تحت عنوان "العرب وإسرائيل عام 2015.. السيناريوهات المحتملة" تلتقي نخبة من المسئولين والأكاديميين العرب على مدار 3 أيام في مؤتمر ينظمه مركز دراسات الشرق الأوسط بالعاصمة الأردنية عمان الأسبوع المقبل بهدف وضع تصورات مستقبلية لطبيعة الصراع العربي الإسرائيلي خلال الأعوام العشرة المقبلة.

وقال مركز دراسات الشرق الأوسط الذي تأسس في مارس 1991 ويتخذ من الأردن مقرًّا له: إن المؤتمر سيبدأ الأحد 27-11-‏2005 في فندق "راديسون ساس" أحد الفنادق الأردنية الثلاثة التي ضربتها تفجيرات عمان يوم 9-11-2005.

وحول طبيعة هذا المؤتمر قال جواد الحمد مدير المركز في مؤتمر صحفي: "إن هذا المؤتمر سيضع التصورات المستقبلية للصراع العربي - الإسرائيلي حتى عام 2015؛ لتوفير الأولويات لمخططات الأمة المستقبلية، وبلورة منهج جديد لإدارة الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي في المستقبل ودعم القضية الفلسطينية".

ولفت إلى أنه يتم التحضير لهذا المؤتمر منذ 3 أعوام، موضحًا أن "الأعوام العشرة القادمة للصراع مع الاحتلال الإسرائيلي والتي سيناقشها المؤتمر هي المدة التي يمكن التنبؤ بها بشكل معقول".

وأوضح قائلاً: "إن الحديث كان عن 5 سنوات، لكننا وجدنا أن الخمس سنوات القادمة تشهد تحولات كبيرة جدًّا؛ لذا فإن التحولات وتداعياتها ستتشكل في الأعوام الخمسة التي ستليها".

وأشار إلى أن هذه التحولات ستشمل "البناء السياسي الداخلي، وإعادة تمحور القوى السياسية وأوزانها سواء في الشارع أو مؤسسات الحكم أو على صعيد تحولات النظام الدولي في ظل الفوضى التي يعيشها بسبب التجاوزات الأمريكية المتواصلة على القانون الدولي".

كما أعرب مدير المركز عن اعتقاده بأن هذه التحولات "ستجعل المرحلة مليئة بالفرص والتحديات في نفس الوقت، وسينعكس ذلك على طبيعة الصراع العربي - الإسرائيلي، مما سيؤدي إلى رفع إمكانات الإنجاز العربي والفلسطيني عما كان عليه الحال سابقًا".

محاور ساخنة

ويدور هذا المؤتمر حول عدد من المحاور الساخنة التي ستطرح في إطارها أوراق عمل تتناول الأبعاد المختلفة للصراع العربي الإسرائيلي.

ومن أبرز هذه المحاور: "دوائر الصراع العربي - الإسرائيلي وتأثيراتها في القرن العشرين"، و"الأبعاد الفكرية والحضارية للصراع حتى عام 2015"، و"تجربة عملية السلام منذ عام 1977 - 2005"، إلى جانب "التحولات الإقليمية والدولية وتأثيرها على الصراع العربي - الإسرائيلي"، و"دور المؤسسات الإعلامية والشعبية العربية"، وأخيرًا "سيناريوهات الصراع العربي - الإسرائيلي مستقبلاًّ".

مشاركة متميزة

وحول المشاركين في هذا المؤتمر قال مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في عمان: إن المؤتمر سيعقد بمشاركة نحو 60 ضيفًا على مستويات مختلفة، بينهم مسئولون ووزراء سابقون في حكومات عربية، ومفكرون وأكاديميون.

ومن أبرز المشاركين عمرو موسى الأمين عام لجامعة الدول العربية وأكمل الدين أوغلو الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، وسليم الحص رئيس الوزراء اللبناني الأسبق.

ويشارك في المؤتمر أيضًا سليم الزعنون رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، وطاهر المصري رئيس الوزراء الأردني الأسبق، وعدنان عمران وزير الإعلام السوري الأسبق، والدكتور عبد الإله بلقزيز الأمين العام الأسبق لمنظمة المؤتمر الإسلامي.

كما يستضيف نخبة من المفكرين ورجال السياسة من بينهم الكاتب والمفكر المصري فهمي هويدي والصحفي المصري صلاح عبد المقصود، والدكتور عبد الله الأشعل أستاذ القانون الدولي، والدكتور عزمي بشارة النائب العربي بالكنيست الإسرائيلي، ومعن بشور نائب الأمين العام للمؤتمر القومي العربي.

تحولات بإسرائيل

ويجيء هذا المؤتمر في وقت تشهد فيه الساحة السياسية بإسرائيل تحولات كبرى بعد انشقاق رئيس الوزراء الإسرائيلي إريل شارون عن حزب الليكود، واعتزامه تأسيس حزب جديد لخوض الانتخابات العامة المبكرة يوم 28-3-2006.

وعزا شارون الثلاثاء 22-11-2005 تركه الليكود إلى أن "دفع عملية السلام بحاجة لحزب حاكم خال من الصراع الداخلي". بيد أن خبراء في الشأن الفلسطيني حذروا في تصريحات لـ"إسلام أون لاين.نت" من أن هذه الخطوة من جانب شارون تستهدف تنفيذ برنامجه السياسي القائم على رسم حدود الدولة العبرية من جانب واحد.

وشددوا على أن برنامجه يقوم على "ضم نصف الضفة الغربية بما فيها القدس، والكتل الاستيطانية الكبرى إلى إسرائيل، وإنشاء نصف دولة فلسطينية مقطعة الأوصال على نصف مساحة الضفة".

                     عودة للصفحة