برنامج الحفل (الإثنين 10/3/2015)
أصحاب المعالي والسعادة والعطوفة الأساتذة والعلماء والزملاء الحفل الكريم أحييكم في هذا اليوم العزيز العاشر من مارس/ آذار علينا جميعا في ذكرى تاسيس مركز دراسات الشرق الاوسط منذ العام 1991، هذا الصرح الأكاديمي الوطني الشامخ بدعمكم ومشاركتكم الدائمة. لقد قطع مركزكم هذا 24 عاماً من عمره وهو يعمل بجد واجتهاد ، حيث شارك في أعماله الآلاف من أبناء هذا البلد الغالي وأبناء الأمة العربية المعطائين، لقد كان للجهد والعمل والانتاج والعلم الذي قدمه مركزكم بتحليللاته ودراساته وأبحاثه وندواته ومؤتمراته وورش عمله المتنوعة والمتطورة دور مهم في دعم التفكير السليم والمنهجي، وساعد في ترشيد العديد من الأفكار والقرارات في الظروف الصعبة وفي ظل المتغيرات المعقدة، حيث عكفتم وخبراء عرب على تفكيك الأحداث وتحليلها واستشراف المستقبل وتقديم التوصيات ورسم السياسات، ومؤخراً تفكيك الأزمات وتوفير الخيارات والحلول والبدائل المناسبة للخروج منها منذ انطلاقة الربيع العربي عام 2011 عبر فريق الازمات العربي في المركز. الزملاء الأعزاء،، إن المركز يقف اليوم على أعتاب احتفاله باليوبيل الفضي العام القادم 2016، وقد سطر صفحات من الأفكار والرؤى للواقع والمستقبل حظيت بالتقدير والاعجاب من أبناء الامة السياسيين والخبراء والأكاديميين، وكان ذلك كله بجهودكم وجهود العاملين في المركز على مر أكثر من عقدين، وكان لحركة المركز في المشهد الثقافي والإعلامي والسياسي العربي والدولي دور مهم وأساسي في نشر هذه النتائج لأبحاثكم وتحليلاتكم ورؤاكم، والتي لقي عدد لا بأس به منها مجاله إلى التطبيق والاستفادة من قبل صناع القرار وطلبة العلم والسياسيين، حيث أصبحت مطبوعات المركز التي تحوي الأبحاث والنتائج من بين المصادر المتقدمة لدى طلبة العلم في شئون الشرق الأوسط على المستوى العربي وللناطقين بالعربية في العالم، وقد لمستم كما لمسنا هذا في كثير من المناسبات. إن مركزكم اليوم ملء السمع والبصر من قبل المهتمين بمجالات عمله، وهو يتخذ مكانة مرموقة متميزة، وكان التزام المنهج العلمي والتحكيم والتحرير المنهجي واختيار الموضوعات وتقديم المعلومات الدقيقة التي سهرتم عليها ليالي واياما الأساس الذي جعل المركز يقوم بدور أساسي في تحقيق هذا الإنجاز. الحفل الكريم ومع ذلك فلا زال أمام المركز الكثير لينجزه في ظل التحولات الاستراتيجية والسياسية في المنمطقة العربية، وفي ظل التعقيدات البنيوية للمجتمع العربي والرؤية العربية، وفي ظل تنامي التطرف والعنف والإرهاب على أراضينا خاصة في فلسطين من قبل الاحتلال الصهيوني وهو كان ولا يزال مصدر الخطر والتهديد الأكبر، وكذلك تنامي الحروب الطائفية بشكل يفتت مجتمعاتنا ويدميها، وتنامي منهج الإقصاء والتهميش بل والاجتثاث لدى بعض النخب السياسية الحاكمة، وذلك كله بعد موجات ورياح من التغيير الإيجابي في أوائل الربيع العربي عام 2011 والتي وضع الشباب آماله العريضة عليها، لتعمل قوى متضررة من مختلف الفئات والتوجهات على تحطيم هذا الأمل، وبعثرة الجهود، واستنزاف الطاقات مستعينة بكل وسائل الشيطان وأعداء الأمة والتفكير الشوفيني المتطرف. إن المركز وهو يرقب هذا الحال قدم أكثر من سبعة تقارير استراتيجية تناولت أبرز الأزمات التي تحيق بالأردن والوطن العربي وكان من أواخرها "الازمة اليمنية إلى أين ؟"، حيث اقترح التوصيات والسياسات التي يعتقد فريق الأزمات العربي في المركز، المشرف على هذا التقرير الدوري، إنها يمكن أن تشكل مدخلاً لحل هذه الأزمات ونقل الأمة إلى مربع الاستقرار والأمن والازدهار، وقد حرص الفريق على تجنب اتخاذ أي موقف تجاه أي طرف، ولكنه في نفس الوقت كان جريئا في وضع الأمور في نصابها وبكل شفافية مع الاختيار الدقيق للعبارات والأفكار لتعبر عن ذلك، وهو لم يستثن أي طرف عربي من التوصيات، وكان سقفه الوحيد دعم التفيكر بإعادة الاستقرار والأمن والتقدم نحو الوحدة الوطنية والازدهار وتبني قضايا الأمة القومية الكبرى وعلى رأسها قضية فلسطين ومواجهة المشروع الصهيوني العدو الأول للأمة العربية والإسلامية ولكل قطر عربي وأمنه واستقراره مهما التبس الأمر على بعض الساسة أو الإعلاميين أو المحليين. الحفل الكريم لقد كان المركز دوما في قلب الأحداث والمتغيرات مراقبة ورصداً وتحليلاً وتقديم رؤى وتوصيات، وهو اليوم يستشعر المسئولية الأكبر في ظل ما أشرنا إليه من اضطراب خطر على مستقبل الأردن والأمة العربية، خاصة وأن الحكومات العربية منقسمة على نفسها والحركات السياسية العربية منقسمة على نفسها أيضاً، ولا زال الانقسام الفلسطيني يضعف القضية الفلسطينية في العمل السياسسي وفي المقاومة، كما لم تنجح الحكومات ولا القوى السياسية من تحقيق الوحدة الوطنية على قاعدة الشراكة الوطنية الجامعة في القرار وتحمل المسئولية، وتعمل برامج الاستنزاف الداخلي في كل ذلك معول هدم لمستقبل الأجيال مالياً وسياسياً وعسكرياً وأمنياً واقتصادياً واجتماعياً على حد سواء. لقد أصبح المواطنون العرب يتشردون في بلدان العالم بسبب ما يلاقونه من اضطهاد أو تهديد أو اقتتال داخلي في بلدانهم، وتعمل بعض الآلة الإعلامية العربية فقط على خدمة سياسات النخب الحاكمة أو الممولين والتعريض بمخالفيها وخصومها المحليين والعرب والإقليميين، لقد دخلت الامة اليوم وأقطارها في خطر ثقافي يهدد الهوية الوطنية والقومية والإسلامية على حد سواء، حيث يتجرأ الكثيرون من هؤلاء على مسلمات الأمة ومقومات وحدتها وثقافتها وتراثها العظيم وأديانها بلا حرج أو تحفظ، كما أن النفوذ الإقليمي لإيران قد تمدد على حساب الأمة العربية وأمنها القومي في ظل حالة الاستنزاف هذه، وبرغم أن إيران في النهاية دولة إسلامية وجارة لكن سياستها المتهمة بالطائفية وفي دعم الفوضى في أربعة دول عربية لا يستطيع العرب تقبلها أو تفهم مبرراتها. وتقوم إسرائيل اليوم بعملية تهويد سريعة وعميقة في القدس والمقدسات وفي عموم فلسطين وتحاصر الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة وتعتقله وتقتله بالرصاص وبالقتل البطيء بلا رحمة، وفي المقابل يتمدد الفكر المتطرف وانعكاساته على شكل مجموعات العنف والإرهاب في العديد من أقطار الوطن العربي وعلى حدود المملكة الأردنية الهاشمية، ومع الأسف فإن أجهزة عربية وإقليمية ودولية تقف وراء غالب هذه الجماعات وتمولها دون النظر لعواقب سلوكها الإجرامي والمتطرف بحق الأمة ومصالحها وأمنها وصورتها، بل وحتى أصبحت تمس صورة الدين الإسلامي الذي تتغطى بعضها به جهلاً وزوراً. وعلى صعيد آخر فان مسئولية رعاية الفكر المبدع للجيل الجديد في الأمة وتشجيعه على الارتقاء الفكري والمنهجي تتحملها عادة مراكز البحث والجامعات، ونظراً للإشكالات آنفة الذكر فإن ثمة تشوهات خطرة يخشى أن تصيب الفكر العربي الجديد بما لها من انعكاسات على بلادنا وعلى التنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية فيها. الحفل الكريم استناداً لاستشعار المسئولية ونظراً للمخاطر المتعددة الداخلية والخارجية، فإن المركز وأنتم جزء منه مدعو اليوم لاتخاذ سياسات وامتشاق برامج علمية وفكرية توفر محضنا للفكر الوسطي الغني بالمعرفة والإبداع، والمنتمي للأمة وهويتها وثقافتها ولإوطانها، كما أنه يحمل في جنباته تطلعاتنا إلى المستقبل المشرق بعد عبور هذه المخاضات المؤقتة والصعبة. إن المنهجية والفكر الوطني والعروبي الذي اتسم به المركز بأبعاده الحضارية والإنسانية يشكل بالفعل رافعة لمثل هذه التوجهات والأفكار، وهو الذي أصدر اكثر من 200 مطبوعة حتى نهاية 2014، كثير منها محكمة، وأصدر مجلته العلمية المحكمة على مدى سبعة عشر عاماً متواصلاً بسبعين عدداً، وأنشأ المنتدى الفكري للشباب، ويقوم بالتفكر بأزمات المنطقة فيه فريق الأزمات العربي، ويقود تخطيطه وتفيكره ويوجه مسيرته عدة مجالس: مجلس الأمناء والمجلس العلمي ومجلس التخطيط وهيئة تحرير المجلة، واللجنة العليا لجائزة البحث العلمي، والتي يضم كل منها ثلة من حضراتكم، والذي عقد أكثر من 80 ندوة ومؤتمراً في عمره المديد شارك فيها أكثر من ألفين منكم ومن أنحاء الوطن العربي، وقدموا خلاصات أبحاثهم وعلومهم وأفكارهم في مختلف القضايا والتغيرات التي شهدتها المنطقة خلال العقدين الماضيين. وبهذه المناسبة العزيزة أحب في هذا المقام إن أعبر عن اعتزازي بالزملاء الذين عملوا في المركز في مختلف الأقسام والإدارات والمجالس والذين بلغ عددهم أكثر من ستمائة زميل حتى نهاية 2014 على مختلف الدرجات والعقود، فقد مثلوا مفخرة لهذا الشعب والوطن ومثلوا مفخرة لهذه الأمة، وقد سعدت بالعمل مع كل منهم، فقد كانوا ولا زال الحاليون منهم عند حسن الظن ويعملون بإخلاص ومثابرة ومسئولية تستحق الإعجاب، وأثبتوا لبلدهم وأمتهم أن الشباب والخبراء والعلماء فيهم على قدر المسئولية والعلم والعطاء. وبهذه المناسبة أيضاً أدعو كل الشباب الأردني والعربي إلى التمتع بالثقة بالنفس والإيمان بهذا الوطن وهذه الأمة ورسالتها، والاعتماد على الجهد الذاتي والاستفادة من خبرات الآخرين الذين سبقونا في مضمار الحضارة. إن الالتفات إلى كفاءاتنا وقدراتنا البشرية سوف يوفر للأردن مخزوناً طبيعياً يوازي مخزون الثروات الطبيعية عند الآخرين، لكن الجيل بحاجة إلى توفير وسائل البحث والعلم التي تعمل جائزة البحث العلمي في مركز دراسات الشرق الأوسط بالتعانون مع جامعاتنا الأردنية على الإسهام في بنائها، ويحتاج الشباب الى رفع مستوى التعليم العام والجامعي وزيادة موازنته لتصل إلى 20% من الموازنة العامة، وأن يعطى الشباب الحرية في بناء شخصياتهم واتجاهاتهم، وأن يعبروا عن قدراتهم وكفاءاتهم ومهاراتهم وهواياتهم وإبداعاتهم في الجامعات والمدارس بحرية عالية. الحفل الكريم، الزملاء الكرام بكل الاحترام والتقدير أحييكم في هذا اليوم العزيز من أيام المشهد الثقافي والفكري والعلمي الأردني، وأحيي العاملين في المركز ومجالسه المختلفة، واحيي المتعاونين معنا في الجامعات والمؤسسات العلمية والثقافية، واحيي باسمكم جميعا الغعلاميين الأردنيين ومراسلي الإعلام العربي والأجنبي في المملكة الذين ينقلون نتاجات أعمالكم عبر الأثير والشبكة العنكبوتية، وأخص بالذكر لعام 2014 كلا من شبكة الجزيرة ومكتبها في عمان بشقيها الأخبار والجزيرة مباشر، وكذلك وكالة الأنباء الأردنية بترا لما تميزوا به من تغطية واسعة لأعمال المركز ونشاطاته خلال العام الماضي، وهذا لا يقلل من دور كل الوسائل الإعلامية الأخرى التي نكن لها كل الاحترام. ومعاً على درب البناء والعطاء عبر مركزكم مركز دراسات الشرق الأوسط في الاردن لخدمة الاستقرار والأمن والازدهار للأردن والبلاد العربية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. المدير العام جواد الحمد
الحفل السنوي للذكرى الثـالثة والعشرين الحفل السنوي للذكرى الرابعة والعشرين على تأسيس مركز دراسات الشرق الأوسط عمّان- نظم مركز دراسات الشرق الأوسط حفلاً بمناسبة مرور أربعة وعشرين عاماً على تأسيسه، وذلك يوم 10/03/2015، وتضمن الحفل عدداً من الفعاليات كان أولها كلمة افتتاحية لمدير المركز الأستاذ جواد الحمد، وتلاها كلمة الدكتور عودة الجيوسي رئيس مجلس الأمناء في المركز، كما تخلل الحفل محاضرة للأستاذ بهاء الدين النقشبندي، نائب الأمين العام للحزب الإسلامي العراقي تحت عنوان: "أزمة العراق وتفاقم إشكالية "داعش" والتحالف الدولي ضدها... الواقع وآفاق المستقبل"، وشارك في الحفل عدد كبير من الشخصيات الوطنية والدبلوماسية وممثلي الأحزاب والأكاديميين وعدد من الشخصيات الإعلامية. الأستاذ جواد الحمد رحّب في كلمته الافتتاحية بالحضور في حفل الذكرى الرابعة والعشرين لتأسيس المركز في الأردن، موضحاً أن المركز يقف اليوم على أعتاب احتفاله باليوبيل الفضي العام القادم 2016، وقد سجّل العديد من الإنجازات التي حظيت بتقدير وإعجاب الكثير من السياسيين والخبراء والأكاديميين الأردنيين والعرب، وذلك بجهود العاملين في المركز والمتعاونين معه على مدى أكثر من عقديْن، وهو ما أسهم وساعد في ترشيد العديد من الأفكار والقرارات في الظروف الصعبة ولا سيّما في ظل المتغيرات المعقدة التي يشهدها الأردن والمنطقة، حيث عكف المركز من خلال خبراء على تفكيك الأحداث وتحليلها واستشراف المستقبل وتقديم التوصيات ورسم السياسات، كما عمل مؤخراً على تفكيك الأزمات وتوفير الخيارات والحلول والبدائل المناسبة للخروج منها منذ انطلاقة الربيع العربي عام 2011 عبر فريق الأزمات العربي في المركز. وختم الحمد كلمته الافتتاحية بدعوة الشباب الأردني والعربي إلى التمتع بالثقة بالنفس والإيمان بهذا الوطن وهذه الأمة ورسالتها، والاعتماد على الجهد الذاتي والاستفادة من خبرات الآخرين الذين سبقونا في مضمار الحضارة. كما شدد على توفير وسائل البحث والعلم التي تعمل جائزة البحث العلمي في مركز دراسات الشرق الأوسط بالتعان مع عدد من الجامعات الأردنية على الإسهام في بنائها. الدكتور عودة الجيوسي أثنى في كلمته على أداء المركز خلال عام 2014، مؤكداً بأنه يسير بخطىً ثابتة باتجاه تحقيق أهدافه التي كان قد رسمها للفترة من 2012-2015 ضمن توجهاته الإستراتيجية العامة، مستعرضاً في الكلمة التي ألقاها أبرز إنجازات المركز خلال العام الماضي في مختلف المجالات سواءً ما يتعلق منها بإصداراته العلمية أو نشاطاته الثقافية أو رعايته لجائزة البحث العلمي وغيرها. وفي محاضرة له تخللت الحفل أرجع الأستاذ بهاء الدين النقشبندي الأزمات التي يشهدها العراق حالياً إلى الحرب العراقية الإيرانية التي تفجرت في عام 1980 واستمرت حتى عام 1988، موضحاً أن العراق منذ ذلك الوقت وهو ينتقل من أزمة إلى أخرى وصولاً إلى الأزمة المركبة والمعقدة التي يشهدها حالياً في أعقاب استيلاء تنظيم الدولة (داعش) على ثلث أراضي البلاد في محافظات نينوى وكركوك وصلاح الدين والأنبار وديالى بعد انهيار الجيش العراقي في هذه المحافظات. وإزاء تشكيل التحالف الدولي لمحاربة داعش أوضح المحاضر بأن الولايات المتحدة توظف هذا التحالف لترسيخ نفوذها المنطقة مستشهداً بمذكرات وزير الخارجية الأسبق جيمس بيكر (سياسة الدبلوماسية) التي كتب فيها بأن "الولايات المتحدة تستفيد من أعدائها لترسيخ نفوذها"، كما شدد على أفكار هنتنتغتون التي ترى بأن الإجماع الأمريكي الشعبي خلف إدارة بوش إنما تحقق في أعقاب أحداث 11 سبتمبر/ أيلول 2001. وعزى النقشبندي أسباب ظهور داعش إلى جملة من الأسباب منها الداخلية والإقليمية والدولية، ومن أبرز الأسباب الداخلية: أن داعش تُعدّ تطوراً منطقياً للسلفية الجهادية التي أخذت طابعاً أكثر عنفاً وتوحشاً، والظلم والقهر والاستبداد التي عاشته وماتزال أجزاء واسعة من المنطقة العربية. وكذلك توفر بيئة مناسبة على نشوء التطرف نتيجة الإحباط والجهل، إضافة إلى تحوّل بعض الدول العربية إلى دول فاشلة بسبب الاهتزازات التي خلفتها أحداث الربيع العربي. أما البيئة الإقليمية فلخصها المحاضر في التوغل الإيراني الذي حفز الشباب المتحمس نحو التطرف والإرهاب نتيجة النهج الطائفي الإيراني. وحيال الأسباب المتعلقة بالبيئة الدولية فأرجعها النقشبندي إلى تجاهل المجتمع الدولي لجرائم وانتهاكات الميليشيات الشيعية في كل من العراق وسوريا وحديثاً في اليمن. وذهب المحاضر إلى أن الجهود التي تبذل لمحاربة داعش لم تنجح حتى الآن في القضاء على التنظيم ويرجع ذلك إلى عدد من الأسباب، ومن أهمها: الاعتماد على الحل الأمني بشكل كامل، والاعتماد على الميليشيات الإرهابية الشيعية، وهو ما يبرز إشكالية استخدام الإرهاب ضد الإرهاب مما أدخل المنطقة في حلقة مفرغة، والتعاون مع إيران الذي خلق بيئة مساعدة على بقاء داعش، وكذلك تضارب أجندات الأطراف المحاربة لداعش بين كل من الولايات المتحدة وإيران دول الخليج العربي. وختم الأستاذ النقشبندي محاضرته بالتساؤل عن الحلول المفترض اتخاذها لمواجهة داعش، موضحاً أن هذا النوع من الحروب غير النظامية التي تنشب بين دولة وجماعة شديدة التماسك لا يمكن أن يتم حسمه بالعمليات العسكرية فقط. وربط المحاضر تمدد داعش بما يُعرف في علم السياسة بنظرية فراغ القوة التي تتلخص في أن أي فراغ حاصل بسبب انسحاب قوة ما، يؤدي بالضرورة إلى تحرك قوة بديلة لشغل هذا الفراغ وهو ما حصل بالضبط عندما تعرضت تيارات الإسلام السياسي المعتدلة للإقصاء في بعض الدول العربية. ودعا النقشبندي في نهاية محاضرته إلى إعادة الاعتبار لحركات الإسلام السياسي المعتدلة، معتبراً ذلك مدخلاً مهماً لمحاربة داعش نظراً لأن داعش ليست قوة عسكرية فقط، وإنما فكر راسخ في أدمغة شباب ثائر متحمس محبط من أوضاع المنطقة والعالم.
ملخص محاضرة الدكتور بهاء النقشبندي وفي محاضرة لسعادة الدكتور بهاء الدين النقشبندي- نائب الأمين العام للحزب الإسلامي العراقي تخللت الحفل أرجع النقشبندي الأزمات التي يشهدها العراق حالياً إلى الحرب العراقية الإيرانية التي تفجرت في عام 1980 واستمرت حتى عام 1988، موضحاً أن العراق منذ ذلك الوقت وهو ينتقل من أزمة إلى أخرى وصولاً إلى الأزمة المركبة والمعقدة التي يشهدها حالياً في أعقاب استيلاء تنظيم الدولة (داعش) على ثلث أراضي البلاد في محافظات نينوى وكركوك وصلاح الدين والأنبار وديالى بعد انهيار الجيش العراقي في هذه المحافظات. وإزاء تشكيل التحالف الدولي لمحاربة داعش أوضح المحاضر بأن الولايات المتحدة توظف هذا التحالف لترسيخ نفوذها المنطقة مستشهداً بمذكرات وزير الخارجية الأسبق جيمس بيكر (سياسة الدبلوماسية) التي كتب فيها بأن "الولايات المتحدة تستفيد من أعدائها لترسيخ نفوذها"، كما شدد على أفكار هنتنتغتون التي ترى بأن الإجماع الأمريكي الشعبي خلف إدارة بوش إنما تحقق في أعقاب أحداث 11 سبتمبر/ أيلول 2001. وعزى النقشبندي أسباب ظهور داعش إلى جملة من الأسباب منها الداخلية والإقليمية والدولية، ومن أبرز الأسباب الداخلية: أن داعش تُعدّ تطوراً منطقياً للسلفية الجهادية التي أخذت طابعاً أكثر عنفاً وتوحشاً، والظلم والقهر والاستبداد التي عاشته وماتزال أجزاء واسعة من المنطقة العربية. وكذلك توفر بيئة مناسبة على نشوء التطرف نتيجة الإحباط والجهل، إضافة إلى تحوّل بعض الدول العربية إلى دول فاشلة بسبب الاهتزازات التي خلفتها أحداث الربيع العربي. أما البيئة الإقليمية فلخصها المحاضر في التوغل الإيراني الذي حفز الشباب المتحمس نحو التطرف والإرهاب نتيجة النهج الطائفي الإيراني. وحيال الأسباب المتعلقة بالبيئة الدولية فأرجعها النقشبندي إلى تجاهل المجتمع الدولي لجرائم وانتهاكات الميليشيات الشيعية في كل من العراق وسوريا وحديثاً في اليمن. وذهب المحاضر إلى أن الجهود التي تبذل لمحاربة داعش لم تنجح حتى الآن في القضاء على التنظيم ويرجع ذلك إلى عدد من الأسباب، ومن أهمها: الاعتماد على الحل الأمني بشكل كامل، والاعتماد على الميليشيات الإرهابية الشيعية، وهو ما يبرز إشكالية استخدام الإرهاب ضد الإرهاب مما أدخل المنطقة في حلقة مفرغة، والتعاون مع إيران الذي خلق بيئة مساعدة على بقاء داعش، وكذلك تضارب أجندات الأطراف المحاربة لداعش بين كل من الولايات المتحدة وإيران دول الخليج العربي. وختم الأستاذ النقشبندي محاضرته بالتساؤل عن الحلول المفترض اتخاذها لمواجهة داعش، موضحاً أن هذا النوع من الحروب غير النظامية التي تنشب بين دولة وجماعة شديدة التماسك لا يمكن أن يتم حسمه بالعمليات العسكرية فقط. وربط المحاضر تمدد داعش بما يُعرف في علم السياسة بنظرية فراغ القوة التي تتلخص في أن أي فراغ حاصل بسبب انسحاب قوة ما، يؤدي بالضرورة إلى تحرك قوة بديلة لشغل هذا الفراغ وهو ما حصل بالضبط عندما تعرضت تيارات الإسلام السياسي المعتدلة للإقصاء في بعض الدول العربية. ودعا النقشبندي في نهاية محاضرته إلى إعادة الاعتبار لحركات الإسلام السياسي المعتدلة، معتبراً ذلك مدخلاً مهماً لمحاربة داعش نظراً لأن داعش ليست قوة عسكرية فقط، وإنما فكر راسخ في أدمغة شباب ثائر متحمس محبط من أوضاع المنطقة والعالم.
****************************************************************************** |