كلمات
الافتتاح -
فيديو ( إضغط هنا )
الكلمة الأولى
:
كلمة الأستاذ جواد الحمد
الكلمة الثانية
:
كلمة الأستاذ حمود حمد الرومي
الكلمة الثالثة :
كلمة المهندس عبد الهادي
المجالي
الكلمة الرابعة
:
كلمة الأستاذ عبد العزيز السيد
الكلمة الخامسة
:
كلمة الأستاذ عمرو موسى
رجوع
------------------------------------------------------------------------
الكلمة
الأولى
كلمة الأستاذ جواد الحمد/
رئيس المؤتمر
مدير مركز
دراسات الشرق الأوسط
أصحاب الدولة والمعالي والسعادة والعطوفة،السادة الباحثون والخبراء
والقادة، حضرات الضيوف والزملاء الكرام ،،
يسعدني في هذا الصباح الجميل من أيام الأردن البهية في هذا الخريف أن
أرحب بكم في هذا المؤتمر العلمي الاستراتيجي الذي يبحث "مشاريع التغيير
في المنطقة العربية ومستقبلها" للفترة من عام 2000 حتى 2009، ويسعدني
أن أخص بالذكر معالي الأستاذ عمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية
والبروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي،
والمهندس عبد الهادي المجالي رئيس مجلس النواب الأردني، والأستاذ عبد
العزيز السيد أمين عام مؤتمر الأحزاب العربية، على مشاركتهم الخاصة لنا
في حفل الافتتاح. كما يسرني الترحيب بمشاركة مجلة المجتمع الكويتية
بتنظيم هذا المؤتمر معنا ممثلة برئيس مجلس إدارتها السيد حمود الرومي
ونائب رئيس التحرير السيد محمد سالم الراشد.
السادة والسيدات المحترمون ،،،
كانت المنطقة العربية وما تزال محطة للمصالح الاستراتيجية لدول العالم
الكبرى والصناعية، ولا تزال دوافع الاهتمام القديمة في منطقتنا العربية
قائمة، بل تزايدت أهميتها بعد توسع اكتشاف النفط والغاز فيها، وبعد
إنشاء الكيان الصهيوني على أرض فلسطين كجسر لعبور المشروع الغربي
الامبريالي، ولا زال الوطن العربي يعاني من ذات الاشكاليات مع المشاريع
الخارجية وعلى الأخص المشروعين الأمريكي والصهيوني، وقد تجرعت الأمة
الألم ولعقت الجراح جراء توجهات وبرامج هذه المشاريع، ولا يزال
المشروعان الأمريكي والصهيوني يمثلان التحدي الاستراتيجي ومصدر الخطر
الرئيسي على مصالح الأمة في الوطن العربي، خاصة في ظل اللجوء المتواصل
من قبلهما إلى العنف والقوة والإرهاب والحصار في التعامل مع أبناء
أمتنا في فلسطين والعراق ولبنان، ناهيك عن التدخل الإسرائيلي والأمريكي
في جنوب السودان والصومال لخدمة أهدافهما المعادية والمناقضة لأهداف
الأمة، وبقيت الولايات المتحدة تحشد جيوشها وأساطيلها في البحار
المحيطة في المنطقة العربية، وهي اليوم تحتل هذه البحار تماما في
المتوسط والأحمر والهندي وبحر العرب والخليج العربي، وهي تمثل بذلك قوة
احتلال عسكري استعماري حقيقية تخدمها القواعد العسكرية المنتشرة في هذه
البحار وفي سواحل العديد من الدول المشاطئة لها، كما تستمر الولايات
المتحدة بدعم الكيان الصهيوني في حروبه العدوانية وأعماله الإجرامية
بحق الأمة بشكل مباشر وغير مباشر حتى بأحدث أنواع الأسلحة المحرمة
دوليا كما حصل في الحربين على لبنان عام 2006 وعلى غزة عام 2009م.
أيها الإخوة والأخوات،،،
ليس هذا فحسب بل إن الولايات المتحدة تقوم بالتدخل السافر في الشئون
العربية الداخلية الثقافية والفكرية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية
إضافة إلى الهيمنة التي تفرضها على التجارة العالمية في منطقتنا وأسواق
النفط ومسارات ناقلات النفط منها إلى العالم، وتتزايد الأخطار من هذه
السيسات والبرامج التغييرية عندما نأخذ بعين الاعتبار الجهود
الاستخبارية والمدنية والدبلوماسية التي تقوم بها الولايات المتحدة ضد
مواطن ومفاصل النهضة والاستقلال في الأمة لصالح فرض التبعية الفكرية
والسياسية والاقتصادية، ناهيك عن الموقف المعادي لمصالحنا والحامي
لإسرائيل في كل المحافل الدولية حيث مثل الموقف الأمريكي من تقرير
القاضي غولدستون حول جرائم الحرب الإسرائيلية على غزة عام 2009 مثالا
على هذا العداء الأمريكي عندما ترفض الولايات المتحدة محاسبة
الإسرائيليين حتى عندما يرتكبون جرائم حرب موثقة وبشهادة ممثل الأمم
المتحدة ... وخلاصة القول إن المشروعين الأمريكي والصهيوني يعملان ضد
مصالح الأمة العليا ويشكلان خطرا حقيقيا على مشروع النهضة العربي
والإسلامي في المنطقة .
الزملاء والخبراء والباحثون،،،
رغم التحول الكبير الذي حصل في توجهات المشروعين القومي العربي
والإسلامي في المنطقة العربية إزاء إعادة القوة والسيادة للأمة بل
ونجاحمها في وقف تصارعهما الذي ساد أواسط القرن العشرين، فإنهما لا
زالا يعملان في نفس المنطقة ومحيطها الحيوي ولكنهما لا يمتلكان الرؤية
الكلية والمشروع المتكامل المشترك لتوحيد الأمة وإعادة وجودها الدولي
وبما يحقق لها الاستقلال.
فقد تمكن التيار الإسلامي الحامل للمشروع الإسلامي من السيطرة على
توجهات ومزاج الشعوب العربية خصوصا بعد دخوله المعترك السياسي في
المشاركة أو المغالبة أو الإصلاح السياسي لدرجة الوصول والمشاركة إلى
الحكم في بعض المحطات، كما في السودان والجزائر وفلسطين ولبنان...،
وكذلك جهوده وبرامجه في مواجهة حملات التغريب الهادفة إلى طمس هوية
الأمة وقيمها، مدعوما ببرنامج مقاومة الاحتلال الصهيوني والأمريكي
بشعارات وأفكار وسياسات إسلامية كما في فلسطين ولبنان والعراق، فيما
بقي المفكرون في التيار القومي يتمسكون بأسس المشروع القائم على حفظ
الأمن القومي العربي، رغم أن المشروع لا زال يعاني من غياب التيار
الحامل رسميا وشعبيا.
الحفل الكريم ،،
لقد تطور المشروع الإيراني منذ أوائل الثمانينيات وحتى اليوم باتجاه
تشكيل قوة عظمى في منطقة الخليج العربي دخلت عصر المنافسة النووية مع
الكبار منذ العام 2000، ولكن التوجهات الإيرانية متعددة الاتجاهات
والمستويات شكلت أيضا تحديات داخلية وخارجية للأمة العربية وخاصة
المبكرة منها بنظرية "تصدير الثورة" وفرض الوصاية على أتباع المذهب
الجعفري العرب في دول عربية أخرى كما في العراق ودول الخليج، حيث مثل
ذلك تدخلا في شئون دول عربية جارة وصل الحد به لدرجة الصدام الدموي
واسع الزمان والمكان بحجة حماية الجبهة الشرقية استنزف قوة الطرفين في
الحرب العراقية-الإيرانية 1980-1988 لصالح المشروع الأمريكي- الصهيوني
الذي كان يجذر نفسه ويتمدد في المنطقة عسكريا وسياسيا واقتصاديا، وبرغم
انتهاء تلك الحرب وانتهاء النظام العراقي الذي كان طرفا فيها غير أن
توجهات إيران تجاه العراق لا تزال تسبب إشكالية كبيرة في منع المشروع
العربي والإسلامي العربي من التقدم فيها وعلى مستوى منطقة الخليج،
خصوصا في ظل التدخل الإيراني المباشر في تشكيل وحماية النظام السياسي
في العراق المتهم لدى الكثير من العرب بممارسة الإقصاء الطائفي بشكل
مفرط، وعلى صعيد آخر فقد مثلت إيران عمقا داعما لمشروع المقاومة العربي
الإسلامي في كل من لبنان وفلسطين ساعد على إلحاق هزيمتين كبيرتين
بالكيان الصهيوني في عامي 2006 و2009 ، وهو ما يجعل الدور الإيراني في
الوقوف إلى جانب العرب في مواجهة المشروع الصهيوني والأمريكي مجالا
حيويا مشتركا، يضاف إليه قدرة إيران على تشكيل حماية دولية وإقليمية
مهمة للموقف السوري ضد الإملاءات الأمريكية فيما يتعلق بتسوية الصراع
العربي-الإسرائيلي.
وبذلك فبقدر ما يقلق العرب من التوجهات المذهبية المسيّسة لإيران في
المنطقة فإنهم يعترفون في نفس الوقت بأهمية العلاقة معها والتعاون معها
ودعمها في مواجهة المشروع الأمريكي والصهيوني، والحرص بالتالي على
تقريبها من الموقف العربي والمصالح العربية المتقاطعة مع مصالحها كثيرا
في هذا المجال، وهو ما يجعل التعامل مع المشروع الإيراني إشكالية عربية
إسلامية في المنطقة لا تزال بحاجة إلى حوارات ولقاءات للاتفاق على
القواسم المشتركة وتحييد مجالات الخلاف أن تستغلها أطراف خارجية لأهدف
معادية، أو أن تؤثر في تشكيل العلاقة بين الطرفين بنظرة غير متوازنة من
أي من الطرفين قد تدفع إليها قوى داخلية لا تدرك هذه التوازنات.
ورغم كل ذلك فقد بقي التحدي الرئيسي ومصدر الخطر الأساسي والمشروع
المعادي الأساسي للأمة ولوجودها هو المشروع الصهيوني المدعوم من
المشروع الأمريكي الامبريالي، حيث تبقى إيران في ذلك شريك التاريخ
والدين والجوار الحيوي للوطن العربي وللأمة العربية.
السادة والسيدات المحترمون ،،،
إن ما تحمله هذه المشاريع الخارجية عموما من قدرات وتوجهات لأحداث
التغيير البنيوي في المنطقة على مختلف الصعد الاجتماعية والفكرية
والثقافية تماما كما السياسية والاقتصادية والاستراتيجية لتحقيق
الهيمنة والسيطرة على مقدرات المنطقة العربية وحكم مستقبلها، وبالتالي
منع نمو ونجاح المشروعين القومي والإسلامي من تحقيق الاستقلال والحرية
والوحدة لهذه الأمة يشكل تحديا حقيقيا للأمة ولقادة المشروعين العربي
القومي والإسلامي للبحث عن السبل الكفيلة بتمكين الأمة من الصمود في
وجه هذه الأخطار، والعمل على احتواء تداعياتها السبلبية، والتحول نحو
البناء المتكامل لمشروع النهضة والتيار الحامل له والأجيال التي
تتبناه، وليتحول مشروع الأمة الحقيقية إلى مستوى الحكم والتغيير البنوي
الذي يستند إلى هويتها العربية الإسلامية التي بها ارتفعت وبغيابها
انهارت وخسرت وزنها الدولي وشخصيتها الاعتبارية، وهو ينطلق من العمل
المشترك وحشد كل الطاقات والإمكانات لذلك متجاوزا الكثير من العقبات
بما في ذلك تنامي القطرية والجمهورية والحزبية والعصبية المقيتة
والإقصاء والتهميش، وأن تنطلق هذه الرؤية عن وعي واقعي وعلمي لمجريات
ووقائع التغييرات الجارية والإمكانات المتاحة والتي يجب بناؤها لتحقيق
أهداف الأمة، وهو ما يتوقع أن يصل إليه مؤتمركم هذا في ختامه.
الباحثون الأعزاء ،،،
لقد تم تصميم المؤتمر ليتناول بالبحث والدراسة آفاق ومستقبل عمليات
التغيير التي تهدف لها هذه المشاريع لتغيير المنطقة، كما سيدرس كيفية
التعامل معها من قبل كل من المشروعين القومي والإسلامي، كما يتناول
المؤتمر بالبحث مشاريع وسياسات أخرى لا ترقى إلى ذات المستوى من التشكل
والنظرية والأولوية كالمشاريع السابقة وهي المشروع التركي والأوروبي
والصيني والهندي والروسي، والتي يبدو أنها لم تتشكل على شكل مشاريع
متكاملة واضحة وإنما تتمثل في سياسات ومواقف وعلاقات تكشف مصالح كل
منها واهتماماته في منطقتنا، وهي في معظمها ترتبط بعلاقات مهمة مع
المشروع الأمريكي ربما يشكل قيدا عليها أن يتم التعامل معها بشكل مستقل
ومنفصل كليا عربيا.
ويشار بهذا الخصوص إلى أن الأعداد للمؤتمر قد بدأ منذ أكثر من عام،
واستند إلى ورشة علمية تحضيرية عقدت في الكويت بمشاركة نخبة من
الحاضرين( 12 باحثا و12 مناقشا فقط) لأعداد فلسفة المؤتمر وأطر
الأوراق العلمية المطلوبة لتحقيق أهدافه، وذلك بالتعاون مع مجلة
المجتمع الكويتية، وذلك في 25-26/10/2008 ، حيث تم تشكيل لجنة علمية
للإشراف والمتابعة لشئون المؤتمر العلمية وأوراقه ومراجعتها قبل
تقديمها في المؤتمر، وها نحن اليوم في المؤتمر الذي كان مأمولا ، وبرغم
الكثير من الصعوبات التي اعترضت انعقاد المؤتمر ليس القلها المسألة
المالية غير أن الانعقاد في هذا اليوم شكل نجاحا بنسبة عالية لهذه
الجهود، على أمل أن يتوصل مؤتمركم عبر النقاشات العلمية الهادفة إلى
رسم ملامج الرؤية العربية الرأسالمية الاسترايتجية للتعامل مع عمليات
التغيير التي تفرزها هذه المشاريع حتى العام 2015 في المنطقة العربية،
ولنا أمل كبير في التزام حضراتكم من باحثين ومناقشين ورؤساء جلسات
بموضوع وعنوان المؤتمر والتزام النطاق الجغرافي للبحث وهو المنطقة
العربية فقط والتزام النطاق الزمني التي يبنى عليه 2000-2009 والنطاق
الزمني الذي نرسم له وهو حتى 2015 .
ختاما أيها السادة والسيدات ،،
أتقدم بالشكر الجزيل لكم جميعا على هذه المشاركة بأنواعها المختلفة،
كما أشكر بشكل خاص رئيس اللجنة التحضيرية الدكتور بيان العمري وزملاءه
ورئيس اللجنة العلمية وزملاءه الذين أعدوا بسهر طويل وليال طويلة لهذا
المؤتمر، وأشكر كذلك وبشكل خاص صديقي الأستاذ محمد سالم الراشد نائب
رئيس تحرير مجلة المجتمع الكويتية شريكنا في المؤتمر، والذي أصر معنا
وبعزيمة أن نمضي في تنفيذ المؤتمر وساهم بجد في تذليل بعض العقبات.
كما يسعدني أن أشكر وزارة الخارجية الأردنية على التسهيلات التي قدمتها
للضيوف الكرام من الوطن العربي، والجهات الأردنية التي قامت برعاية
فعاليات هذا المؤتمر حرصا على إنجاحه وإيمانا بأهميته لخدمة مصالح
الأمة وعلى رأسها شركة البوتاس العربية وشركة انسجام للمفروشات ونقابة
المهندسين الأردنيين وجامعة فيلادلفيا الخاصة. كما أوجه الشكر الجزيل
والخاص لكل وسائل الإعلام التي تغطي هذا الحدث العربي المهم، وعلى
رأسها قناة الجزيرة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رجوع
------------------------------------------------------------------------
الكلمة الثانية
كلمة الأستاذ حمود حمد الرومي
رئيس مجلس إدارة مجلة المجتمع الكويتية / ورئيس جمعية الإصلاح
الاجتماعي
الإخوة والأخوات الضيوف والمشاركون في مؤتمر"مشاريع
التغيير في المنطقة ومستقبلها" ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،
وأهلاً وسهلاً بكم في هذا المؤتمر
الهام وتحية خاصة من مجلة المجتمع الكويتية التي تتشرف بالإسهام في
تنظيمه مع مركز دراسات الشرق الأوسط في الأردن، ونشكركم على الحضور
والإسهام في المناقشات وأدعو الله أن يكلل جهودكم بالنجاح.
الأخوة والأخوات الضيوف الكرام
تعيش المنطقة العربية منذ عقود أحداثا
كبري أسفرت عن تحولات إستراتيجية يمكن أن تعيد رسم ملامحها في الفترة
القريبة المقبلة الأمر الذي يتطلب الحضور واليقظة من الشعوب العربية
وحكوماتها حفاظا على حاضر المنطقة وحضارتها وتاريخها وثرواتها ومستقبل
أجياله.
ولم يعد خافيا .. أيها الإخوة والأخوات
أن منطقتنا باتت مسرحا مفتوحا لسباق العديد من المشاريع الطامعة في
إحكام السيطرة عليها.. مشروع صهيوني سرطاني يتحرك في كنف مشروع أمريكي
استعماري احتوائي إلي مشروع إيراني يسابق الزمن لاكتساب مساحة من
النفوذ سعيا للتأثير في قرار السيطرة والإحكام على المنطقة، بينما
النظام العربي وشعوبه غائبة وكأن هذا الأمر الجلل لا يعنيهم في شيء.
وللأسف الشديد فإن المشروع العربي
الموحد الأبرز علي الساحة اليوم هو مشروع الصلح والسلام مع العدو
الصهيوني وهو مشروع أفاد العدو أكثر مما أفاد القضية الفلسطينية أو
المنطقة.. إذ لم يحرر أرضا ولم يعد لاجئا ولم يرد حقا مهضوما.
ولا شك أن وقوع المنطقة في دوامة من
الحروب الطاحنة والاضطرابات، علي امتداد ما يقرب من ثلاثين عاماً ،
بدأت بالحرب العراقية الإيرانية، ثم الغزو العراقي الغادر للكويت ثم
حرب إخراج العراق من الكويت، ثم حرب غزو العراق ... إضافة للحرب
المتواصلة التي يشنها العدو الصهيوني علي أهلنا في فلسطين ولبنان،
وكذلك الحرب في أفغانستان والأوضاع المتردية في الصومال، وآخرها حرب
الاستنزاف في اليمن.
أقول: لا شك أن ذلك كله فجر في المنطقة
حالة من الفوضى والاضطراب، وفي خضم تلك الحالة المضطربة وقعت المنطقة
تحت تهديد تلك المشاريع.. كل يسعى للتمكين لنفوذه وفرض سيطرته وتحقيق
أجندته على حساب استقلال واستقرار المنطقة.
ومن المؤسف أنه رغم الخطر الواضح من
تلك المشاريع على حاضر الأمة ومستقبلها واستقلالها إلا أن ذلك لم يستفز
بعد الشعوب العربية والأنظمة العربية لتسارع بالتحرك لإرساء نواة لذلك
المشروع العربي الاستراتيجي المرتقب، وإن الأمة زاخرة بفضل الله بكل
الإمكانات الكفيلة بصياغة ونجاح ذلك المشروع كما أن أبناء الأمة
وقواها الحية علي استعداد للإسهام بكل جهودهم لا نجاحه لكن المطلوب
من النظام العربي أن يتصالح مع شعوبه ويقطع حالة القطيعة والعداء مع
قواه الحية خاصة أن كل الدلائل والحقائق الماثلة على الأرض تؤكد أن
المشروع المرتقب هو مشروع حياة أو موت... ومن هنا تأتي أهمية هذا
المؤتمر لمحاولة قراءة ودراسة المشاريع الدائرة في المنطقة والخروج
بأفكار عملية لصياغة توجهات المشروع العربي المأمول.
الأخوة والأخوات الضيوف الكرام
لقد كانت مجلة المجتمع الدولية التي
تصدر في الكويت منذ عام (1970م) منبراً فكرياً وسياسياً واجتماعياً
واعياً بكل قضايا الأمة ومدركاً لكل ما يحيط بها وما يدبر لها من
مخططات وكانت وما زالت على مدى تسعة وثلاثين عاماً صوتاً مدوياً ضد كل
مشاريع الهيمنة والسيطرة والاستعمار كاشفة بالحقائق الدامغة خفايا تلك
المشاريع وأهدافها، وقد فتحت صفحاتها ولازالت لاحتضان القضية
الفلسطينية والتصدي للمشروع الصهيوني ووقفت بكل جسارة وصراحة ضد
التواجد العسكري الأمريكي في المنطقة وضد احتلال العراق وأفغانستان
والصومال والشيشان، وضد التدخلات الأجنبية الظاهرة والخفية في بلاد
المسلمين، وضد التطرف الطائفي والمذهبي، كما كانت ولا زالت صوت
المسلمين في شتى بقاع العالم خاصة الذين يقعون منهم تحت وطأة الكوارث
والحروب والمحن.
كما أن مجلة المجتمع وقفت بكل قوة
لتعرية مشاريع الغزو الفكري والاستعمار الثقافي وحروب التنصير والعولمة
التي ترمي لسلخ الأمة من دينها واقتلاعها من عقيدتها وفي نفس الوقت
قامت المجتمع بدور كبير ولا زالت في عرض مبادئ الإسلام الحنيف وتاريخه
الناصع الحافل بالانجازات وكانت المجتمع على امتداد تسعة وثلاثين عاماً
صوت الحق والحرية للشعوب المقهورة وستظل بإذن الله تقوم بتلك الأدوار
حتى آخر قطرة مداد في ميدان الصحافة الشريفة الحرة.
ويأتي هذا المؤتمر بالتعاون مع مركز
دراسات الشرق الأوسط في عمان إسهاما من المجتمع في بناء ثقافة الوعي
وإسهاما في صياغة توجهات عملية كإضافة متواضعة لجهود المخلصين من أبناء
الأمة لحماية هويتها وحشد طاقاتها للعمل والتنمية وتحقيق النهضة
المنشودة.
الأخوة والأخوات الضيوف الكرام
لا يسعني في ختام هذه الكلمة إلا أن أتقدم بالشكر الجزيل لحضوركم
ومشاركتكم الكريمة وللملكة الأردنية الهاشمية على موافقتها على استضافة
هذا المؤتمر وكذلك الشكر موصول لمركز دراسات الشرق الأوسط في "عمان"
على جهوده للإعداد لهذا المؤتمر ولكم جميعاً مني خالص الشكر والتقدير..
داعيا الله سبحانه وتعالي أن يكلل جهودكم ومناقشاتكم بالتوفيق والسداد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رجوع
------------------------------------------------------------------------
الكلمة الثالثة
كلمة
المهندس عبد الهادي المجالي
رئيس
مجلس النواب
الأردني
ويلقيها:
د. عبد الله الجازي /
رئيس مجلس النواب بالإنابة
السيدات والسادة أصحاب الشرف الكرام ،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ويسرني إبتداء أن أحييكم جميعاً، وأن
أرحب بضيوف الأردن الكرام المشاركين في أعمال المؤتمر، وأن أؤكد على
الأهمية القصوى للمهمة التي تتصدون لها، خاصة في هذا الوقت بالذات، حيث
تشتد من حولنا حمى التنافس بين مشروعات سياسية والأهواء، وهي أهواء
ومصالح لا مكان فيها بالضرورة لمصالحنا العربية المجردة، وإنما مجافاة
واضحة تارةً، وخفية تارة أخرى لتلك المصالح والتطلعات.
ليس بالأمر الجديد حضرات الإخوة والأخوات، هذا التنافس المحموم بين
المشروعات السياسية الأجنبية على فرض وجودها في منطقتنا العربية،
وتاريخ المنطقة القديم والحديث، حافل بتعاقب الوجود الأجنبي في بلادنا،
وحافل بشتى أنواع الأطماع والطموحات غير المشروعة التي استهدفت عبر
العقود، فرض الوجود والوصاية على بلادنا في مشرقها ومغربها، شمالها
وجنوبها على حد سواء، ولهذا أسبابه، فالمنطقة العربية وبالذات هنا في
المشرق العربي، أكثر بقاع الأرض حيوية وأهمية على الإطلاق، ففيها مهبط
الوحي وملتقى الرسالات السماوية على اختلافها، وفي هذا تجسيد حي ومباشر
لروحانية الإيمان لدى الفرد والجماعة معاً، وتكريس لمعاني الوجود
بأبعاده الإنسانية المرتبطة بإيمان البشر، ومن هنا تتميز منطقتنا
بكونها محجاً لسائر المؤمنين بالله العليّ العظيم على امتداد الكوكب،
وهي إلى جانب هذا، مصدر الطاقة الأول والأكبر في العالم، وفيها منهل
الحركة والتشغيل من أجل الإنتاج والتطور والبناء، وبدون ذلك يغدو
العالم حالة سكون جامد غير قادر على حراك أو عطاء.
في ضوء ذلك حضرات الأعزاء، تتجلّى نزعات التنافس بين المشروعات
السياسية المختلفة هنا في رحابنا العربية الكريمة التي خصها الكريم
بالرفعة والتميز والتفرد الإيجابي دون غيرها، وأراد لها أن تكون مصدر
إلهام روحاني ومعاشي للبشرية كافة، وهي بالضرورة كذلك، إذا ما توفرت
لها غرادة الإبداع السياسي القادر على بناء المشروع العربي الإسلامي
الإنساني الحضاري المتكامل، المشروع الذي يوفر بيئة جليلة وظروفاً
موضوعية لاستيعاب الآخر وتحقيق طموح كإنسان مجرد من كل نزعة شريرة.
إن وجود المشروع العربي القادر على سدّ الفراغ الذي تعانيه بلادنا
العربية في مواجهة المشروعات السياسية الأجنبية وبالذات المعادية
لوجودنا منها، بات اليوم وأكثر من أي وقت مضى، حاجة ملحة لابد لها من
أن تتحقق، وبصورة حضارية موضوعية قادرة على الاستقطاب لا على الطرد،
ومؤهلة لقيادة طموح الإنسان العربي نحو المزيد من الحرية والبناء
والتقدم والإنجاز العلمي الذي يحد من حالة الاتكاء المذل في كثير من
الأحيان، على إبداعات الأجنبي ومبتكراته ومنجزاته، في وقت تملك فيه
الأمة، كل المقومات وكل المبررات لبناء نهضة علمية عربية شاملة تعم
مخرجاتها ليس منطقتنا العربية وحسب، بل والعالم بأسره.
نعم حضرات الكرام،،،
إن المشروع العربي المؤهل لحشد الطاقات والجهود ومكامن الإبداع والعطاء
لدى الإنسان العربي، هو السبيل الأمثل والأوحد باتقاء شرور المشروعات
الأخرى الآخذة في التنامي بين ظهرانينا، وبصورة مرعبة ومتلاحقة، وعلى
نحو يدخل الإنسان العربي المحبط أساساً، في مزيد من دهاليز الإحباط
وفقدان الثقة بالنفس وبالحالة العربية المشرفة، ويفتح الآفاق رحبة لكل
هواء غريب لولوج ديارنا حتى دونما استئذان.
إن الحاجة ملحة لإعادة بناء ثقة الإنسان العربي بنظامه السياسي العربي
المتكامل، وهو نظام بات اليوم مهدداً أكثر من ذي قبل، بفعل سطوة
المشروعات الوافدة والغريبة عنا وعن مصالحنا وطموحنا، ولعل منهجية
الاعتدال والوسطية المستندة إلى العلم والمعرفة وتعظيم العناية
بالإنسان باعتباره غاية التنمية ووسيلتها في آن واحد، هي المنهجية
المناسبة لبناء مشروع سياسي عربي متكامل يجسد استراتيجية عربية واضحة
الجوهر والملامح، وبصورة لا تدع مجالاً لأية مشروعات مناوئة للعيش في
منطقتنا خلافاً لطموحنا ولمصالحنا ومستقبل أجيالنا.
حضرات الأخوة والأخوات،،،
أعتقد أن المملكة الأردنية الهاشمية، وبما يوفر لها في تاريخنا العربي
الحديث من محاولات كريمة لبناء هكذا مشروع عربي وحدوي منظم، تستحق أن
يشار إليها في هذا المجال، خاصة وأن الثورة العربية الكبرى التي فجرها
أحرار الأمة بقيادة آل هاشم الأخيار، في مطالع القرن الماضي، وجدت
ضالتها في الرعاية والدعم والتضحية هنا على الأرض الأردنية المباركة،
عندما التف الأحرار الأردنيون إلى جانب أحرار الأمة الكرام حول الثورة
التي ما قامت ضد حاكم قط، وإنما كانت ضد الظلم والهيمنة، وبعثاً
للمشروع العربي النهضوي الذي غاب طويلاً تحت سطوة المشروعات الغريبة
والمعادية.
أتمنى لمؤتمركم العتيد التوفيق ليس في تشخيص الحالة وحسب، فالعرب
جميعاً يعيشون الألم ذاته، ولديهم الوصف الموضوعي الدقيق لأسباب
المعاناة، وإنما تشخيص الدواء الذي بمقدوره معالجة الواقع، ومواجهة
الأطماع، وبناء المشروع الاستراتيجي السياسي العربي المستند إلى رُؤىً
اقتصادية واجتماعية وعلمية وفكرية وإنسانية راشدة بإذن الله.
أشكركم حضرات الأخوة والأخوات، ومن خلالكم أشكر مركز دراسات الشرق
الأوسط ممثلاً بمديره العام الأستاذ جواد الحمد، وكافة زملائه، وأكرر
الترحيب بالضيوف الأعزاء، متمنياً لهم طيب الإقامة في هذا البلد العربي
الفخور بأمته وبشعبه وبقيادته الهاشمية الكريمة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رجوع
------------------------------------------------------------------------
الكلمة
الرابعة
كلمة الأستاذ عبد العزيز السيد
أميـن عـام المؤتمر العـام للأحزاب العربيـة
لقد اعتدنا من الأخ العزيز الأستاذ جواد الحمد في مركز
دراسات الشرق الأوسط، أن يخوض في القضايا الحارة والساخنة، عبر
ندوات وحلقات نقاش وفعاليات، تعالجها بحثاً واستقصاءً وتحليلاً، فتصل
إلى خلاصات ونتائج تحسب له ولمركزه في مجال البحث العلمي، لكني لحظة
اطلعت على موضوع هذا المؤتمر العلمي، أشفقت عليه بمقدار ما أكبرت فيه
هذه الجرأة الفائقة في اقتحام هذا العباب، ذلك أنه وضع نفسه في جوف
التنور، وألقى بنفسه في غيابة الجب، إذ أن ظاهر العنوان، بمقدار ما هو
جليّ في وضوحه، فإنه أعمق في جوهره، شائك ومتعرج، بل أجيز لنفسي القول
إنه دروب من القتاد والحصباء والرمضاء. لقد خشيت، وبصراحة أكثر أقول،
وما زلت أخشى، من أن تصيبه منه لسعات من جمرها لكن ما طمأنني هو حسن
اصطفائه لكوكبة الخبراء الأعلام، الذين لكل منهم في جانب من جوانب كل
مشروع مما بين يدي المؤتمر باع مديد وإسهام مشهود، فربما سيزيد في حسن
المآل التنوع والتباين في الرأي والاجتهاد فلا يفسد ما يمكن أن يؤلف
أرابيسكا سياسياً، وربما وهو المأمول استراتيجية متناسقة العناصر في
مركب متناغم لا مزيجاً سيريالياً متنافراً.
فهذه القضية(مشاريع التغيير) هي أمُّ الزوابع والأعاصير التي تهّب على
وطننا العربي من كل حدب وصوب، بعضها عاتٍ شديد وبعضها ترمينا بحجارة من
سجيل، وأخرى ريحها سموم وبعضها كالزمهرير، ونحن من هذا كله، نكاد نكون
في سنة النائم أو غفلة المستكين في نهار كالليل البهيم، لولا ومضات
صبح، وإشراقات ضوء لا شرقية ولا غربية أفلحت في كسر حواجز العتمة،
بالمقاومة في بغداد الرافدين والجنوب اللبناني والقطاع الفلسطيني، وهي
إشراقات نجد، بين ظهراني أمتنا، للأسف الشديد من يجحدها بل ومن يسعى
ليطفئ نورها.
وأذنوا لي هنا أن أقول إن هذا الواقع البائس، إنما هو أولاً وآخراً
الحصاد المر لعقود أربعة من استشراء القطرية البغيضة، لا أقول خطوط
سايكس بيكو الحمراء والزرقاء قبل قرن، وما كنت لأعفيها مما حاق بنا،
لكنه الحصاد المر لسايكس بيكو العرب، الذين كان لسان حالهم كما فعالهم
كلما دهمت قطراً عربياً دهماء ضروس، اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا
قاعدون.
وبالرغم من أنهم ما زالوا بعد أربعين عاماً آثار العدوان، فقد أضيفت
إليه تقرحات الجرح الفلسطيني واللهيب العراقي الدامي، والصومال الذي
غدا هياكل عظم بلا لحم ولا دم، وغول التقسيم الذي يصول في السودان ينهش
وحدة الأرض والشعب، ومحنة اليمن، وما من قطر آخر إلاّ والهموم في قلبه
أو على تخومه...
أيهـا الإخـوة
أخلص من كل هذا إلى سؤال هو برسم أحزابنا العربية في مؤتمرها
العام الخامس المقبل بعد أسابيع، أما وقد انعقدت ندوتكم اليوم فإني
أستأذنكم في أن ألقي به بين أيديكم إذ أحسب أنه في صميم ما ستنافشون،
ولعل ما تصلون إليه يعيننا ويفيدنا في اجتراح الجواب اللازم والصحيح
.إنه فيما أرى السؤال الأول والسؤال الأخير، سؤال الوحدة وسؤال الوحدة
فقط، فكل المشاريع الفاعلة التي تتتناولونها، هي في المحصلة مشاريع
تستهدف "الرجل المريض" في مطلع القرن الواحد والعشرين، تستهدف الوطن
العربي من أقصاه، إلى أقصاه وما كان لهذا الوطن أن يكون رجلاً مريضاً
مهيض الجناح، فيما نزعم لولا هذه القطرية وتجلياتها السلبية ولولا
القرار الوطني المستقل، لا ببريقه الخلاب بل ببرقه الخلّب.
لذا أختم بالقول بيقين أو كاليقين أن لا محيص ولا منجاة بعد كل هذا
البوار الذي بلغناه إلا بالاعتصام من جديد "بقرار الأمة المستقل..
القرار العربي المستقل"، الذي لا ينكفىء عن جواره في العقيدة والتاريخ
والحضارة ، بل يقوى بهذا الجوار ويقوى الجوار به ، ولعل ذلك مما يخلص
إليه هذا المؤتمر بوعي رشيد ورأي سديد.
والله الموفق ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
رجوع
------------------------------------------------------------------------
الكلمة الخامسة
كلمة الأستاذ عمرو موسى
الأمين العام لجامعة الدول العربية
ويلقيها أ. محمد الخمليشي
الأمين العام المساعد/ رئيس قطاع
الإعلام والاتصال
يسعدني أن أكون بينكم في هذا المؤتمر الهام "مؤتمر مشاريع التغيير في
المنطقة العربية ومستقبلها"، ويشرفني أن أنقل إليكم تحيات وتقدير
معالي/ الأمين العام لجامعة الدول العربية الأستاذ/ عمرو موسى ومتمنيا
لكم التوفيق والنجاح .
وأتوجه بالشكر الجزيل للمملكة الأردنية الهاشمية ملكاً وحكومة وشعباً
على استضافتها لهذا المؤتمر وعلى حسن الاستقبال وكرم الضيافة. كما أجزل
الشكر والثناء لمركز دراسات الشرق الأوسط ولمديره العام الأستاذ/ جواد
الحمد على تنظيمه لهذا المؤتمر وتوفقه وحسن اختياره لموضوعه ومحاوره.
واسمحوا لي في البداية أن أطلعكم باختصار على أهم منجزات العمل العربي
المشترك في هذا القرن أي منذ قمة القاهرة سنة 2000 إلى الآن :
1.
دورية القمة العربية كل سنة.
2.
مبادرة السلام العربية.
3.
وثيقة عهد ووفاق وتضامن بين قادة الدول العربية (قمة تونس 2004).
4.
إدخال المجتمع المدني والقطاع الخاص في العمل العربي المشترك.
5.
الإصلاح والتحديث والتطوير في العالم العربي.
6.
إصلاح هياكل الجامعة العربية وتنشيط آلياتها.
7.
تطوير الميثاق بتعديل كيفية التصويت.
8.
البرلمان العربي.
9.
لجنة متابعة تنفيذ القرارات والالتزامات.
10.
مجلس الأمن والسلم العربي.
11.
منطقة التجارة الحرة العربية.
12.
القمة العربية الاقتصادية والاجتماعية التنموية.
سيداتي سادتي،
إن الوضع الاستراتيجي والسياسي والأمني في المنطقة وما يرتبط به من
مشاكل كبرى على رأسها فلسطين والنزاع العربي الإسرائيلي، والعراق
ومأساته، ولبنان وانشقاقاته، والسودان ومشاكله، والصومال وصعوباته،
والوضع النووي في المنطقة وتداعياته، والهجمة العنيفة التي يتعرض لها
الكيان العربي وهويته.
وستظل القضية الفلسطينية والنزاع العربي الإسرائيلي لب الاضطراب وأساس
التوتر في هذه المنطقة على اتساعها.
سيداتي وسادتي،
لا يتسع المقام لمزيد من التفصيل خاصة وأنكم نخبة من المفكرين والرواد
والمبدعين، وإذا راجعنا موقف المشاكل السياسية والأمنية التي تشغلنا،
أو وضع عملية التطوير والتحديث التي نشعر جميعاً بضرورتها، أو مدى
التقدم الذي أحرزناه في مضمار التنمية الاقتصادية والاجتماعية فإن
النتيجة في عمومها غير مرضية رغم نبضات من الإنجاز هنا وهناك.
كما أن الخلاف العربي العربي، والانقسام الفلسطيني الفلسطيني، وترتيب
البيت العربي قضايا ملحة تستوجب العلاج التام والسريع، حتى نتفرغ
للدفاع عن ثقافتنا وهويتنا العامة، وضرورة الارتفاع إلى مستوى
المسؤولية وعلاج أسباب الضعف والوهن الذي أصاب مجتمعاتنا وثقافتنا،
وبحث مبررات الاتهام الموجه إلينا، وليس مجرد إنكارها.
وعلينا أن نهتم بإصلاح التعليم والتوجه إلى منطق العلم وتطبيقاته، وإلى
البحث العلمي وإبداعاته، والتعاون في مواجهة القضايا الجديدة وعلى
رأسها:
1.
تأييد مسيرة الديمقراطية والشفافية واحترام حقوق الإنسان.
2.
مكافحة الفساد.
3.
مواجهة الفقر.
4.
تنمية دور المرأة.
5.
تحقيق النهضة الاقتصادية والاجتماعية الشاملة.
6.
تغير المناخ ومشاكل البيئة.
7.
ترشيد الخطاب الديني.
8.
تقوية الإعلام العربي والارتقاء بأسلوبه وتنظيم الفضاء العربي السمعي
البصري الإلكتروني ليواكب التقدم التكنولوجي والعلمي في العالم.
وفي الختام فإن أي تحرك عربي وخاصة في مجال التعامل مع المشكلات ذات
الطابع الاستراتيجي وفي مقدمتها النزاع العربي الإسرائيلي بأبعاده
المختلفة والمشروعات المتعددة المطروحة سواء من قوى إقليمية أو دولية
للتعامل مع مكوناته ومعطياته لابد أن يضع في الحسبان كافة نقاط الضعف
والقوة الكامنة في إمكانات الدول العربية، وكيفية التعامل معها من خلال
سيناريوهات مدروسة وقابلة للتنفيذ، وبدائل تتيح حرية الحركة والتناول
وفقاً للظروف الإقليمية والدولية القائمة دون الوصول إلى الطريق
المسدود الذي ينذر باستمرار حالة اللاسلم واللاحرب والجمود القاتل الذي
تحاول بعض الأطراف فرضه على التحركات العربية.
سيداتي سادتي،
إن الأمانة العامة لجامعة الدول العربية تنتظر بشغف كبير نتائج وتوصيات
هذا المؤتمر لتسترشد بها في مسيرتها مسيرة الإصلاح والتحديث والتطوير.
وشكراً لحسن استماعكم.