الملخص بالعربية
يساهم
هذا الكتاب في فهم التحولات الجارية في المنطقة العربية، وتقديم
رؤية استراتيجية بعيدة عن التبسيط والمفهوم الغلوط السائد في
العديد من الأوساط التي تتناول هذا الموضوع.
ويتزامن إصدار هذا الكتاب
مع
الحراك الشعبي الذي بدأت ملامحه بالاتضاح في المنطقة العربية وما
نتج أو يمكن أن ينتج عنها من تحولات سياسية واستراتيجية، باعتبارها
تحولات تنذر بإحداث اهتزازات بنيوية في النظامين الإقليمي والدولي،
اللذين لم يتوقعا بأي حال من الأحوال قضاء هذا الحراك على بعض
الأنظمة الحاكمة وتهديد الأخرى.
ويحاول
الكتاب إدراك
وفهم
مواقف الأطراف الفاعلة في المنطقة من التحولات السياسية الجارية
والحراك الشعبي، وقد تناول بالتحليل ثلاثة محاور رئيسة. حيث أكد
الكتاب في فصله الأول الذي تناول
الموقف
الاستراتيجي الأمريكي من التحولات السياسية في المنطقة العربية،
على أنه لن يحدث
تغير
في السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الوطن العربي؛ إذ ستبقى
المصالح هي التي تحكم السلوكيات الأمريكية المتعلقة بالمنطقة،
فالولايات المتحدة يمكن أن تتدخل في الثورات الشعبية من خلال وسائل
الدبلوماسية والدعم الاقتصادي والمادي، ولكن لن يكون هنالك تدخل
عسكري إلا في حالات استثنائية جداً مثل الحالة الليبية.
كما
لخص الكتاب موقف الولايات المتحدة من المشهد العربي الجديد
على أنها مارست دور المراقبة للتطورات في كل البلدان العربية؛ من
جهة، كما عمدت إلى تقديم النصائح المباشرة إلى بعض الدول بضرورة
اتخاذ خطوات استباقية من أجل الإصلاح قبل أن يكون الوقت قد تأخر من
جهة أخرى.
أما
فيما يتعلق بمستقبل الاستراتيجية الأمريكية فقد أشار الكتاب إلى
أنه يجب على الولايات المتحدة أن تدرك أن ما يحدث في المنطقة ليس
له علاقة بالسياسة الخارجية، بل له علاقة بالسياسيات المحلية
للأنظمة الرسمية. وإن المنطقة بحاجة إلى فكر جديد وقيادات جديدة
تهندس مطالب الشعوب وتطورها من خلال مؤسسات جديدة.
هذا وقد قدم
الفصل الثاني قراءاة استراتيجية في ردود الفعل الإسرائيلية على
التحولات السياسية في المنطقة العربية، حيث ظهرت النظرة
الفوقية والاستعلائية في ردود الفعل الإسرائيلية، والتي تؤكد أن
العرب غير قادرين وغير جاهزين للتحول إلى أنظمة ديمقراطية، ولذلك
فإنه من المؤكد أن نظاماً ديكتاتورياً جديداً سيحل محل القديم أو
أن الحركات الإسلامية هي المرشحة لاستلام الحكم.
وفي
هذا السياق انتقد كثير من الإسرائيليين المواقف الغربية، وخاصة
الأمريكية، من الثورة في مصر ومن الإسلاميين، ووصف الإسرائيليون
تلك المواقف بالسذاجة، لأن تفضيل دعم المتظاهرين لن يصنع
الديمقراطية، ولكن سيقوض الاستقرار في المنطقة واستقرار الأنظمة
الداعمة لأمريكا وذلك باعتلاء الإسلاميين سدة الحكم.
وبالنسبة للتحديات الأساسية أمام إسرائيل بعد الثورات العربية فقد
أشار الكتاب إلى أن الأهم بالنسبة لوضع إسرائيل الإستراتيجي هو ما
يحدث في مصر، حيث إن المواقف الأمريكية الخاطئة ستأتي إلى الحكم
بالإخوان المسلمين والقوميين العرب واليساريين الذين يعادون
الولايات المتحدة، وإن من أبرز المعضلات التي قد تواجه إسرائيل
تكمن في محافظة الحكم الجديد على معاهدة السلام، وفي مشكلة حماية
الحدود مع مصر؛ إذ إنها ستكون مضطرة أن تنفق ملايين الدولارات من
أجل إعادة بناء دفاعاتها على حدود مصر، إضافة إلى الخوف من وصول
أسلحة أكثر تطوراً إلى قطاع غزة، وهنا يتمركز الهم الإسرائيلي
الأساسي من الثورات الشعبية في انتقالها إلى الساحة الفلسطينية،
خاصة أن أسباب الانتفاضة قائمة، وكل ما هو مطلوب الشرارة التي
تشعلها.
ومن
جانبٍ آخر، عرض الكتاب لبعض ردود الفعل الإسرائيلية الإيجابية حيال
ما يحدث في المنطقة، والمتمثلة في أن الثورات العربية أبرزت
حقيقتين إيجابيتين يمكن استغلالهما: الأولى خطأ فكرة الإدارة
الأمريكية بأن كل مشاكل الشرق الأوسط منبعها الصراع العربي-
الإسرائيلي، والثانية هي أن إسرائيل ليست عبئاً استراتيجياً كما
يشاع، وإنما هي الحليف الوحيد الأمين على الشرق الأوسط الغني
بالنفط.
وفي
مناقشتة
للمحور
الثالث
الذي تناول
الموقف
الاستراتيجي الإسرائيلي من التحولات السياسية في المنطقة العربية،
أكد الكتاب
على
وجود حالة من القلق والارتباك من الجانب الإسرائيلي إزاء ما يحدث
في المنطقة العربية، نتيجة وجود احتمالاتٍ قوية لحدوث تغييرات في
الخريطة السياسية والعسكرية في المنطقة العربية مما سينعكس سلباً
على الاستقرار الذي كونته وتبنته إسرائيل ليتناسب وأجندتها. كما
أشار الكتاب إلى أن هذه المخاوف منصبة على مصير ومستقبل مصر في
الأساس، خشية تخليها عن اتفاقية السلام، وعلى الدول المحيطة بها
كلبنان وسوريا والأردن، إذ إن ما جرى في العالم العربي ويجري،
وخاصة في مصر، قد يدفع تيارات يمينية داخل إسرائيل إلى الادعاء أنه
لا يمكن الاتكال على أي تسوية مع دولة عربية، وهذا ما سيؤدي إلى
عزل إسرائيل وتقوقعها داخل فقاعة أمنها وتسليح جيشها بمزيد من
العتاد والأجهزة الحربية.
ومن
جهة أخرى، أوضح الكتاب أن قلق إسرائيل جراء الحراك الشعبي غير
محصور في ما يجري في المنطقة العربية فحسب، إنما هو في مراقبة
التحرك الأمريكي المستقبلي الذي سيأخذ بالاعتبار العالم العربي
بمزيد من الأهمية أكثر من إسرائيل.
------------------
Abstract
US, Israeli
Strategic Stances
on Arab Political Changes
The present book aims to
facilitate the comprehension of current changes in the Arab
World as well as offer a strategic vision of the general scene,
away from over-simplifications and/ or superficial, mistaken
data circulated in several relevant milieus.
The publication coincides with
the Arab uprisings whose features and outcomes are being
analyzed. The resulting political and strategic Changes are
foreshadowing radical structural changes on regional, and even
global levels which have never expected such events to put an
end to some regimes and threaten others.
The book is an attempt to
understand the attitudes of major regional and international
players against the current Arab political Changes and activity
with three main topics investigated. Chapter One "The US
Strategic Stance on Arab Political Changes" argues American
foreign policy towards the Arab World is not likely to see any
change, since interests govern its behavior in the region. The
superpower may only intervene in these revolts through
diplomatic means and economic support. Other than in very
exceptional cases like that of Libya through NATO, it will try
to avoid participating in any direct or unilateral military
intervention, let alone lead such an operation.
Washington has been watching the
latest developments in the Arab World and has offered
straightforward advice to some governments to take pre-emptive
steps for reform before it is too late.
The US must realize that the
future of its strategy towards the situation in the region is
not related to foreign policy, but rather to the domestic
policies of Arab regimes. What is actually needed are new
policies and leaderships to meet the changing requirements of
their peoples through new institutions.
Chapter Two,
"A Strategic Reading of Israeli Reactions to the Arab Political
Changes", deals with the Israeli feeling of superiority over
Arab peoples as ones incapable of and not ready for democracy.
This was clear in the comments that were made on the fact that
either new dictatorships will be reestablished and/or Islamic
movements likely to take over.
Many Israelis criticized
western, mainly US stances on the uprising in Egypt and on the
Muslim Brotherhood there. They have described US support to
demonstrators as 'naïve' that will not bring about democracy
arguing on the contrary; it will endanger the region's stability
and the pro-US regimes by allowing the Islamists to take power.
In connection with the major
challenges in the post-uprising era, it is Egypt that matters
most for the strategic situation of Israel. Wrong attitudes
adopted by Washington will bring the Brotherhood along with
other leftist and pan-Arab anti-US activists to lead and the
Egyptian-Israeli Camp David Agreement as well as common borders
will be at risk. Israel will have to spend millions of dollars
to re-build its border defenses and fear the smuggling of more
sophisticated weapons into the Gaza Strip. In brief, Israel is
terrified of the transfer of public revolts onto the Palestinian
territories; bearing in mind that the reasons for a third
Intifada break out is already there.
On the other hand, some Israeli
reactions are positive towards the Arab Spring demonstrating
there are two conclusions to be utilized. First, Washington is
wrong in thinking that the Arab-Israeli conflict is the
source of all of the Middle East problems. Second, Israel is not
a strategic burden as widely assumed. Rather, it is the only
trustworthy ally in the oil-rich region.
Chapter Three,
"The Israeli Strategic Stance on Arab Political Changes",
discusses the state of concern in the Jewish State over the
latest Arab developments. It is very likely for changes to take
place in the political and military map of the region, probably
having negative influence on the stability Israel has been
constructed to suit its own project.
Major fears are related to the
future of Egypt, which may abandon the peace treaty, as well as
the destiny of the surrounding countries of Lebanon, Syria and
Jordan. The current events may push Israeli rightists to claim
the unfeasibility of any settlement with any Arab country. As a
result, Israel will be isolated in its security wall and will
increase militarization.
On the other hand, Israel is not
only worried about the Arab public, but also about a change in a
future American attitude, which may show more interest in the
Arab World-perhaps even more so than Israel.