|
آفاق التوجهات الاسرائيلية تجاه الفلسطينيين جواد الحمد شهدت السنوات الثلاث الماضية تطورات متعددة في اتجاهات التعامل الاسرائيلي مع الفلسطينيين بشكل عام ومع كل تيار منهم بشكل خاص ، ويصنف الاسرائيليون الفلسطينيين سياسيا الى فريقين رئيسيين في هذا الموضوع، الاول: الفريق المؤمن بالاعتراف باسرائيل والمستعد للتعايش معها، والتعاون معها اقتصاديا وسياسيا وامنيا، والذي جسدته في النهاية خريطة الطريق التي تبنتها الرباعية الدولية منذ العام 2004، والثاني: الفريق الذي يسعى الى تدمير اسرائيل ومواجهتها عسكريا بالمقاومة المسلحة ولا يقبل التعايش معها او الاعتراف بها ، والذي تكرس بتزايد وتصاعد المقاومة وانتظامها وتطور امكاناتها وكفاءتها التنفيذية بعيد الانتفاضة الثانية الكبرى لعام 2000. منعطفات استراتيجية في التحول الفلسطيني 2004-2006 ثمة منعطفات جوهرية اثرت وبشكل ملحوظ على طبيعة التوجهات الاسرائيلية في التعامل الفلسطينيين وعلى الاخص وفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في نوفمبر 2004 ومن ثم تراس الرئيس محمود عباس للسلطة الفلسطينية ولمنظمة التحرير ولحركة فتح- وهو صاحب نظرية اتفاق اوسلو والتعايش مع اسرائيل- ، وكذلك تسارع بروز حركة حماس كقوة سياسية واجتماعية عبرت عن نفسها فورا في مقاطعة انتخابات الرئاسة للسلطة الفلسطينية في مطلع عام 2005 بنسبة نجاح وصلت الى حوالي 37% ، ومن ثم نجاحها في انتخابات البلديات مع نهاية عام 2005 بحصد نسبة اصوات تصل الى 42% من مجموع اصوات الناخبين الفلسطينيين، ومن ثم فوزها في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني بنسبة اصوات تصل الى 69% في بداية عام 2006 . وقد شكلت هذه المتغيرات المتسارعة اطارا ناظما وجديدا لتعامل اسرائيل مع الفلسطينيين، حيث شعرت اسرائيل انها امام حالة من عدم الاستقرار والتاكد والاطمئنان الى التزام الفلسطينيين بالعملية السلمية او نبذ "العنف" او وقف المقاومة، خاصة وان حركة حماس فرضت برامج الهدنة عبر هذه المقاومة المتصاعدة على اسرائيل لمرتين عام 2003 و2005 ومن جانب واحد، واحرجتها دوليا . كما كانت المقاومة الفلسطينية تخوض معاركها مع الاحتلال بعد ذلك بشكل اكثر قوة ونوعية وتميزا من ذي قبل، فيما تسببت هذه الهدنات باحراج الموقف السياسي الاسرائيلي الداخلي ايضا للحكومة ، اذ اصبح موقف المقاومة وخاصة حركة حماس امرا حاسما في توفير الامن من عدمه للفرد الاسرائيلي وللمؤسسات الاسرائيلية بل وللجندي الاسرائيلي في الضفة والقطاع والقدس وفي الاراضي المحتلة عام 1948( ما يعرف باسرائيل واحة الامن والامان والاطمئنان التي تحكمها اكفأ مخابرات العالم واقوى جيش في الشرق الاوسط ) . كما استفاد الجانب الفلسطيني من فشل اسرائيل في جنوب لبنان وانسحابها منه من جانب واحد وبدون اتفاق عام 2000، وكذلك ابان انسحابها من قطاع غزة بنفس الطريقة عام 2005 ، وفشلها العسكري الذريع امام المقاومة اللبنانية عام 2006 ، وعجزها التام عن التصدي لصواريخ القسام التي تنطلق من قطاع غزة سواء في حالتي وجود اسرائيل العسكري والاستيطاني داخل القطاع او بعد انسحابها مع المستوطنات من داخله، اضافة الى الفشل الامني المتزايد والعسكري في المواجهات المسلحة مع وحدات المقاومة المتقدمة في قطاع غزة، وعلميات الانفاق وآخرها عملية الوهم المتبدد في مايو 2006 . وبذلك شكلت الحالة الفلسطينية المتغيرة والمتطورة محددا مهما في ترتيبات الرؤية الاستراتيجية الاسرائيلية في التعامل مع الفلسطينيين ومع مكونات واقعهم السياسي بمحوريه السلمي والمقاوم . وبالطبع فان مصالح اسرائيل العليا المتمثلة بالامن والتوسع السياسي والاقتصادي وتحقيق الاعتراف العربي والدولي بها تمثل عوامل مهمة في تحديد هذه الاتجاهات . التوجهات الاسرائيلية الاساسية يمكن تقسيم ابرز هذه التوجهات الى ثلاثة اقسام رئيسية تتوزع جهات القرار السياسي الاسرائيلي في الدولة والمجتمع على حد سواء : 1- الذين يروا ان التعامل مع الفلسطينيين لا يصلح له الا القوة والعنف ، خصوصا بعد المراوغات التي قام بها ياسر عرفات بعد توقيع اتفاق اوسلو فيما يتعلق بالانتفاضة الثانية واتساع دائرة اعمال المقاومة ونوعيتها، وبعد فوز حركة حماس في انتخابات المجلس التشريعي، بل يرى بعضهم ان يعاقب الشعب الفلسطيني على هذا الاختيار . 2- الذين يروا ان على اسرائيل ان تتعامل مع المتغيرات التي لا تتيح لها ان تبقى دولة احتلال على المدى المتوسط والطويل ، وان عليها الدفع باتجاه عملية سلام مع تيار الاعتدال داخل الساحة الفلسطينية والذي تقوده حركة فتح عبر المفاوضات وبناء الدولة الفلسطينية وتوقيع اتفاق سلام يحقق الامن لاسرائيل والتطبيع مع العرب، وفي نفس الوقت الضغط على حركة حماس للاستجابة لمتطلبات هذه العملية وعبر مجموعة من الاستراتيجيات الخاصة بذلك 3- الذين يروا ان الموضوع الفلسطيني مرتبط بعملية السلام مع الدول العربية وانه يجب استكمال عمليات التطبيع والسلام مع الدول العربية لمحاصرة الموقف السياسي الفلسطيني واجباره على تقديم تنازلات استراتيجية في التفاوض وعلى الارض فيما يتعلق بتجفيف منابع الدعم المالي والسياسي والشعبي للمقاومة
وفي التعامل مع الفلسطينيين لا تميز اسرائيل كثيرا في عدوانها العسكري ، ولكنها تعمل على خلق طبقة من الشخصيات ذات الامتيازات التي تتعامل مع الواقع الاسرائيلي وتقبله وتقبل التفاوض معه وتوقيع اتفاقات سلام، فيما هي تعتقل وتحاصر وتغتال قيادات وكواد الاطراف الاخرى، والقطاعات المناهضة للتوجهات السلمية داخل اطر الكيانات التي يعمل من خلالها تيار المفاوضات للمساعدة على تخليق واقع داعم لهذا التيار وحرمان التيارات الاخرى من النماء والتطور والتمدد شعبيا وسياسيا واعلاميا وتنظيميا، وبالتالي اضعاف برامج المقاومة المسلحة والسياسية على حد سواء في الجانب الفلسطيني. حتى تتمكن من فرض شروطها وارادتها وسياساتها على اجندة الطرف الفلسطيني، وتمنعه من امتلاك ادوات الضغط والمناورة اللازمة لتحقيق بعض التنازلات الاسرائيلية على طاولة المفاوضات ، ولتحويل برنامكجه الا الجانب المطلبي المتعلق بتسيلات انسانية على المواطنين تحت الاحتلال. تحولات حاكمة لآفاق هذه التوجهات لم تتمكن اسرائيل من فرض تصورها الكامل على الشعب الفلسطيني بخصوص الحل النهائي، ولا زال الجانب الفلسطيني الذي يتنوع بين المقاومة والتسوية ، ومؤخرا بين قطاع غزة والضفة الغربية، يشعر بالاهانات الاسرائيلية المتواصلة، والمراوغات في تناول الحقائق والمسائل الجوهرية في المفاوضات. وهو اضعف امكانات نجاح هذه السياسات في تحويل المشروع الوطني الفلسطيني الى مطالب سكان تحت الاحتلال كما كانت تتوقع السياسات الاسرائيلية ، كما تبين للخبراء الاسرائيليين ان العامل الفلسطيني السياسي والشعبي والعسكري المقاوم عامل متطور باشكال وفضاءات متعددة ، أي ان ثمة صعوبات تقف في وجه البرامج الاسرائيلية تحد من قدرتها على ضبطه او السيطرة عليه بل حتى احيانا التنبؤ به اوتوقع مساراته المختلفة. وعلى صعيد آخر فان التعنت الاسرائيلي في تقديم أي تنازلات سياسية في المفاوضات مع الجانب الفلسطيني ورفض المبادرة العربية لتحقيق السلام الشامل والتطبيع، ورفض تقديم مؤشرات حسن النوايا او معطيات بناء الثقة كما يسمونها حتى في الجانب الانساني ، قد دفع بالشارع الفلسطيني الى التحول عن خيار التسوية الى خيار الانتفاضة والمقاومة سابقا، وعبر عن ذلك التحول باختيار قيادة المقاومة ( حماس) لتقود السلطة الفسطينية ، ووقف خلف برنامجها السياسي والمقاوم، وهي التي تتلقى دعما عربيا شعبيا واسعا، ما فتح لها المجال لتحقيق المشروعية السياسية الفلسطينية والعربية بشكل تسبب بتأ زم عملية السلام ، واضعف الآمال المعقودة عليها ، خصوصا بعد رفض اسرائيل الواقع الجديد بقيادة حماس ورفضها للتعامل مع نتائج العملية الديمقراطية واستمرار عدوانها ، وتنفيذ حصار خانق غير مسبوق ضد الشعب الفلسطيني عقوبة جماعية له على هذا الاختيار وفق شروط واجراءات عديدة . وعلى العكس من التوقعات الاسرائيلية فقد افرزت هذه التوجهات العقابية وضعا جديدا قويت فيه شوكة حركة حماس المناهضة لعملية السلام ، وتسبب ذلك بشلل الفريق المؤمن بهذه العملية فلسطينيا، فاتجهت اسرائيل الى التدخل بتغيير الواقع بدعم فريق محدود داخل فريق التسوية للانقلاب على الوضع ، فكانت النتيجة ان تم اقصاء هذا التيار من بنية السلطة كما من التاثير القيادي في التنظيم الذي يتبنى ويدعم التسوية ، وآلت الامور بعد صدامات وخلافات وخطط تآمر وحصار الى قيام حركة حماس بحسم الوضع المتفجر والفلتان الامني في عقطاع غزة امنيا وعسكريا ، لتحكم القطاع عبر مؤسسات الحكومة والسلطة وحدها ، وعلى اثر ذلك واجراءت الرئيس محمود بعاس ضد حكومة حماس تشكل الانقسام الفلسطيني الجديد والواسع وبدعم من اسرائيل والولايات المتحدة لاضعاف الجانب الفلسطيني المفاوض من جهة ولمحاصرة خط المقاومة والقضاء عليه من جهة اخرى، لكن النتيجة كانت عدم قدرة رئيس السلطة على التقدم أي خطة عملية في ظل فقدان السيطرة على قطاع غزة ، في الوقت الذي احتجت اسرائيل بان أي اتفاق يجب ان يشمل القطاع ايضا، وان قيادة السلطة في رام الله غير قادرة على فرض أي اتفاق يتم التوصل اليه من الناحية التطبيقية. وهكذا فبقدر ما خلقت السياسات الاسرائيلية ازمة فلسطينية ومآزق داخلية وخارجية، فقد وضعت اسرائيل نفسها ايضا في مأزق كبير عنوانه لا رؤية واضحة لملامح المستقبل مع الفلسطينيين بانتظار متغير ما لم يعرّف حتى الآن . محددات التوجهات الاسرائيلية 1- المحدد الفلسطيني ، وهو محدد خارجي وداخلي في وقت واحد عنوانه المقاومة وعملية السلام وخرق اسرائيل لحقوق الانسان وللقانون الدولي، اضافة الى المعركة الاعلامية بين الطرفين تعبيرا عن حالة الاشتباك الميداني على الارض في المجالين الرئيسيين ، والذي يلعب التوافق والخلاف الفلسطيني عاملا حاسما لتحديد مدى فاعليته وقدرته على الاستمرار 2- المحدد العربي وموقف العرب من عملية السلام ومن المقاومة على الصعيد السياسي والدبلوماسي والاعلامي والعملي 3- المحدد الاسرائيلي المتعلق بطبيعة النخبة الحاكمة من جهة ، وطبيعة المزاج الاسرائيلي العام للشارع، اضافة الى الوضع النفسي الحقيقي للجيش وقدرته على توفير الامن وحماية الدولة 4- المحدد الدولي الذي يؤثر فيه تداخل مصالح الدول الكبرى والاقليمية المؤثرة مع المصالح الاسرائيلية او مصالح اللوبي اليهودي في العالم، ومقدار الوعي الدولي بمخاطر الاجراءات الاسرائيلية وعدوانها ، والتحرك الدولي ضد مثل هذه الاجراءات من عدمه، والقدرة العربية على حشد المجتمع الدولي ضد اسرائيل وسياساتها . 5- مقدار التوافق العربي والفلسطيني الرسمي والشعبي على التشخيص والمواجهة عبر المفاوضات او عبر الانتفاضة والمقاومة فرص وآفاق التحول في الموقف الاسرائيلي تشير الدراسة العميقة لتحولات الفكر الاستراتيجي والسياسي الاسرائيلي في الاعوام الثلاثة الماضية الى تغير ملحوظ في هذه المنظومة التي كانت سائدة لعقود مضت ، والتي لعبت المقاومة والانتفاضة الفلسطينية واللبنانية فيها دورا حاسما، كما يساعد الفشل الامريكي في العراق وافغانستان في زيادة تاثير هذه العوامل. فقد ساد الحوارات الاسرائيلية في هذه السنوات ما يعرف بتقييم مدى المناعة القومية للدولة والمجتمع الاسرائيلي ، حيث اظهرت الدراسات المتعلقة بها تزايد نقاط الضعف وتراجع الثقة بالمناعة القومية على صعيد المجتمع والجيش والامن والسياسيين، وهو امر يخضع حاليا لمراجعات مطولة ، يعتبر مؤتمر هرتزليا السنوي احد اهم ادوات دراساته، حيث يؤكد ملخص اوراق العمل في المؤتمر المنعقد في يناير 2007 ان اسرائيل تعيش في ازمة استراتيجية عميقة ومتعددة الوجوه، فيما تعاني النظم فيها من الانهيار او خطر الانهيار بالحد الادنى . وعلى صعيد آخر تشير الدراسات في الرسم الاستراتيجي الاسرائيلي منذ العام 1980 وحتى 2000 الى العجز الذي يبديه الفكر الصهيوني والخبراء في تحديد طبيعة تحولات العامل في الفلسطيني في المعركة والصراع بمختلف اشكاله، بحيث اصبح العامل الفلسطيني قادرا على قلب الحسابات الاسرائيلية المستقبلية وبالتالي تعويق البرامج الاستراتيجية الاسرائيلية ازاء تصفية الصراع. وتزايدت منذ اكثر من عقدين النداءت لتدارك الوضع في حال حقق تيار الاسلام السياسي متحالفا مع تيارت وطنية وقومية نجاحات كبيرة في المشاركة السياسية والحكم في الوطن العربي، غير ان تنامي هذا التيار المتسارع اصبح مصدر خطر حقيقي على الامن الاسرائيلي وقوته الاحتلالية ، ويعد تضافر العامل اللبناني في هذا المجال وخصوصا المقاومة ومن ثم تنامي العامل العراقي لخط المقاومة الاصولية مؤشرا خطرا على امكانية تراجع اسرائيل ونفوذها وربما مكونات امنها الاقليمي والداخلي. ومن الجدير بالذكر ان حرب تموز 2006، وفشل اجتياحات غزة المتواصلة وتكبد خسائر فادحة بالاروح والمعدات، وعجز اسرائيل عن مواجهة صورايخ المقاومة من الشمال والحنوب برغم التكنولوجيا العسكرية التي تملكها قد شكلت مصدر قلق كبير وحقيقي على مستقبل المشروع الصهيوني والاسرائيلي، وبالتالي ثمة ادراك اسرائيلي متزايد لاهمية تقديم تنازلات جوهرية على صعيد المسار الفلسطيني التفاوضي من جهة ، واهمية التفاهم او التفاوض مع حركة حماس وعدم تجاهلها في ظل قدرتها على المواجهة المسلحة من جهة، وقدرتها على افشال أي جهود للتوصل الى اتفاق سلام لا توافق عليه من جهة اخرى، ما يعني انها اصبحت عثرة كاداء في طريق تحقيق الامن اوالانفتاح لاسرائيل. وبالطبع ليس ثمة اجماع بعد بل ولا تبني خطة استراتيجية مشتركة للقوى الاسرائيلية الحاكمة او العسكرية في معالجة المأزق والتعامل مع مختلف المتغيرات الاستراتيجية انفة الذكر، لكن ما ذكرته الورقة هو معطيات تتعدد مواقعها ومصادرها السياسية والاجتماعية والامنية الاسرائيلية . وبذلك يمكن القول ان تزايد مصادر تهديد الامن الاسرائيلي وفشل الجيش والاستخبارات الاسرائيلية في الحروب مع المقاومة ، والعجز الذي يبديه السياسيون عن احداث اختراق حقيقي في عملية السلام مع الفلسطينيين، وعجز قوات الاحتلال الاسرائيلي عن وقف تقدم برنامج ومشروع المقاومة وتنظيماته برغم الاعتقالات والاغتيالات ، وعدم القدرة على مواجهة الصواريخ من غزة او حنوب لبنان، قد كشف الحماية عن الامن الاسرائيلي وجعله مهددا وغير مطمئن للاسرائيليين انفسهم وجرأ عليهم فصائل المقاومة ، وهو ما يثبت وفق بعض الدراسات ان العامل الفلسطيني قد خرج عن السيطرة الاسرائيلية ، ولا بد من التفاهم معه بقواعد ومقومات جديدة تكون حركة حماس احد عناوينه من جهة ، وتقديم التنازلات السياسية للانسحاب من الاراضي المحتلة عام 1967 عنوانه م جهة ثانية. ويقع هذا الاستنتاج في دائرة التباين الفلسطيني والعربي في قراءة المتغيرات واتجاهاتها ، وهو نفس الاشكال الذي يقع فيه الاستنتاج بشان القراءة الاسرائيلية المتباينة ايضا للتحولات الفلسطينية والعربية المحيطة. مداخل تحول الموقف الاسرائيلي يمكن القول ان التحول في الموقف الاسرائيلي يعتمد على عوامل متعددة من بينها:
بانوراما القادم من المشهد في ضوء هذا التحليل والقراءة الاستراتيجية هل يمكن ان تشهد الاشهر القادمة توصلا الى اتفاق فلسطيني-اسرائيلي على المباديء او اطار الحل النهائي فقط، ام هل يمكن ان تشهد الحالة تفاهما بين حماس واسرائيل على تهدئة تتحول تدريجيا الى هدنة طويلة الامد تبنى على الانسحاب واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ووقف اعمال العنف المتبادلة بين الطرفين ، وهل تتغير البنية السياسية الاسرائيلية نحو اليمين المتطرف خلال هذا العام في ظل تزايد احتمالات سقوط ايهود اولمرت كرئيس لحكومة اسرائيل لمصلحة التشدد الاسرائيلي، وبالتالي امكانية فتح فصل جديد من المواجهات والعدوان والمجازر، خصوصا في ظل الظرف الواقعي القاضي برحيل الرئيس الامريكي جورج بوش ورحيل ايهود اولمرت ورحيل محمود عباس عن سدة الحكم والقرار بسبب انتهاء فتراتهم او غير ذلك ، وهو ما قد يعني فتح صفحة فلسطينية جددي من التوةافق والتوحد الوطني، وان خط المقاومة قد يتنفس الصعداء ليفرض شروطا جديدة وقواعد متجددة للعبة القائمة ؟ ان مجمل هذه التساؤلات انما تشير الى ان الافق مفتوح على تحولات مهمة ، ولعل التخطيط الواعي للتعامل معها مسبقا قد يعني في النهاية اخضاع اسرائيل لمنطق الحق الفلسطيني في كثير من جوانبه.
صنعاء- محاضرة في مركز الدراسات التاريخية
والاستراتيجية أعلى الصفحة عودة لرؤيتنا للمتغيرات
|
|
|
|
---|