|
الأردن دولة محورية لا يمكن تجاوزها جواد الحمد* يسود الاعتقاد، وربما الترويج، لدى عدد من الخبراء والسياسيين والباحثين القريبين من صناعة القرار في الأردن أن الأردن محصور في الزاوية عادة، وخياراته صعبة، ولا يستطيع اتخاذ قرار ينطلق من مصالحه العليا بحرية كاملة. وأعتقد ان هذه المقاربة خطيرة وغير صحيحة؛ فالأردن يملك العديد من الخيارات التي تعيد له الاعتبار الجيوسياسي واللغة التي تفهمها إدارة بايدن جيداً. ويمكنه المناورة في الأبعاد الجوهرية لقوة المملكة الداخلية وتركيبها الديمغرافي القوي والمتنوع والتي تخدم أي موقف قوي يُتّخذ. كما أن القوة السياسية الأكبر في البلاد، وبالتحديد الحركة الإسلامية، تقف مع خيارات الأردن بالصمود ورفض الإملاءات التي تنتقص من قيمته ودوره، أو تلك التي تبتعد به عن العمل على إنهاء الاحتلال الاسرائيلي وعودة اللاجئين الفلسطينيين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، والمحافظة على الوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة وخاصة المسجد الأقصى، ولا ينبغي التقليل من هذه الأوراق وغيرها. ويقترح التخلي عن فكرة أن الأردن لا يستطيع، والتي مللنا منها منذ أكثر من ثلاثة عقود، مع أن الاردن استطاع، ووقف وصمد ورفض الإملاءات، وتحمّل النتائج الصعبة اقتصادياً وسياسياً وأمنياً، وبقي دولة محورية أساسية في المنطقة لم تستطع كل الضغوط الصهيونية وغيرها تجاوزه في العديد من التحولات الكبرى في المنطقة خلال عمره المديد. لقد نشأت الدولة الأردنية عربية مسلمة، وتعتز بأنها دولة مبادئ وثوابت أساسية، وبقيت شامخة تحافظ على مكانتها ودورها بين الأقوياء في المنطقة. ولكن الأمر اليوم ربما يحتاج إلى عمل عقليّ وسياسي عميق، واستراتيجي وراء الكواليس، لتقوية مكانته وبلورة دوره الحالي والمستقبلي، وهو يتمسك بثوابته الدينية والقومية، وموقفه المتمسك بفلسطين والقدس والرافض للاحتلال الاسرائيلي في البعد الاستراتيجي.
|
|
|
|
---|