الرئيسية نبذة عن المركز اصداراتنا عروض خاصة لإتصال بنا English
 

المشروع العربي الإسلامي في القرن العشرين
المراحل والمحطات والمصائر

أ. د.رضوان السيد                                                                       عودة للصفحة

اخترت أربعة مشاهد أو مواجهات ثقافية /سياسية عربية جرت ثلاثةٌ منها في مصر على مدى القرن العشرين ، لبلورة الأُطروحة التي ذهبْتُ إليها حول نشأة المشروع العربي الإسلامي .
    
المواجهة الأولى بين فرح أنطون ومحمد عبده في مطلع القرن . والمواجهة الثانية بين رشدي صالح ومحمد البهي أواخر الخمسينات . والمواجهة الثالثة بين سيّد قطب وشيوخ الإخوان المسلمين المصريين في الستينات والسبعينات ، والمواجهة الرابعة بين الإحيائيين الإسلاميين القائلين بإسلامية المعرفة ، والليبراليين الجدد الذين يعتبرون الثقافة الغربية نهاية المطاف .
    
كانت الإشكاليةُ في المواجهة الأولى مسألة التقدم ، وما هي السبيل الفُضلى لتحقيقه؟ فقد كـان فرح أنطون اللبناني المتمصّر يرى متأثراً في ذلك بالمسار الفرنسي، أنَّ السبيل الفضلى لتحقيق التقدم تتمثل في فصل " السلطة المدنية " عن " السلطة الدينية ". فيردُّ عليه محمد عبده بأنّ هذا الأمر غير ممكنٍ في كلِّ الأديان ، وفي الإسلام على الخصوص . بدأ النقاشُ  إذن  حول التقدم  ومستلزماته ، والتغيير وآلياته . وانتهى افتراقاً في قضايا دور الدين في دنيا الواقع ، وعلائقه بالدولة والسلطة  السياسية.
     أما المُواجهةُ الثانية فقد كانت بين رشدي صالح الذي أصدر عام 1957 روايةً تأويليةً عن ابن خلدون عنوانها : " رجلٌ في القاهرة " ، ومحمد البهي  الذي أصدر عام 1957 أيضاً كتاباً ضخماً  عنوانه : الفكر الإسلامي الحديث وصلته بالاستعمار الغربي . محاولة رشدي صالح في فهم ابن خلدون محاولةٌ ماركسيةٌ فعلاً ، تحتذي طــرائق جورج برنارد شو في شرح الاشتراكية وتبسيطها لأنصاف المتعلمين . أمّا محمد البهي يكشف عن سرّ انزعاجه : الصراع في الثقافة المصرية صراعٌ على الحاضر السياسي ، والهوية الثقافية والسياسية لمصر بعد الثورة
      ويأتي المشهد الثالث ليُفْصِحَ عن الخيارات التي ما كانت قد تحددت أثناء الخمسينات  . إنه كتاب سيد قطب : معالم في الطريق ، الذي كتبه في السجن ، ونظّر فيه للـحاكمية الإلهية ، في مواجهة حاكمية الجاهلية والطاغوت . كان سيد قطب يخرج من السـجن في النصف الثاني من العام 1964 ليعود إليه بعد سبعة أشهر، ثم ليُعدم عام 1966. وإشكالية الستينات والسبعينات تتحدد بالسؤال : كيف يمكن أن تبقى مسلماً ؟! وعلى ذلك يجيب سيد قطب : لا يمكن أن تبقى مسلماً بدون الدولة أو النظام السياسي الذي يحكم بما أنزل الله ! فيجيب شيوخ الإخوان ( في المخطوط الذي تدوول داخل السجون ثم طُبع عام 1977 بعنوان : دعاة لا قضاة ) بأنَّ المسلم يستطيع ممارسة دينه دونما الحاجة للدولة .
    
أما المشهد الرابع ،  والذي اتخذ من " إسلامية المعرفة " عنواناً له ، فيحدُثُ ويسودُ في الثمانينات من القرن العشرين . فقد عقد المعهد العالمي للفكر الإسلامي المؤتمر الأول للمسألة عام 1982 . وتصوره للموقف الراهن للأمة الإسلامية لا يختلف عن تصورات الندوي والمودودي وسيد قطب والقرضاوي ، والمعهد بناء مشروع "إسلامية المعرفة " من أجل إعادة تكوين ثقافة الأمة على هدْيٍ من الموروث الإسلامي الأصيل .
      وبدأ المشهد يتغير ويختلط في مطالع التسعينات : إنهار الاتحاد ال
ـسوفياتي ، ونشبت حربُ الخليج الثانية ، وازدادت علائق المسلمين بالعالم سوءًا بحيث ظهرت مقولة هنتنغتون حول صراع الحضارات ، وحول التخوم الدموية للإسلام . ثم توالى ظهور المشروعات الاستراتيجية ذات الأبعاد الثقافية : حوار الحضارات ، والنظام العالمي الجديد ، وثقافة السلام ، والتعددية الثقافية والسياسية … والعولمة  . وقد اعتبر الإسلاميون والقوميون والبقية الباقية من اليسار ذلك كلَّه لغير صالحهم .
    
أما اليوم فإنّ الإسلاميين البارزين الذي يتحدثون عن " مقاصد الشريعة " إنما يريدون من وراء ذلك الدخول في منافسةٍ مشروعةٍ من ضمن القيم العالمية الكبرى . والإسلاميون الذين أزعجتهم صورة هنتنغتون السلبية عن الإسلام .
    
و يمكن التمييز بين ثلاثة أنماطٍ من  تعامُل الدولة مع المؤسسة الدينية في العقود الخمسة الماضية:
النمط الأول
: نمطُ الإلغاء أو شبه الإلغاء ، أي ان تقوم الدولة بتمزيق بقايا المؤسسة حتى لو كانت إصلاحيةً أو لا تتحدى النظام، بحجة رجعيتها أو الخوف من تأثيرها على الجمهور. وقد جرى ذلك في تونس وإندونيسيا وسورية والعراق وليبيا وباكستان والجزائر.
والنمط الثاني: نمطُ الاستتباع. أي أن تُبقي الدولةُ على المؤسسة، بل وتدعمُها؛ لكنها تستتبعُها بالكامل، من أجل السيطرة على الجمهور، ومن أجل استخدام خطابها في مصارعة الجماعات الإسلامية الجديدة. وقد ساد هذا النمطُ من التعامُل مع المؤسسة الدينية في بلدانٍ عربيةٍ رئيسيةٍ مثل مصر والمغرب والسعودية.
والنمط الثالث : نمطُ الحياد الإيجابي أو السلبي، أي أن لا تتدخل  الدولةُ في المؤسَّسة إلاّ بالحدّ الأدنى ، لعدم حاجتها لذلك ، أو من أجل تجنب المشاكل؛ من مثل ما حدث في لبنان والأردن واليمن وموريتانيا ودول الخيلج الصغيرة، وهناك ست مشكلاتٍ أَعتبرُها أبرزَ مظاهر تأزُّم المشروع العربي على مشارف القرن الواحد والعشرين:
  
المشكلة الأولى : مسألةُ الأمة والدولة .و الثانية : المسألةُ الوطنيةُ والقومية. والثالثة: مسألة التنمية والرابعة: أزمة النظام العربي. والخامسة: المسألة الفكرية والثقافية.أما السادسة : مسألة الحرب الأميركية على الوجود السياسي والثقافي العربي .                                                                       أعلى الصفحة  عودة للصفحة

المؤتمر في سطور

برنامج المؤتمر

المتحدثون

كلمات الافتتاح

ملخصات الأوراق

 المؤتمر في الإعلام

أخبار المؤتمر

إعلان المؤتمر

 الكلمة الختامية

البيان الصحفي

خارطة موقع المؤتمر

صور المؤتمر

الداعمون

Designed by Computer & Internet Div.