----------------------------------------
الملخص بالعربية
شهدت الأعوام 2007– 2010 جهوداً دولية مكثفة بخصوص مفاوضات
التسوية السلمية للصراع العربي الإسرائيلي، حيث شهدث جولات
عديدة من المفاوضات المباشرة وغير المباشرة. ويسعى هذا الكتاب
إلى توضيح البيئة السياسية للمفاوضات ومواقف أطراف التفاوض
والسيناريوهات المحتملة لمستقبل المفاوضات، إضافة إلى تداعيات
النجاح والفشل على أطراف الصراع.
تناول المحور الأول من الكتاب
"البيئة
الإقليمية والدولية لإطلاق المفاوضات ومؤشراتها السياسية"؛ إذ
أشار إلى عدد من سمات البيئة الدولية ذات الصلة، وأهمها انفراد
الولايات المتحدة بقيادة النظام الدولي الجديد، وعدم قدرة
الدول العظمى الأخرى على منافسة الدور الأمريكي، وقدرة
الولايات المتحدة على تسخير الشرعية الدولية في خدمة سياساتها
على مستوى العالم، ودور الأزمة المالية في الحد من التدخل
الدولي في المفاوضات، كما تطرق إلى المحدّدات الأمريكية لعملية
السلام، ومنها على سبيل المثال دور اللوبي الصهيوني المؤثر في
السياسة الخارجية الأمريكية الخاصة بالشرق الأوسط، والملفات
الأمريكية الشائكة في الشرق الأوسط كالعراق وأفغانستان.
أما عن البيئة العربية فسجل الكتاب جملة من النقاط، أولها: فشل
عمليات التنمية السياسية الداخلية، وغياب الديمقراطية
والاستقرار السياسي، وظهور بوادر التفتت والانقسام في بعض
الدول العربية. وخلص الكتاب في هذا المحور إلى أن البيئة
العامة للمفاوضات مشحونة بالسلبية، حيث الفشل المتكرر في
المفاوضات، وغياب القيادات السياسية الحكيمة، وغياب المرجعيات
الدولية، واللجوء إلى الغموض والتمويه في مطالب الجانبين.
أما في المحور الثاني من هذه الدراسة فتم تناول الموقف
التفاوضي الفلسطيني، حيث أمكن ملاحظة الأثر الكبير للانقسام في
إضعاف المفاوض الفلسطيني ومنعه من تنفيذ أي اتفاق قد يتوصل
إليه، علاوة على عدم تحكمه بملفي التهدئة وتبادل الأسرى لصالح
حركة حماس. وعلى الصعيد الإقليمي فقد اعتمدت السلطة على لجنة
المبادرة العربية لاستمداد شرعية، ولو كانت منقوصة، لاستئناف
المفاوضات في ظل مناخ عربي يضعفه الانقسام بين محوري الممانعة
والاعتدال.
ومن هنا فقد تلخص الموقف التفاوضي الفلسطيني في السعي للوصول
إلى حل الدولتين، عن طريق خارطة الطريق ومبادرة السلام العربية
وقرارات مجلس الأمن مع الاستفادة من من كل ما حدث في (كامب
ديفيد وطابا وأنابوليس). وفقا لما يلي: تستند الحدود إلى الوضع
الذي كان سائداً قبل الرابع من حزيران 1967 وإمكانية إجراء
تبادل أراضي بالقيمة والمثل. وأن تكون القدس الشرقية عاصمة
لدولة فلسطين مع ضمان الوصول إلى الأماكن المقدسة. والتوصل إلى
حل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين. إضافة إلى عدم الإقرار
بشرعية بقاء المستوطنات فوق أراضي الدولة. والتوافق على
ترتيبات أمنية يقوم بها طرف ثالث على الحدود بين دولتي فلسطين
وإسرائيل. وحل قضية المياه حسب القانون الدولي وإطلاق سراح
جميع الأسرى الفلسطينيين.
وعلى الأرض شرعت حكومة فياض بخطتها المعروفة بـ (إقامة الدولة
وإنهاء الاحتلال) في ظل جدل وتساؤلات حول القدرة على بناء
المؤسسات في ظل الاحتلال وعلى جدوى ذلك في ضوء أن هدف نضال
الشعب الفلسطيني هو إنهاء الاحتلال وليس إقامة الدولة. كما أن
سلوك حكومة فياض أثار تساؤلات حول الديمقراطية والحريات
والمشاركة السياسية في ظل السلطة علاوة على أن الاقتصاد الذي
تبنيه حكومة فياض ريعي وليس تنموياً.
ويمكن تلخيص مرتكزات الإدارة الفلسطينية لعملية التفاوض بتطبيق
كل الالتزامات المطلوبة من السلطة، خصوصاً فيما يتعلق بخارطة
الطريق، حتى ولو لم تطبق إسرائيل ما عليها من التزامات،
واستخدام استراتيجية اللاتفاوض في بعض الأحيان، والإدارة
المؤسساتية للعملية التفاوضية والشرعنة العربية لها.
أما الموقف التفاوضي الإسرائيلي فيتلخص في ضم الكتل
الاستيطانية في الضفة الغربية، وضم معظم القدس الشرقية التي
تبلغ 20% من مساحة الضفة، وإسقاط حق عودة اللاجئين
الفلسطينيين، وضم وادي الأردن الذي يبلغ 30% من مساحة الضفة أو
استمرار السيطرة الإسرائيلية عليه لفترة طويلة من الزمن، ومنع
قيام دولة فلسطينية ذات سيادة؛ إذ ستكون منزوعة السلاح. ويشار
هنا إلى مطالب إسرائيلية مستجدة تصدرت جولة المفاوضات الأخيرة،
ومنها: اعتراف الفلسطينيين بيهودية إسرائيل، واستمرار
الاستيطان في ظل المفاوضات، واستمرار إسرائيل في السيطرة
الكاملة على الأجواء والمداخل البرية للدولة الفلسطينية في
المستقبل.
وأما في المحور الثالث "السيناريوهات المحتملة لمستقبل
المفاوضات بين السلطة وإسرائيل"، تعرض الكتاب بالتحليل لأربعة
من السيناريوهات، أولها: استمرار المفاوضات دون الوصول إلى
تسوية نهائية، وإنما إلى اتفاق إطار في الحد الأعلى، سيتم
التفاوض على تفاصيله لسنوات مقبلة، في ظل استمرار سياسات
إسرائيل في ابتلاع وتقطيع أوصال الأراضي الفلسطينية. وثانيها:
نهاية المفاوضات وفشلها في فترة مبكرة. وثالثها: الوصول إلى حل
وسط أو تسوية بين الطرفين لكل المطالب أو بعضها، بينما رجح
السيناريو الأخير الوصول إلى تسوية تلبي المطالب الإسرائيلية،
مقابل تنازلات فلسطينية عن الحقوق المشروعة في الأرض والسيادة.
وفي سياق نقاش إمكانية تحقق أي من هذه السيناريوهات؛ استبعد
الكتاب أن تؤول المفاوضات إلى الفشل في فترة مبكرة؛ بسبب قوة
الدفع المتوفرة للمفاوضات الحالية على المستوى الدولي
والإقليمي؛ كما رجح أن تضغط الأطراف الدولية والإقليمية
المعنية، وخاصةً الولايات المتحدة، في اتجاه استمرار المفاوضات
وإن لم ترضَ عن مستوى تقدمها باتجاه الحل النهائي فضلاً عن أن
فشل المفاوضات، يمكن أن يكون له تداعيات على مختلف الأطراف
والمنطقة عموماً؛ ومن أبرزها انهيار "حل الدولتين" الذي يتبناه
المجتمع الدولي.
وذهب الكتاب في هذا المحور إلى ترجيح سيناريو استمرار
المفاوضات دون الوصول إلى تسوية نهائية، وإنما في الحد الأعلى
إلى اتفاق إطار سيتم التفاوض على تفاصيله لسنوات مقبلة، في ظل
استمرار سياسات إسرائيل في ابتلاع وتقطيع أوصال الأراضي
الفلسطينية. ورجح الكتاب هذا السيناريو بسبب دفع الولايات
المتحدة لما يسمى "عملية السلام" دون ممارسة أي ضغوط على
إسرائيل. ورأى أن تحقق هذا السيناريو من شأنه أن يدفع بإسرائيل
إلى أن تكون دولة فصل عنصري (نظام الأبرتهايد)، كما أشار
الكتاب إلى وجود عناصر على الأرض تدفع بقوة باتجاه تحققه، ومن
بينها وجود قوانين منفصلة، وطرق منفصلة، ومناطق سكن منفصلة في
الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث يعيش الفلسطينيون في واقع
الأمر في "كانتونات" أو "معازل جغرافية واقتصادية" تعمل
إسرائيل على تفتيتها وإعاقة التنمية فيها وإفقارها.
وخلص الكتاب إلى أنه يصعب الحديث عن أي نجاحات محتملة لجولة
المفاوضات الحالية؛ لأن الطرف الإسرائيلي يمارس نوعاً من
التعطيل لمسار المفاوضات، لتبقى المنطقة رهينة هذا المأزق، وهو
ما يحتم وقوع أزمات، وحروب نتيجة غياب عملية سياسية، تفضي إلى
تحقق مطالب الشعب الفلسطيني في تحصيل حقوقه. وختاماً فإن
مخرجات العملية التفاوضية حتى الآن تظهر عدم قدرة المفاوض
الفلسطيني على تغيير الحقائق على الأرض، وعجزه عن تغيير قواعد
اللعبة أو تغيير مواقف الأطراف الوازنة في التفاوض، وفشل سياسة
اللاتفاوض في ثني الطرف الإسرائيلي عن فرض الوقائع على الأرض
وذلك لاقتصارها على المستوى السياسي. علاوة على اتضاح اعتماد
إسرائيل لإستراتيجية إدارة الصراع وليس السعي إلى اتفاق نهائي.
------------------
Abstract
Arab Citizen Uprisings and
Shifts
Indicators and State of
Affairs
The book is an anthology of papers
presented at a symposium held by the Middle East Center in Amman
on March 5, 2011 of the same title.
The book coincides with the impact
of political protesting activities in the Arab countries during
this same time period. The realization of the impact on
government and government policies that the peaceful citizen
uprisings have had indicate the legitimacy that the rule of the
government should be by the people. A new phase has been
established that fights off corruption, and draws from the
participation of the people for development, restoring a role,
nationally and internationally, of pre-determination, as well as
developing mutual relations in a global context.
The two main subjects explored in
this book are as follows:
1.
Arab
Citizen Uprisings: Indicators and Ramifications, and
2.
Governments vs. Peoples in the Arab World (Future Vision).
According to Chapter One, all Arab
political systems are undergoing difficult challenges creating
opportunity for:
-
achieving public
legitimacy.
-
ridding past corruption
and injustices, as well as, shameful Western influences.
-
political parties and youth movements to have the opportunity
to contribute in the building of a better future.
-
empowering the people for
future generations.
The remarkable
uprisings shocked the world and made evident the determination
of the Arab citizenry from these countries. All initial
indications show a high energy and a capacity to re-construct
the future. The research also uncovers the frail condition of
the political powers before and during the political uprisings,
which might have put down the voices of the people in a
dictatorial manner losing all hope for freedom or political
justice. Furthermore, some of the ramifications from this
period of political unrest represent a new era ending a long era
of backwardness, the collapsing of a fear culture and a new
roles for the younger generations. Consequently, the public
enjoys human legitimacy calling for a halt to comprehensive
autocratic rulers and moves the state from that of overpowering
ruling authority to that of egalitarianism.
The role of
political parties during this time period had been nearly
absent, as they displayed mixed reactions in their indirect
support or resistance. As these uprisings erupted against
dictatorial regimes, the revolts were unpredictable for Europe,
the US and Israel, who found themselves with the most to lose.
Additionally, minor internal political powers conveyed confusion
as well due to their own uncertain interests.
Chapter Two,
anticipates the relationship between the Arab citizenry and
their governments raising questions of how the former and new
systems will look like? What will the condition of the people
become in regard to their government? And how will the entire
Arab nations transform in the wake of such a massive shift. A
number of principles of the public Arab uprisings are discussed,
namely:
-
The resulting changes from
this collective effort will require huge sacrifices.
-
The differences between a
‘natural’ stability based on justice and the ‘artificial’
stability based on fear and injustice.
-
Finding consensus to unify
the point of departure in order to achieve real change.
When
looking into these public Arab uprisings, in terms of the
relationship between peoples and governments, it becomes clear
that according to the study of revolutions, the barrier of fear
collapses and the political discourse widens ignoring the old
Van Guard of the previous political generations. Slogans and
mottos of these uprisings have made a new discourse that will
have significant influence in the future.
When considering the possible US
and Israeli attitudes, it is expected that they may engage and
take part in the future of the revolts. On the one hand,
Washington believes that early elections will give way to the
revolutionists to win, while its own allies have not gained
enough power. Therefore, delaying the process is the best choice
for secular and liberal movements to crystallize and become able
to minimize the representation of Islamic and nationalist
powers. On the other hand, the Hebrew state would prioritize
stability over democracy in the Arab World, as its sole pretext
is to be the only democracy in the region. A number of scenarios
are proposed for the relation between Arab political systems and
its people. It is expected that the power of reality will have
the final say in such a matter, as systems will derive their
legitimacy from public satisfaction rather than loyalty.
It is also suggested that the
region will see new developments, mainly a clear distinction
between illegitimate regimes and their peoples. In addition, the
outcome for the security departments – which caused and spread
political, economic and cultural corruption – will be seen as
the chief failure.
Finally, public revolts are warned
of occasional swaying by prioritizing appearances over the core
principles or bending to any form of foreign intervention.
Self-confidence needs to be maintained all the time, for the
lack thereof, constitutes a spiritual defeat preventing any
people from reaching their true targets.