أ.د علي محافظة
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الحفل الكريم،
يحتفل مركز دراسات الشرق الأوسط هذا المساء بعيد ميلاده الخامس والعشرين أو كما
يقول الحداثيون اليوبيل الفضي ولا يسعني في هذه المناسبة المباركة إلا أن أهنئ الأخ
الكريم أبا أيوب جواد الحمد وجميع العاملين في المركز على ما حققه من إنجازات في
ميدان الفكر والتوعية والأبحاث العلمية التي تناولت قضايا ومشكلات الأمة بالدراسة
والتحليل وتقديم الحلول.
أيها الأخوة الكرام،
ليس لدي إحصاءات دقيقة عن إنجازات المركز، فالصديق العزيز أبو أيوب وطاقم المركز
سوف يقدمون هذه الإحصاءات التي تبين ما أنجزه المركز خلال ربع قرن من الزمن. ولعل
ما يميز مركز دراسات الشرق الأوسط عن غيره من المراكز المماثلة له في الأهداف
والغايات في بلدنا، أنه لا يتلقى الدعم المالي من أي جهة أجنبية. وهذا ما يطلعنا
عليه المركز في نهاية كل عام مالي وبداية عام جديد في عرض موازنته السنوية.
لم يقتصر المركز في نشاطاته الفكرية على الندوات والمؤتمرات التي يعقدها لدراسة
قضية من قضايا الأمة السياسية أو العسكرية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو
الثقافية، والتي تصدر في كتب لاطلاع من لم يحضر هذه الندوات والمؤتمرات، بل واصل
طوال سنواته المديدة إصدار مجلته الفصلية المحكمة "دراسات شرق أوسطية" التي أمدت
قراءها بمعلومات وتحليلات للقضايا والمشكلات والأحداث التي شهدتها منطقتنا خلال ربع
قرن من الزمن. وساهمت بالتأكيد في توعية أجيال من الأردنيين والعرب وتثقيفهم،
وتزويدهم بالمعرفة العلمية التي يحتاجون إليها.
تعاون مع المركز في إنجازاته نخبة من الباحثين الأردنيين والعرب ساهموا في المشاركة
في ندواته ومؤتمراته ومجالسه ولقاءاته العديدة وشكلوا مع الزمن صداقات وثيقة مع
المركز يحتفلون اليوم مع المركز في عيده الخامس والعشرين. ولاشك أن هؤلاء الباحثين
من أصدقاء المركز قد شاركوا في مسيرته الناجحة التي يفخر بها المركز ويعتز.
إن نجاح مركز دراسات الشرق الأوسط في مسيرته وتحقيق الغايات التي وجد من أجلها،
لدليل قوي على عزيمة مؤسسيه ومثابرتهم على العمل المتواصل والجهد المضني في سبيل ما
كانوا يهدفون إليه ومازالوا.
أيها الحفل الكريم،
نحن نلتقي هنا لنشد على سواعد القائمين على المركز، ونؤكد لهم دعمنا المعنوي لهم،
ونبارك لهم جهودهم وإنجازاتهم، وندعو الله تعالى أن يوفقهم في أعمالهم، وأن يسدد
على طريق العلم والمعرفة والخير خطاهم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
د. علي محافظة
كلمة رئيس الجمعية الأردنية للبحث العلمي
أصحاب المعالي والعطوفة والسعادة،
السيدات والسادة،
الحضور الكرام،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،
اسمحوا لي في البداية أن أهنئ مركز دراسات الشرق الأوسط على مسيرته المباركة
بمناسبة مرور خمسة وعشرين عاماً على تأسيسه، حيث يعد هذا المركز صرحاً ثقافياً
ومعلماً معروفاً على مستوى الوطن العربي، من خلال دوره الريادي في تبني قضايا الأمة
العربية وجهده الدؤوب في تقديم كل ما فيه مصلحة العالم العربي؛ وذلك بتواصله مع
الجهات الأكاديمية والبحثية في كافة القطاعات الاقتصادية والاجتماعية من خلال إعداد
الدراسات والأبحاث والتقارير التي تخدم أمتنا العربية وأهمها قضيتنا الأولى "
فلسطين "، فمن خلال متابعتي ومعرفتي بالمركز ونشاطاته المختلفة فإن أهم القضايا
التي يتابعها المركز وتؤرقه منذ تأسيسه، قضيتنا كأمة عربية واحدة وهي القضية
الفلسطينية.
الحضور الكريم،
كنا سابقاً نقاتل العدو جنباً إلى جنب، وندافع عن بعضنا بكل ما أوتينا من قوةٍ
وعزمٍ، لأن فلسطين كانت وجهتنا الوحيدة، وكنا مستعدين للتضحية بكل ما هو غالٍ ونفيس
من أجل الوصول إلى هذه الوجهة، ولكن تبدلت أهدافنا شيئا فشيئا، ولم نعد نملك
العزيمة التي امتلكناها سابقاً، وأصبح كلٌ منا يسعى لتحقيق أهدافه الخاصة.
فبالنظر إلى وضعنا الحالي، نجد أن كبرى دولنا العربية ممزقةٌ أو نازفةٌ أو مهدمةٌ،
عدا عن أن الدول العربية الأخرى كلٌ يسعى لتحقيق مصالحه الخاصة أو يقف مع فريق ضد
فريق آخر في البلد الواحد، مع أن الواجب يحتم علينا أن نقف على الحياد في سبيل
الإصلاح بين الفريقين للوصول إلى التوافق الذي يعيد الوحدة ويحقق القوة للدول
العربية جميعاً.
وفي خضم كل هذه الأحداث، بدأ تركيزنا ينحرف عن وجهتنا الأساسية، وأصبح العدو
الإسرائيلي يستفرد بالشعب الفلسطيني، ويعيث في أراضينا المحتلة فساداً من قتل،
واعتقال، واستيلاء على الأراضي، وهدم المنازل، واحتجاز جثث الشهداء وغيرها من
الإجراءات والقرارات الظالمة في حق شعبنا الفلسطيني الصامد.
أيها السيدات والسادة،
على الرغم من أننا نعيش أكثر أيامنا ضعفاً وظلمةً، إلا أن بزوغ بصيص أمل من خلال
جيلٍ جديدٍ من الشباب الذي نبت من بين كل هذه المصاعب والمحن، واستطاع هذا الجيل أن
يبتكر طرقاً وأساليب جديدة ومختلفة جعلتهم يقفون في وجه تلك المصاعب، محققين
طموحاتهم إلى جانب نضالهم من أجل فلسطين ومن أجل أوطانهم جميعاً. فمع أن العوائق
التي تقف في طريق هؤلاء الشباب أكثر وأصعب والفرص أقل بكثير مما كانت عليه في
أيامنا، إلا أن هذا الجيل مبتكر وخلاق من جميع النواحي، حتى على مستوى النضال من
أجل الأمة العربية، فهم الشعلة الجديدة والحماس المتقد الذي سينير الدرب أمامنا
ليعيدنا إلى خطواتنا الصحيحة والتي ستوصلنا إلى خط النهاية والحلم الأبدي لنا
جميعاً شيوخاً وشباباً، فليس هناك ولا يجب أن يكون هناك غيرها إنها فلسطين.
الحضور الكرام،
إن اجتماعنا اليوم ليس فقط للاحتفال بذكرى تأسيس مركز دراسات الشرق الأوسط، وإنما
لتذكيرنا بالمصداقية والمجهود التي يبذلها المركز من أجل صالح الأمة العربية، وبما
يتوجب علينا فعله للسير على خطى هذا المركز لتحقيق تطور ونهضة الوطن العربي من كافة
النواحي لتدعيم الاستقلال والترابط بين دول هذا العالم العربي، الأمر الذي يوجب
علينا أن نتكاتف معاً من جديد وبأسرع ما يمكن لنمشي على خطى النضال والكفاح، كلٌ
بقدر استطاعته ومهارته وموارده المتاحة.
أيها السيدات والسادة،
إن منشورات وانجازات هذا المركز أكبر من أن تذكر، فهي ذات أثر عميق بعيد المدى،
وذلك من خلال نشره للتوعية بما يخص الأوطان بين أفراد المجتمعات العربية، فلكلٍ من
إدارة المركز والعاملين فيه من موظفين وباحثين ومسؤولين، جهودكم مباركة، وشكراً لكم
على ما قدمتموه وستقدمونه لأمتنا العربية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كلمة رئيس جمعية العلوم السياسية - خالد شنيكات
اصحاب السعادة،
المعالي، والعطوفة، الحضور الكريم
انه لشرف كبير لي ان اشارك متحدثا اليكم بمناسبة الذكرى السنوية لتأسيس مركز دراسات
الشرق الأوسط بعد سنوات من العمل الجاد في الاخذ على عاتقه مسالة البحث والدراسة
والتحليل لمنطقة لم تعرف الاستقرار بعد وتتغير قواعد اللعبة بها باستمرار، وكثير من
هذه التغيرات تبدو مفاجئة وتصبغ بطابع الفوضي وليست كحقيقة نظامية مما يجعل من
البحث والدراسة مسالة معقدة، وفي غاية الصعوبة، وكثيرا من الاحداث تبدو خادعة وتسير
على رمال متحركة لكثرة اللاعبين والتدخلات الخارجية، ولذلك يستلزم التحليل الكثير
من التأني والتعمق والتمييز بين المتغيرات الأصيلة والمتغيرة.
ان دور مراكز الابحاث اخذا في التزايد، بل لايمكن تصور اتخاذ قرار بدون الاستناد
الى دراسات رصينة توفر لصانع القرار المعلومات والربط بينها والسيناريوهات
المتوقعة، ويعتمد نجاح القرار ونجاعته على مدى دقة الدراسات المقدمة عن الوضع
وكيفية اتخاذ القرار في الشأن المطلوب، ولتدليل على أهمية مراكز البحث فان الولايات
المتحدة لديها اكثر من 2000 مركز بحثي متخصص في القضايا الداخلية والخارجية تتراوح
ميزانياتها بمليارات الدولارات، والتي تنتج كما كبيرا من الابحاث والدراسات لتشكل
قاعدة معلوماتية واستراتيجية للاحزاب والحكومة، ولا يستطيع صناع القرار سواء من
يعمل في الادارة الامريكية اوالكونغرس الاستغناء عن الدراسات التي تقدمها المراكز
البحثية.
ورغم الاهمية المتزايدة للمراكز البحثية في العالم الغربي على صناع القرار، ودورها
في التأثير على الرأي العام، وخاصة في الاحداث كبيرة التي عادة ما تتجه الأنظار
للمراكز،و وحضورهم الاعلامي الكبير سواء عبر هيمنتهم على شبكات التلفزة كمحللين ،
اوكتاباتهم في الجرائد الكبرى خاصة بعد أحداث ايلول 2001م الي اتاحت لهم الفرصة
للتأثير في صنع السياسات العامة، فاننا في العالم نسير بخطوات محدودة مقارنة بما
حدث في الدول المتقدمة، وبمبادرات فردية.
وفي هذا المجال شكّل انشاء مركز دراسات الشرق الاوسط خطوة متقدمة وسابقا عصره،
وليسد فراغا كبيرا في البحث العلمي، بعدما كان البحث مختصرا في مجمله على اساتذة
الجامعات الذين يقدمون البحث لغايات اكاديمية صرفة، او مؤسسات حكومية وفي اطارا
محدود.
وقد طور المركز من اساليبه، ونجح في سبر استراتيجيته، وتوسع في كل اعماله البحثية،
فالمركز مصدر لاغنى عنه لمن يرغب في المعرفة حول قضية العرب المركزية القضية
الفلسطينية وتطوراتها، ولديه الكثير من الكتب والنشرات والمجلات لكل جوانب القضية
الفلسطينية سواء السياسية او القانونية او غيرها، وحول الاردن وغيرها من القضايا
التي تختص بالمنطقة والعالم العربي والدول المجاور كايران وتركيا، ومنها الربيع
العربي والحركات الاسلامية وقضايا الديمقراطية وحقوق الانسان، وحول قضايا السياسة
الخارجية والتدخلات الاجنبية.
واستطاع المركز ان يحتل موقع متقدم في العالم العربي بين اشقاءه من المراكز الاخرى،
فاعتمد المؤتمرات لجمع الباحثين وعبر اختيار عناوين محددة لتسليط الضوء عليها
لتحقيق المزيد من التفاعل بين المؤتمرين، والصالونات السياسية لتحليل كثير من
الاحداث وتوليد الافكار عبر العصف الذهني، واستكتب كثير من الباحثين او عبر استقبال
الدراسات الخاضعة لمعايير النشر العلمي لتنشر مقالات في مجلات المركز، او عبر
اصدارات خاصة، واعدت الكثير من الملخصات حول كثير من المواضيع التي تم القاء الضوء
عليها، واستخدام المحاضرات للمختصين، وتم عمل الكثير من التقارير في مواضيع مختلفة.
وقدم تجربة رائدة في مسابقة البحث العلمي لطلبة الجامعات الاردنية، والدورات
التدريبية في مناهج البحوث والتحليل السياسي للجهات والمؤسسات المختصة وللافراد
المهتمين.
واستطاع المركز على الدوام اعادة كتابة اجندته البحثية ووضع أجندة بحثية طموحة تعكس
طيفا واسعا من القضايا الجديرة بالبحث وتحقيق اعلى درجات التنوع والتعددية، بما
يعكس التكيف واعادة فهم للمتغيرات المتغيرة لضمان دقة وسلامة التحليل، ووضع
السيناريوهات المستقبلية وعلى نحو دقيق يضمن المصداقية لهذه الدراسات والقبول
الواسع للافكار التي تطرحها، وبهوية عربية ولغايات تعزيز الوعي والفهم للمنطقة،
وبعيدا عن خط ايديولوجي متزمت يفترض امتلاكه الحقيقة مسبقا بدون عناء البحث.
والحقيقة ان أهمية مراكز الابحاث تبدو مضاعفة لان من كتب عن منطقتنا كان من خارجها،
وحينما تتبنى مراكز البحث العربية هذه المهمة فانها تكتب برؤية أهل المنطقة،
وبالتالي فان من يقرأها سيتاثر بهذه الرؤية وهي الرؤية الاصدق لاهل المنطقة بحكم
التصاقهم بالقضايا التي يمثلونها.
ان ما عمله المركز جدير بالاحترام والمتابعة حتى وان اختلفت كقارىء وباحث فيما كتب،
فان هذا يعطيك الرؤية الاخرى التي يجب ان تعرفها، ولان العلم مبني على الجدليات
والافكار والنقاش فهذا ضرورة لجوهر البحث، وكثير من الافكار التي نراها صحيحة تبدو
غدا غير ذلك.
ان البحث العلمي وأهميته لايختلف عليها اثنان، وفي منطقة كمنطقتنا تعج بالتدخلات
الخارجية والفوضى والمشاكل العميقة، فان المخرج الوحيد لها هو البحث والعلم
لاستنباط دوائنا من واقعنا والمعتمد على تشخيصنا نحن، ولسنا نقتات على مصادر اخرى
ليست بالضرورة صحيحة لانها كتبت بمصلحة من يمثلها، ولصعوبة تحييد مصالح من يمثلها،
ولهذا تبدو الاهمية مضاعفة لادوار المركز، ورغم ما قدم المركز من جهد ضخم وعمل شاق
طوال سنوات الماضية، فان المستبقل لازال بانتظاره بتجديد الادوات واعادة تقييم لكل
المراحل السابقة لغايات التميز والابداع، وفي عالم متحرك لايعرف السكون فان التوقف
يعني التنحي جانبا، وترك الفراغ يملاءه الاخرون، هذا الملا ليس بالضرورة نافعا،
فلابد من اعادة التسليط على القطاعات المستهدفة كمؤسسات المجتمع المدني والارتباط
بوسائل الاعلام التقليدية والحديثة لضمان وصول الافكار والانتاج للمتلقين، ليس هذا
فحسب بل لضمان ان تكون القضايا التي يطرحها المركز ضمن اهتمامهم لغايات التأثير،
وضمان ان تكون الافكار التي تطرح ايضا ضمن اهتمام هذه القطاعات وخاصة ما يطلق عليه
الاعلام الاجتماعي.
اسمحوا لي ان اتقدم بالتهنئة لمركز دراسات الشرق الاوسط متمنيا له دوام العمل
والانجاز والتميز، وانتم الحاضرون (معالي، عطوفة، سعادة، اخوة واخوات) اشكركم على
حسن الاستماع ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كلمة المدير العام للمركز
نحتفل اليوم
الخميس في العاشر من مارس/آذار من عام ٢٠١٦ بذكرى مرور ربع قرن على تأسيس هذا الصرح
الوطني العربي الشامخ : مركز دراسات الشرق الأوسط، الذي أصبح عَلَماً يُعرَفُ
باحثوه وخبراؤه وعلماؤه وإنجازاته ومطبوعاته وتحليلاته به في أنحاء العالم العربي
وبعض العالم الإسلامي والغرب.
الأخوة الزملاء
لقد تمكنتم بكفاحكم وسهركم وعلمكم وأبحاثكم ومثابرتكم ومساهمتكم المتميزة المعطاءة
من رفع اسم المركز واسم الأردن عالياً بين مراكز الأبحاث العربية، وقدمتم لأمتكم
الفكر والتحليل والرؤية في لحظات حاسمة وحساسة من تاريخها على مَرِّ رُبْع قرن مضى،
وأثبتت رؤاكم وتحليلاتكم في كثير من المحطات صدقيتها، وقدمتم التوصيات التي ساهمت
إلى حدٍّ ما بتطوير الواقع السياسي والاجتماعي والأكاديمي والاقتصادي في الأردن
وفلسطين والعالم العربي.
الزملاء الأعزة
لقد مثلت إنجازات مركزكم نموذجاً عربياً يُحتذى، فقد أصدر المركز أكثر من 214
مطبوعة من الأبحاث والندوات والتقارير ومجلة دراسات شرق أوسطية، منها إصدار التلمود
البابلي بعد ترجمته إلى العربية على مدى أربع سنوات ونصف في عشرين مجلداً، وبمشاركة
أكثر من 95 باحثاً ومترجماً ومحرراً لغوياً وفنياً، كما أصدر أكثر من 70 دراسة
مركزة استراتيجية، وقام بأكثر من 200 استشارة علمية وسياسية للعالم العربي، ونفَّذ
أكثر من 170 نشاطاً بين مؤتمراته وندواته وحلقات نقاشه وصالونه السياسي ومنتداه
الفكري للشباب ومحاضراته وورش عمله على مدى 25 عاماً مضت.
لقد شارك أكثر من 1000 باحث أردني وعربي وأجنبي في إنتاج هذا العلم الغزير لمركزكم،
وشارك في فعالياته وأنشطته أكثر من 5000 باحث وسياسي وأكاديمي وخبير في مختلف
التخصصات الأكاديمية والعملية، ومن كل الطبقات التخصصات والاتجاهات الفكرية
والمذهبية، ومن مختلف الأجيال والدول العربية وبعض الدول الغربية الرئيسية، ناهيك
عن التواصل مع طلاب الدراسات العليا بتخصصات شرق اوسطية منوعة من الجامعات الغربية
والإسلامية والعربية.
وسجَّل في جائزة البحث العلمي لطلبة الجامعات الأردنية المتميزة الفريدة التي
ينظمها المركز مع جامعات أردنية عريقة على مدى سبعة عشر عاماً (1998-2015) أكثر من
2600 طالب وطالبة، كما شارك مركزكم بالفعاليات والمؤتمرات والحوارات والاجتماعات
العربية- العربية، والعربية مع الغير في أكثر من 200 نشاط، واستقبل المئات من
الباحثين والسياسيين والدبلوماسيين المعتمدين في المملكة في مختلف المناسبات، وهو
يدافع عن قضايا الوطن والأمة، ويشرح مواقفها ورؤيتها بما في ذلك الدفاع عنها من تهم
الإرهاب والتطرف، والسعي في المقابل لتشجيع الاستثمار الاقتصادي في بلادنا.
كما تمكّن المركز بجهودكم وكفاحكم من التوصل إلى ستة وثائق استراتيجية متميزة
تتناول "الاستثمار في الأردن فرص وآفاق"، ومفهوم "الإرهاب" وتمييزه عن المقاومة،
ووثيقة "نحو أردن آمن ومستقر ومزدهر" وغيرها، والتي مثلت إلى جانب مثيلات عربية
وأردنية لها أسس التفكير العربي الإسلامي المتوازن والاستشرافي والأصيل لتكون للجيل
المعاصر والقادم مرجعية ومنطلقاً. كما نفّذ المركز أكثر من ٣٠٠ دورة تدريبية في
مجالات اختصاصه خلال السنوات الخمس عشرة الأخيرة .
الأخوة الباحثين والخبراء والزملاء ،،،
إننا في هذا اليوم نحتفل بمرور عشرين عاماً على صدور "مجلة دراسات شرق أوسطية" عن
هذا المركز أيضا، والتي أصبحت مجلة عالمية مصنفة ومحكمة، وتعمل على ماكنات بحث أكثر
من ست من الشركات التي تبيع خدماتها للجامعات العربية والأجنبية ومنها EBSCO، هذه
المجلة الدورية التي تقودها إدارة تحرير وهيئة تحرير وطنية مدعومة بهيئة استشارية
عربية.
ونفخر أننا ومنذ أكثر من عامين ونصف أنشأنا "فريق الأزمات العربي" في المركز من
نواة أردنية من الكفاءات متعددي الخبرات والتخصصات، والتي نحاول بها تقليد مجموعة
الأزمات الدولية، ولكننا نختص بالأزمات العربية، حيث عالج الفريق خلال هذه المدة
أكثر من ثماني أزمات بتقارير استراتيجية وتوصيات منهجية متميزة، ونطمح أن يتحول
الفريق إلى فريق عربي موسع خلال السنوات الخمس القادمة.
وبذلك فقد تمكن المركز من تجديد نفسه ببرامج متجددة في كل عامين تقريباً من عمره
لتصل إلى أكثر من ثلاثين برنامجاً رئيسياً اليوم، فانتقل إلى تنويع مطبوعاته، وتعدد
نشاطاته، وتوسيع انفتاحه، والبحث عن شركاء عرب في أعماله المختلفة، واستقطاب
الباحثين والخبراء في كل مجال، واستعان برجال الخدمة العامة في أعماله ومؤسساتها
ولجانه كبيوت خبرة وعقول مجربة، بما في ذلك رؤساء الوزارات والوزراء والنواب
والأعيان ورؤساء الجامعات ومدراء الشركات وإدارات القطاع الاستثماري وقيادات
المجتمع المدني والأحزاب بكل أطيافها والنقابات المهنية المتنوعة، وغيرها من
الخبرات المتميزة .
أعزائي الضيوف الكرام، زملائي الأعزاء،،،
أحب أن أنوِّه بالتميز الذي ساد السنوات العشر الماضية بتبني المركز لتوجهات
استراتيجية لكل خمس سنوات بمؤشرات قياسية، ليُعاد تقييمها وقياسها بالطرق العلمية
المتعارف عليها، والتي أصبحت علامات هداية وتوجيه لأنشطة وبرامج المركز وفعالياته
المختلفة، والتي تميزت بدفعها لمركزكم هذا ليتحول من مركز أبحاث فقط إلى "عقل مفكر"
في شئون المنطقة العربية وما يتعلق بها من شئون العالم، وذلك وفق المقاييس العالمية
لخزانات التفكير، حيث تمكن المركز من تحقيق أكثر من ٤٨٪ من هذه المقاييس خلال
السنوات العشر الماضية.
وعلى صعيد الطاقات والشباب الأردني فقد عَمِل مع المركز مؤقتاً وجزئياً وبشكل كامل
أكثر من ٩٢٥ باحثاً وإدارياً وفنياً من أبناء هذا البلد المِعطاء خلال السنوات
الخمس والعشرين من عمره، الأمر الذي يُعبِّر عن دور المركز في تطوير واستقطاب
الكفاءات التي توزعت على عشرات المؤسسات الأردنية والعربية، ودوره أيضاً في تنمية
الموارد البشرية الأردنية، والذين على أكتافهم وبتعبهم وسهرهم على العمل في المركز،
وصبرهم على صعوباته المختلفة، وقلة العاملين في كل برنامج، ولكنهم تمكنوا من تقديم
الكثير والنجاح في بناء هذا الصرح المتميز.
كما عمل المركز بمؤسسية حداثية عِبر بناء وتعزيز دور مؤسسات القيادية من مجلس
الأمناء ومجلس التخطيط والمجلس العلمي وهيئة وإدارة تحرير المجلة وهيئة الإدارة
العامة وعدد من اللجان التحضيرية والعلمية لبرامجه وفعالياته ودراساته بلغ مجموع من
شارك ويشارك فيها اليوم أكثر من 70 كفاءة وشخصية وخبرة وطنية، تعمل على توجيه
وتسديد مسار المركز وتقييمه ودعمه بالفكرة والخبرة المتميزة، والذين يمثلون مختلف
شرائح المجتمع الأردني من السياسيين والعسكريين والحكوميين، ومن القطاع الخاص،
والأحزاب الرئيسية، ومن رجال الأعمال من مختلف مناطق المملكة وتوجهاتها الفكرية
والاجتماعية، وهم أساس نجاح هذا المركز وعقله المفكر، وأشيد بعملهم جميعاً
وبأدوارهم المتميزة على الدوام في هذه المناسبة.
الأخوة الكرام
إن ما عرضته لكم هو مجرد لمحات عابرة للزمن وللبرامج والفعاليات التي قام بها
المركز في ربع قرن مضى، وخلاصتها في ثلاثين برنامجاً عاملاً في كل عام وفي كل
برنامج منها ما بين 5-10 برامج تفصيلية أخرى، وفي موقعه الإلكتروني وأوراقه
وكتيباته المزيد والتفصيل لهذه الإنجازات وببرامجها المختلفة.
ولعل النجاح الذي حققتموه في هذا الصرح العلمي المتميز قد ساده أيضاً منهجية علمية
محاطة بهوية متميزة وانفتاح واسع على العلم ومصادره، حيث اتخذ المركز لنفسه إطاراً
أردنياً وطنياً، وإطاراً عربياً قومياً، وإطاراً حضارياً إسلامياً، وإطاراً عالمياً
إنسانياً على قاعدة الانفتاح الكامل على الآخر… فكراً وحضارةً وتبادلاً وتعاوناً،
ومتابعة التطور والتقدم والإفادة منه، مما جعل للدراسات والندوات والبحوث إطاراً
اجتماعياً وفكرياً ملتزما، لكنه متجدد متطور، وشكَّل للمركز هويته الخاصة المتميزة،
ومنحه فرصة أكبر للنظرة الموضوعية العلمية للمتغيرات والتحولات ومآلاتها.
كما اتخذ المركز لنفسه خطـاً بحثياً محدداً منذ تأسيسه، يقوم على دراسة المتغيرات
ومحاولة تحديد معـادلات حركتهـا التاريخية والسياسية، وتحديد العوامل الثابتة
والمتغيرة المؤثرة فيها، ثـم محاولـة تحديـد المؤثرات والمكونات الأساسية لكـل
منها، وحركة تغيره المستقبلية المتوقعة، خلال الـسنوات العشرة القادمة وذلك
للمساهمة في اختصار الفجوة الحضارية التي تعاني منها أمتنا العربية.
واتخذ مركز دراسات الشرق الأوسط قراراً بضرورة الاطلاع على تجارب العالم المتقدم في
البحوث والدراسات، فكانت الرحلة التأسيسية إلى كل من الاتحاد السوفيتي سابقاً،
والولايات المتحدة، وألمانيا، وبريطانيا، وكندا، في عام 1991، حيث شملت الزيارة
حوالي 25 مؤسسة بين مركز أبحاث ومؤسسة ثقافية وجامعة.
وعلى صعيد التعاون مع المؤسسات البحثية العربية، طرح المركز مشروعاً يهدف إلى تكثيف
التعاون بين المؤسسات ومراكز الدراسات العربية، ليكون بديلاً عن التعاون مع
المؤسسات الأجنبية، وقد أثمر هذا التوجه بتعاون مع أكثر من 40 جهة عربية لإقامة
مؤتمرات وندوات علمية متخصصة. ورسَّخ المركز مجالات التعاون في 50% من فعالياته مع
26 جهة عربية وأردنية.
واليوم وهو يشق طريقه الى المستقبل في ربع القرن القادم فإن المركز يتطلع إلى تحقيق
أكثر من ٦٠٪ من الشروط القياسية "للعقل المفكر" ليصبح مرجعية عربية ودولية في
مجالات اهتمامه وعمله، وليكون عقلاً مفكراً رائداً للتنوير والعلم، ورائداً للنهضة
وبناء الجيل، ورائداً للتخطيط والإبداع في تقدم الأمة في المضمار الحضاري. كما أنه
يعمل على تطوير مكتبته الخاصة التي تحوي أكثر من 4500 مرجع ودورية علمية لتتاح
للباحثين عِبْر الإنترنت، يُضاف إلى ذلك الانتهاء من تجهيز قاعدة بيانات أرشيفية،
جزءٌ منها خاص بالشئون الإسرائيلية التي يختص بها مركزنا لتتاح بالاشتراك على
الإنترنت خلال الفترة القادمة، ويعكف كذلك على تطوير موقعه الإلكتروني والتوسع في
النشر والبيع الإلكتروني لمختلف مطبوعاته وخدماته. ناهيك عن مشاريعه البحثية
وحلقاته الدراسية والتي يتوقع نشر نتائجها مع نهاية العام 2016 كبداية للتجديد.
الأخوة الأحبة،،
إن قلوبنا تعتصر ألماً لما يجري من سفك للدماء وتشريد للشعوب وتدمير للحضارة وإنهاك
للأمة واقتصادها وجيوشها وشبابها، حيث إننا نتعرض اليوم كأمة عربية واسلامية لعملية
استنزاف أساسها أخطاؤنا التي استفاد الآخرون منها ليدفعونا إلى الوراء.
لكن المشهد المؤلم هذا وبما يُوحيه من تشاؤم وضباب لم تعهده أمتنا إلاّ قليلاً في
تاريخها التليد، كما أنه جاء بعد بشائر واسعة ومتعددة من النجاحات في بدايات التحول
الديمقراطي والحريات والتطور الحضاري والانفتاح على العالم ومحاربة الجهل والفقر
والمرض في ظل أجواء الربيع العربي لعام 2011، والتي انقضت عليها القوى المتضررة
الداخلية والخارجية، والتي نجح الأردن بلدنا بتجاوزها بإصلاحات سياسية وتشريعية
ودستورية معقولة، ومرَّ الربيع عليها بسلام بحكمة الدولة وقيادتها وحكمة المعارضة
السياسية واعتدال المزاج الشعبي الأردني بعيداً عن العنف والتطرف والإرهاب. لكن
دولاً
أخرى ذهبت رياح الاستبداد فيها لِتَقْضي على الأمل، واستُخْدِام العنف المفرط بكل
أشكاله لمواجهة تطلعات الشباب والشعوب وتحديات المرحلة، وأُدْخِلَت الأمة في حروب
أهلية وطائفية وجد الطامعون فيها من الجوار الإسلامي والنظام الدولي فرصتهم بها
للتدخل في شئوننا، بل وإرسال الجيوش والمليشيات والإرهابيين ليساهموا في تمزيقها،
حتى أصابت الهشاشة والدمار المجتمع والدولة، ولم تُفْلِح النخب الحاكمة ولا
المعارضة الوطنية أن تنجح في حسم المعركة أو الانتقال بها إلى بَرِّ الأمان أو
التوصل إلى تسوية سياسية ومصالحات، حتى أصبحت دولنا ألعوبة في يد النظام الدولي
وحلفائه، حيث استرخت إسرائيل فرحاً وطرباً، ولولا البطولات الفدائية التي يقوم بها
الشباب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال العسكري ومستوطنيه المسلحين، وروح المقاومة
وقواها الحية التي تتربص بهذا العدو لتدحره عن أرض فلسطين لما وجدت اسرائيل ما
يُقْلِقُها، حيث الجيوش الممزقة والحروب الأهلية الطاحنة والتدخل الدولي الذي يعمل
لخدمة أمنها لعقود قادمة.
ولكننا في مركز دراسات الشرق الأوسط ننظر إلى هذه التحولات والانعطافات الصعبة
والمدمرة على أنها لحظات تاريخية عابرة حسب السنن الكونية الإلهية وحسب الخبرة
التاريخية المعاصرة، فما امتدت حروب أهلية لعقودٍ إلا نادراً في التاريخ، فيما كانت
في معظمها ضمن فترات 5-10 سنوات، حيث إن أمتنا هي الأقل دخولاً في هذا الأتون
المجنون من بين الأمم، وهاكم الحرب الأهلية الأميركية والاسكندنافية، وحروب
الجرمان، والثورة الفرنسية، وحرب الكوريتيْن، والحروب الأفريقية، وحروب أميركا
اللاتينية، والحرب الصينية اليابانية، والحربين العالميتين الأولى والثانية خلال
خمسين عاماً والتي قتل فيها أكثر من 55 مليون إنسان، وهكذا...
علماً بأن معظم هذه الحروب الأهلية الطاحنة كانت في البلاد الأخرى وفي الحضارات
الأخرى، ولم يكن نصيب حضارتنا منها إلاّ النَزَر اليسير بحمد الله، ورُبَّما كان
هذا أحد أسرار الحَنَق والقهر والاستهجان الذي يصيبنا مِمَّا نرى منها اليوم في
بلادنا، ولئن كُنَّا قد دخلنا عامنا السادس في هذا المشهد الصعب فإننا على أبواب
عبوره إلى توافق وطني ومصالحات تاريخية قسرية رغم ما تُخَطِّط له الدول الكبرى من
تفتيت وإنهاك.
ولذلك فإن محاولة الخصوم والأعداء إقناعنا بأننا خارجون عن التاريخ، وإننا أمة
ممزقة بطبعها، وإن الاستبداد فينا قيمة حضارية واجتماعية، وإن الإرهاب مؤصل في
ثقافتنا، وإن مناهج التعليم لدينا لا تُخَرِّج إلاّ الجيل المُدَمَّر والمتخلف، وإن
الفجوة الحضارية المادية بيننا وبينهم لا يمكن رَدْمها، وإننا لا نستطيع حَلَّ
مشاكلنا إلاّ بالاستعانة بالخارج، إنما هي جزء من المعركة والصراع والتنافس الحضاري
بين أمتنا العريقة تاريخاً وقيماً وبين أممهم العريقة أنماطاً وماديةً، والمتخلفة
حتى اليوم قيمياً وإنسانياً، وإن ثقتنا بأنفسنا وبديننا وبأمتنا وعروبتنا وحضارتنا
يجب ألاّ تقبل الاهتزاز وإلاّ فقدنا ذاتنا وتلاعب بنا الآخرون كما شاءوا، وساد عصر
الاستعمار فينا ثانية، وتمتعت إسرائيل برغد العيش على حساب أرضنا ومقدساتنا
وثرواتنا وأمْنِنا.
السادة المميزون ،،
احتفالنا بهذا بالإنجاز إنما هو على طريق الحضارة والتقدم، وعلى درب البناء
والحداثة، ولإعداد الجيل العربي للتنافس الحضاري الواسع، ولاستعادة مجد الأمة
وعزتها، ولاستعادة وحدتها واستقلالها، ووقف الحروب الطاحنة بينها، ولاستئناف التحول
نحو الديمقراطية والحرية والشراكة الوطنية والقومية الكاملة بين أبناء الأمة، وهو
لا يُلغي معايشتنا الصعبة لآلام التشرد والجراح والقتل واليُتْم التي يُعاني منها
أبناؤنا في جوارنا العربي العزيز، ولا يُنْسِينا حجم ومخاطر التطرف والإرهاب الذي
زرعه بيننا خُبراء من الخصوم والمُعَادين لنا.
وإن ظاهرة القاعدة ومن بعدها داعش لَتُنْبِئ بحجم الاختراق الاستخباري الذي تحقق في
مجتمعاتنا ليثيروا علينا أبناءنا، وليأخذوهم رهينةً لفكر غريب وجدوا له جذوراً شاذة
في تاريخنا، وليرفعوا شعارات بَرَّاقة تقف خلفها أكذوبة مرسومة لتمزيق الأمة
واستنزاف طاقاتها ومواردها في صراعها الداخلي ليسهل عليهم قَضْمُنا وانتهاك سيادتنا
وتوجيه طاقاتنا في غير الوجهة التي تخدم مستقبلنا ومشروعنا الحضاري.
وبرغم أننا نعيش في الأردن بواحة من الأمن والأمان، غير أن أنياب التطرف والإرهاب
تُحاول التسلل إلى أولادنا، ولئن تمكَّنا من إفشالها على مدى العقود الماضية فإننا
قادرون على مقاومتها وحماية أبنائنا منها بإصرارنا على الحرية والديمقراطية
والشراكة والتعاون والوحدة الوطنية والاعتدال في فكرنا الإسلامي والعربي مهما
ادلهمت الخُطُوب.
وإن الشباب اليوم بحاجة ماسة إلى مزيد من الاحتواء والاستثمار والشراكة في إدارة
البلاد وقيادة الوطن ومؤسسات المجتمع، كما هو بحاجة إلى توسيع انتمائه وولائه
لفكرنا وهويتنا العربية الإسلامية ولهذا الوطن الغالي وللأرض العربية كلها، وإن
مسئولية ذلك تقع على المجتمع بقواه السياسية والاجتماعية والإعلام والنخب كما تقع
على عاتق الدولة ومؤسساتها المختلفة لتعمل بتناسق وتكامل يُحقق للبلاد مزيداً من
الأمن والاستقرار والنماء والحرية والديمقراطية، آملين أن تكون الانتخابات
البرلمانية القادمة خطوة على طريق الشراكة والمشاركة من الجميع وبحرية ونزاهة تدحر
الفكر المتطرف والعنفي، وتستقطب عقول الشباب وكفاءاتهم في خدمة البلاد والأمة.
وأخيراً ،،،
الأحبة الكرام
تحية لكم في هذا اليوم وتحية لكل الأردن المجتمع والدولة، وتحية للعاملين على حفظ
أمن البلاد واستقرارها وازدهارها وحريتها واستقلالها ونمائها وحفظ ثرواتها، وبناء
أجيالها على هدى من مبادئ الدين الحنيف والعراقة العربية المتميزة بصفاتها الشامخة
من العزة والكرم والشجاعة والفداء. وتحية لزملائي العاملين في المركز ولأعضاء
مجالسه القيادية المختلفة. وأهلاً وسهلاً
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعلى الصفحة
رجوع
******************************************************************************
صور من الحفل
أعلى الصفحة
رجوع