|
أحمد
عطا - إسلام أون لاين.نت
20/12/2006 بعد سنوات من القطيعة مع حركة المقاومة الإسلامية
(حماس) منذ مجيء الملك عبد الله الثاني للسلطة، أعلنت الأردن عن مبادرة لاستضافة كل
من رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية والرئيس الفلسطيني محمود عباس بهدف وقف
الاقتتال الداخلي على الساحة الفلسطينية. وتأتي مبادرة الملك الأردني عبد الله الثاني الذي
سبق أن حذر من اندلاع 3 حروب أهلية في بؤر ساخنة أو في "مثلث الرعب"
الذي يحيط ببلاده (العراق ولبنان وفلسطين) خشية انتقال الصراع إلى أراضيه التي
تؤوي عددا كبيرا من الفلسطينيين على اختلاف انتماءاتهم، بحسب محللين. وبينما وصف محللون تلك المبادرة بأنها تمثل تحولا
في السياسة الأردنية تجاه حركة حماس، رأى آخرون أنها تأتي في إطار محاولة للعب دور
متوازن بين القوى والفصائل الفلسطينية على غرار مساعي الوساطة التي تقوم بها مصر. وأعرب الملك عبد الله الثاني الثلاثاء 19-12-2006
عن استعداده لاستضافة لقاء بين محمود عباس وإسماعيل هنية "لمناقشة السبل
الكفيلة بإنهاء الاحتقان السياسي بين حركتي فتح وحماس"، حسب بيان للديوان
الملكي الأردني. وجاء ذلك الإعلان بعد لقائه برئيس الوزراء
الإسرائيلي إيهود أولمرت الذي يهدف -بحسب البيان - لإحياء عملية السلام بين
الفلسطينيين والإسرائيليين.
مفاجأة
الخبير الإستراتيجي جواد الحمد اعتبر المبادرة
"مفاجأة"، مشيرا إلى أن دعوة عمان لهنية للمجيء إلى الأردن والمصالحة مع
أبو مازن تمثل "توجها جديدا لإعادة العلاقة مع حماس بعد سنوات من القطيعة. وقال لإسلام أون لاين نت: "هناك توجهات أردنية
جديدة ترى أن الأردن ربما أخطأ في تقدير الحساب وقراءة المتغيرات الفلسطينية حيث
انحاز لصالح فتح ضد حماس وهو يحاول الآن دخول الساحة الفلسطينية من بابها الطبيعي،
حيث تمثل حماس القوة الأكثر فاعلية والمسيطرة على القرار السياسي الفلسطيني". وعزا الحمد تلك الأخطاء إلى "الضغوط الدولية
التي مورست على الأردن لقطع علاقته مع حماس وإسقاط أوراق سياسية من حساباته وهو ما
ساهم في إحاطة الأردن بأزمات أثرت على وضعه". وأوضح ذلك بقوله: "ضغط النظام الدولي على
الأردن لقطع علاقته مع حماس والآن يطالبه بالتوسط في عملية السلام، أما على الصعيد
العراقي فقد أصر هذا النظام الدولي على الاستفادة من الأردن في عملية غزو العراق
بشكل أو بآخر ورغم تعاون الأردن مع الولايات المتحدة إلا أنه كوفئ بزيادة المخاطر
حوله". وتوقع الحمد أنه في حال زيادة الضغوط الأمريكية والإسرائيلية على
الأردن، فإن مبادرته لن تلقى النجاح الذي تأمله على أرض الواقع.
انتقال
الصراع
أما المحلل السياسي الأردني سميح المعايطة فقد رأى
في مبادرة الملك عبد الله محاولة استباقية لمنع امتداد الصراع إلى الأردن وقال فى
مقابلة مع إسلام أون لاين: "القضية الفلسطينية هي قضية داخلية أردنية حيث
يشكل اللاجئون الفلسطينيون نسبة كبيرة من عدد السكان". وأضاف أن امتداد الفصائل الفلسطينية داخل الأراضي
الأردنية سينقل ساحة الاقتتال والصراع إلى الأردن في حال وصولها إلى نقطة
اللاعودة، وقال: "من مصلحة الأردن أن يعود الهدوء إلى الساحة الفلسطينية لأنه
سيتأثر بما يدور بشكل أو بآخر". وتضم الأردن 10 مخيمات فلسطينية عادة ما تتوزع
السيطرة على إداراتها بين حركتي فتح وحماس، ويقدر إجمالي اللاجئين بها نحو 1.8
مليون لاجئ. غير أن جواد الحمد قلل من احتمال انتقال النزاع إلى الأراضي الأردنية،
مشيرا إلى عدم وجود مؤشرات مهمة على ذلك. واستند الحمد في رؤيته على عدة عوامل سردها قائلا:
"لا يوجد تنظيم لحماس في البلاد كما أن تنظيم فتح يعد حليفا للأردن، أما
جماعة الإخوان المسلمين التي تعد حماس امتدادا لها فهي حركة لا تتخذ من العنف
وسيلة لفرض تصوراتها". وتابع: "أما فيما يتعلق بالمخيمات فقد أقيمت
بشكل يجعلها مندمجة فى النسيج الاجتماعي الأردني وهي غير مسلحة". لقاء أولمرت لقاء عبد الله وأولمرت قبل إعلان المبادرة قوبل
بقراءات عديدة حيث اعتبرها المعايطة رسالة ضمنيه إلى الفلسطينيين فحواها:
"أوقفوا الاقتتال لكي تكون هناك فرصة لبدء مفاوضات مع إسرائيل لحل الصراع فى
الشرق الأوسط". وبحسب الحمد، فإن الأردن أراد أن يطمئن الأطراف
المختلفة بأن خطوته بدعوة حماس وفتح ستسهم فى استقرار المنطقة وليست انقلابا على
مواقفه السابقة تجاه عملية السلام، وأضاف: "إن العاهل الأردني أراد أيضا أن
يستشف الموقف الإسرائيلي إزاء ما يمكن أن يقبله من مواقف سياسية لحكومة تقودها حماس
فى الفترة المقبلة"، وتابع قائلا: "ربما يهدف اللقاء أيضا للتمهيد للقاء
عباس وأولمرت بعد ذلك بهدف تحريك عملية السلام الراكدة بين الفلسطينيين
والإسرائيليين. وشهدت العلاقة بين الأردن وحركة حماس صداما كبيرا
منذ مجيء الملك عبد الله إلى السلطة عام 1999، فقد أنهى الملك أي وجود لحماس في
الأردن وأغلق مكاتبها.. كما أمر بترحيل قيادات فلسطينية بالحركة من الأردن بالرغم
من أنهم يحملون الجنسية الأردنية. كما اتهمت عمان في وقت سابق هذا العام الحركة
بتهريب أسلحة إلى الأردن والتخطيط لتنفيذ عمليات مسلحة داخل الأردن، وهو ما نفته
حماس. وتدخل الأزمة الفلسطينية يومها السادس بعد دعوة
عباس لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة الأمر الذي رفضته حماس بشدة وأدى إلى
اندلاع مواجهات مسلحة بين الجانبين أسفرت عن مقتل عدد من الفلسطينيين رغم جهود
التهدئة التي مارستها الفصائل الأخرى وهدنة أعلنها كل من إسماعيل هنية وعباس في
وقت متأخر من يوم الثلاثاء 19-12-2006.
http://www.islamonline.net/Arabic/news/2006-12/20/17.shtml
|
|
|
|
---|