أ. جواد الحمد
نحتفل اليوم الأربعاء في العاشر من آذار/ مارس عام 2021 بذكرى مرور ثلاثين عاماً على تأسيس هذا الصرح العلمي الوطني العربي الشامخ، مركزكم: مركز دراسات الشرق الأوسط، الذي أصبح عَلَماً يُعرَفُ باحثوه وخبراؤه وعلماؤه وإنجازاته ومطبوعاته وتحليلاته في العالم العربي والعالم الإسلامي والقارات الأخرى. وكنا نعِدُ لهذا الاحتفال أن يكون حاشداً ومميزاً، لكن ظروف البلاد الصحية وبقرار من مجلس الامناء تم تأجيله إلى اشعار آخر. الزملاء الأعزاء لقد قطع مركزكم هذا 30 عاماً من عمره وهو يعمل بجد واجتهاد، وقد شارك في أعماله الآلاف من أبناء هذا البلد الغالي وأبناء الأمة العربية والإسلامية المعطائين، إلى جانب زملائهم من دول العالم الأخرى. الإخوة الباحثون والخبراء والزملاء،،، لقد مثّلت إنجازات مركزكم نموذجاً عربياً يُحتذى، فقد أصدر المركز أكثر من 244 مطبوعة من الأبحاث والندوات والتقارير ومجلة دراسات شرق أوسطية العلمية المحكمة، وقدّم أكثر من 250 استشارة علمية وسياسية للعالم العربي، ونفَّذ أكثر من 250 نشاطاً بين مؤتمر وندوة وحلقة نقاش وصالون سياسي ومنتدى فكري للشباب ومحاضرة وورشة عمل على مدى 30 عاماً مضت. لقد شارك أكثر من 1000 باحث أردني وعربي وأجنبي في إنتاج هذا العلم الغزير لمركزكم، وشارك في فعالياته وأنشطته أكثر من 5500 باحث وسياسي وأكاديمي وخبير في مختلف التخصصات الأكاديمية والعملية. كما شارك مركزكم بالفعاليات والمؤتمرات والحوارات والاجتماعات العربية- العربية، والعربية مع الآخرين في أكثر من 230 نشاطاً، واستقبل المئات من الباحثين والسياسيين والدبلوماسيين. أما جائزة البحث العلمي لطلبة الجامعات الأردنية المتميزة الفريدة التي ينظمها المركز مع جامعات أردنية عريقة على مدى 22 عاماً (1998-2020) فقد سجّل فيها أكثر من 4300 طالب. الزملاء الكرام ،،، إننا في هذه الأيام نحتفل كذلك بمرور 24 عاماً على صدور "مجلة دراسات شرق أوسطية" عن مركزكم ( صدر منها 94 عدداً فصليا)، وهي المجلة العلمية الفصلية المحكّمة، والتي أصبحت مجلة عالمية مصنّفة، وتعمل على ماكنات بحث أكثر من 6 شركات عالمية وعربية تقدم خدماتها للجامعات العربية والأجنبية. ونفخر أننا ومنذ أكثر من 7 أعوام أنشأنا "فريق الأزمات العربي-ACT" في المركز من كفاءات وخبرات وتخصصات أردنية وعربية، حيث عالج الفريق خلال هذه المدة 20 أزمة بتقارير استراتيجية وتوصيات منهجية متميزة. أعزائي الكرام ،،، أحب أن أنوه بالتميز الذي ساد الأعوام الخمسة عشر الماضية بتبنّي المركز لتوجهات استراتيجية في كل خمسة أعوام وبمؤشرات قياسية، والتي أصبحت علامات هداية وتوجيه لأنشطة وبرامج المركز وفعالياته المختلفة، وذلك وفق المقاييس العالمية لخزانات التفكير (Think Tanks)، حيث تمكن حتى نهاية عام 2020 من تحقيق نسبة 52% تقريباً من هذه المقاييس. كما نجح المركز ببناء مؤسسية نموذجية متكاملة في إدارة عمله والتخطيط له وتقييمه، وذلك من خلال المجالس الخمسة الرئيسة وهي : 1) مجلس الأمناء 2) مجلس التخطيط 3) المجلس العلمي 4) هيئة إدارة تحرير المجلة 5) هيئة إدارة المركز التنفيذية، ويبلغ مجموع الزملاء في هذه الهيئات القيادية للمركز اليوم 45 زميلاً وشخصية وخبرة وطنية وعربية، تعمل على توجيه وتسديد مسار المركز وتقييمه ودعمه بالفكرة والخبرة المتميزة. وفي مجال الاستثمار في الموارد البشرية فقد عَمِل مع المركز بشكل مؤقت وجزئي وكامل أكثر من 1300 باحث وإداري وفني من أبناء هذا البلد المِعطاء خلال العقود الثلاثة من عمره، الأمر الذي يُعبِّر عن دور المركز في تنمية الموارد البشرية الأردنية، وفي تطوير واستقطاب الكفاءات التي توزعت على عشرات المؤسسات الأردنية والعربية. وأخيراً أيها الإخوة الأعزّاء ،، إن ما عرضته لكم هو مجرد لمحات عابرة للزمن وللبرامج والفعاليات التي قام بها المركز في ثلاثين عاما. واليوم، فإن المركز وهو يشق طريقه إلى المستقبل فإنه يتطلع ليكون عقلاً مفكراً رائداً للتنوير والعلم، ورائداً للنهضة وبناء الجيل، ورائداً للتخطيط والإبداع في تقدم الأمة في المضمار الحضاري، ومصدراً للفكر المستنير الملتزم بمبادئ الأمة ومصالحها العليا، ويسير في هذا النهج منفتحاً على الفكر العالمي ليقتبس منه ما ينسجم مع هذه المبادئ والمصالح، وليقدمه بقالب ىفكري وعلمي وبحثي رصين بين يدي صنّاع القرار والنخبة والأجيال على حد سواء. وسيبقى مركزكم- مركز دراسات الشرق الأوسط في الأردن مثابراً على قراءة الواقع وتحولاته وتطوراته بمنهجية علمية متقدمة واستشراف المستقبل والاقتراب من صنّاع القرار في الحكم والمجتمع والعالم ليكون لما يتوصل إليه من رؤى أثر مهم في توجيه بوصلة القرار فيما يخدم المصالح العليا للأمة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
د. محمد أبو حمور أصحاب الدولة والمعالي والسعادة والعطوفة؛ يطيب لي في هذه الذكرى – ذكرى ثلاثين عاماً على تأسيس مركز دراسات الشرق الأوسط الأردن. في 10/3/1991، أن أتقدم بالتهنئة لكل من كان له سهم في إنجاح وتعظيم هذا المشروع الرائد. انطلق هذا المركز، الذي أتشرّف برئاسة مجلس أمنائه منذ سنوات، واضعاً لنفسه أهدافاً كبيرة في خدمة الوطن وقضايا الأمة، وعلى رأسها قضيتها المركزية القضية الفلسطينية، وها نحن اليوم بعد 30 عاماً نقف لنلقي الضوء على ما حقّقه من إنجازات بجهود القائمين عليه، ودعم أبناء بلدنا ووطننا الكبير له، رغم ما تواجهه مراكز البحث العلمية المستقلة مصاعب وتحديات. الإخوة الكرام وضع المركز خلال الأعوام الثلاثين الماضية توجهاته الكبرى نصب عينيه، فكان كل إصدار أو فعالية يقوم بها لَبِنةً في بناء كبير يهدف إلى توعية المثقفين والنخب العربية بقضايا أمّتهم بناءً على منهج علمي رصين بعيداً عن التعصّب والتطرف والانغلاق، وإلى إيجاد مناخ ثقافي يخدم قضايا الوطن والأمة. متحرراً من أي انحياز سوى الانحياز لمصالح الوطن والأمّة، وهو ما يميّز ما قدّمه المركز من إصدارات ومنتج علمي متنوّع. ويقدّر لهذا المركز حرصه على توسيع دائرة العمل واستثمار الخبرات والاعتماد على الكفاءات المتخصصة كلٌّ في مجاله، وهو ما تظهره النظرة إلى المجالس المتعدّدة التي شكّلها المركز منذ سنوات بتنوّعها التخصصي والأكاديمي؛ إذ يشرف على أعمال المركز المتنوّعة عدّة مجالس يصل عدد أعضائها إلى 46 شخصية ، تضمّ العديد من القيادات المجتمعية والقامات العلمية والخبرات التخصصية والأكاديمية. لقد أظهر مركز دراسات الشرق الأوسط خلال 30 عاماً من العمل قدرته على اختيار ما يمسّ هموم الوطن والأمة من قضايا، مستثمراً طاقاته وقدراته كمركز تفكير وبيت خبرة أردني عربيّ في تسليط الضوء على هذه المواضيع وإثارة النقاش العام حولها، فضلاً عن تشكيل فرق عمل لاستخراج الخلاصات ورفع التوصيات لأصحاب القرار، وهو ما يجعلنا نقول بلا شك أن المركز لم يكتفِ طيلة سنواته الثلاثين بدوره الأساسي بتوعية النخب والمجتمع وتنويرها سياسياً وفكرياً فحسب؛ وإنما سعى لنقل هذا الجهد وإيصاله إلى دوائر صنع القرار وتنفيذه. الإخوة الكرام إننا إذ نحتفل اليوم بهذه الذكرى الكريمة لا يسعنا إلا أن نشكر القائمين على هذا المركز، وعلى رأسهم رئيس المركز الأستاذ جواد الحمد، ومدير المركز د. بيان العمري، وجميع العاملين الذين تعاقبوا على هذا المركز طيلة ثلاثة عقود من العطاء، فلولا جهدهم ومثابرتهم ما كان لنا أن نصل إلى هذه الذكرى ومركزنا يقف على قدميه مؤسسةً رائدةً ومتقدمة. لا يسعني في ختام هذه الكلمة إلا أن أكرر الشكر لكل من ساهم في دعم هذا الصرح الوطني خلال مسيرته المتميزة، وأن أطلب باسمكم جميعاً من القائمين عليه مواصلة جهودهم الكريمة في استشراف آفاق المستقبل لوطننا وأمتنا، سائلاً المولى أن يكتب لهذا المركز الاستمرار وتحقيق الرؤى والأهداف التي تخدم الامة وتدعم طموحات أبنائها نحو النهضة والازدهار والتقدم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
|