الرئيسية نبذة عن المركز اصداراتنا عروض خاصة للإتصال بنا English
 

الحص: تلازم المسارات تلازم مصائر لفلسطين ولبنان وسوريا

بيروت - الوطن

دعا رئيس الوزراء اللبناني الاسبق سليم الحص الى ضرورة إيلاء الاولوية في قضية فلسطين للانسان أما الارض فعلى أهميتها باقية ولا بد من استعادتها مهما طال الزمن‚ وقال في محاضرة في افتتاح اعمال مؤتمر «العرب وإسرائيل 2015‚ السيناريوهات المحتملة» الذي ينظمه مركز دراسات الشرق الاوسط في عمان: إن التركيز على الوجه الانساني للقضية يتمثل في المطالبة بتطبيق القرار الدولي 194 الصادر منذ أكثر من نصف قرن وأوضح أن قضية اللاجئين ليست الوجه الانساني الساطع في القضية فحسب وإنما هي أيضا عبر المطالبة بعودتهم الى ديارهم‚

وأكد الحص ضرورة الحرص على مبدأ تلازم المسارات: الفلسطيني واللبناني والسوري في أية محادثات للتسوية قد تجرى مستقبلا‚ ففي تلك الحال لن يتورع الصهيوني عن إهمال أى حق من حقوق هذه الاطراف مشيرا الى أن تلازم المسارات هو تلازم المصائر ورأى أنه يجب ألا يستهان بفعالية استمرار الصراع غير المسلح بعد إنهاء حالة الحرب فالهند تحررت بفعل المقاومة السلمية بقيادة المهاتماغاندي وكذلك تحررت جنوب افريقيا بقيادة مانديلا‚ مؤكدا أنه من اكثر الوسائل فاعلية هو تصعيد المقاطعة وسد كل أبواب التطبيع ومنافذه على شتى المجالات مع اسرائيل‚

ولفت الحص الى أن التسويات لن تفضي الى سلام حقيقي في الافق المنظور الى أن تتأمن عودة اللاجئين وستكون المقاومة السلمية سمة المرحلة المقبلة بكل أشكالها علما بأن المقاومة الفعالة تقتضي وعيا ونضجا على الصعيد الشعبي على امتداد الوطن العربي‚

واعتبر الحص أن النضال في سبيل التنمية الديمقراطية في المجتمع العربي جهد رافد للنضال القومي من أجل التحرير ويبقى الرهان معقودا على صحوة شعبية مقرونة ببروز قيادة استثنائية‚

وقال إنني من المصرين على ضرورة إيلاء الاولوية في قضية فلسطين للانسان نظرا لغير اعتبار فقضية فلسطين هي أولا وأخيرا قضية انسان سلب حقه في حريته وكرامته كما حقه في ارضه وكان هذا واقع الحال سبيل العدو الصهيوني الى إرساء قضية اليهود في العالم ومطالبتهم بوطن قومي في فلسطين أي بالتركيز في الاستراتيجية الصهيونية عالميا على كون اليهود شعبا مشردا لا وطن له فصور زورا أن فلسطين هي وطنه السليب وعاصمته القدس‚

وقال إن التركيز على الوجه الانساني للقضية إنما يتمثل في المطالبة بتطبيق القرار 194 الصادر عن الهيئة العامة للأمم المتحدة منذ أكثر من نصف القرن‚ مع إعادة تأكيده سنويا بقرارات من الهيئة العامة ردحا طويلا من الزمن قبل أن يصار الى تهميشه تحت ضغط الصهيونية العالمية فيتناساه أو يتجاهله المجتمع الدولي مع التنبيه في كل الاوقات ان القرار 194 صادر عن الهيئة العامة للأمم المتحدة وليس عن مجلس الامن‚ ويراد لنا أن نصدق ألا قيمة لقرار من الهيئة العامة كما قرار من مجلس الأمن علما بأن قرارات الهيئة العامة تستمد قيمتها المتميزة من كونها ثمرة توافق أو إجماع دولي وعلة قرارات مجلس الامن هي في كونها نتاجا للعبة دولية اسيادها الدول ذات العضوية الدائمة في مجلس الامن وهي خمس‚ المتحكم الأكبر فيها الولايات المتحدة الاميركية فإذا تم التوصل يوما الى تنفيذ القرار 194 بعودة جميع اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم في فلسطين وبينهم نحو أربعمائة ألف من المقيمين في لبنان فإن اسرائيل ستفقد عمليا مبرر وجودها القائم مبدئيا على الصفاء العنصري فإما أن تكون كيانا يهوديا أو لا تكون‚

وقال إن قضية اللاجئين ليست هي الوجه الانساني الساطع في القضية الفلسطينية فحسب وإنما هي ايضا عبر المطالبة بعودتهم الى ديارهم‚ السلاح الأمضى في يد العرب في صراعهم مع العدو الصهيوني‚ فهذه الاعتبارات جميعها تدعو الى تقديم أولوية الوجه الانساني في قضية فلسطين على أى اعتبار آخر‚ وقضية الاسرى والمعتقلين هي من صلب هذا الوجه الانساني للقضية بأي حق أو منطق يزج بمن ينادي بالحرية لقومه في غياهب السجون لسنوات وسنوات ولا من يسأل أو يحاسب؟ أين هي حقوق الانسان التي يتشدق بها الغرب ويضعها في مقدمة القيم الحضارية في العصر الحديث‚

وقال لا بد من التأكيد على ضرورة الحرص على مبدأ تلازم المسارات الفلسطيني واللبناني والسوري في أية محادثات للتسوية قد تجرى مستقبلا فلا قبل للسوري أو اللبناني ان يسير الفلسطيني في طريقه منفردا فيوقع على تسوية مع العدو الإسرائيلي من دونهما‚ ففي تلك الحال لن يتورع العدو الصهيوني عن اهمال كل الحقوق اللبنانية والسورية وإهدارها‚ ولا يقبل للفلسطيني في المقابل ان يسير اللبناني أو السوري‚ لا قدر الله‚ في طريقهما فيوقعان على تسوية مع العدو من دون الفلسطيني‚ ففي تلك الحال لن يتردد العدو الاسرائيلي في اهدار الحقوق الفلسطينية الحيوية‚ وبذلك يكون اللبناني والسوري قد تنكرا لأي فضل لشعبيهما في النضال من أجل قضية فلسطين عبر أكثر من نصف قرن‚ وكأن هذا النضال لم يكن‚ من هنا القول بحتمية تلازم المسارات الفلسطيني واللبناني والسوري في أية محادثات للتسوية قد تجرى مستقبلا‚ وان لم يكن تلازما‚ فتنسيق وثيق في أضعف الإيمان‚ولا غلو في القول ان تلازم المسارات هو من تلازم المصائر‚ ونحن من الذين يعتقدون ان الانتفاضة المباركة في الأرض المحتلة‚ في فلسطين كانت ستواجه ظروفا اصعب وأعتى مما واجهت لو كانت الجبهتان اللبنانية والسورية قد سلكتا طريق التسوية على غرار ما كان على الجبهتين المصرية والأردنية‚ بعبارة أخرى‚ كان صمود لبنان وسوريا حتى اليوم من مقومات صمود الجبهة الفلسطينية‚ وهذا ما لا يجوز قوميا انكاره او التقليل من شأنه‚

وقال: نحن نتحدث عن التسوية ولا نتحدث عما يسمى سلاما‚ فالسلام لا يتحقق إلا برضا الشعوب‚ اقتناعها‚ اما التسوية فتكون بانهاء حال الحرب المسلحة والصراع قد يستمر سلميا لأجيال وأجيال بعد انتهاء الحرب المسلحة حتى انجاز الحقوق القومية المشروعة وفي مقدمتها عودة اللاجئين‚ كل اللاجئين الى ديارهم في فلسطين‚ كل فلسطين‚ ولنتذكر ان اتفاق كامب ديفيد مع مصر‚ كما اتفاق وادي عربة مع الأردن‚ لم يرتقيا الى مستوى السلام بدليل عدم تطبيع العلاقات بالمعنى الحقيقي للكلمة‚ فلا الاسرائيليون يتجولون أحرارا في شوارع القاهرة او عمان‚ ولا المنتجات الاسرائيلية قيد التداول في الأسواق المصرية او الأردنية‚ وما زالت اسرائيل هي العدو في الخطاب الإعلامي كما في الأدبيات السياسية‚وقال: إذا كان لنا ان نتكهن بمسار الصراع العربي ــ الاسرائيلي المرتقب عبر العقد القادم‚ فإننا نجيز لأنفسنا رسم المحطات والتوجهات الآتية:

ــ من جهة‚ نحن لا نسقط من الحساب ان تسير السلطة الفلسطينية وسوريا ولبنان ودول عربية أخرى في طريق التسوية فتوقع مع الدولة العبرية على صك بانهاء الحرب معها أسوة بمصر والأردن‚ وذلك تحت ضغط المجتمع الدولي‚ لا سيما الدولة العظمى أميركا‚ بدعوى نشر ألوية السلام في المنطقة‚ وكذلك تحت وطأة تشرذم القوى العربية ووهن جامعة الدول العربية‚ وبفعل ضياع الموقف العربي على صعيد الرأي العام فيما الإنسان العربي غارق في يم من الهموم‚ وقد علمتنا التجارب ان الإنسان‚ في حال واجه مشكلة وقضية‚ فإن المشكلة مرشحة لأن تطغى في نفسه على القضية‚ لا تسل أما تبحث عن قوت لطفلها الجائع كيف تحرر القدس‚ فجوابها سيكون هات خبزا لطفلي‚ وهذه حال قطاع واسع من المجتمع العربي في غمرة معضلات الفقر والجهل والتخلف‚

- من جهة ثانية ليس من المستبعد ا ن تعمد دول عربية من خارج اطار الطوق المحيط بفلسطين الى التهافت على الانفتاح على الكيان الصهيوني في شكل أو آخر وبعضها شرعت منذ اليوم في سلوك هذا السبيل رضوخا لارادة دولية عليا أو استرضاء لها أو تحقيقا لمكاسب آنية رخيصة‚ وبعضها تنطع الى دور الوسيط المحايد بين أخ مظلوم وعدو ظالم‚

- من جهة ثالثة نحن على يقين من ان التسويات لن تفضي الى سلام حقيقي في الأفق المنظور الى ان تتأمن عودة اللاجئين‚ كل اللاجئين‚ الى ديارهم في فلسطين كل فلسطين وستكون المقاومة السلمية هي سمة المرحلة المقبلة بكل اشكالها وعلى اوسع نطاق‚

هذا مع العلم ان المقاومة الفعالة تقتضي وعيا ونضجا على الصعيد الشعبي على امتداد الوطن العربي أجمع وهذا يفترض تنمية الحياة الديمقراطية في المجتمعات العربية كافة‚ اذ من دونها لن تكون امام الشعب العربي فرصة حقيقية للتعبير عن ارادته الحرة‚ من هنا نرى تلازما وثيقا بين آفاق استمرار النضال القومي لتحرير فلسطين وبين آفاق تطور نظام الحريات والديمقراطية في العالم العربي‚

اننا نعتبر النضال في سبيل التنمية الديمقراطية في المجتمع العربي جهدا رافدا أو متمما للنضال القومي من اجل التحرير لا بل هو جزء لا يتجزأ من هذا النضال‚ الرهان يبقى معقودا على صحوة شعبية عربية مقرونة ببروز قيادة عربية استثنائية.

 أعلى الصفحة  عودة للصفحة 

 

المؤتمر في سطور

برنامج المؤتمر

المتحدثون

كلمات الافتتاح

ملخصات الأوراق

 المؤتمر في الإعلام

أخبار المؤتمر

إعلان المؤتمر

النتائج والتوصيات

 الكلمة الختامية

البيان الصحفي

خارطة موقع المؤتمر

صور المؤتمر

الداعمون

Designed by Computer & Internet Div.