التقرير الصحفي
في محاضرة تحت عنوان "السياسات الباكستانية تجاه الأردن والشرق الأوسط"
مركز دراسات الشرق الأوسط يستضيف السفير الباكستاني في عمّان
عمّان –29/5/2016: أكد السفير الباكستاني في الأردن شفاعة الله شاه على عمق العلاقات الباكستانية الأردنية، مشيراً إلى التوافق في وجهات النظر بين الأردن وباكستان في الكثير من القضايا الإقليمية الدولية وحلولها، انطلاقًا من المقاربة البراغماتية المتشابهة لكلا البلدين. تصريحات شفاعة الله جاءت خلال المحاضرة الذي نظمها مركز دراسات الشرق الأوسط مساء الأحد 29/5/2016 ضمن برنامجه الدوري "نحن والعالم" تحت عنوان "السياسات الباكستانية تجاه الأردن والشرق الأوسط"، وأدارها الدكتور عزت جرادات، وزير التربية والتعليم الأسبق، وذلك بحضور حشد من الشخصيات الدبلوماسية والسياسية والأكاديمية.
أوضح السفير الباكستاني في مستهل محاضرته بأن باكستان نشأت عام 1947 في أعقاب استقلال "الهند البريطانية" وذلك استناداً إلى "نظرية الأمتيْن" على أسس دينية؛ إسلامية وهندوسية. كما ذكر السفير بأن عدد سكان باكستان يبلغ 191 مليون نسمة ولها حدود مائية على بحر العرب وخليج عُمان، وحدود برية مع كل من أفغانستان والهند والصين تتمتع بموقع جيواستراتيجي في منطقة جنوب آسيا. ومن الناحية الاقتصادية تحتل المرتبة السادسة والعشرين بين الاقتصادات الضخمة على مستوى العالم من حيث تكافؤ القوة الشرائية، بينما تحتل المرتبة الثامنة والثلاثين من حيث الناتج المحلي الإجمالي. وتُعدّ باكستان من الدول المرشحة للتقدم الاقتصادي على المستوى العالمي خلال القرن الحادي والعشرين. ومع ذلك، فإن باكستان عانت من مشاكل تتعلق بالحروب وانعدام الاستقرار الاجتماعي وهو ما أثر على توفر الخدمات الأساسية في البلاد من قبيل السكك الحديدية، والعناية الصحية، والتعليم وتوليد الطاقة الكهربائية. وأوضح شفاعة الله بأن باكستان قد عانت أيضاً من الإرهاب، والنزاعات السياسية الداخلية، والتزايد الكبير في أعداد السكان، والتداخل في الاستثمارات الأجنبية.
وفي سياق حديثه عن السياسة الخارجية الباكستانية أوضح شفاعة الله بأن باكستان تتمتع بعلاقات ودية مع كل من الصين تُعززها العلاقات الاقتصادية ومن ضمنها مشروع ضخم بكلفة 45 مليار دولار سيربط منطقة سنجان ذاتية الحكم في الصين مع ميناء غوادار الباكستاني. وفيما يخص العلاقات مع الهند، بيّن شفاعة الله بأن قضية كشمير تشكل سبباً للتوتر في العلاقات بين البلدين، وتعدها باكستان الموقف من هذه القضية أساساً في علاقاتها الدول الأخرى. كما تناول العلاقات الودية التي تربط باكستان مع العالم الإسلامي، وخاصة ما يتعلق منها بوجود أعداد كبيرة من العمالة الباكستانية في دول الخليج العربي
وبخصوص الموقف من القضية الفلسطينية شدد السفير على الموقف الباكستاني الذي لم يعترف بإسرائيل ويعدّ القضية الفلسطينية سببًا رئيسيًا للغضب والإحباط في العالم الإسلامي، ومن هنا أكد دعوة باكستان الدائمة إلى الانسحاب الإسرائيلي الشامل من كافة الأراضي العربية المحتلة ومن ضمنها القدس، وإعادة الحقوق الفلسطينية غير القابلة للتصرف ومنها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى وطنهم.
أما فيما يتعلق بالعلاقات الثنائية الباكستانية-الأردنية فقد أوضح شفاعة الله بأن العلاقات بين البلديْن تاريخية ولها صفة خاصة غذّاها جو من الثقة المتبادلة، وقد تميزت هذه العلاقات بتفاهمات حول القضايا الإقليمية والدولية المهمة. وأضح السفير الباكستاني أربعة من المواقف في هذا المجال وهي: سلوك الطيار الباكستاني سيف الإسلام في حرب عام 1967، ودعم ضياء الحق للأردن في عام 1970، وإرسال كتيبة الطيارين الأردنية إلى باكستان في عام 1971، وقدوم المزارعين الباكستانيين إلى الأردن.
يتمتع كل من الأردن وباكستان بعلاقات سياسية خاصة، نظرًا لتشارك البلدين في مقاربة براغماتية للمشاكل الإقليمية والدولية وطرق حلها، كما يشترك البلدان في الجهود الدولية في محاربة الإرهاب وحماية الأغلبية المسلمة في العالم الإسلامي ضد التوجهات المتطرفة. كما أن كلًا من المؤسسات الاستخبارية والعسكرية في البلديْن تتميز بعلاقات وثيقة وتنسيق وزيارات مشتركة، وقد تطورت هذه العلاقات إلى مستوى اجتماعي وثقافي.
وفي الإطار ذاته أوضح شفاعة الله أن كلا من باكستان والأردن قد وقعا عددًا من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي توزعت على كثير من المجالات، ومنها: التعاون الثقافي والفني والعلمي: 1962، التعاون التجاري: 1965، التعاون في مجال الخدمات الجوية: 1976، التعاون الثقافي: 1989، تجنب الازدواج الضريبي: 1989، التعاون بين غرف التجارة والصناعة 1997، التعاون الأكاديمي: 2013، التعاون الاستثماري: 2015، كرسي قائد العزم في الدراسات الباكستانية في الجامعة الأردنية: 2015.
وأشار السفير الباكستاني إلى أن عام 2015 كان عامًا مميزًا في تاريخ العلاقات الباكستانية الأردنية حيث أعطى زخمًا للعلاقات بين البلدين من خلال التوقيع على ست مذكرات تفاهم، إضافة إلى بعض مذكرات التفاهم التي ما زالت محل تفاوض بين البلديْن.
أما العلاقات الاقتصادية بين البلدين فقد أوضح السفير الباكستاني بأن هذه العلاقات تنظمها اللجنة الوزارية المشتركة التي تأسست في عام 1975. وآخر لقاء لهذه اللجنة عقد في عام 2015؛ حيث ناقشت عدداً من المقترحات التي تعكف على متابعتها حاليًا، ومن ضمنها التفاوض حول الصيغة النهائية لاتفاقية تجارة تفضيلية بين البلديْن.
وبخصوص الميزان التجاري بين البلدين أضح السفير الباكستاني بأن الميزان التجاري منذ عام 2007 هو في صالح باكستان، وقد بلغت الصادرات الباكستانية إلى الأردن في عام 2014/2015 حوالي 50 مليون دولار، بينما بلغت الواردات من الأردن حوال 36 مليون دولار، وذلك بفارق 14 مليون دينار، علماً بأن الفارق في السنوات الثلاثة السابقة كان لصالح باكستان بدرجة أكبر بكثير بواقع 37 و50 و25 مليون دولار على التوالي. وهو ما يؤكد تنشيط العلاقات التجارية بين البلديْن في عام 2015، وخاصة في الجانب الأردني.
كما تناول السفير الباكستاني في محاضرته بعض الجوانب الأخرى من العلاقات الباكستانية الأردنية ومن أهمها التبادل الثقافي والمساعدة التقنية، والعلاقات الدفاعية، والتبادل في مجال الدورات التدريبية، وجمعيات الصداقة في كلا البلدين.
وأوضح شفاعة الله في ختام محاضرته بأن السفارة الباكستانية في عمان تعمل على تقوية العلاقات بين البلدين في عدد من المجالات ومن أهمها: تبادل الزيارات على مستوى رفيع، والتجارة، والعلاقات بين الشعبيْن، والتبادل التعليمي والثقافي، وكذلك تسيير رحلات جوية بين البلديْن حيث لا تصل شركات الطيران الوطنية من البلديْن لكل منهما.
الاحد
29/5/2016
صور من المحاضرة
|