رؤيتنا للمتغيرات

نشـاطـاتنا

إصـداراتنـا

وثـائـــق

دراســـات

خدمات مجانية

الدورات التدريبية

الشؤون الإسرائيلية

أحدث إصدارات 2010

التسـويـة السيـاسيـة

 التحديات والآفاق

الوطــــن البديـــل آفاق التطبيق وسبل المواجهة

القرن الإفريقي وشرق إفريقيا

الواقع والمستقبل

رسالة أوباما التصالحية والمطلوب عربيا

الفاتيكان والعرب، تحديات وآفاق في ضوء زيارة البابا للمنطقة

التداعيات القانونية والسياسية لانتهاء ولاية الرئيس الفلسطيني

السياسات العربية في التعامل مع الصراع العربي الإسرائيلي حتى عام 2015م

الأزمة المالية الدولية وانعكاساتها

 

هزيمة حزيران/يونيو 1967
المخرجات وآفاق المستقبل

جـواد الحـمد
19/6/2007

          شكلت هزيمة الدول العربية أمام العدوان الإسرائيلي في حزيران /يوينو عام 1967 نقطة تحول استراتيجية في الصراع العربي-الإسرائيلي من جهة، وفي اتجاهات توازن القوى السياسية والاجتماعية الداخلي في الوطن العربي من جهة أخرى. 

ولذلك فان التوقف عند هذا الانعطاف بعد مرور أربعين عاما يعد من المراجعات التاريخية والسياسية المهمة، كما تبرز أهمية هذه المراجعات عند النظر في المدى الزمني للأربعين عاما وما اعتراها من تحولات ربما كان لهذه الهزيمة الفضل الكبير فيها.

فقد شهدت المرحلة التي سبقت عدوان حزيران/يونيو 1967 انقساما أفقيا وعموديا في صفوف الأمة العربية، حيث دارت معركة إعلامية وسياسية وعسكرية بين محورين في الوطن العربي، المحور الأول: الذي سمى نفسه "بالتقدمي" بزعامة عبد الناصر، والمتحالف مع الكتلة الاشتراكية، والمحور الثاني: المتحالف مع الغرب والولايات المتحدة والذي أطلق عليه "بالمحور الرجعي"، والذي تزعمته المملكة العربية السعودية.

كما انقسمت التيارات الشعبية العربية بين التيار القومي الناصري والبعثي وبين التيار الإسلامي، حيث قام التيار القومي المتمكن من الحكم في عدد من البلدان العربية بقمع التيار الإسلامي ومحاولة استئصاله من المجتمع، فيما لقي التيار الديني مجالا أرحب نسبيا في دول المحور الثاني

وبذلك مثل الواقع الاستراتيجي للأمة جبهة ضعيفة رسمية وشعبية غير قادرة على المواجهة بالفعل، كما أنها ارتبطت بالسياسة الدولية بمحوريها، وخضعت لتوازن الحرب الباردة بين القطبين، وذلك رغم أن " التيار التقدمي" كان يتمتع بشرعية شعبية واسعة في كل أنحاء الوطن العربي، فيما كان المحور الآخر يفتقر إليها، ما جعله يتمترس خلف شرعية دينية صنعها لنفسه عبر طبقة العلماء، وكرسها بسلوكه الديني العام، وسياساته المرنة في التعامل مع التيار الإسلامي.

وقد أسهم هذا الحال في تشكيل ساحة وظروف المعركة، وحدد آفاق الانتصار فيها،ليكون طرف واحد يتقوى على كل الأصعدة وتدعمه قوى النظام الدولي جميعا، وطرف متعدد الرؤوس ومنقسم على نفسه، ويحاصر التيار الديني الفاعل في تحريك الجماهير، ويعتمد على تحالفين متناقضين غربا وشرقا، ولا يتفق على استراتيجية واحدة في المواجهة، ويسيطر على الشعب الفلسطيني عبر محوريه ( التقدمي والرجعي) ليمنعه من ممارسة دور مستقل وفاعل في الميدان، إن بتجريد الضفة الغربية وقطاع غزة من السلاح، أو بالضغط على المقاومة الناشئة لتكون ضمن الاستراتيجية العربية الرسمية عبر منظمة التحرير الفلسطينية.

ولذلك كانت كارثة صبيحة الخامس من يونيو/حزيران 1967 ، عندما شنت إسرائيل هجوما واسعا على الجبهات العربية الثلاث وفي وقت واحد، لتدمر القوة الجوية المصرية وتشلها، ولتهزم سلاح الدبابات والمدفعية السورية والقوة الجوية، ولتدفع بالجيش الأردني إلى خطوط الدفاع في الضفة الشرقية من نهر الأردن، ولتتمكن إسرائيل في أقل من ست ساعات تحقيق هزيمة نكراء لهذه الجيوش التي تشاركها جيوش عربية أخرى في كل من الأردن وسوريا ومصر، ولتتمكن خلال الأيام الستة التي تلت المواجهة الأولى من احتلال كامل فلسطين والقدس وصحراء سيناء حتى شاطئ قناة السويس وهضبة الجولان وجزيرتين سعوديتين هما تيران وسنافر في مدخل خليج العقبة، فيما اعتبر نصرا ساحقا على الجيوش العربية مجتمعة،كما سطر في الأبحاث والأدبيات والإعلام الغربي.

          وعلى أصداء هذه الهزيمة شقت القضية الفلسطينية، مدعومة بتحولات استراتيجية اقليمية عربية وإسلامية رسمية وشعبية كبيرة، طريقها نحو النصر والتحرير بعد هذه الكارثة، بل إن الكارثة ذاتها ربما كانت سببا في بعض هذه المخرجات الإيجابية.

المخرجات الفكرية والسياسية

1-   سقوط النظرية القومية لتحرير فلسطين القائمة على أن الوحدة طريق التحرير سواء كفكرة أو كبرنامج سياسي وعسكري

2-    انطلاق النظرية الوطنية - القومية المختلطة على الصعيد الفلسطيني، القائمة على العمليات الفدائية عبر الحدود لجر الجيوش العربية إلى المواجهة، حسب تعبيرات قادتها!

3-   هزيمة الفكرين التقدمي والرجعي الذين تتبناهما محورا الرسمية العربية، وفقدان الشرعية الشعبية السياسية منها والدينية على حد سواء، وانكشاف الضعف الذي يعتري سياسات المحورين.

4-    أتيحت الفرصة للتيار الإسلامي ليجد طريقه انطلاقا من المواجهة مع المشروع الصهيوني بدءا بقواعد الإخوان المسلمين في الأردن عام (1968-1970)، ومن ثم بانطلاق الصحوة الإسلامية ويوم الأرض عام 1976، والذي تمخض عن تحول كبير في سياسات الحكومة المصرية بعد عبد الناصر تجاه التيار الإسلامي، حيث أفسحت له المجال للتقدم، وتوافق ذلك مع انطلاق الثورة في أفغانستان ضد السوفييت عام 1979، ونجاح الثورة في إيران في إسقاط قلعة الإمبريالية وشرطي الخليج شاه إيران عام 1979 كذلك.

5-   انفتاح الفلسطينيين تحت الاحتلال عام 1948 على إخوانهم في الضفة والقطاع، الأمر الذي تسبب بصحوة عربية وإسلامية وفلسطينية ما كانت لتحدث لولا هذا الانفتاح، وليسيطر التيار الإسلامي على الشارع العربي فيما يسيطر التيار القومي والوطني على الرمزية السياسية فيه.

6-   انتقال ثقل نظرية المواجهة مع الاحتلال من الحدود مع فلسطين إلى الداخل الفلسطيني، مما جعل العامل الفلسطيني المستقل في الداخل الأكثر فاعلية، وهو ما تبنته حركة حماس لاحقا برغم انتمائها وفكرها الإسلامي في مجال العمق الاستراتيجي، وهو الذي أثمر الانتفاضة الأولى عام 1987 والثانية عام 2000 ، وأدى إلى استلام حماس لقيادة السلطة والسيطرة على الميدان العسكري في المواجهة خلال الفترة ( 2002- 2007).

7-   تراجع نفوذ وسيطرة الحكومات العربية على فكر الشارع العربي وتوجهاته لصالح التيارات الشعبية الإسلامية منها والقومية المستنيرة والوطنية، مما أخرج القضية ومواجهة المشروع الصهيوني من يد الرسمية لصالح القيادات الشعبية.

المخرجات عسكرياً

1-        دخول المواجهة مع إسرائيل مرحلة حرب الاستنزاف التي لم تستعد لها إسرائيل جيدا، ما أثبت القدرة العربية على الإثخان فيها عندما تكون هناك إرادة سياسية وعسكرية

2-        أتيحت الفرصة الكبيرة للعمل الفدائي الفلسطيني ليملأ الفراغ العربي والفلسطيني الذي تركته الهزيمة.

3-        انتقال العمل الفدائي الفلسطيني إلى لبنان بعد حرب أيلول 1970 في الأردن وتصادمه مع الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975-1989.

4-        تمكن الجيوش العربية من هزيمة الجيش الصهيوني في حرب 1973 واستخدام العرب لسلاح النفط لأول مرة بشكل شكَّل ضغطاً حقيقاً على النظام الدولي، وتسبب بتزايد الإمكانات الاقتصادية العربية بشكل كبير ما مثل طفرة اقتصادية.

المخرجات إسرائيلياً

1-        تزايد الأهمية الاستراتيجية دوليا واقليميا لإسرائيل بسبب هذا النصر الذي قدمته للعالم بوصفه معجزة !

2-        نجاح إسرائيل بتدمير قوة منظمة التحرير الفلسطينية في عام 1982، وانكفائها عن قيادة القضية عسكريا وميدانيا إلى العمل السياسي والإعلامي، ما أفسح المجال للتيار الإسلامي المتنامي والمتفاعل مع القضية حينها لاستلام زمام المبادرة والذي تبلور في انتفاضة عام 1987 بشكل منظم.

3-        تزايد محاولات تصفية القضية الفلسطينية عبر عملية السلام والمفاوضات السياسية مع الاحتلال بدءاً من كامب ديفيد 1978 ثم استئنافها عام 1991 بمؤتمر مدريد وما تمخض عنه من اتفاقات.

آفاق المستقبل وفق العبر والدروس المستفادة

          شكلت معالم الهزيمة عام 1967 وفق نتائجها وتداعياتها التي أشرنا لها آنفا، ومخرجاتها المختلفة، وتفاعلات المواجهة الميدانية، والتحولات الفكرية والسياسية والإستراتيجية، إطارا ناظما لملامح مستقبل المواجهة يمكن تسطير بعض أهمها:

1-   أن أهمية الإرادة السياسية تسبق الإمكانات العسكرية المتوفرة.

2-   أن الإطار الفكري الناظم للصف القيادي أو لطبيعة إدارة الصراع وأدواته إنما يحدد إمكانات الحسم ونتائج المواجهة

3-    أن نظرية التحرير انتقلت من الإطار الرسمي العام إلى الإطار الشعبي، وان ترتيب العوامل الفاعلة يلعب دورا مهما في حسم النتائج بين العامل الفلسطيني والعربي والإسلامي والدولي، وأن التجربة أثبتت أن العامل الفلسطيني هو قاعدة الانطلاق في المواجهة بعمقه الاستراتيجي العربي والإسلامي ليؤثر على البعد الدولي

4-    أن ما تم إنجازه على صعيد القضية منذ هزيمة حزيران/يونيو عام 1967، أعاد الصراع إلى طبيعته الصفرية رغم محاولات الاعتراض التي تمت والتي لا تزال تعمل للوصول به إلى حل وسط يقر بوجود الكيان الصهيوني.

5-    أن الجماهير العربية جاهزة لتقديم التضحيات وخوض المعركة عندما تتوفر لها القيادات المناسبة الجادة رسمياً وشعبياً.

6-    أن عمليات الاستنزاف الداخلي في الأمة إنما تخدم المشروع الصهيوني مهما كانت مبرراتها، وأنه يجب الحرص على تجنبها واحتوائها بأقل الخسائر والتوجه نحو المعركة المركزية مع السرطان الصهيوني ورأسه ومصدر تغذيته.

 أن القوة الإسرائيلية العسكرية حقيقية ولكن إراداتها القتالية تخضع لموازين الميدان مع الطرف الآخر (كما حصل في لبنان عام 2000، وفي غزة عام 2005، وفي كل من  لبنان وغزة عام 2006 ) .


 

جـواد الحـمد
19/6/2007

أعلى الصفحة  عودة لرؤيتنا للمتغيرات

 

جائزة البحث العلمي

المؤسسة الأردنيـة

للبحوث والمعلومات

 

مجلـة دراســات

شـرق أوسطيــة

 

الندوات والمؤتمرات

حلقــات نقاشيـة

الحفل السنوي للمركز

من إصداراتنا

 

العلاقات التركية- الإسرائيلية وتأثيرها على المنطقة العربية

 


حق عودة اللاجئين الفلسطينيين بين النظرية والتطبيق

إسرائيل ومستقبلها حتى عام2015م
تداعيات حصار غزة وفتح معبر رفح

اتجاهات التحول في توازن القوى السياسية والاجتماعية في الديمقراطية الأردنية


نحو توافق فلسطيني لتحريم الاقتتال الداخلي

 

 

 

 

 

 

 

Designed by Computer & Internet Department in MESC.Latest update   July 08, 2010 12:14:15