الملخص بالعربية
يعد هذا الكتاب حصيلة ندوة أقامها مركز دراسات الشرق الأوسط في عمّان بتاريخ11/2/2012،
جمعت ثلة من المفكرين والخبراء وأساتذة العلوم السياسية، وذلك تحت عنوان "أثر الثورات العربية وتفاعلها الإقليمي والدولي على القضية الفلسطينية ومستقبلها".
يتناول الكتاب تأثير الثورات العربية على القضية الفلسطينية من زاويتين، ففي الفصل الأول يتحدث الكتاب عن الأثر والتفاعلات السياسية، بينما يتحدث الفصل الثاني عن التأثير الاستراتيجي للربيع العربي على القضية الفلسطينية.
يعود الكتاب في مقدمة الفصل الأول إلى بدايات الربيع العربي حيث لم يكن للقضية الفلسطينية أي حضور في الشعارات التي كانت ترفع من قبل الجماهير العربية أو ذلك التأثر بذلك الحراك، إلا أنه ومع تطور الأحداث وسقوط حلفاء لإسرائيل واتساع دائرة الربيع العربي من ثورة قطرية مطلبية إلى ربيع إقليمي يطالب بالحرية والعدالة والديمقراطية ومكافحة الفساد والتبعية على المستوى العربي، فإن القضية الفلسطينية، بحسب الكتاب، هي أكثر المستفيدين من الربيع العربي، ففلسطينياً يشير الكتاب إلى تسارع وتيرة اتمام المصالة الفلسطينية عقب سقوط نظام مبارك في مصر، وإلى التفاعل العربي الرسمي مع العدوان الاسرائيلي الأخير على قطاع غزة، الأمر الذي ساهم في تعزيز الجبهة الداخلية على المستوى الشعبي الفلسطيني، كأبرز مظاهر التأثر والتفاعل على المستوى الفلسطيني الداخلي.
أما على المستوى العربي، فإن الربيع العربي قد شكل حالة من الحرية أطلق على إثرها العنان للتعبير عن مطالب تتعلق بالقضية الفلسطينية سواءً على المستوى الشعبي العام أو على مستوى القوى السياسية الفاعلة التي كانت ممنوعةً من العمل، وأهمها التيار الإسلامي المعروف عنه تأييده للنضال الفلسطيني ورفضه للاتفاقيات التي أبرمت مع إسرائيل سابقاً.
ويعزو الكتاب تغير الموقف المصري الواضح تجاه اسرائيل إلى استجابة الأنظمة التي أفرزها الربيع العربي لمطالب الشارع والقوى السياسية التي قامت بتلك الثورات، بل إن ذلك الموقف المصري قد جر الدول العربية إلى نصرة غزة من خلال الزيارات الرسمية وأهمها زيارة وفد الجامعة العربية في ظل العدوان على القطاع، ويشير الكتاب إلى أن الرئيس المصري محمد مرسي قد استخدم معظم أدوات السياسة العامة للدولة أثناء ذلك العدوان ولم يقتصر على الإعلامية منها والدبلوماسية، بل تعدى ولأول مرة منذ عقود إلى استخدام أدوات اقتصادية واجتماعية بل وأمنية وعسكرية متمثلةً بالمناورات العسكرية التي قامت بها القوات المسلحة المصرية في سيناء.
وتتمثل خطورة ذلك التفاعل على المستوى العربي مع القضية الفلسطينية، بحسب الكتاب، في استشعار إسرائيل للخطر ومن ورائها الدول الكبرى الداعمة لوجود الكيان، ما أدى ويؤدي إلى عمل تلك الأطراف مستخدمة أدواتها في الداخل العربي لضمان عدم عودة الاستقرار إلى تلك الدول، وأهمها مصر.
وإسرائيلياً، يبرز ذلك القلق الشديد ويتنامى مع تحقيق الربيع العربي المزيد من أهدافه، ويذكر الكتاب عدداً من التصريحات والتحليلات الاسرائيلية التي تتمحور جميعاً حول اعتبار عملية التغيير الجارية في المنطقة "تهديداً استراتيجياً وجودياً لإسرائيل"، الأمر الذي استوجب استنفاراً إسرائيلياً على الصعيد الأمني والسياسي والعسكري وقلقاً على المستويين الرسمي والشعبي عبر عنه ذلك الاهتمام الإعلامي اللافت بالثورات العربية وخاصة المصرية.
ويبرز الموقف الأمريكي، القلق والمرتبك، من بين المواقف الدولية لأهمية المنطقة ومصر بالأخص في السياسة الخارجية الأمريكية، فقد وقفت واشنطن حائرة بين خيارين كلاهما مر إما دعم مبارك أمام إرادة الشعب أو التخلي عن ذلك النظام الحليف لإسرائيل، وقد زادت الأهمية الاستراتيجية لمصر عقب الثورة لارتباط تلك الأهمية بشكل أساسي بإسرائيل.
ويختم الكتاب فصله الأول بالاستدلال من شعارات ومطالب الثورات العربية على أهمية النضال ضد إسرائيل بالنسبة لتلك الجماهير، معتبراً أن القضية الفلسطينية هي البوصلة التي ستوجه مستقبل الربيع العربي والمقياس الذي ستقاس على أساسه منجزات ذلك الربيع.
يعزو الكتاب، في مقدمة فصله الثاني "التأثير الاستراتيجي للربيع العربي على القضية الفلسطينية"، امتعاظ الجماهير العربية من أنظمتها إلى أسباب عديدة أهمها فشل تلك الأنظمة على مستوى حل القضايا القومية والوطنية والتي من أهمها القضية الفلسطينية.
وتعد البيئة الاستراتيجية، بدوائرها المحلية والاقليمية والدولية، للربيع العربي، بعمقه الفلسطيني، من أهم العوامل التي تؤثر وتتأثر مع ذلك الربيع، فعلى المستوى المحلي يعد التهديد الوجودي بالنسبة لإسرائيل العامل الرئيس في رسم السياسات سواءً على المستوى الخارجي أو الداخلي وتعزيز الجبهة الداخلية اقتصادياً وأمنياً ومعنوياً.
وبالنظر إلى المجتمع الفلسطيني، فإنه يعاني من الضعف والتشرذم في ظل غياب القيادة الفلسطينية أو تبني الأنظمة العربية لتلك القضية، إلا أن الربيع العربي قد يكون له بعض الأثر في تحريك مسار المصالحة الداخلية وإعادة القضية إلى مكانتها على المستوى العربي.
أما على مستوى البيئة الاقليمية، فإن سعي إسرائيل لإثبات الوجود وضمان النمو والتفوق جعل منها الفاعل الرئيسي في الاقليم منذ وجودها كمجرد فكرة لدى الحركة الصهيونية وحتى اليوم، الأمر الذي أدى إلى تأثرها وتأثيرها مع أي طارئ على مستوى الإقليم حيث سيجبر نجاح الربيع العربي إسرائيل على التراجع عن مواقفها المتصلبة بحسب الكتاب.
وتعد الأطراف الأخرى التي تشكل ذلك الإقليم، العالم العربي وتركيا وإيران، أطرافاً ذات مصالح مشتركة متعدده وحضوراً مشتركاً للقضية الفلسطينية في استراتيجياتها الاقليمية، بالرغم ما يروج له من تباين بين تلك الأطراف وبالرغم من ضعف تماسك العالم العربي وتجانسه ووحدة صفه ودخوله في مخاض تغيير قد يطول.
ونظراً لاعتبار تركيا وإيران المشروع الصهيوني تهديداً لهما، إضافة إلى مشاريع دولية أخرى، فإنهما تدفعان إلى باتجاه انجاح الربيع العربي العربي سعياً نحو إنشاء منظومة أمن اقليمي ومن ثم مواجهة المشاريع الدولية والاقليمية.
أما على المستوى الدولي فإن اعتبار أمن ووجود اسرائيل جزءاً من الأمن القومي الأمريكي، وذو أهمية كبيرة لدى كبريات دول العالم، فإن ضمان ضعف وتشتت العالم العربي كفيل بتحقيق ذلك الأمن، الأمر الذي دفع تلك الدول إلى النظر بقلق كبير نحو الربيع العربي كتهديد لمصالحها ولمشاريعها بحسب الكتاب.
يتطرق الكتاب إلى نظرية الأمن القومي الاسرائيلي بأبرز النقاط في تلك النظرية وعناصر القوة ونقاط الضعف فيها باعتبراها تؤكد على أن الصراع مع القوى العربية صراع وجود بالدرجة الأولى.
ويختم الكتاب فصله الثاني والأخير بتأكيده على توسط القضية الفلسطينية لاستراتيجيات الربيع العربي وحضورها في الرأي العام المنبثق من ذلك الربيع بمستوياته الوطنية والإقليمية والدولية في سياق التأثير الاستراتيجي المتبادل بين الحراك الشعبي العربي والقضية الفلسطينية.
Abstract
Impact of Arab Revolutions
on the Palestinian Issue
The present book represents the fruit of an MESC symposium titled Impact of Arab Revolutions and Their Regional and International Interaction on the Future of the Palestinian Issue. It was held on February 11, 2012 and joined by a number of political science academics and intellectuals.
Chapter One focuses on political outcomes and Chapter Two on the strategic impact of the Arab Spring.
Chapter One goes back to the beginnings of the Arab Spring, when the Palestinian issue was not mentioned or influenced by the slogans. Developments were witnessed in the fall of Israel’s allies and progress of the protests from national small-scale demands to a regional revolution calling for freedom, justice, democracy and fighting of corruption and subordination. Thus, the Palestinian issue is the most beneficiary of the Arab Spring, as can be seen in the acceleration of national reconciliation after the collapse of Egypt’s Mubarak regime and the Arab official reactions to the recent Israeli aggression on Gaza. One of the major forms of that effect was the consolidation of the Palestinian internal front.
On the Arab level, a new state of freedom was launched to express the Palestinian demands. Both the public and active political powers spoke out, many of which were prohibited to act, especially the Islamists, who were known to support the Palestinian struggle and reject the agreements previously signed with the Hebrew State.
The shift of the Egyptian stand on Israel is attributed to the post-revolutions government’s positive response to the public and political powers’ demands. In fact, the Egyptians pushed the other Arab states to stand by Gaza by means of official visits, such as that of the Arab League in the time of the Israeli aggression. President Morsi employed not only most political instruments of the state, but also those of media and diplomacy. He was the first, for decades, to use even economic, social, security and military tools, the last of which took shape in the Egyptian army’s manoeuvres in Sinai.
Such pan-Arab interaction with the Palestinian issue causes a threat to Israel and its backing major powers. As result, they are expected stir their tools in the Arab countries to guarantee the loss of stability in the Arab Spring states, especially Egypt.
In Israel, concern rises whenever the Arab Spring achieves further of its targets. A number of Israeli statements and analyses agree that the current changes in the region constitute a strategic threat to the existence of Israel. Therefore, Israel was alerted on the official and public levels in security, political and military fields, reflected by the great journalistic interest in the Arab, revolutions, especially that of Egypt.
Due to the significance of Egypt and the region, the worried, confused US stance emerges between two bitter options: to support Mubarak against the will of the people or abandon this ally to Israel. Cairo’s strategic importance increased in the wake of the revolution due to its connection with the Hebrew State.
Chapter One concludes by some Arab revolutions’ slogans which highlight the struggle against Israel in the minds of the public. In other words, the Palestinian issue serves as a guide to the Arab Spring future as well as a measure of its achievements.
Chapter Two on the Arab Spring’s Strategic Impact on the Palestinian Issue attributes the Arab peoples’ dissatisfaction from their regimes to several reasons, mainly their failure to provide solutions to national and pan-Arab questions, especially the Palestinian issue.
From a Palestinian perspective, the strategic national, regional and international contexts are major factors influencing and being influenced by the era. On the national level, the Jewish State looks at the threat to its very existence as the key in setting its internal and external policies and the consolidation of the national front in economic, security and spiritual terms.
On the other hand, the Palestinian society has been suffering from weakness and split because of the absence of the leadership or the adoption of their issue by other Arab governments. However, the Arab Spring may be able to mobilize national reconciliation and bring the matter back to its pan-Arab status.
On a regional level, it was Israel’s efforts of prove its presence, progress and superiority which has made it the major player since it started as a mere thought for the Zionist Movement. As a result, it has had mutual influence with any development in the region. Thus, the Arab Spring’s success will force Israel to give up its hard stands.
Other regional parties – like the Arab World, Turkey and Iran – have various common interests and pay a great deal of attention to the Palestinian issue in their regional strategies, in spite of what is promoted of their differences, especially the Arabs’ incoherence and long-term change.
Since Ankara and Tehran see the Israeli project one of their threats, they try to push the Arab Spring in a bid to establish a regional security network and then counter other regional and international challenges.
On an international level, the existence and security of Israel constitute an integral of the US national security and a significant issue for major world powers. For them, this is guaranteed by the Arab World’s fragility and divide. Therefore, the Arab Spring is viewed as a menace to their interests and aspirations.
The book also addresses the Israeli national security theory, in terms of its pillars, strengths and weaknesses. The conflict with the Arab countries is regarded one of existence in the first place.
Chapter Two stresses the presence of the Palestinian issue in the Arab Spring strategies and public opinion. There is a mutual strategic influence at all national, regional and international levels between the Arab revolutions and the Palestinian cause.