----------------------------------------
الملخص بالعربية
مطالب الثورات العربية والتدخل الأجنبي
عقب الثورات الشعبية التي اجتاحت وتجتاح عددا من الدول العربية
المطالبة بإسقاط الأنظمة، ثم المطالبة بتغييرات دستورية وتشريعية
لتحقيق حياة سياسية وديمقراطية تشارك فيها الشعوب في إدارة ذاتها،
ولتحقيق الاستقرار والنماء والحرية والعدالة والمساواة في داخل
البلاد، يصدر هذا الكتاب في محاولة لتوضيح بدايات هذه الثورات ونتائجها،
إضافة إلى مناقشة
آليات عمل الثورات دون التدخل الأجنبي، مع التطرق إلى فلسفة الموقف الدولي
بالنسبة إلى هذه الثورات.
توزع الكتاب على ثلاثة فصول رئيسة، حيث ناقش الفصل الأول
"المطالب الشعبية في الثورات: البدايات والمآلات"
في ظل أجواء الثورات وطبيعتها، وأكد أن ثمة ظروفا مشتركة وعوامل
متشابهة لأوضاع الدول العربية وشعوبها، فاندلعت الثورات معبرة عن
الحالة التي تعيشها الشعوب والظرف الذي تعانيه، ورغم أن الثورات
الشعبية- وعلى رأسها الثورة التونسية- لم تكن أهدافها واضحة ومحددة
عند الانطلاق، إلا أنها بلورت نفسها وأهدافها بشكل واضح وسريع،
وكذلك حدث في الثورة المصرية منذ اليوم الرابع من الانطلاق.
وأشار الكتاب في هذا الفصل إلى أن الإفلاس الاستراتيجي للأنظمة
العربية، سياسياً واقتصادياً خاصة بعد احتلال العراق وتدميره من
قبل الولايات المتحدة وبتعاون عربي عسكري وأمني وفي ظل الصمت
والتواطؤ في حربي لبنان 2006 وغزة 2009، فقد توافرت أسباب اشتعال
الثورات، حيث سارت مطالب الشعوب تصاعدياً من الحرية ومحاربة الفساد
والاستبداد وصولا إلى إسقاط الأنظمة،
ومع أن الظروف والمعطيات المختلفة في نهاية عام 2010 لم تشر إلى
وجود احتمال اندلاع ثورة أو تصاعد حراك جاد ومباشر ضد تلك الأنظمة،
إلا أن عامل المباغتة والسرعة كان بارزاً مع وجود مقومات تساعد على
تلك الثورات ضد حالات الاستبداد والفساد والتهميش التي تعرضت لها
الشعوب العربية.
وفيما يتعلق بمآلات الثورات ونتائجها فقد أكد هذا الفصل على أن
الثورات لم تكتمل بعد، بل إنها تعيش مخاضات سعياً إلى تحقيق
المطالب التي ثارت من أجلها، وللمحافظة على المنجزات التي تمت حتى
اللحظة، سواء الثورات الناجزة في مصر وتونس أو غير الناجزة في
ليبيا واليمن وغيرها؛ حيث تتحرك قوى الشد العكسي الداخلية والقوى
الخارجية, وترصد وتراقب هذه الثورات بتركيز شديد, سعياً إلى
التأثير في مخرجاتها للمحافظة على مصالح تلك القوى، وعلى رأسها
الولايات المتحدة وإسرائيل، اللتين ربما تكونان أكبر المتضررين بعد
سقوط الأنظمة الحليفة
لها على يد الثورات الشعبية العارمة، خاصة في مصر.
ومن هنا فإن الثورات العربية الشعبية معنيّة بتقديم مصالح الأمة
والشعب على غيرها، ورغم أنها مطالَبة في الوقت ذاته بإجراء
الحوارات الداخلية وتمتين جبهاتها الداخلية من جهة، واتباع
دبلوماسية التطمين مع القوى الإقليمية والخارجية، من جهة أخرى، حتى
لا يتعرض نتاجها المنجز للخطر، وحتى تمنع القوى الخارجية من حرف
بوصلة ثورتها أو
سرقتها أو إجهاضها، لا سيما أن تلك القوى تتابع وترصد وتتدخل
بأساليب متنوعة سياسية وأمنية وعسكرية.
وفي الفصل الثاني "استراتيجية الثورات العربية خارج التدخلات
الأجنبية"
تناول الكتاب آليات عمل الثورات دون أي تدخل أجنبي، ودون استدعاء
لمحكمة الجنايات أو مجلس الأمن، وكيفية تقديم الرؤية والبرنامج،
وحفظ الثورة لخطها الأصيل، متسائلا عن المدى الذي يمكن للثورات
العربية أن تستمر فيه دون أي تدخل أجنبي الذي أشار الكتاب إلى
خطورة بعض أشكاله مثل بدء تحليق الطيران العمودي في ليبيا الذي قد
يكون مدخلاً لتدخل بري، بل وكذلك ما نقل عن أن وزير الخارجية
البريطاني وليام هيج اقترح وصاية الأمم المتحدة على ليبيا بعد
القذافي، مما يعني أن ليبيا قد تكون أمام تجربة (بريمر) جديد.
وتناول الفصل العوامل المؤثرة في حضور التدخل الأجنبي من عدمه،
وعلى رأسها السرعة والمباغته لدى الثورات، كما في تونس ومصر،
وأهمية الدولة وموقعها الجيوستراتيجي، وثبات الثورة على مطالبها أو
انحرافها، وإدارتها للعلاقات الدولية دبلوماسياً وإعلامياً,
والقدرة على بث رسائل التطمين لأصحاب المصالح الإقليمية والدولية
في أي بلد، بعد سقوط النظام القائم.
وفي الفصل الثالث "الموقف الدولي من الثورات وفلسفته: نموذج
ليبيا"، أوضح الكتاب أن التدخل الدولي الخارجي ودعم
الدكتاتوريات كان من أهم مقومات الاستبداد لدى الأنظمة العربية على
شعوبها، ومن هنا فإن القوى الدولية كانت داعمة للأنظمة ضد الثورات
في بداياتها الأولى، ولكنها عندما أدركت أن إرادة الشعوب العربية
بدأت تتحرر، وأنها لا يمكن أن تقف في وجهها بشكل مباشر، وأن
حلفاءها من المستبدين لم يعودوا قادرين على المحافظة على مصالح تلك
القوى، فقد انتقل بعضها إلى دعوة هذه الأنظمة للاستجابة إلى إرادة
الشعوب، ثم رفع الدعم عنها ودعوة حكامها إلى التنحي ومغادرة
السلطة.
------------------
Abstract
Arab Revolution Demands
VS
Foreign Intervention
The present book explores the
beginnings and results of the Arab Revolutions of 2011, and the
popular mechanisms adopted away from foreign intervention as
well as of the international stances that have developed are the
issue. The public revolts witnessed across Arab countries call
for the toppling of regimes and for constitutional reforms,
paving the way for greater democracy based on popular rule.
Stability, development, freedom and justice are among their
central demands.
The book consists of three
chapters. The first
discusses,
Arab Revolution
Demands: Beginnings Vs Outcomes
including factors and conditions common between Arab states and
peoples causing the
revolutions
to break out. Although they-especially Tunisia- did not have
straightforward objectives at the outset, targets soon
crystallized, as in the case of Egypt on Day 4.
It has become evident that the
Arab regimes have long become strategic nonentities, politically
and economically, especially after the aftermath of the
occupation of Iraq by the US, Arab military and security support
as well as because of the wars on Lebanon (2006) and Gaza
(2009).
Consequently, demands
accelerated for greater action against corruption,
totalitarianism and not only liberation from these regimes but
in bringing them down. In spite of the lack of signs at the end
of 2010 to any revolution or serious, direct action against
governments, the surprise factor was obvious crystallizing
against corruption, despotism and marginalization lived by Arab
peoples.
As the revolts are not over yet,
it is too early to decide on the consequences because the
situation is still fluid even in those countries which have
achieved revolutions in Tunisia, Egypt and Libya. In these
countries there is now a process of consolidation but the
revolutionary road while in Yemen, Syria and possibly others the
process is still going on.
Internal and external counter-
revolution parties are watching carefully in a bid to influence
the outcomes and keep their own interests. The US and Israel, in
particular, may be the biggest losers in the toppling of their
allies, especially in Egypt.
Thus, the activists behind the
revolutions are required to assign priority to the higher
interests of the people. They must create dialogue to
consolidate national unity. Also, a diplomacy of reassurance
with regional and international powers needs to be adopted. This
will ensure the "revolutionary accomplishments" are secured and
that outside powers don't intervene.
Chapter Two,
Arab
Revolution
Strategy Away from Foreign Intervention,
explores mechanisms of establishing visions and programs for the
Arab Spring to be kept on track with intervention including from
the International Criminal Court or the UN Security Council.
It is not yet clear how long the
revolutions could continue without such intervention, which may
seem innocent but is dangerous, like the helicopters flying over
Libya. British Foreign Secretary William Hague also proposed a
UN mandate on post-Gaddafi Libya, that maybe along the lines of
the American Administrator experience in Iraq when Paul Bremer
was the ruler of the country for a specific time period.
The following are determinants
of presence or absence of foreign intervention:
-
Surprise in revolutions, as
in the case of Tunisia and Egypt.
-
Importance and geo-strategic
significance of the state
-
Resolution or deviation from
the demands of the revolution
-
Ability to send messages of
reassurance to regional and international parties after the
fall of regimes.
Chapter Three,
International Stance Philosophy on
Revolutions:
Libya as a Model,
looks at the dynamics of foreign support. World countries have
previously supported such regimes in the region because of
interests and alliances. Having seen the toppling of three
regimes and more could be on the way, western countries are
having to switch sides and do so very quickly in an attempt to
maintain a modicum of stability in the area and maintain good
relations.