ثلاثة
قراءات فلسطينية في مأزق الرئاسة والحكومة
عام الانتفاضة
الثالثة
قراءة الأستاذ جواد الحمد مدير مركز دراسات الشرق الأوسط
عمان
ـ الكفاح العربي
"الانتفاضة الثالثة"
هل تكون هي الحل لإخراج الفلسطينيين من
التفكك الداخلي الذي يعيشونه, وتغليب
القضية على أي اعتبار آخر؟
«الكفاح العربي» طرحت
السؤال على الدكتور زكريا
الآغا عضو اللجنة المركزية في «فتح»,
وباحثين فلسطينيين هما عدنان الصباح وجواد
الحمد مدير «مركز دراسات الشرق الاوسط» في
عمان.
...........
......
...
مدير مركز دراسات
الشرق الأوسط
جواد الحمد قال أن العام 2007 قد يشهد
«انتفاضة ثالثة» تجمع بين مزايا الانتفاضتين
السابقتين وتجبر الاحتلال الإسرائيلي على
الانسحاب. ورداً على سؤال «الكفاح العربي»
أضاف:
ان المفاوضات
السياسية فشلت في تحقيق هذه الانجازات بالرغم من مرور نحو 13
عاماً على توقيع اتفاقات اوسلو, وعليه اصبحت
فلسفة وثقافة الانتفاضة هي فلسفة
وثقافة فلسطينية شعبية معتبرة, بل ثقافة
سياسية ايضاً فلسطينية معتبرة, وبالتالي
فان اي مأزق يدخل فيه الشعب الفلسطيني كما
يحاول العالم الآن ان يدخله فيه, فسيكون
المخرج الوحيد منه هو الانتفاضة, واعتقد ان
هذه الانتفاضة المقبلة التي هددت بها
حركة «حماس» في حال انغلاق الافق السياسي تماماً,
تملك الكثير من الديناميكيات
والعوامل والامكانات المتاحة اليوم اقوى مما
كانت تملكه الانتفاضتان الاولى
والثانية, ولذلك ستكون الاخيرة وسينتهي
الاحتلال في الضفة وغزة, وستصبح الحال
مختلفة بالنسبة الى الشعب الفلسطيني عما هي
عليه الآن.
وفي هذا السياق حدد
الباحث
الحمد ان الانتفاضة هي المخرج الوحيد للشعب الفلسطيني, خصوصاً وان هناك
انتفاضتين
استفاد الشعب منهما وأسس من دون تخطيط لهذه الانتفاضة. ومن نافلة القول
ان
الاسرائيليين لم يستطيعوا التنبؤ بالانتفاضتين السابقتين بالرغم من القيود التي
ادخلت
على مستقبل الصراع العربي
الاسرائيلي. وخلال
المؤتمر الذي عقدناه في عمان
في تشرين الثاني €نوفمبر€ الماضي توقع
الكثير من الزملاء ان تشهد المنطقة انتفاضة
ثالثة وتوقعناها بين سنتين وست سنوات, لكن
الامور وعلى ما يبدو اصبحت تقترب اكثر من
الهدف, ولذلك فان الانتفاضة الثالثة ربما
تندلع بين سنتين وثلاث سنوات, فالمأزق
السياسي الذي يسير فيه الشعب الفلسطيني
حاليا في ظل الاقتتال الداخلي والاحتراب
الموقت المحدود, لا شك في ان الرد عليه
يتمثل بالانتفاضة ضد الاحتلال, سواء بحركة
مقاومة كثيفة ومسلحة او حركة مد جماهيري
لمواجهة الاحتلال حيثما كان موجودا, حواجزه
وجيشه ومستوطنيه. وهذان الامران سيلعبان
دوراً كبيراً في المرحلة المقبلة, ويخدم
هذا الموضوع ان الجانب الاسرائيلي لا يفكر
اطلاقاً في تقديم اي تنازل مقنع, مع انه
يفكر بتقديم تنازل لكنه غير مقنع, وهو بذلك
مناورة جديدة ليقبل الفلسطينيون اليوم
بالتنازل عما لم يتنازلوا عنه في الماضي, مع
انهم اليوم اقوى مما كانوا عليه سابقاً
امام الجانب الاسرائيلي عسكرياً وسياسياً
وجماهيرياً.
وحول قراءته لهذه
الانتفاضة
اجتماعياً واقتصادياً وعسكرياً وسياسياً, قال الحمد ان ليس هناك قراءة
محددة
لها مضيفاً ان الفلسطينيين هذه الايام قادرون على تحمل تبعات الانتفاضة
الثالثة
اكثر من ذي قبل, والغريب في الامر ان اسرائيل تعمل منذ الآن على الاستعداد
لمواجهة
هذه الانتفاضة, إذ انها شكلت لجاناً لبحث امرين الاول امكان منع اندلاع هذه
الانتفاضة,
والثاني كيفية مواجهتها في حال عدم التمكن من منع اندلاعها من اجل
التعايش
معها واحتوائها. وهذه اللجان تعمل على مدار اليوم لوضع الخطط والاحتمالات
ومناقشتها,
ومن هذا المنطلق بادر رئيس الوزراء الاسرائيلي بمحاولة اعطاء مرونة
شكلية
للعلاقات العامة سياسياً حتى يوجه ضربة لفكرة الانتفاضة والمقاومة عند الشعب
الفلسطيني
لصالح فكر التسوية والمفاوضات, ولكنه لم يضمن فكره الجديد شيئاً مهماً,
انما
تحدث عن اشياء مبهمة, واشياء سبق ان طرحها باراك وشارون وعليه فان ما قدمه
وسيقدم
اولمرت
هذا ان قدم شيئاً
لن يقنع الشعب
الفلسطيني حتى المفاوض, ان يكون
شيئاً نهائياً وكاملا, خلافاً لما يشير اليه
بعض السياسيين الفلسطينيين من توقعات
ان الفرص المتاحة اليوم كبيرة لتحصيل مكاسب
سياسية من المفاوضات, ذلك ان هذا الطرح
نظري, فمواقف الرئيس الاميركي ليست جديدة
وكذلك الموقفين الاوروبي
والعربي.
واضاف الحمد: المواقف
رأيناها قبل عامين ورأينا ماذا فعل الجميع
بالرئيس ياسر عرفات, حيث طلبوا منه التنازل
التام, وعندما رفض يعرف الجميع كيف مات,
مع انه قدم الكثير من التنازلات لهم. لكنهم
اصروا على التنازل التام. وعليه فان اي
قائد فلسطيني يأتي بشيء ناقص فلن تقبل منه,
وسيكون الرد في النهاية انتفاضة ثالثة
لا محالة, تماماً كما هي الحال بالنسبة الى
الانتفاضة الثانية التي جاءت رداً على
كامب ديفيد.
وبخصوص تهيئة الظروف
لهذه الانتفاضة بعد الانتفاضتين السابقتين
والحصار الحالي, قال ان هذه الاجواء هي
المناسبة للانتفاضة حيث الضغط والحرمان
والاذلال والتهميش والتحقير الذي يمارسه
الاسرائيليون, ناهيك عن العدوان المستمر
بكافة اشكاله والاعتقالات والتدمير
والاغتيالات واستمرار بناء المستوطنات وجدار
الضم والسلب والنهب كل ذلك يشكل عوامل
مجتمعة ومهيئة للانتفاضة. علماً ان الاستقرار
والرفاه والانفتاح والاستقرار السياسي الداخلي
الفلسطيني هي عوامل تهدئة ولا شك ان
التنفس الفلسطيني سيكون في الاحتلال قطعاً
لأن هناك احتقاناً داخلياً, مؤكداً ان
القيادات الاساسية في «فتح» و«حماس» تؤمن
بذلك تماما.
ورداً على سؤال يتعلق
بمن
سيقود هذه الانتفاضة أجاب مدير مركز دراسات الشرق الأوسط ان قطاع فتح الذي
يؤمن
بالانتفاضة والمقاومة مع الفصائل الاربعة الاساسية في منظمة التحرير
الفلسطينية هي
التي ستقود هذه الانتفاضة, بيد انه اوضح ان
الاقليم سوف لن يرحب بهذه الانتفاضة
وسيكون موقفه منها تماماً كما كانت
الحال
تجاه الانتفاضتين السابقتين, وسينظر لها
بعين الشك والتخوف اكثر من الاسرائيليين,
وعليه سوف لن تجد الترحيب من الجانب
الرسمي العربي عكس الجماهير العربية التي
سترحب بها وربما تفاعلت معها وستعيد هذه
الانتفاضة التوازن السياسي في المنطقة
العربية بين القوى الشعبية والقوى الرسمية
كما فعلت الانتفاضتان السابقتان.
..............
.......
...
http://www.kifaharabi.com/ArticleDisplay.aspx?ArticleId=9975&ChannelId=3
عمان ـ
الكفاح العربي
|