|
يسعدنا في مركز دراسات الشرق الأوسط رئاسة وإدارة وباحثين أن نرحب بالحضور الزملاء ووسائل الإعلام المحلية والعربية في هذا المؤتمر الصحفي الذي يعقد للإعلان عن الوثيقة التي أنجزها المركز "المشروع الوطني الفلسطيني". لقد شهدت تجربة النضال الفلسطيني بالعموم تراجعاً مركزياً في أسس ومكونات المشروع الوطني، ورغم بعض التباين في السياسة الفلسطينية والعربية اليوم، غير أن ثمة قدراً من التوافق والتقاطع حول تحديد ماهية "المشروع الوطني الفلسطيني" وأهدافه ومكوناته واستراتيجياته، خصوصاً ما يتعلق بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وإقامة الدولة الفلسطينية واعتبار القدس عاصمة لها، وعودة فلسطينيي الشتات واللاجئين الفلسطينيين. ونظراً لما تواجهه القضية الفلسطينية من تحديات جسام وازمات على أكثر من صعيد، أهمها ازمة استمرار الاحتلال الإسرائيلي الذي يمثل جوهر المشكلة الفلسطينية، في مقابل استمرار أزمة المصالحة الوطنية الفلسطينية لأكثر من 17 عاماً، ولذلك فقد أصبح من الضروري التوصل إلى رؤية متكاملة لـ "مشروع وطني فلسطيني" موّحد يلتف حوله الشعب الفلسطيني داخل الوطن وخارجه، بوصفه مصدراً أساسيا للوصول إلى رؤية فلسطينية وبهدف مركزي جامع بانهاء الاحتلال، حيث فشل الرهان العربي والفلسطيني على الموقف الدولي، كما فشل على التحولات في المجتمع الإسرائيلي لدعم حل سياسي عادل يمكن أن يحقق جزءاً رئيسياً من أهداف الشعب الفلسطيني طوال العقود الماضية، عبر المفاضات واتفاقات السلام والتطبيع مع الاحتلال. .
وقد دفع هذا الواقع الصعب للقضية الفلسطينية "مركز دراسات الشرق الأوسط" في الأردن إلى إعداد مشروع وطني فلسطيني جامع، يستفيد من مراجعة مئات الأدبيات الفلسطينية وآراء عشرات المفكرين والباحثين والسياسيين، إضافة إلى أوراق وبحوث وندوات مهمة تناولت الموضوع خلال العقود الماضية، حيث تمت الاستفادة منها جميعاً في وضع الملامح الأولية للمشروع كمسودة للنقاش والتطوير من الخبراء، وتم تكليف عدد من الباحثين الفلسطينيين موزعين على الجغرافيا الفلسطينية بإعداد أوراق عمل لندوة عقدها المركز في عمّان في 30/7/2022 تحت العنوان نفسه، حيث تم تطوير الوثيقة وفق هذه الأوراق ومناقشاتها، كما تمت استشارة عدد واسع من الخبراء من النخبة الفلسطينية والعربية وكذلك الفصائل الفلسطينية الرئيسية، وتمت الاستفادة من الميثاق القومي الفلسطيني (28/5/1964)، والميثاق الوطني الفلسطيني (17/7/1968)، وإعلان الاستقلال الفلسطيني (15/11/ 1988)، ومن وثيقة الوفاق الوطني الفلسطيني (28/6/2006)، وغيرها من الوثائق والأوراق الفلسطينية ذات الصلة.
وقد شارك في إعداد هذا المشروع عشرات الخبراء والباحثين والأكاديميين ورجال السياسة والقانون، من الأردن وفلسطينيي الشتات وقطاع غزة والضفة الغربية والأراضي المحتلة عام 1948، إضافة إلى قيادات عدد من الفصائل، وخاصة حركة حماس والجبهة الشعبية، والذين أبدوا عدداً من الملاحظات المهمة التي تم الأخذ بها.
وتجاوزت هذه "الوثيقة" مظاهر وأسباب أزمة المشروع الوطني من جهة، وقدمت تصورات ورؤى للمعالجات الممكنة لمواطن الخلل في المشروع نظرياً وعملياً من جهة ثانية، والتفاعل مع المتغيرات الفلسطينية والعربية ذات الصلة من جهة ثالثة.
وقد عمل المركز بذلك على تقديم "المشروع الوطني الفلسطيني" بهدف أن تتفق عليه القوى السياسية الفلسطينية، وعموم الشعب الفلسطيني، لإعادة تشكيل الرأي العام الفلسطيني والعربي وبرنامج النضال الوطني وآليات تطبيقه وفق هذا المشروع، ولينظّم أهدافه، ويوحّد صفوفه، ويبعث الأمل من جديد بتحرير فلسطين كلها وتحقيق عودة أهلها إليها.
ويتضمن المشروع، حسب الأصول المنهجية ليكون واقعياً وعمليّاً، الرؤية (الفلسفة والأيديولوجيا الوطنية)، والأهداف النهائية والآليات الرئيسية.
ويؤكد المشروع أنه لتحقيق النجاح بالتحرير والعودة لا بدّ من قوة عسكرية تدعمه وتحميه وتواجه محاولات إفشاله من قبل إسرائيل التي تستخدم القوة العسكرية الغاشمة.
ويضع المركز هذا المشروع بين يدي القوى والأحزاب السياسية والقوى الاجتماعية الفلسطينية ليأخذ كل طرف دوره لتحقيق رؤيته وأهدافه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته مركز دراسات الشرق الأوسط- الأردنّ عمّان- الاثنين 27/02/2022
|
|
|
|
---|