الملخص بالعربية
مستقبل السلطة الفلسطينيّة
يتناول هذا الكتاب آفاق السلطة الفلسطينية ومستقبلها والخيارات المتاحة أمام الشعب
الفلسطيني في التعامل معها، والبحث في إمكانية إعادة تعريف دورها شكلا ومضمونا في القضية
الفلسطينية، وجهود إحياء منظمة التحرير الفلسطينية وإعادة بنائها.
ويبين الكتاب أن السلطة الفلسطينية الناشئة عن اتفاقيات أوسلو قد فشلت في التحول نحو
الدولة وفقاً لما نصت عليه الاتفاقيات، وأن جهود السلام الحثيثة، منذ أوسلو وخارطة
الطريق عام 2004 وغيرهما، لم تنجح في تأكيد وضع السلطة الفلسطينية على الأرض وأخذ دورها
في بناء دولة فلسطينية مستقلة، وخاصة من جهة الجانب الإسرائيلي.
ويلاحظ الكتاب أن القضية الفلسطينية قد وصلت إلى مأزق كبير، ابتعدت فيه عن الثوابت
الرئيسة، نتيجة التنازلات العديدة التي قدمتها السلطة الفلسطينية، حيث جاءت لإضعاف
منظمة التحرير الفلسطينية والمشروع الوطني الفلسطيني معها، وكان من المفترض أن المنظمة
هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني والمرجعية السياسية العليا له، ولكنها أصبحت
ملحقا بالسلطة التي من المفترض أنها أداة من أدواتها، وجراء ذلك تقزمت المنظمة لدرجة
سحب صلاحيات الدائرة السياسية منها، ونقل المسؤولية عن العمل الدبلوماسي والسفارات
إلى الحكومة الفلسطينية بعد أن كانت من صلاحيات المنظمة.
كما أن السلطة عمدت إلى تحقيق أهدافها من خلال زاوية المفاوضات فقط، وأصبح الخيار السياسي
للسلطة الفلسطينية يواجه مأزقا صعبا وطريقا مسدودا بعد فشل المفاوضات في التقدم نحو
إقامة دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة، كما أن المسار الأمني شكل طيلة السنوات الماضية
الأولوية الأساسية للجانب الإسرائيلي في علاقاته مع السلطة الفلسطينية، إضافة إلى أن
العلاقات الاقتصادية التي نظمها بروتوكول باريس لعام 1994 جعلت الاقتصاد الفلسطيني
تابعا وملحقا بالاقتصاد الإسرائيلي، وأن الحكومة الإسرائيلية تستخدم جملة من الإجراءات
الاقتصادية العقابية للضغط سياسيا على السلطة الفلسطينية، من بينها تشديد الإجراءات
الأمنية على حركة البضائع والعمال الفلسطينيين، وعرقلة وصول الرسوم الجمركية التي تقوم
بجمعها لصالح السلطة بموجب الاتفاقات المبرمة.
ويذكر الكتاب عددا من التغيرات السياسية والجغرافية والسكانية والإجرائية التي طرأت
على الوضع الفلسطيني خلال مسيرة المفاوضات وبسبب الخلل البنيوي في عملية السلام، وأهم
هذه التغيرات تآكل منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها وفصائلها، وحتى ميثاقها وبرنامجها،
ووجود انفصال بين الضفة وغزة سياسيا بسبب الانقسام الفلسطيني- الفلسطيني وتعثر المصالحة،
وتزايد أعداد المستوطنين الإسرائيليين، وعدد المستوطنات، ومصادرة الأراضي الفلسطينيين،
إضافة إلى استمرار هدم بيوت الفلسطينيين في القدس بوتيرة متصاعدة، وإنشاء جدار الفصل
العنصري، وتهويد وتغيير معالم المدينة المقدسة.
ويعرض لسيناريوهات وخيارات أمام السلطة الفلسطينية، وأهمها سيناريو استمرار الخلاف
الفلسطيني الداخلي وعدم إمكانية الوصول إلى حل توافقي، وسيناريو قبول الثنائية في النظام
الفلسطيني وتحقيق التوافق وقبول الشراكة والتعاون مع الطرف الآخر، واعتماد الحوار في
المرحلة المقبلة للوصول إلى حلول وسط، وسيناريو حل السلطة وانتهائها من الوجود السياسي
والعودة إلى ما قبل أوسلو، وسيناريو انتصار أحد الأطراف فتح أو حماس وسيطرته على النظام
السياسي الفلسطيني، أي الانفراد بالسلطة الفلسطينية، أما السيناريو الخامس، وهو المأمول
أو المطلوب بحسب الكتاب فهو حدوث تغييرات جذرية أو جوهرية في كل من تكوين السلطة وشكلها
ومؤسساتها وقياداتها، أو في دور السلطة ووظيفتها.
كما يعرض الكتاب للتحديات المستقبلية أمام السلطة الفلسطينية وأهمها تحدي تحقيق السلام
والتسوية السياسية واستمرارية المفاوضات وتزايد الضغوط على الأطرف الفلسطينية بقبول
شروط الرباعية، وتحدي بناء الكيان الوطني من خلال قيام مؤسسات ديمقراطية لتمثيل الشعب
الفلسطيني والتعبير عن إرادته وإعادة صياغة النظام الفلسطيني وتجديد قياداته، من جهة
أخرى قدّم الكتاب مفهوما قانونيا لحل السلطة الفلسطينية حيث ينصرف إلى نزع الاختصاصات
والصلاحيات المعترف بها للسلطة ولسائر مؤسساتها وهيئاتها بمقتضى اتفاقيات أوسلو، وتساءل
الكتاب عن إمكانية قبول إسرائيل للقيام بدورها ومسؤولياتها تجاه الشعب الفلسطيني وحقوقه
تحت الاحتلال.
ويشير الكتاب إلى أن دراسة إمكانية حل السلطة يهدف إلى التخلص من الاتفاقيات مع الاحتلال
التي تلزم السلطة بواقع أمني ضد شعبها، حيث فشلت العملية السياسية في تحصيل حقوق الشعب
الفلسطيني، وفرض الاحتلال عليه سياسة الأمر الواقع، وانعدمت إمكانية قيام دولة فلسطينية،
وازداد الحصار الاقتصادي المفروض، واستمر العدوان على قطاع غزة، ولم تعد السلطة تمتلك
سلطة حقيقية لإدارة الأمور أو السيطرة عليها، إلا أن ذلك الاحتمال بحل السلطة يثير
جملة من الإشكاليات والتساؤلات القانونية التي يصعب تقديم إجابات قاطعة بشأنها، ومن
أهمها تحديد الجهة التي ستسأل عن إدارة الأراضي بعد الحل، وما سينشأ عن الحل من صعوبات
إنسانية ومعيشية وأمنية.
Abstract
Future of Palestinian Authority
The present book investigates the Palestinian Authority’s
future scenarios, reconsideration of the form and content of its part in the Palestinian
cause and the Palestinian people’s options to deal with it. On the other hand, the
Palestinian Liberation Organization is under scrutiny in terms of revival and rebuilding.
The PA, which was brought into being by the Oslo peace agreements, has failed to
turn to statehood as stipulated. The continuous peace efforts since Oslo, the Roadmap
and other initiatives haven’t managed to consolidate its position to establish an
independent state, especially from an Israeli perspective.
The Palestinian cause has gone into a great crisis by drifting away from fundamental
constants. The numerous concessions made by the PA have weakened the PLO along with
the national project. The organization, supposed to be the only legitimate representative
and supreme reference of the Palestinian people, has rather become a tool for the
PA. The powers of the political department along with other embassy and diplomatic
missions have even been withdrawn from the PLO to the PA.
The PA has only chosen the path of negotiations, with its failure eventually leading
to a hard crisis and a dead-end for an independent viable state. The security option
also has, for all the recent years, been a major priority to the Israelis when dealing
with the PA. In addition, the Paris Protocol of 1994 makes the Palestinian economy
dependent on the Israelis, who can employ a number of punitive measures to exert
political pressure on the PA. Some of these are tightening security procedures for
the movement of goods and Palestinian labourers and holding custom tax the Israelis
collect for the PA as agreed upon.
There is a number of political, geographic, demographic and procedural changes which
have affected the Palestinians with the course of negotiations due to a structural
imbalance in the peace process, such as:
- Decline of the PLO, with its institutions, factions, charter and programme
- Isolation between the West Bank and the Gaza strip, because of the Palestinian
internal split and the failure of reconciliation
- Increase in the numbers of settlements and settlers
- Confiscation of Palestinian land
- growing demolishing of Palestinian houses in Jerusalem
- building the apartheid wall
- Judaization of Jerusalem’s landmarks.
Five scenarios are expected for the PA’s future. The first is the continuation of
Palestinian disagreement. The second is the acceptance of duality in the political
system, while approving partnership, cooperation and dialogue to reach compromises.
The third is the PA’s dissolution to go back to the pre-Oslo political status. The
fourth is the triumph of either of the two parties – Hamas and Fatah – who would
solely assume power of the entire system. The fifth, which is desired by the author,
is the occurrence of radical changes in the PA’s make-up, form, institutions and
leadership, or in its basic functions.
The book also reviews the future challenges to the PA, such as the progress in peace
negotiations, bearing in mind the increasing pressures on the Palestinians to accept
the Quartet’s conditions. Another one is the building of a solid national entity
by means of democratic institutions, which would represent the Palestinian people,
renew its leadership and restructure its political system.
A legal solution is put forward to dissolve the PA by taking away the powers given
to it and all its bodies by Oslo. However, the question remains whether Israel would
recognize its own responsibility towards the Palestinian people under occupation.
This way out of the crisis aims to get rid of the agreements with the occupation
binding the PA with tightened security against its people. The reality now is that
the political process has failed to restore the Palestinian rights; the status quo
is imposed by the occupation; a Palestinian state has become impossible; the blockade
and aggression on Gaza continue; and the PA has no longer any control of the situation.
Nevertheless, the dissolution raises a number of complicated statutory questions,
like the party which would be in charge of land management as well as various humanitarian
and security difficulties.