|
مقابلة الأستاذ جواد
الحمد مدير مركز دراسات الشرق الأوسط مع إذاعة
BBC
سعد حتر: قراءتك للدعوة الأردنية، هل أتت من فراغ أم هي جزء من بداية انفراج في العلاقة مع حماس؟ أ.جواد: لا شك ان ثمة شعور داخلي في البنية السياسية الأردنية وهناك ضغوط داخل نفس النظام على أن ما حصل بشأن حماس كان خطأً استراتيجياً من حيث المبدأ، خسر الأردن فيه الورقة الأساسية للضغط عليها. لا شك ان ثمة قراءات داخل النظام الأردني ذاته باتجاه إعادة العلاقة مع حماس، وثمة ضغوط من كثير من العقلاء الذين يحسبون استراتيجياً بأن الأردن ارتكب خطأً بتفريطه بورقة حماس التي كانت تمثل له ربما مدخلاً مهماً لدور إقليمي على صعيد المنطقة وعلى الصعيد الدولي، اليوم يبدو أن هناك حسابات وهناك إعادة نظر في الموضوع، والظاهر أن حماس اليوم تسيطر على القرار الفلسطيني في المجلس التشريعي وفي الحكومة، وبالتالي الأردن أصبح مضطراً للتعامل مع حركة حماس في ظل هذه المعطيات، وآمل أن يكون الموضوع باتجاه الانفتاح الإجمالي العام وليس مجرد حركة قصيرة المدى. سعد حتر: هل تعتقد أن هذه بداية توزان للعلاقة؟ هناك لاعبون دوليون، فكيف ترى الأمور؟ أ.جواد: أعتقد أن الطرف الأمريكي معني بفتح علاقة مع حماس بشكل أو بآخر، وهو يحاول فتح العلاقة عبر الأوروبيين بشكل مكثف وخاصة البريطانيين كما لوحظ مؤخراً، غير أنه أراد طرفاً عربياً، حيث فشل الرئيس الفلسطيني محمود عباس بتجسير العلاقة وتأسيس علاقة واقعية وعملية بينه وبين حركة حماس بسبب الضغوط من قيادات فتح السابقة والقديمة في السلطة والتي كانت منتفعة من المرحلة السابقة، وتخشى ألا تنتفع في المرحلة القادمة في عملها السياسي، ولذلك الأردن سيصبح المرشح رقم واحد وهذا سيعمل أيضاً على إضعاف الورقة السورية كما هو معروف على الصعيد الدولي وإيرانياً أيضاً، وأعتقد أن الأردن هو من أولى الدول التي يجب أن تفتح علاقة قوية وليس علاقة صغيرة مع حركة حماس كتنظيم ومع حركة حماس كحكومة فلسطينية. سعد حتر: هناك من يقول ان قرار حماس بيد خالد مشعل الموجود في دمشق، كيف تقرأ رد فعل حماس على الدعوة الأردنية خصوصاً أن هناك ترحيب حذر، هل هناك داخل حماس قوى تحاول الاستجابة لهذه المبادرة؟ أ.جواد: المعلومات التي لدينا أن حركة حماس على استعداد تام لتجسير وإعادة بناء العلاقة مع الأردن، وتعتقد أن العلاقة مع الأردن بالنسبة لها علاقة استراتيجية وليست علاقة عابرة، وأهم مؤشرين على ذلك أن العلاقة لا زالت قائمة حتى اليوم على مستوى منخفض بين الجانبين، ففي كل أزمة تتم هناك لقاءات واتصالات بينهما قد لا تعلن عنها لكنها موجودة من الطرفين. المؤشر الثاني أن حركة حماس حتى اليوم لم تتخذ أي موقف معادي للأردن منذ إبعادها من عمان عام 1999م وحتى اليوم، وهذا مؤشر مهم على أنها ما زالت تحتفظ بتوجهها الاستراتيجي في العودة إلى الأردن وبناء علاقة متينة معه. من جهة ثانية الحذر الذي بدا كما قال رئيس الوزراء الفلسطيني بأنه لم يتلقى دعوة رسمية حتى الآن، وإنما علم عنها في الإعلام وعبر الرئيس محمود عباس، وقد سبق لحماس أن رفضت الدعوة الأردنية السابقة عند إشكالية الأسلحة بسبب أنها جاءت عن طريق أبو مازن، باعتباره خصماً في الساحة السياسية الفلسطينية ولا تثق حماس بتمثيله لها في مثل هذه الأزمة، فأرادت ممارسة علاقة مباشرة مع الأردن وأرادت اتصالاً أردنياً مباشراً وأرادت دعوة أردنية مباشرة، وأعتقد أنه كما قال رئيس الوزراء الفلسطيني أنهم ما زالوا بانتظار هذه الدعوة الرسمية، وقد رحبّوا بعودة العلاقة وزيارة الأردن لبحث كافة التفاصيل المتعلقة بالأزمة بينها وبين فتح وغيرها من الأزمات. وآمل أن يتم أيضاً بحث ملف الأسلحة الأخير، وأن تطوى صفحته بين الجانبين لتأسيس علاقة أردنية ربما أكثر قوة ولتأكيد دور الأردن في القضية الفلسطينية، والذي يمكن أن يكون دوراً أساسياً ومحورياً. سعد حتر: بالنسبة للموضوع الأمني، القضية التي ذَكَرتها قبل قليل نسبت إلى قياديين في حماس في دمشق، والبعد السياسي ألا يربك ذلك التنسيق المصري الأردني فيما يتعلق بالساحة الفلسطينية وخاصة أن مصر تحمل ملف حماس والبعد الأمني؟ أ.جواد: ثمة تحليلات كثيرة بهذا الاتجاه، بعض المعلومات المتضاربة تشير إلى ان هناك تنسيقاً أردنياً مصرياً بتبادل الأدوار على الصعيد الأمني والسياسي، وقد ذكر هذا الأمر عدة مرات، ويبدو أن له حظاً من الحقيقة والصحة، غير أن حركة حماس غير معنية بهذه التفاصيل، هم تعاملوا مع الدول العربية حسب ما تتعامل الدول العربية معهم، عندما ترحب بهم مصر ترحب حماس بزيارة مصر، وعندما ترحب بهم قطر ترحب حماس بزيارة قطر، هذا ما لاحظناه من خلال المراقبة الدقيقة للتحرك السياسي لحركة حماس في عام 2006 على سبيل المثال، ومن هذه الزاوية أعتقد أنه لا يوجد تعارض بل ثمة تكامل بين الدورين، وقد يستقل الأردن بدور خاص به لاعتبارات خاصة تخص الأردن وتخص علاقته الخاصة بالقضية الفلسطينية ربما أكثر من مصر، خاصة على الصعيد الديمغرافي وعلى الصعيد الجغرافي مع الضفة الغربية وموضوع اللاجئين وموضوع المياه وموضوع حق العودة.
|
|
|
|
---|