|
|
مشاريع التغيير في المنطقة العربية ومستقبلها
|
مؤتمرات 62
|
ملخص
|
تشهد المنطقة العربية تحولات استراتيجية كبيرة على المستويات السياسية والعسكرية والاقتصادية
والاجتماعية، وتتعرض منذ سنوات لحالة من عدم الاستقرار والاضطراب، إذ أضحت مسرحاً لصراعات
وحروب كثيرة، الأمر الذي أدى بها إلى كتلة من الفوضى انعكست بآثارها السلبية على الحياة
السياسية والاجتماعية بصفة عامة، وعلى حالة الأمن والاستقرار بصفة خاصة، وفي خضم تلك
الحالة المضطربة وقعت المنطقة العربية تحت تهديد مشاريع عديدة يسعى كل منها لتمكين
نفوذه وفرض سيطرته وتحقيق أجندته.
ولذلك اجتهد مركز دراسات الشرق الأوسط وسعى إلى إصدار هذا الكتاب، وهو نتاج فعاليات
مؤتمر بعنوان (مشاريع التغيير في المنطقة العربية ومستقبلها) ، عقده بالتعاون
مع مجلة المجتمع الكويتية في العاصمة الأردنية عمان في 19-21/10/2009، واستمر على مدى
ثلاثة أيام عُقدت خلالها اثنتا عشرة جلسة وقُدم فيها خمسة وعشرون بحثاً علميا.
ويسعى الكتاب إلى بناء رؤية إستراتيجية عربية موحدة إزاء حركة وتحولات مشاريع التغيير
الداخلية والخارجية الجارية في المنطقة العربية حتى العام 2015، وملامح الإستراتيجية
العربية اللازمة للتعامل معها، إضافة إلى بناء تصور مشترك لمشروع عربي- إسلامي للنهضة
والتطور في المنطقة العربية لتوحيد جهود أبناء الأمة، وعلى الأخص بين التيارين القومي
العربي والإسلامي العربي، كما قدم الكتاب تصورات علمية عن السيناريوهات المحتملة لطبيعة
الصراع والتوافق بين هذه المشاريع في المنطقة العربية حتى العام 2015.
وشارك نخبة من المفكرين والمثقفين العرب ذوي الاتجاهات والأطياف السياسية المختلفة
في كتابة أوراق هذا الكتاب، مستشرفين الصورة العامة لملامح التغيير في المنطقة، والظروف
الموضوعية لتطور أو انكماش المشاريع المؤثرة التي يمكن لها أن تؤثر على صياغة شكل المنطقة.
أما عن الإطار الجغرافي الذي يتناوله الكتاب، فهو يتعلق بمشروعات التغيير في المنطقة
العربية فقط، آخذاً بالاعتبار البعد الإسلامي الحضاري للعالم الإسلامي على صعيد العمق
الاستراتيجي والمحيط الحيوي للمنطقة العربية.
ومن الناحية الزمنية يعالج الكتاب التفاعل بين هذه المشاريع في الفترة من بداية تسعينيات
القرن العشرين، أي نهاية الحرب الباردة، مع التركيز على ما بعد عام 2000 إلى السنوات
القادمة حتى عام 2015، بهدف وضع السيناريوهات الممكنة لوضع المنطقة وتركيبتها.
ويناقش الكتاب خمسة مشاريع رئيسية ذات تأثير مباشر في المنطقة العربية ، وهي:
- المشروع الأمريكي
- المشروع الصهيوني
- المشروع الإيراني
- المشروع
العربي القومي
- المشروع الإسلامي
- أخرى فرعية ذات تأثير منخفض على المنطقة
وهي المشروع الأوروبي والمشروع التركي والمشروع الهندي والمشروع الصيني.
بدأ الكتاب بمناقشة المشروع الأمريكي ومستقبله في المنطقة العربية من خلال تقديمه لأربعة
مباحث، تناولت انعكاسات المشروع الإمبراطوري الأمريكي على المنطقة العربية، وأبرز مظاهرها:
انتشار أكثر من نصف مليون جندي أمريكي في 700 قاعدة موزعة على 63 دولة حول العالم انتشار
أساطيل الإمبراطورية الأمريكية في معظم الممرات المائية في العالم وجود قاعدة اقتصادية
متينة واعتماد الدولار أساسا للتبادل في النظام النقدي العالمي وعليه لا بد أن يكون
لهذا بالغ الأثر على المنطقة العربية، حيث تتمثل ثوابت المشروع الأمريكي وأهدافه في
الوطن العربي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وحتى الآن في السعي للسيطرة المطلقة
على مخزونات الطاقة، باعتبار أن النفط في منطقتنا يقدر بثلثي احتياطي النفط العالمي،
وأن أمريكا بمفردها تستهلك ربع الإنتاج العالمي من النفط.
كما تسعى أمريكا إلى الحيلولة دون بروز نظام دولي منافس من خلال احتواء النفوذ السوفييتي
في مرحلة الحرب الباردة، والسعي لضمان ولاء وتبعية النظام الرسمي العربي وحمايته من
أي تهديد لبقائه، كما سرد الكتاب المراحل الثلاث للمشروع الأمريكي، وهي:
- مرحلة الحرب الباردة حتى انهيار الاتحاد السوفييتي
- مرحلة ما بعد الحرب الباردة
حتى هجمات11 سبتمبر 2001
- مرحلة ما بعد الهجمات حتى الآن
إلا أن تعثر المشروع الأمريكي عسكرياً كما في العراق وغيرها، وأزمة الأسواق المالية،
وتعاظم الدورين الإيراني والتركي أفضى إلى طرح مبادرات سياسية موازية، حيث أطلق أوباما
شعاره للتغيير محاولاً استعادة هيبة أمريكا، وربما تمكن من فتح كوة مشحونة بالأمل والتمنيات
في جدار الصراع العربي- الإسرائيلي، ولكنه سيبقى أسيراً للمرحلة التحضيرية لأفول نجم
المشروع الإمبراطوري الأمريكي وليس نهايته.
كما تطرق الكتاب إلى رؤية الولايات المتحدة لدورها الدولي والمستقبلي والتطورات التي
أثرت عليها خلال السنوات العشرين الماضية، حيث أصبحت أمريكا جاهزة لأن تكون الوجه البديل
للإمبراطوريات الأوروبية المتهالكة بعد الحرب العالمية الثانية، ولا سيما بعد رؤية
أمريكا أن إسرائيل تستطيع تحقيق ما تريد عن طريق القوة العسكرية، وأيضا رؤيتها أن الأنظمة
العربية لن تحرك ساكنا، وقتذاك اندمج المشروع الأمريكي- الصهيوني، وتبلور هدف الولايات
المتحدة في العالم العربي المتمثل في الحد من انتشار النفوذ الشيوعي وحماية إسرائيل
ورعاية المصالح النفطية، وبقيت سيطرة المشروع الأمريكي على المنطقة شبه كاملة، بسبب
حالات التراجع في العالم العربي والاختلاط بين المصالح الأمريكية ومصالح النظم العربية،
ولكن المشروع بدأ يتدهور ويتراجع، وتبرز ملامح هذا التراجع مع مجيء الرئيس جورج بوش
الابن بالتالي:
- تحول حرب أمريكا على العراق وأفغانستان إلى جحيم عليها
- نهج أوباما الذي لا
يختلف كثيرا عن سلفه من استمرار حصار روسيا مع الاحتواء المبكر للصين
- المواجهة
العسكرية بين إسرائيل والمقاومة في لبنان وغزة
- تنامي الاتجاه الدولي نحو تجريم
إسرائيل والمطالبة بمحاكمة مشروعها الإجرامي كما حدث في تقرير غولدستون عام 2010،
-
ظهور مصطلح الإسلام السياسي الذي حاول المشروع الصهيوني جعله عدوا يملأ فراغ العدو
السابق، وتحريض العالم كله وتجييشه ضد هذا العدو الجديد المفترض، وتشويه صورته، مستفيدين
من تأثير الإعلام الصهيوني على الغرب.
- هزيمة السياسة الأمريكية أيضا في مجال الانتشار النووي، حيث فشلت في منع كوريا الشمالية
من تحقيق أهدافها
- إرغام واشنطن على سحب الدرع الصاروخية أمام موسكو، مما وضع الأولى
في موقف حرج
-
الأزمة المالية العالمية وما أحدثته من تداعيات خطيرة على القدرات الأمريكية والمصداقية
في سياستها.
ثم انتقل الكتاب لمناقشة المشروع الصهيوني في المنطقة العربية ومستقبله، متناولاً
أربعة مباحث، كان أبرزها عوامل قوة المشروع الصهيوني وضعفه، حيث إن هذا المشروع ولد
ليعيش على نهب خيرات الآخرين، مع إدراك أن إسرائيل لا تكون قوية إلا بضعف غيرها، كما
أن المشروع الصهيوني يتبنى قاعدة "الغاية تبرر الوسيلة" بشكل أساسي، مما يتيح له استخدام
الكذب والتضليل بشكل دائم للوصول إلى تحقيق مصالحه، إضافة إلى إزدياد الفساد والنهب
للمال العام مما أثر على المظهر العام للكيان الصهيوني، وتتمثل عوامل قوة المشروع الصهيوني
في ضعف الطرف العربي والإسلامي مما جعلهم يفرضون شروطهم بشكل شبه دائم، إضافة إلى القدرة
على توظيف المال والقوة بشكل جيد واستفادتهم من هاتين الورقتين، وحفاظهم على جاهزيتهم
العسكرية التامة في مواجهة أي خطر، وإبداعهم في التخطيط الاستراتيجي لأهدافهم واستخدامهم
التكتيكات الملائمة، وعملهم في إطار جمعيات فاعلة ومنظمات بدل الارتجالية.
وبالمقارنة بين عوامل الضعف والقوة لهذا المشروع، فإن الميزان يرجح باتجاه عوامل الضعف
على أنها غالبة في المجتمع الصهيوني، وذلك للأسباب التالية:
- اعتماد المشروع على العنف مما يولد عنفا مضادا
- اتساع مساحة الاحتلال مع اضمحلال
الموارد الذاتية أو بقائها على حالها، ما يؤدي إلى خلل ما.
-
اعتماد المشروع على المال بشكل رئيس، مما يضطره للتسول في بعض الأحيان، مما يعني أن
انقطاع المساعدات عنه سيولد له أزمة.
أما عن التجربة العملية للمشروع الصهيوني فقد بدأت تتبلور مع إعلان قيام دولة
إسرائيل عام 1948، انتقالاً إلى النجاح الذي بلغته العوامل والمقومات السياسية والاقتصادية
والعسكرية التي تم توفيرها فيما بعد لبناء المشروع الصهيوني، وعلى امتداد العقود التي
أعقبت قيام إسرائيل، كان أداؤها يتسم بوجود نمطين من عناصر التطور:
- أحدهما يقوم على الثوابت التي رسمت اتجاهات تطور القدرات الإسرائيلية الشاملة
-
والثاني يعتمد على المتغيرات التي تعاملت معها المؤسسة الحاكمة طبقاً لتوجهات أيديولوجية
وسياسية وعملية.
وواصل الكتاب الحديث عن تفصيلات التجربة العملية للمشروع الصهيوني خلال السنوات
العشر الأخيرة، فقد برزت من خلال ثلاثة محاور رئيسة للأداء الإسرائيلي:
- الأول منها يتناول جملة النجاحات التي حققها المشروع الصهيوني، ممثلةً بالحفاظ على
وجود إسرائيل وضمان أمنها القومي، وبناء قاعدتها البشرية، والارتقاء بقدرتها العسكرية
الاقتصادية، وتجاوز آثار الأزمة الاقتصادية الأميركية العالمية عليها، كما يتضح أنها
غدت إحدى الدول الرائدة في مجالات التقدم العلمي والتكنولوجيا الراقية والصناعات العسكرية.
- والمحور الثاني يتناول جملة الإخفاقات التي عانى منها المشروع الصهيوني، ممثلةً بتضاؤل
الأيديولوجيا وتآكل منظومة القيم الصهيونية التقليدية، كما سجلت التطورات تراجعاً إسرائيلياً
في بعض المجالات ضمن التصنيفات العالمية، وتأزم العلاقات بين المواطنين العرب والدولة،
وصدمة الانتفاضة الفلسطينية، والعجز عن حسم الصراع مع الفلسطينيين، وفك الارتباط عن
قطاع غزة والإخفاق بالقضاء على حركة حماس، والإخفاق الإسرائيلي في الحرب على حزب الله،
وفتور التطبيع مع مصر والأردن.
-
أما المحور الثالث فيركز على جملة الإشكاليات التي واجهت ولا تزال تعترض المشروع الصهيوني،
ممثلةً بمعطيات الجغرافيا السياسية والموارد، والحالة العامة للدولة والمجتمع، والوضع
النفسي للإسرائيليين بتأثيرات الصراع، ومخزون الزعامة الإسرائيلية المقبلة، وقدرة الجيل
الإسرائيلي الحالي على متابعة المشروع الصهيوني، وتوجهات حل الموضوع الفلسطيني، والمسار
الاستراتيجي للصراع العربي– الإسرائيلي، والتحديات الخارجية الرئيسة الراهنة.
ويخلص هذا الفصل إلى أن الموازنة الموضوعية بين محاور الأداء الإسرائيلي الثلاثة
هذه يتعين أن تأخذ في اعتبارها الطبيعة المتغيرة للبنى والتفاعلات التي يشهدها المشروع
الصهيوني، على الصعد المحلية والإقليمية والدولية، كما يتعين الانتباه إلى الأفعال
والتأثيرات المتبادلة على جبهتي الصراع والتسوية مع إسرائيل، وضرورة إجراء الحسابات
استناداً إلى الوقائع واتجاهات التطورات وفق مسارها التاريخي الحقيقي.
وتطرق الكتاب إلى نقاط الالتقاء ونقاط التعارض والاحتكاك بين المشروع الصهيوني والمشاريع
الأخرى، أهمها المشروع الأمريكي، فقد تحول اللوبي الداعم لإسرائيل منذ عهد كلينتون
من فئة ضغط إلى فئة تنظير، ثم إلى صانع قرار، حتى أصبحت جميع المراكز الحساسة في مراكز
صنع القرار الأمريكي مسيطراً عليها من قبل زعامات إسرائيل، واستغلت إسرائيل فشل أمريكا
في العراق عن طريق ضبط مفهوم الشرق الأوسط لديها وتوجيهه لمحاربة الإسلام السياسي،
وما كان من السياسة الأمريكية إلا الإنصات لإسرائيل نتيجة المصالح المشتركة بينهما.
أما بين المشروعين الصهيوني والإيراني فرأى الكتاب أن التعارض القائم بين المشروعين
لا يقتصر على طموح إيران امتلاكها السلاح النووي، بل يتعدى إلى وجودها قوة إقليمية
فاعلة بالقرب من آبار النفط، ودعمها لحركات المقاومة في المنطقة.
كما وقف الكتاب عند نقاط الالتقاء بين المشروعين الصهيوني والتركي، مبينا وجود الحاجة
التركية لإسرائيل كمصدر لبعض المعدات العسكرية المهمة، لرصد حركة المقاتلين الأكراد،
إضافة إلى اضطلاع تركيا بدور الوسيط بين إسرائيل وسوريا، وحاجة تركيا إلى اللوبي اليهودي
في أمريكا لمنع تمرير قانون يعترف بـ"الإبادة" الأرمينية في الكونجرس، وهو جهد أرمني
بلغ ذروته في نهاية عام 2007 وعام 2008، إضافة إلى رغبة تركيا بالانضمام إلى الاتحاد
الأوروبي.
كما استشرف الكتاب مستقبل المنطقة العربية في ضوء تفاعل المشروع الصهيوني مع المشاريع
الأخرى، بالإشارة إلى حالة الضعف العربية التي مكنت إسرائيل من استخدامها كأداة لها
للحفاظ على مصالحها من أمن وتجارة واستثمار وانتشار.
ويؤكد الكتاب على أن إسرائيل تسعى إلى التوصل إلى سلام دائم ومستقر مع العرب يضمن مصالحها
أولا وآخرا، وأن المصلحة الصهيونية تكمن في التوصل إلى حل يضمن وجود دولة يهودية ديمقراطية
كما تريد إسرائيل، إلا أن التطورات التي تحمل في طياتها خطرا على المشروع الصهيوني
فرضت نفسها، وعلى رأسها:
- المشروع النووي الإيراني
- تحالف إيران وسوريا
- ازياد قوة ونفوذ وسيطرة
حركة حماس على غزة
- هبوط مكانة أمريكا الداعم الرئيس لإسرائيل في العالم
-
صعود مكانة الهند والصين كدول تصنع وتصدر للشرق الأوسط وبالتالي ازدياد تدخلهما مستقبلا
في الشرق الأوسط
-
وفشل إسرائيل- كدولة تعتمد الحسم العسكري- أمام حزب الله في لبنان وحماس في غزة.
وتعرض الكتاب إلى التحولات الجوهرية في الصراع العربي-الإسرائيلي، أهمها قناعة
معظم الأنظمة العربية القائمة بأن إسرائيل باتت حقيقة واقعية ومؤكدة ولا يمكن تحقيق
زوالها أو إزالتها، وتلمس بعض الأنظمة العربية منذ سنوات أن إسرائيل مستعدة للتنازل
لصالح الفلسطينيين وسوريا في سبيل التوصل إلى سلام أو تسوية معها، ومواجهة الخطر والتهديد
الإيراني، بل إن إسرائيل تسعى إلى إقناع أنظمة عربية بأن إيران لا تعتبر مصدر تهديد
لها ولتلك الأنظمة بسبب البرنامج النووي فقط، وإنما بسبب فرض هيمنتها على حركات إسلامية
شيعية وسنية معارضة داخل الوطن العربي.
أما عن السيناريوهات المختلفة التي تناولها الكتاب فهي أن إسرائيل تخطط لمشروع فرض
نظام جديد في الشرق الأوسط يشمل لبنان وسوريا والعراق والخليج العربي بعد أن تمت تسويات
مع مصر والأردن، إضافة إلى اتفاقياتها مع السلطة الفلسطينية.
وختاماً، فإن مستقبل المشروع الصهيوني في المنطقة سيلبس رداءً جديدًا، وبالتالي فإن
سلسلة من التغيرات ستحدث في المنطقة في المستقبل القريب وعلى مدى عقد من الزمن في أقل
تقدير، وفي مقدمة ذلك حل القضية الفلسطينية مع أقل قدر من التنازلات الإسرائيلية، وأكبر
قدر من التراجعات والتنازلات العربية والفلسطينية، وفي مقدمتها إلقاء مسألة اللاجئين
على عاتق الدول العربية لإيجاد حل لها، أي على حساب الدول العربية وليس على حساب إسرائيل
التي لن تعترف بالنكبة، وبالتالي لن تعترف بقضية اللاجئين من حيث كونها المسؤول الذي
تسبب بها.
أما المشروع الثالث الذي ناقشه الكتاب فهو المشروع الإيراني في المنطقة العربية ومستقبله،
متناولاً خمسة مباحث رئيسة، كان منها مفهوم المشروع، حيث إن المشروع الإقليمي لإيران
يرتبط بجملة أهداف وطموحات، أبرزها:
- ضرورات الأمن القومي للمشروع
- ضرورات عقدية مذهبية
-
تطلعات نحو تكريس الهيمنة على ما ترى إيران أنه الحلقة الأضعف في جوارها الإقليمي المضطرب
في سبيل تحسين موقفها التفاوضي مع الغرب، والحصول على أقصى قدر من المكاسب التي من
بينها الاعتراف بالسيادة الإقليمية لطهران على المنطقة.
ويُقدر الكتاب أن المشروع الإيراني يمضي بقوة وثبات، ولكنه يواجه بدوره مشاكل
ومصاعب، تتمثل بشكل خاص في الوضع الاقتصادي المتراجع الذي يتزايد بسبب العقوبات الدولية
وسواها، والانقسام الاجتماعي الذي ظهر جليا في الاحتجاجات الأخيرة على نتائج الانتخابات
الرئاسية، والتي ما زالت محتدمة وهي مرشحة للتطور، إضافة إلى تهديد أبرز مرتكزات النظام
المتمثلة بالسطوة (الإلهية) التي تعطي رؤوس النظام في إيران سلطات مطلقة ظلت تميزه
خلال ثلاثين عاما حتى مع وجود الانتخابات.
كما خلصت مباحث هذا الفصل من الكتاب إلى أنماط تحالفات المشروع الإيراني وعلاقاته الإقليمية
والدولية ودورها في خدمة المشروع أو إعاقته، حيث برز ما يعرف بمؤسسة السياسة الخارجية
الإيرانية من خلال إحداث تغييرات في إستراتيجيتها، انطلاقاً من عهد الرئيس السابق السيد
محمد خاتمي التي كانت تقوم على مبادئ "إزالة التوتر وإعادة العلاقات السياسية الثنائية
مع الدول، وتوسيع حضور الحكومة في المجامع والمنظمات الدولية"، وانتقالاً إلى ما شهدته
السياسة الخارجية الإيرانية بعد فوز الرئيس محمود أحمدي نجاد في 24/6/2005 من نقلة
نوعية في الهيكلية والتوجهات، وخلص الكتاب إلى أن السياسة الخارجية الإيرانية لم تتغير
منذ انتصار الثورة الإيرانية وقيام نظام الجمهورية الإسلامية في إيران، وتم تطبيقها
والعمل بها وفق صياغة الدستور الإيراني لها، ولكن الذي يتغير هو مدى تفسير الحكومات
الإيرانية لأسس السياسة الخارجية وأهدافها وفق المصلحة التي يحتاج إليها النظام، ووفق
المتغيرات الإقليمية والدولية.
كما أن بعض التحالفات بين إيران ودول أخرى سواء الاستراتيجية منها أو الاقتصادية كانت
قائمة منذ فترة بعيدة، ولكن إيران استفادت من هذه التحالفات لدعم مشروعها في المنطقة
العربية.
إضافة إلى أن للمشاريع الأخرى في المنطقة العربية، وفي مقدمتها المشروعان الأمريكي
والصهيوني، دور مهم في تقوية المشروع الإيراني، بل إنهما ساعدا بشكل غير مباشر على
تحقيق الاستراتيجية الإيرانية في المنطقة، وأكبر دليل على ذلك قيام المشروع الأمريكي
بالقضاء على ألد نظامين لإيران هما: نظام طالبان في أفغانستان، ونظام صدام حسين في
العراق، كما أن الضعف العربي كان له دور بارز في تقوية المشروع الإيراني في المنطقة
عن طريق اجتذاب الدول الفاعلة في المنطقة، وتقوية تحالفاتها معها.
أما فيما يتعلق بشأن التحديات والفرص وسيناريوهات المشروع حتى العام 2015، فخلص الكتاب
إلى أن إيران تمتلك العديد من أوراق القوة في العراق وأفغانستان ولبنان وفلسطين، وخصوصاً
أنها عادت أقوى من ذي قبل إثر تخلصها من نظام طالبان، ونظام صدام حسين اللذين كانا
بشكل أساسي يقفان في وجهها.
- وفي الوقت ذاته فإن عوامل الضعف في المشروع الإيراني تتمثل في الآتي:
قلق الشارع العربي من البعد المذهبي للثقافة الإيرانية الشيعية - عدم تقديم إيران
لنماذج جذب ثقافية يمكن أن تجذب الجمهور العربي
-
قلق دول الجوار من الطموحات الإيرانية، مما جعل الدول العربية تعزز من تحالفاتها مع
أمريكا على حساب إيران ومشروعها
إلا أن تردي حالة الأنظمة العربية ومأزق المشروع الأمريكي، وازدياد ثقافة المقاومة
في المنطقة أدى إلى صعود مستمر لفرص المشروع الإيراني، مما يؤهل إيران لاستخدام أوراق
قوتها في الوقت الذي تشاء، كما ظهر ذلك جلياً في الأحداث التي دارت بين الحكومة اليمنية
وجماعة الحوثي التي تمولها إيران.
وتعرض الكتاب إلى مشاريع أخرى من خلال مبحثين رئيسين هما: المشروع التركي والأوروبي،
والمشروع الصيني والهندي، حيث أكد الكتاب عدم وجود مشروع تركي جديد، ولكنها رؤية استراتيجية
تركية جديدة لسياسة خارجية تركية تقوم على استغلال الموقع الجيوبولتيكي التركي بين
ثلاث قارات، وعلى العلاقات التاريخية التركية مع دول الجوار من أجل تحقيق المصالح التركية
السياسية والاقتصادية والعسكرية في المنطقة، لذا يرى الكتاب أن في تركيا سياسة خارجية
جديدة ينتهجها القادة الجدد في تركيا، وليس مشروعا.
ويقسم الكتاب موقف تركيا من المنطقة إلى موقفين من حيث الزمن: الأول يبدأ منذ انهيار
الخلافة العثمانية، حيث تنكر أتاتورك من تاريخ تركيا العثماني وحضارتها الإسلامية،
وتبنى صراحةً فكرة تغريب تركيا بجعل القيم الغربية طاغية على القيم الإسلامية، أما
الثاني فبدأ منذ مطلع الثمانينيات وترسخ عام 2002، بعد فوز حكومة حزب العدالة والتنمية
التي تبنت الانفتاح على جميع الدول الإقليمية والدولية، كما تبنت سياسة متوازنة مع
الجميع لتحقيق مصالح تركيا، معتمدة بذلك على العمق الإستراتيجي والتاريخي، إلا أن هذه
العوامل إضافة إلى عامل عدم انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي يزيد من فرصة التحاق
تركيا في الشرق الأوسط.
أما بالنسبة للمشروع الأوروبي فيرى الكتاب أنه من أخطر المشاريع على المنطقة العربية؛
فأوروبا هي التي هندست النظام الإقليمي العربي منذ نشأته، وهي وراء تفكيك المنطقة ونشوء
الدولة القطرية الحالية، وهي التي أجهضت حلم الوحدة العربية بعد الحرب العالمية الأولى
إثر اتفاقية سايكس- بيكو 1916 بين فرنسا وبريطانيا، كما أن أوروبا كانت خلف المشروع
الصهيوني؛ فوعد بلفور عام 1917 الذي أصدرته بريطانيا هو مشروع أوروبي قامت بريطانيا
على تنفيذه بانتدابها على فلسطين.
أما حاليا، فلا شك أن الدولة القُطْرية العربية الحديثة هي من صنع الدبلوماسية الأوروبية،
ولم تكن أوروبا مطمئنة للولايات المتحدة لأنها حلت مكانها في المنطقة العربية، خاصة
في المصالح البترولية أو التعامل التجاري والوجود العسكري؛ فالتاريخ الاستعماري والجغرافي
ما زال حاضراً في الدبلوماسية الأوروبية تجاه المنطقة العربية، ويذكر الكتاب أن أوروبا
عضو في اللجنة الرباعية لحل الصراع العربي- الإسرائيلي، ولها مصلحة في المحافظة على
الأنظمة الصديقة والحيلولة دون وصول حركات الإسلام السياسي للسلطة، وتسعى إلى منع انتشار
أسلحة الدمار الشامل والصواريخ البالستية في المنطقة، ويتبلور هدفها في تحقيق مصالحها
الاقتصادية والإستثمارات في المنطقة العربية، مما يشكل خطورة على المنطقة، بعكس المشروع
التركي أو الرؤية التركية العثمانية الجديدة التي تلتقي مع المصالح العربية وتعيد ذكرى
الوحدة الإسلامية والعربية عندما كانت تتبنى الرابطة العقدية.
أما بالنسبة للصين والهند فليس ثمة مشروع يذكر لدى أي منهما في المنطقة العربية، وأنهما
لم تكونا طرفاً في المشاريع الغربية للتغيير في الشرق الأوسط، وأن اهتمام كل من الصين
أو الهند في المنطقة العربية قائم على تطوير علاقاتهما مع المنطقة لتأكيد وحماية مصالحهما
في الحصول على النفط والغاز، والعمالة، والأسواق، ورؤوس الأموال، فضلاً عن المساندة
في المحافل الدولية لقضاياهما، وليس من المستبعد أن يكون لكل من الصين أو الهند مطامع
للتغيير في الشرق الأوسط في المستقبل، وإن الشرق الأوسط، وبخاصة المنطقة العربية، يمثل
فراغاً سياسياً وقيادياً وعسكرياً من جهة، وتخلفاً في التنمية البشرية من جهة أخرى.
وكان المشروع التالي الذي تناوله الكتاب هو المشروع الإسلامي من خلال أربعة مباحث،
وبدأ هذا الفصل بعرض لتعريف المشروع وفلسفته؛ حيث أكد أنه مشروع يدعو إلى النهضة الشاملة
التي تبدأ بمقاومة الاحتلال وإخراجه من بلاد المسلمين، مع الانطلاق في عملية إصلاحية
شاملة تهتم بجميع مناحي الحياة، كما عرض الفصل مكونات المشروع الإسلامي، وقسمها إلى
عدة أقسام:
أولا: فكر المشروع الذي جاء مناقضا للمادية الطاغية على مختلف مناحي الحياة،
والخواء الروحي الذي يميز المشاريع الأخرى، وجاء لإصلاح الأوضاع الراهنة بتثبيت الصالح
وتغيير الفاسد ضمن منهج سلمي علني
ثانيا: قيادات ورموز تتبنى منطلقات المشروع الإسلامي مع وجود ناطقين باسمه ومعبرين
عنه
ثالثاً: منظمات ومؤسسات فمنها الحركات والأحزاب الإسلامية ذات الوجود القانوني،
ومنها المؤسسات الأهلية المتنوعة في مختلف المجالات الاجتماعية والخيرية والاقتصادية
والمالية و الإعلامية
رابعا: الجمهور الذي يعد أهم نقاط قوة هذا المشروع فهو يحوي مختلف الشرائح،
ونتائج الانتخابات أكدت هذا في العديد من المناطق
خامسا: الإرث التاريخي وتطوراته، فهو مشروع ذو تاريخ عريق مليء بالأحداث والتفاعلات،
ومرت عليه سنوات عديدة من الإقصاء والتهميش والسجن، ولكنه في كل الأحوال بقي موجودا
على الساحة السياسية والاجتماعية العربية بقوة.
وتعرض الكتاب إلى رسالة المشروع الإسلامي وأهدافه وأدواته، فرسالته تحرير الأمة من
كل القيود الاستعمارية الأجنبية والسياسية الحالية التي تعيق نهضتها الحضارية الشاملة
والعمل على تحقيق وحدتها وإعادة تشكيلها وفق الشريعة الإسلامية، أما أهدافه فهي:
- بذل الجهد لتوفير الحريات في المجتمعات الإسلامية ومقاومة الظلم
- مقاومة الاحتلال
حيثما كان في الأمة الإسلامية
- تحقيق مشروع الوحدة العربية والإسلامية
- العمل
على تأهيل الأمة لتكون قوة دولية كبرى قادرة على حماية نفسها ورعاياها
-
وقد سخر لذلك أدوات تعمل على ترجمة أهدافه على أرض الواقع.
أما عن التجربة العملية للمشروع وتحدياته فتتلخص في أن التحديات التي تجابه المشروع
الإسلامي تفرض نفسها على كل المشاريع الأخرى للتغيير في المنطقة، وما تزال استجابة
مجمل مشاريع التغيير الأصيلة في المنطقة، بما فيها الإسلامي، دون مستوي التحديات المفروضة
استراتيجيا، كما أن نجاحات المشروع الإسلامي للتغيير في الاستجابة للتحديات التي تفرضها
البيئة الاقليمية والدولية أكبر من نجاحاته في الاستجابة للتحديات النابعة من ذاته
وبنيته التنظيمية والفكرية، وتلك التي تفرضها البيئة الداخلية، وأن نجاحاته تتمثل في
المستوى القصير والمتوسط، أما على المدى الاستراتيجي طويل الأمد فإن المشروع لم يحقق
اختراقا فعليا أو نقلة نوعية في استجاباته على مجمل التحديات التي تواجهه عملياً، خاصة
في ظل هيمنة المشروع الصهيوني، إضافة إلى أن استجابات المشروع الإسلامي للتغيير في
التعاون والتحالف مع المشاريع الأخرى داخل المنطقة العربية والاسلامية كالمشروع القومي
العربي والوطني ما تزال في بداياتها وهي دون المستوي المطلوب والمأمول.
وتناول الكتاب أنماط تحالفات المشروع الإسلامي وعلاقاته الإقليمية والدولية، ودورها
في خدمة المشروع أو تعويقه، حيث إن أنماط العلاقات والتحالفات التي يتبناها المشروع
الإسلامي متعددة ولا ينفي ذلك وجود تباين في عملية التأثير والتأثر المتبادل بين الحركة
الإسلامية والمجتمع، تبعاً لمراحل التفاعل، آخذين بالاعتبار الظرف التاريخي الفارق
الذي تمر به الأمة العربية والإسلامية، حيث تواجه محاولات مباشرة لتفكيكها وهدمها،
إلا أنه لا بد للأمة أن تعمل على بلورة مواقفها وتوافق تياراتها تجاه هذا العدوان الخارجي،
حتى تكون الأمة قد شكلت الحدود الجامعة لكل تياراتها، ثم بلورة الشخصية المميزة لكل
تيار.
ويرى الكتاب أن فاعلية الحركات الحاملة لمشروع التغيير والإصلاح الإسلامي وقدراتها
تعتمد على علاقة الأنظمة الحاكمة بها وبالقوى السياسية الأخرى من جهة، وبعلاقة تلك
الأنظمة أيضا مع النظام الغربي من جهة أخرى.
وتنحصر طريقة الأنظمة السياسية في التعامل مع الإسلاميين في أربع استراتيجيات:
أولا: إستراتيجية الإدماج التدريجي داخل النظام السياسي
ثانيا: إستراتيجية التضييق والمحاصرة والتحجيم، وتستعمل ضد التيارات التي اندمجت
فحصدت نتائج سياسية جيدة
ثالثا: إستراتيجية التجاهل واللامبالاة للقوى الإسلامية التي لا تحظى بتجذر
جماهيري واسع، وتبقى ذات طابع نخبوي أو قريب من ذلك
رابعا: إستراتيجية الردع والزجر وتنتهج ضد التيارات التي تنطلق من العمل العنيف
الخارج عن إطار القانون ضد السلطة وأجهزتها وضد المجتمع.
ورغم تلك الحالة الغالبة والمتفاوتة في مواقفها والمتنوعة في آلياتها وأنماط علاقاتها
بين النظم وتيارات المشروع الإسلامي يؤكد الكتاب على حاجة المشروع الإسلامي الماسة
إلى إعادة قراءة مستجدات الواقع ولتفعيل تأثيراته وتحالفاته المجتمعية نحو تحقيق درجة
ما من التوافق ووقف التوتر والتأزيم المستمر مع بعض النظم، حيث خيمت هذه الحالة من
القطيعة على صورة العلاقة بين الطرفين المتضادين دون أن تحمل المتغيرات العالمية أي
بوادر انفراج يمكن أن تعيد حالة السلم السياسي والاجتماعي إلى الطرفين.
وأمام هذه الإشكالية بإفرازاتها السلبية على الأمن والتنمية، يرى الكتاب ضرورة المراجعة
وتقويم الفترة الماضية وتحويل حالة القطيعة إلى تنوعات مدنية وتبادل أدوار عملية، تحقق
التعاون في المشترك العام من المصالح والمكاسب الوطنية.
واختتم الكتاب مشاريع التغيير في المنطقة العربية بالمشروع القومي العربي، متناولاً
أربعة مباحث، بدأ بتعريف المشروع العربي القومي على أنه مشروع فكري سياسي يسعى إلى
توحيد الأقطار العربية في وطن عربي واحد كبير وإلى توحيد الشعوب في أمة عربية واحدة،
تعيش في ذلك الوطن وتقيم دولتها عليه ضمن حدوده الجغرافية، ثم انتقل بالحديث عن بدايات
المشروع العربي كمشروع سياسي منذ نهايات القرن التاسع عشر، كرد على سياسة التتريك التي
مارسها العثمانيون، حيث كان أول من بدأ هذا المشروع هم نخبة الأمة العربية من تجار
ومثقفين.
أما فيما يخص مكونات المشروع القومي العربي أنه يعتمد على مكون وحيد وهو وحدة الأمة
العربية فقط، لكنه لا يرتبط بواقع مشكلات المجتمعات والشعوب، وهذا يشكل أحد أهم إشكاليات
المشروع، إضافةً إلى إشكالية ترسخ الواقع القطري بمصالحه النفعية وثقافاته المتعارضة
أحياناً مع الثقافة القومية، وإشكالية الوجود الصهيوني في فلسطين المحتلة الذي سيحارب
بكل طريقة وبكل أداة داخلية وخارجية أية محاولة لتوحيد العرب، و إشكالية ضعف وتمزق
المجتمع المدني العربي.
واستعرض الكتاب أنماط تحالفات هذا المشروع وقسمها إلى ما يلي:
- تحالف نظري بين البلاد التي تكون أهدافها مشتركة أو قريبة من بعض دون تحالف واحد يجمعهم
-
تحالف واقعي، أي إنه حين يتحرر قطر عربي من الاستعمار فسيتوجه بالتأكيد نحو الوحدة
مع الأقطار العربية التي سبقته في التحرر
-
تحالف تآلف واختلاف، كتآلف المعارضة الذي يجمع البعثيين والناصريين إلى جانب حزب الله
والتيار الوطني الحر في لبنان
كما أشار الكتاب إلى أن محددات هذا المشروع تتمثل بالحكام والمحكومين، وتحدّث
في إطارها عن الطبقات الحاكمة والجماهير العربية، إضافة إلى الإرادة السياسة العربية،
والمرجعية الشرعية، والمرجعية الوضعية، وأخيرا الدين والدولة.
أما فيما يتعلق بسيناريوهات المستقبل حتى 2015 رسم الكتاب ثلاثة سيناريوهات:
الأول: سيناريو تدهور الوضع القائم، حيث يتوقع ضمن هذا السيناريو عدة أمور،
كالتسوية في ظل التجزئة، أو غياب مشروع نهضة معاصر، أو الحرب الباردة العربية الجديدة
الثاني: سيناريو الدفعة القوية، حيث يتوقع خلاله عقد نظام عربي جديد، وأبرز
سماته رد اغتراب العروبة، ونظام تأسيس أمن قومي عربي، إضافة إلى تدعيم البنية الأساسية
للنظام العربي
الثالث: سيناريو الإقلاع، وهو الحديث عن المعركة القومية العربية وحقائق النظام
العالمي الجديد ومآزقه، وخلص الكتاب في هذ الفصل إلى أن تجسيد المشروع يحتاج إلى توليد
نخبة ملتزمة بالنهضة.
وتناول الكتاب في فصله الأخير مستقبل المنطقة العربية في ظل ما سبق ذكره من مشاريع
في العام 2015، محاولاً استقراء مستقبل المنطقة العربية ورسم صورة عامة المعالم لمشاريع
التغيير، ويأتي هذا الاستشراف من الصعوبة بمكان نتيجة حالة (كراهية الذات) التي تسود
الوضع العربي إثر حالة التيه الحضاري منذ أن أحتُلت الأرض المقدسة.
وتحدث الفصل عن السياق التاريخي للتغيير في المنطقة العربية (خصوصية الزمان) ويحدده
بانتقال الحالة العربية من مؤثر فاعل دولي أساسي إلى متأثر غائب لا تقدير له، ومن مركزية
النخبة إلى تشتت الجماهير والقوى المجتمعة، ومن المشاريع الاقتصادية السياسية إلى المشاريع
الثقافية الاجتماعية.
كما تناول الظروف الموضوعية لتطور هذه المشاريع ويلامس فيها عملية الحكم في العالم
العربي، حيث انتقلت من مجال السياسة إلى مجال الإدارة، والإحباط العام وكراهية الذات،
وضعف المناعة الحضارية، وعدم القدرة على المنافسة في عالم الرموز الحضارية، وعمليات
الفرز الحضاري العكسي، إضافة إلى الظروف الذاتية للمشاريع المتنافسة ويدرس خلالها الشروط
الذاتية لتلك المشاريع، بالكلام عن تصادم المشاريع الخارجية مع منظومة القيم العامة
المشتركة للأمة العربية، وعدم قدرة المشاريع الوافدة على تقديم البديل المناسب للواقع
العربي، وانتهازية ونفعية المشاريع الوافدة، وفقدانها الشرعية في ذاتها لافتقادها الشرعية
الأخلاقية.
كما تحدث الكتاب عن منطلقات التعامل مع المشاريع الوافدة، حيث تتمثل المصلحة العليا
المطلقة لها بالحفاظ على الوجود وتحديد الأمن القومي العربي من منطلق شامل وعام يتضمن
الأمن الاستراتيجي والسياسي وكذلك الأمن الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، إضافة إلى
الوصول إلى تحديد للمصالح العليا للأمة، مع الاعتراف بوجود مصالح جزئية وفرعية وخاصة
لكل دولة ومجتمع على حدة، والتفرقة الدقيقة بين المشترك الإنساني وبين الخصوصيات الحضارية.
وتطرق الكتاب إلى محددات مشروع عربي إسلامي يستطيع مواجهة المشاريع الوافدة، ويدرس
من خلالها الملاحظات التي يمكن أن تؤطر التفكير في هذا المجال، وهي أن تكون نقطة الانطلاق
في ما وراء الأيديولوجيا وما قبلها، والانطلاق من القيم الجامعة، والإقرار بحقيقة التعدد
الإنساني القومي، والتنوع في الطاقات والقدرات والاختيارات، والانفتاح على العالم من
موقع القدرة والقوة والعزة والتمسك بالهوية والذات الحضارية، وإدراك خصوصيات الزمان
وحدود الحركة فيه.
وآخر ما تطرق إليه هذا الفصل من أنه لا مستقبل للعرب في ضوء هذه المشاريع الهجومية،
ما لم يعُدّوا العدة لبناء مشروعهم الذاتي الهادف للحفاظ على هويتهم الحضارية وخصوصيتهم
الثقافية، والمتبني لقيم الحداثة والديمقراطية والمتطلع نحو آفاق المستقبل متسلحاً
بالعلم والمعرفة وفق خطط بعيدة المدى تُجاري روح العصر، ضمن حركة متوازنة تحفظ الذات
وتحافظ على الصلة مع الاخر، ولكن من غير تنازل عن السيادة او الاستهانة بالكرامة.
وانتهى الكتاب بما انتهى إليه المؤتمر من تقديم توصيات، كان أبرزها:
- دعوة كافة المؤسسات الرسمية والقوى الشعبية العربية بكل توجهاتها إلى وضع الخطط ومشاريع
العمل المشتركة لحماية الأمة وسيادتها وثرواتها.
- دعوة الأمة العربية بكل مكوناتها إلى تبني ودعم مشاريع المقاومة ضد الاحتلال والاستعمار
في كل من فلسطين ولبنان والعراق والصومال والسودان، خاصة بعد أن أثبتت هذه المشاريع
قدرتها على هزيمة الاحتلال الصهيوني والغزو الأمريكي.
- الدعوة إلى اعتبار إنهاء المشروع الصهيوني وتحرير فلسطين الأولوية القصوى لكل أبناء
الأمة العربية، بوصف هذا المشروع المدخل الأخطر لتهديد مصالح الأمة ووجودها، ولأنه
يعمل أداة مباشرة للمشروع الغربي الإمبريالي ضد أمتنا.
- الحث على تجنب إثارة الصراعات الطائفية والمذهبية في المنطقة العربية لما لذلك من تداعيات
خطيرة على مستقبل العلاقات العربية - الإيرانية.
- التأكيد على أهمية العمل على تحقيق التضامن العربي على مختلف المستويات.
-
الدعوة إلى الشروع بتشجيع برامج التكامل الاقتصادي والسياسي بين الدول العربية وصولاً
إلى الحالة الاتحادية العربية، وتوفير الإمكانات اللازمة لإنجاحها، والنأي بمصالح وعلاقات
الشعوب العربية عن أي خلافات قد تقع بين الحكومات العربية.
|
Abstract
|
Change Projects in the Arab Region
and its Future
|
The Arab world is witnessing major strategic shifts on political, military, economic
and social levels. It has been in a state of instability for a number of years due
to several conflicts. This has had negative consequences on the socio-political
situation in general and on security in particular. Amidst such serious conditions,
the region has become under threat from numerous schemes, each of which aims to
deepen its influence and impose full control.
Thus, the Middle East Studies Center decided to design a book – a product of a conference
titled Arab World's Projects of Change and Their Future. It was organized
in the Jordanian capital, Amman, during October 19-21, 2010 in cooperation with
Kuwaiti Mujtama' Magazine. Twenty-five research papers were presented in twelve
sessions.
The aim of this book is to bring about a unified Arab response toward the development
of the internal and external tactics of change currently taking place in the Arab
World through 2015. Additionally, it is designed to determine an Arab strategy to
deal with such tactics, side by side with a joint perspective of an Arab Islamic
strategy for genuine growth. This will be done by bringing together efforts mainly
between pan-Arab and Islamic movements. Scenarios of conflict resolution, now and
through 2015, developed by a panel of scholars and specialist in these fields are
also included.
In a bid to view the general shaping of this change in the region, as well as circumstances
leading to the progress or decline of any of these tactics that influence the makeup
of the Middle East region, leading Arab intellectuals from different ideologies
have contributed to the present book
In terms of space, the study is limited to projects of change only in the Arab World,
taking into consideration Islamic civilizationdimensions of the Muslim World as
a strategic background and vital milieu. In terms of time, it tackles projects between
the early 1990's – the end of the Cold War – and 2015 with primary focus on the
last 15 years of this period. This approach helps set the possible scenarios for
the region by limiting factors that are non-relevant.
Five major projects of direct influence are discussed;namely the US, Israeli, Iranian,
pan-Arab, and Islamic tactics or strategies. Minor designs, from Europe, Turkey,
India and China, are also discussed.
|
The U.S. Project
|
The book starts with investigating the influence of imperial tactics by the United
States on the Arab World. One can never ignore its following forms:
The book starts with investigating the influence of imperial tactics by the United
States on the Arab World. One can never ignore its following forms:
- the presence of more than five hundred thousand American soldiers on seven
hundred bases in sixty-three international countries
- the spread of massive
military fleets in most nautical passages around the globe
-
the durable economic foundation of the dollar as the accredited means of exchange
in the global monetary system
It is, then, natural to find the superpower keen to achieve total control
of energy by targeting the Arab World since the end of World War II. Two-thirds
of global oil reserves are found in this region. The US alone consumes one-quarter
of all global production.
The US intention to prevent the rise of any rival state was done by means of containing
the Soviet influence during the Cold War and securing allegiance by the Arab governments
in return for protecting their existence. Moreover, the book addresses 3 stages
of these tactics:
- from the beginning of the Cold War to the collapse of the Soviet Union
- from the end of the Cold War to the 2001 September 11 attacks
-
from the September 11 attacks to present
However, President Obama had to put forward parallel political initiatives
as well as his “Change” slogan in order to regain the status of the United States,
after a number of developments, such as the failure of military intervention in
Iraq, the financial crisis in the U.S., and the growing involvement of Iran and
Turkey in the region. He may have managed to revive hopes for a solution to the
Arab-Israeli conflict, but he will only be part of the introduction to the stage
for fading, but not ending, of the US imperial project.
The book also explores the American image; its international political policies
and its future role, as well as, the factors that have affected this role in the
last 20 years. The superpower became ready to inherit the falling European empires
after World War II, especially after realizing that Israel could accomplish anything
through military force. On the other hand, the Arab governments would not move a
bit. It was this time that the US and Israeli projects united. America's objectives
in the Arab World became clear; put an end to communist influence; protect the Jewish
State of Israel and to safeguard its oil interests. The US tactics had almost total
control over the region due to the general decline of the involvement of the Arab
populous, as well as the mix between the interests of the US and the Arab governments.
Nevertheless, these tactics began to deteriorate since the swearing in of President
George W. Bush Jr. for a number of reasons:
- the numerous negative consequences of America's War on Terrorism in Iraq and Afghanistan
-
Obama's continuation of beleaguering Russia and early containment of China
- Israeli
military confrontations in Lebanon and Gaza, leading to its global condemnation
which culminated by the demands for persecuting the Jewish State, as found in the
Goldstone Report of 2010
- the introduction of the term 'political Islam', which the Israelis have systematically
used to fill in the space of the old enemy; They have incited the entire world against
it and defamed it by means of their media’s huge impact on the West. They have accused
the entire world using their anti-Semitism propaganda rhetoric and accused all others
of ill treatment
- the failure of the United States in the field of nuclear proliferation;
it could not prevent North Korea from achieving its objectives
- the failure
of the United States to keep the missile shield before? Moscow, which caused a great
deal of embarrassment
-
the global financial crisis, which has had repercussions on the success of
U.S. capabilities and credibility of U.S. policies
|
The Israeli Project
|
As for the Israeli tactics, the most important question is to analyze its strengths
and weaknesses. This state was born and lives on stealing others' wealth, and it
can be strong only when the other is weak. It mainly adopts “the end justifies the
means” method, which permits frequent lying and misguidance to attain desired goals.
Furthermore, financial corruption has prevailed in the country, affecting its general
reputation. The major strength of their intentions is the weakness of the Arab or
Islamic component, permitting the Israeli State to impose their conditions in most
cases. The Israelis can also significantly utilize money and power to serve their
agenda. Moreover, they are completely ready for any military formation, resourceful
in strategic planning and tactical maneuvering, and effective– rather than extemporaneous
– in charitable work.
In comparing and contrasting strengths and weaknesses, it is found that the latter
dominates and dictates the Israeli course or policy for the following reasons:
- its reliance on violence, which begets counter-violence
- the massive
areas of land with scarce or unchanging resources, which may cause imbalances
-
its major dependence on cash, which leads it to solicit from time to time, indicating
that a lack of aid would lead the state into a crisis.
The Israeli practical experience started with the announcement of the Jewish state
in 1948 and has continued for decades through its success in political, military
and economic fields. Israel’s performance has relied on two factors of progress:
- Consistency: improving overall capabilities (Labor Party)
- Variations: dealing with circumstances according to various ideological, political
and practical approaches (whatever works at the time).
Details of the Israeli tactics in the last 10 years are discussed in three sections.
Section One looks into Israel’s success at maintaining its existence and national
security, assembling its human foundation, developing its military and economic
capabilities, and overcoming the effects of the US financial crisis. It has actually
become one of the leading countries in the fields of science, technology and military
industries.
Section Two addresses Israeli tactical failures, such as a wane of Zionism and traditional
values, a decline in international ranking in some fields, deteriorated relations
between the Arab citizens and the state, Palestinian intifada shock, an inability
to end the conflict with the Palestinians, a loss of Gaza, failure to eliminate
Hamas, a defeat in the war against Hezbollah, and an extremely limited normalization
with Egypt and Jordan.
Section Three explores difficulties facing the Israeli designs; associated with
resources and political geography, general state of affairs of the state and society,
the Israeli psyche towards the conflict, future leadership, the upcoming Israeli
generation and their ability to carry on with these tactics, varying approaches
to solving the Arab- and Palestinian-Israeli conflicts, and current, multiple major
external challenges.
It is concluded that the three aforementioned aspects need to consider the changing
components and interactions in the Israeli schemes on the local, regional and international
levels. Attention should also be paid to mutual effects at the front of conflicts
and settlements within Israel. Plans must take affect according to real developments
in their actual time sequence.
It is important to refer to points of agreement and disputes between Israeli tactics
and others, especially that of the US. The lobby in which support to the Jewish
State in the US shifted in Clinton’s term from a political pressure to a theorizing
group, and finally to a decision-making faction. After that, all the main centers
in the leadership have become controlled by Israeli leaders. Israel has also used
the failure of this superpower in Iraq by orchestrating a war with “Political Islam”.
The US administration only has to listen and follow suit due to their common interests.
On the other hand, the conflict between the Israeli and Iranian policies are not
only about the latter’s ambition to possess nuclear weapons but also its influential
regional role near oil wells as well as its support for resistance movements in
the region.
The Israeli and Turkish projects meet in some points as well. The first is the latter’s
need for the former as a source of basic military equipment while Kurdish fighters
are in the background. The second is Turkey’s role as a mediator between Israel
and Syria. The third is Ankara’s need for the Israeli Lobby in the US to prevent
the Congress from recognizing the Armenian ‘genocide’; an Armenian ambition culminated
in late 2007 and 2008. The fourth is Turkey’s desire to join the EU.
The future of the region depends upon the interaction between the Israeli and other
state-run tactics in the Middle East, and relies on the Arab decline which has enabled
Israel to maintain its economic interests.
It is argued that Israel aims at reaching a permanent, stable peace, securing its
interests first and foremost, and securing a Jewish democratic state. However, several
developments have imposed themselves as obstacles to the Israeli intent, namely:
- the Iranian nuclear programme
- the Iranian-Syrian alliance
- the
increasing influence of Hamas in Gaza
- America’s declining global status
-
the rising powers of India and China as exporters to the Middle East along
with a likely future growth of their economies
-
Israel’s military fiasco with Hezbollah in Lebanon and with Hamas in the Gaza
Strip
Major shifts in policy in relation to the Arab-Israeli conflict worth mentioning
are the conviction that Arab leaders have towards Israel as a de facto state and
that cannot be removed; some recent hopes that the Arab states have that Israel
is ready for a settlement in favour of Syria or the Palestinians; and the Iranian
threat in the form of a nuclear programme as well as attempts to influence Shiite
and Sunni opposition movements.
The main scenario here is Israel’s aspiration to impose a new order in the Middle
East covering Lebanon, Syria and Iraq after settlements with Egypt, Jordan and Saudi
Arabia.
To conclude, the Israeli projection will take shape and lead to a series of changes
in the region within the next decade. Initially, the Palestinian issue will be solved
with the least of Israeli concessions with most of the Arab and Palestinian compromises.
The refugee issues will be left to the Arab states for resolution instead of Israel,
which is against admission ofits responsibility to the Nakba crisis, let alone being
able to recognize its duty to solve the issue.
|
The Iranian Project
|
Discussion, then, moves to the third project, that of Iran. Here, a number of considerations
are borne in mind:
- Iran’s national security
- Iran’s sectarian doctrine
- Iran’s
domination over the neighboring Arab states; which Iran sees as the weakest link
in the region. This would improve its standing in a dialogue with the West and,
therefore, attain huge gains, mainly through a possible recognition of Tehran’s
control over the Middle East
It seems that the Iranian project is moving steadily and strongly. Nevertheless,
it is facing some difficulties, such as the declining economic situation due to
international sanctions; the social split which came to the forefront with the latest
protestsand which are likely to grow; over the presidential election results; and
the 30-year ‘divine’ control – which may be the worst threat to the system due to
the granting of absolute power to political leaders even with the conduction of
elections.
This part concludes with the formation of Iranian alliances and their supporting
or hampering role. A new foreign policy started in the former President Mohammad
Khatemi’s term. It was based on “removal of tension, retaining bilateral relations
and expanding presence in international organizations. However, President Mahmoud
Ahmadinejad’s victory on May 24, 2005 came with a totally different approach and
structure. Therefore, the main foreign policy has not changed since the Iranian
Revolution. The system of the Islamic Republic of Iran has been applied since then
according to the phrasing of its constitution. But, the applications have been only
according to the governments’ interpretation of the fundamentals and the targets
of foreign policy in line with the interests of the system as well as regional and
international variables.Some of these strategic or economic alliances have been
there for too long, but Tehran utilized them to support its policies in the Arab
World.
Moreover, the other ventures operating in the region – mainly those of Israel and
the US – have indirectly assisted the Iranian strategy. For example, America has
eliminated the most hostile regimes to Tehran; the Taliban of Afghanistan and Saddam
Hussein of Iraq. In addition, the weakness of the Arab states in the region has
become a major part in paving the way for Iran by attracting other countries active
in the region and enhancing alliances with them.(who’s them?)
After addressing the challenges, odds and scenarios until 2015, it is likely that
Iran will use a number of its strengths in Iraq, Afghanistan, Lebanon and Palestine.
It is now stronger after the elimination of the two above mentioned regimes, which
were its greatest obstacles.
At the same time, the Iranian tactics have a number of weaknesses:
- the Arab concern over the sectarian aspects of Iran’s Shiite culture
- lack
of cultural models attracting mainstream Arabs
-
the fear of neighboring Arab countries toward the designs of Tehran, which has forced
the Arab countries to boost their relations with Washington
However, the decline of the Arab government states that the US tactics, as
well as the rise in the resistance culture in the region, have assisted the Iranian
intention. Tehran is capable now of using its strengths at any time, as is the case
in the disputes between the Yemeni government and the Houthis financed by Iran.
|
Other Projects
|
With reference to Turkey, it does not have a new project, but a new strategic vision
set by new leaders for a foreign policy based on using the geo-political location
between 3 continents and historical relations with its neighbors to achieve Turkish
political, economic and military interests in the region.
Turkey’s attitude toward the region is divided into two aspects on a temporal basis.
The first started with the fall of the Ottoman Empire, when Ataturk renounced Ottoman
history and Islamic civilization and publically adopted Western values. The second
aspect began in the early 1980’s and was consolidated when the AKP took office in
2002. This government has taken an open approach to all countries of the region
and the world. It has adopted a balanced policy with everybody relying on the country’s
strategic and historical depth. Nevertheless, Ankara’s failureto join the EU increases
its chances to be part of the Middle East.
The European intentions are seen to be the most dangerous to the Arab World. It
is Europe that engineered the Arab regional system in its very beginning. It dismantled
the region and established the current state system. It destroyed the Arab unity
dream after World War II as a result of the Sykes-Picot Agreement of 1916. The Balfour
Declaration of 1917 was also a European design carried out by Britain by means of
a mandate on Palestine. Nowadays, Europe is not happy with the US because it replaced
its influence in the region, especially in the oil, economic and military fields
although its colonial and geographical history is still there in the diplomacy.
It is also important to remember that the EU is a member of the quartet to give
solutions to the Arab-Israeli conflict. Furthermore, the continent needs its ally
governments to prevent “political Islamic” movements from coming into power or weapons
of mass destruction and ballistic missiles from proliferation in the region. Its
main concern is to achieve its economic interests in the Arab World, which constitutes
a threat to the region. In contrast, the new Turkish vision meets with the Arab
interests and brings back memories of Islamic unity when the link of faith prevailed.
India and China do not have a significant role in the region and have never taken
part in Western projects of change. They are only interested in boosting their ties
with Arabs to protect their interests in oil, gas, labor force, market capitals,
and in addition to seeking support for their causes in international gatherings.
It’s possible that the future may show that they have aspirations in the region,
for it constitutes a political leadership and military vacuum; on the one hand,
and backward human development, on the other.
|
The Islamic Project
|
To move to an Islamic approach; it is defined as one that calls for an overall rise
starting with resisting and ousting occupation from Muslim countries and then going
ahead with comprehensive reforms. The project is divided into 5 components:
- an ideology against both a dominate materialism covering all aspects of life and
a vacuous spirit of other tactics; as it aims to reform the current situation by
keeping the good and replacing the corrupt in a public, peaceful way
- a group
of leaders adopting and expressing Islamic principles in policy reform
- a set
of organizations represented in Islamicandlawful political parties as well as private
institutions in various social, charitable, economic and civic fields
- the citizens,
which are the most important as it encompasses all sections of society have participatedin
elections of various countries
- historical background; as this project has a
record laden with events and interactions; has witnessed years of exclusion and
imprisonment; yet it always has had a significant presence in the Arab political
and social scenes
The mission and vision of liberating the Islamic nation from all current foreign
colonial and political restrictions that hamper its overall revival should be unified
and re-formed according to the Shari’a law. It aims to
- work to achieve freedoms in Islamic societies and eliminate injustice
- resist
occupation all over the Islamic land
- accomplish the Arab-Islamic unity
-
qualify the nation to becoming a major global power capable of protecting itself
and its citizens
The Islamic strategy utilizes several approaches to translate these aspirations
into reality. The challenges of the Islamic strategy are the same facing all other
projects in the region. The response of all national projects, including the Islamic
endeavors – are not yet meeting the standards of the strategically imposed challenges.
However, its successes in regional and international contexts are greater than in
its internal, organizational, intellectual or even local contexts. Such achievements
also belong to a short-or medium-term type of goal. As for long-term accomplishments,
no breakthrough has been achieved on practical levels, mainly due to the dominance
of the Israeli project. Furthermore, its response in terms of cooperation and alliance
with other projects from within the Arab/Islamic regions – like the nationalistic
and pan-Arab projects – is still in the beginning and has not reached an acceptable
level of integration.
The book refers to the associations of the other projects with the Islamic project,
as well as regional and international relations and their role in either serving
or hindering it. Its alliance types are different and the mutual impact between
the Islamic movement and the society vary according to the stage of interaction.
The current exceptional critical historical condition which the nation is witnessing
has to be taken into account, as it is encountering direct attempts of sabotage.
It will have to build agreed-upon attitudes towards such foreign aggressions as
it must deal with each ideology’s distinguished features.
Those movements enthusiastic about Islamic change and reform depend on, according
to their capabilities, the relationship between the leading systems and other political
forces, and will also have to rely on the relationships between these governments
and Western leaderships.
¬The Arab governments have four strategies in dealing with the Islamists:
- gradual integration in the political system
- confinement and restriction,
usually against alternative movements which have united and attained good political
standing
- neglect of Islamic associations which are not as popular as they are
dealing with the elite
- subjugation; usually with illegal and violent groups
working against government bodies and society
In spite of the different attitudes and approaches between the Islamic movements
and current government systems, it is necessary for the Islamic project to re-consider
the latest developments and societal alliances in a bid to achieve a degree of consensus
and put an end to the continuing crisis with some governments. A rupture of relations
has been witnessed between the two sides without the global shifts carrying any
signs of prospective political and social peace and progression.
This rupture has its negative consequences to security and development. Thus, an
evaluation of the past period has to be undertaken and the current state needs to
be changed to civil variety and an exchange of ways and means, which would lead
to cooperationconcerning common interests and national gains.
|
Pan-Arab Project
|
Finally, the pan-Arab project is defined as a political, intellectual scheme aiming
at unifying the Arab countries into one and the Arab people into one within a single
homeland on its geographical borders. It started in the late 19th century in response
to the Turkification policy adopted by some Ottomans. The pioneers were elite tradesmen
and intellectual Arabs.
The pan-Arab project depends only on one component – Arab national unity. It is
not connected with the actual problems or organization of the society, and this
is one of its major weaknesses. In addition, there is the territorial reality with
its interests and cultures conflicting within the pan-Arab thought. Another weakness
has to do with the Israeli occupation of Palestine which would use all internal
and external means to combat any attempt to unify the Arabs. The final point is
the split within the Arab civil society.
This project’s alliances are divided into various types:
- theoretical; between the states which have common or close targets but without an
actual alliance
- actual; taking place when an Arab country is free from colonization
and directs itself for unity with other Arab countries which have already gained
freedom
- rival; as seen with the Baathist and Nasserites, on the one hand, and
Hezbollah and the National Free movement in Lebanon, on the other.
It is noteworthy that the determinants of this project are governments and peoples.
It also has theories on ruling classes vs. Arab masses, Arab political will, legal
reference, circumstantial reference, geographical reference as well as religion
and the state. There are three future scenarios for the pan-Arab project
- the deterioration of the status quo, the forming of a settlement agreements within
general division; lacking a modern development scheme; or the development of an
“Arab Cold War”
- the ‘hard push’, in which a new Arab alliance is formed to bring back the pan-Arab
spirit with a comprehensive security system; the basic foundation of the Arab governmental
structure is also likely to be laid
- the empowerment juncture associated with
the pan-Arab battle against realities and crises of the New World Order; to realize
such a project requires the creation of a group of elite committed to the revival
|
The Analysis
|
The final chapter addresses the Arab World’s future in light of the aforementioned
project till 2015. The difficulty facing such predictions results from a ‘self-hatred’
state prevailing in the region due to the civilized confusion taking place since
the occupation of the Holy Land., The historical context of change in the Pan-Arab
case moves from a major international player to zero identification; from an elite
central influence to a division of masses and societal persuasion; and from economic
and political to socio-cultural desins. :
There are also conditions affecting the progress of these projects, mainly related
to governance in which focus has moved from politics to administration; leading
to general frustration, self-hatred, weak civilized immunity, inability to compete
in terms of cultural symbols, civilized counter-classification, and the loss of
the objective. Furthermore, there are inner conditions for foreign tactics, such
as a clash with joint Arab values. In addition, foreign involvement is an opportunistic,
illegal due to their immoral legitimacy, and they cannot offer sustainable alternatives
to the Arab-Islamic reality. :
Once these concerns have been addressed, fundamentals are set to deal with foreign
projects. Firstly, the pan-Arab concept has to be determined in a comprehensive
manner that encompasses security in all political, strategic, economic, social and
cultural fields. Secondly, the higher interests of this nation need to be agreed
upon, that is in recognition of each participating segment’s primary and secondary
interests, in addition to careful differentiation between what is humanly shared
and what is culturally specific. :
An Arab-Islamic project should have a number of guiding determinants to counter
foreign strategies, such as starting from a common values theme – not narrow ideologies
– as a point of departure. Policy should be accepting of human and pan-Arab plurality,
as well as the unique and creative capabilities, left open to the world as a standpoint
of strength and confidence. A sticking to the identity of this region and civilization
while understanding the characteristics and limitations of the stage is a necessary
element. :
The name of the game is that the Arabs will have no future with the aggressive,
external schemes and policies unless they prepare well for their own protuberance;
aiming to maintain their own culture, side by side with values of modernism and
democracy. They have to aspire for a future equipped with knowledge according to
a long-term agenda that keeps up with the latest progress and moves in a balanced
manner that safeguards the identity and maintains good relations with the other
without ceding dignity. :
Finally, the major recommendations from the book are the following:
- a call to all Arab public and official institutions from all ideologies to set joint
programmes to protect the nation’s sovereignty and wealth.
- a call to all segments of the nation to adopt programs of resistance against the
occupation in Palestine, Lebanon, Iraq, Somalia and Sudan, especially once there
exists a united military front proven to be able to defeat Israeli and US domination.
- a call for the rejection of the Israeli policies and the liberation of Palestine
as an utmost priority for all the nation members because such Israeli designs constitute
the most serious threat against the national interest and existence; and may also
be used as a direct tool against the imperialist Western project a call for the
avoidance of sectarian conflicts, which will have grave repercussions on Arab-Iranian
relations.
- a call to stress the significance of these efforts to achieve Arab solidarity on
all levels.a call for the promotion of socio-political integration between the Arab
countries as a step towards unity, and the prevention of any disputes between the
Arab governments which could harm the interests and relations of all the segments
of this nation.
|
|
|