|
المحتويات
مفهوم المصلحة الوطنية/القومية تعرف مختلف الشعوب والامم والدول المصالح الوطنية والقومية العليا وفق مقاربات مختلفة ، وتتناول هذه الاختلافات متغيرات عدة تشمل التعريف المنهجي، وتعريف المصالح ذاتها، وعملية البناء وحتى طرق واساليب تحقيق اهداف هذه المصالح، كما يضيف البعض التباين في استراتيجيات حماية وتطوير مصالحهم الوطنية . وهي تمثل عادة اهداف الدول وتطلعاتها سواء الاقتصادية او العسكرية او الثقافية، وهي مكون مهم في رسم العلاقات الدولية حيث يعد السعي لتحقيق المصالح الوطنية اساس المدرةس الواقعية في العلاقات الدولية بمختلف تشكلاتها. ( من موسوعة ويكيبيديا، نشر سبتمبر 2007، The National Interest) وتشمل المصالح الوطنية فيما تشمل الامن والتنمية الاقتصادية والكرامة والهوية الوطنية ، كما تتناول التهديدات الداخلية والخارجية، وتشمل ازالة الاحتلال والاستعمار والاستقلال وتقرير المصير وعودة اللاجئين للشعوب الواقعة تحت الاستعمار والاحتلال، كما تشمل الديمقراطية وحقوق الانسان والاعتراف الاممي والوحدة الوطنية للدول المستقلة. وتعتبر المصالح الوطنية للدول والشعوب والامم اساس التفكير والتخطيط الاستراتيجي وقاعدة بناء علاقاتها وسياساتها الخارجية الثنائية منها والاممية على حد سواء. المصالح الوطنية وتغير مراحل النضال الفلسطيني في البحث في رسم المصالح العليا للشعب الفلسطيني التي تبنى عليها مختلف استراتيجياته وخططه المستقبلية ، والتي تحدد ملامح مستقبله ودوره في المنطقة والعالم يجب الاخذ بعين الاعتبار ان رسم المصالح العليا يرتبط فلسطينيا بمراحل ثلاث : المرحلة الاولى : مرحلة التحرر الوطني التي تمر بها القضية منذ عام 1948 والقاضية بازالة الاحتلال حيث تتشكل عدد من المصالح العليا والحيوية التي تسمى بالمصالح الوطنية او القومية للشعب الفلسطيني وفق متطلبات هذه المرحلة والى حين انجازها المرحلة الثانية ، في حال تمكن الشعب الفلسطيني من اقامة دولة فلسطينية على الاراضي المحتلة عام 1967 بعد انسحاب قوات الاحتلال منها بالوسائل التي يستخدمها الفلسطينيون المرحلة الثالثة : وهي المرحلة التي يتمكن الشعب الفلسطيني فيها من تحرير كل فلسطين وانهاء الكيان الصهيوني سياسيا ، واقامة ددولة فلسطينية على ارض فلسطين كاملة، وتحقيق حق العودة المنشود كاملا .ولا شك ان تداخل بعض المصالح او استمرار بعضها على مدى المراحل الثلاث امر ممكن ما دامت له مبرراته وله من الواقعية نصيب، ولكن الانتباه الى هذه المراحل الثلاث امر مهم في صياغة المصالح العليا نظرا لاهمية الظروف وطبيعة الوسائل والاستراتيجيات اللازمة لتحقيق كل اهداف كل منها . كما تثير بعض النظريات في رسم المصالح العليا مسالة الاولويات المرحلية لهذه المصالح حسب الظروف والمعطيات الاستراتيجية، وكذلك طبيعة العلاقات بينها وتاثيراتها المتبادلة، ودور كل منها في تحقيق الاهداف الوطنية لهذه المرحلة وعلى الصعيد الاستراتيجي الاشمل . المحيط الحيوي للمصالح العليا للشعب الفلسطيني ثمة ترابط بين القومي والوطني في القضية الفلسطينية يلعب دورا مهما في تشكيل المصالح العلاي للشعب لافلسطيني ، ويشكل لها محيطا ح0يوا مؤثرا، وهو ما يلقي بظلاله على طبيعة المصالح العليا الوطنية للشعب الفلسطيني والمرتبطة بالمصالح القومية والامن القومي العربي والامن الحضاري للامة الاسلامية على نطاق اوسع. وترتبط المصالح الوطنية العليا للشعب الفلسطيني بمسألة التحرير والاستقلال وتقرير المصير اساسا، وهي تشكل بذلك دافعا قويا جدا للمشاركة الشعبية الفلسطينية المباشرة، ونظرا لارتباطها ثقافيا وايديولوجيا بعقيدة الامة الاسلامية فانها تشكل كذلك دافعية هائلة للمشاركة من قبل محيطها الحيوي في الامة وليس فقط من قبل الدول العربية المجاورة لفلسطين ، وهو ما يشكل لها عوامل قوة متميزة في المعركة مع الاحتلال. ولذلك فان رسم السياسة الخارجية والعلاقات الاقليمية والدولية للقضية الفلسطينية لا يتوقف على العامل الجغرافي فقط كغيرها من دول العالم، ولا يقلل ذلك من اهمية المحيط الحيوي الجغرافي المباشر وربما اولويته في بناء معادلة المصالح الوطنية العليا ومعركة التحرير، حيث تمثل هذه الكتل بمجموعها( الجوار الجغرافي والمجال الايديولوجي) مجالا حيويا لعمل القضية وتلقي الدعم منها ، كما تمثل عمقا استراتيجيا ببعديه الايديولوجي والاقتصادي نظرا للامكانات الهائلة التي تملكها الدول غير المجاورة لفلسطين العربية منها والاسلامية، ما يجعل الاهتمام بالمحيط الحيوي اولوية قصوى في سياسة العلاقات الخارجية الفلسطينية في مراحل القضية المختلفة . لانها تشكل في النهاية حليفا واقعيا وقويا في العمل لصالح تحقيق المصالح الوطنية الفلسطينية العليا على الصعيد السياسي والاقتصادي والامني وربما العسكري في بعض المراحل . محددات المصالح الوطنية العليا للشعب الفلسطيني 1- طبيعة المرحلة النضالية التي تمر بها القضية الفلسطينية من المراحل الثلاث الموصفة اعلاه2- التقاطع والتضارب بين المصالح الوطنية المفترضة ومصالح الامن القومي العربي3- المرجعية الثقافية والحضارية للمصالح العليا4- المعطيات الاستراتيجية في المحيط الحيوي لفلسطين شعبا وارضا وقضية، وتداخل مصالحها مع اطراف عربية واقليمية ودولية5- مقدار تحقيق هذه المصالح للاهداف الاستراتيجية للشعب الفلسطيني او ان تصب باتجاهها واهم هذه الاهداف :· تحرير الأرض كاملة· إزالة الاحتلال بكل اشكاله ومسمياته واقامة الدولة كاملة السيادة· عودة اللاجئين جميعا الى ديارهم التي هجروا منها6- عوامل القوة التي يملكها الشعب الفلسطيني على الصعيدين العسكري والاقتصادي نسبة الى الاطراف الاخرى ذات الصلة برسم مصالحها العليا والتي تؤثر على امنها الوطني وخاصة اسرائيل7- القدرة المتبادلة بين الشعب الفلسطيني واسرائيل على الاضرار بالمصالح الحيوية لكل طرف8- المنهج الذي يتبعه راسمو المصالح الوطنية العليا والمصالح الوطنية ومصلحة الامن الوطني من حيث نظريات الواقعية السياسية بمختلف انواعها ، ام النظرية الاخلاقية ،ام اللجوء الى منهج خاص.9- طبيعة توزيع وتقاسم القوة والنفوذ في النظام الدولي لكل مرحلة10- التطلعات المحلية للنظام وبرنامج العمل الوطني ومؤسساته والحوافز القائمة فيه لمختلف شرائح الشعب في كافة اماكن تواجده11- القدرة على اتخاذ القرار في السياسة الخارجية بوصفه عاملا غير مستقل عادة نظرا للتاثر والتاثير المبتادل بين الدول في ساحة الملعب الاقليمي والدوليالمصالح الوطنية العليا للشعب الفلسطيني تشير نتائج الدراسة المعمقة في القضية وبرامج النضال الوطني الفلسطيني طوال العقود الستة الماضية الى تعدد المصالح الوطنية العليا للشعب الفلسطيني وان اهم المصالح المعتبرة للشعب الفلسطيني هي : 1- إزالة الاحتلال الاستيطاني والعسكري الإسرائيلي وتحقيق التحرير وممارسة حق تقرير المصير وتحقيق الاستقلال السياسي السيادي2- إعادة ترتيب البيت الفلسطيني بكل مكوناته، بما في ذلك إعادة بناء وصياغة منظمة التحرير الفلسطينية، وتحقيق الوحدة الوطنية، وبناء الدولة الحرة كاملة السيادة، والاعتراف الاممي بالدولة والشعب3- عودة اللاجئين الى ديارهم التي هجروا منها وتعويضهم عن الضرر الذي اصابهم والخسائر التي ترتبت على طردهم4- تاكيد الانتماء الى الامة العربية والاسلامية، واستقرار الهوية الوطنية والفكرية والحضارية للشعب والدولة على هذا الاساس، والتعامل معها بوصفه العمق الاستراتيجي والحاضنة الدولية والاقليمية للشعب الفلسطيني ولقضيته، وإعادة ترتيب العلاقات الفلسطينية-العربية والإسلامية على قاعدة تفعيل العمق العربي والإسلامي5- التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتعليمية للشعب الفلسطيني6- امتلاك القوة العسكرية القادرة على تحقيق الاهداف الوطنية لكل مرحلة7- الدفاع عن الحدود والحقوق والمصالح الحيوية والمحيط الحيوي8- المشاركة الفعالة في رسم مستقبل المنطقة العربية والاسلامية وسياسات النظام الدولي تجاه المنطقةويلفت الانتباه الى مسائل في غاية الاهمية عند رسم هذه المصالح خصوصا ما يتعلق بوحدة الارض والشعب ووحدة القضية حيثما كان وعلى اي حال كان ، اضافة الى الحقوق الفردية غير القابلة للتصرف ولا الانابة حسب القانون الدولي ووفق قرارات الامم المتحدة ، والحقوق الجماعية التي ترتبط بحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني ، حيث ان الصراع مع المشروع الصهيوني يجب أن يستند إلى وحدة الشعب ووحدة القيادة والتمثيل السياسي المؤسسي ووحدة الإستراتيجية، ويرتبط رسم المصالح العليا بالمنطلق الأيديولوجي والواقعية السياسية والاستراتيجيات مختلفة المدى للشعب الفلسطيني في آن واحد.وقد تشكلت في الواقع الفلسطيني عبر ممارسات برنامج المقاومة المسلحة والانتفاضة والعمل السياسي وعملية السلام رؤية جديدة في الشارع الفلسطيني توافقت بشكل واسع على أن الاعتراف بإسرائيل ليس مدخلاً واقعياً لتحقيق الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني.التحديات التي تواجه المصالح الوطنية العليا 1- استمرار الاحتلال للارض واللجوء الانساني خارج الوطن وداخله2- الاستفراد الاسرائيلي بالشعب الفلسطيني في ظل التخلي العربي والاسلامي الرسمي عن المسئولية القومية والاسلامية تجاه فلسطين3- الانحياز الامريكي الكامل لاسرائيل وهي القطب الوحيد الذي يقود النظام الدولي4- استمرار الممارسات العدوانية الاسرائيلية والانتهاكات الصارخة لحقوق الانسان الفلسطيني وعلى كافة المستويات5- تفاقم الازمات الداخلية الفلسطينية واللجوء الى السلاح لدرجة التهديد بالحرب الاهليةاستراتيجيات تحقيق المصالح الوطنية العليا للشعب الفلسطيني 1- استخدام المقاومة المسلحة الفعالة ضد الاحتلال، ولتحقيق الامن الوطني2- اللجوء الى الانتفاضة الشعبية لمواجهة عدوان وتجاوزات الاحتلال ولحشد الشعب في المعركة ولتحريك الراي العام الدولي والعربي3- استخدام الدبلوماسية والعمل السياسي لحشد الحلفاء والاصدقاء لدعم حقوق الشعب وقضاياه، ومواجهة اسرائيل في المحافل الدولية والاقليمية وتحييد مخاطر سلوكها العدواني4- استخدام العلاقات الدولية لنشر والدفاع عن قيم الشعب الفسسطيني في النضال والمقاومة ومكونات هويته الحضارية الثقافية في مواجهة قيم دولة الاحتلال العنصرية الاستبدادية العدوانية المتعصبة، وعلى الاخص فيما يتعلق بالتسامح واحترام التعددية والايمان بالحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة تحت حكم القانون، وهو ما يؤهل قيادة الشعب الفلسطيني لتبقى مرتبطة بقوة بمصالح الامة العربية الاسلامية جماعيا وقطريا .5- اعتماد الوحدة الوطنية القائمة على وحدة الشعب والارض والمصير اساسا لانطلاق النضال الوطني في مختلف الاتجاهات والمراحل ووفق استراتيجية مشتركةاعتماد الانتخابات الشعبية الحرة سبيلا لتشكيل المؤسسات الفلسطينية وعلى الاخص السياسية منها في مختلف مراحل القضية الثلاث، والعمل على تداول السلطة والقيادة فيها بروح عالية وبمسئولية وطنية * جـواد الحمـد، مدير "مركز دراسات الشرق الاوسط" في الاردن، ورئيس تحرير مجلة "دراسات شرق اوسطية" الفصلية، وهو متخصص بالقضية الفلسطينية والسياسة الدولية تجاهها، وله عدة ابحاث ودراسات في هذا المضمار من ابرزها كتابه الجديد حول "الترابط بين امن لخليج والصراع العربي- الاسرائيلي"، وبحثه حول "تداعيات السلام مع اسرائيل على الامن القومي العربي"، و"مستقبل السلام في الشرق الاوسط" وغيرها.
|
|
|
|
---|