|
مرور خمس سنوات على بدء العدوان الأمريكي العسكري على الأمة في أفغانستان الأستاذ جواد الحمد مدير مركز دراسات الشرق الأوسط شبكة إسلام أون لاين على الانترنت 7-10-2006
سؤال: كيف تقيم الحملة العسكرية المتسلسلة والتي بدأت بأفغانستان ومرت على العراق وتستعد لدول أخرى بالمنطقة؟ وهل نجحت في تحقيق أهداف الإدارة الأمريكية؟ الإجابة لا شك بأن الفشل كان عنوان الحملة منذ انطلاقتها لأنها لم تحمل تصورات استراتيجية ناضجة وإنما اتصفت بالعدوانية والتدميرية واستندت إلى تحطيم القوى التي تقف في وجهها دون النظر بدقة للعواقب والتبعات التي ستلحق بقواتها أو بمصالحها على المدى الاستراتيجي، ولذلك فإن تجربة احتلال العراق وأفغانستان أثبتت للإدارة الأميركية التي تعرف الحقائق الكبيرة والهائلة التي لا يتحدث عنها الإعلام ، فشل برنامجها وسياساتها وأسلوبها العسكري الوحشي في التدمير وإتباع سياسة الأرض المحروقة، وعليه فقد نجحت الحملة في تحقيق تدمير البلدين وتحطيم حكوماتهما لكنها لم تنجح أبداَ في بناء أنظمة سياسية مستقرة ولا تنمية اقتصادية ولا أمن وطمأنينة ولا بناء تجربة ديمقراطية محترمة، بل ساعدت على تنامي كل ما هو عكس ذلك من عدم استقرار وحروب داخلية طاحنة وطائفية مفرطة في العراق والفشل الذريع في القضاء على بذور العنف بل على العكس من ذلك فقد جعلت للعنف مسوغات سياسية وأخلاقية ربما لم يكن يحظى بها قبل الممارسات الأميركية اللاإنسانية بحق المواطنين الأفغان والعراقيين . السؤال كيف اعتدت أمريكا على العالم الإسلامي.وماهو السلاح الذي استعملته للاعتداء؟وماهي الدول التي اعتدت عليها ,وما هو الاعتداء الذي مارسته على ليبيا وكيف؟ الإجابة اتخذت الولايات المتحدة سياسة العزل والتشويه والإسقاط ضد كل الحكومات والأنظمة والشعوب والحركات التي تختلف مع سياساتها في بلدان العالم أجمع ، والأمثلة الصارخة على ذلك من قبل، تمثلت في أمريكا الجنوبية وشرق آسيا ووصلت إلينا محملة بالدم أواخر القرن العشرين ومطالع القرن الحادي والعشرين بما يسمى بالألفية الثالثة، التي تعتقد المسيحية الصهيونية الحاكمة في واشنطن أنها ستكون زمن سيادة المسيحية على كل الأديان الأخرى، وأن الإله هو الذي ابتعث بوش للقيام بهذه الحروب لتحقيق هذه النبوءة ، وهم يستندون في ذلك إلى مفاهيم توراتية وإنجيلية غير صحيحة ومتطرفة، كما يعتمدون على خرافات المنجمين من حولهم ، ولذلك فقد اعتدوا قبل سنوات خمس على أفغانستان وقبل ثلاث سنوات على العراق بالاحتلال العسكري المباشر بعد الخراب والدمار الذي أحدثته أسلحتهم الفتاكة . السؤال هل يعد يوم الهجوم الأمريكي على أفغانستان نقطة فارقة في التاريخ الحديث، حيث أن الحملة الأمريكية تبلورت وأخذت أشكالا متعددة بعدها لتصل إلى محاربة الأفكار الإسلامية بشكل علني و التدخل في الأساليب الاجتماعية و الخاصة للأفراد والجماعات سواءً كان داخل الولايات المتحدة أم خارجها... أرجو التعليق . الإجابة شكل احتلال أفغانستان بالعنف والقوة المسلحة والتدمير والتخريب للبلاد والعباد، نقطة فارقة في مطلع القرن الجديد ، ولكن الولايات المتحدة اليوم هي التي تعرض على حركة طالبان أن تحتفظ بالمناطق التي تسيطر عليها في أفغانستان مقابل وقفها للهجمات على قوات حلف الاطلسي بزعامة الولايات المتحدة ، وهي بذلك تعبر عن فشلها الذريع وعن كذب ادعائها بالانتصارات الموهومة على قوات المقاومة الأفغانية، وهي لا تزال تعيش الأشباح في ظلال تنظيم القاعدة أو مقاتلي طالبان ، ولا زلنا نذكر القصص التي رواها الكثير من المشاهدين والمشاركين في القوات عن الخوف والرعب الذي يصيب القوات الأميركية وجنودها في الليالي الحالكة والباردة خوفاً من ظهور رجال القاعدة أو طالبان في خيامهم كما يقولون ، وهي الأوقات التي اتضحت فيها معالم الفشل والخسارة الأميركية في أفغانستان ، خاصة في ظل الفشل في بناء الدولة أو المجتمع أو السيطرة على الأراضي خارج العاصمة كابل . السؤال يوم السابع من أكتوبر شهد أول رد فعل أمريكي عسكري على ما حدق في الحادي عشر من سبتمبر 2001 ، و بعد خمس سنوات لا تزال الإدارة الأمريكية المتخمة بالمحافظين الجدد تواصل عدوانها على الدول الإسلامية وتخرج بمصطلحات جديدة مثل " الفاشيون الإسلاميون" و "الإسلام المتشدد" لتبرير سياستها.. كيف يتعامل العالم الإسلامي مع هذا الهجوم المتواصل ؟ الإجابة للأسف الشديد فإن الرد العربي والإسلامي الرسمي كان يتصف بالخوف الشديد ، وتمكنت الإدارة الأميركية من تسخير الإمكانيات الرسمية لصالح برنامجها الأمني والاستراتيجي بل والاقتصادي على صعيد العالم بحجة محاربة ما يسمى بالإرهاب بعد 11 سبتمبر 2001، ولذلك فقد تجرأت الإدارة الأميرية المتصهينة على التدخل في شئون الدعاء والصلاة والمناهج وآيات القرآن والأحاديث النبوية في الدين الإسلامي في سابقة لم تتم حتى في عصر ملوك الطوائف في الأندلس، وهو تعبير عن استخفافها الكلي بالحكام والشعوب على حد سواء. لكن الأنظمة الرسمية العربية والإسلامية لم تقرأ هذه المتغيرات بشكل صحيح ، واتجهت نحو مزيد من الاستسلام للمطالب الأميرية ، ولمزيد من تنفيذ التوجيهات الأميرية في مختلف الميادين، وساهمت في تشجيع الإدارة الأميرية على مواجهة الكثير من الجماعات الإسلامية والعربية الحرة والمستقلة والتي تعمل على إنهاض الأمة واستعادة سيادتها العالمية ، وعليه فإن رد العف الشعبي كان عنيفاً ويتصاعد يوماً بعد يوم، ولا ترى الإدارة الأمريكية من المتغيرات إلا ما تحب، أو ما يقدمه لها الرسميون العرب والمسلمون من خداع وتضليل ضد الأصوات الحرة في الأمة ، والولايات المتحدة اليوم تعاني من أزمات عسكرية وأمنية وسياسية وأخلاقية في كل مكان ، وهي تتآكل ديمقراطياً وعلى صعيد الحريات في بلادها، وبذلك فهي قوة متراجعة لا متقدمة ، واستخدامها المفرط والعنيف والمتواصل للقوة والتهديد والعقوبات والبطش يشير إلى بعض من هذا الاضطراب الاستراتيجي الذي يصيب الإمبراطوريات العظمى في بداية انهيارها أو انكفائها جغرافياً وسياسياً واستراتيجياً . السؤال ما هي تداعيات حرب بوش على ما يسمى "الإرهاب" خلال الخمس سنوات الماضية؟ الإجابة من ابرز تداعيات الحرب على ما يسمى بالإرهاب: 1- تزايد أعمال العنف الدولية ضد الولايات المتحدة 2- استباحة الولايات المتحدة للمحرمات السيادية للدول التي تعاونت معها حباً وكرهاً في فتح السجون السرية وممارسة التعذيب لاستحصال الإعترافات الكاذبة لصالح المخابرات الاميركية . 3- تزايد السخط السياسي على الإدارة الاميركية في أوروبا وفي الولايات المتحدة ذاتها وفقدان الرئيس بوش لكثير من تأييده السابق في الجمهور الاميركي . 4- تصاعد موجة تفكك التحالف الذي حاول بناءه المسيحيون المتصهينون في الإدارة الأميركية لصالح حرب صليبية عالمية، بدءاً بانسحاب القوات الإسبانية من العراق . 5- فشل الحرب في القضاء على فكر القاعدة وتنظيمه ، بل ساعدت هذه الحرب العدوانية على تفشي مزيد من التأييد لهذا الفكر في الأوساط الشعبية على حساب القوى الأخرى في الساحة الإسلامية والعربية . 6- تزايد إمكانيات ومبررات بعض القوى في ممارسة العنف بمعناه الواسع وأحياناً ضد بلادهم بسبب علاقاتها بالولايات المتحدة . 7- تسببت الحرب بكشف محاور التحالف الأميركي في المنطقة والذي يعاني من تراجع شعبي كبير ينذر بسقوطه في أي لحظة ، مما جعل التعاون مع الولايات المتحدة سبباً ومبرراً لكثير من القوى لنزع الشرعية السياسية عن الحكومات القائمة وهو ما يمهد عادة للإطاحة بها في أي لحظة تاريخية مناسبة حيث لن تقف معها الولايات المتحدة. وغيرها من التداعيات السلبية والايجابية على الأمة على الصعيد الاستراتيجي . السؤال خطة بوش للقضاء على الإرهاب و تحديد خطواتها التي تمثلت في البدء بأفغانستان ثم العراق ألا تدلل على وجود خطة مسبقة لغزوهما حتى لو لم تكن أحداث 11 أيلول ؟؟ ألا يجعلنا ذلك نعتقد ان أحداث أيلول هي خطة مدبرة أيضا ؟ الإجابة ربما، ولكن المهم أن الخطة نفذت ، وهي اليوم قيد التقييم العملي، ونقول بأنها فشلت في تحقيق أهدافها وهي في طريقها إلى التقهقر خارج بلادنا وأرضنا . وأما الحقائق التاريخية فقد بدأت تتكشف كثير من خيوطها، وقد تحمل لنا الأيام القادمة معلومات أكثر دقة تبين الحقيقة كاملة . السؤال هل يمكن أن ننظر لصعود التيارات الاسلامية بالمنطقة كنتيجة مباشرة لزيادة ضغوط الهيمنة و الهجمة الأمريكية على العالم الإسلامي؟ ومن ناحية أخرى صعود التيارات اليسارية فى أمريكا اللاتينية فى مواجهة مساعي أمريكا للسيطرة على القارة اللاتينية.. ألا يؤشر ذلك إلى صحوة لمناهضي الهيمنة وربما نتائج ايجابية؟ الإجابة لا شك أن المد الإسلامي وصعود وتنامي نفوذ تيار الإسلام السياسي المستنير في العالم العربي والإسلامي سبق هذه الحملة ، وكان من أهم أسباب تفاقمها أميركيا ، حيث استشعرت الولايات المتحدة الخطر من هذا التنامي على صعيد الحرية والاستقلال والتكيف الشعبي مع المتغيرات لصالح الابتعاد عن المحور الأميركي وسياساته، خاصة في فلسطين ولبنان ، حيث حققت المقاومة في كل منهما انتصارات نوعية على إسرائيل . من جهة ثانية تسارعت وتيرة المشاركة السياسية الإسلامية والتوصل إلى منابر البرلمانات واتحادات الطلبة والنقابات والمؤسسات الأهلية إضافة إلى تولي الحكم بالمشاركة أو الانفراد في عدد من الأقطار ، أي أن التطور والتقدم الإسلامي على الصعيد السياسي كان متنامياً ، وهو يعمل بالتوازي مع تطورات الفكر الجهادي وفكر المقاومة ، لكن تسارع الصدام الذي خاضته القاعدة بأسلوبها وطريقتها وفر الجو المناسب للولايات المتحدة للانقضاض على الأمة وعلى الحركات الإسلامية ، وأفسح المجال لخلافات إسلامية داخلية واسعة حول أسلوب مواجهة الولايات المتحدة ، لكن قيام الولايات المتحدة بالاحتلال العسكري والتدمير في أفغانستان ثم العراق خلال السنوات الخمس الماضية وتسارع وتزايد احتضانها للممارسات الوحشية الإسرائيلية في لبنان وفلسطين ، دفع الشعوب بالكلية باتجاه التيار الإسلامي، ولكن هذه المرة بانقسام أغلبه مع تيار الإسلام السياسي المستنير وتيار المقاومة، والبعض ذهب إلى التيارات المتطرفة وبينهما جمهور آخر ، أي أن الحرب على الإرهاب تسببت في تزايد الانتماء السياسي الإسلامي في الشعوب العربية والإسلامية. ولعل فوز حركة حماس الكاسح لاستلام الحكم بالكامل مع المجلس التشريعي مثل قمة التحول الإسلامي الذي تسبب باضطراب الرؤية والموقف الاميركي والإسرائيلي وحلفائهما من الحكومات العربية والأطراف الفلسطينية المتضررة. وعلى صعيد آخر تزامن هذا التحول الكبير إسلاميا مع تحول مماثل في أوروبا وأميركا اللاتينية على حد سواء لصالح التيارات اليسارية والاشتراكية المناهضة للسياسات الاميركية في العالم ، مما أوجد تحالفا غير مكتوب بين الإسلام واليسار في مفارقة تاريخية مذهلة ضد الهيمنة والتفرد والسياسات الأميركية الطاغية . السؤال: أنظر إلى الدنمارك أعادت الأساءة إلى سيد البشرية صلى الله علية وسلم. لماذا سمحوا بترك المقاطعة. الإجابة لا شك أن التيارات الحاكمة في واشنطن وبعض العواصم الأوروبية والفاتيكان تعيش هذه الحالة من الحرب على الإسلام وتحاول أن تجر شعوبها إليها لتمنع النفوذ الإسلامي من اقتحام السياسة الأوروبية والأميركية بل واقتحام الواقع الاجتماعي الغربي لصالح الإسلام ، وهي تعمل على ذلك من منطلقات سياسية وفكرية وأيديولوجية متطرفة ومتمترسة خلف السلاح الفتاك والتفرد بالنظام الدولي ، ولا شك أن هذا الواقع يلزمه الكثير من العمل المشترك إسلامياً وعروبياً لتحقيق المواجهة والمكافأة مع هذه الحملات على مختلف الصعد . السؤال هل نستطيع القول بأن نجاح كوريا الشمالية في حيازة السلاح النووي و نجاح إيران في تقويض السياسة الغربية الرامية إلى السيطرة عليها وعدم إخراجها عن المضمار الذي تراه.. هو من علامات هذا التراجع؟ وهل فتح الولايات المتحدة لهذا الكم من الملفات السياسية في كل من العراق وأفغانستان و لبنان وفلسطين والسودان وحتى الصومال يؤشر لمرحلة مراهقة سياسية لم تتخلص منها إدارة بوش بعد ست سنوات لها في السلطة؟ الإجابة تسببت السياسات الاميريكية العنيفة والمتجبرة وممارسة طغيان القوة والصلف والتكبر على دول وشعوب العالم ، والتي مثل شخص الرئيس الاميركي جورج بوش نموذجا لها، تسبب ذلك بتفاقم نزعات التمرد السياسي الدولي على الولايات المتحدة وطغيانها، وأثمر ذلك عن تشكل عدد من المحاور المناوئة لها أشرنا لبعضها في الإجابات السابقة ، ولا شك أن نموذج التمرد الإيراني والكوري الشمالي يشكلان جزءاً من الاستحقاقات التي سيدفعها الشعب الاميركي ثمناً لسياسات حكومته المتغطرسة . ولكني أشير إلى أن السياسة التي تمارس من واشنطن ليس مراهقة سياسية وإنما سياسة متطرفة تستند إلى رؤى متطرفة وأحادية وعدمية للعالم والكون ، أساسها الخرافات التي يحويها التلمود والتوراة وقصص المنجمين حول الرئيس وأعوانه، كما أن المصلحة الشخصية الاقتصادية على وجه التحديد تلعب دوراً مهماً في ذلك، إضافة إلى عمى البصيرة الذي أصاب الفكر الأميركي الذي يقود هذه الإدارة وهو فكر المسيحية الصهيونية ، التي تتعامل مع الغيب بالمقياس البشري، وتعتقد أنها المبتعثة لتحقيقه واقعاً حتى لو كان السبيل هو الحرب والدماء، بل تعتقد في بعض جوانبها أن الحروب والدماء والقتل والدمار هو جزء أساسي من النبوءة الدينية التي يتدارسونها في البيت الأبيض . السؤال هل تعتقد أن قوى المقاومة والحركات الإسلامية والقومية قادرة على مواجهة السياسة الأميركية في المنطقة ؟ وما هو مستقبل حكومة حماس في ظل هذه التوجهات؟ الإجابة إن القوى الوحيدة القادرة على التعامل مع المتغيرات المستجدة في المنطقة في هذه الحقبة من تاريخنا هي القوى الإسلامية والقومية ، ولذلك فأعتقد أنها تملك الكثير من مقومات الانتصار على السياسات الأميركية ، ولكن الأمر يقوم على قاعدة تسجيل النقاط وليس الحسم المباشر في هذه المرحلة ، وذلك على مختلف الصعد السياسية والاستراتيجية والاقتصادية والفكرية والاجتماعية ، والإشكالية الأساسية التي تعيق تزايد معدل تقدم هذه القوى هو افتقارها إلى برنامج واحد في المنطقة له قيادة تنسيقية واحدة ، ويقوم على تحرير الأمة واستقلالها، ودعم برامج المقاومة الفلسطينية والعراقية واللبنانية الحرة إضافة إلى تأييد المقاومة الأفغانية ، ومثل هذا البرناج لا تقوى الولايات المتحدة ولا حلفاؤها على مقاومته، ولكنها تقوى على منازلته بقوى تسميها ليبرالية وهي مجرد مجموعات إمبريالية أميركية تعيش في بلادنا وتتبنى الأهداف والسياسات الأميركية وجيوبها تمتلئ بالدولارات لتوزيعها على الأنصار، ولكن مثل هذه القوى لا تقوى على الصمود ولا تستطيع أن تخدع أمتنا وهي أطراف مكشوفة الظهر لا سند لها في الجماهير . وأما على صعيد حكومة حماس ، فيبدو أن انسداد الأفق السياسي الأميركي والعربي والإسرائيلي على حد سواء في طريقة التخلص من هذه الحكومة ، دفعها لتشجيع الحرب الأهلية الفلسطينية بضخ الأموال والسلاح والإيقاع بين الأشقاء والعمل على إشعال الفتن داخل التنظيم الواحد ومع التنظيمات الأخرى ، وتقوم على فكرة الفوضى الكاملة وخلط الأوراق والتي يمارسها بعض الفلسطينيين ممن يعادون حركة حماس بسوء نية ويقع البعض الآخر فريسة أفكار وأطماع هؤلاء بدون نية ، وعليه فإن صمود الحكومة يتوقف على وعي الشعب الفلسطيني والأمة العربية لتشكل الحاضنة لحماية الخيار الديمقراطي من السقوط. السؤال تسعى الولايات المتحدة حالياً إلى تقسيم المنطقة إلى قوى معتدلة وأخرى شريرة أو متطرفة، وذلك يأتي بعد فشل مشروع الشرق الأوسط الكبير و أيضا الجديد الذي روجت له إبان العدوان الإسرائيلي الأمريكي على لبنان، فهل تنجح هذه المرة في تقسيم المنطقة إلى معسكرين واللعب بورقة المذهبية ؟ الإجابة
لعبة
المعتدلين والمتطرفين لعبة قذرة بكل ما تحمل الكلمة من معنى سياسي وأخلاقي، والذين
يمارسونها من العرب هم من الفئات المعزولة اجتماعياً ، الأمة كلها تقف اليوم خلف
المقاومة وخلف الحرية وخلف مناهضة السياسة الأميركية ، ونفر قليل مأجور يقف إلى
جانب الأطروحات الاميركية ، فمن تقسم الولايات المتحدة ، التقسيم قائم وعلى قواعد
ومكونات أخرى ، وإعادة التسمية لتشويه الطرف الآخر الذي تدعمه الأمة بمجموعها لا
يقدم ولا يؤخر في الواقع ، وإنما قد تستخدم هذه التقسيمات لاستغفال أصحاب الأهواء
الأميركية بأنها تقف معهم ، ولكن ما أن يسقط هؤلاء في لحظة ما حتى تتخلى عنهم
الولايات المتحدة. السؤال هل نتوقع أن تنتصر المقاومة في العراق وفلسطين وأفغانستان حسبما قدمت من تحليلات سابقة ؟ ما هو الزمن المتوقع لذلك في تقديركم ؟ الإجابة تشير كثير من الدراسات والتوقعات التحليلية الغربية قبل العربية إلى أن المقاومة ستنتصر في كل هذه البلدان ، وتشير دراساتنا إلى أن الأعوام الأربعة المتبقية من هذا العقد إنما توفر الكثير من الظروف والمعطيات والمتغيرات التي تمهد لانتصارات حاسمة ، يتوقع أن يكون أهمها ازالة الخطر الصهيوني أو تحجيمه إلى درجة إمكانية الاحتواء أو الهضم استراتيجياً خلال السنوات العشر القادمة وخصوصاً مع نهاية عام 2015 ، وقد قدمنا هذا عبر سيناريوهات أربع أعدها أكثر من مائة خبير عربي في ديسمبر 2005، وقد اعتمدت على دراسات موسعة لأربع سنوات أكدت رجحان مثل هذا الاحتمال، وعليه فإن انتصار المقاومة بالمفهوم الإنساني حتمي ، ولكن الوقائع والتحليلات والمعطيات المادية تشير إلى إمكانات تحققه، ولعل الانتصارات التي حققتها المقاومة في لبنان وفلسطين مؤخراً على قوات الاحتلال الإسرائيلي تدعم مثل هذه التوجهات، ناهيك عن نجاحات المقاومة العراقية وتطورات المقاومة الأفغانية . |
||
|
---|