رؤيتنا للمتغيرات

نشـاطـاتنا

إصـداراتنـا

وثـائـــق

دراســـات

خدمات مجانية

الدورات التدريبية

الدراسات الإسرائيلية


إإصداراتنا



مناهج تدريس القضية الفلسطينية



مستقبل السلطة الفلسطينيّة



الخارطة السياسية للوطن العربي ما بعد الثورات العربية/b>



الحوار الوطني الفلسطيني والمصالحة

التحـول التركـي تجاه

المنطقة العربية

مطالب الثورات العربية والتدخل الأجنبي

المفاوضات الفلسطينية- الإسرائيلية

 

 

اتجاهات التنمية الاجتماعية والبشرية في الأردن

التحولات والثورات الشعبية في العالم العربي الدّلالات الواقعية والآفاق المستقبلية

تركيـــــا وإسرائيـــــل وحصار غزة

تـداعيـات هجـوم إسـرائيـل على أسطول الحرية

التسـويـة السيـاسيـة

 التحديات والآفاق

الوطــــن البديـــل آفاق التطبيق وسبل المواجهة

القرن الإفريقي وشرق إفريقيا

الواقع والمستقبل

رسالة أوباما التصالحية والمطلوب عربيا

الفاتيكان والعرب، تحديات وآفاق في ضوء زيارة البابا للمنطقة

التداعيات القانونية والسياسية لانتهاء ولاية الرئيس الفلسطيني

السياسات العربية في التعامل مع الصراع العربي الإسرائيلي حتى عام 2015م

 


التاريخ الوطني بين الأردن وفلسطين وآفاق المستقبل

شكل الأردن وفلسطين تاريخا مشتركا طويلا، وكان من أهم مراحله التاريخية التي أثرت على واقعه ومستقبله اليوم هي المئة عام الماضية، فقد تعرضت الأردن وفلسطين لأربع عمليات تغيير كبيرة واستراتيجية بدأت بالثورة العربية عام 1916 ضد الحكم العثماني، والتقت مع اتفاقيات سايكس بيكو لتقسيم العالم العربي وخاصة بين بريطانيا وفرنسا في نفس العام، ومع وعد بلفور لليهود بوطن قومي في فلسطين عام 1917 وصك الانتداب البريطاني عام 1920، وكانت هذه المتغيرات أساس التحولات والتغيرات اللاحقة، حيث تم اقتطاع الجزء الأكبر من فلسطين بقرار التقسيم 181 لعام 1947، واثر حرب عام 1948 حيث شرد مئات الآلاف من الشعب الفلسطيني إلى الضفة الغربية وغزة والى الأردن وسوريا ولبنان، حيث نال الأردن النصيب الأكبر.

وفي عام 1948 اعترفت الامم المتحدة بالكيان الصهيوني دولة عضوا على الحدود التي رسمت بحرب العصابات الصهيونية خارج قرار التقسيم وشكل ذلك حوالي 78% من أرض فلسطين المعرفة في صك الانتداب، وعلى نفس الصعيد تمكنت الثورة العربية بدعم بريطاني وفرنسي كبير من إنهاء الحكم العثماني لكل من فلسطين والأردن وغيرها من البلاد العربية، وتشكلت إمارة الأردن منذ العام 1921، حيث أعلن استقلال المملكة عام 1946، ثم ضمت الضفة الغربية الى المملكة عام 1950 لتشكلا معا المملكة الأردنية الهاشمية في عهد الملك عبدالله الأول بن الحسين، ومنذ العام 1952 أصبحت المملكة بصفتها بدستور وبرلمان وملك واحد في عهد الملك الحسين بن طلال. وفي عام 1967 وإثر عدوان إسرائيلي خسرت المملكة المعركة واقتطعت «إسرائيل» الجزء المتبقي من فلسطين منها وهو الضفة الغربية وقطاع غزة من الادارة المصرية، إضافة الى أراض عربية اخرى، وشرد مئات الآلالف من الفلسطينيين من مواطني المملكة في الضفة الغربية للمرة الثانية الى الأردن.

ودون الخوض في تفاصيل التاريخ التأسيسي لتاريخ فلسطين والأردن في المئة عام الماضية، فقد تشكلت حالتهما مرتبطة مصيريا في الضراء والسراء، وشارك ابناء فلسطين كابناء الأردن في بناء المملكة والدفاع عن حياضها، وتشكلت حالة من الوحدة الوطنية كان ينظر اليها نموذجا لوحدة عربية اكبر تتبناه الثورة العربية والاتجاهات القومية والاسلامية المعارضة او المشاركة في حكومات البلاد العربية، كما تشارك الفلسطينيون والأردنيون في إدارة دفة حكومات البلاد باشكال مختلفة طيلة هذه الوحدة.

وقد تعرضت هذه الوحدة لحالة من الاهتزازات الخارجية مرات عدة من قبل مصر وسوريا والعراق، وكان تأسيس حركة فتح عام 1962 ومن ثم منظمة التحرير الفلسطينية في عام 1964 عاملا أكثر سخونة في التأثير عليها بسبب بروز إشكالية ما يسمى بتمثيل الشعب الفلسطيني بين المملكة وبين كل منهما، وبعد حرب 1967 اتخذت منظمة التحرير وفصائلها المقاومة من اراضي المملكة شرقي النهر منطلقا لعمليات مقاومة واستنزاف للاحتلال الصهيوني خلال الفترة 1967-1970، حيث نشبت بعد ذلك خلافات سياسية(ابرزها مشروع روجرز للسلام 1970)، واخرى ميدانية بين افراد المقاومة والجيش، وتعرضت المملكة لضغوط خارجية متباينة تسببت باندلاع صراع دموي بين الطرفين انتهى بتدخل عربي بانهاء وجود المقاومة ومنظمة التحرير وحركة فتح على الاراضي الأردنية.

تنامت إشكالات وخلافات سياسية ايضا بين دول عربية ومنظمة التحرير من جهة، والمملكة وبعض الدول العربية الاخرى من جهة اخرى، وكانت محطة قرار القمة العربية عام 1974 باعتبار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني سببا جديدا لتوتير وتعكير العلاقات الأردنية- الفلسطينية الرسمية، لكن ذلك لم ينعكس على تحولات خطرة في وحدة الشعبين خصوصا داخل المملكة، وفي عام 1987 اتخذ الملك الحسين قرار فك الارتباط مع الضفة الغربية بدوافع سياسية ليشكل حالة جديدة من العلاقة تسببت الى حد كبير بتداعيات سلبية على القضية الفلسطينية وعلى الشعب الفلسطيني وخاصة في الضفة الغربية وهو يخوض انتفاضته الكبرى الاولى على الاحتلال عام 1987 ايضا.

لكن نتائج الانتفاضة ونجاح الاطراف العربية المختلفة بدعم من الولايات المتحدة بادخال القضية الفلسطينية في عملية مساومة جديدة سميت بمؤتمر مدريد للسلام عام 1991، وما انبثق عنها بعد ذلك من عملية سلام شاملة أثمرت اتفاقات اوسلو فلسطينيا ووادي عربة أردنيا، نقل العلاقة الى واقع جديد تقف في منتصفه «إسرائيل» رسميا.

لم يكن موضوع الهوية! مثار اشكال كبير بين الطرفين بعد تجاوز ازمة السبعين، حيث اكد الميثاق الوطني الأردن لعام 1991 على ان الهوية الفلسطينية هي هوية نضالية، وتحقق ما يعرف بالمواطنة بين الجانبين في اطار المملكة، بل وتوفير جوازات سفر مؤقتة للمحتاجين من ابناء غزة، وكانت قد جرت محاولة تشكيل واقع جديد إثر خلافات السبعين مرتين، الاولى عام 1972 باعلان الملك الحسين لمشروع المملكة العربية المتحدة، والثانية بالمباحثات الأردنية الفلسطينية عام 1985، والتي كان أساس البحث فيها ترتيب العلاقات السياسية وامكانية بناء نظام كونفدرالي بين الأردن وفلسطين بعد الانسحاب الإسرائيلي من الضفة الغربية وقطاع غزة كجزء من عملية سلام يتم التوصل اليها لاحقاً، لكن دهاليز السياسة العربية ومن ثم وقائع الانتفاضة الشعبية الفلسطينية عام 1987 قد أخرت التوصل إلى هذه الرؤية المشتركة.

وبعد تشكل السلطة الفلسطينية عام 1994 وفق اتفاقات اوسلو اعترف الأردن بها رسميا وتعامل معها كممثلة للمواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، فيما كرس حال المواطنة القائم في المملكة بين الفلسطينيين واخوانهم الأردنيين ودعم مكانتها بتأكيدات بلغت مئات المرات في الخطابات والقرارات، ولذلك نجح الملك الحسين بتحقيق الوحدة القانونية والنفسية والدستورية بين مواطني المملكة جميعا بما في ذلك بين الأردنيين والفلسطينيين، وابقى المجال مفتوحا منذ عام 1991 للتعبير عن الهوية الفسطينيية للمواطنين من اصول فلسطينية كهوية نضالية وليست بديلا للمواطنة الأردنية التي يؤكد دستور المملكة ان هويتها عربية اسلامية وهي بالطبع هوية جامعة لكل العرب ناهيك عن الفلسطينيين والأردنيين.

وبرغم محاولات عديدة لهز هذه العلاقة -لا زالت بعضها قائمة- غير ان التاريخ والمصير المشترك والتضحيات المشتركة وبناء المملكة المشتركة جعل من هذه المحاولات جهودا معزولة لا تعدو آثارها ان تكون عابرة، حيث يتبنى الأردنيون جميعا في المقابل تساوي حق المواطنة للجميع والتمسك بحق العودة الى ديارهم التي هجروا منها، والتعويض عن اللجوء والمعاناة لكل اللاجئين الفلسطينيين بمن فيهم الأردنيين من اصول فلسطينية سواء المهجرين عام 1948 او عام 1967 او غيرهم، كما يتفق الجميع على رفض ومحاربة الفكرة والمشروع الصهيوني المسمى «الوطن البديل». الامر الذي ما زال يشكل لبنة من لبنات الوحدة الفكرية في الصراع مع المشروع الصهيوني وفي حماية وبناء المملكة في آن واحد. وفيما يتعلق بالمستقبل فإن العلاقة بين فلسطين والأردن علاقة تاريخية واستراتيجية تدعمها بنية المجتمعين والواقع الجيوسياسي لهما، كما تدعمها المواجهة المشتركة للمشروع الصهيوني الذي لا زال يتطلع الى بناء إسرائيل الكبرى والتي منها الأردن كما فلسطين، ناهيك عن التقاطع العقدي الاسلامي والمسيحي الذي تقف في قلبه القدس والمسجد الاقصى وكنيسة القيامة بين كل الأردنيين والفلسطينيين.

ومن الناحية السياسية لا زالت فلسفة الوحدة الفدرالية او الكونفدرالية مطروحة في اطار عملية التسوية السياسية لتصفية القضية الفلسطينية، لكن مواقف القوى السياسية والاجتماعية في الطرفين تؤمن باهمية الوحدة بينهما التي يختارها الشعبان بعد التحرير وبشكل طوعي كجزء من منظومة الفكر العربي-الاسلامي الوحدي الذي قامت عليه المملكة وتتبناه استراتيجية المقاومة الفلسطينية. وامام الأردنيين والفلسطينيين نضال طويل لمواجهة الاطماع فيهما من قبل الصهيونية لا يتسع لفتح خلافات جزئية تتعلق بمنافع أو مكاسب صغيرة لا تداني أهميتها بحال طبيعة الهدف المشترك بحماية الاردن وتحرير فلسطين، وهو ما يدفع الى القول ان الذين ينبشون المسائل الاشكالية انما ينتمون لتيار التعطيل لبناء المملكة وتطويرها، ولمشروع تحرير فلسطين في وقت واحد، وبرغم انهم يمثلون اقلية داخل المجتمعين الفلسطيني والأردني غير انه تيار يمتلك صوتا عاليا ولا يتحلى بصفة المسؤولية في تحركاته وتصريحاته، بل ان كل همه اثارة الغبار وتعكير الاجواء كما رصدنا على مدى العقود الماضية، ولذلك فان الشباب الأردني من كل المنابت كما الشباب الفلسطيني يستطيع ان يعمل بجدية ووضوح رؤية ليفوت على هؤلاء اثارة الاضطرابات والفوضى والخلافات في المملكة لمصالح فئوية او شخصية او ربما خارجية في بعض الاحيان، وبالتالي يحافظ على الوحدة الوطنية في المملكة، ويحقق العمل المشترك لكل الأردنيين في مشروع تحرير فلسطين وحماية الأردن من الاخطار وبناء وتطوير المملكة.

لقد تجسدت الرؤية الوطنية الأردنية-الفلسطينية بملاحم بطولية خضَّبها الدم المشترك ضد الاستعمار البريطاني منذ 1920 حتى 1948، وعلى اسوار القدس ضد العصابات الصهيونية عام 1948، وفي معركة الكرامة ضد العدوان الإسرائيلي على اراضي الأردن عام 1968،، وفي عمليات المقاومة ضد إسرائيل جنوبي لبنان للفترة 1973-1982، وفي عمليات المقاومة ضد الاحتلال في الضفة الغربية في التسعينات من القرن المنصرم، وكرسها الميثاق الوطني الأردني عام 1991، ولا زال الايمان بالمصير المشترك يشكل السياج الحامي للوحدة الوطنية في المملكة، ولا زال الفلسطينيون حتى من غير مواطني المملكة يتطلعون الى علاقات متينة وقوية مع المملكة سواء خلال مرحلة التحرير او بعدها، فحركة فتح كما حركة حماس ( اكبر قوتين في الشعب الفلسطيني) تعتقد ان هذه العلاقة حتمية وضرورية واستراتيجية لتحقيق آمال وطموحات الشعبين، فيما التياران الاسلامي والقومي في العالم العربي يعتقدان أن ذلك أساس مهم لإنجاح المشروع النهضوي العربي، وتحقيق الوحدة والتكامل العربي الشامل.

جواد الحمد
السبيل - السبت, 12 نيسان/أبريل 2014

جائزة البحث العلمي

 

المؤسسة الأردنيـة

للبحوث والمعلومات

 

مجلـة دراســات

شـرق أوسطيــة

الندوات والمؤتمرات

حلقــات نقاشيـة

المحاضرات

الحفل السنوي للمركز

إصداراتنا



الإسلاميون وتحديات الحكم



تقدير موقف الثورات العربية



ادارة المرحلة الانتقالية ما بعد الثورات العربية




مشاريع التغيير في المنطقة العربية ومستقبلها


المصالحـة الفلسطينيـة 2011

ما بعد التوقيع

 

مستقبل وسيناريوهات الصراع العربي- الإسرائيلي

معركـــة غزة ... تحول استراتيجي في المواجهة مع إسرائيل

احتمالات اندلاع الحرب في منطقة الشرق الأوسط 2010/2011

دراسة في الفكر السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس

العلاقات التركية- الإسرائيلية وتأثيرها على المنطقة العربية

 


حق عودة اللاجئين الفلسطينيين بين النظرية والتطبيق

إسرائيل ومستقبلها حتى عام2015م
تداعيات حصار غزة وفتح معبر رفح

اتجاهات التحول في توازن القوى السياسية والاجتماعية في الديمقراطية الأردنية


نحو توافق فلسطيني لتحريم الاقتتال الداخلي

الأزمة المالية الدولية وانعكاساتها

 

 

 

 

 

 

 

Designed by Computer & Internet Department in MESC.Latest update   April 17, 2014 23:54:25