4 سيناريوهات لأفق الصراع العربي ـ
الإسرائيلي 1/2
انتفاضة فلسطينية ثالثة يتوقعها مفكرون وسياسيون عرب
شاكر الجوهري
خلص مؤتمر "العرب واسرائيل عام 2015 ـ رؤية استراتيجية", الذي انعقد في
العاصمة الأردنية عمان في الفترة بين 27 ـ 29 تشرين ثاني ـ نوفمبر الماضي
الي توقع اربعة سيناريوهات, للصراع العربي الإسرائيلي من الآن, وحتي عام
2015 .
وأشار المؤتمر الذي نظمه مركز دراسات الشرق الأوسط, وشارك فيه محمد صبيح
الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية, وألقي فيه كلمة باسم الأمين
العام عمرو موسي, وطاهر المصري رئيس وزراء الأردن الأسبق، والدكتور سليم
الحص رئيس وزراء لبنان الأسبق، الي متغيرات تحكم الصراع العربي ـ
الإسرائيلي, وتؤثر علي السيناريوهات المتوقعة, وقال "تعتمد هذه
السيناريوهات علي متغيرات تستمر وتبقي، وأخري تتحول وتنتهي، ومتغيرات تقوي
وأخري تضعف، سواء كانت عالمية أم إقليمية أم محلية، وهي بطبيعة الحال عوامل
كثيرة ومتداخلة، وليس بمقدور الاستقراء في مثل هذه المؤتمرات العلمية أن
يلم بهذه العوامل ومساراتها وتوجيهها لمصلحة ما، إنما تستطيع الأبحاث
المعدة أن تستكشف إمكانات هذه الأطراف أو تلك لتختار متغيرات بعينها تعتقد
أنها الأهم لتشجيع تحقق سيناريو معين يحقق مصالحها، حيث يركز جهودها علي
هذه المتغيرات المختارة، حيث إنه كلما ازداد عدد العناصر التي تخضع بالفعل
للتغيير والسيطرة زادت قدرة الطرف علي التحكم بمستقبل السيناريو، ووضع
المشهد المستقبلي في سياق التوقع الدقيق، ليصب في النهاية في مصلحة هذا
الطرف".
وتم تلخيص حصيلة خمسة عشر عاما من التحولات في الفترة بين 1990 ـ 2005 في
النقاط التالية:
1- لقد تحقق التحول الجذري علي صعيد النظام الدولي في القطبية الدولية نحو
الأحادية، بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، وانتهاء الحرب الباردة.
2- تحول النظام العربي إلي محاور جهوية تصطف وفق مصالحها الذاتية، وليس علي
قاعدة الأمن العربي المشترك بعد احتلال العراق للكويت عام 1990، والحرب
الأميركية، والحصار ضد العراق حتي عام 2003 عندما نجحت الولايات المتحدة
باحتلال العراق وإسقاط نظامه بالقوة.
3- تمكنت الانتفاضة الفلسطينية الأولي "انتفاضة 1987" من الاستمرار رغم
الانهيار في المنظومتين العربية والدولية مؤكدة أن الصراع المباشر مع
الاحتلال له ديناميكياته الخاصة حتي في غياب البيئة الإقليمية والدولية
المواتية. كما مثلت الانتفاضة الفلسطينية الثانية في عام 2000 "انتفاضة
الأقصي" التحول النوعي الأكبر في المواجهة، حيث تمكنت هذه الانتفاضة من
تحريك الشارع العربي آنذاك.
4- مباشرة الحكومات العربية ومنظمة التحرير الفلسطينية بالتعامل مع التسوية
السياسية بعيداً عن التحفظات السابقة في لحظة تاريخية غير مناسبة لدخول
مفاوضات، وهي تعاني من الجراح علي مختلف الأصعدة، وبرعاية منتقصة من القطب
الدولي الوحيد الذي يعيش لحظة انتصار واسعة النطاق.
5- تسببت أحداث 11 أيلول ـ سبتمبر 2001 في شن الولايات المتحدة هجمتها
الكبري علي العالم العربي والإسلامي تحت عنوان "محاربة الإرهاب" ليصار إلي
احتلال أفغانستان من جهة، واحتلال العراق وتدميره من جهة أخري، والتلويح
بالعصا لباقي الأطراف المؤثرة في التوازن الإقليمي، مثل: سوريا وإيران.
ولتنتقل بذلك المنطقة من واقع المعايشة للصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي
المندلع إلي واقع التشارك والتعاون مع توجهات الولايات المتحدة في تغيير
المنطقة، والتي تبلورت عبر ما سمي بمشروع الشرق الأوسط الكبير.
6- تراجع دور الأمم المتحدة لمصلحة التغول الأميركي الكامل علي قراراتها،
كما في حال العراق، ولبنان، وسوريا، وغيرها.
7- تسارعت وتيرة الانفتاح العالمي والعولمة في المجالات الاقتصادية
والسياسية والثقافية والتكنولوجية، وهو ما خلق تداولاً واسعاً للمعرفة من
جهة، وكرّس الهيمنة الأميركية علي قطاعات الحياة المختلفة في الوطن العربي
من جهة أخري.
استشراف المستقبل
وفيما يتعلق باستشراف تحولات السنوات العشر المقبلة 2005 ـ 2015, رأي
المؤتمر أنه في ضوء هذه المتغيرات التي عملت علي تشكيل الواقع في الوطن
العربي، وشكلت عناصر وموازين قوي وديناميكيات جديدة، وما زال بعضها يمتلك
الطاقة والقدرة الكافيتين في التأثير والتغيير والتفاعل مع مخرجات العوامل
المختلفة، ويمكن استشراف الاتجاهات الاستراتيجية لهذه المتغيرات التي تؤثر
في تحولات ومستقبل الصراع العربي-الإسرائيلي، بما يأتي :
1- تزايد التحولات في العلاقات العربية-العربية علي الصعيد الرسمي، وسيادة
نمط القطبية الإقليمية والقُطرية فيها، وتراجع قدرتها علي اتخاذ مواقف
مستقلة نسبياً في التعامل مع واقع الصراع سلماً وحرباً.
2- تطور النظام الدولي باتجاه تشكيل قطبية أحادية حاكمة وتعددية مؤثرة، قد
تتباين مصالحها في الشرق الأوسط، لصالح الاقتراب من الموقف العربي دون
إحداث تحولات كبيرة في الاتجاه العام
3- إخفاق المخطط الأميركي في العراق بتحقيق الاستقرار، وتداعي التحالف فيه
لمصلحة سحب القوات الأجنبية، وربما حدوث التحول السياسي الأوسع في طبيعة
الحكم في العراق عربياً وإسلامياً بديلا لتحالفه مع الولايات المتحدة
وإسرائيل.
4- تزايد الدعم الأميركي السافر للعدوان الإسرائيلي ، وهو ما سيسهم في
تعميق أسس القاعدة الفكرية لبلورة اتجاهات الرفض ضد سياسات الولايات
المتحدة وتفعيلها، وتنامي المعاداة لدورها الدولي، وتشكيل أساس فكري
للمقاطعة ومقاومة التطبيع تتفاوت موجاتها جغرافيا وزمانيا حسب الأحداث.
5- تسارع وتيرة المطالبة بالمشاركة الشعبية بالإصلاح السياسي، وتداول
السلطة، وتطبيق قوانين الحرية والديمقراطية في الوطن العربي بما في ذلك
اتجاهات الشفافية ومحاربة الفساد، وهو ما سيجعل المعادلة بين القوي
السياسية والحكومات تصل إلي حد التكافؤ جماهيريا، والتي سوف تصب في صياغة
مواقف عربية تحظي بشعبية يتوقع أن يكون أساسها مواجهة المشروع الصهيوني،
ودعم كفاح الشعب الفلسطيني .
6- سوف يؤدي العامل الإسرائيلي دورا مهما في تردي عملية التسوية وتراجع
اتجاهاتها؛ لأنه لا يقدم للأطراف التي تقبل التفاوض معه أي تنازلات ذات
قيمة فيما يتعلق بإنهاء الاحتلال، وهو ما يصب بالتالي في مصلحة برنامج
المقاومة واتجاهات المواجهة.
7- توفر الفرصة لانتفاضة فلسطينية ثالثة تستلهم نتائج الانتفاضات السابقة،
وتسبب تراجع في عملية التسوية السياسية، وتزايد الدعم الجماهيري لقواها
السياسية.
8- تسارع التحول نحو الإسلام السياسي شعبياً وفي عدد من المناطق ذات الصلة
بجغرافيا الصراع، سواء عبر صناديق الاقتراع، أو عبر القدرة علي الحشد
الجماهيري.
9- تزايد حركة الاستقطاب السياسي في الساحة الفلسطينية وفق ما كرسته تجارب
الانتخابات الفلسطينية، حيث أسهم في تحول كبير في ميزان القوي الداخلي الذي
يشير إلي أن حركة فتح لم تعد قادرة علي احتكار القرار السياسي، إذ تمكنت
حركة حماس من الوصول إلي حالة التوازن معها في الانتخابات البلدية
والرئاسية.
اربعة سيناريوهات
وجاء في التقرير الذي نوقش في آخر جلسات المؤتمر تمثل السيناريوهات خلاصة
مهمة لأبرز التحولات الممكنة الوقوع في ضوء التحليلات المستقبلية التي
قدمها الباحثون في هذا المؤتمر، وقد تم حصرها في أربعة سيناريوهات، لكل
منها تفرعاته الجزئية من خلال تقدير شروط التحقق وتحليلها، وبيان مخرجاتها
السياسية، والفرص والتحديات التي يخلقها لأي سيناريو. وما ورد من
سيناريوهات إنما يقع في دائرة الفرضية النظرية اللازمة للتفكير، كما
تُستخدم أداةً لتناول إمكانات تحقق السيناريو من عدمها، وبيان علاقته
بالسيناريوهات الأخري، وتوسيع دائرة الاختيار والبدائل أمام صانعي القرار
إزاء الإمكانات المتاحة من الناحيتين العملية والنظرية . وفي تناولنا
للسيناريوهات المحتملة لمستقبل الصراع حتي عام 2015 يمكن أن يطرح أكثر من
سيناريو ضمن تحليل ورؤية معينتين تعتمد علي فهم الأوضاع القائمة والعوامل
التي تتحكم فيها، وعلي مدي فهم المتغيرات التي يمكن أن تحدث خلال السنوات
العشر المقبلة، وما يمكن أن تفضي إليه من تحولات علي المستويات الثلاثة:
الوطنية، والإقليمية، والدولية، وهنا قد تتفاوت التفسيرات وطرق التحليل
لهذه المتغيرات والعوامل بشكل يؤدي بالمحلل أو الباحث إلي الوصول إلي نتائج
قد تكون مختلفة عن غيره من الباحثين.
ولذلك فقد لا يتم الاتفاق علي رسم صورة واحدة للمستقبل، وإنما يمكن أن
تتشكل صور عدة بناء علي الاختلاف في دراسة المتغيرات وتحليلها، والتحولات
المتوقعة، والمهم عند طرح أي سيناريو هو توضيح المسوغات والمعطيات وتحليلها
بشكل موضوعي.
تحديد السيناريوهات
تشير العديد من الدراسات والأطروحات إلي أن ثمة سيناريوهات رئيسية يمكن
للتحولات في العقد القادم "2005-2015" أن تصب في أي منها، وأن في إطار كل
منها سيناريوهات جزئية تتعلق بمجال أو جغرافيا أو طرف يمكن أن تؤثر في
إمكانات تحقق السيناريو من جهة، وانعكاساته المختلفة لإخراج الفرص
والتحديات من جهة أخري.
هذه السيناريوهات هي: استمرار الأوضاع القائمة واتجاهاتها العامة ـ تدهور
الوضع العربي لمصلحة المشروع الصهيوني ـ َتقدُّم عملية التسوية ـ تقدم
المشروع العربي علي حساب المشروع الصهيوني. وفصل التقرير هذه السيناريوهات
كما يلي:
تطور الواقع القائم اليوم بتزايد أو تناقص غير جوهري في مكوناته لمصلحة
إبقاء الأوضاع السياسية والعسكرية والاقتصادية القائمة بين أطراف الصراع في
منطقة قريبة من التقديرات القائمة، أي أن معدلات التغير ستبقي متقاربة بين
مصالح الطرفين وقدراتهما علي مختلف المستويات دون حدوث أي اختراقات مهمة
وجوهرية لدي أي منهما دون الآخر، ويشمل ذلك :
1- استمرار حالة الرفض الفلسطيني علي المستوي الشعبي للأوضاع القائمة بسبب
الظلم والقمع والإرهاب الذي تمارسه إسرائيل علي الشعب الفلسطيني من جهة،
ورغبة هذا الشعب بالتحرر ونيل حقوقه الوطنية المشروعة من جهة ثانية.
2- استمرار إسرائيل بمساندة من الحركة الصهيونية وبعض القوي الدولية
باحتلال الأراضي العربية بالقوة، وإقامة المزيد من المستوطنات وتهويد
القدس، والاعتداء علي المسجد الأقصي، وإقامة الجدران العنصرية العازلة،
والاعتداء علي الأفراد والممتلكات الفلسطينية، وتغيير الحقائق علي الأرض
لمصلحة إسرائيل، والعمل علي تفريغ الأراضي المحتلة من سكانها تدريجياً.
3- استمرار حالة عدم الاستقرار في المنطقة العربية علي جميع الصعد من خلال
افتعال أو حدوث أزمات في منطقة الإقليم، سواء كانت علي الصعيد الداخلي لكل
دولة، أم علي صعيد علاقة الدولة بالدول الأخري كما حدث سابقاً.
4- استمرار أعمال العنف والإرهاب في الدول العربية وانتشارها بصورة أوسع.
5- استمرار توازن القوي التقليدي وغير التقليدي في المنطقة المحتملة، وبقاء
أنماط التحالفات الدولية والإقليمية دون تغيرات جذرية .
محددات السيناريو وشروط تحققه
-أولاً : علي الصعيد الفلسطيني
1. وجود حالة من عدم التوافق بين الأطراف الفلسطينية علي رؤية واستراتيجية
محددتين لإدارة الصراع، وكيفية استعادة الحقوق الكاملة للشعب الفلسطيني.
2. تعرض الشعب الفلسطيني للضغوط من بعض الدول العربية للقبول بالتسوية دون
تقديم ضمانات للحفاظ علي حقوق الفلسطينيين.
3. عدم تشكل كيان فلسطيني في الداخل قادر علي تحمل المسؤولية، أو تلبية
الاحتياجات الفلسطينية الأساسية، أو تبني سياسات وبرامج واضحة لمواجهة
إسرائيل.
4. تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها الشعب الفلسطيني في
الداخل والخارج .
-ثانياً : علي الصعيد الإسرائيلي
عدم حسم الموقف داخل إسرائيل تجاه عملية التسوية، أي أنه ليس هناك قرار
باعتبارها خياراً إسرائيلياً استراتيجياً، وبقاء الخلافات حول هذه العملية
وشروطها، وكيفية التعامل معها.
1. عدم الاستقرار الحكومي، بمعني تغير الحكومات بشكل متسارع وضمن فترات
زمنية قصيرة، مما ينعكس بشكل أو بآخر علي قراراتها في التعامل مع موضوع
التسوية، بما في ذلك إعادة تعريف عملية السلام حسب الزعيم الجديد أو الفئة
الحاكمة.
2. استمرار توازن القوي داخل الكنيست بين القيادات الحزبية القائمة دون
حدوث تغييرات جذرية علي تحالفاتها علي صعيدي اليمين واليسار السياسي.
3. ضمان الحكومات الإسرائيلية لتدفق المساعدات الخارجية للحفاظ علي مستوي
المعيشة القائم.
-ثالثاً : علي الصعيد العربي والإسلامي
1. بقاء النظام الإقليمي العربي مفككاً وضعيفاً، علاوة علي ضعف دوله
منفردة، وتباين مواقفها تجاه الصراع.
2. بقاء مستوي التأثير الدولي للدول العربية في مستواه الحالي.
3. دخول بعض الدول العربية والإسلامية والصديقة في علاقات مع إسرائيل.
4. ضعف الديمقراطية والمشاركة الشعبية وحقوق الإنسان في الدول العربية
والإسلامية، وعجزها عن إدارة الصراع وتحمل تبعاته .
5. فشل مشاريع خطط التنمية العربية في مواجهة المشاكل الاجتماعية
والاقتصادية في الوطن العربي.
- رابعاً : علي الصعيد الدولي
1. استمرار الهيمنة الأمريكية الأحادية علي العالم، والتحكم بمجريات
الأحداث العالمية والإقليمية وحتي الوطنية، واستغلالها لصالح إسرائيل
حليفتها الاستراتيجية ، حيث ستسعي إسرائيل بالتعاون مع أمريكا لتحقيق
هيمنتها علي المنطقة، والعمل علي إضعاف الطرف الفلسطيني والعربي بشكل عام،
بما في ذلك اللجوء إلي طرح مبادرات سياسية غير جادة؛ لتسوية الصراع العربي
? الإسرائيلي بهدف إعطاء إسرائيل الفرصة لتكريس الأمر الواقع.
2. ضعف الإرادة الأوروبية في تقديم أية مبادرات فاعلة يمكن أن تشكل منافساً
للمبادرات الأمريكية.
3. تراجع الأولويات في الأجندة الدولية "الدول الصناعية الثمانية "G8"
عن الاهتمام بموضوع تسوية الصراع، وحل القضية الفلسطينية إلي الاهتمام
بموضوع "مكافحة الإرهاب"، وقضايا الإصلاح السياسي والديمقراطية في المنطقة
.
4. طرح مشروعات دولية وإقليمية عديدة للمنطقة، مثل: مشروع الشرق الأوسط
الجديد، ومشروع الشراكة المتوسطية، ومشروع الشرق الأوسط الكبير أو الموسع،
وغيرها من المشروعات؛ التي تهدف إلي قبول إسرائيل وإدخالها في منظومة
المنطقة.
انعكاسات السيناريو وآثاره
1- ازدياد تراجع السلطة الفلسطينية دون انهيارها بسبب عجزها عن الإمساك
بزمام الأمور، وتحمل المسؤولية بشكل فعّال يلبّي احتياجات ومطالب الشعب
الفلسطيني، ويخفف من معاناته، ويواجه الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة
عليه.
2- ظهور انتفاضة جديدة في فلسطين تسعي للخروج من حالة الإحباط التي وصلت
إليها الأوضاع في فلسطين، وقد تستخدم أدوات ووسائل جديدة في إطار
استراتيجيات مختلفة عما استخدم في الانتفاضات السابقة.
3- تنامي التيارات اليمينية والدينية المتطرفة في إسرائيل.
4- ازدياد الضعف في أنظمة الحكم العربية، وفشلها في حسم الصراع لصالح
العرب، وإعادة الحقوق العربية الفلسطينية.
5- تنامي الشعور بالإحباط لدي الشعوب العربية؛ واتساع حالات الرفض
والاحتجاج التي تشكل تحدياً للنظم القائمة.
6- بقاء درجة الاهتمام الدولي بالصراع علي مستواه الحالي، واستمرار طرح
المبادرات السياسية، وتزايد انحياز الموقف الأمريكي لإسرائيل.
4 سيناريوهات متوقعة للصراع العربي ـ
الإسرائيلي 2 -2
تراجع الهيمنة الأميركية واندلاع حرب ترهق اسرائيل
شاكر
الجوهري
نشرنا في القسم الأول -يوم الجمعة 2 كانون الأول ـ ديسمبر- من تغطية مؤتمر
"العرب واسرائيل عام 2015.. رؤية استراتيجية" نص السيناريو الأول الذي
توقعته نخبة من المفكرين والسياسيين العرب لمستقبل الصراع، ومن بينهم طاهر
المصري رئيس وزراء الأردن الأسبق، والدكتور سليم الحص رئيس وزراء لبنان
الأسبق، بمشاركة محمد صبيح الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية.
في القسم الثاني والأخير ننشر السيناريوهات الأربعة الأخري، والتوصيات التي
خرج بها المؤتمر:
السيناريو الثاني:
تدهور الوضع العربي لمصلحة المشروع الصهيوني
- وصف السيناريو
ـ اضطرار الرسمية الفلسطينية للتخلي عن معظم الحقوق الوطنية المشروعة غير
القابلة للتصرف.
ـ فرض حكم ذاتي للسكان الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة قد يلحق
بالأردن، حسب رؤية بعض القوي الإسرائيلية المتطرفة.
ـ هيمنة الحل الإسرائيلي علي الصراع خاصة في شقه الفلسطيني.
ـ تزايد علاقات إسرائيل مع بعض الدول العربية في المجالات الاقتصادية
والاجتماعية والثقافية، مما يشكل فرصة لإسرائيل لتؤدي دوراً داخلياً في
العلاقات العربية البينية.
ـ حدوث تحول جذري في خريطة الصراعات في المنطقة بدلاً من مركزية الصراع
العربي مع إسرائيل، وإحلال الصراع الداخلي في الدولة العربية الواحدة علي
أسس عرقية وطائفية لمصلحة مشروع تجزئة الدولة العربية.
ـ تراجع الوضع العربي نحو الأسوأ؛ بإضعاف الجامعة العربية، والعمل العربي
المشترك، وتغليب المصالح الشخصية والقُطرية والجهوية الضيقة.
ـ نجاح المشروعات الإقليمية والدولية باعتبارها بديلاً للمشروع العربي.
-محددات السيناريو وشروط تحققه
- أولاً : علي الصعيد الفلسطيني
ـ احتدام الصراعات الداخلية وعجز القوي الفلسطينية عن التوصل إلي صيغة عمل
مشتركة.
ـ تراجع ثقافة المقاومة لمصلحة ثقافة التطبيع والاستسلام.
ـ تكثيف الروابط المصلحية بين أطراف فلسطينية وإسرائيلية علي حساب المشروع
الوطني الفلسطيني .
-ثانياً : علي الصعيد الإسرائيلي
ـ تقدم المشروع الصهيوني، وزيادة التوحد بين أطياف المجتمع الإسرائيلي
كافة.
ـ تزايد القوة الإسرائيلية في المجالات الاقتصادية والتكنولوجيا العسكرية.
ـ نجاح إسرائيل في تشكيل علاقات اقتصادية وسياسية وأمنية مع دول عربية
وإسلامية، بحيث تصبح لها الأولوية علي حساب علاقات هذه الدول مع الشعب
الفلسطيني.
ـ نجاح الحكومات الإسرائيلية في إبقاء حال الصراع في حده الأدني عبر احتواء
المقاومة الفلسطينية.
ـ تزايد الضمانات الدولية لحماية الأمن الإسرائيلي، وتوفر الفرصة لتكون
إسرائيل الدولة الأقوي في منطقة الشرق الأوسط، وفتح الأسواق العربية أمام
المنتجات الإسرائيلية، وإقامة مشاريع اقتصادية مشتركة مع الدول العربية.
- ثالثاً : علي الصعيد العربي والإسلامي
ـ تفكك النظام العربي بما في ذلك تراجع دور الجامعة العربية عمّا هو عليه
الحال، والتحول نحو التكتلات الإقليمية القائمة علي المصالح القطرية.
التراجع الاقتصادي في الوطن العربي وتفاقم معدلات الفقر والبطالة، وارتفاع
المديونية، وزيادة الارتباط بالاقتصاد الدولي والمساعدات الخارجية.
ـ نجاح الحكومات العربية بالسيطرة علي شعوبها، واستمرار الحكومات غير
الديمقراطية، وتحجيم قوي المعارضة السياسية.
ـ صعود حدة الانقسامات الطائفية والعرقية، والمطالبة بالحقوق الذاتية علي
الصعيد السياسي.
ـ احتواء إيران وتركيا، وإبقاؤهما خارج دائرة التحالف مع الوطن العربي،
وشغلهما بقضايا إقليمية ومحلية أخري.
ـ تقدم برامج تطبيع العلاقات العربية والإسلامية مع إسرائيل.
رابعاً : علي الصعيد الدولي
ـ التفرد الأمريكي في السيطرة علي النظام العالمي، وفشل القوي المناهضة
لسياساتها في المشاركة الفاعلة في القرارات الدولية.
ـ تراجع الولايات المتحدة عن خطتها بمشروع دولتين لشعبين وفق خريطة الطريق.
ـ فرض مشروع الشرق الأوسط الكبير بعضوية كاملة وفاعلة لإسرائيل.
ـ استمرار هيمنة الولايات المتحدة علي المقدرات النفطية لدول الخليج
والعراق، والتحكم في السوق النفطية.
ـ تصاعد دور الاتحاد الأوروبي في دعم السياسات الأميركية إزاء حل الصراع،
والعمل باتجاه تشكيل تحالف غربي »أطلسي« للهيمنة العالمية تحت شعار صدام
الحضارات بما في ذلك في الشرق الأوسط.
ـ تفاقم تراجع دور الأمم المتحدة وضعفها إزاء التدخل في مسألة الصراع في
المنطقة.
- انعكاسات السيناريو وآثاره
ـ فشل الفلسطينيين في فرض إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، واستبدالها
بكيان فلسطيني فاقد السيادة .
ـ تفاقم قضية اللاجئين الفلسطينيين في الدول العربية المضيفة وفي الشتات
وتزايد معاناتهم.
ـ بروز إسرائيل باعتبارها قوة إقليمية عظمي مهيمنة في منطقة الشرق الأوسط.
ـ زيادة التعاون الأمني الإسرائيلي ـ العربي في مجال مكافحة أي توجهات
مناهضة لإسرائيل والهيمنة الأميركية.
ـ تزايد الاختراقات الثقافية والفكرية الصهيونية والأمريكية للعقل العربي،
ودفع التوجهات العربية نحو التطبيع والاستسلام.
ـ تراجع الدور العربي الرسمي والشعبي في دعم القضية الفلسطينية علي
المستويين الدولي والرسمي.
ـ تراجع القوة العسكرية العربية لمصلحة بناء قوات أمن داخلي.
ـ تراجع الرهانات السياسية علي النظام الدولي عربياً وفلسطينياً.
ـ تراجع النظام العالمي عن الاهتمام بالقضية الفلسطينية.
السيناريو الثالث: تقدم عملية التسوية
- وصف السيناريو
احتمال التقدّم في عملية التسوية نحو اقتراب أكثر من القانون الدولي
والشرعية الدولية، لتحقيق الانسحاب الإسرائيلي إلي حدود 4 حزيران 1967 مع
تعديلات أمنية إسرائيلية، استناداً إلي مضامين القرارات الدولية ذات الصلة،
ويتمثل ذلك في ما يلي :
ـ الاستفادة الكبيرة من الإمكانات المتوافرة في المنطقة اقتصادياً لتحسين
الأوضاع المعيشية لأطراف الصراع وإيجاد الشعور بالأمن .
ـ تقديم تنازلات للتوفيق بين مواقف أطراف الصراع تجنباً لعواقب قد تكون
أسوأ من الحالة القائمة.
ـ يقوم سيناريو التسوية علي التوفيق بين مبدأ الأرض مقابل السلام، والحقوق
الفلسطينية وتقرير المصير من جهة، والأمن وشرعية الوجود الإسرائيلي من جهة
أخري.
ـ توقف المقاومة الفلسطينية داخل فلسطين وفتح المجال لحل مشكلات الشعب
الفلسطيني في مختلف المجالات، وتسهيل الاتصال بين أبناء الشعب الفلسطيني في
الداخل والخارج.
ـ استمرار تهدئة الجبهات العربية مع إسرائيل، وتشكل حالة من الهدوء والسلم
بين الطرفين تستند إلي نوع من السلام البارد.
ـ زيادة الضغوط الدولية لتطبيق مواثيق حقوق الإنسان لشعوب المنطقة، وتطبيق
قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
ـ سيادة التسويات الفرعية وعملية التسوية والتي تعبر عن حلول وسط تعكس
موازين القوي في اللحظات القائمة وتمثل حالة مؤقتة.
- محددات السيناريو وشروط تحققه
- أولاً : علي الصعيد الفلسطيني
ـ تركيز المطالب الفلسطينية حول حق العودة للاجئين وحق تقرير المصير وإنهاء
الاحتلال للمناطق المحتلة لسنة 1967 .
ـ الإقرار بالمساواة والديمقراطية للفلسطينيين تحت الكيان الإسرائيلي في
الأراضي المحتلة عام 1948، والتي ستشكل تهديداً لطبيعة الكيان الإسرائيلي
باعتباره دولة عنصرية علي الأراضي الفلسطينية.
ـ استمرار الجدال والخلاف بين السلطة والفصائل الفلسطينية حول خياري
المقاومة والتسوية.
- ثانياً : علي الصعيد الإسرائيلي
ـ ضمان التماسك والانسجام ووحدة القرار داخل إسرائيل، وتحقيق الإجماع
الاستراتيجي في لحظة الاستعداد للتسوية كما كان في الماضي بتحقيق إجماع
استراتيجي للاستعداد للحرب.
ـ المواءمة بين الرؤية الاستراتيجية التقليدية لمصالح إسرائيل الذاتية،
والاستجابة لضرورات المصالح الأمريكية الداعية لقيام نظام أمني وسياسي جديد
في الشرق الأوسط.
ـ اعتبار جوهر الصراع العربي ـ الإسرائيلي يكمن في مدي التقبل العربي لوجود
إسرائيل، والإقرار النهائي بشرعيتها في حدود معترف بها وليس في المشكلة
الفلسطينية والمناطق المحتلة .
ـ تحقيق مبدأ التفوق في القوة التقليدية وغير التقليدية، الأمر الذي يضمن
الأمن وفق التصور الإسرائيلي، ويمنع العودة عن اتفاقيات التسوية .
ـ إنشاء علاقات طبيعية مع الدول العربية تضمن لإسرائيل النفاذ إلي
المجتمعات العربية، والمشاركة في الاستفادة من مواردها الاقتصادية،
والترويج لثقافة التسوية علي حساب ثقافة المقاومة.
ـ إتمام عملية المفاوضات المباشرة للوصول إلي تسوية سلمية بين أطراف الصراع
بمعزل عن المجتمع الدولي والأمم المتحدة وقراراتها .
- ثالثاً : علي الصعيد العربي والإسلامي
ـ استمرار التمسك العربي بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة
وعاصمتها القدس مقابل الاعتراف بإسرائيل وفق ما عبرت عنه قرارات القمة
العربية ذات الصلة. ابتداءً من مؤتمر فاس عام 1982م.
ـ العمل علي إزالة آثار حرب حزيران عام 1967، بما فيها الانسحاب الإسرائيلي
من الجولان السورية وشبعا اللبنانية والضفة الغربية.
ـ تحقيق درجة ملموسة من التوافق في العلاقات العربية ـ العربية، وتفعيل دور
الجامعة العربية.
ـ انخراط عربي ـ إسلامي متزايد في دعم القضية الفلسطينية.
- رابعاً : علي الصعيد الدولي
ـ حدوث تغيرات ملموسة علي توجهات الإدارة الأمريكية فيما يتعلق بالصراع
العربي ـ الإسرائيلي.
ـ الاتجاه نحو مزيد من التوازن في النظام الدولي، وبروز دور أوروبي متميز،
لكنه لا يتناقض مع الدور الأميركي والرؤية الأمريكية للتسوية.
ـ اعتماد مقررات الشرعية الدولية العادلة بوصفها مرجعية في حل معظم مشكلات
المنطقة، وتزايد إمكانية مساهمة المجتمع الدولي في إنعاش المنطقة، وتقديم
الدعم للتسويات السلمية لمنع المنطقة من الاتجاه نحو الصراع مستقبلاً.
- انعكاسات السيناريو وآثاره
ـ نشأة أنماط جديدة من التفاعلات الفلسطينية ـ الإسرائيلية في المجالات
المختلفة.
ـ زيادة التنافس علي السلطة، والمشاركة السياسية في صفوف الفلسطينيين.
ـ التحول إلي مرحلة بناء الدولة بمختلف مؤسساتها وأطرافها وأنشطتها
المختلفة.
ـ مباشرة سياسة خارجية فلسطينية لا تقوم علي العداء لإسرائيل.
ـ بروز أولوية الإصلاح السياسي والديمقراطي داخل الدول العربية بعد انتهاء
ذريعة الخطر الخارجي .
ـ حدوث توازن دولي في المنطقة، وتراجع حدة المنافسة بين المشروعات
الإقليمية الجديدة والنظام العربي.
السيناريو الرابع: تقدم المشروع العربي علي حساب المشروع الصهيوني
- وصف السيناريو
ـ تصاعد الصراع باتجاه الحسم لمصلحة الشعب الفلسطيني.
ـ ازدياد وتصاعد قوة المقاومة الفلسطينية.
ـ تراجع الوزن الإسرائيلي في النظام العالمي.
ـ انخراط عربي متزايد مع كفاح الشعب الفلسطيني علي كافة المستويات.
- محددات السيناريو وشروط تحققه
- أولاً : الصعيد الفلسطيني
ـ تفجر انتفاضة ثالثة، واندلاع حرب استنزاف علي شكل عمليات ترهق العدو،
وتدفع باتجاه توسيع جبهة المقاومة ضد إسرائيل.
ـ سقوط الرهانات علي مشروعات التسوية المختلفة، والتوحد الوطني الفلسطيني
حول خيار المقاومة.
ـ زيادة الإحباط السياسي بسبب التنازلات المتكررة التي تدفع باتجاه الصمود
الشعبي ودعم المقاومة.
-ثانياً : الصعيد الإسرائيلي
ـ زيادة حدة الأزمات الاقتصادية نتيجة الاستنزاف الناتج عن الانتفاضات
المتوالية والاستعدادات العسكرية.
ـ تراجع الاستثمارات الخارجية.
ـ تفجر الصراعات الداخلية بين القوي السياسية والاجتماعية في الكيان
الإسرائيلي.
ـ فشل سياسة الاستيطان الإسرائيلي.
ـ ازدياد الهجرة اليهودية المعاكسة وتراجع في معدلات الهجرة إلي الكيان
الإسرائيلي.
- ثالثاً : الصعيد العربي والإسلامي
ـ تطور الإرادة العربية السياسية والعسكرية والاقتصادية في إجبار الطرف
الإسرائيلي علي السعي نحو السلام، وتقديم تنازلات إزاء الحقوق الفلسطينية.
ـ توحد عربي علي مركزية القضية الفلسطينية.
ـ تحول موازين القوي علي المستوي العسكري والاقتصادي لمصلحة العرب ضمن
مشروع تكامل عربي متنامي .
ـ حدوث تغيرات داخلية عربية كبيرة تؤدي إلي استعادة حرية القرار العربي،
وإنهاء كافة الروابط مع إسرائيل بما فيها التطبيع، والعودة إلي خيار
المواجهة باعتباره خياراً استراتيجياً.
ـ تحقيق درجة من التكامل الاقتصادي والسياسي العربي، وتفعيل دور الجامعة
العربية.
ـ نجاح الدول العربية في عقد تحالفات مع القوي الإقليمية الفاعلة في مواجهة
الكيان الإسرائيلي.
- رابعاً : الصعيد الدولي
ـ تراجع هيمنة الولايات المتحدة علي النظام الدولي.
ـ تحول نسبي في المواقف الأمريكية من الصراع نتيجة تزايد تهديد مصالحها في
المنطقة العربية.
ـ تراجع الدعم الدولي لإسرائيل علي المستوي السياسي والاقتصادي.
ـ زيادة تفعيل دور الأمم المتحدة، وتزايد الاعتبار لقرارات الشرعية الدولية
المتعلقة بالصراع.
ـ تطور دور دول كبري مثل الصين الشعبية وروسيا الاتحادية والهند والاتحاد
الأوروبي، والتي لها مصالحها الخاصة في الوطن العربي، والتي قد تعمل هذه
الدول أو بعضها علي تشجيع الحد من نفوذ الولايات المتحدة في الشرق الأوسط .
ـ تزايد تحرك القوي والمنظمات غير الحكومية والهيئات الدولية المناهضة
للعولمة وللهيمنة الأمريكية بهدف تحجيم الدور الأمريكي علي المستوي
العالمي.
- انعكاسات السيناريو وآثاره
ـ التوحد الفلسطيني وتفعيل دور منظمة التحرير الفلسطينية بمشاركة الفصائل
الفلسطينية كافة حول خيار المقاومة.
ـ حدوث اختراقات فلسطينية في الكيان الإسرائيلي.
ـ تفعيل مشروع نهضوي علي الصعيدين العربي والإسلامي قادر علي توظيف طاقات
الأمة لمواجهة التحديات، وتحقيق درجة من التكامل بين المجتمعات العربية
والإسلامية.
ـ تفعيل علاقات التعاون العربية والإسلامية ضمن سياق عالمي لمواجهة نزعات
الهيمنة والتدخل.
ـ توسيع دائرة المواجهة في حالة استمرار الصراع وعدم استجابة إسرائيل
للمطالب العربية ، مما سيهدد وجود الكيان الإسرائيلي واستقراره.
ـ تفعيل دور الجماهير العربية لدعم المشروع العربي في الاتجاه نحو حسم
الصراع العربي ـ الإسرائيلي.
ـ تصاعد تهديد المصالح الأمريكية والأوروبية بسبب التحيز للجانب
الإسرائيلي.
ـ انحسار التحالفات الدولية والإقليمية مع إسرائيل وعودتها إلي دولة منبوذة
. وخلص المؤتمر الي أن هذه سيناريوهات نظرية افتراضية تبقي رهينة التطور
الفعلي لآليات الصراع وتطوراته، إذ قد يفرض الواقع تداخلاً بين سيناريو أو
آخر, وقد تتبدل أولوياتها، ولكن يبقي المحدد الأساسي في هذه السيناريوهات
القدرة العربية علي حسم الصراع.. حيث يمكن للسيناريو الأول باستمرار
الأوضاع القائمة واتجاهاتها العامة مع السيناريو الثاني بتدهور الوضع
العربي لصالح المشروع الصهيوني أن يدفع النظام الدولي لفرض تسوية سياسة
تحقق كل الشروط الإسرائيلية ولا تحقق للعرب أي انتصار، كما يمكن للسيناريو
الرابع بتزايد فرص الصراع والمواجهة أن يدفع بالنظام الدولي للاستجابة
وتقديم تسوية بشروط محسنة لصالح الحقوق العربية ، حيث يمكن لكل من هاتين
الحالتين خلق حالة من التقدم في عملية التسوية الذي يمثله، السيناريو
الثالث.ولذلك قد تؤدي بعض المتغيرات المتوقعة أو غير المتوقعة دوراً يتجاوز
حدود الاستشراف الذي قدمته هذه الرؤية الإستراتيجية خلال السنوات العشر
القادمة حتي عام 2015، وهو ما يستدعي إعادة النظر فيها خلال السنوات العشر
لتطويرها.
توصيات المؤتمر
وخرج المؤتمر ببعدد من التوصيات منها:
ـ يوصي المؤتمر الأفراد والحكومات والأحزاب والتنظيمات والمؤسسات ذات
العلاقة بصياغة القرار للاستفادة من السيناريوهات التي توصل إليها المؤتمر
كأساس وإطار عام لوضع الخطط، و تشكيل الرؤي السياسية، وبلورة اتجاهات
التعامل اللازمة مع كل منها لدفع المتغيرات نحو تحقيق المشروع العربي
الإسلامي، وتعزيز اتجاهات مقاومة المشروع الصهيوني وأدواته.
ـ يوصي المؤتمر مركز دراسات الشرق الأوسط بنشر الرؤية الاستراتيجية
لسيناريوهات الصراع العربي الإسرائيلي حتي عام 2015 وتوزيعه علي مختلف
الجهات والمؤسسات المدنية والرسمية في الوطن العربي والعالم الإسلامي، من
أجل المساعدة علي بناء رؤية موحدة وبلورة البرامج اللازمة للتعامل مع
انعكاساتها.
ـ يوصي المؤتمر الأطراف العربية التي شاركت في عمليات التسوية والتطبيع مع
إسرائيل بإعادة تقييم تجربتها، في ضوء المؤشرات التي تؤكد الضرر البالغ
الذي تسببت به هذه الاتجاهات علي القضية الفلسطينية، وعلي اتجاهات الصراع
العربي ـ الإسرائيلي لصالح المشروع الصهيوني.
ـ يؤكد المؤتمر علي ضرورة حشد الإمكانات والطاقات العربية لصالح مواجهة
الخطر الصهيوني المحدق، ووقف كل أشكال الاستنزاف الداخلي، سواء علي صعيد
المزايدات السياسية والإعلامية أو علي صعيد العنف والإرهاب وترويع الآمنين،
لتحقيق الإصلاح السياسي الشامل، وبناء المجتمع الديمقراطي الحر.
ـ يؤكد المؤتمر علي أهمية معالجة ظواهر الانحراف الفكري وأعمال العنف
والإرهاب المحلي وفق منظور وطني عربي استراتيجي، يتخذ من المعالجة
الاجتماعية والفكرية إطاراً لتحقيق مزيد من الوحدة الوطنية، واحتواء
تداعيات المعالجات الأمنية لهذه الظواهر.
ـ يؤكد المؤتمر علي الأهمية القصوي للدعم العربي والإسلامي لدعم صمود الشعب
الفلسطيني وانتفاضاته ومقاومته الباسلة ضد الاحتلال الإسرائيلي والتخفيف من
معاناته حتي تحقيق التحرير والعودة وكافة حقوقه المشروعة.
ـ يوصي المؤتمر بتطوير القدرات العربية العسكرية بكافة المستويات بما يعالج
الخلل في التوازن الاستراتيجي مع القدرات الإسرائيلية.
ـ يوصي المؤتمر بوضع استراتيجية عربية موحدة لمواجهة التحديات التي يتعرض
لها الأمن القومي العربي، ويؤكد علي رفض حالات الاحتلال والتهديد بالعدوان
علي دول عربية بما يخدم المشروع الصهيوني.
ـ يرفض المؤتمر الإشكالية التي خلقتها السياسات الأمريكية والإسرائيلية في
الخلط بين المقاومة والإرهاب، ويؤكد دعمه للمقاومة المشروعة للاحتلال بكل
الوسائل، كما يدين أعمال الإرهاب التي تستهدف الأبرياء والمدنيين دون
تمييز، ويطالب المفكرين والسياسيين العرب بتبني هذا الموقف والدفاع عنه،
وتشجيع المنظمة الدولية علي تبنيه.
ـ يطالب المؤتمر الحكومات والقوي العربية ومؤسسات المجتمع المدني في الوطن
العربي بالعمل علي تطوير دور العرب في السياسة الدولية، بما يحقق مشاركتهم
الفاعلة في رسم مستقبل المنطقة ومستبقل العالم.
ـ يوصي المؤتمر بتعزيز الحوار مع دول الجوار العربي بما يعزز المصالح
المشتركة، ويدعم الوقت العربي في الصراع العربي ـ الإسرائيلي في آسيا
وأفريقيا وأوروبا.
ـ يدعو المؤتمر الإعلام العربي إلي بناء الثقة في نفوس الشباب العربي
والفلسطيني لتحمل مسؤولياته تجاه قضية فلسطين والقضايا العربية.
ـ يؤكد المؤتمر أهمية تعزيز دور الجامعة العربية لإعادة الثقة بها كهوية
جامعة للعرب وحاضنة لسياساتهم، خاصة في ظل المشاريع الشرق أوسطية. والتأكيد
علي أهمية تفعيل قرارات الجامعة، والعمل علي إحياء مكاتب مقاطعة إسرائيل في
الدول العربية.
ـ ينبه المؤتمر إلي مخاطر استمرار الهيمنة الأمريكية علي المؤسسات الدولية
لفرض الحصار علي الدول العربية أو للتدخل في شؤونها الداخلية، ويدعو إلي
إصلاح الأمم المتحدة بما يجعل للعرب وزناً مؤثراً، ويحترم مصالح شعوب
المنطقة والعالم. كما يوصي بتكثيف الجهود والمشاركة الفاعلة في التيارات
الدولية المناهضة للعولمة، التي تندد بالسياسات الأمريكية وبالممارسات
الإسرائيلية في فلسطين.
أعلى
الصفحة
عودة للصفحة
|