رؤيتنا للمتغيرات

نشـاطـاتنا

إصـداراتنـا

وثـائـــق

دراســـات

خدمات مجانية

الدورات التدريبية

الشؤون الإسرائيلية

أحدث إصدارات 2010

التسـويـة السيـاسيـة

 التحديات والآفاق

الوطــــن البديـــل آفاق التطبيق وسبل المواجهة

القرن الإفريقي وشرق إفريقيا

الواقع والمستقبل

رسالة أوباما التصالحية والمطلوب عربيا

الفاتيكان والعرب، تحديات وآفاق في ضوء زيارة البابا للمنطقة

التداعيات القانونية والسياسية لانتهاء ولاية الرئيس الفلسطيني

السياسات العربية في التعامل مع الصراع العربي الإسرائيلي حتى عام 2015م

الأزمة المالية الدولية وانعكاساتها

 

مركز دراسات الشرق الأوسط –الأردن

وحدة الدراسات الإسرائيلية

مخططات تهويدية للقدس

الحفريات والهدم يهددان معالم القدس العربية الاسلامية

يورام زاموش راعي افكار وضع "جبـل الهيكـل" في يديـه[1]

بقلم: أنشيل بيبير

لو سألتم يورام زاموش فإن هذه الضجة التي أحاطت بعملية الحفريات التي تقوم بها سلطة الآثار خلال الأسابيع الأخيرة في تلة المغاربة ومنطقة الحرم ضجة فارغة . إذ كانت هناك جهة اخرى تقوم بإزالة التلة الترابية وتحفر على عمق 15 متراً أسفل ساحة حائط المبكى والكشف عن سور هيرودوس للهيكل المقدس وفي وسطه البوابة القديمة التي كانوا يدخلون عبرها إلى الهيكل المقدس.

لم تكن هذه هي خطته الوحيدة فلقد أعد زاموش خرائط وتشبيهات مفصلة لكنيس كبير سيتم تشييده بموجب خطته فوق مبنى المحكمة الواقعة على الطرف الشمالي لحائط البراق ويطل على المسجد الأقصى. وهناك مهمة أخرى وضعها نصب عينيه تتعلق باكتشاف مسار الشارع القديم لمدينة داوود والذي يقود إلى الهيكل المقدس وهو مشروع يقتضي هدم عشرات منازل الفلسطينيين في سلوان ولكن من هو الذي يسأل زاموش؟

يتضح أن شخصيات كثيرة، موظفين كبار، سياسيين، خبراء، وعلى الأقل ملياردير واحد ورئيس الحكومة الأسبق اريك شارون تعاملوا مع مقترحاته بجدية حيث تمكن من تجنيد سلسلة من الداعمين بل وخصوماً ليسوا قليلين.

لماذا يفعل زاموش ذلك؟ الجواب كما يقول هو نفسه: أنا لا أرغب في أي وظيفة وبطبيعة الحال ليس المال. وأضاف: لم يرسلني أحد ولكن لي حساب مع أجدادي وأجداد أجدادي. ومع نائب قائد اللواء موشي ستامبل الذي عملت تحت أمرته وكان برفقتي عندما حررنا حائط المبكى ثم قُتل بعد بضعة أشهر أثناء مواجهات مع المسلحين الفلسطينيين في مناطق الأغوار.

يورام زاموش هو أحد الرموز المنسية لحرب الأيام الستة وفي الخامسة والعشرين من عمره كان قائداً لإحدى السرايا ورفع العلم الإسرائيلي فوق حائط المبكى.

أما أثناء خدمته العسكرية النظامية والدائمة في وحدة المظليين الخاصة توجه الشاب أحد أبناء الكييوتس الديني "يفنه" للقيام بمهمة خلف خطوط العدو في مدينة حديثه القدس الشرقية من أجل الاستعداد للمهمة المنشودة وقد تعرف على الطرق والمداخل جيداً ضمن عدد لا يحصى من عمليات الرقابة التي قام بها في المدينة كجندي وفيما بعد. وعندما تسرح من الجيش عام 1966 أوفده الكيبوتس لعدة أشهر "للتقوية" في المعهد الديني مركاز هراف في القدس ومن هناك انطلق هو والطالب الأكبر منه سناً حنان بورات لمراقبة منطقة جبل الهيكل.

وبعد اقتحامه على رأس جنوده طريق باب الأسود ودخل عبر طريق فيا دولوروزا إلى جبل الهيكل ووقف على حائط المبكى مع العلم شعر زاموش بثقل التاريخ اليهودي كله على كاهله. حيث قال: منذ تلك اللحظة وأنا ملزم بالحفاظ على ذخر الشعب اليهودي في القدس فهذه هي أشواق وحنين الأجيال التي تشكل مصدر قوتنا ومرجعيتنا.

هناك حادثة أخرى بنفس الصباح تربطها علاقة بأحداث الأيام الأخيرة أي عندما قام حارس عربي شيخ كبير في منطقة الحرم بتسليم جنود زاموش مفاتيح باب المغاربة الذين دخلوا منه إلى حائط المبكى. ويشار هنا إلى أن زاموش على قناعة بأنه جراء تسلم المفاتيح في ذاك اليوم وفتحنا الباب بقي تحت سيادتنا والآن يأتي قائد الشرطة في القدس ايلان فرانكو ليقرر ما يحدث هناك هذا لا يُعقل أن نعمل وفق قرار شرطي؟

 ·       كسر الطابو:

لقد مضى أربعة عقود وواصل زاموش تقدمه في الاحتياط إلى أن حصل على رتبة نائب قائد فرقة كما عمل فترة معينة من الزمن في جهاز الموساد حيث أُرسل إلى تقديم المساعدة للثوار الأكراد في شمال العراق.

أُصيب في حرب أكتوبر عام 1973 بجروح بالغة، أما على صعيد حياته المدنية فقد عمل في مجال المبادرة لإنشاء مشاريع بناء وتطوير غير أنه بقي طيلة الوقت معلقاً ومرتبطاً بأسطورة القدس. فقد أرشد الأجيال من أبناء الشبيبة في جولات ليليه على مسارات المعارك كما اهتم في جميع البحوث والدراسات الخاصة بجبل الهيكل. ولكن خلال الأعوام الأخيرة أصبحت هذه القضية عملية أكثر إذ بدأ زاموش هو وعدد من شركائه ورفاق دربه بدحرجة خطط ومشاريع للحفر والبناء تغير بشكل جذري بنية وشكل باحة حائط المبكى والمنطقة المحيطة بالحرم. فشرعوا بعرض هذه الخطط على الخبراء وأصحاب القرار فتلقوا الدعم بشكل خاص إبان فترة عمل بيني ايلون من الاتحاد القومي في وزارة السياحة.

هذا ومرت هذه الخطط بمراحل متعددة حيث أُشير عليه بإخفاء عدد من الخصائص الخاصة بهذه الخطط وعلى سبيل المثال فكرة فتح أبواب أخرى إلى منطقة الحرم بما في ذلك باب بركلي القديم الواقع أسفل باب المغاربة (سُمي الباب باسم مكتشفه قنصل الولايات المتحدة في القدس في القرن التاسع عشر) كما تم اختصار خطة إعادة "احتلال" الحرم من خلال إغراقه بملايين الزوار اليهود من خلال كسر طابو الحاخامية الرئيسية فيما يتعلق بدخول اليهود إلى المنطقة.

أحد العناصر الأساسية في الخطة التي تبلورت وأُطلق عليها "بوابة القدس" وتم الإعلان عنها قبل أسبوع فقط من قبل الصحفي ناحوم برنياع من صحيفة يديعوث أحرونوت هو بناء كنيس كبير يقع فوق مبنى المحكمة والذي سيطلق عليه "نور القدس" ويطل على منطقة الحرم ويصفه زاموش "بالكنيس التمثيلي والمركزي للشعب اليهودي في ساحة حائط المبكى".

أما أسفل المبنى فهناك تخطيط لتوسيع وتعميق ساحة المبكى إلى عمق 15 متراً وإزالة تله المغاربة. وهكذا سيتم كشف المبكى كله بما في ذلك البوابات القديمة عند أساسه كما ستتوسع الساحة وتتحول وفق خطة زاموش إلى ميدان سان بطرس للشعب اليهودي حيث سيكون الكنيس فوق المحكمة.

خلافاً للخطة الأصلية فسوف تبقى بوابه بركلي مغلقة حيث سيتم وضع بوابات نحاسية فاخرة أي أن زاموش يتخيل في ذاكرته وجود ميدان فسيح نظيف لن يكون بوسع الحاخامات والمقربون الدخول بسياراتهم كما لن يرفع علم هناك ولا طابور جنود أو لافتات للمدارس الدينية على غرار ما تفعله في معاهدها الدينية.

تجدر الإشارة هنا إلى أن هذه المشروعات لن تقتصر على محيط المبكى فقط إذ يخطط زاموش ورفاقه في إطار مشروع القدس الكبير للكشف عن مسار الشارع القديم لمدينة داوود والذي أدى إلى الهيكل المقدس ضمن مشروع مشترك مع جمعية اليمين "إِلعاد": وتعني (إلى مدينة داوود) مما يتطلب هدم 55 منزلاً فلسطينياً تم شراء بعضها من قبل الجمعية.

هذا ويتضمن المشروع أيضاً إنشاء متنزه في الحديقة الأثرية "هعوفيل" والتي ستؤدي إلى جبل الهيكل ومتنزه آخر بالقرب من كنيسة "غان شمنيم" والخاصة بالحجاج المسيحيين الذين يقومون بتمثيل الطريق الأخير الذي سلكه المسيح، وكذلك تطوير طرق وصول أماكن لوقوف السيارات، أنفاق مواصلات تحت البلدة القديمة وتوسيع مغارة تسدكياهو أسفل الحي الإسلامي، وكذلك تلفريك كبير لنقل الزوار من محطة القطار القديمة في غرب المدينة من فوق وادي بن هيثوم إلى أطراف منطقة جبل الهيكل.

أما لأجل التغلب على المعارضة المتوقعة فإن هناك خطة لإنشاء إدارة مشتركة لإدارة منطقة الحرم والمنطقة حيث تشارك جميع الجهات الحكومية والبلدية الفاعلة ميدانياً، وكذلك مندوبون عن الديانات الثلاث اليهود المسلمون والنصارى. كما عمل زاموش على إرسال رسالة تطمين إلى المسلمين جاء فيها: نحن لا نريد بناء الهيكل المقدس، وليس لدينا أي آلية أو طموح رسمي لبناء الهيكل المقدس بل سيؤدي هذا إلى حرب يأجوج ومأجوج فقط. إذ بالإمكان بناء الهيكل المقدس بتدخل من السماء إذ منذ خرابه وعندما طلب الراب يوحنان زكاي من الرومان أن يعطوه يفنه وحاخاماتها ونحن نصلي في الكنيس ـ صلوات ـ بدلاً من تقديم القرابين إلى جانب المشاركة في الإدارة يقترح زاموش على المسلمين جزرة أيضاً أي بإمكان الأوقاف الإسلامية أن تجمع رسوم الدخول إلى المكان مما يدر عليها دخلاً بقيمة 100 مليون شيقل سنوياً عدا عن أنه من بين عشرة ملايين زائر للمكان هناك ثلاثة ملايين من المسلمين واليوم ليس بوسعهم إدخال هذا العدد جراء الوجود الشرطي في المكان وعمليات الدخول الإشكالية كما أن من ضمن رجال الأمن الذين سيكونون في خدمة سلطة الإدارة المشتركة 400 رجل أمن مسلمين.

 ·       ما الذي وعد به شارون؟

لقد واصل زاموش ورفاقه سعيهم الدؤوب لتنفيذ الخطة حتى في أعقاب إقالة شارون للوزير بيني ايلون من الاتحاد القومي من حكومته عام 2004 جراء معارضة لخطة الانفصال. لكن مدير عام شركة لتطوير القدس الشرقية غدعون شمير إِنضم إلى زاموش كشريك هادئ معاً وكل على حدة حيث واصل كل واحد منهما محاولات التأثير على أصحاب القرار حيث استخدم زاموش جميع علاقاته المتشعبة لفتح الأبواب.

وقد قام رئيس مجلس شاعر هنيغف شاي حرميش الذي عمل جندياً في سرية زاموش إبان حرب الأيام الستة وقام بتدمير شاحنة مليئة بالجنود الأردنيين من خلال قصفها بقذيفة بازوكا ترتيب لقاء بهذا الشأن مع صديقه الحميم عومري شارون نجل رئيس الوزراء الأسبق أريك شارون غير أن الدفعة الأهم لتنفيذ المشروع كان قادراً على القيام بها شارون نفسه فقط.

فيما يتعلق بتمويل المشروع توجه زاموش لأحد الأثرياء اليهود في الولايات المتحدة آيرا رانرت والذي يملك شركة الصيانة رانكو كما سيطر منذ مدة على شركة (AM General) التي تقوم بإنتاج السيارة الميدانية القوية "هامير". كما أن رانرت الذي يملك أكبر مزرعة خاصة في الولايات المتحدة معروف أنه متبرع يهودي منذ عشرات الأعوام للجمعيات والمؤسسات المحسوبة على اليمين المتدين في إسرائيل إضافة إلى أنه قد قام بتمويل جزء كبير من المشتريات التي نفذتها جمعيات يمينية في القدس الشرقية.

بتاريخ 22 نيسان 2005 وعشية عيد الفصح قام زاموش بجولة برافقه الثري رانرت في ساحة حائط المبكى بل قاما معاً بعملية استطلاع من فوق سطح المحكمة على منطقة الحرم.

تجدر الإشارة إلى أن رانرت الذي تبرع طيلة عشرات السنين لسياسيين كثيرين من التيار اليميني كانت تربطه علاقات وثيقة بشارون وفي 28 نيسان عُقد لقاء في مكتب رئيس الوزراء بمشاركة شارون ومستشاريه، رانرت، زاموش وشمير. وقد مارس رانرت ضغوطاً على شارون لدعم المشروع كما ألتزم بدفع مليون دولار من جيبه الخاص للمشروع المذكور. مخاطباً شارون بانفعال قائلاً: ليس هناك ما هو أهم من هذا بإمكاني صرف أموالي عليه".

وهكذا فإن شارون الذي كان على علم بأجزاء من المشروع من خلال لقاءات سابقة قبل أن يتولى رئاسة الحكومة رد بالقول إن هذا موضوع حساس بحاجة إلى دراسة دقيقة لكنه أعرب عن دعمه قائلاً: "إن المشروع لا محالة قائم".

بعد مرور ثلاثة أيام التقى الاثنان مرة أخرى ولكن هذه المرة في مزرعة هشكميم مزرعة شارون وخلال زيارة قام بها بعد ذلك بثلاثة أسابيع في نيويورك عشية انعقاد مؤتمر اللوبي اليهودي إيباك تناول شارون طعام العشاء في منزل رانرت في مانهاتن حيث تم طرح صور تمثيلية كبيرة للمشروع في القدس قام زاموش بنقلها من إسرائيل إلى هناك خصيصاً.

وهكذا اوعز شارون إلى القيام بفحص المشروع وتخصيص ميزانية له بهدف دفع المبلغ الذي ألتزم به رانرت. وهنا دخل إطار العمل مسؤولون كبار بمن فيهم مدير عام ديوان رئيس الوزراء إيلان كوهين والمسؤول عن قسم الميزانيات في وزارة المالية كوبي هابير واللذين ذُهلا من تداعيات المشروع لاسيما وأنهما لم يرغبا بتمويل أموال طائلة إلى هذا الحد لشركة تطوير القدس التي من المقرر أن تكون الأداة المنفذة.

لقد فوجئ شارون قليلاً بعد شهرين ونصف أثناء طرح مشروع قرار قبل طرحه لمصادقة الحكومة عليه. إذ أن قرار تخصيص 50 مليون شيقل في كل عام من أعوام الميزانية 2006 – 2013 لأعمال الترميم، التطوير والصيانة لمنطقة حوض المدينة القديمة "جبل الزيتون". لم تتحدث شركة تطوير القدس الشرقية إلاّ عن لجنة مشتركة من مدير عام ديوان رئيس الوزراء، مدير عام بلدية القدس والمسؤول عن الميزانيات والجهة المنفذة كانت سلطة تطوير القدس.

يقول أحد المشاركين في التغيير اليوم: "لقد كانت هناك عملية منع تنفيذ هذه الخطة الهذيانية من جانب بعض المسؤولين". لكنهم طمأنوا شارون قائلين له أنها الخطة نفسها فصادقت الحكومة عليها في آب 2005 وذلك قبل استيعاب زاموش ورفاقه المناورة التي قاموا بها والخدعة التي خدعوهم بها أي أن سلطة تطوير القدس كونها الجسم البلدي الحكومي قامت بطرح خطة خاصة بها لاستخدام الأموال والتي اشتملت في الأساس على تطوير مناطق مفتوحة حول البلدة القديمة وكذلك الحفاظ على مواقع قائمة وترميمها أي أن مشاريع زاموش لم تتحدث عنها الخطة أبداً.

بعد ذلك بأسبوع كان شغل الدولة الشاغل هو تطبيق خطة الانفصال عن نشره أي أن شارون لم يجد لديه الوقت للاشتغال بالخطة إلى أن أُصيب بالنوبة القلبية التي لم يفق منها حتى الآن.

يقول مسؤول كبير في حزب كديما على علم بالمشاريع إنه منذ أن ذهب شارون إلى النوم هناك كثير من الأشخاص يتجولون وفي جعبتهم وعوداً قد وعدهم إياها وبالتالي فإن الأفضل لهم محاولة الحصول على وعود أكثر موضوعية.

من جانبه أكد مسؤول كبير في إحدى آليات التخطيط ولديه خبرة كبرى على صعيد العمل مع شارون. إن هناك مسافة كبيرة بين تحمس شارون لفكرة ما وبين تطبيقها عملياً.

في غضون ذلك ومن خلال فحص قام به خبير تسجيل الأراضي من قبل مكتب رئيس الحكومة تبين أنه خلال فترة الانتداب البريطاني تم تسجيل مبنى المحكمة على أنه ملك للأوقاف الإسلامية فكانت من الحقائق التي استخدمها معارضو الخطة لتبرير منعها لكن زاموش لديه الخبراء الخاصون به إذ يزعمون أن التسجيل الأنف الذكر هو تسجيل كاذب كما أنه جزء من محاولة عربية لتسجيل أكبر عدد ممكن من المواقع التاريخية على أنها إسلامية وقد استجاب البريطانيون لمطالبهم إزاء عشرات الممتلكات لكنهم رفضوا تسجيل جبل الهيكل والحائط الغربي على أنها ممتلكات إسلامية وأضافوا أيضاً أن عدداً من المؤرخين بمن فيهم بن تسيون دينور أول وزير للتعليم في إسرائيل أكدوا أن المحكمة هي عبارة عن كنيس يهودي قديم وبالتالي حكمها الانتقال إلى سلطة الدولة اليهودية بجميع الأموال فإن مكتب رئيس الوزراء نجده يتنصل الآن من أي صلة بالمشروع وقبل أسبوع عقب بالقول إن مصدراً معيناً من ضمن مشروع زاموش تم طرحه على رئيس الوزراء شارون لم يعرب عن دعمه له بل طلب دراسة الموضوع.

تجدر الإشارة هنا إلى أنه لم يتم الحصول على الوثائق المطلوبة مما يعني أنه لم يكن ضمن مراحله الأولية كما أن ديوان رئيس الوزراء وبجميع الأحوال لا يعتزم دفع المشروع قدماً.

 ·       ما الذي علمه الرئيس كلينتون:

أحد شركاء زاموش وهو المهندس طوفيا سغيف الذي يعمل في مجال الآثار أيضاً، قام في منتصف التسعينيات بعملية قياس دقيقة لجبل الهيكل اشتملت على صور جوية بالأشعة فوق الحمراء حيث توصل إلى استنتاج أن الهيكل القدس لم يقع عند قبة الصخرة وإنما شرقية بقليل في المنطقة التي توجد فيها الآبار المياه والنافورة التي يتوضأ عندها المصلون المسلمون. كما زعم سغيف أنه قد اكتشف آثار حائط المبكى في مكان آخر وبذلك الافتراض أن ما هو مقبول وسائد اليوم بأن الحائط الغربي لساحة الهيكل المقدس هو في الحقيقة سور أنشأه القيصر الروماني ادريانوس.

من جهة أخرى أكثر سغيف من إلقاء المحاضرات حول معطياته أمام الجمهور بما في ذلك الجاليات المسيحية وقد حضر احدى المحاضرات ممثل عن السفارة الأمريكية الذي قام بنقل هذه المعلومات.

وفي تموز عام 2000 طرح الرئيس الأمريكي كلينتون اقتراحاً جوهرياً: أي أن السيادة في منطقة الحرم من الأراض فما فوق تكون للفلسطينيين بينما تبقى السيادة تحت الأراض للإسرائيليين - ويشار هنا إلى أن الإسرائيليين المدهوشين قد اكتشفوا لاحقاً أن كلينتون قد اعتمد في خطته على معطيات المهندس سغيف. ويقول المحامي الدكتور شموئيل باركوفيش والخبير بتاريخ جبل الهيكلوقام بالتعاون مع أعضاء الوفد الإسرائيلي بدارسة وتحليل الاقتراح بعد عودتهم من كمب ديفيد: ينبغي القول إن هذا اقتراح باطل من أساسه وناجم عن الجهل- إذ ليس هناك شيء يخافونه أكثر من شره عنا في أعمال حفر من الأسفل ونسقط المساجد، كما يخشون كثيراً من إمكانيات أن نعثر على بقايا الهيكل المقدس والاثيانات المتاحة بوجوده . وبشكل عام هناك إجماع بين علماء الآثار أن قدس الأقداس للهيكل المقدس هو قبة الصخرة. وبعد تحقيق قمت به يتضح أن الرئيس كلينتون قد استمد فكرته هذه من طوفيا سغيف كما أن من قدم هذا إلى كلينتون هو ضابط استخبارات أمريكي كان حاضراً أثناء إلقاء سغيف لمحاضرته.

يشار هنا إلى أن بركوفيتشي فقد استمد هذه المعلومات في كتابه "كم هو رائع هذا المكان" ومدد قبل ثلاثة أشهر.

هناك اكتشاف أخر ذكره في كتابه- عشيه دخول عملية شارون الشهيرة إلى منطقة الحرم بتاريخ 27 أيلول 2000 لكن شارون قد التقى بركوفيتشي في القدس ومع عالمة الآثار آييليت ماذار والمحامي يسرائيل كسبي أعضاء لجنة منع هدم الآثار في جبل الهيكل قائلاً: لقد سألني شارون. حائط المبكي في الحقيقة هو عبارة عن سور أدرينانوس أليس كذلك؟ فأدركت أنه هو الأخر قد حصل على معلوماتهه من سغيف.

من جانبه ذكر سغيف أنه قد التقى شارون في منتصف التسعينات قبل مدة قصيرة من تولي بنيامين تنيناهو السلطة وعرض عليه معطياته والخطط التي وضعها وتقضي القيام أعمال حفر في منطقة حائط المبكى واسفلل منه من أجل الحصول إلى بقايا الهيكل المقدس. لكن شارون ضرب بيده على الطاولة قائلاً لي إنه ينبغي دفع هذا الأمر قدماً وأنه سوف يتحدث مع رئيس الوزراء بيرس الأن هذا موضوع ليس هناك ائتلاف أو معارضة بشأنه.

تُعد خطة سغيف الأصلية في الواقع أساساً لخطط زاموش المستكلمة كما أن الخريطة التي أعدها سغيف عن الحفريات التي يجب القيام بها من وجهة نظره كسرد في مقدمة الكراسة التي أعدها زاموش لطرح مشروع واجهة المقدس وباركوفيتشي هو أحد الخبراء الذين عرض عليهم زاموش مشروعه مؤخراً ويقول باركوفيتشى إن هذه الخطة مثيره للاهتمام بشكل عام. كما أنه من المهم جداً القول إنها تنطوي على نوع من التحديات لكنها ستواجه عوائق جديه. فالفلسطينيون يخشون منذ القرن التاسع عشر من محاولات اليهود الاستيلاء على الحرم وبناء الهيكل- أما الكشف عن باب بركلي فانه سينطوي على مشاكل فهل تعتقد أن الفلسطينيين سوق يصدقون أنك تعتزم الكشف عن هذا فقط ولا تنوي الدخول إلى الأصل الداخل أو بالنسبة لهم يُعد الأمر قتلاً، أيا الأمل في أن يتعاونوا مع مشاريع تقوم على السيادة الإسرائيلية. كما أنه في حال القيام بأعمال بناء فوق المحكمة فسوف يقوم الفلسطينيون بضجة وأعمال شغب كبرى هذا أمر في غاية الوضوح إذا لن يقبلوا بوجود كينس مشرف على المسجد الأقصى. كما أنه من الصعب أن أتخيل حكومة متورطة في موضوع باب المغاربة سوف تواصل دفع مثل هذا المشروع.

 حاخام حائط المبكى معارض.

من الصعب التحدث عن سياسة واضحة أو هيكلية سلطويه منظمة إزاء كل ما يتعلق بنشاطات الحكومة الإسرائيلية في المقدس الشرقية لا سيما فيما يتعلق بمنطقة الحرم. فالقرارات الحاسمة تُتخذ سراً وبشكل عام داخل مكتب رئيس الحكومة وضمن عديد من الاعتبارات فإن نشاطات المحاطة بالحرم تشبه عمليات الموساد أو المشروع النووي- أيا أن القرارات يتخذها رئيس الحكومة بدعم من عدد محدود من المستشارين أصحاب السر المكتوم في مكتبه وثله من الموظفين من الجهات ذات الصلة بالموضع.

لقد عملت طيلة سنوات لجنة سرية مكونة من عضوين آحاذ بن آري المستشار القانوني السابق في ديوان رئيس الوزراء ومرد خاي تنوري نائب مدير عام مشتريات دائرة أراضي إسرائيل وقامت بتنسيق جميع مشتريات أراضي الإسرائيليين في منطقة البلدة القديمة أما الشركات الحكومية العاملة في شرقي المدينة فيديرها رجال أعمال متدينون قوميون وذلك أثناء حصول حزب المفدال على شريحة من السلطة أما شركة تطوير الحي اليهودي التابعة لوزارة الأراضي وبلدية القدس فيديرها نِسيم إِيرز عضو سابق في مجلس بلدية القدس مندوباً عن حزب المفدال. أما رئيس صندوق ميراث حائط المبكى المسيطر على ساحة الحائط والأنفاق فيتولى أمره مردخاي (سولين) إلياف الذي قام في الواقع بتأسيس الصندوق في البداية كجمعية خاصة تدير منطقة حائط المبكي لحساب وزارة الأديان وعندما حصل المستشار القانوني للحكومة على هذا الترتيب تم تطوير مكانتها إلى جمعية حكومية خاضعة اليوم لسيطرة مكتب رئيس الحكومة.

تجدر الإشارة هنا إلى أن غدعون شمير من سكان مستوطنه إِلكنا ومدير عام سابق لسلطة الموانئ هو المدير العام لشركة تطوير شرقي القدس الخاضعة لملكية وزارة السياحة والبلدية. كما أن هذه الجهات جميعها تقبل بالتعاون مع جمعيات يمينية مثل مؤسسة عطيرت كوهنيم، وإلعاد حيث تقوم معاً بتطوير مشاريع حول منطقة الحرم وبالتعاون مراراً مع سلطة الآثار.

على صعيد آخر يمكن القول إن هذه النشاطات الخفية حيال مشروع زاموش تحوي في طياتها صراع قوي بين الجهات الناشطة حول حائط المبكي والحرم. وأن الجهة الأقوى على المستوى الميداني هو صندوق ميراث حائط المبكى الذي تقوم بتشييد المباني حول حائط المبكى وبالتحديد تقوم بتوسيع مشروع أنفاق حائط المبكى.

من جهة أخرى فإن أحد الأشخاص الأقوياء في الصندوق وإحدى شخصياته العامة هو ما قام حائط المبكى والأماكن المقدسة الحاخام شموثيل رابينوفيش إذ يعارض هو ومسئولو الصندوق بشدة مشروع زاموش إذ يعملمون أنه في حال القبول بجزء منه فسوف يتقلص حجم نشاطاتهم. وذكر الحاخام هذا الاسبوع أن المشروع لن يكون وأضاف أنا من يجدد مجريات الأمور في منطقة حائط المبكى أنا ورئيس الحكومة من جانبه يحاول غدعون شمير مدير عام شركة تطوير شرقي القدس الهيئة التي من المقرر أن تنفذ خطة واجهة المقدس الآن الحفاظ على مسافة منها. فلقد نفى أن يشكل هو والشركة جزءاً من هذه الخطة وأضاف أن من  يدفع بها هم دعاة تعظيم مكانة القدس. مع أن المشروع على طاولته منذ أكثر من عامين كما شارك في اللقاءات الكثيرة مع زاموش لدفعه غير أنه ليس له إلمام كبير بالمشروع وإنما سمع عنه ضمن خطوط عامة ولا دخل له فيه كما أنة بحاجة إلى سماع الكثير من التفاصيل حتى يتطرق إليه ويضيف بكل قوة أن كل أمر من شأنه تطوير القدس أمر جيد وأنه يعمل بموجب تعليمات من الحكومة أو البلدية فقط.

 ·       فاتحو الأبواب

رغم انعدام الدعم من جانب رئيس الحكومة فإن زاموش لم يتخلى عن مشروعه مؤمناً أنه سيتم تنفيذه كاملاً لا شك لديه بذلك وأن هناك 22 نائب في الكنيست يدعمون المشروع وستتم مناقشته في الكنيست قبل عيد الفصح.

ويشار هنا إلى أن معظم النواب الذين ذُكروا في هذا السياق فضلوا عدم الحديث عن الموضوع ضمن الضجة الراهنة حول أعمال الحفريات في تلة المغاربة من منطلق الاعتقاد بالا تكون لهم علاقة بضجة أخرى محتملة.

لقد تم عرض المشروع قبل بضعة أسابيع لكن وزير السياحة يتسحاق هرتسوغ من حزب العمل كمسؤول أيضاً عن شركة تطوير شرقي القدس وقد ذكرت المتحدثة باسمه أن الوزير يبدي تحفظه من أجزاء واسعة فيه كما يعتقد بأن هناك عناصر غير مقبولة أبداً كما طلب إجراء فحص لعدد من عناصر المشروع من قبل جهات مهنية في وزارته للحصول على وجهة نظر مهنية بهذا الشأن إذ من الواضح أن المشروع ليس خاصاً بوزارة السياحة وفي حال القبول بعنصر ما من المشروع من قبل وزارة السياحة فسوف تتم مناقشته في إطار الوزارات والمؤسسات الحكومية ذات العلاقة.

خلال لقاء بين زاموش ووزير السياحة هرتسوغ شارك النائب والوزير السابق من حزب العمل متان فلنئي وهو على معرفة بزاموش إبان الخدمة في لواء المظليين والذي عمل على فتح الأبواب في الكنيست والحكومة أمام زاموش غير أنه قرر عدم الموافقة على إجراء مقابلة معه واكتفى بالرد من خلال مساعدته. والتي ذكرت أن فلنئي يحترم ويقدر زاموش من خلال معرفته الطويلة في إطار الخدمة العسكرية كما وعده بتقديم المساعدة له إزاء كل ما يتعلق بعرض مشاريعه على الجهات المختلفة المخولة بفحص المشروع ودراسته وسبل تحقيقيها وتداعياتها المختلفة.

من جهة أخرى فإن المساعد النيابي الثاني لزاموش وهو النائب عتنيئل شنيلر من حزب كديما ويعمل رجل ارتباط بين مكتب أولمرت والمستوطنين أبدى استعداداً للتحدث غير أنه قام بإبعاد نفسه عن المشروع واصفاً إياه بالمشروع الهام غير أنه ليس موضوعياً إذا لا يمكن أن يكون منفصلاً عن المجال السياسي وأضاف يقول: بجميع الأحوال أنا أعارض إشراك أي جهات أخرى في إدارة مدينة القدس فهي خاضعة للسيادة الإسرائيلية الكاملة وهكذا ينبغي أن تبقى أما المشروعات الأخرى ضمن الخطة الكبرى بعضها جميل والبعض الأخر لست واثقاُ بأنها ملائمة إذ يجب دراستها بعمق كما أبلغت زاموش بأنه من الأفضل عدم طرحها للنقاش العام لأن هذا قد يؤدي إلى دفنها، وفي حال شعرنا أن بالإمكان دفع الأفكار الخاصة بتعزيز مدينة القدس فسوف نلجأ إلى كافة الوسائل وإجراء نقاش في الكنيست من جهة أخرى لست معارضاً لما يفعله زاموش كما أعلم أن كثيراً من الجهات من خارج البلدية تحديداً يدعمونه وهناك طاقم متبلور الآن لمساعدته وأنا مسرور لتقديم المساعدة له.

أما شاي حرميش والنائب عن حزب كديما ولكن جندياً تحت إمرة زاموش أيام الجيش فيقول: لقد طلب مني زاموش المساعدة بفتح الأبواب لدى شارون كما ساعدته في عقد لقاء مع نجله عومري شارون غير أنه لا علم لي بتفاصيل المشروع- لقد كنت جندياً مخلصاً له وهو إنسان رائع ولكن بإمكاني القول أنه لا يمكن تنفيذ مثل هذا المشروع دون اشتعال منطقة الشرق الأوسط بأسرها.


 [1] صحيفة هآرتس،  23/2/ 2009، ترجمة وحدة الدراسات الإسرائيلية – مركز دراسات الشرق الأوسط –الاردن2009

أعلى الصفحة  عودة لرؤيتنا للمتغيرات 

جائزة البحث العلمي

المؤسسة الأردنيـة

للبحوث والمعلومات

 

مجلـة دراســات

شـرق أوسطيــة

 

الندوات والمؤتمرات

حلقــات نقاشيـة

الحفل السنوي للمركز

من إصداراتنا

 

العلاقات التركية- الإسرائيلية وتأثيرها على المنطقة العربية

 


حق عودة اللاجئين الفلسطينيين بين النظرية والتطبيق

إسرائيل ومستقبلها حتى عام2015م
تداعيات حصار غزة وفتح معبر رفح

اتجاهات التحول في توازن القوى السياسية والاجتماعية في الديمقراطية الأردنية


نحو توافق فلسطيني لتحريم الاقتتال الداخلي

 

 

 

 

 

 

 

Designed by Computer & Internet Department in MESC.Latest update   July 08, 2010 12:14:10