----------------------------------------
الملخص بالعربية
إدارة المرحلة الإنتقالية ما بعد الثورات العربية
يصدر هذا الكتاب نتيجة لحلقة نقاش علمية عقدها مركز دراسات الشرق الأوسط بعنوان: "إدارة المرحلة الانتقالية ما بعد الثورات العربية".
يتناول الكتاب إدارة المرحلة الانتقالية ما بعد الثورات العربية من خلال ثلاثة فصول، ففي الفصل الأول الذي حمل عنوان (مفهوم وطبيعة ومكونات المرحلة الانتقالية ما بعد الثورة وأنماطها) حيث أكد الكتاب على أهمية هذه المرحلة كونها مرحلة إعادة التنظيم التي تقود إلى الاستقرار وتحديد شكل الدولة الجديدة بعد حصول التغيير، وهي لذلك مرحلة خطيرة في عمر الثورة والدولة على حد سواء فهي تفتقد الاستقرار والوضوح وتفتح المجال لتدخل جهات أجنبية تحاول التأثير في تحديد شكل الدولة المقبل.
ويرى الكتاب أنه برغم سقوط رأس أي نظام سياسي نتيجة للثورة فإن بنية هذا النظام لا تتأثر بشكل كبير بل تبقى قائمة، وتبقى جماعات المصلحة التي كانت مستفيدة من النظام السابق قائمة أيضاً، كما أن القوى السياسية المعارضة في الدولة تشهد صراعاً بين آراء وتوجهات مختلفة بسبب غياب إجماع وطني أو شبه إجماع، وتبرز الحاجة لإعادة بناء وعي جديد لدى المجتمع بما يلائم أهداف الثورة يخدمها.
ويعتبر الكتاب أن من سمات هذه المرحلة اختلال توازن القوى والتحالفات القائمة، ما يقود إلى صراع على النفوذ بين مختلف القوى والأطراف، قد يؤدي إلى اضطرابات تهدف الأطراف من خلال إثارتها إلى التحكم بقواعد اللعبة، ويمكن أن تأخذ هذه الاضطرابات أشكالاً مختلفة، سياسية أو أمنية أو عسكرية أو فكرية، كما تتسم هذه المرحلة بظهور العنف بدرجات متفاوتة.
وعلى الصعيد الاقتصادي يشير الكتاب أن القوى الاقتصادية والمالية التي كانت مستفيدة من الوضع السابق تسعى إلى دخول اللعبة في هذه المرحلة في محاولة للتأثير في رسم شكل الحكم القادم بما يحقق لها أكبر قدر من المصلحة.
وفي الفصل الثاني الذي جاء بعنوان (العوامل الأساسية الحاكمة لإدارة المرحلة الانتقالية ما بعد الثورة)، بحث الكتاب العوامل التي تحكم إدارة المرحلة الانتقالية، وفي مقدمتها إثبات حسن النية للمجتمع الدولي واكتساب الشرعية محلياً ودولياً، واحترام الالتزامات الدولية للنظام السابق لأنها موروث يلزم الدولة ككل وليس النظام السابق فقط، وتهيئة المجتمع الدولي للاعتراف بترتيبات ما بعد المرحلة الانتقالية، وهذا كله يحدده مضمون الخطاب المحلي والإقليمي والدولي لقوى الثورة.
ويبرز الكتاب في هذ الفصل العوامل الأساسية الحاكمة لإدارة المرحلة الانتقالية، وأهمها الفكر أو التصور الذي تقوم عليه إدارة هذه المرحلة والأهداف المراد تحقيقها والبرنامج الزمني المحدد لها، وكذلك التركيبات السياسية والاجتماعية والقيادات القائمة وسياسة التعامل مع رموز النظام السابق، والتحديات الاقتصادية إضافة إلى الموروث الثقافي للمجتمع.
كما يؤكد الكتاب على أن شكل الثورة وحجم العنف الذي شهدته يعد أيضاً حاكماً أساسياً في إدارة المرحلة الانتقالية، وكذلك التدخل الأجنبي في هذه الثورات وشكله، ويحكم مدى التدخل الخارجي وشكله في هذه المرحلة قوة الدولة ومقدراتها الذاتية، ومكوناتها الثقافية والحزبية.
ويخلص الكتاب في الفصل الثالث الذي حمل عنوان (أبرز التحديات والأولويات الوطنية والإقليمية والدولية والتوصيات لإدارة المرحلة الانتقالية) إلى أن جميع ما تواجهه المرحلة الانتقالية من تحديات أهمها إنهاء المرحلة الانتقالية والوصول لمرحلة الاستقرار، ويرى الكتاب أن أهمها على الصعيد المحلي إنجاز الوئام الداخلي وإنهاء حالة أزمة الثقة بين مختلف القوى السياسية والثورية، والتواصل الجيد مع مكونات الشعب المتعددة بما في ذلك أنصار النظام السابق لأنهم ليسوا جميعاً أعداء للدولة بل هم مكون من مكونات الشعب وجزء مهم منه، من أجل إنشاء جيل يؤمن بالتعددية والديمقراطية والانفتاح، وإتاحة المجال لمختلف القوى السياسية للعمل بحرية، مع الحذر من أن يتسلق أي طرف على الثورة لأغراض أو أهداف ضيقة، إضافة إلى محاكمة المسؤولين المباشرين المتورطين في ارتكاب جرائم ضد الثورة وأصحابها محاكمة عادلة تضمن النزاهة والعدل دون اللجوء إلى مبدأ الانتقام ورد الفعل.
ويشير الكتاب إلى أهمية اكتساب النظام الجديد للشرعية للشعبية، وتحقيق ما ينتظره منه الشعب كإعداد أو تعديل الدستور بما يحقق أهداف الثورة وإرادة الشعب، وسن القوانين التي تضمن ممارسة الناس لحرياتهم ونيلهم كافة حقوقهم ووضع أسس المواطنة، مع التركيز على ألا تتعالى قوى الثورة على الشعب مشكلة طبقة خاصة بها.
أما التحديات والتوصيات على الصعيد الخارجي فيتطرق الكتاب إلى الانتباه والحذر من التدخل الخارجي في هذه المرحلة لأن الدولة تكون مفتوحة وغير مستقرة تماماً، ومحاولة أطراف أجنبية عدة فرض رؤاها وسياساتها على قوى الثورة والحد من انتشار الثورة وأفكارها في دول جديدة، لذلك يدعو إلى تحجيم الدور الخارجي قدر الإمكان، ومنع الجهات الأجنبية من التدخل في الشؤون الداخلية للدولة مع تجنب استعداء هذه الجهات واستفزازها.
ويؤكد على وجوب احترام القوانين والأعراف الدولية خاصة ما يتعلق منها بحقوق الإنسان، وعدم ارتكاب الجرائم أو الأفعال التي تستدعي التدخل الدولي، ويدعو إلى احترام المعاهدات الإقليمية والدولية التي وقعها النظام السابق بما لا يتناقض ومصالح الشعب، والتوجه لإلغاء ما يريد الشعب إلغاءه بالوسائل القانونية بعد وصول سلطة منتخبة شعبياً إلى سدة الحكم، كما يوصي سلطة المرحلة الانتقالية أن لا تتعهد بالتزامات دولية تلزم السلطة المنتخبة شعبياً بعدها بها.
------------------
Abstract
Transitional Period Management
After Arab Uprisings
2011
The Arab World is witnessing great changes. Some regimes have fallen and others seem to be on the same way. As old regimes collapse and new ones rise, it is inevitable to see a middle Period to secure stability in the new age. The present book is the product of a seminar titled Transitional Period Management after Arab Uprising and held by the Middle East Studies Center on September 21, 2011.
The book consists of 3 chapters. Chapter One, Transitional Period Concept, Features, Components and Types, discusses the significance of this phase for the re-organization, stability and re-forming of the new state after the change. It is a very serious period for both the revolt and state because it lacks clarity and opens the way for foreign parties aiming to influence the shape of the state.
It is argued that even when the head of the regime falls as a result of the uprising, the structure of the regime will stay there and will not be very much affected. Beneficiary groups will also be present in the scene. On the other hand, opposition parties will start a conflict between several opinions and approaches due to the lack of national consensus or general agreement. Here arises the need to build new awareness in the society of what meets and serves the goals of the uprising.
One of the features of the Period is the imbalance between alliances, leading to a conflict of influence which could result in some disputes in a bid to control the rules of the game. The riot might take political, security, military or intellectual forms, seeing violence in various degrees.
On the economic side, some powers which benefitted from the previous situation will try to enter the game in order affect the new form of the state in a way that serves the best of their interest.
Chapter Two explores the dominant Factors for Transitional Period Management. One of these is to prove good will to the international community and gain internal and external legitimacy. International agreements approved by the former regime must be respected since they are the state’s, not only the old government’s, obligation. The international community needs to be prepared for the recognition of the arrangements after this Period. These points must be made clear in the national, regional and international discourse of the powers of the revolt.
Another major factor is the perspective governing the management, targets and schedule of the Period. It is also necessary to plan how to deal with political and social leaders, components, main personalities of the former regime, economic challenges and cultural heritage.
Additional determinants could be the shape of the uprising, size of violence witnessed in the street and form of foreign intervention. The extent of the last one measures the state’s power, capability and cultural and partisan constituents.
According to Chapter Three on the Main Challenges, Priorities and Recommendations for Transitional Period Management, the ultimate challenge to the transitional Period is how to end this Period and reach the next one of stability. On the national level, internal peace and mutual confidence between various political and revolutionary groups must be achieved. Furthermore, good communication has to be established with all components, even supporters of the former regime, because they are not all enemies of the state but an important part of the nation. Giving all political powers the way to work freely will pave the way for a new generation believing in plurality, democracy and openness. At the same time, no party should use the revolt for narrow targets, and direct officials responsible for crimes against the uprising must receive absolutely fair trials away from reaction and revenge.
The new government needs to gain public legitimacy by achieving what the people has been waiting for. The constitution must be amended or rewritten in a way that accomplishes the true targets of the revolution, and the law must guarantee people’s freedoms, rights and basics of citizenship. But the revolt forces must not be arrogant by forming a new special social class.
On the external level, it is necessary to warn against foreign interference, for in this Period the state is open and unstable. Various parties will try to impose their views and policies at the expense of the revolt powers so that revolutionary ideas would not extend to other countries. Foreign parties must not be allowed to interfere in the internal affairs of the country, but at the same time must not be provoked.
International laws have to be respected, especially those related to human rights and crimes requiring global intervention. Regional and world conventions, which were signed by the old regime and do not oppose the people’s interest, are also to be respected. For any change, the matter is left to the people to endorse or cancel any agreement only when a fairly elected authority takes over. On the other hand, the transitional Period government must not make any international commitment which binds any elected authority.