الحفل السنوي الثاني والثلاثون

برنامج الحفل

******************************************************************************

كلمة المركز

مدير المركز- بيان العمري

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الزملاء الأعزاء

الحفل الكريم

أسعد الله أيامكم، ونرحب بكم أجمل ترحيب في هذا اليوم البهيج، في لقائنا السنوي الذي يجمعنا بمناسبة مرور 32 عاماً على تأسيس مركزكم- مركز دراسات الشرق الأوسط، فباسمي وباسم رئيس المركز وأسرته العاملة جميعاً نرحب بكم أجمل ترحيب، ونعبّر عن اعتزازنا بوجودكم وتشريفكم لنا في هذا الحفل مع الإفطار الرمضاني، وفي هذه الأجواء الرحبة والطيبة التي تجمع هذه النخبة.

نلتقي اليوم جميعاً، زملاء وباحثين وفرقاً بحثية ومجالس وهيئات وضيوفاً، وتظللنا ذكريات وآمال ترتبط بحضارة الأمة وتراثها وأيامها، من رمضان إلى الكرامة، وفي ظل محطات وأحداث يعيشها الأردن، وتعيشها القضية الفلسطينة، ويعيشها العالم العربي عموماً.

فعلى الصعيد الأردني الوطني نشهد تحديات محلية وإقليمية تواجه الأردن، سياسياً وأمنياً واقتصادياً واجتماعياً، وتنعكس على مصالحه العليا، ولكنه يمتلك مقوّمات تتيح له تجاوز هذه التحديات، الأمر الذي يحتّم رسم رؤية استراتيجية تقوم على تعزيز الإصلاح وتحقيق الاستقرار السياسي، والتماسك الاجتماعي الذي يشكّل جبهة داخلية صلبة وقوية أمام المخاطر الخارجية، مع ما يتطلبه ذلك من تطوير إداريّ وتنمية اقتصادية شاملة، وعلاقات خارجية متنوّعة ومتوازنة، تساهم في تعزيز دور الأردن الخارجي.

وعلى صعيد القضية الفلسطينية فرغم النجاحات التي يحققها الشعب الفلسطيني على أرضه سواء بالثبات أو الحيوية في مقارعة العدوّ، أو بتنامي وتصاعد ظاهرة مجموعات المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية، أو بالعمليات الفردية، إلا أنّ الأمر يتطلب أبعد من ذلك من حيث بناء الحاضنة الشعبية الفسطينية لهذه الظاهرة وحمايتها، وليس تأييدها فقط، وكذلك الأمر بالنسبة للحاضنة العربية والإسلامية رسمياً وشعبياً، والتي لا تزال غير فاعلة في حماية ظهر الشعب الفلسطيني المقاوم.

وبالطبع فإن تحقيق المصالحة الفلسطينية يعدّ أساساً لانطلاقة فلسطينية قوية لمواجهة هذا الاحتلال الصهيوني العاتي، وقد عمل المركز خلال العام الماضي على دراسة أزمتها- أي المصالحة، وتقديم إطار ومقترح لمسار الخروج منها، وكذلك الأمر بالنسبة لواقع النظام السياسي الفلسطيني واتجاهاته القادمة، وانعكاس ذلك على القضية الفسلطينية عموماً من جهة، وعلى تحقيق المشروع الوطني الفلسطيني، والذي نجح المركز في بلورته في نص متكامل ومتماسك وأعلن عنه قبل أسابيع قليلة ليشكل أرضية مهمة للقوى والفصائل الفلسطينية جميعاً لعكسه ضمن برامج وخطط وتكتيكات في طريق التحرير وإقامة الدولة وتحقيق العودة من جهة أخرى.

الزملاء الكرام،،

أما الواقع العربي فهو يشهد مقدمات لتحولات جديدة بدأت بواكيرها من خمسة أعوام، حيث توقّع المركز بعد ندوة "العالم العربي، من الانقسام إلى المصالحات" التي عقدها عام 2018، أن يكون عام 2020 هو عام المصالحات العربية والإقليمية، الأمر الذي فتح الباب أمام الانتقال الفعلي نحو واقع جديد في العلاقات الداخلية في كل بلد عربي بين الأنظمة والتيارات السياسية والاجتماعية، وفي العلاقات العربية البينية، وكذلك في العلاقات العربية- الإسلامية تجاه كل من تركيا وإيران.

وعلى صعيد القضية العربية المركزية، وهي قضية الصراع العربي- الإسرائيلي، كان من الواجب والمهم للغاية صياغة استراتيجية عربية جديدة على إثر التحولات التي شهدها الصراع، وعلى إثر ما نتج عن معركة سيف القدس عام 2021، فقد كان نجاح المركز بكم في صياغة "الاستراتيجية العربية الجديدة للتعامل مع الصراع العربي- الإسرائيلي" إنجازاً مهماً ساهم فيه أصحاب الاختصاص والخبرة من الأردن وفلسطين والعالم العربي، والتي تأسست على رؤية واضحة بأن المسار الطبيعي للتعامل مع الصراع العربي- الإسرائيلي تقوم على احتواء المشروع الصهيوني والسعي لدحره وصولاً إلى التحرير وتحقيق العودة.

وقد سلّمت هذه الاستراتيجية إلى كافة القادة والزعماء العرب، وأعلن عنها في مؤتمر صحفي غطته وسائل إعلام محلية وعربية.

الحضور الكريم

ختاماً، لا يسعنا في هذه المناسبة إلا أن نقدر عالياً كل الجهود العلمية والفكرية التي تبذلونها، ويشارككم فيها زملاء كثر يصعب إحصاؤهم من الأردن والعالم العربي، بما لذلك من دور رائد في إنجازات مركزكم الذي يشكّل صرحاً علمياً بارزاً على مستوى الوطن والمنطقة.

وبرغم الصعوبات والتحديات التي تعترض برامجه وأعماله إلا أنه يستمرّ في دوره وأدائه محافظاً على رؤيته ومبادئه، وبروح وقّادة، وفكر مستنير، وبدعمكم المتواصل وإسهاماتكم، آملاً في مستقبل مشرق لأمتنا وأبنائها.

كل الشكر لكم، وأهلا وسهلا بكم

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعلى الصفحة  الرئيسية

******************************************************************************

كلمة مجالس المركز  

د. علي محافظة

بسم الله الرحمن الرحيم

أصحاب الدولة والمعالي والعطوفة والسعادة،،

أيها الحفل الكريم

يسعدني مخاطبتكم، باسم مجالس مركز دراسات الشرق الأوسط، في هذا الحفل السنوي الثاني والثلاثين للمركز، وفي مناسبة الإفطار الرمضاني التي يقيمها المركز نفسه كل رمضان، أعادهما الله عليكم جميعاً باليمن والبركات والعافية وراحة البال وعلى أمتنا العربية وقد تحررت كل أقطارها من الاحتلال الأجنبي، واتّحدت كلمتها وتحققت وحدتها، وعلى شعب فلسطين الشقيق وقد جلت قوات الاحتلال العنصرية عن أرضه.

أيها السادة الكرام،

لقد استطاع هذا المركز العتيد الاستمرار في تأدية مهامه السياسية والعلمية والثقافية والإعلامية بنجاح يدعو إلى الإعجاب والثناء، طوال نحول ثلث قرن من الزمن، وتمكّن في العام الماضي من تعزيز مكانته كعقل مفكر علمياً واستشارياً، وتمكين فاعليته من تقديم الاستراتيجيات والسياسات التي تخدم المصالح الوطنية والعربية، وتوسيع نشاطاته وبرامجه ودراساته، واستقطاب العديد من الباحثين والخبراء، مما عزز استقرار مكانته وأداء دوره وتحقيق نسبة جيدة من أهدافه.

فقد نظّم المركز في العام الفائت (26) برنامجاً ضمن نشاطاته العلمية والثقافية والاجتماعية وبرنامج جائزة البحث العلمي لطلبة الجامعات الأردنية، وأصدر خمس مطبوعات هي أربعة أعداد من مجلة المركز "دراسات شرق أوسطية" تحمل الأعداد (98/ 99/ 100/ 101) بالإضافة إلى كتيب بعنوان "الحرب الروسية – الأوكرانية". وأجرى ثلاث دراسات هي: "الاستراتيجية العربية الجديدة في التعامل مع الصراع العربي-الإسرائيلي" و "المشروع الوطني الفلسطيني" و "الوضع الاقتصادي والسياسات الاقتصادية في الأردن".

وعقد المنتدى الفكري للشباب في المركز في العام نفسه (49) محاضرة وحواراً وورشة عمل. واستضاف (38) محاضراً (17) منهم من الأردن و (21) من الأقطار العربية الأخرى.

وقدّم المركز في العام المنصرم (12) استشارة علمية وإدارية وفنية لعدد من المؤسسات الأردنية والعربية.

أيها السادة الكرام،

من حق رئيس المركز الأستاذ جواد الحمد ومديره الدكتور بيان العمري أن يفخرا بهذا الإنجاز مثلما نفخر جميعاً بالانتساب إلى هذا المركز المميز، ونتمنى لرئيس المركز ومديره مزيداً من العطاء والإنجاز والتوفيق.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أ على الصفحة  الرئيسية

******************************************************************************

الكلمات الرئيسة  

كلمة دولة د. أحمد عبيدات

بسم الله الرحمن الرحيم

بينما تهب رياح التغيير بقوة على أقطار القارة الإفريقية وجنوب الصحراء وبلدان أمريكا اللاتينية، التي صممت شعوبها على صنع مستقبلها قبل أن يصنعه لها الآخرون، يغرق الوطن العربي بنزاعات طائفية وحروب عبثية بذرائع بائسة وعناوين بائدة، تخلّف وراءها الدمار وملايين المشوهين والفقراء والجياع والثكالى.

كما تسود معظم مجتمعات الوطن العربي وأنظمة الحكم فيه، أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية وأمنية غير مسبوقة، لأسباب عديدة من أهمها: استمرار سياسات الانفراد بالحكم وبالسلطة، وانعدام الإرادة السياسية للإصلاح، وتفشي الفساد في مفاصل الدولة، وتعثر أو فشل مشاريع التنمية. والأخطر من كل ذلك، هذه التحالفات غير الحميدة التي تنشأ بين بعض المتنفذين في السلطات الحاكمة وبين أصحاب المال الفاسد، لأن هذه التحالفات غالباً ما تتحول إلى شراكات تستبيح المال العام، وتؤدي إلى ارتكاب أبشع الجرائم دفاعاً عن مكتسبات غير مشروعة، بالرغم من أن هذه التحالفات مهما بلغت سطوتها فإنها لا يمكن أن تحمي أصحابها أو تدرأ المخاطر المحدقة بأنظمة الحكم الفاسدة طال الزمن أو قصر.

هذا المشهد لواقع الوطن العربي يمثل حقيقة الظلم وفقدان العدالة، حيث يُغيّب حكم القانون، وتُقزّم المؤسسات الدستورية ويُهمّش دورها، وتُنتهك حقوق المواطنة وتُهدد كرامة الإنسان.

أما فلسطين وشعبها تحت الاحتلال فتلك قصة أخرى، فإن الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني منذ قرن من الزمن ظلم مركّب، فهو استعمار استيطاني إحلالي، واستغلال اقتصادي بشع، وإرهاب دولة يهدف إلى اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه، وشطب ذاكرته الإنسانية وتاريخه بل وإنكار وجوده أصلاً.

والحقيقة أن الشعب الفلسطيني ظُلم باحتلال أرضه بالقوة من قبل غرباء وحّدتهم الحركة الصهيونية وساندتهم الدول الغربية بالمال والسلاح، فأقاموا كياناً غريباً في قلب الوطن العربي تحت سمع وبصر العالم شرقه وغربه. كما ظُلم عندما اضطر إلى هجرة وطنه وما زال شتاتاً في المهاجر، وها هو اليوم يعاني الأمرّين من ظلم مزدوج، ظلم الاحتلال الصهيوني الذي يشن عليه حرب إبادة ممنهجة، وظلم سلطة أوسلو التي تواطأت مع العدو وأهدرت الحقوق الوطنية الثابتة وغير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني، لتبقى مسلطة على رقاب هذا الشعب تتاجر بقضيته وتستجدي التفاوض مع عدوه، والعدو ماضٍ في تهويد الأرض والمعالم والمقدسات وبناء المستوطنات وفق مخطط لا يتراجع عنه.

أما الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال فهو صامد في أرضه ويضحي دفاعاً عن وجوده وكلما تصاعد العدوان الصهيوني عليه اشتدت مقاومته، ولذلك فإنه لا يحتاج إلى اجتماعات للتهدئة بل يتطلع إلى أمته ويحتاج إلى حاضنة عربية له في محنته وإلى موقف عربي جادّ مساندٍ لحقه في العيش بكرامة في وطنه فلسطين. ونحن نقول لأولئك الذين لا يزالون يحلمون بالتفاوض مع هذا العدو الذي يحتل كل فلسطين من النهر إلى البحر، ويعلن قادته أن الأردن جزء من أرض "إسرائيل"؛ لقد آن لكم أن تفيقوا من غفلتكم، فهذا العدو لا يستجيب لصوت السلام ولا يؤمن بالسلام أصلاً ولا يحترم العهود والمواثيق التي يوقعها باسم السلام المزعوم ولا يستجيب إلا للقوة.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعلى الصفحة  الرئيسية

******************************************************************************

كلمة رئيس الجمعية الأردنية للعلوم السياسية

د. خالد شنيكات

بسم الله الرحمن الرحيم

في هذا اليوم الرمضاني الكريم والمبارك، منحنا مركز دراسات الشرق الأوسط شرف التحدث إليكم، إنها فرصة عظيمة بالنسبة لي لنخوض في رحاب الحقيقة والبحث، نترك ومضات تجاه ما يحدث، ونطلق العنان للعقل في قراءة للواقع، فالمنطقة حبلى بالاأحداث والتغيرات، وكثيراً منها غير متوقعة، وتحتاج لجهود استثنائية في الفهم والتحليل وحتى إنتاج المعرفة.

قبل سبع سنوات وقفت على هذه المنصة للمشاركة بالاحتفال بالذكرى الخامسة والعشرين لتأسيس مركز دراسات الشرق الأوسط، ومنذ ذلك الوقت، حدثت أحداث كثيرة في منطقتنا، ولا مجال لذكرها الآن، لكن القادم ربما هو الدول الفاشلة في الشرق الأوسط واستفحال هذه الحالة، وهناك حالة من الانسحاب من الصراعات الباهضة الثمن كما لاحظنا في اليمن وليبيا، وقد نشهد تمدد دول إقليمية في المنطقة، لكن القاسم المشترك لكل الأحداث التي تعصف بمنطقتنا هو التغيرات المفاجئة، والثابت أن هذه المنطقة لم تعرف الاستقرار بعد، وقواعد اللعبة فيها تتغير باستمرار، وتصطبغ بطابع الفوضي، وأحد أسباب ذلك هو حجم التدخلات الخارجية الصارخ في منطقتنا.

قد يبدو جزء مهم من هذه الأحداث مخططاً له، تنبأت به مراكز من خارج المنطقة، بل قد تكون هي من صاغت الكثير من مفاهيمه، ومنها الفوضى الخلاقة والشرق الأوسط الكبير، وغيرها الكثير، فالمراكز الغربية متقدمة، وقد وصلت ميزانية أكبر عشرين مركز دراسات سياسية في الولايات المتحدة إلى نحو مليار دولار أمريكي.

لقد غاب عن وطننا العربي دور مراكز البحث والدراسة، ولذلك تبدو أهمية مراكز الأبحاث في عالمنا العربي مضاعفة لأن من كتب وخطط ووضع المشاريع من خارج منطقتنا، فنحن بحاجة لمن يكتب عنا من منطقتنا ويعكس مصالح أهل المنطقة، ونحن نتحمل مسؤولية كل الأحداث الجسام التي وقعت في منطقتنا رغم أهمية العامل الخارجي ودوره التقريري في الأحداث، فنحن لم نتعلم بما يكفي في كيفية مواجهتها، وقد واجهناها بالعشوائية والارتجال بعيداً عن التخطيط واتخاذ القرارات على أسس مدروسة ومحسوبة، وأمثلة حرب 1967، وحرب 1991 شاهة على ذلك، وهذا ما قال المفكر جورج سانتيانا "بأن كل أمة لا تتعلم من ماضيها وحاضرها، محكوم عليها بأن تعيدهما مرة أخرى في المستقبل".

ومن هنا أود أن أشير، وبوضوح، إلى الدور الاستثنائي الذي يقوم به مركز دراسات الشرق الأوسط في الأخذ على عاتقه، ومنذ تأسيسه إعطاء الأجندة البحثية أولوية في كل قضايا الأمة وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وأنجز العديد من التقارير وله الكثير من الإصدارات، ورغم وعورة الطريق لكنّه استمر منذ أكثر من ثلاثة عقود يعمل على نشر دراساته وتعميقها، وتوسّع في كل أعماله البحثية؛ فالمركز مصدر لا غنى عنه لمن يرغب في المعرفة حول قضية العرب المركزية- القضية الفلسطينية وتطوراتها، ولديه الكثير من الكتب والنشرات والمجلات لكل جوانب القضية الفلسطينية سواء السياسية أو القانونية أو غيرها، وكذلك حول الأردن، وغيرها من القضايا التي تختص بالمنطقة والعالم العربي والدول المجاورة كإيران وتركيا، والحركات الإسلامية وقضايا الديمقراطية والتنمية، ويعقد المركز الصالونات السياسية لتحليل كثير من الأحداث، ويغطّي طيفاً واسعاً من قضايا السياسة الخارجية والتدخلات الأجنبية.

ورغم أن البعض قد يحاجج بأن النتائج لا زالت محدودة، فإني أود القول بأن العمل الثقافي بشكل عام، والبحثي على وجه الخصوص، يحتاج إلى مدى زمني ليس بالقصير، لأن تغيير طرق التعامل والتعاطي مع الأحداث والقضايا ليست مهمة سهلة، فهي مسألة ثقافية بامتياز، لكن التقدّم الذي يحسب للمركز هو أنه أراد تكريس نهج محدد وهو نهج البحث العلمي والدراسي، وحتى يُكتب لهذا النهج النجاح المثالي فلا بد من تبنّيه من صناع القرار والنخبة وباقي المجتمع، لضمان الطريقة الأمثل في التعاطي مع كل قضايانا ورؤانا المستقبلية.

ومما يجعل من البحث والدراسة مسألة ضرورية، وفي غاية الحيوية، هي أنه كلما زادت الأزمات وصعوباتها وتضاعفت التحديات، كان لابد من تطوير المهارات والقدرات والاستراتيجيات، وتعزيز الكفاءة، للدفع قدماً في المواجهة، ولضمان أن تكون هذه المواجهة ناجحة وحاسمة.

إن السير قي طريق البحث والدراسة يحمل أعباء اضافية، فلكل قضية سبب، بل أسباب، ولكل أسباب مسببات، ولكل المسببات نتائج واتجاهات، ويبقى البحث العلمي هو الطريق الآمن والمضمون في النجاح وللوصول إلى نتائج تستطيع أن تدفعنا إلى الطريق الصحيح، وأقصد هنا طريق النهضة والتطور.

هناك في العالم أكثر من 8 آلاف مركز بحثي، أكثر من ثلثها في الولايات المتحدة، ومتخصصة في القضايا الداخلية والخارجية، تنتج كمّاً كبيراً من الأبحاث والدراسات لتشكل قاعدة معلوماتية واستراتيجية للأحزاب والحكومات، كما تضع أجندة بحثية طموحة تعكس طيفاً واسعاً من القضايا الجديرة بالبحث وتحقيق أعلى درجات التنوع والتعددية، بما يعكس التكيّف وإعادة فهم للمتغيرات لضمان دقة وسلامة التحليل، وفي الدول الديمقراطية لا يستطيع صنّاع القرار، سواء من يعمل في السلطة التنفيذية أو التشريعية، الاستغناء عن الدراسات التي تقدمها المراكز البحثية، وهذا يعكس الدور المتعاظم لمراكز البحث، والتي تستند إلى تقديم الاستشارات والدراسات الرصينة.

إن دور مراكز الأبحاث أساسيّ، بل لا يمكن تصور اتخاذ قرار دون الاستناد إلى دراسات رصينة، ويعتمد نجاح أي القرار ونجاعته على أهم المدخلات، وهي دقة الدراسات المقدمة عن الوضع، وكيفية اتخاذ القرار في الشأن المطلوب.

وفي حالة عالمنا العربي، فإنه لتطوير أداء عمل مراكز البحث ومواجهة حالة قلة الفاعلية فإنه لا بد من دمج المجالات الأكاديمية والسياسية والتجارية والإعلامية والربط بينها، ولتزيد من تميّزها عن غيرها من المؤسسات، فمراكز الأبحاث أحياناً يجب أن تعزز انتماءها إلى عالم الإنتاج المعرفي بما يدعم مصداقيتها الأكاديمية.

ولا بد أن تمارس دورها كجماعة ضغط لضمان تلقّي صناع القرار لدراساتها والأخذ بتوصياتها.

ولا بد لها من الانخراط في الأحداث السياسية اليومية عبر توسيع ارتباطاتها بالفاعلين السياسيين، مع الحفاظ على الاستقلالية، بما فيه الاستقلال المالي.

وفي النهاية، لا بد أن تدعم مراكز الأبحاث صورة استقلالها عن طريق السعي إلى الانتشار الذي يتطلب علاقات وثيقة مع الصحفيين والمؤسسات الإعلامية وصناع القرار، وكل من له علاقة بعملها.

وبهذه المقاربة يمكن الدفع بزيادة التأثير في البيئة التي تعمل فيها هذه المراكز، والنتائج التي تحدثها.

اسمحوا لي في النهاية أن أتقدم بالتهنئة لمركز دراسات الشرق الأوسط، متمنياً له دوام العمل والإنجاز والتميز، وأنتم الحاضرون (أصحاب المعالي والعطوفة والسعادة) أشكركم على حسن الاستماع.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعلى الصفحة  الرئيسية

******************************************************************************

كلمة رئيس الجمعية الأردنية للبحث العلمي والريادة والإبداع

أ.د. رضا شبلي الخوالدة

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا محمد بن عبد الله الأمّي الأمين وعلى آله وأصحابة أجمعين

الحضور الكرام
الأخ الأستاذ جواد الحمد رئيس مركز دراسات الشرق الوسط

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،

بداية أود أن أهنئهكم بقدوم وحلول شهر الرحمة والمغفرة شهر رمضان المبارك كل عام وأنتم بألف خير، أعادة الله عليكم بالصحة والبركة، وأسعدَ اللهُ مساءكم بالخيرِ واليُمنِ والبركة، ويسرُّني أنْ أرحّبَ بكمْ بالأصالةِ عن نفسي وبالنيابةِ عن أسرة الجمعيةِ الأردنيةِ للبحثِ العلميِّ والريادةِ والإبداع، والتي بلَغتِ عامَها الرابع والعشرين، فكانتْ جزءًا من طموحاتِنا وأحلامِنا، ومنجزاتِنا في حقلِ البحثِ العلمي، والمساهمةِ في النهوض به في وطننا الغالي.

الحضور الكرام

تواكبَ الجمعيةُ التوجهاتِ العالميةَ المعاصرةَ، وقد ارتأينا أنْ نوسّعَ اهتمامَها واختصاصَها ليضمَّ بالإضافةِ إلى البحثِ العلميِ الريادةَ والإبداع، أهدافًا جديدةً لمنظومةِ العلمِ والبحثِ العلميِّ، بما يناسبُ التطلعاتِ والخططَ القادمةَ بإذنِ الله، ولقد أصبح مفهوم الإبداع والابتكار محط اهتمام الأكاديميين والتربويين في كل المؤتمرات التعليمية عربياً وعالمياً، ويكمن التحدي اليوم في كيفية تطبيق هذه الأفكار والتوصيات على أرض الواقع، وتطوير العملية التعلمية بناء على معايير وأهداف شاملة ومتكاملة بهدف الوصول إلى منهج تربوي حديث يحفّز الإبداع والابتكار في المدارس ويشجع التفكير النقدي لدى الطلبة، وطرق تعديل المناهج الدراسية بما يتناسب ومخرجات الثورة الصناعية الرابعة.

ويعد الابتكار والإبداع مهارة أساسية تؤثر بشكل غير مباشر في الاقتصاد العالمي، وتقوم بعض المدارس الكبرى بتخصيص ساعة يومياً تحت مسمى “ساعة العبقرية” بهدف تعليم أساسيات الابتكار وتنمية الإبداع لدى طلبتها، في الوقت الذي تفتقر المدارس الحكومية لدينا إلى إيجاد تصور علمي قابل للتطبيق لجعل الابتكار والإبداع معياراً مهماً في العملية التعلمية بهدف وضع حجر الأساس لمفهوم الريادة؛ فالعديد من مدارسنا لا تُعرّف الطالب بمهارات التفكير الناقد والمنطق والإبداع والتفكير العملي، بل تكتفي بتلقينه بعض المعلومات التي ينساها بعد الامتحان.

لقد أصبحنا بحاجة ملحة إلى تطبيق استراتيجيات تعليمية جديدة ترتكز على تعليم الإبداع ضمن مناهج مدرسية يتم تكييفها وتطبيقها من خلال طرق تعلّم مبتكرة، تجعل من الغرفة الصفية مكاناً لاستلهام الأفكار وإثارة التفكير الإبداعي والنقدي، وهنا تبدأ مهمّة المعلم الذي بإمكانه فعل الكثير في هذا المجال، مع أهمية الإشارة إلى حقيقة أن مثل تلك الممارسات الصفية لن تجعل من عمله أكثر صعوبة بل أكثر متعة وتحفيزاً للطلبة.

إن نشر ثقافة الإبداع والريادة تهدف إلى إشراك الطلبة في عملية التعلم بدلاّ من أن يكونوا مجرد متلقين للمعرفة، فالمشاركة والتفاعل مع المواضيع التي تتم مناقشتها داخل الغرفة الصفية من شأنها تعزيز مهارة التفكير النقدي لدى الطلبة، وزيادة قدرتهم على التواصل والتعبير بحرية عن أفكارهم وآرائهم وتدربهم على فنّ استماع الرأي الآخر وتقبّله أو نقده بإيجابية، والاستفادة من تجارب الآخرين، ومن شأن هذا تزويد الطلبة بالأدوات اللازمة لمواجهة سوق العمل، وشغل المناصب الريادية في عالم يشهد تطوراً سريعاً في كافة المجالات.

ولا بد من التأكيد على حقيقة أن الأنظمة التعليمية الحالية بأمسّ الحاجة إإلى ثورة إصلاحية متكاملة على مستوى المناهج وطرق التدريس وتأهيل المعلمين والبنية التحتية لتواكب التطورات الاقتصادية والتكنولوجية بشكل يوفر للمتعلمين وسائل أكثر، وحرية أكبر للإبداع واختيار ما يناسب طموحاتهم المستقبلية.

إن هناك ضرورة للتركيز على السياسات والاستراتيجيات وإعطاء الأولويات للبحث العلمي في مجال تطوير الاقتصاد والإنتاج الوطني، وذلك عبر التشبيك مع مراكز البحث والجامعات وتحويل مخرجات البحث العلمي عبر حاضنات ومجمّعات علمية صناعية إلى تكنولوجيات وخدماتية وإبداعات وابتكارات تقود إلى الاعتماد على الذات للاكتفاء الوطني، وإلى تعزيز محور البحث العلمي في خطط ورؤى الجامعات الأردنية للانطلاق نحو الابتكار والإبداع، وصولًا إلى تحسين نوعية الخدمات الأساسية المقدمة للمواطنين، وإيجاد برنامج وطني محدد لتقديم الأوراق البحثية ترتكز على الابتكار الإبداعي والعمل على وضع مسار تطبيقي لدراسة الأفكار بدقة، وتحويل الأفكار البحثية الإبداعية المتعلقة بمختلف الجوانب، وعلى رأسها الزراعية والصناعية والطبية والإنتاجية والتكنولوجيا، إلى مشاريع تهدف إلى رفع النمو الاقتصادي.

إضافة إلى إعطاء الأهمية لدور البحث العلمي في تحقيق التنمية الاقتصادية والانتاجية، وحاجة القطاعين العام والخاص في التوسع بالإنتاجية والاعتماد على الذات لإحداث الأثر الاقتصادي والاجتماعي والمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة ومتطلبات الأمن القومي، إلى جانب نشر ثقافة البحث العلمي وثقافة الابتكار والإبداع في مختلف المجالات، وبناء القدرات في مجالات البحث العلمي والابتكار والريادة.

ومما لا شك فيها أننا بحاجة إلى توظيف البحث العلمي والابتكار للمساهمة في حل التحديات التي تواجهها المؤسسات والشركات الأردنية في تطوير صناعتها وقدراتها التنافسية، وإلى ضرورة التشبيك وإيجاد الشراكات بين مختلف الجهات العلمية لإعداد الدراسات والأبحاث، وإزالة العقبات التي تعيق تقدم البحث العلمي، وتجميع العقول البشرية في الجامعات والمراكز البحثية للعمل على مشروعات مبتكرة تهدف إلى إيجاد حلول ناجعة لمختلف التحديات الراهنة، وعلى رأسها مشكلتي الطاقة والمياه.

وتعدّ ريادة الأعمال من العوامل المؤثرة بشكل كبير على الاقتصاد الأردني، حيث تلعب المشاريع الناشئة دوراً حيوياً في دفع النمو الاقتصادي وتوفير فرص العمل وتعزيز التنمية المستدامة في المملكة، ولها تأثير كبير على الناتج القومي في الأردن، حيث تساهم في زيادة الإنتاجية والإيرادات في الاقتصاد الوطني. وتعدّ الشركات الناشئة والمشاريع الصغيرة والمتوسطة المنشأة من خلال ريادة الأعمال محركاّ رئيسياّ لتحقيق النمو الاقتصادي في الأردن.

وبينما يمثل سكان الأردن 3? من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بينما يمثّلون 23? من رياديي الأعمال التقنيين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (WEF)، وقد تقدّم الأردن 7 مراتب (من 56 إلى 49) من أصل 137 دولة في المؤشر العالمي للريادة، ويمتلك الأردن خبرات ممتازة في تقديم خدمات "الاستعانة بمصادر خارجية للعمليات التجارية" مثل مراكز الاتصال، حيث تخدم الشركات في الأردن دول الخليج والدول الأخرى، ويساهم الأردن بنسبة 75? من المحتوى العربي على الإنترنت (المصدر: الدليل التجاري القطري للشركات الأمريكية).

ومن أهم الآثار الإيجابية الرئيسي لريادة الأعمال على الاقتصاد الأردني:
1. تحفيز الابتكار والإبداع، حيث تعمل المشاريع الناشئة على تطوير حلول جديدة للمشكلات الحالية وتحسين المنتجات والخدمات المتاحة في السوق. وتعدّ ريادة الأعمال مصدراً هاماً للابتكار وتحسين التنمية الاقتصادية في الأردن، حيث تشكل مصدراً هاماً لتحسين الخدمات والمنتجات المحلية وتعزيز المنافسة الاقتصادية.
2. دعم التنويع الاقتصادي فإن ريادة الأعمال والشركات الناشئة تعدّ مصدرًا هاما له في الأردن، حيث يمكن لهذه الشركات توفير فرص العمل للشباب والعاملين الجدد في الأردن وخلق مزيد من الوظائف، وهو ما يعزز النمو الاقتصادي ويحسن مستوى المعيشة للمواطنين في المملكة، وتعتبر المشاريع الناشئة من أهم مصادر الوظائف في الأردن، حيث توفر فرص عمل للشباب الذين يتمتعون بالمهارات والشغف اللازمين للعمل في بيئة الأعمال.
3. التنمية الاقتصادية المستدامة، حيث تساعد على تنويع الاقتصاد وتعزيز القدرة على التحمل والتكيف في ظل التحديات الاقتصادية المتغيرة.
4. تعزيز الاستثمارات، حيث يمكن للشركات الناشئة جذب المستثمرين وتوفير فرص الاستثمار في الأعمال الصغيرة والمتوسطة. ويعدّ الدعم المالي والتقني والتدريبي والتنظيمي للمشاريع الناشئة من العوامل المؤثرة بشكل كبير على نمو ريادة الأعمال في الأردن، وتقوم العديد من المؤسسات والجهات الحكومية والخاصة بتقديم الدعم اللازم للمشاريع الناشئة، من خلال توفير الأموال والمساعدة في الحصول على التمويل وتقديم النصح والإرشاد والتدريب.
5. تحسين الدخل الوطني: تساهم ريادة الأعمال في تحسين الدخل الوطني في الأردن من خلال خلق فرص العمل وتوفير المنتجات والخدمات المحلية، مما يحسن الحياة الاقتصادية للمواطنين.

وقد أقرت الحكومة الاردنية السِّياسة العامَّة لريادة الأعمال والخطَّة الاستراتيجيَّة الوطنيَّة للأعوام (2021-2025)، والتي تهدف السياسة العامة لريادة الأعمال في خطوطها العريضة إلى تهيئة بيئة صديقة ومحفزة لريادة الأعمال في المملكة وإزالة العوائق أمـامهـا بما يضمن تعظيم الإمكانات الاقتصادية لمنظومة ريادة الأعمال الأردنية ونموها، ويدفع عجلة الاقتصاد والتنمية المستدامة بما يسهم بالتشجيع على الاستثمار في الشركات الريادية الأردنية، ويمكّنها من إيجــاد مصادر التمويل للاســتثمار فـي المشاريع الريادية بالتنسيق مع كافة الجهات ذات العلاقة، بالإضافة إلى توفير المسـاعدة للشـركات الـريادية الأردنية للوصول للأسواق المحلية والإقليمية والدولية وفتح أسواق جديدة لها، وتمكين الـريـاديين مـن ابتكـار الحلول والمنتجات الإبداعية، وتعزيز قدرة المملكة على المنافسة على الصعيد الإقليمي والدولي في مجال ريادة الأعمال.

وفي النهاية، لا يفوتني أن أشكرَ الحضور الكريم كما أشكر الأخ الدكتور جواد الحمد لإتاحه هذة الفرصة لي للالتقاء بهذه الوجوه الطيبة.

باركَ الله بكم، ووفقَكم في مساعيكم الخيرةِ، في ظلّ القيادة الهاشمية.
والله ولي التوفيق
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعلى الصفحة  الرئيسية

******************************************************************************

التقرير الصحفي

خلال حفل مركز دراسات الشرق الأوسط السنوي وإفطاره الرمضاني

المتحدّثون: الوطن العربي بأمسّ الحاجة إلى تعزيز الإصلاح والتنمية والريادة العلمية، والقضية الفلسطينية تتطلب الدعم والإسناد المباشر

أكد رئيس الوزراء الأسبق الأستاذ أحمد عبيدات أن الوطن العربي ما يزال يعاني من عدة أزمات سياسية واقتصادية في ظل الانفراد بالسلطة وفشل مشاريع التنمية.

وأضاف عبيدات في كلمة ألقاها خلال الحفل السنوي الثاني والثلاثين لمركز دراسات الشرق الأوسط في عمّان مساء أمس الأربعاء 29/3/2023، وحضرته شخصيات سياسية وأكاديمية ومسؤولين سابقين ودبلوماسيين عرب، إن فلسطين ما تزال تعاني من ظل الاحتلال الاستيطاني الإحلالي الذي يمارس البطش وتهويد الأرض والمقدسات، إلا أن الشعب الفلسطيني ما يزال صامداً وثابتاً على أرضه..

ودعا إلى توفير حاضنة عربية وإقليمية لدعم صمود الشعب الفلسطيني ومساندته في مواجهته للاحتلال الإسرائيلي الذي لا يؤمن بالسلام.

من جهته قال رئيس مجلس أمناء المركز الدكتور علي محافظة إن مركز دراسات الشرق الأوسط استطاع الاستمرار في تأدية مهامه السياسية والعلمية والثقافية بنجاح، وتمكن من تقديم المشاريع والاستراتيجيات التي تخدم السياسات الوطنية والعربية، وعمل على توسيع برامجه التي بلغت خلال العام الماضي 27 برنامجاً، بالإضافة إلى استقطاب باحثين جدد.

وأشاد محافظة بما يصدر عن المركز من مجلة دراسات شرق أوسطية العلمية المحكمة، والدراسات والتقارير الصادرة في الشأن السياسي المحلي والفلسطيني والعربي، كما أشاد ببرامج التثقيف والتدريب والتأهيل العلمي والبحثي التي يعقدها المركز، حيث عقد المركز أكثر من 45 محاضرة ودورة في عام 2022، واستضاف خلالها 38 عالماً وخبيراً من الأردنّ ودول عربية وأجنبية، وقدّم استشاراته لجهات ومؤسسات أردنية وعربية.

بدوره قال رئيس الجمعية الأردنية للعلوم السياسية الدكتور خالد شنيكات إن المنطقة العربية شهدت العديد من التحديات بسبب التدخلات الخارجية، مشيراً إلى أهمية دور المراكز البحثية في رصد الظواهر وتحليها ومحاولة التنبؤ بمسارها، مؤكدا أن الدول المتقدمة تعتمد على مراكز الدراسات والتفكير عند اتخاذ قراراتها، ما يساعدها على اتخاذ القرارات الصائبة، داعياً إلى تطوير عمل المراكز الأردنية عبر مزيد من الانخراط في النشاطات السياسية والثقافية والإعلامية، والحفاظ على استقلاليتها.

وأشاد شنيكات بإنجازات المركز في مجال إعداد الدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الشأن الأردني والفلسطيني والعربي، وتكريس المنهج العلمي والبحثي في إنجازاته.

من جهته أكد رئيس الجمعية الاردنية للبحث العلمي والريادة والإبداع الدكتور رضا الخوالدة على أهمية مساهمة البحث العلمي في تحقيق الريادة والإبداع وجعله محط اهتمام التربويين والباحثين وتطوير العملية التعليمية عبر تحسين المناهج وتدريب المعلمين وتأهيل البنى المدرسية التحتية والاهتمام ببناء مهارات التفكير الناقد والعملي لتحفيز الإبداع.

وأشار إلى الحاجة إلى تطوير الأنظمة التعليمية ولاستراتيجيات تعليمية جديدة تدعم التفكير والإبداع والابتكار، مبيناً أن نسبة الرياديين الأردنيين بلغت 23% من رياديي الدول العربية.

من ناحيته أوضح مدير مركز دراسات الشرق الأوسط الدكتور بيان العمري أن الواقع الأردني الوطني يشهد تحديات محلية وإقليمية تواجه الأردن، سياسياً وأمنياً واقتصادياً واجتماعياً، ما ينعكس على مصالحه العليا، ولكنه يمتلك مقوّمات تتيح له تجاوز هذه التحديات، الأمر الذي يحتّم رسم رؤية استراتيجية تقوم على تعزيز الإصلاح وتحقيق الاستقرار السياسي، والتماسك الاجتماعي الذي يشكّل جبهة داخلية صلبة وقوية أمام المخاطر الخارجية، مع ما يتطلبه ذلك من تطوير إداريّ وتنمية اقتصادية شاملة، وعلاقات خارجية متنوّعة ومتوازنة، تساهم في تعزيز دور الأردن الخارجي.

ومن جهة ثانية بيّن العمري أنه نجاحات الشعب الفلسطيني تتطلب بناء الحاضنة الفلسطينية والعربية والإسلامية له وحماية ظهره، وليس تأييده فقط.

أما على صعيد الواقع العربي فأشار العمري إلى أنه يشهد مقدّمات لتحولات جديدة توقّعها المركز بعد ندوته عام 2018 بعنوان "العالم العربي، من الانقسام إلى المصالحات"، بأن يكون عام 2020 هو عام المصالحات العربية والإقليمية، الأمر الذي فتح الباب أمام الانتقال الفعلي نحو واقع جديد في العلاقات الداخلية في كل بلد عربي بين الأنظمة والتيارات السياسية والاجتماعية، وفي العلاقات العربية البينية، وكذلك في العلاقات العربية- الإسلامية تجاه كل من تركيا وإيران.

وكان رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط الأستاذ جواد الحمد قد رحّب بالحضور وشكرهم على تفاعلهم ومساهماتهم العلمية والفكرية مع المركز، وانتهى الحفل بتقديم الشكر والهدايا لزملاء المركز وللحضور الكريم، ثم تناول طعام الإفطار على شرف الحضور.

 أعلى الصفحة  الرئيسية

******************************************************************************

صور من الحفل

 

أعلى الصفحة  الرئيسية