|
ورشة
|
فكرة الورشة | برنامج الورشة | السادة المشاركون | كلمة الافتتاح | تقرير الورشة |
إن أول ما نرجوه من هذه الندوة أن تحقق الأهداف التي من أجلها أقيمت، آملين أن نتمكن من أن نصل إلى تشكيل تصور متكامل حول الواقع والفرص والحلول الممكنة في مجال الموارد المائية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وتصور حول إمكانية الاستفادة من المياه العادمة والتعاون معها وفق التكنولوجيا الحديثة بشكل جيد.
إن مشكلة المياه في فلسطين والمنطقة بدأت منذ عام 1948 أي منذ قيام الكيان الصهيوني، وقد تبين لنا من خلال الدراسات وورشات العمل التي قمنا بها واطلعنا على بعضها أن إسرائيل دولة شرهة للمياه، وهي تبني مشاريعها على ذلك دون أن تضع بالحسبان الإمكانيات المحدودة للمياه، فشهدنا نتيجة لذلك تحويلها لمياه نهر الأردن، وها هي الآن تتأهب للانقضاض على مياه اليرموك، كما أنها تستولي على جزء كبير من المياه الجوفية الموجودة في المنطقة، بالإضافة إلى مياه الجولان، بل لقد طالب أحد الإسرائيليين ذات مرة أن تأخذ إسرائيل نسبة الربع من هدر مياه النيل البالغة 40%.
هذه الدولة الشرهة تتسبب في خلق أزمة مياه دولية، وكانت هي السبب في تعالي الأصوات المحذرة من حرب مياه في المنطقة في الثمانينيات من القرن الماضي، حتى أننا يمكن أن نعد حرب 1967 حرب مياه رغم الأسباب الأخرى.
ومنذ عام 1967 أصبحت إسرائيل تسيطر على منابع نهر الليطاني والجولان وغزة ونهر الأردن حيث استولت على غالبية حصة الأردن المائية منه، كما أنها ارتكبت محظورات في مناطق مختلفة في لبنان والجولان وسيناء، بل واعتدت على دول الجوار كي تمنعها من استخدام المياه .
وقد عانى الفلسطينيون كثيراً من هذه الممارسات الإسرائيلية فالمستوطنون الإسرائيليون لا يتورعون في سحب مياه الفلسطينيين، ويظهر هذا في الفرق الواضح بين استهلاك الطرفين حيث يفوق استهلاك المستوطن الإسرائيلي (16) ضعف استهلاك المواطن الفلسطيني.
نحن اليوم أمام أزمة حقيقية للمياه في قطاع غزة وأزمة محدودة في الضفة الغربية، وقد عقدنا ندوة حول التنمية الاقتصادية في فلسطين منذ مدة بسيطة، إلا أننا لم نتكلم عن المياه بحكم عدم وجود متخصصين في هذا الموضوع، ولكنني اقترحت توصية في الندوة تدعو إلى ضرورة فك العلاقة مع الاحتلال كخطوة استراتيجية في الصراع ومن المعلوم أن مبدأ التكاملية الاقتصادية مرفوض من قبل الاحتلال نفسه.
إن هناك خبرات عربية يمكننا الاستفادة منها في تدوير المياه العادمة، ومن الدول صاحبة الخبرة في هذا المجال دولة الكويت حيث أن 85% من مياه الكويت هي من المياه العادمة المعالجة، ومن الممكن التواصل معها لاحقاً، ومما يدعم هذا الاتجاه وجود حماسة لدى الدول العربية في التعامل مع هذه الجوانب والتخصصات.
إننا نقف على أبواب أزمة مياه حقيقية في المنطقة، تشتد في الأراضي الفلسطينية بسبب جثوم الاحتلال على صدرها وتشتد حدتها أكثر وأكثر في غزة ويمكننا القول أنها تعيش الآن حالة عطش نسبياً، لذلك من المهم للفلسطينيين أن يخططوا تخطيطاً استراتيجياً حقيقياً لفك الارتباط مع الاحتلال، وهذا ليس مقتصراً على المياه بل على جوانب عديدة.
الأستاذ جواد الحمد
مدير مركز دراسات الشرق الأوسط
Designed by Computer & Internet Department in MESC.Latest update آذار 25, 2012 10:39:09 |