----------------------------------------
الملخص بالعربية
يأتي هذا الكتاب ليضم في صفحاته الأوراق التي طرحت في الندوة
التي عقدها مركز دراسات الشرق الأوسط - الأردن في العاصمة
الأردنية عمان يوم 5/3/2011، وذلك تحت عنوان
"التحولات
السياسية والشعبية في الوطن العربي: الدلالات والآفاق".
ويتزامن إصدار هذا الكتاب على أصداء التغيير والحراك الشعبي
الذي تشهده المنطقة العربية اليوم، حيث تشهد ثورة شعبية سلمية
تؤسّس لواقع عربي جديد على مستوى الأنظمة والسياسيات والشعوب
على قاعدة احترام إرادة الأمة والاعتراف بسلطتها، وأنّ الشرعية
الشعبية هي الأساس لاستقرار أنظمة الحكم وليس الشرعيات
الخارجية، كما تؤسّس لمرحلة من
محاربة الفساد وتوجيه ثروات الأمة لخدمة نماء شعوبها ودعم
قضاياها، وأنّها تعمل على استعادة الأمة لدورها الإقليمي
والدولي، لتكون شريكاً في رسم مستقبل المنطقة العربية كلها
وعلاقاتها مع العالم وعلاقات العالم تجاهها.
يحاول الكتاب إدراك طبيعة هذه الحراك ودلالاته، وانعكاساته على
مستقبل الأمة وشعوبها ودولها، حيث يتضمن فصلين، أولهما:
ظاهرة الثورات الشعبية العربية: الدلالات والتداعيات،
وثانيهما: الأنظمة العربية ومجتمعاتها: رؤية مستقبلية.
يؤكد الكتاب في فصله الأول أن
النظام العربي اليوم برمته أمام اختبار صعب يوفر له فرصة تحقيق
الشرعية الشعبية، والتحلل من فساد الماضي وظلمه واستبداده،
والتحرر من الإملاءات الغربية المشينة لكثير من حكومات العرب
في مفاصل تاريخية مهمة سابقة، وهي فرصة كذلك لإعطاء الفرصة
للقوى السياسية والحركات الشبابية حتى تشارك في صناعة
المستقبل، وأن يشعر الشعب بأنه من يرسم مستقبل الأجيال من
أبنائه.
أما عن حال الشعوب العربية فقد أشار الكتاب إلى أن الثورة
العربية هي ثورة شعبية قوية تستمد وقودها من التصميم والإصرار
الذي فاجأ الجميع، ولذلك فإن المؤشرات الأولية تشير إلى
الديناميكية العالية والقدرة الفائقة لهذه الثورات على صناعة
ورسم المستقبل،
وتناول الكتاب البيئة السياسية العربية التي سبقت ورافقت
الحراك الشعبي، وأهم تلك المظاهر ضعف الأنظمة الحاكمة وعجزها
عن الخروج من حالة الضعف هذه، وتزايد الدكتاتورية في العالم
العربي، وتراجع الحرية والعدالة،
وركز كذلك على انعكاسات الحراك الشعبي واتجاهاته، من حيث خلق
عصر جديد بعد عصر من الانحطاط، وانهيار ثقافة الخوف، وبروز دور
جديد للشباب، ما جعل الحراك يتمتع بشرعية شعبية وإنسانية، وقد
أدى ذلك كله إلى الحديث عن انتهاء دور الحاكم المطلق، والبدء
بالمطالبة الجادة بالانتقال من مفهوم السلطة إلى مفهوم الدولة.
وعن دور القوى السياسية الخارجية في الحراك الشعبي فقد بيّن
الكتاب بدايةً أن الثورة حدثت ضد الأنظمة المستبدة، ولذلك فإن
أوروبا والولايات المتحدة وإسرائيل وجدت نفسها أكبر الخاسرين
من هذا الحراك، خاصة أنها كانت عاجزة عن التنبؤ به، أما مواقف
الدول الخارجية فقد كانت متفاوتة في التأييد أو مواجهته ولو
بشكل غير مباشر،
وفيما يخص دور القوى الداخلية في الحراك فثمة اضطراب في مواقف
وتوجهات بعض القوى السياسية الداخلية، وذلك وفق تقديرها لموقع
مصالحها.
وتناول الفصل الثاني
الرؤية المستقبلية لعام 2011 من واقع استشراف مآلات الشعوب
العربية (المحكومة)، والأنظمة العربية (الحاكمة)- وماذا سيكون
عليه المشهد في الأنظمة السابقة أو الحالية أو الجديدة؟ وكيف
سيكون حال الشعوب العربية؟ وبالتالي كيف سيكون حال الأمة
مجتمعة في ظل هذا التحول الكبير؟؟ حيث ناقش الكتاب أهم الدروس
المستفادة من الثورات الشعبية، وأهمها أن التغيير نتاج جهد
جماعي يقبل منطق التضحية ودفع الأثمان، وأن هنالك فرق بين
مفهوم الاستقرار «الطبيعي» القائم على العدل وبين
الاستقرار«المصطنع»، القائم على الخوف والظلم، إضافة إلى ضرورة
توحيد الشعار والهدف واعتباره منطلق النجاح وإحداث التغيير.
ومن خلال استقراء واقع الثورات العربية الحالية من زواية
العلاقة بين الأنظمة العربية والشعب العربي فقد تحدث الكتاب عن
كيفية انهيار حاجز الخوف في إطار علم وفقه الثورات، إذ لم يعد
الخطاب السياسي يحترم كثيرًا الخطوط الحمراء التي وضعتها
الأجيال السابقة، بعد أن خلقت الثورات لغة خطاب سياسي جديدة،
وشعارات جديد، وهو الأمر الذي سيلقي بتأثيره أيضًا على
المستقبل.
وفي مناقشتة
للأبعاد المستقبلية للثورات الشعبية بشكل عام وبالذات على صعيد
سياسة الولايات المتحدة الأمريكية واسرائيل، يرى الكتاب أنه
سيكون هنالك عدة توجهات محتملة أمريكية وإسرائيلية قد تلعب
دوراً مهماً في مستقبل الثورات العربية الحالية، فالولايات
المتحدة ترى أن عقد الانتخابات البرلمانية بشكل مبكر سيفتح
المجال أمام قوى الثورة للفوز، بينما القوى التي تراهن عليها
لم تتبلور، لذا فإن تأخير الانتخابات إلى حين تبلور تيارات
علمانية وليبرالية قادرة على تضييق حجم التمثيل للحركات
الإسلامية والقومية هو الأنسب، أما على الصعيد الإسرائيلي فإن
إسرائيل ستعمل للتأكيد على أولوية الاستقرار على الديمقراطية
في المنطقة العربية، إذ إن الشعوب العربية أفسدت على إسرائيل
حجة الديمقراطية الوحيدة في المنطقة.
هذا وقد قدم الكتاب
عدداً من الرؤى المستقبلية لواقع الأنظمة العربية وعلاقتها مع
شعوبها، وكان من أبرزها أن منطق قوة الأمر الواقع سيكون هو
الفيصل في علاقة أي نظام مع شعبه وأن شرعيته ستكون بمقدار
الرضا الشعبي عنه، وليس بمبدأ الموالاة، إضافة إلى أن هنالك
ملامح جديدة بدأت ترتسم للعالم العربي، وعلى رأسها وضوح
العلاقة بين أنظمة الحكم غير الشرعية وبين الشعوب العربية، وأن
الأجهزة الأمنية العربية التي كانت سبباً في الفساد واستشرائه
سياسيا واقتصاديا وحضاريا ستشهد فشلا ذريعا.
وحذر الكتاب من تعرض الثورات الشعبية للانحراف في بعض الأحيان،
ومن التنفيس في الشارع العربي، كما حذر من مخاطر التدخل
الأجنبي والدولي بأي شكل،
ودعا إلى الابتعاد عن نظرية عدم الثقة بالنفس، لما يشكل ذلك من
هزيمة معنوية تصيب الأمم والشعوب وتعيقها عن تحقيق مطالبها.
------------------
Abstract
Arab Citizen Uprisings and
Shifts
Indicators and State of
Affairs
The book is an anthology of
papers presented at a symposium held by the Middle East Center
in Amman on March 5, 2011 of the same title.
The book coincides with the
impact of political protesting activities in the Arab countries
during this same time period. The realization of the impact on
government and government policies that the peaceful citizen
uprisings have had indicate the legitimacy that the rule of the
government should be by the people. A new phase has been
established that fights off corruption, and draws from the
participation of the people for development, restoring a role,
nationally and internationally, of pre-determination, as well as
developing mutual relations in a global context.
The two main subjects explored
in this book are as follows:
1.
Arab Citizen Uprisings: Indicators and Ramifications, and
2.
Governments vs. Peoples in the Arab World (Future
Vision).
According to Chapter One, all
Arab political systems are undergoing difficult challenges
creating opportunity for:
-
achieving public legitimacy.
-
ridding past corruption and injustices, as well as,
shameful Western influences.
-
political parties and youth movements to have the
opportunity to contribute in the building of a better future.
-
empowering the people for future generations.
The remarkable
uprisings shocked the world and made evident the determination
of the Arab citizenry from these countries. All initial
indications show a high energy and a capacity to re-construct
the future. The research also uncovers the frail condition of
the political powers before and during the political uprisings,
which might have put down the voices of the people in a
dictatorial manner losing all hope for freedom or political
justice. Furthermore, some of the ramifications from this
period of political unrest represent a new era ending a long era
of backwardness, the collapsing of a fear culture and a new
roles for the younger generations. Consequently, the public
enjoys human legitimacy calling for a halt to comprehensive
autocratic rulers and moves the state from that of overpowering
ruling authority to that of egalitarianism.
The role of
political parties during this time period had been nearly
absent, as they displayed mixed reactions in their indirect
support or resistance. As these uprisings erupted against
dictatorial regimes, the revolts were unpredictable for Europe,
the US and Israel, who found themselves with the most to lose.
Additionally, minor internal political powers conveyed
confusion as well due to their own uncertain interests.
Chapter Two, anticipates the
relationship between the Arab citizenry and their governments
raising questions of how the former and new systems will look
like? What will the condition of the people become in regard to
their government? And how will the entire Arab nations transform
in the wake of such a massive shift. A number of principles of
the public Arab uprisings are discussed, namely:
- The resulting changes
from this collective effort will require huge sacrifices.
- The differences
between a ‘natural’ stability based on justice and the
‘artificial’ stability based on fear and injustice.
- Finding consensus to
unify the point of departure in order to achieve real change.
When looking into these public
Arab uprisings, in terms of the relationship between peoples and
governments, it becomes clear that according to the study of
revolutions, the barrier of fear collapses and the political
discourse widens ignoring the old Van Guard of the previous
political generations. Slogans and mottos of these uprisings
have made a new discourse that will have significant influence
in the future.
When considering the possible US
and Israeli attitudes, it is expected that they may engage and
take part in the future of the revolts. On the one hand,
Washington believes that early elections will give way to the
revolutionists to win, while its own allies have not gained
enough power. Therefore, delaying the process is the best choice
for secular and liberal movements to crystallize and become able
to minimize the representation of Islamic and nationalist
powers. On the other hand, the Hebrew state would prioritize
stability over democracy in the Arab World, as its sole pretext
is to be the only democracy in the region. A number of scenarios
are proposed for the relation between Arab political systems and
its people. It is expected that the power of reality will have
the final say in such a matter, as systems will derive their
legitimacy from public satisfaction rather than loyalty.
It is also suggested that the
region will see new developments, mainly a clear distinction
between illegitimate regimes and their peoples. In addition, the
outcome for the security departments – which caused and spread
political, economic and cultural corruption – will be seen as
the chief failure.
Finally, public revolts are
warned of occasional swaying by prioritizing appearances over
the core principles or bending to any form of foreign
intervention. Self-confidence needs to be maintained all the
time, for the lack thereof, constitutes a spiritual defeat
preventing any people
from reaching their true targets.