنية، والمثقفة وغير المثقفة، والنخبوية ومن عموم الناس، ونتائج الانتخابات أكدت هذا في العديد من المناطق، وخامساً: إلى تاريخه وتطوراته فهو مشروع له تاريخ عريق مليء بالأحداث والتفاعلات مرت عليه سنون عجاف وسنون سمان عرف المشانق والسجون كما عرف المناصب والقصور فابتلي بهذا وابتلي بذاك ولكنه في كل الأحوال بقي مستعصيا على الاضطهاد صابرا أمام المغريات.

ويعتقد الباحث أن هوية المشروع ومبررات وجوده تنطلق من شعور سكان المنطقة بالظلم في ظل الاحتلال والهيمنة الغربية والتفوق الإسرائيلي، وجعلهم يحتمون بالإسلام، إضافة إلى فساد الحكام والأنظمة العربية ورفضهم توفير الحرية والديمقراطية وعجزهم عن تحقيق التنمية والرفاه.

ويتعرض الباحث إلى رسالة وبرنامج  وأهداف المشروع، فرسالته أنه تحرير الأمة من كل القيود الاستعمارية الأجنبية والسياسية الحالية التي تعيق نهضتها الحضارية الشاملة والعمل على تحقيق وحدتها وإعادة تشكيلها وفق الشريعة الإسلامية. أما أهدافه فهي: مقاومة الاحتلال حيثما كان في الأمة الإسلامية، وبذل الجهد لتوفير الحريات في المجتمعات الإسلامية ومقاومة الظلم، وتحقيق مشروع الوحدة العربية والإسلامية، العمل على تأهيل الأمة لتكون قوة دولية كبرى قادرة على حماية نفسها ورعاياها.  أما أدوات المشروع فيلخصها بالنقاط التالية: أولاً: الدعوة والتربية الإسلامية فهي المنطلق والأساس باعتبار أن أصل المشروع الإسلامي كله دعوة وأول من بناه هم الدعاة إلى الله، ثانياً: النضال السياسي فهو يعتبر من أكبر الأدوات التي يستعملها أصحاب المشروع الإسلامي، حتى صار لدى بعض الحركات الإسلامية وكأنه اختصاص لا يتقنون إلا هو، ثالثاً: العمل الخيري والاجتماعي فهو من أحسن الأدوات التي تُستعمل للتمكين للمشروع الإسلامي الشبكات الواسعة والممتدة والمتنوعة في مختلف مجالات العمل التطوعي لا سيما الخيري والإغاثي منه، وتجربة الضفة وغزة هي أكبر دليل على ذلك، رابعاً: العمل الإعلامي والفني فكانت هذه النقطة دائماً هي نقطة الضعف عند المشروع لكن في الآونة الأخيرة عرف المشروع طفرة كبيرة من حيث الاهتمام والتخطيط ومحاولات التأسيس لمختلف الوسائل الإعلامية كالفضائيات والجرائد وغيرها، خامساً: النشاط المالي والاقتصادي، سادساً: الجهاد والمقاومة المسلحة: فالمشروع منذ تأسيسه وحيثما وجد يعطي الأولوية لمواجهة الاحتلال فشارك دعاتُه في كل الثورات والانتفاضات ضد الغزو الخارجي.

ويختم الباحث ورقته ببيان مصادر قوة المشروع ويسردها على سبيل الذكر لا التفصيل بالتالي: الدعم الرباني والنصرة الإلهية، والقوة المعنوية التي يتمتع بها أفراده، والدعم المادي والمعنوي الذي يستفيده من مختلف الشرائح المتعاطفة معه، وضعف المشاريع المنافسة له من داخل العالم العربي والإسلامي، والحساسية المفرطة من المشاريع الأجنبية المحاربة له لدى المجتمعات العربية والإسلامية، وتراجع المشروع الصهيوني والمشاريع الغربية المساندة له، وقدرة هذه المنظمات والمؤسسات على الثبات في وجه المصاعب والتطور في وجه التحديات، و تنوع التجارب وتراكم الخبرة.

الورقة الثانية

التجربة العملية للمشروع – النجاحات والإخفاقات والإشكالات والمآزق الكبرى

د. حامد عبد الماجد قويسي (مصر)

يستعرض الباحث في ورقته الممارسات والتطبيقات العملية للمشروع الاسلامي للتغيير عبر منهجية النقد والتقويم.  ويخلص من ذلك بالتأكيد على مجموعة من والنتائج وأهمها:

أولا : ان التحديات التي تجابه المشروع الاسلامي تفرض نفسها على كل المشاريع الأخرى للتغيير في المنطقة، فالمشاريع الخارجية ضاغطة بقوة، وما تزال استجابة مجمل مشاريع التغيير الأصيلة في المنطقة بما فيها " الاسلامي " دون مستوي التحديات المفروضة استراتيجيا.

ثانيا : نجاحات المشروع الاسلامي للتغيير في الاستجابة للتحديات التي تفرضها البيئة الاقليمية والدولية أكبر من نجاحاته في الاستجابة للتحديات النابعة من ذاته وبنيته التنظيمية والفكرية، وتلك التي تفرضها البيئة الداخلية.  فالمشروع الاسلامي الذي واجه بقدر أكبر من الفعالية  تحديات وهيمنة وعدوان المشاريع الأمريكية والصهيونية  والأوربية، هو ذاته بحسب الباحث لم يفلح ولو بقدر أقل في التعامل مع تحدياته الداخلية من قبيل : الأزمة القيادية أو التنظيمية أو بلورة مشروعه الحضاري والسياسي، أو التحديات التي تفرضها علىه الأنظمة الحاكمة  في المنطقة العربية مما أسلفنا الحديث عنه سابقا.  وهكذا يرى الباحث بأن المشروع الاسلامي للتغيير لم يخرج في تعامله الناجح عن المعادلة التقليدية التي عرفتها مجتمعاتنا تاريخيا " أيهما ينبغي التصدي له بداية  وهل على نفس الدرجة " استبداد الداخل " المستبد الداخلي ، أو " هيمنة الخارج "  المستعمر والعدو الخارجي.

ثالثا : تعد نجاحات المشروع الاسلامي للتغيير من قبيل النجاحات على المدي القصير والمتوسط أما على المدي الاستراتيجي طويل الأمد فان المشروع لم يحقق اختراقا فعلي أو نقلة نوعية في استجاباته على مجمل التحديات التي تواجهه عمليا، خاصة في ظل هيمنة المشروع الصهيوني.

رابعا : يعد المشروع الاسلامي للتغيير مقارنة ببقية مشاريع التغيير الداخلية في المنطقة العربية في الأكثر فعالية في الاستجابة لتحديات المشاريع الخارجية.

خامسا : ان النجاحات على مستوى الخطاب السياسي للحركة كانت أضعف بكثير مقارنة بالنجاحات على مستوي التجارب والممارسات العملية، من الناحية الكمية والأكثر فعالية من الناحية الكيفية في التعامل مع الرأي العام.

سادسا : ان الاخفاقات الحقيقية للمشروع الاسلامي للتغيير تتعلق باخفاقاته في الاستجابة للتحديات الداخلية " بنية الحركة ومشروعها " أكثر من كونها تتعلق باستجاباته وتفاعلاته مع البيئة المحيطة الاقليمية او الدولية، كما أن اخفاقاته على مستوى الخطاب السياسي ارتبطت بتراجع عملية التجديد الفكري والفقهي.

سابعا : ان استجابات المشروع الاسلامي للتغيير في التعاون والتحالف مع المشاريع الأخري داخل المنطقة العربية والاسلامية كالمشروع القومي العربي والوطني ماتزال في بداياتها وهي دون المستوي المطلوب والمأمول.

الورقة الثالثة

أنماط تحالفاته وعلاقاته الإقليمية والدولية، ودورها في خدمة المشروع أو تعويقه

د. ناصر الصانع (الكويت)

يرى الباحث بأن أنماط العلاقات والتحالفات التي يتبناها المشروع الإسلامي متعددة ولا ينفي ذلك وجود تباين في عملية التأثير والتأثر المتبادل بين الحركة الإسلامية والمجتمع، تبعا لمراحل التفاعل.  وفي ضوء التفاعلات الدولية والاقليمية المتشابكة والمنفتحة يرى الباحث بأن الرهان يتعاظم على المجتمع المدني، فنظرا لطبيعة كثير من النظم السياسية الحاكمة الرافضة لمشاركة أطراف مجتمعية عدة بالعملية السياسية أو تلك التي تقبل بمشاركة محدودة فإن المشروع الإسلامي في حراكه نحو الإصلاح والتغيير يراهن في كثير من منطلقاته على المجتمع المدني الذي تكمن فيه فاعلية الشعوب المستهدفة.

ويرى الباحث بأنه يجب أن نأخذ في حسابنا الظرف التاريخي الفارق الذي تمر به الأمة، حيث تواجه محاولات مباشرة لتفكيكها وهدمها. وعندما تبلور الأمة مواقفها تجاه هذا العدوان الخارجي، وتتوافق تياراتها على مواجهة العدوان، كما تتوافق عل استعادة مرجعيتها الحضارية، تكون الأمة قد شكلت الحدود الجامعة لكل تياراتها، ثم بلورة الشخصية المميزة لكل تيار. ويرى الباحث بأن هذه المرحلة ليست سهلة، فهي مرحلة فرز داخلي، وبالتالي فهي مرحلة صراع داخلي نهايتها تمثل لحظة تاريخية تتشكل فيها هوية الأمة الجامعة، وتتشكل فيها التيارات المعبرة عنها. ولحظة الفرز تلك، هي اللحظة التي تشهد أكبر درجة من التفاعل المتبادل بين الحركات الإسلامية وبين المجتمعات، لأنها لحظة تحديد العناصر المميزة للأمة ككل، وكذلك المميزة لكل تيار من داخلها.

ويرى الباحث بأن فعالية وقدرات الحركات الحاملة لمشروع التغيير والإصلاح الإسلامي تتوقف على عدة محددات، أهمها:

أولها-علاقة أنظمة الحكم القائمة بالقوى السياسية

ويحصر الباحث إستراتيجيات الأنظمة السياسية في كيفية التعامل مع الإسلاميين في أربع:

أ - إستراتيجية الإدماج التدريجي داخل النظام السياسي.

ب - إستراتيجية التضييق والمحاصرة والتحجيم وتستعمل ضد التيارات التي اندمجت فحصدت نتائج سياسية جيدة.

ج - إستراتيجية التجاهل واللامبالاة للقوى الإسلامية التي لا تحظى بتجذر جماهيري واسع، وتبقى ذات طابع نخبوي أو قريب من ذلك.

د - إستراتيجية الردع والزجر وتنتهج ضد التيارات التي تنطلق من العمل العنيف الخارج عن إطار القانون ضد السلطة وأجهزتها وضد المجتمع.

ثانيها – علاقات النظم السياسية مع الغرب

وعلى صعيد آخر يرى الباحث بأن المشروع الإسلامي يتعرض لمزيد من الضغوط في ضوء علاقات النظم السياسية مع الغرب التي قد تصل في مستويات معينة إلى التماهي بالتنسيق في مواجهة المشروع الإسلامي الذي صورته وسائل الإعلام الغربية والصهيونية على أنه التحدي الأخطر أمام بقاء الحكام في مناصبهم، وتعددت سياسات النظم الحاكمة ما بين:

- الضغوطات السياسية عبر نهج سياسة التهميش والتجاهل.

- الضغوطات القضائية بفتح ملفات خاصة بهذه القوى السياسية والاجتماعية لدى المحاكم المدنية أو العسكرية.

- الضغوطات القانونية برفض الاعتراف القانوني بوجود هذه التيارات أو الجمعيات كتنظيمات مدنية أو أحزاب سياسية، برغم وجودها الفعلي كقوى اجتماعية وسياسية، واعتماد سياسة المراوغة والصرامة الإدارية.

- الضغوطات المادية والردعية من خلال ضرب القوة المادية والاجتماعية للتيارات والحركات.

- الضغوطات الاستفزازية بالتضييق على الأنشطة والبرامج المزمع عقدها، والتشدد في التعامل معها؟

- الضغوطات الإعلامية عبر عدم استدعاء هذه التيارات والقوى التي تمثلها للأنشطة الإعلامية التي تنظمها السلطة، ومنعها من الحضور في الإذاعة والتلفزة، للتعبير عن مواقفها وإظهارها بمثابة الفئة المعزولة والمحدودة التأثير.

ورغم تلك الحالة الغالبة والمتفاوتة في مواقفها والمتنوعة في آلياتها وأنماط علاقاتها بين النظم وتيارات المشروع الإسلامي يؤكد الباحث على حاجة المشروع الإسلامي الماسة إلى إعادة قراءة مستجدات الواقع ولتفعيل تأثيراته وتحالفاته المجتمعية نحو تحقيق درجة ما من التوافق ووقف التوتر والتأزيم المستمر مع بعض النظم، حيث خيمت هذه الحالة من القطيعة على صورة العلاقة بين الطرفين المتضادين دون أن تحمل المتغيرات العالمية أي بوادر انفراج يمكن أن تعيد حالة السلم السياسي والاجتماعي إلى الطرفين.  وأمام هذه الإشكالية بإفرازاتها السلبية على الأمن والتنمية، يرى الباحث ضرورة المراجعة وتقويم الفترة الماضية وتحويل حالة القطيعة إلى تنوعات مدنية وتبادل أدوار عملية؛ تحقق التعاون في المشترك العام من المصالح والمكاسب الوطنية.

الورقة الرابعة

التحديات والفرص وسيناريوهات المستقبل ومحدداتها ومتطلباتها، وسيناريوهات شكل المنطقة العربية في ظل تفاعل المشروع مع المشاريع الأخرى حتى العام 2015

د. عارف أبو عيد (الأردن)

يرى الباحث بأن مشروع التغير الإسلامي يواجهه عدة معوقات منها: المشروع الصهيوني والمشروع الأمريكي والأنظمة العربية والأحزاب العلمانية وتناحر الحركات الإسلامية، وعلماء السوء في الأمة، والغزو والتغريب الفكري.

ويرى الباحث بأن هناك مهددات للمشروع الإسلامي من أهمها تمزق المشروع الإسلامي بين الجماعات واستمرار عدم وضوح تصور المشروع الإسلامي لبعض القضايا، وعدم تلاقي الحركات الإسلامية، ومحاولة حصر المشروع الإسلامي في الجوانب التربوية و الروحية.

ويؤكد الباحث أن من فرص هذا المشروع اجتماع غالبية الأمة العربية عليه، وثقة الجماهير في المنهج الإسلامي و شعور الأمة بخطر المشاريع الأخرى.

ويرى الباحث بأن المستقبل لهذا المشروع مع انكفاء المشاريع الأخرى في المنطقة ولكن يحتاج إلى وقت غير قصير حتى يصبح مشروعا حاكما في الوطن العربي.

للأعلى     رجوع

*******************************************************************

 

المشروع العربي القومي ومستقبله

الورقة الأولى

التعريف بالمشروع: مكوناته، أدواته، أهدافه، هويته، ومصادر قوته

د. علي محمد فخرو (البحرين)

يرى الباحث أن بدايات المشروع العربي كمشروع سياسي بدأت منذ نهايات القرن التاسع عشر، كرد على سياسة التتريك التي تم ممارستها من قبل العثمانيين، وأن من بدأ المشروع هم نخبة الأمة العربية من تجار ومثقفين. وعرف الباحث المشروع العربي على أنه مشروع فكري سياسي يسعى إلى توحيد الأقطار العربية في وطن عربي واحد كبير وإلى توحيد الشعوب في أمة عربية واحدة، تعيش في ذلك الوطن وتقيم دولتها عليه ضمن حدوده حدوده الجغرافية. وتحدث عن مكونات المشروع وأن مشكلة هذا المشروع هو أنه لا يتكون إلا من مكون وحيد وهو وحدة الأمة العربية فقط وأنه لا يرتبط بواقع مشكلات المجتمعات والشعوب، وأنه عندما يتم الحديث عن مشروع عربي يجب أن يتم الحديث عن كل المكونات الأساسية الكبرى لهذا المشروع وإلا سيصبح الحديث عن المشروع تسلية.

ثم تابع الباحث تكلمه عن إشكاليات هذا المشروع التي يرى أنها متمثلة بإشكاليات فكرية وعملية تتحدى هذا المشروع وأبرزها: مكونات المشروع وأن مشكلة هذا المشروع هو أنه لا يتكون إلا من مكون وحيد وهو وحدة الأمة العربية فقط، وأنه لا يرتبط بواقع المشكلات بواقع المجتمعات والشعوب، وأنه عندما يتم الحديث عن مشروع عربي يجب أن يتم الحديث عن كل المكونات الأساسية الكبرى لهذا المشروع وإلا سيصبح الحديث عن المشروع تسلية، وأيضاً التعددية العرقية واللغوية والثقافية في كثير من المجتمعات العربية، و إشكالية ترسخ الواقع القطري، بمصالحه النفعية وثقافاته المتعارضة أحياناً مع الثقافة القومية، وإشكالية الوجود الصهيوني في فلسطين المحتلة الذي سيحارب بكل طريقة وبكل أداة داخلية وخارجية أية محاولة لتوحيد العرب، و إشكالية ضعف وتمزق المجتمع المدني العرب، ثم تحدث عن الواقع الحالي لهذا المشروع والصفات الجديدة لهذا الواقع مثل ضعف الأحزاب والحركات العربية القومية السياسية إلى حدود الفاجعة والصراعات بين الحكومات العربية ويأس الإنسان العربي الذي أصبح محبط من الهزائم العربية المتتالية.

وختم الباحث حديثه بالتحدث عن مشروع النظام العربي الذي أكد أنه يتعارض مع المشروع القومي العربي مؤكداً أن هناك تناقض وتصادم بين: مشروع المجتمع العربي ومشروع الدولة العربية وأن قدر هذه المنطقة هو بقاء التوتر والصراع حتى حين مجيء وقت مصالحة تاريخية بين الشعوب وأنظمة الحكم حول قضايا الأمة الست الكبرى مثلما فعلت الكثير من المجتمعات الأخرى.

الورقة الثانية

التجربة العملية للمشروع – النجاحات والإخفاقات والإشكالات والمآزق الكبرى للمشروع

/ أ. معن بشور (لبنان)

--------------------------

--------------------------

الورقة الثالثة

أنماط تحالفاته وعلاقاته الإقليمية والدولية، والتيارات الحاملة له، ودورها في خدمة المشروع أو تعويقه

د. جورج جبور (سوريا)

عرَف الباحث إبتداءا في ورقته المشروع القومي العربي على أنه مشروع فكري – سياسي يسعى إلى توحيد الأقطار العربية في وطن عربي واحد كبير، وإلى توحيد الشعوب العربية في أمة عربية واحدة تعيش في ذلك الوطن وتقيم دولتها عليه ضمن حدوده الجغرافية، لكن يلفت الباحث النظر إلى أنه أصبحت قلة هي من تؤمن بإقامة دولة الأمة العربية الواحدة.

وإستعرض الباحث أنماط تحالفات هذا المشروع ويقسمها: إلى تحالف نظري أي بين البلاد التي تكون أهدافها مشتركة أو قريبة من بعض دون تحالف واحد يجمعهم، وتحالف واقعي أي أنه حين يتحرر قطر عربي من الاستعمار فسوف يتوجه بالتأكيد نحو الوحدة مع الأقطار العربية التي سبقته في التحرر، وتحالف وتآلف واختلاف كتآلف المعارضة الذي يجمع البعثيين والناصريين إلى حزب الله والتيار الوطني الحر في لبنان، ومن ثم ينتقل إلى التيارات الحاملة للمشروع العربي ودورها في خدمته أو تعويقه، ويذكر منها المفكرين كتيار أساسي فهم الذين حملوا المشروع منذ بدايات النهضة، وأبرزهم الشيخ الإمام عبد الرحمن الكواكبي والعربي اللبناني الماروني نجيب عازوري والملك ساطع الحصري وقسطنطين زريق ومفكرو البعث والناصرية، ويذكر أيضاً المجتمعات المدنية كتيار ثانٍ، و الحركات والأحزاب والدول والجامعة كتيار ثالث.

ويختم الباحث بشرح كيفية تبلور المشروع القومي العربي أوائل السبعينيات، والمطالبة بإعلان حلف معلن بين المفكرين العرب وبين الأمانة العامة للجامعة، ومؤداه ضرورة أن يشكل المفكرون العرب "حزباً" برئاسة أمين عام الجامعة، هو حزب جامعة الدول العربية. يقود الأمين العام للجامعة هذا الحزب، وقوامه الروابط المهنية العربية.

أخيراً يذكر الباحث بمحطتين قريبتين قادمتين إلينا: أولاهما ذكرى وعد بلفور الثانية والتسعين القادمة إلينا في أوائل الشهر المقبل، والثانية هي في شهر آذار القادم من العام الجديد حيث ستعقد القمة العربية، ومن المطمئن انتظام انعقاد القمة. ويزداد الاطمئنان بجعل أحد يوميها يوم تأسيس الجامعة، وبأن يكون يوم التأسيس عطلة رسمية عربية جامعة.

الورقة الرابعة

التحديات والفرص وسيناريوهات المستقبل أمام المشروع ومحدداتها ومتطلباتها

د. مجدي حماد (مصر)

قسم الباحث بحثه إلى ثلاثة أقسام وكان القسم الأول: هو تجربة المشروع القومي العربي وتحدث أن هذه الأمة مرت بثلاثة مشاريع للنهضة أولها – انطلق في أواخر العهد الأموي وجل العهد العباسي، قد أسس لنهضة عربية ذات بنية تعددية في الداخل،  وأبعاد عالمية في الخارج. وثانيها – انطلق في القرن التاسع عشر،  كما مثلته تجربة محمد على في مصر،  وثالثها – المشروع استأنف نفسه في الخمسينات من القرن العشرين ثم نقد الكاتب هذه التجربة من خلال عدة أمور أبرزها: العقدية القومية، وحرب الاستنزاف الاجتماعية أي التفتيت والتغريب، وعقدة النقص الحضارية إزاء الغرب.

وعدد الباحث في القسم الثاني محددات ومتطلبات بناء السيناريوهات حيث قسمه إلى خمسة أمور، الأمر الأول هو الحكام والمحكومين وتحدث في إطارها عن الطبقات الحاكمة والجماهير العربية،  والأمر الثاني هو الإرادة السياسة العربية، أما الأمر الثالث فهو المرجعية الشرعية، أما الأمر الرابع فهو المرجعية الوضعية، وأخيرا عن الدين والدولة.

وتعرض الباحث في القسم الثالث سيناريوهات المستقبل حتى 2015 حيث توقع خلاله ثلاثة سيناريوهات الأول: هو تدهور الوضع القائم حيث توقع الكاتب ضمن هذا السناريو عدة أمور كالتسوية في ظل التجزئة أو غياب مشروع نهضة معاصرأو الحرب الباردة العربية الجديدة، أما السيناريو الثاني: فأسماه الدفعة القوية حيث توقع خلاله عقد عربي جديد وأبرز سماته هو رد إغتراب العروبة، ونظام تأسيس أمن قومي عربي، وتوقع أيضاً تدعيم البنية الأساسية للنظام العربي، وأما السيناريو الثالث: فأسماه الإقلاع وهو الحديث عن المعركة القومية العربية وحقائق ومآزق النظام العالمي الجديد حديثه عن مأزق النظام العالمي.

ويرى الباحث بأنه إذا كانت الإستراتيجية هي مفاضلة بين اختيارات،  فإنه ينبغي أن يوضع في الاعتبار أن إستراتيجية تجسيد مشروع النهضة العربية تنطلق من أن هناك أزمة عميقة تهدد الأمة في مستقبلها ذاته وليس في مجرد خياراتها.و إن مرحلة من التاريخ العربي وصلت إلى نهاياتها مع نهاية قرن، وهناك زمان عربي قادم، ينتظر صياغة آماله، وينظر تحديد مهامه، وينتظر رجاله. ويؤكد الباحث أن حيوية الأمة العربية هي الكفيلة بتحديد مدة الانتظار!  لكن هناك – ابتداء – شرطين لازمين لكيلا يتوقف الزمن العربي: أولهما – هو استعادة الوعي بوسائل المعرفة،  وثانيهما – هو استعادة الإرادة بوسائل العقل ! فهل نخبة النهضة جاهزة؟

وعليه يُشدد الباحث أن لا شك أن النهضة لا يصنعها إلا نهضويون. بالتالي فإن تجسيد المشروع يحتاج إلى توليد نخبة ملتزمة بالنهضة. تكمن أهمية هذه " المسألة " في المنظور المقارن؛ ففي زمن الوحدة: سقطت دولة الوحدة المصرية – السورية،  لأن عملية التوحيد جرت بدون وحدويين حقيقيين!  وفي زمن الاشتراكية: انهارت التجربة الاشتراكية العربية، لأن التطبيق الاشتراكي. تم بدون اشتراكيين حقيقيين!

للأعلى     رجوع

*******************************************************************

 

الجلسة الختامية

مستقبل المنطقة العربية في ظل هذه المشاريع في العام 2015م

الورقة الأولى

د. نصر محمد عارف- مصر

يحاول الباحث في دراسته أن يستقرأ مستقبل المنطقة العربية ورسم صورة عامة المعالم لمشاريع التغيير، ويأتي هذا الاستشراف من الصعوبة بمكان نتيجة حالة (كراهية الذات) حسب وصف الباحث التي تسود الوضع العربي اثر حالة التيه الحضاري منذ أن أحتلت الأرض المقدسة.

ويحدد الباحث دراسته في المحاور الآتية:

أولاً:السياق التاريخي للتغيير في المنطقة العربية(خصوصية الزمان) ويحدده بانتقال الحالة العربية من فاعل دولي أساسي إلى مفعول به غائب لا تقدير له، ومن مركزية النخبة / إلى تشتت الجماهير والقوى المجتمعة، ومن المشاريع الاقتصادية / السياسية إلى المشاريع الثقافية الاجتماعية.

ثانياً:الظروف الموضوعية لتطور هذه المشاريع ويلامس فيها، عملية الحكم في العالم العربي انتقلت من مجال السياسة إلى مجال الإدارة، والإحباط العام وكراهية الذات، وضعف المناعة الحضارية،وعدم القدرة على المنافسة في عالم الرموز الحضارية، وعمليات الفرز الحضاري العكسي.

ثالثاً:الظروف الذاتية للمشاريع المتنافسة ويدرس خلالها الشروط الذاتية لتلك المشاريع، بالكلام عن تصادم  المشاريع الخارجية مع منظومة القيم العامة المشتركة للأمة العربية،وعدم قدرة المشاريع الوافدة على تقديم البديل المناسب للواقع العربي، وانتهازية ونفعية المشاريع الوافدة، وفقدانها الشرعية في ذاتها لافتقادها الشرعية الأخلاقية.

رابعاً: منطلقات التعامل مع المشاريع الوافدة ويعرض من خلالها نقاط ما يمكن تصوره كمنطلقات للتعامل مع المشاريع الوافدة،وهي الحفاظ على الوجود هو المصلحة العليا المطلقة، و تحديد الأمن القومي العربي من منطلق شامل وعام يتضمن الأمن الاستراتيجي والسياسي وكذلك الأمن الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، و الوصول إلى تحديد للمصالح العليا للأمة مع الاعتراف بوجود مصالح جزئية وفرعية وخاصة لكل دولة ومجتمع على حدة،و التفرقة الدقيقة بين المشترك الإنساني وبين الخصوصيات الحضارية.

خامساً: محددات مشروع عربي إسلامي يستطيع مواجهة المشاريع الوافدة ويدرس من خلالها الملاحظات التي يمكن أن تؤطر التفكير في هذا المجال وهي: أن تكون نقطة الانطلاق في ما وراء الايدولوجيا وما قبلها، والانطلاق من القيم الجامعة، والإقرار بحقيقة التعدد الإنساني والتنوع في الطاقات والقدرات والاختيارات، والانفتاح على العالم من موقع القدرة والقوة والعزة والتمسك بالهوية والذات الحضارية، وإدراك خصوصيات الزمان وحدود الحركة فيه.

    ويختتم الباحث ورقته مبيناً أنه على الرغم من حالة الضعف التي تعتري الأمة العربية؛ فإن الطاقات الكامنة في هذه الأمة تحتاج دائما إلى مفجر خارجي أو صاعق يفجرها. والناظر في المستقبل لا يستطيع رؤية شيء إن لم يتسلح بنظرة تاريخية عميقة.

الورقة الثانية

د. عبد السلام بغدادي - العراق

يؤكد الباحث إبتداء في الجزء الأول من ورقته بأن التغيير المترجى لتحقيق المشروع النهضوي العربي المستقل، لا يمكن ان يتحقق الا من خلال قيادة سياسية راغبة في التغيير وقادرة عليه، قيادة تؤمن بالتداول السلمي للسلطة، قيادة تبني وترسخ النظام المؤسسي، الذي يتضمن احترام القانون وتحقيق المساواة ضمن وعاء المواطنة الجامع، لان اعتماد المؤسسية يقود نحو الاستمرارية وتواتر العمل والنظام، ولا يتاثر ببقاء او رحيل القائمين على السلطة.  كما ان التغيير ينبغي ان ينطوي على قدر عالي من الحرية يفسح المجال للحراك بكل ابعاده الاجتماعية، السياسية، الادارية، الاقتصادية، الثقافية.

ويرى الباحث بأن التغيير برغم انه عملية ديناميكية متحركة باستمرار، الا انه ينبغي ان يخلق قدرآ من الاستقرار النسبي (بيئة مستقرة) عبر الحفاظ على الطابع المؤسسي الشرعي القائم الرضا والقبول.  وان يرى القيمون على التغيير ان هناك نقصاً دائماً، وان عليهم الالتزام بمعالجته وتحسينهِ مهما واجهوا من من مصاعب جمة على امتداد الزمن.

ويطالب الباحث أن يكون مشروع التغيير هذا ذاتياً، نابعاً من الذات، منبثقاً من التجربة المحلية التي يختلط فيها الابداع بالمعاناة، والتراث بالمعاصرة، والهوية الوطنية – القومية بالانفتاح على الاخر.

ويقترح الباحث لنجاح كل ما له علاقة بالتغيير أن يتم اعتماد اليات محددة للنهوض بهذه العملية الرائدة، ومنها استحداث مؤسسات لادارة التغيير او الاشراف عليه او متابعته، واستنباط تنظيمات وطرق ووسائل لمعالجة ما يُستجد من مشكلات وتحديات تعوق تحقيق التغيير، وتفعيل الاجهزة التعليمية القادرة على تطوير مدارك ومعارف المتلقين بما يواكب عصر المعلومات واقتصاد المعرفة، وتفعيل الممارسة الديمقراطية التي تُمكن المواطن من المشاركة في اتخاذ القرار السياسي الذي يكرس التغيير ويؤمن استمراريته، وغيرها.

ويتسائل الباحث في الجزء الثاني من ورقته: هل يفعلها العرب ويقومون بالتغيير؟ وهل يدركون ان بقائهم مرهون بالتغيير من عدمهِ؟  وكم من الوقت يحتاجون ليدركوا ان الاخرين بدأوا بالتحرك صوب القلب العربي، بل صوب الجسم العربي كله، مركز واطراف؟

يأسف الباحث لأن الخلاصة التي خرج بها تشير الى ان النخب السياسية الممسكة بالقرار العربي لم يتحركوا حتى الان خطوة واحدة بإتجاه التغيير المفضي للمشروع العربي النهضوي المستقل، وبالتالي فانهم في غير مأمن من محيطهم الاقليمي والدولي!

وآخر ما يمكن قوله هنا انهُ لا مستقبل للعرب في ضوء هذه المشاريع الهجومية، ما لم يعدوا العدة لبناء مشروعهم الخاص الهادف للحفاظ على هويتهم الحضارية وخصوصيتهم الثقافية، والمتبني لقيم الحداثة والديمقراطية والمتطلع نحو افاق المستقبل متسلحاً بالعلم والمعرفة وفق خطط بعيدة المدى تُجاري روح العصر، ضمن حركة متوازنة تحفظ الذات وتحافظ على الصلة مع الاخر، ولكن من غير تنازل عن السيادة او الاستهانة بالكرامة.

للأعلى     رجوع

ورقة العمل الرئيسية

التعريف بالمشاركين
المؤتمر الصحفي
لجان المؤتمر
كلمــات الافتتاح

ملخصات أوراق العمل

الكلمة الختامية والتوصيات
الرؤية الإستراتيجية
التقرير العلمي
المؤتمر في الإعلام
صور من المؤتمر
مكتبة الفيديو
 

الرئيسية  ::  نبذة عن المركز  ::  اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة لمركز دراسات الشرق الأوسط - 2009