الرئيسية نبذة عن المركز اصداراتنا عروض خاصة لإتصال بنا English
 

الصراع الاجتماعي والثقافي بين الطرفين والعوامل المؤثرة فيه

أ. سلمان ناطور                                                                                           عودة للصفحة
     إن ما تقدمه هذه الورقة ليس دراسة علمية، بل شهادة ووجهة نظر ترى مستقبل الصراع من الزاوية الثقافية المحضة المُحرَّرة من الصيغ المألوفة، إنها رؤية لا تضع هذا الكيان الذي يُسمى إسرائيل مقابل العالم العربي بل في العالم العربي، ليس بفعل تأثيرها عليه بل بفعل تأثيره عليها. وذلك في ضوْء أن الصراع سيُحسم سياسياً وحضارياً، وليس عسكرياً.
    
تقوم هذه الورقة على فرضيتين أساسيتين. الأولى: أن التعددية الثقافية تصلح لأن تكون قاعدة من قواعد السلام في الشرق الأوسط والعالم، والثانية: أن العروبة هي فضاء قومي حضاري تعددي وعلماني بطابعه العام.
     يؤكد الباحث بدايةً على أن الحركة الصهيونية التي نشأت في أوروبا ترفض الانتماء ثقافياً إلى الشرق العربي، ولا يبرز ذلك فقط في
الطابع الثقافي الرسمي الغالب للدولة اليهودية، ولا بالاشتراك في مباريات الدوري الأوروبي أو الأوروفيزيون، ولا بالمرجعية الأوروبية في سن القوانين والنظام البرلماني، بل في المطالبة أيضاً بأن يعترف بها رسميا في هيئة الأمم المتحدة كعضو في مجموعة الدول الأوروبية.
     يذهب الكاتب إلى إن ما يسمى اليوم عملية السلام التى بدأت في نهاية السبعينات باتفاقية كامب ديفيد، ما هي إلا عملية سياسية لن تؤدي إلى سلام شامل ودائم، بل في أحسن الحالات قد تؤدي إلى تسوية ضرورية بين إسرائيل والعرب، تسوية على الأرض والحدود والمياه وتصحيح أخطاء وخطايا الماضي، أي تسوية ما يجري النزاع عليه لاسترداد الحقوق المهضومة، ولكن التسوية الأساس هي قبول الدولة الإسرائيلية، فلا يجري الحديث حول هذا الموضوع لأن قبول إسرائيل كواقع مسلم به، اعتبر شرطاً للتسويات الأخرى، بأن أعلنت الدول العربية ومنظمة التحرير أنها تقبل بهذا الوجود "كونها لا
تستطيع أن تفاوض كياناً ليس موجوداً"، وأصبح الاعتراف المتبادل يعني الاعتراف بالوضع القائم مع العمل على تغييره بالوصول إلى التسويات المذكورة، والتي يجري التفاوض حولها.
    
إلا أن الكاتب يتابع القول بأنه حتى إذا تم الاتفاق على كل المواضيع المتنازع عليها، فإن مسألة قبول الدولة ستظل بؤرة الخلاف لأن الدولة اليهودية، بصيغتها الحالية ذات الطابع الكولونيالي، لا يمكن أن تبقى جسماً غريباً في هذا الشرق، فهي لن تصمد كدولة صغيرة في قلب مجموعة كبيرة من الدول المتجانسة حضارياً وسياسياً، بل عليها أن تتجانس مع هذه الدول، وإلا فإن وجودها سيكون قائماً على القوة العسكرية والاقتصادية والثقافية ومحاولة الهيمنة -كما يحلم شمعون بيرس- وعلى عطف الدول العربية، ولكن لا الهيمنة تبقى ولا العطف يصمد في العلاقات بين الدول والشعوب، بل المساواة والاحترام المتبادلان.
     تؤكد الورقة على أن إسرائيل بسياستها التي مارستها حتى اليوم وبالدور الذي تقوم
به في الشرق تشكل حجر العثرة أمام بناء هذا الشرق العربي الوحدوي، قلب سياستها رأسا على عقب، أي قيامها بدور حضاري وسلمي وابداعي ضمن مجموعة الدول العربية سيضمن بقاء وحرية وكرامة أي يهودي في هذا الشرق مثلما أن هذا الشرق سيضمن كرامة وحرية كل عربي يعيش فيه.
     يعتبر الباحث بأنه وفقاً لمفاهيم المرحلة الراهنة يبدو الحديث عن عروبة اليهود الإسرائيليين أمراً يستحيل تحقيقه، وذلك لأن الخطاب الذي يسيطر على اليهود، والعرب والعالم هو الخطاب الغيبي الذي يؤمن بخلود الظواهر السياسية والاجتماعية،
فالظواهر متغيرة وليست خالدة والحضارة مثل الدولة والشعب والأمة كلها ظواهر قابلة للتغيير وحتى الزوال، والسؤال هو كيف تتغير هذه الظواهر، وما هي القوى الفاعلة في عملية التغيير؟
    
ويخلص الكاتب إلى أن خطاب السلام يعني وضع صيغة نقيضة لخطاب الحرب، وهذا ما يجعل هذه الأفكار تبدو بعيدة عن الواقع الراهن، لكنها في منظور الواقعية العقلانية أرجو أن تكون الأقرب إلى المستقبل.

 أعلى الصفحة  عودة للصفحة

المؤتمر في سطور

برنامج المؤتمر

المتحدثون

كلمات الافتتاح

ملخصات الأوراق

 المؤتمر في الإعلام

أخبار المؤتمر

إعلان المؤتمر

 الكلمة الختامية

البيان الصحفي

خارطة موقع المؤتمر

صور المؤتمر

الداعمون

Designed by Computer & Internet Div.