صور من الحفل 

التقرير الصحفي  

كلمة الزملاء والأكاديميين

كلمة رئيس مجلس النقباء

كلمة مجالس المركز

كلمة رئيس المركز

برنامج الحفل

الحفل السنوي الثامن العشرون

 

برنامج الحفل

 

أعلى الصفحة     الرئيسية

******************************************************************************

كلمة رئيس المركز

جواد الحمد

 

 

تحية مليئة بالشكر والاعتزاز لهذا الحفل الكريم، ولكلّ من ساهم في بناء هذا الصرح العلمي المتميز، والذي لولا جهودكم وعطائكم ما استمر بنجاح إلى اليوم.

الزملاءُ جميعاً مع حفظ الألقاب والمقامات، أعضاءَ المركز العاملين فيه، والعاملون السابقون، والأخ الدكتور بيان العمري مدير المركز.

أشعر بسعادة غامرة وأنا أقف أمام هذه الثلّة من الخبراء والعلماء والسياسيين والنقابيين ورجال الدولة والمجتمع المحترمين، وأشعر بأنني أقف في حقل من الزرع العظيم من الفكر والعلم الذي يتجلّى على جباهكم وبين عيونكم وفي ألسنتكم، وإنني أزجي لكم كلّ التحية باسم هذا الوطن وأبنائه وأجياله على ما تقدّمون له عبر هذا المركز وغيره من المواقع.

الإخوة الأعزاء

رغم ما تمر به بلادنا العربية، ومنها هذا البلد العزيز، من تحديات سياسية واقتصادية وأمنية، وتدخلات واسعة من قبل الدول الأجنبية المختلفة، ومن استمرار إسرائيل في احتلال الأرض الفسطينية، والعدوان الدائم على الشعب الفلسطيني بكلّ أشكال الظلم والمعارك التي تخوضها الصهيونية العالمية ضدّنا في كلّ بلد وفي المحافل الدولية وفي أيّ مجال، ورغم الألم الذي يعتصرنا بالاقتتال الداخلي بين أبناء الأمة في القُطر الواحد وبين الأقطار، ورغم تفاقم الأبعاد الطائفية والإثنية والقومية والجهوية في بلادنا على مدى العالم العربي ... غير أن المكوّن التاريخي والديني والحضاري والفكري والاجتماعي والثقافي لهذه الأمة شكّل دوماً رافعة قوية لإنقاذها مما مررنا به في تاريخنا، والذي كان بعضه أسوأ بكثير مما نعيش اليوم، خلافاً لما يشاع بأننا نمر بفترة لم نشهدها من قبل، ولو عدنا في الذاكرة إلى التاريخ لاستحضرتم معي الكوارث التي أصابتنا من الحملات الصليبية، والغزو المغولي، والاقتتال بين الدول الإسلامية، والاستعمار الأوروبي الذي فرّخ لنا العدوان الصهيوني والتمزّق باتفاقات سايكس بيكو وصناعة الزعامة الفارغة.

الزملاء الأعزاء

إن المستقبل بالتأكيد لهذه الأمة، ولقواها الحية، ولرسالتها السامية، وإن المؤشرات السياسية والاجتماعية وديناميكياتها بدأت تشكّل أفق المشهد القادم والذي أساسه انتهاء النزاعات الحادّة، وتقدّم القوى السياسية الحية في الأمة، ولذلك فإن محاولات تدمير الجيل العربي الشبابي مستمرة على قدم وساق، وقتل الأمل فيهم مستمر، وشغلهم بما لا يقيم للأمة حضارة ولا كياناً ولا قيمة يعمل ليلاً ونهاراً، ومع ذلك فإن الحراك والديناميكية الوطنية والقومية والإسلامية في مختلف أقطارنا، وصمود الشعب الفلسطيني في وجه العدوان وتوجهات الاستسلام والتطبيع، تشكّل كلها صخرة صلبة، وتمثل روحاً ومساراً فاعلاً وجاداً وقوياً لاستعادة بناء الأمة وقوتها ومكانتها وحضارتها التليدة.

أيها السادة

أعلم أن مثل هذه القراءة العاجلة في كلمة احتفال قد لا تشفي غليل التساؤلات الواسعة لدينا ولدى جيل الشباب العربي في ظلّ هذا الواقع الدامي المُحزن، ولكنّي أردت من هذه الإشارات لفت الانتباه إلى ضرورة مقاومة برامج وعمليات بث الإحباط واليأس من جهة، وعمليات محاصرة ومقاومة ملاحقة القوى الحية في الأمة من جهة أخرى، مع التنبيه على توجهات الاستعجال بالتطبيع مع الكيان الصهيوني كواحد من مظاهر الضعف والعجز والانكسار الرسمي العربي أمام الواقع الصعب وأمام الدعاية الغربية والصهيونية التي لا تريد إلا أنْ نشرع بالاستسلام دوماً، وهي تتربع على التحكم بمصائرنا وثرواتنا ومصائر عروش حكامنا كما يشيعون من جهة ثالثة.

وعلى صعيد آخر أردت أن أشير إلى التحولات التاريخية وروافعها الموجودة في صفوفنا والتي تمكّنت باستمرار من استعادة زمام المبادرة في تاريخنا الطويل القديم والحديث على حدٍّ سواء رغم الظروف المعقدة والصعبة والتآمر الدولي والتمزق الداخلي الذي كان يسود في بعض الأحيان فيما يشبه واقع اليوم أو أسوأ.

إخواني الكرام

إن حركة الشعوب أقوى مما يتخيل السياسيون، صحيح أن الأدوات بين يدي من لا يؤمنون بقوة الأمة ومستقبلها إلا عبر البوابة الأمريكية والصهيونية، لكن الأمة بأجيالها وقواها الحية أكثر إدراكاً للحقائق التاريخية والفكرية والإمكانات الكامنة والفاعلة في تغيير الواقع نحو مستقبل أفضل، والقادرة على مواجهة مخططات التدمير والاستعمار والاحتلال من كلّ الأعداء عبر التاريخ.

كلّي أمل أن يستمر عطاؤكم المقدّر في بناء الجيل وتوعية الأمة وإنهاض الفكر وتحفيز العطاء ومحاربة الإحباط واليأس، بقراءتكم العميقة والثاقبة للواقع والمستقبل ومسار العبور الآمن بينهما، وذلك بأبحاث ودراسات ومؤتمرات وندوات وحوارات وحلقات نقاش يعقدها مركزكم العتيد، بمشاركتكم المتميزة المعطاءة.

شكراً لكم على فرصة الاستماع، وشكراً لكم على الحضور والمشاركة في هذا الاحتفال، وشكراً لكم على استمرار العطاء والتقدم بهذا الصرح وفي هذا البلد المعطاء الذي شكّل ويشكّل حجر الزاوية في التحولات القادمة لمصلحة المشروع العربي وحماية حضارة الأمة وقيمها وإنهاض مجتمعها وبلورة دورها الفاعل.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعلى الصفحة  رجوع

******************************************************************************

كلمة مجالس المركز  

أ. عبد الله كنعان/ نائب رئيس مجلس الأمناء

أصحاب المعالي والعطوفة والسعادة:

الحضور الكريم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،

يسرني ونحن نحتفل اليوم بمناسبة الذكرى الثامنة والعشرين لتأسيس مركز دراسات الشرق الأوسط، والذي أتشرف بعضوية مجلس أمنائه، أن أهنئ نيابة عن زملائي التجديد لمعالي الأخ الدكتور محمد أبو حمور برئاسة مجلس أمناء المركز، كما أهنئ إدارة المركز ممثلة بالأستاذ جواد الحمد والدكتور بيان العمري وجميع العاملين فيه إداريين وباحثين وموظفين، أهنئهم أولاً على فاعلية حضورهم المميز في المجال البحثي والدراسات الاستراتيجية والفكرية المعنية بالواقع والأزمات العربية التي باتت اليوم عرضة لجملة متداخلة ومربكة من التحديات والتعقيدات، وثانياً أتقدم منهم بالتهنئة والإشادة بإنجازاتهم على المستوى الأردني والعربي اللافت والذي يشار إليه بالبنان متمنياً لهم مزيداً من الإنجاز والتقدم.

لا شك أن مراكز الدراسات والبحث الرصينة والقائمة على اعتماد المنهج العلمي من أهم الأدوات والسبل العصرية القادرة على فهم المعطيات وتحليلها كخطوة أولى من أجل تقييم وتصويب السياسات والخطط في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها، على أمل تبنيها من المعنيين والسير عليها في سبيل النهضة والتقدم المنشود، ولهذا الدور الذي تتولاه هذه المراكز فلا بد من مؤسسات الدولة الرسمية والأهلية تقديم الدعم والعون لها وتسهيل مهامها البحثية وفي ذات الوقت الاستفادة من جهودها وخلاصات أبحاثها والتي تشمل مقترحات منطقية تستند للعلم في الطرح والمهنية العالية في الاستنتاجات.

الحضور الكريم..

إن معاينة دقيقة شاملة لمركز دراسات الشرق الأوسط ومن خلال قراءة جهوده، تدل على أنه دأب منذ تأسيسه قبل عقود ثلاث على التعاون والتشارك مع نخبة طيبة من المختصين كلٌ في مجاله "أكاديمياً وسياسياً" نخبة ذات معرفة ووعي بالواقع العربي ومحيطه الذي يغلب عليه التغيير والتذبذب، كل ذلك ساهم في أن يصبح المركز في موقع ريادي متقدم على مستوى الأردن والوطن العربي، ومرجعاً مفيداً وشافياً للدارسين والباحثين ولصناع القرار وواضعي الاستراتيجيات والخطط في المواضيع والقضايا التي تهم الأردنيين والعرب ولغيرهم ممن يرغب بالاطلاع والاستفادة.

ولأن القضية الفلسطينية وجوهرها القدس تشكل محور الواقع العربي والإسلامي والعالمي لما لتداعياتها من تأثيرات شاملة، بخاصة مع تسارع المجريات والأحداث في القدس التي تتعرض اليوم لهجمة استعمارية احتلالية إسرائيلية ممنهجة تسعى لتهويدها وتقسيم مسجدها زمانياً ومكانياً في ظل صمت دولي مريب زاد من عنجهية وطغيان إسرائيل، لذلك كله كان لهذا المركز ومن منطلق وعيه القومي جهوداً بارزة تمثلت بالتوقف عند قرار ترامب القاضي بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها وما تلا ذلك من إجراءات من إغلاق مكتب البعثة الدبلوماسية الفلسطينية في واشنطن ووقف دعم منظمة الأونروا، فاصدر المركز وثيقة بعنوان "بين يدي رؤية عربية وإسلامية لمواجهة القرار الأمريكي بشأن القدس" تضمنت محاور مهمة تتصل بتداعيات هذا القرار وطرحت برامج مقترحة لمواجهته يمكن وصفها بالاستراتيجية الدفاعية المتزنة من حيث واقعيتها وشموليتها وإمكانية تنفيذها، ولقد تمّ "ترجمتها للانجليزية والتركية" وتعميمها على الكثير من المعنيين وحبذا لو التفت إليها المعنيون بجدية وشكلوا فريقاً لصياغة ما يُناسب منها على شكل خطوات عملية وإن كانت الحكومة الأردنية من منطلق الوصاية الهاشمية قد قامت وتقوم بخطوات جدية بهذا الاتجاه يساهم هذا العمل في دعم الصمود الفلسطيني والمقدسي في وجه الاحتلال، واجتماعنا اليوم مناسبة طيبة نحيي كل من ساهم في دعم الصمود في فلسطين والقدس بما في ذلك الموقف المشرف للاتحاد البرلماني العربي الأخير الذي عقد في الأردن قبل أيام، وأدعو أن تكون القدس حاضرة في جميع الندوات والمؤتمرات المحلية والعربية والإسلامية بغض النظر عن موضوعها باعتبارها جوهر القضية الفلسطينية ومحور السلام العالمي.

الحفل الكريم،

إن أهم ما يميز مركز دراسات الشرق الأوسط هو عمله المؤسسي وسعيه إلى التركيز في عمله واختصاصه ومجالات اهتمامه، مع وجود مجلس وهيئات تضم نخبة من الأكاديميين والخبراء من الأردن والعالم العربي يصل عددهم إلى حوالي (46) شخصية في المجالس المختلفة التي تسهم في تطوير أعماله، كمجلس الأمناء، والمجلس العلمي، وهيئة تحرير مجلة دراسات شرق أوسطية ومجلس التخطيط، وفريق الأزمات العربي، وهو بذلك يشكل نموذجاً يحتذى لغيره من المراكز.

وإن نجاح المركز في تحقيق غاياته لدليل على عزيمة مؤسسيه ومثابرتهم على العمل الدؤوب في سبيل ما يهدفون إليه وما زالوا.

أيها الحفل الكريم،

نحن نلتقي هنا لنشد على سواعد القائمين على المركز، ونقدم لهم كل دعم معنوي، ونبارك لهم جهودهم وإنجازاتهم، ونبارك للمركز وطاقمه العامل هذه الجهود، وهذه الإنجازات.

 والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعلى الصفحة  رجوع

******************************************************************************

كلمة رئيس مجلس النقباء

م. عبد الهادي الفلاحات

الحمد لله والصلاة والسلام على النبي العربي الهاشمي الأمين و صحبه أجمعين

أصحاب المعالي والعطوفة والسعادة

الذوات الكرام

أحييكم بتحية الرحمة والسلام فالسلام عليكم جميعا ورحمته وبركاته

نجتمع اليوم بمناسبة ذكرى تأسيس مركز دراسات الشرق الأوسط الثامنة والعشرين، وأبارك للعاملين فيه إدارئيين وباحثين، وأهنئهم على جهودهم وعطائهم الدائم.

وأبدأ بالترحم على شهداء معركة الكرامة التي نستضل بذكراها بعد أيام وهي المعركة والانتصار الأول في تاريخ الصراع العربي- الصهيوني، والتي حققها الجيش العربي الأردني بإسناد من إخوانه أفراد المقاومة الفلسطينة، وكانت نصراً من عند الله منّ به علينا وكانت عنواناً من عناوين وحدة الدم والمصير ... كما أحيي المرابطات والمرابطين في الأقصى المبارك ودفاعهم عن قبلة المسلمين الأولى ... ونحن كذلك وأيامٌ تفصلنا عن ذكرى يوم الأرض.

وإني لا أكتمكم سراً حين أقول إن الحديث في الشأن العام أمر ثقيل على النفس في هذه الأيام.

وفي واقعنا الأردني لن نجافي الحقيقة عندما نقف باحترام كبير لكمّ المنجزات والإيجابيات الكثيرة التي نعيش فيها جميعا, وحتى نحافظ على هذه المنجزات ونعظمها لا بد لنا من الحديث بوضوح أيضا عن السلبيات التي يعاني منها هذا الواقع, في واقعنا الأردني الرسمي من أكثر ما يؤثر سلبا هو غياب إرادة الناس عن كثير من مفاصل الحياة المعاشة, إرادتهم غائبة أو يمكن أن تقول أنها في كثير من الحالات مغيبة, وعندما نُغيّب الإرادة تتبخر أحلام الشباب نحو المجهول وهم أغلبية الشعب ونسبته الكبرى ونحن نرى كل يوم مسيرات المتعطلين عن العمل, وعندها يفقد الثقة بالمحيط الوطني, ويتطلع إلى الانعتاق من هذه الحالة التي يعيشها عبر أي وسيلة, فتنهشه الأفكار من هنا وهناك, ويسقط فريسة لهذه أو تلك, فإما أن نفقده, أو نفقد حبه وولاءه لوطنه ومجتمعه, وبهذا نفقد مستقبلنا جميعا ونعيش نبحث في معالجة الظواهر من المشكلات الاقتصادية والاجتماعية وندور في حلقة مفرغة وننسى أو نتناسى أن جذر المشكلة في واقعنا الأردني هو جذر سياسي كما هو واقع الأقطار العربية بلا استثناء, وأن معالجته يجب أن تتم عبر معالجات سياسية تصل إلى الأصل ولا تتشاغل بالظواهر والأعراض.

وحين تدير العين نحو واقع المؤسسات الأهلية في مجتمعنا لن تجد الأكثر منها في حال أحسن من ذلك, فهي نتاج المحيط بكل ما يحمل, فالثقة بين مكونات المجتمع تضعف, وتداول السلطة في واقعها فعل ليس له وجود, وما زالت تستخدم الأداوت نفسها منذ التأسيس, تحكم بذات العقلية, وتتحدث لغتها التي تسمعها فقط, وبعضها ما زال يشكل صورة بكل ما تحمل هذه الصورة من معاني عن الأنظمة الحاكمة في المجمل والتفاصيل.

الجمع الكريم.. الذوات الأفاضل

وفي الحدث عن الشأن العربي نستخدم ذات الأداوات وذات الفعل, عقلنا الجمعي العربي, ووضوحنا المعهود, وعلى الرغم من سواد الواقع العربي الذي نعيشه وحلكته وقتامة مشهده, في كل بقعة من أراضينا العربية الممتمدة من المحيط إلى الخليج, إلا أن الأمل ما زال موجودا وقائماً في حراك الشارع العربي وأجياله الشابة، وشرارة الربيع العربي ما زالت متوقده تؤتي ثمارها كل حين؛ فها هي تتوقد من جديد في أكثر من قطر عربي.

إن من آفات واقعنا العربي اليوم نظرة النخب الحاكمة للشعوب دون تقدير واحترام لإرادتهم، ومصادرة حرياتهم وقمعهم ومنعهم من التعبير عن حاجاتهم ومطالبهم فضلاً عن آرائهم, وما زالت شعوب عربية اليوم تتلظى بسياط الظلم والقهر، لكن مستقبل الأيام ينبئ عن جهل آنيّ عميق, لأن ثقتنا الكاملة وقناعتنا المطلقة أن الأمة الحية بشبابها تضعف ولكنها لا تموت, تقدم شيئاً من روحها وجسدها لتحيا بقية الروح, ويعيش بقية الجسد, الأمة التي يقدم شبابها أرواحهم لرفعتها وعزتها لا تموت، فهي تنهض بهم ولهم ولأجل أوطانهم.

نعم، إن الناظر إلى واقعنا العربي اليوم يرى قتامة المشهد, فالحكمة تراجعت, والسيوف والأسلحة أُشرعت على بعضنا، وأموالنا تتبدّد وتُنفق في غير صالحنا, وواقعنا وتاريخنا يُكتب من غيرنا, فأصبح مشروعنا العربي القومي والإسلامي ضعيفً أمام مشاريع إقليمية فاعله ومؤثرة في المنطقة.

الذوات الكرام

وأخيراً أحييكم جميعا، وأشكر لإخواني إدارة مركز دراسات الشرق الأوسط على دعوتكم مباركاً لهم تميزهم الدائم وجهدهم الدؤوب المبارك لخدمة قضايا وطنهم وأمتهم.

 والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعلى الصفحة  رجوع

******************************************************************************

كلمة الزملاء والأكاديميين

أ.د. عبد الباري إبراهيم درّة

 السيدات والسادة

السادة الحضور

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يطيب لي وبمناسبة مرور ثمان وعشرين عامًا على تأسيس مركز دراسات الشرق الأوسط أن أقدم تهاني الحارة لمؤسس المركز الأخ الأستاذ جواد الحمد وصحبه الكرام بأحر التهاني في هذه المناسبة السعيدة، متمنيًا للمركز مزيدًا من العطاء والنجاح.

        وسأعرض في كلمتي القصيرة هذه إلى بعض القضايا والهموم التي تواجه مراكز الدراسات بوجه خاص والبحث العلمي بوجه عام في الأردن والعالم العربي.

 أولاً: قلة عدد مراكز الدراسات في الأردن والعالم العربي وضعف إمكانياتها ماديًا وبشريًا، وتضاؤل وضعف مردوداتها في المجتمع

مثال:         أنا عضو في مجلس أمناء مركز دراسات للقدس، وقد تأسس قبل عقد من الزمان تقريبًا، كان للمركز طموح أن ينشر أطلسًا تاريخيًا للقدس يتناول كل العصور التي مرت بالقدس، وأن يعد كذلك موسوعة تشريعية حقوقية تتناول كل التشريعات التي تعالج قضايا القدس قديمًا وحديثًا، وقدرت تكلفة هذه الأعمال وغيرها بمبلغ يتجاوز عدة ملايين من الدولارات، وتراجع المركز عن كل هذه الطموحات، لعدم توفر التمويل، وفي آخر اجتماع لمجلس الأمناء تبين أن المركز لم يستطع أن يوفر 30 ألف دينار ليغطي مصروفاته التشغيلية، وهو يطرق كل باب لتوفير هذا المبلغ!! وأنا شبه متأكد أن هذا حال الكثير من مراكز الأبحاث التي تتناول قضايا القدس وغير القدس في الأردن وفي العالم العربي، علماً أن إسرائيل يوجد فيها 16 مركز دراسات عن القدس!!

 ثانيًا: قضية السياسات العامة والحاجة إلى دراسات معمقة تتناول جوانبها لكي تتخذ القرارات المدروسة لرسمها وتنفيذها في الأردن وفي العالم العربي.

        ولعل هذا أحد الأسباب التي تكمن وراء تخبط الحكومات في معالجة القضايا المختلفة التي تمس حياة الناس مثل الفقر والبطالة والفساد وتدهور التعليم والتطرف والكراهية وضياع هيبة الدولة والتطاول على القانون والفشل في النهوض بالأمة ورد الهجمة الشرسة على مقدراتها ومستقبلها.

 ثالثًا: لعل من الحلول التي نطرحها للأخذ بيد مراكز الدراسات في الأردن والعالم العربي اقتراح إقامة تعاون علمي بين مراكز الدراسات والجامعات.

        وهذا يسلمنا إلى تناول وضع الدراسات العليا والبحوث في الجامعات الأردنية.

        ومن خبرة الباحث المتواضعة طيلة سنوات عدة، فإن وضع البحث العلمي في الأردن لا يسر صديقًا وإن كان يشفي غليل عدوٍ. وهنا فلنذكر هذه الملاحظات العاجلة:

1.          إن أغلب بحوث أعضاء هيئة التدريس في الجامعات الأردنية هي من أجل الترقية إلى رتب أكاديمية ولا تعالج قضايا مجتمعية ملحة.

2.         ويستطيع الكاتب أن يذهب إلى أن المنظومة التقليدية (The Conventional Pardigm) هي التي تسيطر على إعداد رسائل الماجستير وأطروحات الدكتوراه في الدراسات العليا، وكما لاحظها الكاتب في حقل الإدارة.

 ويتجلى ذلك فيما يلي:

‌أ.       المنهجية التي يتبعها الباحثون في إعداد تلك الرسائل والأطروحات فأغلبها يستخدم الاستبانة كأداة لجمع البيانات. ويذهب بعض المؤلفين الثقات إلى القول بأن الاستبانة هي تلك الأداة الصنم (د. وهبة نخلة، 1990)، ثم إن رسائل الماجستير وأطروحات الدكتوراه تعاني من كثرة الأخطاء اللغوية والطباعية، ثم إن هناك العديد من الطلبة وأحيانًا بعض أعضاء هيئة التدريس يلجؤون إلى مكاتب تنتشر أمام أبواب عدد من الجامعات لإجراء التحليل الإحصائي لتلك الرسائل والأطروحات، وأحيانًا إلى تكليف تلك المكاتب بكتابتها وإعدادها!!، ثم اتباع الباحثين ما يسمى بالقطع واللصق (Cut & Paste) في كتابة فصول البحث، والفضل في هذا إلى الإنترنت والجوجل!!، وما إلى ذلك من العيوب والعورات، ومن مظاهر المنظومة التقليدية أيضًا.

‌ب.  الموضوعات التي تعالجها الأبحاث.

‌ج.    الدور المتضاءل للمشرفين على الطلبة.

‌د.      التمسك بالكتابة في مجال محدد في الإدارة وغيرها من الحقول دون الانفتاح على ما يفيد في العلوم الإنسانية والاجتماعية، والابتعاد عن استخدام ما يسمى بمدخل ترابط العلوم (Interdisciplinary approach) أو التكامل المعرفي.

‌ه.   تكديس الأبحاث في المكتبات وعلى الرفوف في الدوائر والجامعات، دون الإفادة منها في التطبيق العملي وخدمة القرارات والسياسات في الجامعات والوطن. واعتماد أغلب البحوث في الدراسات الإنسانية والاجتماعية على ما يسمى بالفلسفة الوضعية المنطقية (Logical positivism) في الوصول إلى المعرفة، وتفترض هذه الفلسفة أن هنا واقعًا موضوعيًا خارج الشخص المدرك ومستقلاً عنه، وعلى الباحث أن يلجأ إلى الأعداد والأرقام، لأنها أفضل الوسائل للتحقق من صدق القياس وثباته.

        ومن الجدير بالذكر أن هناك آفاقًا جديدة في منهجية البحث العلمي مثل البحوث النوعية (الكيفية Qualitative Research) وهذا ليس مجال التوسع في الموضوع.

الأخوة الحضور

        لقد أثرت في كلمتي هذه شؤونًا وشجونًا لا تسر، مما يضاعف المشكلات التي تواجه مراكز الدراسات والجامعات، ولعل بعض مراكز الدراسات مثل مركزنا هذا الذي نحتفل بمرور ما يزيد على ربع قرن من تاريخه المشرف يضيء لنا شمعة في هذا الظلام الدامس التي يلف مجتمعاتنا، متمنيًا للقائمين على مركز دراسات الشرق الأوسط كل نجاح وتوفيق.

 والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعلى الصفحة  رجوع

******************************************************************************

التقرير الصحفي

تأكيد على دور مراكز البحث في توعية الجيل العربي وتحفيز العطاء ومحاربة الإحباط واليأس

مركز دراسات الشرق الاوسط يحتفى بالذكرى 28 لتأسيسه

 أكد رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط جواد الحمد بأنه على الرغم مما تمرّ به بلادنا العربية من تحديات سياسية واقتصادية وأمنية، وتدخلات واسعة من قبل الدول الأجنبية المختلفة، ومن استمرار إسرائيل في احتلال الأرض الفسطينية، غير أن المكوّن التاريخي والديني والحضاري والفكري لهذه الأمة شكّل دوماً رافعة قوية لإنقاذها ممّا مررنا به في تاريخنا، والذي كان بعضه أسوأ بكثير مما نعيش اليوم مثل الحملات الصليبية، والغزو المغولي، والاقتتال بين الدول الإسلامية، والاستعمار الأوروبي.

تصريحات الحمد جاءت خلال الحفل السنوي الثامن والعشرين لتأسيس مركز دراسات الشرق الأوسط وبمشاركة حشد من الشخصيات الدبلوماسية والسياسية والأكاديمية، حيث اعتبر الحمد أن المستقبل بالتأكيد لهذه الأمة، ولقواها الحية، ولرسالتها السامية، وأن المؤشرات السياسية والاجتماعية وديناميكياتها بدأت تشكّل أفق المشهد القادم والذي أساسه انتهاء النزاعات الحادّة، وتقدّم القوى السياسية الحية في الأمة.

وختم الحمد كمته بدعوة المعنيين بالدراسات والأبحاث وعالم الأفكار إلى الاستمرار في بناء الجيل وتوعية الأمة وإنهاض الفكر وتحفيز العطاء ومحاربة الإحباط واليأس، ومن خلال تقديم قراءات عميقة وثاقبة للواقع والمستقبل ومسار العبور الآمن بينهما، وذلك بأبحاث ودراسات ومؤتمرات وندوات وحوارات وحلقات نقاش مثل التي يعقدها مركز دراسات الشرق الأوسط ونظراؤه من مراكز الدراسات العربية.

فيما ركّز الأستاذ عبد الله كنعان، نائب رئيس مجلس أمناء المركز والأمين العام للجنة الملكية لشؤون القدس، في كلمته التي ألقاها باسم مجالس المركز وهيئاته، على تقديم مركز دراسات الشرق الأوسط، ومن منطلق وعيه القومي، جهودًا بارزة فيما يتعلق بالقدس، حيث أصدر وثيقة بعنوان "بين يدي رؤية عربية وإسلامية لمواجهة القرار الأمريكي بشأن القدس" تضمنت محاور مهمة تتصل بتداعيات هذا القرار وطرحت برامج مقترحة لمواجهته يمكن وصفها بالاستراتيجية الدفاعية المتزنة، من حيث واقعيتها وشموليتها وإمكانية تنفيذها، والتي عُمِّمت على الكثير من المعنيين، و"حبذا لو التفت إليها المعنيون بجدية وشكّلوا فريقاً لصياغة ما يُناسب منها على شكل خطوات عملية"، وذلك وفقاً لكنعان.

من جهته اعتبر المهندس عبد الهادي الفلاحات، رئيس مجلس النقباء، أنّ الواقع الأردني يشهد كثيراً من المنجزات والإيجابيات التي يقف الجميع لها باحترام كبير، مضيفاً بأنه حتى يتمّ الحفاظ على هذه المنجزات ينبغي الحديث بوضوح عن السلبيات التي يعاني منها هذا الواقع، ومن أبرزها غياب إرادة الناس عن كثير من مفاصل الحياة المعاشة، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى تبخر أحلام الشباب نحو المجهول. وأوضح الفلاحات أن جذر المشكلة في واقعنا الأردني هو جذرٌ سياسي، كما هو واقع الأقطار العربية بلا استثناء، وأن معالجته يجب أن تتم عبر معالجات سياسية تصل إلى الأصل، ولا تنشغل بالظواهر والأعراض. وخلص إلى أن الأمل ما زال موجودا وقائماً في حراك الشارع العربي وأجياله الشابة، وشرارة الربيع العربي ما زالت متوقده تؤتي ثمارها كل حين؛ فها هي تتوقد من جديد في أكثر من قطر عربي.

في حين عرض الدكتور عبد الباري درّة الأكاديمي وأستاذ الشرف في جامعة الشرق الأوسط، في كلمة باسم الزملاء والأكاديميين لبعض القضايا والهموم التي تواجه مراكز البحث بوجه خاص والبحث العلمي بوجه عام في الأردن والعالم العربي. ومن الحلول التي يقترحها الدرة في هذا المجال إقامة تعاون علمي بين مراكز البحث والجامعات بما يسهم في تقاسم الأعباء وتناقل الخبرات.

وجرى في ختام الحفل تكريم زملاء المركز والباحثين وعدد من الجهات الإعلامية الأردنية والعربية.

 أعلى الصفحة  رجوع

******************************************************************************

صور من الحفل

 

أعلى الصفحة  رجوع