ندوة
الاستيطان اليهودي
وأثره على الشعب الفلسطيني

ورقة عمل الندوة الأساسية

ندوة
الاستيطان اليهودي وأثره على الشعب الفلسطيني

اعتمد المشروع الصهيوني في المنطقة بشكل عام وفي فلسطين بشكل خاص على عدد من الركائز التي ترجمت هذا المشروع على أرض الواقع، وكان الاستيطان أهمها وأولها من حيث التطبيق، الذي كان بواكير أعمال المشروع الصهيوني على الأرض منذ أواسط القرن الثامن عشر.

وتستند فكرة الاستيطان إلى بعد توراتي ديني بهدف توظيفها سياسيا في إقامة هذا المشروع، حيث تتميز  إسرائيل عن غيرها من المشاريع الاحتلالية والاستعمارية الأخرى بأنها قامت على أساس إحلال شعب مكان شعب تجسيدا لمقولة :"أرض بلا شعب لشعب بلا أرض"، وتنظر الحركة الصهيونية للاستيطان بوصفه حقا طبيعيا لليهود، يجب العمل على تعزيزه وإيجاد الظروف المواتية لاستمراره، فكانت الهجرة اليهودية واستيطان فلسطين ضمن الرؤية الاستراتيجية لمشروع الدولة الصهيونية في المنطقة.

إن تأثير الاستيطان على الفكر السياسي الصهيوني يمتد ليشمل كافة أشكال الخطاب السياسي والحزبي والأمني والإعلامي، ويأتي في مقدمة برامج كافة الأحزاب الصهيونية، وتسعى إسرائيل بشكل دائم لجعله بعيدا عن طاولة أو ضمن نصوص المعاهدات والاتفاقيات الدولية التي أبرمتها مع بعض الجهات في المنطقة، أو حتى ضمن الوعود التي تطلقها من وقت لآخر.

وفي ظل التجاوز الذي ظهر في المبادرات السياسية، منذ أوسلو 1993 حتى خريطة الطريق 2003، لفكرة إزالة الاستيطان واستبدالها بمفاهيم وتوجهات جديدة مثل وقف الاستيطان، ومنع توسيع الاستيطان، وإزالة البؤر الاستيطانية، والسماح ببناء طرق التفافية واسعة لخدمة المستوطنات والربط بينه وكذلك ضم المستوطنات إلى الكيان الإسرائيلي، ناهيك عن نشر فلسفة المستوطنات الأمنية والسياسية والتفريق بينها، وفكرة  التفريق بين الكتل الاستيطانية، والمستوطنات المتفرقة والمعزولة….إلخ، حيث تتجاوز هذه التوجهات والمفاهيم الخطورة التي تشكلها عملية الاستيطان على مستقبل الشعب الفلسطيني ودولته المستقلة، وبالتالي تبرز أهمية التمسك بفكرة إزالة الاستيطان كما هي إزالة الاحتلال بوصفه مظهرا من مظاهره.

وانطلاقا من حرص مركز دراسات الشرق الأوسط على معالجة هذا الموضوع الأخير الذي يؤثر تأثيرا مباشرا على الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني، ويمتد ليؤثر بشكل مباشر على الأمن القومي في العالم العربي والإسلامي، فإنه ينظم هذه الندوة ويستضيف فيها نخبة من المختصين في الموضوع لمعالجته من كافة النواحي مساهمة من المركز في تعزيز إمكانات الأمة الفكرية والعلمية في التعامل مع هذا الموضوع، ولمساعدة صناع القرار فيها على تشكيل رؤية استراتيجية سليمة نحو مستقبل الشعب الفلسطيني ودور الاستيطان في تحديده.

وتغطي الندوة محاور عديدة تشمل حول فلسفة الاستيطان وتصورات الجانب الإسرائيلي حوله استراتيجيا من الناحية السياسية والأمنية والاقتصادية وتطبيقاته العملية، كما تعالج  الأخطار الكبيرة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني وكيانه السياسي والاجتماعي نتيجة لاستمرار تنفيذ هذا البرنامج، كما تعرض لآليات المقاومة الفلسطينية تجاهه.

وفي الجانب السياسي والقانوني الدولي فإن الندوة تسعى إلى استعراض موقف القانون الدولي والمنظمات الدولية وموقف الدول العربية ودول العالم من الاستيطان، وأثر الاستيطان على عملية السلام في المنطقة وعلى اندلاع المواجهات والحروب.

انتهى،،

تعريف السادة المشاركين في جلسة الافتتاح
(حسب الترتيب في برنامج الندوة)

تعريف رؤساء الجلسات
(حسب الترتيب في برنامج الندوة)

 تعريف الباحثين
(حسب الترتيب في برنامج الندوة)

أعلى الصفحة

الكلمة الختامية والتوصيات

ندوة
الاستيطان اليهودي وأثره على الشعب الفلسطيني
جواد الحمد - مدير مركز دراسات الشرق الأوسط

 السادة والسيدات المحترمين
             ها نحن قد أنجزنا ما بدأ صباح اليوم، لقد ناقشنا مشكلة الاستيطان اليهودي في فلسطين بأبعاده الأيديولوجية والتاريخية، كما تناولنا واقع المشكلة ومخاطرها، وتعمقت من خلال الندوة خطورة الاستيطان على مستقبل الشعب الفلسطيني، ودولته المستقلة، وبرز واضحاً أن الأمن والسلام في المنطقة يتأثران بذات المسألة، حيث بينت الحوارات والأبحاث أنه من غير الممكن إيجاد استقرار سياسي وأمني في المنطقة اذا بقي الاستيطان، وأن ذلك يعد شرطاً لازماً ، ولذلك لا يتوقع لخريطة الطريق أن تجد طريقها إلى التطبيق العملي لأسباب عديدة من بينها عدم معالجتها لمشكلة الاستيطان، وانه بات واجباً ربط حق العودة وإزالة الاستيطان بأي تحرك سياسي عربي وفلسطيني.

وقد أوصى المشاركون بالندوة:
  1.  اعتبار الاستيطان اليهودي مشكلة استراتيجية في الصراع، وأن إزالته شرط لازم لأي استقرار.
  2.   دعا المشاركون إلى عدم استخدام مصطلحات العدو بخصوص الاستيطان السياسي الأمني أو الكتلي والمعزول، أو الرسمي وغير الرسمي، ولا القبول بمصطلح الوقت بديلاً للإزالة بل مقدمة له.
  3.   دعا المشاركون إلى إعداد برامج تلفزيونية وإعلامية واسعة النطاق موجهة للعالم الغربي لبيان مخاطر الاستيطان وعدم إنسانيته وانه يمثل انتهاكاً لحقوق الإنسان ومصدراً يهدد الأمن والمقدرات الوطنية، ونمو المجتمع واقتصاده.
  4.   حيا المشاركون الدور البطولي لأبناء الشعب الفلسطيني في نضالهم ضد الاستيطان وضد الاحتلال الإسرائيلي، واعتبر المشاركون ان مقاومة الاحتلال ومواجهة عدوان الاستيطان والمستوطنين على السكان والأرض والممتلكات مقاومة مشروعة، وطالبوا العالم بدعمها حتى زوال الاحتلال.
  5.   طالب المشاركون جامعة الدول العربية برعاية مؤتمر دولي يعقد في أوروبا لتنوير الرأي العام الأوروبي وصانع القرار الأوروبي بمخاطر الاستيطان وانعكاساته السلبية على الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، وأنه مبرر مشروع للمقاومة التي يخوضها الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي.
  6.   أكد المشاركون أن مقاومة الاستيطان يستلزم نجاحها تشجيع وتطبيق حق العودة لأبناء الشعب الفلسطيني، وعبر المشاركون عن أملهم أن تخدم هذه التوصيات والأبحاث التي قدمت في المؤتمر قضايا الشعب الفلسطيني وطموحاته والتي يُعد مقاومة الاستيطان أحد أبرز عناوينها.  

ختاماً الشكر موصول لضيوفنا العرب ولمعالي الدكتور عمر موسى ومندوبه، وللسيد فاروق القدومي ومندوبه، وللسيد معن بشور ومندوبه على مشاركتهم لنا افتتاح أعمال هذه الندوة، والشكر كذلك لوسائل الإعلام الأردنية والعربية التي أولت هذا الاهتمام لموضوع يستحق الاهتمام من مكونات الصراع العربي الإسرائيلي الرئيسية، والشكر كذلك للجنة التحضيرية ولأعضائها على جهودهم المميزة لإنجاح أعمال هذه الندوة.

 والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عمان - السبت 20/9/2003

صور

عودة للصفحة  أعلى الصفحة