مؤتمر
الصراع العربي الصهيونيّ في عمّان: أربع سيناريوهات متوقعة
في
الأعوام العشرة القادمة
عمّان
-
وكالات
توصّل
مؤتمر عربيّ متخصص عُقِد في العاصمة الأردنية عمّان، وبحث
في
استراتيجيات
وسيناريوهات الصراع العربي الصهيونيّ للأعوام العشرة
القادمة، إلى
تحديد
أربعة سيناريوهات محتملة لهذا الصراع الممتد منذ أكثر من
نصف
قرن.
وتهدف
السيناريوهات التي توصّل إليها مؤتمر "العرب وإسرائيل عام
2015..
السيناريوهات
المحتملة"، والذي نظّمه مركز دراسات الشرق الأوسط في عمان،
إلى
"المساهمة
عربياً في إعطاء تصوّرات مستقبلية تساعد في ترتيب أولويات التعامل مع
المستقبل،
وصياغة منهج وأدوات لمتخذي القرار، وكذلك رفع مستوى الوعي
بالتحديات"،
بحسب
القائمين عليها.
وقد
مثلت هذه السيناريوهات، التي شارك في صياغتها
العشرات
من المفكرين والباحثين العرب على مدى ثلاثة أيام، خلاصة
مهمة لأبرز
التحولات
الممكنة الوقوع في ضوء التحليلات المستقبلية، وتم حصرها في
أربعة
سيناريوهات
رئيسة لكل منها تفرعاته الجزئية، وعولج كل سيناريو من خلال
وصف
السيناريو،
وتحديد شروط تحققه، وانعكاساته على الصراع في مستوياته
المختلفة.
تصاعد
الصراع لصالح
الفلسطينيين
يتلخّص
السيناريو الأول الذي توصّل إليه المؤتمرون إلى
حصول
تقدّمٍ في المشروع العربي على حساب المشروع الصهيوني،
ويتمثّل ذلك في تصاعد
حدة
الصراع والاتجاه لحسمه لمصلحة الشعب الفلسطيني، وتراجع
"إسرائيل" في النظام
العالمي
مع مساهمة عربية في كفاح الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه
الكاملة.
وسوف
ينعكس
هذا السيناريو، بحسب واضعيه، إيجابياً على الوضع الفلسطيني
نحو التوحّد،
وتفعيل
دور منظمة التحرير بمشاركة الفصائل كافة، مع تفعيل مشروع
نهضوي على الصعيدين
العربي
والإسلامي لمواجهة التحديات، وفي الوقت نفسه انحسار
التحالفات الدولية
والإقليمية
والمؤيدة لـ"إسرائيل"، وهو ما سيعمل على زيادة فرص الصراع
والمواجهة
لصالح
القضية الفلسطينية ويمثل اتجاهاً مهماً بجوهرية المشروع
الصهيوني.
استمرار
الصراع على ما هو
عليه
أما
السيناريو الثاني فيتمثل في استمرار الأوضاع القائمة
واتجاهاتها
العامة، حيث يذهب إلى استمرار الأوضاع السياسية والعسكرية
والاجتماعية
القائمة
بين أطراف الصراع دون تغيّر جذري، رغم الزيادة أو النقص في
المتغيرات لدى
أطراف
الصراع ولكن معدل هذه التغير سيبقى متقارباً.
ويشير
الباحثون إلى أنّ
هذا
السيناريو يحمل استمراراً لحالة الرفض الفلسطيني الشعبي
للأوضاع القائمة، ووجود
رغبةٍ
في الخروج من هذا الوضع، وبقاء الاحتلال الصهيونيّ
وممارساته العدوانية تجاه
الشعب
الفلسطيني، أمّا على الصعيد العربي والإسلامي، فهناك
استمرار لحالة عدم
الاستقرار
على مستوى دول المنطقة، واحتمال استمرار أعمال العنف
الداخلية. أمّا على
الصعيد
الدولي، فهناك احتمال لبقاء أنماط التحالفات الدولية
والإقليمية دون تغيرات
جذرية.
ويرتبط
تحقق هذا السيناريو بجملة من المحددات والشروط على
المستويات
المحلية
والإقليمية والدولية كافة.
كما
أنّ لهذا للسيناريو انعكاسات وآثار
منها:
تراجع دور السلطة الفلسطينية في تحقيق مطالب الشعب
الفلسطيني، وإمكانية ظهور
انتفاضات
جديدة في فلسطين، وتنامي التيارات الدينية واليمينية
المتطرفة في الكيان
الصهيونيّ،
واتساع حالات الرفض والاحتجاج للجماهير العربية، مع بقاء
درجة الاهتمام
الدولي
بالصراع على مستواه الحالي.
تخلي
"السلطة"
عن معظم الحقوق الفلسطينية
تدهور
الوضع العربي لمصلحة
المشروع
الصهيوني، ويتمثّل في اضطرار السلطة الفلسطينية للتخلّي عن
معظم الحقوق
الفلسطينية،
وقبول حكمٍ ذاتي محدود، وفرض الحل الصهيونيّ على المنطقة،
مع احتمال
تزايد
تدخلها في العلاقات العربية البينية، والشؤون الداخلية،
وتراجع الوضع العربي
عما
هو قائم، وتزايد وضعف العمل العربي المشترك، وبالتالي فتح
المجال لنجاح
المشروعات
الإقليمية والدولية البديلة.
وسوف
ينتج عن هذا السيناريو انعكاسات
عديدة
كما يراها المفكرون والباحثون، منها : فشل مشروع الدولة
الفلسطينية المستقلة،
وتفاقم
قضية اللاجئين في الدول العربية، وبروز "إسرائيل" بوصفها
دولة إقليمية
رادعة،
وتراجع الدور العربي في دعم القضية الفلسطينية، وانكفاء
الدول العربية على
الاهتمام
بأمنها الداخلي، واحتواء الدول الإسلامية لإبقائها خارج
نطاق الصراع،
وتراجع
النظام العالمي عن الاهتمام بالقضية الفلسطينية.
تقدم
"التسوية"
بتنازلاتٍ من الجانبين
ويتلخّص
في
عملية
التسوية، حيث يتمثّل هذا السيناريو بتقدم عملية التسوية في
إطار القانون
والشرعية
الدولية لتحقيق الانسحاب الصهيونيّ، ويقتضي ذلك تقديم
تنازلات من الطرفين،
منها:
توقف المقاومة الفلسطينية، واستمرار تهدئة الجبهات العربية،
وزيادة الضغوط
الدولية
للوصول إلى حل وسط.
ويتوقع
المشاركون في المؤتمر الاستراتيجي أنْ
ينعكس
هذا السيناريو في إنشاء أنماط من التفاعلات الفلسطينية
الصهيونيّة المشتركة،
والانكفاء
العربي على الشؤون الداخلية، وتراجع الاهتمام بالقضية
الفلسطينية.
إلا
أنّ هذا السيناريو سوف يصيب في صالح المشروع الصهيوني نظراً
لعدم
ترجمة تغيرات جوهرية في توازن القوى في الصراع التي تميل
لصالح الجانب
الصهيونيّ،
حسب رأيهم.
وخلص
المؤتمر العربي الذي عقد على مدى ثلاثة أيام إلى
القول:
"إنّ
هذه السيناريوهات تبقى سيناريوهات نظرية تعتمد على متغيرات ثابتة
ومتحولة
تم استشرافها خلال السنوات العشر القادمة، سواء كانت محلية
أو إقليمية أو
دولية،
وتتداخل فيها عوامل كثيرة وتتداخل نتائجها وانعكاساتها، حيث
إن هذه
السيناريوهات
رهينة للتطور الفعلي لآليات وأطراف الصراع واحتمال التداخل
مع بعضها،
وتبدل
أولوياتها وإمكانية التكامل بينها وفق مقتضيات المرحلة
القادمة.
أعلى
الصفحة
عودة للصفحة
|