----------------------------------------
الملخص بالعربية
يأتي هذا الكتاب نتاج حلقة نقاش عقدها مركز دراسات الشرق الأوسط بعنوان "اتجاهات التنمية الاجتماعية والبشرية في الأردن" يوم الأربعاء 20/10/2010 في مقره في عمان، بمشاركة نخبة من المختصين والخبراء.
ونظراً إلى ما يعيشه الأردن في الوقت الراهن من واقع اجتماعي، ووقوفاً عند مجريات عملية التنمية الاجتماعية والبشرية في هذا البلد على وجه الخصوص، فإن هذا الكتاب يسلط الضوء على أبرز ما يطرحه واقع التنمية الاجتماعية وتنمية الموارد البشرية في الأردن، مستندا بذلك إلى أهم ما تقدمه المؤسسات المحلية الحكومية والمدنية من خطط استراتيجية وبرامج محددة تهدف إلى الوصول بالإنسان إلى الكفاية والإحساس بالكرامة وزيادة فاعليته في أداء دوره الاجتماعي، إضافة إلى استعراض متطلبات نجاح مشاريع التنمية والتحديات التي تواجهها، ومن أهم ما وقف عليه الكتاب هو آفاق ومستقبل التنمية الاجتماعية والبشرية، وما ستؤول إليه هذه العملية.
ناقش الكتاب تجربة ديوان الخدمة المدنية في الأردن والدور الذي يقوم به في تطوير واقع المنظومة الإدارية وتنمية الموارد البشرية في الخدمة المدنية والتحديات التي يواجهها، حيث تركزت جهود الديوان على دعم التنمية البشرية والاجتماعية من خلال الدور الذي يقوم به في تحديد المؤشرات التي تسهم في توجيه السياسات الرامية إلى ربط مخرجات التعليم مع واقع سوق العمل والبطالة، كما تطرق الكتاب الى جهود الديوان في وضع مؤشرات خاصة في دعم وتحسين الخدمات الصحية ورفع مستوى الخدمات المقدمة من قبل دوائر الخدمة المدنية.
وتبلورت جهود الديوان الداعمة للتنمية البشرية في عدد من المجالات، أبرزها المجال التشريعي، وتطوير آليات ومنهجيات الاختيار والتعيين، وتخطيط الموارد البشرية، ووصف وتصنيف الوظائف، وإدارة وتقييم الأداء، وإعادة هيكلة الرواتب والعلاوات في الخدمة المدنية، كما تم التركيز على تطوير الدور المجتمعي للديوان في محاولة منه لمواجهة التحديات التي تفرزها مجموعة من العوامل الاجتماعية والاقتصادية التي أثرت وتؤثر بلا شك على كفاءة هذا الجهاز وفاعليته مثل ضعف المشاركة في برامج الإصلاح والتطوير ومقاومة التغيير المتضمنة في هذا المشروع، إضافة إلى عدم تحقق العدالة وتكافؤ الفرص، معلناً بذلك عن البرامج التي تبناها الديوان لتطوير الموارد البشرية في الخدمة المدنية إيماناً منه بضرورة تخطي العقبات التي تواجه التنمية البشرية.
كما تناول الكتاب برامج التنمية البشرية في الأردن ومراحل تطور مفاهيمها، حيث بدأت تتبلور منذ منتصف القرن الماضي تحت شعار "الرفاهية المادية للبشرية"، واستمر العمل على تطوير المفهوم والبرامج الداعمة في هذا المجال حتى وقتنا الراهن، كما تحدث الكتاب عن مجالات نجاح مشاريع التنمية في الأردن ومتطلباتها، مركزاً على بناء القدرة الذاتية للمواطن الأردني وتأهيل العاملين في كل المجالات عن طريق توفير قاعدة بيانات وإحصاءات ودراسات علمية، وتوفير الإدارة القيادات المؤهلة والنزيهة والمنتجة والمؤمنة بأهمية المؤسسات العامة والخاصة والتطوعية في التنمية البشرية المستدامة ودورها بعيداً عن البيروقراطية والشللية والعشائرية، مع توافر الموارد البشرية من العامليين المؤهليين والمدربيين والراغببين في العمل، مع مراعاة الشمولية والتكاملية في مشاريع وبرامج التنمية، وتناول الكتاب برامج التنمية الاجتماعية في مواجهة المشاكل المجتمعية الرئيسة، مثل المشكلات الأسرية والتفكك الأسري وكذلك المشكلات الصحية، وخصوصا الرعاية الصحية للفقراء.
وعرض الكتاب دور وزارة التنمية الاجتماعية في الارتقاء بالعمل الاجتماعي التنموي، وتطوير السياسات الاجتماعية الشاملة والمتكاملة لتنمية المجتمع، حيث إن الوزارة تقوم بدورين رئيسين في سبيل تنفيذ السياسة الاجتماعية المتكاملة، أحدهما رعائي، والآخر تنموي، حيث تقوم في جانب الرعاية بحماية حقوق المواطنين، سواء الأطفال أو النساء أو المسنين ممن فقدوا العلاقات الأسرية الطبيعية، إضافةً إلى رعاية السجناء وأسرهم، ومكافحة التسول وتأهيل المتسولين، ورعاية الأشخاص المعوقين وتأهيلهم، أما على الصعيد التنموي فقد سعت الوزارة إلى تعزيز الإنتاجية ومحاربة الفقر من خلال برامج الأسر المنتجة، وصناديق الائتمان، ومساكن الأسر الفقيرة، ودعم الجمعيات الخيرية، وتوجيه الشباب المعرضين للخطر نحو العمل.
وبناء على ما سبق ذكره من جهود بذلتها مؤسسات المجتمع المدني وخطط استراتيجية وبرامج وضعت لتطوير مفهوم التنمية من ناحية، ومواجهة تحديات التنمية من الناحية الأخرى، فقد عرض الكتاب للنتائج الحالية والآفاق المستقبلية لواقع التنمية الاجتماعية والبشرية في الأردن، واستنادا إلى المعايير الدولية لقياس نجاح أو فشل مشاريع التنمية عامة، والتنمية البشرية خاصة في وقتنا المعاصر، فإن النتائج تؤكد بأنها مشاريع لم تتمكن من التصدي للمشاكل والقضايا الاجتماعية الرئيسة التي برزت في السنوات العشرين الماضية، وبالتحديد مشاكل الفقر والبطالة والأسرة والطفولة والشباب وقضايا الدفاع الاجتماعي.
فرغم أن الأردن كان السباق بين الدول العربية في وضع برامج وخطط إستراتيجية لمكافحه الفقر وقاعدة تشريعيه مبنية على مجتمع مدني معقول مقارنه مع الدول العربية، إلا أن جميع هذه البرامج لم تستطيع إنقاص معدلات الفقر طيلة الفترة الماضية، بل بقيت نسب الفقر تراوح مكانها منذ عده سنوات، ولم تقف العملية التنموية عند هذا الحد، حيث لا زالت تسعى إلى تسريع برامج النمو الاقتصادي والاجتماعي للمساعدة على تكوين بيئة إنسانية واجتماعية لتحسين نوعية الحياة لجميع المواطنين وبتركيز خاص على الحد من الفقر واللامساواة في المجتمع، والذي يتطلب إصلاحات تشريعية وتعديلات للقوانيين الناظمة للحياة الديمقراطية والانفتاح على دول الجوار العربي.
------------------
Abstract
The present book is a product
of a seminar organized by the Middle East Studies Center in its
headquarters in Amman on October 20, 2010. It was entitled by
"Social and Human Development Approaches in Jordan", attended by
a number of specialists. The book reviews the general picture of
the reality of social and human resource development in Jordan.
It starts from the strategic plans and specific programmes set
by the national governmental and civil institutions aiming at
achieving man's sufficiency, dignity and further social
participation. It also investigates the requirements which
guarantee the success of such projects as well as the challenges
they face. Attention is drawn to the future horizons of the
social and human development in the kingdom. The investigation
covers the experience of the Jordanian Civil Service Bureau in
developing both the reality of the management system and the
human resources in the civil service as well as the challenges
it encounters. The bureau’s efforts are focused on the support
of the human and social development by means of determining the
indicators guiding the policies which aim to match the education
output with the market reality and unemployment. It also
contributes to the setting of special indicators to support and
improve the health and other services provided by the civil
service departments. The bureau’s support of human development
is seen in a number of fields legislation and the improvement of
nomination and voting mechanisms, HR development, job
description and classification, performance management and
assessment, as well as the restructuring of civil service
salaries, merit increases and pay raises. The book draws
attention to enhancing the efficiency of the bureau’s role in
society as the later faces the challenges resulting from
socio-economic factors. Such factors also include the weak
performance of the current reform programs, the resistance to
change by employers, and the lack of fairness in equal
opportunity programs. Thus, it has announced programs to develop
human resources in civil service, departing from the lack of
conviction in the necessity of overcoming the obstacles to human
development. The HR development programs in Jordan are also
addressed, along with an evaluation of their progress.
Throughout the last century, the slogan was material welfare for
the people, and the work has so far has been to develop the
initiatives and the programs to support this slogan. In
addition, the aspects and requirement of success for these
development projects have been explored. Focus is laid on
enhancing the abilities of the individual Jordanian citizen as
well as securing qualified employees in all fields. This can be
achieved through the availability of accurate and updated
databases and statistics reflective of qualified, integral and
productive leaders in their respective fields. These individuals
would need to believe in the importance of public, private and
voluntary bodies in HR sustainability and a move away from
bureaucracy, favoritism and tribalism. In addition these workers
would be trained and willing to accomplish something in the
integration and development projects and programs. The book also
refers to the social development programs handling major issues
of society, such as those affecting family, health, and poverty.
The book also examines the role of the Ministry of Social
Development in improving social work development as well as
integrated social policies. The ministry’s fundamental role is
in area of wellbeing and welfare development. The area of
wellbeing covers the protection of citizen rights – whether they
are women, children, or elderly – those who lack immediate
family ties; prisoners and their families; a vocational training
and care for the disabled; and vocational training for the
vagabond. The second area covers the encouragement of
productivity; combating poverty through the productive family
programs; credit funds; providing housing for families struck
with poverty; supplemental resources for charities; and
providing work guidance for vulnerable youth. Great efforts at
developing strategic plans aimed at improving the concept of
development have been exerted by civil community organizations
all the while encountering the challenges of development.
Furthermore, the book, reviews the current conditions and future
opportunities for human resources and social development in
Jordan. According to international standards measuring the
success or failure of social development in general and human
resource development in particular, however, has found that
these projects have not managed to solve the major social issues
on the rise in the last two decades. These major social issues
are primarily connected to poverty, unemployment, family crisis,
children, youth and social defense. The fact is, however, that
Jordan has been a pioneering Arab state in setting strategic
plans to combat poverty in addition to having a legislative
foundation based on a reasonable civil community compared to
other Arab countries. However, these programs have not yet
caused the poverty rates to go down during the whole period but
have remained the same. The development process aims at
accelerating the socio-economic growth programs to bring about a
human resource and social environment that produces a better
quality of life for all citizens. Necessity calls attention to
be drawn to the combat of poverty and social inequality, which
requires both legislative reforms to the democratic life and
openness to the neighbouring Arab countries.