الأزمة
ما بين الدولة والحركة الإسلامية في
الأردن وآفاق الحل؟
مراحل الحل
برأيي هذا التفاهم لتفكيك الأزمة يحتاج مرحلتين حتى ينجح:
المرحلة الأولى: عبر شخصيات تمثل الدولة والإخوان بلقاءات رسمية وغير رسمية،
مباشرة وغير مباشرة ، تنضج هذه المسائل، وهذه ورقة قد تصلح وقد لا تصلح، لا أزعم أن
ورقتي أفضل الأوراق، هي إحدى الأوراق، فليتم التوصل إلى ورقة عمل، يمكن أن يأخذوا
نقطة أو نقطتين، في النهاية أن يتوصلوا إلى ورقة عمل، ورقة العمل هذه يجري عليها
الحوار واللقاءات وقد تأخذ وقتاً، لا بأس أسبوع أو أسبوعين، لقاء أو لقاءان أو
عشرين لقاء كما يروا، حتى تنضج تماما.
المرحلة الثانية: فإن نضجت يجب أن يتم التوصل إلى إتفاق برعاية الملك مباشرة
، تنضج الرؤية لحل الأزمة و الإنتقال لعلاقة أفضل، يتم عقد لقاء لقيادات الإخوان مع
قيادات الدولة برعاية الملك في القصر الملكي، ويعلن عن ذلك من داخل القصر، وقد سبق
للأردن أن وحّد اليمن في عهد الملك الحسين عندما جاء بكل اليمنيين ليوقعوا الإتفاق
داخل القصر الملكي، أعتقد أن جلالة الملك عبدالله مدعو لأن يقوم بهذا الدور
للأردنيين وليس اليمنيين فقط .
عمر عياصرة: نقاط حل باعتقادي أنها موضوعية جداً، طرحت ووزعت المسؤولية على
الجميع وكانت متوازنة، كم أنت متفائل بأن تذهب هذه الأزمة إلى الحل ؟ أنت قلت أنها
استنفذت أغراضها، كم أنت متفائل ؟ حتى لا نبقى في حالة استاتيكية و جمود، ويبقى هذا
التراشق الذي لا تسميه صفرياً ولا وجودياً، كم أنت متفائل أن ننتقل إلى الحل ؟ .
جواد الحمد: ثمة ثلاث عوامل فاعلة ، أولا فإن الأزمة قد استنفذت أغراضها
تماماً، ولم يعد لها عمل، أصبح عملها غير مفيد ويمكن يخدم عكس أهدافه، لأن جماعة
الإخوان بقيت موحدة، وهذا كلام في غاية الأهمية، خلافاً لما توقعه الآخرون، وعلى
العكس، أعتقد أنها زادت وحدتها أكثر من السابق، برأيي الشخصي.
القضية الثانية أن الإقليم قد تغير، فلسفة الإدارة في الإقليم تغيرت، فلسفة التعامل
مع حركات الإسلام السياسي تغيرت، اليوم على الطبخ وعلى النار كيف ستتبلور الفلسفة
الجديدة فقط، وإنما التغير حصل وتم وانتهى، اليوم البعض متمنع والبعض غير متأكد من
مستقبله، والبعض لا يزال متمسكاً بالماضي، هناك إشكالات ولكن الكل يسير باتجاه قسري
حتمي مفاده لابد من إعادة التعامل المنهجي الصحيح مع حركات تيار الإسلام السياسي
المعتدل، في كل دول العالم العربي بالمناسبة وليس فقط في الأردن لوحدها، والأردن
جزء من ذلك.
القضية الثالثة أن الأطراف جاهزة، باعتقادي أن الدولة تبحث عن حل، والإخوان يبحثون
عن حل، إذن الحل يجب أن يكون ممكناً ، وأنا متفائل، وأعتقد أنه قريب.
عمر عياصرة: أشكرك شكراً جزيلاً أستاذ جواد الحمد مدير مركز دراسات الشرق الأوسط،
قدمت ربما رؤية و مقاربة، التحليل كان أقرب ما يكون إلى الموضوعية، ربما كان بين
ثنايا ذلك نصائح كثيرة تحتاج إلى قراءة متأنية، نسأل الله أن تنتهي الأزمة، نسأل
الله تعالى أن نبدأ بداية جديدة، ربما الطرح الوطني العميق الذي طرح اليوم يحتاج من
كلا الطرفين أن ينظر إليه بعين الرعاية.
أعلى الصفحة