أعلى الصفحة
التقرير الصحفي
خلال ندوة لمركز دراسات الشرق الأوسط
منتدون أردنيون وفلسطينيون: معركة طوفان الأقصى شكلت ضربة وجودية الاحتلال وأعادت القضية الفلسطينية كأولوية دولية
• عبيدات: معركة طوفان الأقصى إنذار للمستوطنين بأن بقائهم على أرض فلسطين غير آمن مهما توفر لهم من حماية لم تصمد أمام رجال المقاومة
• عبيدات: من يحلمون بالتفاوض العبثي مع الاحتلال يركضون وراء السراب وأصبحوا أدوات بيده للإمعان في جرائمه
• عبيدات: ضرورة وحدة الشعب الفلسطيني وقوته ووضح أهدافه لضمان صموده في معركة التحرير وأن يختار قيادة تمثله تمثيلاً شرعياً لتصحيح المسار
• سلامة: معركة 7 اكتوبر جاءت في سياق النضال المستمر للشعب الفلسطيني ضد الاحتلال وجرائمه الممنهجة
• سلامة: الحديث عن مرحلة ما بعد الحرب شأن فلسطيني داخلي وأي حديث عنه الآن حرف للبوصلة الوطنية باتجاه وقف العدوان على غزة
• سلامة: نرفض مساعي إعلاء وتيرة التباين الداخلي والتلاعب بالساحة الداخلية الفلسطينية
أكد المتحدثون في الندوة التي أقامها مركز دراسات الشرق الأوسط تحت عنوان " الأبعاد والتحولات الاستراتيجية ما بعد معركة "طوفان الأقصى 2023" على ما شكلته هذه المعركة من تحولات استراتيجية على مختلف الأطراف سواء على الصعيد الفلسطيني أو الإسرائيلي أو العربي الدولي، وإعادة القضية الفلسطينية على سلم الأولويات الدولية كقضية تحرر وطني من الاحتلال الذي تعرض لضربة وجودية ستمتد آثارها لسنوات.
وأكد رئيس الوزراء الأسبق أحمد عبيدات في كلمة له خلال الجلسة الافتتاحية أن معركة طوفان الأقصى زلزلت أركان الكيان الصهيوني بكل مكوناته وشكلت إنذاراً للمستوطنين بأن بقاءهم على أرض فلسطين غير آمن مهما توفر لهم من حمايات لم تصمد أمام رجال المقاومة ،وشكلت فتحاً جديداً وأيقظت مشاعر النضال والأمل لدى الامة، وأعادت الاهتمام الدولي بالقضية الفلسطينية بعد ان كادت تتلاشى ، بحيث باتت أولوية عالمية، وكشفت بشاعة جرائم الاحتلال.
واكد عبيدات أن العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني لا يمكن له أن يستمر دون دعم عسكري وسياسي ومالي من الولايات المتحدة ودول الغرب الذي يساند الاحتلال ومساعيه لتدمير المقاومة الفلسطينية مهما كان شكلها وهويتها وإبادة الشعب الفلسطيني او تهجيره من أرضه لإدامة الاحتلال لكامل فلسطين لأنه احتلال عنصري استعماري لم ولن يؤمن بالسلام الحقيقي.
وأضاف عبيدات " هل يفهم أولئك الذين ما زالوا يحلمون بالتفاوض العبثي مع الاحتلال والبحث عن تسويات معه للقضية الفلسطينية أنهم أصبحوا أدوات بيد هذا العدو وشركاء في إطالة أمد الحرب ومد الاحتلال بالفرص والذرائع للإمعان في خداع الرأي العام العالمي وارتكاب المزيد من الجرائم بحق الشعب الفلسطيني، بل هل يدركون أنهم في أحسن الحالات إنما يركضون خلف السراب".
واكد عبيدات ضرورة وحدة الشعب الفلسطيني وقوته ووضوح أهدافه لضمان صمود الشعب الفلسطيني على أرضه وإلحاق الهزيمة بالاحتلال، مما يتطلب على الشعب الفلسطيني ان يختار قيادة تمثله تمثيلاً شرعياً لتصحيح المسار.
فيما أكدت عضو اللجنة المركزية لحركة فتح دلال سلامة أن ما جرى في معركة 7 اكتوبر يجب النظر إليه في سياق النضال المستمر للشعب الفلسطيني ضد الاحتلال والاعتداءات الصهيونية المستمرة والممنهجة من قتل وتهجير ومساعي فرض التقسيم الزماني والمكاني للأقصى وتوسيع الاستيطان وتصفية القضية الفلسطينية والاستهداف المباشر لجميع أبناء الشعب الفلسطيني وغيرها من الجرائم بحق الشعب الفلسطيني والتي أدت للانفجار في وجه الاحتلال لا سيما في ظل حكومة اليمين المتطرف .
وأكدت سلامة على أن البوصلة الوطنية الفلسطينية اليوم يجب أن تتجه إلى أن يقف الجميع صفاً واحداً باتجاه وقف العدوان الغاشم ضد قطاع غزة ووقف ما يجري من تدمير جميع مقومات الحياة في غزة ومخططات التهجير، والابتعاد عن أي محاولات لحرف هذه البوصلة عبر الحديث عن مرحلة إدارة غزة ما بعد الحرب، مؤكدة أن هذا شأن فلسطيني داخلي يقرره الشعب الفلسطيني ومؤسساته الشرعية.
وشددت سلامة على رفض مساعي إعلاء وتيرة التباين الداخلي والتلاعب بالساحة الداخلية، مؤكدة على مسؤولية حماية الشعب الفلسطيني وتجميع نقاط القوة في سياق المصلحة الفلسطينية والبناء على ما تحقق ضد الاحتلال وتحقيق الحرية للفلسطينيين وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية بعيداً عن أي مكاسب سلطوية، وأن ما جرى وضع دول المنطقة أمام حقيقة أن تجاوز الشعب الفلسطيني لن يحقق السلام او المستقبل المنشود والإستقرار في المنطقة.
فيما أكد رئيس اللجنة التحضيرية للندوة الدكتور بيان العمري أن معركة "طوفان الأقصى" شكلت تحولاً نوعياً مهماً في مسار الصراع، وأبرزت قدرة الشعب الفلسطيني على اجتراح أدوات وقدرات تفاجئ الاحتلال الإسرائيلي دوماً في سبيل دحره وهزيمته وإنهائه، وهو ما يبرز صمود الشعب الفلسطيني وعصيانه على الانكسار.
واعتبر العمري أن إنهاء الصراع بشكل حاسم لا بد أن يقوم على أسس إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق التحرير للشعب الفلسطيني وأرضه المحتلة، وإقامة دولته وتحقيق عودة لاجئيه، وأن مسيرة خمسة عقود من التسويات والمفاوضات ومحاولات السلام والتطبيع لم تحقق إلا مزيداً من التهويد والاستيطان والاعتداء على المقدسات، وتجاوز كامل لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، فضلاً عن استمرار الاضطراب والفوضى في المنطقة العربية، الأمر الذي يدعو بجدّية إلى إعادة النظر بالعلاقات مع دولة الاحتلال، سواء من الفلسطينيين أو الدول العربية والإسلامية، ويفتح المجال نحو محاصرة دولة الاحتلال ومقاطعتها وصولاً إلى احتوائها وهزيمتها.
وخلال الجلسة الأولى للندوة التي أدارها رئيس الوزراء الأسبق أحمد عبيدات بعنوان "الأبعاد والتحولات الميدانية والسياسية والقانونية للمعركة وانعكاساتها على طرفي الصراع" أشار اللواء المتقاعد الدكتور محمود اردريسات إلى ما شكلته معركة طوفان الأقصى من اختراق استراتيجي على كل المستويات الميدانية والعسكرية والمخابراتية، مما شكل هزة للكيان الصهيوني وضربة وجودية لها، الأمر الذي دفع الدول الاستعمارية للهرولة لإنقاذ الكيان الصهيوني الذي يحمي مصالحهم في المنطقة، كما أكد إرديسات أن هذه المعركة أعادت القضية الفلسطينية الى الواجهة بعد محاولات طيها وأنها ضربت مسار التطبيع الإسرائيلي مع أنظمة عربية وكشفت الدعم الأمريكي غير المحدود للاحتلال.
فيما قدم المفوض العام الأسبق للمركز الوطني لحقوق الإنسان موسى بريزات ورقة حول الأبعاد الدبلوماسية والقانونية انعكاساتها على القضية الفلسطينية، مشيراُ إلى شرعية المقاومة وما قامت به من عملية السابع من اكتوبر ضد الاحتلال الصهيوني، كما استعرض التعريف القانوني لما ترتكبه قوات الاحتلال من جرائم حرب وإبادة بحق الشعب الفلسطيني، واستهداف المستشفيات وإعدام الأطفال أو الأسرى وممارسات التهجير والحصار، بما يشكل جرائم حرب يمكن مقاضاة تل أبيب بموجبها أمام المحاكم الدولية.
فيما أشار أستاذ القانون الدولي في الجامعة العربية الأمريكية في فلسطين الدكتور رائد أبو بدوية إلى ما تسببت به معركة طوفان الأقصى من هز المنظومة الاستخبارية والعسكرية والأمنية، وزيادة إمكانية زواله وتصدع في صورة الردع الشامل التي تسوقها للعالم، وزيادة الانقسامات في المنظومة الإسرائيلية الداخلية وتراجع اليمين الإسرائيلي وقوته، كما أشار إلى مساعي الاحتلال لإعادة هيكلة السلطة الفلسطينية برؤية أمنية، و ترسيخ الفصل بين الضفة وغزة، في حين أن السلطة الفلسطينية تفتقر لأي رؤية سياسية للتعامل مع الحدث وعدم إدراكها استراتيجيا للحدث.
وفي الجلسة الثانية التي أدارها نائب هيئة الأركان الأسبق الفريق المتقاعد الدكتور قاصد محمود بعنوان " أبعاد وتحولات الرأي العام وتوجهات النخب السياسية وانعكاساتها على طرفي الصراع" أكد الدكتور رائد النعيرات أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح في فلسطين إستمرار حالة الإنجاز المتراكمة لمعركة طوفان الأقصى وعدم اقتصارها على ما حدث في السابع من أكتوبر، وأنها أثبتت حقيقة القدرة الفلسطينية على الصمود والمقاومة والأداء العسكري، وأعادت القضية إلى حقيقتها بأنها قضية تحرر وطني يرزح تحت الاحتلال، وإعادة هندسة المجتمع الفلسطيني في فلسطين، ضد سياسيات الاحتلال وجرائمه في غزة والضفة، وضرب المشروع الغربي في إسرائيل ، وإثبات عجز الإحتلال عن حماية الإسرائيليين، معتبراً أن معركة طوفان الأقصى عززت الإيمان الشعبي بالمقاومة المسلحة كطريق للتحرير ، وأن المشروع الصهيوني يمكن هزيمته، والإيمان بضرورة دفع الأثمان حتى لو كانت باهظة.
في حين اعتبر أستاذ التاريخ في الجامعة الأردنية الدكتور علي محافظة أن عملية طوفان الأقصى أكدت للشعب الفلسطيني أن المقاومة المسلحة هي الطريق لاستعادة الأرض والحقوق وأن مسار المفاوضات العبثية لا جدوى منها وأن الانقسام في الصف الوطني يعيق السعي للتحرر في مواجهة الاحتلال، مع ضرورة التوحد على برنامج وطني لتحرير كامل أرض فلسطين، وأن هذه العملية كشفت وهن الكيان الصهيوني وترسيخ القناعة بأنه إلى زوال، كما سلطت الضوء على خطر الكيان الصهيوني ككيان استعماري يستهدف كل المنطقة واستقرارها ونهضتها.
فيما أكد الباحث المختص في الشؤون الإسرائيلية، ومدير مركز مدى الكرمل في فلسطين 1948 الدكتور مهند مصطفى أن معركة السابع من أكتوبر أشعرت المجتمع الإسرائيلي بالخطر الوجودي وأنها تسببت بتراجع كبير لليمين الإسرائيلي بعد حالة من الصعود خلال المرحلة الماضية والهيمنة على السلطة بعد فشله في حماية أمن المواطن داخل الكيان الصهيوني ، وكرست حالة من الإنقسام داخل المجتمع الإسرائيلي، وشكلت حالة إخفاق لكل الدولة، كما أشار إلى سعي النخبة السياسية الإسرائيلية لتجاوز حالة الانقسام وإعادة تشكيل ذاتها والبحث عن رجال دولة من بين قدماء الجنرالات العسكريين وإعادة تشكيل المشهد السياسي والخروج من الأزمة الوجودية التي يعيشها الكيان الصهيوني.
|