تهديد أسلحة
الدمار الشامل في الشرق الأوسط: سناريوهات مستقبلية
د. منذر سليمان
عودة للصفحة
خلفية
لقد اعتبرت الأسلحة النووية طوال مدة
الحرب الباردة الضمانة النهائية لأي مهمة عسكرية واسعة "لحماية المنطقة"
من أي تعدي من قوى خارجية كالاتحاد السوفيتي.
و بالرغم من زوال الخطر السوفييتي إلا أنه
بزغ تهديد بيئي أمني جديد ، و الذي أطلقت عليه الولايات المتحدة "الدول
الشريرة و المنظمات الإرهابية" . و أصبحت أسلحة الدمار الشامل في آخر الأمر
تعتبر الأداة المتوافر للولايات المتحدة في سعيها لحماية مصالحها في الشرق
الأوسط.
قامت الولايات المتحدة في كانون الثاني عام
2002 بتحديد العراق و إيران و سوريا و ليبيا بالإضافة الى كوريا الشمالية
كدول " قد تكون متورطة بأنشطة نووية مباشرة أو محتملة أو غير متوقعة غير
المتوقعة " . إن لدى الجميع مواقف عدائية تجاه الولايات المتحدة و شركائها
في الأمن. ...الجميع يرعون الإرهابيين و الجميع لديهم أسلحة الدمار الشامل
و كل برامج الصواريخ". إن إبعاد صدام و تخلي ليبيا الواضح عن برامج أسلحة
الدمار الشامل يبعدهما بشكل مفترض من القائمة ، لتبقى إيران و سوريا
كدولتين في المنطقة التي يحتمل أن يستخدما الأسلحة النووية.
ما التهديدات التي تواجه إسرائيل و إيران و
الولايات المتحدة حاليا ؟ ماذا عن برامج اسلحة الدمار الشامل العربية
الأخرى وماذا عن العوامل الخارجية المهملة غالبا كالصين والهند و باكستان؟
إسرائيل
لم تزل إسرائيل متورطة بتطوير الأسلحة
النووية. و مع احتمال أن تكون إسرائيل ثالث أكبر ترسانة أسلحة في العالم،
تركز على تطوير ما يلي:
·
أسلحة قتالية نظيفة و التي تتجنب فيها سقوط الغبار النووي
من معدات الدمار التقليدية مما يرجح إشعال الحرب
النووية في المنطقة.
·
قوة الليزر لإحداث الضغط الضروري لتفجير تفاعل التحام
النوى الذرية دون استخدام اليورانيوم او
البلاتنيوم.
·
استخدام صواريخ نووية من على الغوصات واستهداف تسهيلات
إطلاق الصواريخ و مستودعات
الصواريخ وتسهيلات البنى التحتية العملياتية.
·
إجراءات مضادة لخداع الأنظمة المضادة للصواريخ مثل
الباترويت الأمريكي او الروسيSA- 300
·
مواقع تحت الأرض لإزالة القيادة العسكرية و وحدات السيطرة
التابعة للأعداء
·
تطوير أسلحة بيولوجية و كيميائية
الاهتمام الآخر هو نمو تعاون إسرائيل
النووي مع الهند مما يؤدي إلى تقوية ترسانتها العسكرية.
العالم العربي:
بالرغم من انه لا يوجد هناك أي دولة عربية
متورطة بتطوير الأسلحة النووية بشكل جدي ، إلا أن هناك تهديدا من أن
تستخدم القنابل الإشعاعية الخام المطورة خاصة عندما تكون من قبل أشخاص أو
لاعبين غير حكوميين . و يبقى التهديد مستمرا بشراء معدات "الحقيبة النووية"
من السوق السوداء من مستودعات الاتحاد السوفييتي القديمة.
يشتبه في أن تكون سوريا ،و في العالم
العربي، أكر المتورطين في برنامج تطور أسلحة الدمار الشامل ، فقد قامت
بتطوير بنية تحتية لأسلحة كيميائية وصواريخ من أجل إطلاقها. وتشكل الصواريخ
السورية المعبأة بأسلحة كيميائية تهديدا انتقاميا لمراكز السكان المدنيين
الإسرائيليين. وقد قامت أيضا بتطوير تعاون مع كوريا الشمالية و إيران كما
أن لديها موقع متقدم لفص الصورايخ بالقرب من حمص.
ومصر لديها أيضا بنية تحتية تتصل بتطوير
أسلحة الدمار الشامل النووية و قد كانت متورطة بالتطوير الصاروخي و
الكيميائي في الماضي إلا أن علاقتها الجيدة مع أمريكا والمساعدة الأجنبية
أثناها كثيرا عن التطوير في هذا المجال، لقد تخلت ليبيا مؤخرا عن برامج
أسلحة الدمار الشامل نظرا لإعادة العلاقات مع الولايات المتحدة.
الهند وباكستان :
إن هناك تهديدا آخر يتمثل في
احتمالات اشتعال الصراع بين الهند وباكستان. و من نافلة القول أن الصراع
الرئيسي بين تلك الدولتين قد يمتد إلى منطقة الخليج العربي حيث يتواجد
هناك جاليات كبيرة لكلا البلدين اللذين هما بحاجة ماسة لموارد الطاقة . و
هناك احتمال حقيقي للقلاقل في بلدان مجلس التعاون الخليجي.
لاعبون غير حكوميين
و كذلك يشكلون اللاعبون غير التابعيين
لحكومة ما أيضا تهديدا كبيرا حيث أن كمية صغيرة من غاز الأعصاب قد يمكن
الحصول عليها بسهولة بواسطة معدات مختبرية أساسية وشخص متخصص بالهندسة
الكيميائية. هناك أيضا شكلا آخرا من التهديد على الرغم من أنه غالبا لا
يؤخذ بعين الاعتبار وهو التهديد الزراعي. فإن احتمالية حدوث الهجمات
البيولوجية على أهداف المواشي أو الزراعية، حيث تتمتع بحماية قليلة، تكون
كبيرة و يمكن تنفيذها بسهولة من قبل الأفراد.
إيران
تشكل إيران التهديد الأكبر ، والذي بدت
مؤخرا أكثر وقاحة حيث أنها مستمرة في تطوير برنامج القوة النووية في مواجهة
التهديد والنقد الأمريكي والأوروبي. إن إيران لا تعد فقط المنافس التقليدي
للكثير من الدول العربية في المنطقة، إلا أنها عبرت عن اهتمامها أيضا في أن
تصبح القوة الرئيسية في منطقة الخليج العربي.
الصين
إن هناك العديد من الخيارات التي تدفع
الصين في أن تصبح معنية عسكريا في الشرق الأوسط و مقدمة لأسلحة الدمار
الشامل. و هي متورطة في بيع الأسلحة للعديد من الدول بما في ذلك إيران
والسعودية.
إن نمو الصين الاقتصادي يزيد تعطشها للنفط
مما يحتم عليها اتخاذ خطوات واضحة لكسب مصادر نفطية جديدة و زيادة نفوذها
على أجزاء من بحر الصين الجنوبي.
و قد ترغب الصين في أن تلعب دورا فعالا في
الأحداث إذا رأت في ذلك فائدة وخاصة على حساب الهيمنة الأمريكية. فقد تقحم
الصين قواتها البحرية في منطقة إنتاج النفط على افتراض أنها تريد حماية
حقول النفط، بينما تريد في الحقيقة السيطرة عليها.
الخلاصة
تحتاج الحكومات و وكالات الاستخبارات إلى
تقييم المخاطر طويلة المدى لاستخدام أسلحة الدمار الشامل في منطقة الشرق
الأوسط مع ترجيح احتمالية استخدامها في العشر سنوات القادمة.
إن هناك افتراضا في الوقت الحالي بأن يأتي
خطر الاستخدام الفعلي لأسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط نتيجة للصراع
العربي الإسرائيلي.
إن هدف هذه الورقة هو دراسة مدى ما يمثله
من مخاطر عدد من العوامل الإضافية المتنوعة ، مثل إمدادات الطاقة ،
واللاعبين غير الحكوميين ، والديموغرافيا، ورغبة الصين في الاعتراف بها
كقوة عالمية كبير، مخاطر على المنطقة أعظم مما يمثله صراع الشرق الأوسط.
أعلى الصفحة
عودة للصفحة |