الندوات والمؤتمرات

الصالون السياسي

المحاضرات

حلقــات نقاشيـة

برنامج نحن والعالم

الحفل السنوي للمركز

إصـداراتنـا

نشـاطـاتنا


إصداراتنا



مناهج تدريس القضية الفلسطينية



مستقبل السلطة الفلسطينيّة

الخارطة السياسية للوطن العربي ما بعد الثورات العربية

الحوار الوطني الفلسطيني والمصالحة

التحـول التركـي تجاه المنطقة العربية

مطالب الثورات العربية والتدخل الأجنبي

المفاوضات الفلسطينية- الإسرائيلية

 

 

اتجاهات التنمية الاجتماعية والبشرية في الأردن

التحولات والثورات الشعبية في العالم العربي الدّلالات الواقعية والآفاق المستقبلية

تركيـــــا وإسرائيـــــل وحصار غزة

تـداعيـات هجـوم إسـرائيـل على أسطول الحرية

التسـويـة السيـاسيـة

 التحديات والآفاق

الوطــــن البديـــل آفاق التطبيق وسبل المواجهة

القرن الإفريقي وشرق إفريقيا الواقع والمستقبل

رسالة أوباما التصالحية والمطلوب عربيا

الفاتيكان والعرب، تحديات وآفاق في ضوء زيارة البابا للمنطقة

 

 

ندوة

تطورات المواجهات الفلسطينية- الإسرائيلية

 واتجاهاتها المستقبلية

السبت 10/12/2022


أعلى الصفحة


برنامج الندوة

 

أعلى الصفحة

التقرير الصحفي

خلال ندوة لمركز دراسات الشرق الأوسط

منتدون أردنيون وفلسطينيون يبحثون المواجهات الفلسطينية- الإسرائيلية 2022 واتجاهاتها المستقبلية، وانعكاساتها على الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية  

أكد المتحدثون في الندوة التي أقامها مركز دراسات الشرق الأوسط في عمان، اليوم السبت 10/12/2022، تحت عنوان "تطورات المواجهات الفلسطينية– الإسرائيلية واتجاهاتها المستقبلية" أن حالة المقاومة التي تشهدها الضفة الغربية قادرة على إنتاج مرحلة جديدة من المقاومة، تسهم في تعزيز مكاسب القضية الفلسطينية بعد مواجهات أيار/ مايو 2021.

واعتبر المتحدثون في الندوة التي شارك فيها خبراء وأكاديميون من الأردن ‏وفلسطين حضورياً وعبر تطبيق "ZOOM"، أن تضخيم ظاهرة كتائب المقاومة أو تقزيمها، وتحميلها أكثر مما تحتمل دون وضعها في سياقها الطبي عي، يلحق الضرر بها‏ بدلاً من فهمها وإسنادها.

وبينوا ضرورة إعادة ترتيب الأولويات الفلسطينية والحفاظ على هذه الحالة من المقاومة وإدامتها واستثمارها ضمن برامج سياسية واضحة تسهم في إدارة الصراع مع المشروع الصهيوني لصالح القضية الفلسطينية.

وأوضح المشاركون أن تطوير هذه الحالة من المقاومة يحتاج إلى عوامل ذاتية ومحلة وإقليمية ومنظومة عمل متكاملة، وأن مثل هذه المواجهات تأتي في سياق طبيعي بين الشعب الفلسطيني والاحتلال منذ عقود، الأمر الذي يفرض التفكير بآليات لتطويرها ضمن استراتيجية فلسطينية على قاعدة مواجهة المشروع الصهيوني، وتحويل الانتصارات التكتيكية إلى مكاسب استراتيجية.

وبحث المتحدثون في الجلسة الأولى للندوة التي أدارها الوزير الأسبق الدكتور صالح الخصاونة تحت عنوان "بيئة المواجهات الفلسطينية- الإسرائيلية 2022 وتطوراتها" الواقع الذي تشهده الساحات الفلسطينية، حيث أشار أستاذ العلوم السياسية عمر رحال إلى تصاعد وتيرة الأحداث في الضفة الغربية المحتلة مؤخراً، بفعل السياسات الإسرائيلية المتمثلة بالاقتحامات اليومية وحصار المدن والقرى، ومصادرة الأراضي وبناء مستوطنات جديدة أو إنشاء شوارع التفافية، بالإضافة إلى الاعتداءات اليومية للمستوطنين على الفلسطينيين، والاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى، والاعتقالات والحبس المنزلي ضد أهل القدس، وسياسات أسرلة وتهويد المدينة.

وبيّن رحال في ورقته التي تناولت تحوّل توّجهات المجتمع الفلسطيني في الضفة إزاء المواجهة مع الاحتلال أن أهم العوامل التي زادت من وتيرة المقاومة في الضفة الغربية، هي عدم حماية السلطة الفلسطينية للمواطنين من الانتهاكات الإسرائيلية وتفرّدها بإدارة الضفة الغربية وانتهاجها سياسة المفاوضات كخيار وحيد، إلى جانب حيوية الشعب الفلسطيني واستعداده للتضحية، وعجز الاحتلال عن احتوائه.

وأوضح أن النضال الفلسطيني يعلو ويخبو، وأننا نشهد شكلاً جديداً للكفاح المسلح عابراً للفصائلية ويستند إلى رؤى شبابية محلية، لكن تبقى احتمالية تمددها واستمراريتها مرهونة بالحاضنة الشعبية لها، وقدرتها على الاستمرار وتطوير إمكاناتها وقدراتها، والسياسة الإسرائيلية تجاه المجموعات المسلحة، وكيفية تعامل السلطة الفلسطينية مع هذه المجموعات.

بدوره، رأى أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية بنابلس رائد نعيرات أن المواجهات الفلسطينية- الإسرائيلية الأخيرة في شمال الضفة الغربية، تميزت بوجود حاضنة شعبية، وبشكلها العسكري منذ اللحظة الأولى لها، عبر استهداف جنود الاحتلال المتواجدين على الحواجز العسكرية وفي مركباتهم داخل مناطق الضفة الغربية، وبتجاوز حالة الصدام العلني مع السلطة الفلسطينية، وبتقديم خطاب سياسي مقاوم وبسيط.

وأوضح نعيرات في ورقته التي تناولت "توّجهات المجتمع الفلسطيني نحو المواجهات الأخيرة"، أن المجموعات قدّمت سلوكاً نضاليّاً يلامس طبيعة الشباب الفلسطيني، ويمتد إلى آباء الشهداء وأمهاتهم، نتيجة لفشل مشروع السلطة الفلسطينية سياسياً واجتماعياً واقتصادياً، وامتداداً للمواجهة الفلسطينية التي وقعت صيف عام 2021.

وبيّن أن المواجهات أظهرت قدرات الشعب الفلسطيني في الحفاظ على استمرار المقاومة، وأعادت للثقافة المقاوِمة حضورها، وأثبتت حجم الالتفاف الشعبي وانخراط أهالي المقاومين بالمقاومة، في مقابل مجموعة من التحديات كإشكالية المواءمة بين استمرار المقاومة والحفاظ على العلاقة مع السلطة، والسياسة الإسرائيلية في الضفة، وتحدي القدرة على الانتشار والاستمرار، وبساطة تعامل المقاومين مع الأحداث.

فيما تناول مدير مركز مدى الكرمل في فلسطين الـ48 الدكتور مهند مصطفى نمو مستوى التنظيم السياسي لفلسطينيي الـ48 ضمن التيارات الفكرية المتنوعة، والتفاعل الشعبي مع الاحتجاج السياسي كما في انتفاضتي القدس عام 2021، والأقصى عام 2000.

واستعرض مصطفى في ورقته بعنوان " الفلسطينيون داخل الخط الأخضر، ودروس من الهبّات الشعبية وخلفياتها"، تطور أدوات الاحتجاج السياسي وفاعليتها، بدءاً بالعمل الشعبي ومروراً بتطور الأداء البرلماني ووصولاً إلى تحقيق إنجازات في المجال القضائي فردياً وجماعياً، وتعزز حضور طبقة وسطى نمت من خلالها القدرات المهنية والوظيفية والأكاديمية للمجتمع الفلسطيني.

وخلص إلى أن هبّة عام 2021 أكدت انتماء الفلسطينيين داخل الخط الأخضر للقضية الفلسطينية، وأن قضية القدس ببعديها السياسي والديني شكلت الرابط الذي جمع الفلسطينيين الذي يعانون من نفس السياسات الاستعمارية في الداخل المحتل والقدس والضفة الغربية، ودعا إلى ضرورة إعادة التفكير بأهمية تنظيم المجتمع الفلسطيني وترميم خطابه السياسي.

من جهتهم، ناقش المتحدثون خلال الجلسة الثانية التي أدارها اللواء المتقاعد محمود ارديسات تحت عنوان "تقييم تطورات المواجهات فلسطينياً وإسرائيلياً"، الواقع الميداني لهذه التطورات وكيفية تأطير حالات المقاومة الحالية وإعادة تنظيمها.

واستعرض أستاذ الدراسات الأمنية والاستراتيجية بكلية العودة في غزة هشام مغاري دوافع نمو المواجهات الفلسطينية- الإسرائيلية خلال العامين الأخيرين، كسياسة الاحتلال في القدس المتمثلة في إبعاد المقدسيين عن أماكن سكنهم وعن المسجد الأقصى، والأنشطة الاستيطانية في الضفة المحتلة والقدس، وتدنيس المقدسات الدينية والاقتحام المتكرر للمسجد الأقصى، وسياسة هدم المنازل، والاعتقالات، وشنّ الحرب على قطاع غزة.

وتناول مغاري في ورقته التي جاءت تحت عنوان "واقع المواجهات الميدانية الفلسطينية– الإسرائيلية (2021-2022)، دراسة في الدوافع والأساليب والنتائج"، أساليب المواجهة، كالمواجهات الجماهيرية المتمثلة بالمسيرات والاعتصامات وفعاليات الإرباك الليلي، والأعمال الفردية كعمليات الطعن والدهس والقنص والكمائن باستخدام الأسلحة النارية، وبالعمل العسكري كالتصدي للعدوان المسلح.

ولفت الانتباه إلى أن هذه المواجهات، أظهرت تقدماً في القدرات العسكرية الإسرائيلية في سلاحي الجو والمدفعية، ولكنها أنهكت وحدات المشاة الإسرائيلية واستنزفتها، وعكست تراجع الاستراتيجات العسكرية الإسرائيلية كالحرب الخاطفة ونقل المعركة إلى أرض العدو، وأظهرت ثبات المقاومة الفلسطينية وتنامي أعمالها لتشمل جميع مناطق فلسطين التاريخية.

في حين تناول المختص بالشأن الإسرائيلي عماد أبو عواد، التوّجهات والسيناريوهات المستقبلية للمواجهات الفلسطينية- الإسرائيلية من وجهة نظر إسرائيلية، ورأى أن سيناريو استمرار حالة المواجهة في سياقها الحالي هو الأرجح، نظراً لتنامي الوجود الاستيطاني وتراجع دور السلطة الفلسطينية وحالة التشابك الحياتي بين المستوطنين والفلسطينيين في الضفة، وأهمية الضفة الأمنية للاحتلال ما يدفعه نحو معالجة التحديات.

لكنه أشار في المقابل إلى واقع إسرائيل الداخلي؛ حيث تعيش حالة من الانقسام بين ثلاثة مستويات: الحريديم، المتدينين والمستوطنين، والعلمانيين والليبراليين، مع تحميل كل قسم منهم للآخر مسؤولية الأعباء السياسية والأمنية والاقتصادية.

بدوره، أشار أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية بنابلس الدكتور إبراهيم أبو جابر إلى أن ما تعيشه الضفة الغربية اليوم، هو نتيجة لاتفاق أوسلو وإسقاطاته على واقع الفلسطينيين، وأن أشكال المقاومة المتنوعة للشعب الفلسطيني تأتي استمراراً لمسيرة الشعب الفلسطينية في مواجهة الاحتلال البريطاني والصهيوني منذ أكثر من مئة عام.

وأشار أبو جابر إلى إمكانية استمرار المواجهات وتطورها إلى ما يشبه الانتفاضة الثالثة في ظل اقتراب اكتمال تشكيل حكومة يمينية متطرفة، الأمر الذي يتطلب تعزيز الحاضنة الشعبية للمواجهات في الضفة، وتطوير المؤسسات السياسية والاجتماعية الفلسطينية في فلسطين الـ48، ورأى أن تراجع دور السلطة ممكن في ظل التوّجه اليميني الصهيوني نحو ضمّ أجزاء من الضفة الغربية، وفي ظل سعي الاحتلال المستمر في تشتيت الشعب الفلسطيني وتمزيقه داخلياً.


أعلى الصفحة

ملخصات الأوراق العمل

الجلسة الأولى: بيئة المواجهات الفلسطينية- الإسرائيلية 2022 وتطوراتها

الورقة الأولى

تحوّل توّجهات المجتمع الفلسطيني في الضفة الغربية إزاء المواجهة مع الاحتلال

د. عمر رحال

تتصاعد وتيرة الأحداث في الضفة الغربية والقدس المحتلة في الآونة الأخيرة بفعل السياسات الإسرائيلية المتمثلة في الاقتحامات اليومية، وما يرافق ذلك من انتهاكات جسيمة بحق المواطنين الفلسطينيين من أعمال قتل واغتيالات وعقوبات جماعية واعتقالات وإبعاد. يضاف إلى كل هذا ارتفاع في معدلات البطالة والفقر وانتشار المخدرات بين صفوف الشباب ذات المصدر الإسرائيلي إنتاجاً وبيعاً وترويجاً، وإجراءات احتلالية في القدس يقصد منها "الأسرلة". مما أدى في مجمله إلى تصاعد المواجهات الفلسطينية مع الاحتلال.

وقد جاءت هذه الورقة مُحاولة رصد توجهات المجتمع الفلسطيني تجاه المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي، من خلال استعراض: المشهد اليومي السائد في الضفة الغربية والقدس المحتلة، وتصاعد الأحداث الأسباب والتداعيات: تجدد أشكال المقاومة في الضفة الغربية، والخيارات والسبل أمام الفلسطينيين: غير المواجهة وتصعيد المقاومة، وقواعد اشتباك يحددها الشباب، وبروز أشكال جديدة للمقاومة الفلسطينية، وظاهرة عرين الأسود وكتيبة جنين، واختلاف في مشهد الفعل المقاوم، والالتفاف الشعبي حول الظاهرة، والمقاومة بشكلها الحالي وخيارات السلطة.

وقد أشارت الورقة إلى أن ثمة سياسة إسرائيلية موجهة بما تشمله من إجراءات وانتهاكات وجرائم مكتملة الأركان يقترفها جيش الاحتلال والمستوطنين بحق المدنيين الفلسطينيين، في انتهاكٍ صارخ للقانون الدولي لحقوق الإنسان، وللقانون الدولي الإنساني. كما ذكرت الورقة مجموعة من الأسباب والعوامل المؤثرة، التي يمكن النظر إليها كمحرك للشباب وللمواطنين في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية، وتصعيد المقاومة بأشكالها المختلفة، منها: عدم قيام السلطة الفلسطينية بحماية المواطنين، استمرار الانقسام، وعدم إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية، وحيوية الشعب الفلسطيني، واستعداده للتضحية، وازدياد وانبعاث المشاعر الوطنية.

وقد أكدت الورقة على أن الفلسطيني اليوم يدرك أن لا خيار أمامه سوى الصمود والمواجهة والمقاومة، ولذلك فإننا نجد أنفسنا أمام ظاهرة وشكل جديد من أشكال الكفاح المسلح، وهي ظاهرة (الفردانية)، وأن الشباب أنفسهم من يحدد قواعد الاشتباك ذاتياً بعيداً عن الفصائل، كما أنهم ولأول مرة منذ قيام السلطة الوطنية الفلسطينية- باستثناء الانتفاضة الثانية- يستطيعون العمل بشكل علني وبأسمائهم ويظهرون بأسلحتهم دون تخفي بتحدٍ للسلطة وللاحتلال في آن واحد.

وقد خلُصت الورقة إلى أن استمرار ظاهرة المقاومة المسلحة من عدمه مرتبط بشكل رئيسي في القبول المجتمعي لظاهرة المجموعات المسلحة وحجم التضامن معها، كما يعتمد على توفّر الإمكانيات البشرية والمادية، وعلى مدى قدرة تلك المجموعات ذاتياً من الاستمرار، كما أن استمرار المقاومة وتوجهاتها مرتبط أيضاً بالإجراءات والسياسة الإسرائيلية تجاه المجموعات المسلحة أو المقاومة بأشكالها المختلفة، لا سيما سياسة الاغتيالات والاعتقالات، وتضييق الخناق وفرض العقوبات الجماعية، والحصار والإغلاق، وغيرها من الإجراءات العقابية التي يقصد منها إنهاء الظاهرة، وعدم تعميمها إلى مناطق جغرافية أخرى.

وقد أوصت الورقة بضرورة إعادة بناء المشروع الوطني الفلسطيني كمشروع تحرري يواجه واقعاً استعمارياً، الأمر الذي يتطلب الاتفاق على برنامج إجماع وطني، من خلال شراكة سياسية بين الكل الفلسطيني، دون إقصاءٍ لأحد.

الورقة الثانية

تحوّل توّجهات المجتمع الفلسطيني في الضفة الغربية إزاء المواجهة مع الاحتلال

د. رائد نعيرات

 إن مصطلح المواجهات الأخيرة مصطلح عام اقتضته طبيعة المرحلة النضالية من حياة الشعب الفلسطيني. وقد امتازت موجة المواجهات الأخيرة بمجموعة من السمات والخصائص التي جعلتها تتميز عن سابقاتها في المواجهات، سواء من ناحية تمركزها وجغرافيتها "شمال الضفة الغربية"، أو من ناحية طبيعة شخوصها، أو أساليبها النضالية، وحتى خطابها السياسي وسلوكها النضالي.

وقد جاءت هذه الورقة محاولة الإجابة عن سلسلة من التساؤلات سواء حول طبيعتها وعلاقتها بالبيئة الحزبية الفلسطينية المعاصرة، أو سؤال الاتصال والانفصال فيما يتعلق بمدى اعتبار ظاهرة المواجهات الأخيرة سلسلة من حلقات النضال الفلسطيني بطابع جديد.

وقد أشارت الورقة إلى أن المواجهات الأخيرة قد حظيت بدعم شعبي ونخبوي فلسطيني مميز، وتعود أسباب هذه الحاضنة إلى مجموعة من العوامل، ومن أبرزها: فشل مشروع السلطة الفلسطينية سواء سياسياً أو اجتماعياً أو اقتصادياً، وطبيعة المواجهات وشخوصها وطبيعة عملها، واستثمار التكنولوجيا لنشر الفكرة بأسرع وقت وبأكبر مساحة ممكنة.

وقد خلُصت الورقة إلى وجود إنجازات وتحديات لهذه المواجهات، حيث أن إعادة المواجهات لثقافة المقاومة والسلوك المقاوم في أوساط فئة مهمة من الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية (الشباب)، وتنوّع أساليب المقاومة وما قدمه المقاومون من بطولات تشكّل منحنى جديداً في أي مواجهات قادمة تعدُّ من أبرز إنجازات المقاومة.

بينما أكدت الورقة على أن ثمة تحديات كانت ولا تزال تشكل تحدياً لأي موجة مواجهات قادمة، وهي: تحدي الحاضنة الرسمية أو التأييد الرسمي من قبل السلطة الفلسطينية، وتحدي القدرة على الانتشار في نفس الزخم وتحوّل المواجهات لتعمّ مختلف مناطق الضفة الغربية بدل الاستمرار في حيّز جغرافي معين، إضافة إلى تحدي بساطة المقاومين وبساطة تعاملهم مع المقاومة، فبالرغم من أن هذا أدى إلى اتساع التأييد الجماهيري والشعبي، ولكنه غير كاف لتحقيق إنجاز على صعيد المقاومة ذاتها.

 الورقة الثالثة

  الفلسطينيون داخل الخط الأخضر ودروس من الهبّات الشعبية وخلفياتها

د‌.     مهند مصطفى

  شهِدَ عَقدُ التسعينيّات، والنصفُ الأوّل من العَقد الأوّل للألفيّة الجديدة، نموًّا غير مسبوق في مستوى التنظيم السياسيّ للفلسطينيّين في إسرائيل، حيث تَمَثّل هذا النموّ في صعود المجتمع المدنيّ والأهليّ الفلسطينيّ، وفي تغيير في أنماط التصويت لانتخابات الكنيست.

كما شهدت هذه الفترة تنوُّعًا في أدوات الاحتجاج السياسيّ وفاعليّتها، بدءًا بالعمل الجماهيرّي والشعبيّ، وتطوُّر الأداء البرلمانيّ فضلًا عن الاستخدام الحثيث والمهنيّ للنضال القضائيّ الذي حقّق إنجازات عينيّة على المستويين الفرديّ والجماعيّ. كذلك شهدت هذه الفترة تطوُّرًا في الخطاب السياسيّ لدى الفلسطينيّين، انعكس على خطاب التيّارات السياسيّة الفلسطينيّة كافّة، على الصعيدين الفكريّ والسياسيّ.

وقد جاءت هذه الورقة لتوصيف وضع الفلسطينيون داخل الخط الأخضر، إضافة إلى الهبات الشعبية وخلفياتها وأثرها على الشعب الفلسطيني. وقد تناولت الورقة ذلك من خلال محورين رئيسين؛ ناقش الأول منهما توجهات الفلسطينيين فيما يتعلق بمسار الخروج من المأزق السياسي الداخلي، وانقسام الآراء بين من يعتقد أن سبيل النهوض بالمجتمع الفلسطيني يكون من خلال تنظيم العرب بشكل جماعي ومن خلال بناء مؤسسات وطنية، وبين من يعتقد أن ذلك يكون من خلال الاندماج في الدولة والمجتمع الإسرائيلي بشكل كامل.

بينما ناقش المحور الثاني الهبة الشعبية ودور فلسطينيي الـ 48 فيها، إضافة إلى أوجه الشبه والاختلاف بين انتفاضة القدس والأقصى عام 2000، والهبة الشعبية الراهنة 2021.

وقد خلُصت الورقة إلى أن الهبة الشعبية في مناطق الـ 48 تؤكد على سقوط الخطاب الذي يدعو للاندماج في النظام السياسي دون تحدي جوهره الاستعماري وفصل الحقوق الوطنية عن الحقوق المدنية، إضافة إلى أن هذه الهبة تفرض على الحقل السياسي الفلسطيني إعادة التفكير في أهمية تنظيم المجتمع الفلسطيني وترميم خطابه السياسي.

كما أشارت الورقة إلى أن الهبة الشعبية قد أكدت على وحدة الشعب الفلسطيني وانتماء الفلسطينيين داخل الخط الأخضر للقضية الفلسطينية وأنهم جزء من الشعب الفلسطيني، وأن قضية القدس بما تحمل من بُعد ديني وسياسي الرابط الذي جمع الفلسطينيين داخل الخط الأخضر مع الشعب الفلسطيني.

الجلسة الثانية: تقييم تطوّرات المواجهات فلسطينياً وإسرائيلياً

الورقة الأولى

 تقييم واقعي للمواجهات الميدانية ونتائجها خلال العامين الماضيين

د. هشام مغاري

تميزت المواجهات الفلسطينية– الإسرائيلية في العامين الأخيرين (2021، 2022) باتساع رقعة المواجهة وتنوع أشكالها، فيما عرف بـ "وحدة الساحات"؛ حيث امتدت لتشمل الفلسطينيين في قطاع غزة، والضفة الغربية، والقدس، والأراضي المحتلة عام 1948.

وتأتي هذه الورقة لتناقش واقع المواجهات الفلسطينية– الإسرائيلية خلال العامين الأخيرين (2021، 2022)، للتعرّف إلى دوافعها، وأساليبها، ونتائجها. في محاولة لفهم مستجداتها وما يميزها عن المواجهات في المراحل السابقة، بما يعين على ضبط مسارها وتصويبها، والتنبؤ بمستقلها. وقد استخدمت الدراسة "المنهج الوصفي التحليلي"، من خلال تتبّع ما أمكن من تفاصيل المواجهات بأشكالها المختلفة، وجمع ما أتيح من إحصاءات وبيانات عنها، وتحليلها بما يخدم أغراض الدراسة.

وقد أشارت الورقة إلى أن الانتهاكات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني شكلت دافعاً رئيساً، لتصاعد المواجهات الفلسطينية– الإسرائيلية، إضافة إلى الدافع الأساس المتمثل في الاحتلال ذاته، المخالف للقوانين والأعراف الدولية، وحق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال وتقرير المصير.

كما أوضحت ممارسة الفلسطينيين أساليب متعددة لمواجهة الاحتلال والتصدي لانتهاكاته، أهمها: المظاهرات والمسيرات والمواجهات الجماهيرية، والاعتصامات والوقفات الاحتجاجية، والسلاح الأبيض، وعمليات الدهس، القنص والكمائن باستخدام الأسلحة النارية.

وقد أكدت الورقة على ترتب عدد من الآثار على المواجهات الفلسطينية– الإسرائيلية تتعلق بعضها بالاحتلال الإسرائيلي، وبعضها بالفلسطينيين، أهمها: إنهاك المواجهات الفلسطينية الجيش الإسرائيلي، وإنهاء فكرة الحرب التقليدية الخاطفة، فلم تعد هناك جيوش كلاسيكية يمكن تطويقها وإبادتها، وحسم الحرب معها في ساعات أو أيام قليلة، هذا فيما يتعلق بالجانب الإسرائيلي. أما من الناحية الفلسطينية فقد ترتب على المواجهات ثبات نسبي في أعمال المقاومة عام 2022، وخلق حالة من الروح المعنوية التي بدأت تسري في أكثر من منطقة في الضفة، كما لم تعد السلطة الفلسطينية قادرة على السيطرة على بعض المناطق في الضفة الغربية، وهو ما يعني أن ضعف آثر التنسيق الأمني الذي يعد عاملاً رئيساً في قدرة الاحتلال على السيطرة على الضفة، وفي الوقت ذاته، سبباً مهماً في تعزيز العلاقة بين الاحتلال والسلطة.

وقد خلُصت الورقة إلى أن بقاء المقاومة على هذه المستوى من التنوع والتنامي، ينبئ بأن المستقبل سيشهد زيادة في وتيرة المقاومة، وتنوعاً في أساليبها، ودخول فصائل المقاومة إلى مسرح المقاومة بشكل أكثر وضوحاً. وهو ما يعني أن المقاومة هناك ستستمر، وتزداد من حيث القدرات، والتنوع، والانتشار.

الورقة الثانية

التقييم الإسرائيلي وفق الأدبيات الإسرائيلية لهذا التطوّر في المواجهات

أ‌.      عماد أبو عواد

يمثل استمرار الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي الكثير من التحديات أمام الاحتلال الإسرائيلي، كما تفتح حالة المواجهة المجال أمام الكثير من السيناريوهات المستقبلية.

وقد جاءت هذه الورقة لمناقشة مسارات المواجهة المفتوحة المستمرة ما بين الفلسطينيين والاحتلال، محاولة الخروج بأكثر السيناريوهات قرباً للتحقق في ظل المُعطيات على الأرض، وفي ظل غياب الثقل الإقليمي والدولي الذي من شأنه أن يؤثر على هذا المسار، وتراجع كبير لمركزية القضية الفلسطينية في المحافل الدولية والأهم اقليمياً بعد سلسلة التطبيع المجانية.

وقد أشارت الورقة إلى ثلاثة سيناريوهات فيما يتعلق بالمواجهة؛ استمرار حالة المواجهة في سياقها الحالي، والعودة إلى المفاوضات السياسية، والانزلاق نحو الدولة الواحدة.

وقد خلُصت الورقة إلى أن إسرائيل تتخبط بين مجموعة من الحلول الممكنة التي قد تؤدي ولو إلى هدوء مؤقت لفترة معينة من الزمن وصولاً إلى حلول ممكنة، حيث لا تستطيع إسرائيل إحياء عملية السلام وإعطاء الفلسطينيين دولة ولو بحدود أقلّ من تلك التي تم الاتفاق عليها في أوسلو، كما أنها تعتبر الانزلاق إلى دولة واحدة سيناريو كارثي، الأمر الذي يجعل من استمرار المواجهة وفق ماهيتها الحالية هو الخيار الأسلم بالنسبة لدولة الاحتلال.

أما بالنسبة إلى الضفة الغربية وغزة وكذلك الداخل المحتل، فقد أكدت الورقة على أن هنالك الكثير من صواعق الانفجار، والتي تنفجر في أحيان كثيرة بمسار غير مخطط له، أو بسلوك غير مدروس، ما سيضع المواجهة في فلسطين عموماً والضفة وغزة على وجه الخصوص أمام حقيقة أن ليس ثمة حل مرحلي سوى الاستمرار في المواجهة وانتظار نتائج مغايرة، بالرغم من سلوك الاحتلال القائم على التنكيل والعقوبات الجماعية، التهويد والاستيطان. 

انتهى،،


أعلى الصفحة

صور من الندوة

 
 
 
 
 

عودة إلى الصفحة الرئيسية

الدورات التدريبية

مجلـة دراســات شـرق أوسطيــة

جائزة البحث العلمي

رؤيتنا للمتغيرات

وثـائـــق

دراســـات

الدراسات الإسرائيلية

أرشيف النشرة الإخبارية

التداعيات القانونية والسياسية لانتهاء ولاية الرئيس الفلسطيني

السياسات العربية في التعامل مع الصراع العربي الإسرائيلي حتى عام 2015م

إصداراتنا



تقدير موقف الثورات العربية



ادارة المرحلة الانتقالية ما بعد الثورات العربية




مشاريع التغيير في المنطقة العربية ومستقبلها


المصالحـة الفلسطينيـة 2011

ما بعد التوقيع

 

مستقبل وسيناريوهات الصراع العربي- الإسرائيلي

معركـــة غزة ... تحول استراتيجي في المواجهة مع إسرائيل

احتمالات اندلاع الحرب في منطقة الشرق الأوسط 2010/2011

دراسة في الفكر السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس

العلاقات التركية- الإسرائيلية وتأثيرها على المنطقة العربية

 


حق عودة اللاجئين الفلسطينيين بين النظرية والتطبيق

إسرائيل ومستقبلها حتى عام2015م
تداعيات حصار غزة وفتح معبر رفح

اتجاهات التحول في توازن القوى السياسية والاجتماعية في الديمقراطية الأردنية


نحو توافق فلسطيني لتحريم الاقتتال الداخلي

الأزمة المالية الدولية وانعكاساتها

 

 

 

 

 

 

 

Designed by Computer & Internet Department in MESC.Latest update   November 22, 2014 15:22:11