في ظل التصريحات الواضحة من قبل الأمريكيين والإسرائيليين والفلسطينيين،
فإن أساس البيان المتوقع صدوره عن مؤتمر أنابولوس للسلام في الشرق الأوسط
المتوقع عقده في 26/11/2007م سوف تستند إلى نصوص وأسس وقواعد خريطة الطريق
وبالذات المرحلة الأولى التي تقوم على تفكيك المنظمات الفلسطينية، هذا
ناهيك عن بعض التحول فيما يتعلق بتراجع الموقف الفلسطيني عن تطبيق حق
العودة إلى الأراضي المحتلة عام 1948، وقبوله المبدئي بضم الكتل
الاستيطانية اليهودية في الضفة الغربية إلى إسرائيل فيما تسمى "بتبادل
الأراضي"! أي أن المؤتمر سوف يعيد إحياء خريطة الطريق في شقه الأمني الذي
يتوقع أن يبنى عليه الشق السياسي، إضافة إلى إعلان الفلسطينيين لتنازلات
جوهرية جديدة، وتتناول هذه القرارات محاولة لرسم سيناريو الوثيقة الممكنة
لتقدير الخطورة التي ينطوي عليها الموقف الفلسطيني المتراجع والضعيف أمام
إسرائيل في هذا المؤتمر.
" البيان الختامي المتوقع في ضوء رؤية الرئيس جورج بوش وعلى اساس خريطة
الطريق والمبادرة العربية للسلام ، وتطبيقا لقرارات مجلس الامن الدولي ذات
الصلة، ومن أجل بناء الأمن والاستقرار في المنطقة، ولانهاء الاحتلال
للاراضي الفلسطينية الذي نشأ عام 1967، فقد اتفقت الاطراف المشاركة في هذا
الاجتماع على هذه الوثيقة التي تدعم جهود السلام السابقة لتكون اطارا عمليا
لمفاوضات فلسطينية اسرائيلية فعالة يتم فيها التوصل الى تسوية متفق عليها
بينهما حول مختلف القضايا العالقة ، وعلى اساس انشاء دولتين فلسطينية
واسرائيلية تعيشان بسلام جنبا الى جنب .
وقد أكد الاجتماع على ان
الهدف هو تسوية شاملة ونهائية للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي
، وأن
هذه التسوية التي سيتم التفاوض عليها بين الأطراف ستؤدي إلى انبعاث دولة
فلسطينية مستقلة وديموقراطية قادرة على الحياة، تعيش جنباً إلى جنب بأمن
وسلام مع إسرائيل وجيرانها الآخرين، هذه التسوية ستنهي الصراع الإسرائيلي –
الفلسطيني على أساس مرجعية مؤتمر مدريد ومبدأ الأرض مقابل السلام وقرارات
مجلس الأمن 242، 338 و 1397 والاتفاقيات السابقة المبرمة بين الأطراف، وهذه
التسوية ستأخذ أيضاً بالاعتبار الخاص الأهمية المتواصلة للمبادرة العربية
السعودية التي تم تبنيها من قبل القمة العربية في بيروت وهي جزء أساسي
للجهود الدولية الهادفة لتحقيق سلام شامل على جميع المسارات بما في ذلك
المسارات السوري – الإسرائيلي واللبناني – الإسرائيلي.
يعمل الطرفان على
إنهاء الإرهاب والعنف،
وإعادة الحياة الفلسطينية إلى طبيعتها وبناء المؤسسات الفلسطينية.
ويشرع
الفلسطينيون فوراً بتطبيق وقف غير مشروط للعنف، ويستأنف الفلسطينيون
والإسرائيليون التعاون الأمني على أساس خطة تينت لإنهاء العنف، والإرهاب
والتحريض من خلال أجهزة أمن فلسطينية فعالة ومعادة الهيكلة.
و من اجل الشروع بمفاوضات ذات جدوى على القضايا الاساسية بين الطرفين وبدعم
من اللجنة الرباعية والدول المانحة والدول العربية فإنه يتعين على الطرفين
القيام بخطوات من شأنها بناء الثقة وتجهيز المنطقة والشعبين لحل الدولتين
الذي أعلنه الرئيس بوش ، بدولة فلسطينية قابلة للحياة متواصلة جغرافيا الى
جانب اسرائيل وتعيشان بسلام جنبا الى جنب ، وأهم هذه الخطوات:
اولا: على الصعيد الفلسطيني
-
تقوم السلطة الفلسطينية بعملية إصلاح سياسية شاملة تحضيراً للدولة بما في
ذلك صياغة الدستور الفلسطيني وإجراء انتخابات حرة نزيهة ومفتوحة على هذه
الأسس.
-
تصدر القيادة الفلسطينية بياناً لا يقبل التأويل يعيد التأكيد على حق
إسرائيل كدولة يهودية (الوطن القومي اليهودي) بالعيش بسلام، ويدعو لوقف
فوري وغير مشروط لإطلاق النار، ووقف النشاطات العسكرية وجميع أشكال العنف
ضد الإٍسرائيليين في كل مكان، وتوقف كافة المؤسسات الفلسطينية الرسمية
التحريض ضد إسرائيل.
-
يعلن الفلسطينيون وقفاً لا يقبل التأويل للعنف والإرهاب، ويقومون بجهود
ملموسة على الأرض لاعتقال وتوقيف الأشخاص والجماعات التي تشن وتخطط لهجمات عنيفة ضد الإسرائيليين في كل مكان.
- تبدأ
الأجهزة الأمنية في السلطة الفلسطينية عمليات ناجعة ومحددة تهدف إلى تفكيك
القدرات والبنى التحتية للإرهاب.
-
يتم دمج جميع الأجهزة الأمنية في ثلاث أجهزة تكون مسؤولة أمام وزير داخلية
صاحب صلاحيات.
ثانيا: على الصعيد الاسرائيلي
-
تقوم إسرائيل بكل الخطوات المطلوبة من أجل إعادة الحياة الفلسطينية إلى
طبيعتها.
-
تجمد إسرائيل جميع النشاطات الاستيطانية بما يتوافق وتقرير ميتشل.
وتشرع بتفكيك
جميع البؤر الاستيطانية
التي تمت إقامتها منذ شهر آذار لعام 2001
-
تصدر القيادة الإسرائيلية بياناً لا يقبل التأويل تؤكد فيه التزامها برؤية
الدولتين ودولة فلسطينية مستقلة، قابلة للحياة وذات سيادة تعيش بأمن وسلام
إلى جانب دولة إسرائيل كما عبر عنها الرئيس بوش، وتدعو إلى وقف فوري للعنف
صد الفلسطينيين في كل مكان.
وتنهي جميع المؤسسات
الرسمية الإسرائيلية التحريض ضد الفلسطينيين.
- لن تقوم
الحكومة الإسرائيلية بأية أعمال تقوض الثقة بما في ذلك الأبعاد
- تنسحب اٍسرائيل
من المناطق الفلسطينية التي احتلت بعد 28/أيلول/2000 ويعود الطرفان إلى
الوضع الذي ساد قبل هذا التاريخ في وقت يتقدم فيه الأداء والتعاون الأمني
وتنتشر القوات الأمنية الفلسطينية في المناطق التي يخليها الجيش
الإسرائيلي.
-
تقوم الحكومة الإسرائيلية بخطوات لتحسين الأوضاع الإنسانية بما في ذلك
تطبيق توصيات تقرير بريتني لتحسين الأوضاع الإنسانية، ورفع منع التجول
وتخفيف القيود المفروضة على حركة الأشخاص والبضائع والسماح بتحرك كامل وآمن
للموظفين الإنسانيين والدوليين.
ثالثا: على الصعيد المشترك
وتواصل الحكومة الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية عملية تحصيل العائدات
وتحويل الأموال وفقاً لآلية رقابة وشفافية ومتفق عليها، كما يحدد الطرفان
لاحقاً المساحات والمناطق التي سيتم تبادل الأراضي فيها بناء على حاجات
ومطالب كل طرف.
المفاوضات النهائية وبناء الدولة الفلسطينية القابلة للحياة
تركز الجهود في المرحلة التالية
للمؤتمر الدولي في أنابولوس
على خيار إنشاء دولة فلسطينية بحدود مؤقتة، على أساس الدستور الجديد، كمحطة
على الطريق نحو الحل الدائم، وسيكون التقدم نحو المرحلة الثانية على أساس
الحكم الجماعي للجنة الرباعية فيما كانت الشروط مواتية للتقدم، آخذاً بعين
الاعتبار أداء جميع الأطراف اللازمة.
وتكون
أهداف
هذه الدولة المؤقتة
الرئيسية هي في أداء أمني شامل وتعاون أمني فعال،
وجهد
متواصل لإعادة الحياة الفلسطينية إلى طبيعتها وبناء المؤسسات،
والبناء الإضافي على الأهداف التي حددت في المرحلة الأولى، وإعداد دستور
فلسطيني ديموقراطي، وتعميق الإصلاح السياسي، وإنشاء دولة فلسطينية بحدود
مؤقتة.
ويتم
إنشاء دولة فلسطينية ذات حدود مؤقتة من خلال عملية تفاوض فلسطينية –
إسرائيلية يطلقها المؤتمر الدولي كجزء من هذه العملية،
لتنفيذ
الاتفاقيات السابقة
وتحقيق
أقصى حد من التواصل الجغرافي، بما في ذلك خطوات إضافية على صعيد
وقف
الاستيطان بالتزامن مع إنشاء الدولة الفلسطينية ذات الحدود المؤقتة.
مع
تفعيل الدور الدولي في مراقبة التحول، مع دعم أمني فعال على الأسس التي
وضعت في المرحلة الأولى.
وتتوصل
الأطراف إلى اتفاق الوضع الدائم الشامل الذي ينهي الصراع الفلسطيني –
الإسرائيلي من خلال تسوية متفق عليها بين الأطراف قائمة على أساس قرارات
مجلس الأمن 242 و 338 و 1397 التي تنهي الاحتلال الذي بدأ عام 1967 وتشمل
حلاً واقعياً
لموضوع اللاجئين، وقراراً متفاوضاً عليه حول وضع القدس يأخذ بعين الاعتبار
اهتمامات كلا الطرفين السياسية والدينية ويحمي المصالح الدينية لليهود
والمسيحيين والمسلمين في العالم.
وتقبل
عندها
الدول العربية بتطبيع العلاقات مع إسرائيل وإشاعة الأمن لكافة دول المنطقة
في إطار سلام عربي – إسرائيلي شامل.
ولتسهيل المفاوضات بين الإسرائيليين
والفلسطينيين يتم العمل على إعادة
الروابط العربية مع إسرائيل التي كانت قائمة قبل الانتفاضة،
بما في ذلك إعادة إحياء المفاوضات
متعددة الأطراف حول قضايا بما يشمل مصادر المياه الإقليمية، البيئة،
التطوير الاقتصادي، اللاجئين، وقضية الحد من التسلح.