|
أولمرت يستخف بحقوق الشعب الفلسطيني في البتراء نص مقابلة مع الأستاذ جواد الحمد مدير عام مركز دراسات الشرق الأوسط إذاعة عمان نت – 22/6/2006 1.30-1.35 مساءً
سؤال المذيع: كيف تعلق على تفاؤل عباس بموافقة حماس على حل الدولتين ودعوة الملك عبد الله لإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة عبر حل سياسي متفق عليه؟ أ. جواد: حقيقة، المستغرب من الموقف العربي تحديداً أنه تحول من الضغط على إسرائيل إلى الضغط على الفلسطينيين وعلى الحكومة الفلسطينية بقيادة حركة حماس، وكأن حركة حماس كانت هي العقبة أمام قبول إسرائيل لإقامة دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة. أرئيل شارون رفض المبدأ وأصر على الـ 42% فقط من الضفة الغربية للفلسطينين مقابل انسحاب أحادي الجانب من غزة وحصار غزة ومنع الفلسطينيين من إقامة دولة مستقلة حتى فيها. وأولمرت تبنى نفس المشروع بل أسوأ مما كان في حينه مما سمي بالانفصال أو الانطواء الأحادي الجانب في الضفة الغربية، ويهدد به العالم العربي. لم تقبل إسرائيل حتى بخارطة الطريق التي لا تنصف الفلسطينيين بطبيعة الحال، لكن لم تقبلها إسرائيل، ووضعت فيها أربعة عشر تحفظاً، بمعنى أنها لم تلتزم بخارطة الطريق، ولا اتفاقيات (واي ريفر) ولا اتفاقيات (أوسلو) ولا اتفاقيات ما سمي بحل الدولتين التي دعا لها الرئيس بوش. الجانب الإسرائيلي هو الذي لا زال يرفض السماح أو الموافقة على إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وليس فقط قابلة للحياة.
سؤال المذيع: التركيز يجري على خطة اولمرت للانفصال، كيف تفسر مطابقة مواقف عباس وعبد الله الثاني؟ أ. جواد: تبدي كثير من الأطراف العربية خصوصاً الأردن والفلسطينيين تخوفاً من الخطة، ولهم الحق في ذلك كثيراً، إلا أنهم مع الأسف لا يقومون بالإجراءات الطبيعية الصحيحة لمواجهة الخطة، مواجهة الخطة تستلزم حكومة فلسطينية قوية، وتماسك فلسطيني وحدوي داخلي قوي، ومقاومة متماسكة. بدون هذا، لا تملك الأردن ولا مصر ولا الدول العربية مجتمعة أي أوراق ضغط على إسرائيل مع الأسف. بل على العكس من ذلك، تملك إسرائيل عبر واشنطن والاتحاد الأوروبي أوراق ضغط كثيرة على الجانب العربي، ولذلك إذا كان هذا هو التوجه، وهذا هو محاولة إبعاد القلق والتخوفات من خطة أولمرت، فالطريق هو فك الحصار عن الحكومة الفلسطينية وتقويتها، وعند ذلك ستجبر هذه الحكومة إسرائيل على التخلي عن خطة أولمرت والاتجاه نحو الانسحاب الكامل من الأراضي المحتلة عام 1967 لإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة. حركة حماس كحركة وكحكومة قبلت المبدأ، إقامة دولة فلسطينية مستقلة على أراضي الـ 1967، ولكن إسرائيل لم تقبل هذا المبدأ حتى الآن.
سؤال المذيع: كيف تفسر إذاً دعوة الملك عبد الله وتفاؤل عباس بقبول حماس بحل الدولتين؟ أ. جواد: أنا رأيي أن الذي يجري هو محاولة للقفز على الحكومة الفلسطينية ووضعها في خانة المعيق، وهي لم تكن قبل أربعة شهور موجودة، ولم تقبل إسرائيل إقامة دولة فلسطينية مستقلة ولم تتعاون لا مع عرفات ولا مع أبو مازن، الأخ أبو مازن قدم تنازلات مذهلة في العقبة، حتى أن عرفات كان قد اعترض عليها، ومع ذلك لم تعطه إسرائيل شيئاً، عندما كان رئيس حكومة أعاقته إسرائيل مرات كثيرة، فهي ستعيق أي فلسطيني يحكم فلسطين، أما الاحتجاج بحركة حماس فقد سقط من اللحظة الأولى عندما قبلت حماس المبدأ بإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذت سيادة على الأراضي المحتلة عام 1967 بدون تحفظ، ولكن لا أدري ما هي خلفية الموقف العربي والفلسطيني الآن؟ وماذا يريد أكثر من ذلك من الشعب الفلسطيني أن يقدم؟
|
|||
|
---|