الجلسة الرابعة: دور
الفكر والأيديولوجيا في إدارة الصراع خلال الفترة القادمة
2021-2030
رئيس الجلسة: د. أحمد سعيد نوفل- الأردنّ
الورقة الأولى
دور الفكر الوطني الفلسطيني الجامع في إدارة الصراع 2021-2030
أ. هاني المصري
يمكن تعريف أي صراع ينطلق وينتهي بأنه صراع وعي مقابل وعي،
وصراع إرادات، ويحسم من خلال القوة، وإيجاد التوازنات
الضرورية، وبالتالي يلعب الفكر دورًا مهمًا في أي صراع، فلا
تقدم في حركة التاريخ دون فكر، لكن الفكر دائمًا تاريخي، بمعنى
أنه ينتمي إلى تاريخ معين، ثم يخلي مكانه لفكر آخر جديد ينتمي
إلى زمن جديد، والفكر في حركته المتواصلة وفي تجدده الدائم هو
الأساس في حركة التاريخ، إنه سيد التاريخ.
تهدف
هذه الورقة إلى عرض دور الفكر الفلسطيني الجامع في إدارة
الصراع (2021-2030)، من خلال تشخيص الوضع الذي تعيشه القضية
الفلسطينية الآن، وتأثرها وتأثيرها على الأبعاد العربية
والإقليمية والدولية، والتطورات الفكرية التي شهدتها القضية
الفلسطينية في ظل تنافس تيارات عدة: الوطني، والقومي،
واليساري، والإسلامي.
مع الإشارة إلى نقاط الضعف والقوة والمخاطر والفرص، وإلى أين
يجب وممكن أن تصل القضية الفلسطينية، وكيف يمكن أن تحقق ما
تريد، أو على الأقل قطع الطريق على السيناريوهات الأكثر سوءًا
والسيئة من الآن وحتى العام 2030.
ولتحقيق الأهداف، لا بد من التركيز على إسرائيل وما يجري فيها
بوصفها تجسد المشروع الاستعماري العنصري الذي يستهدف فلسطين،
قضية وأرضًا وشعبًا، وما المآلات الحاصلة والمحتملة في ظل
هيمنة واضحة لليمين الإسرائيلي بمختلف تشكيلاته وأنواعه، ورؤية
مختلف المؤشرات والمتغيرات الفلسطينية والعربية والإقليمية والدولية
وآفاقها المستقبلية.
الفرضية الأساسية التي تطرحها الورقة وتحاول تفسيرها هي أن
فلسطين تمر بمأزق عميق، وتترتب عليه مخاطر وجودية، وله أسباب
وجذور عديدة وعميقة موضوعية وذاتية، وهي نتيجة تراكم أزمات في
القيادة والمشروع السياسي والمؤسسات ومكونات الحركة الوطنية
والفعل النضالي ... إلخ، وسيتوقف على كيفية فهم هذا المأزق
القدرة على تقديم المقترحات التي يمكن أن تساهم في تجاوزه، بما
يحقق أهداف الشعب الفلسطيني وحقوقه وأحلامه.
تحاول الورقة تبيان أن هناك إمكانية لتجاوز المأزق الذي تعيشه
القضية الفلسطينية في المدى الزمني مدار البحث (2021-2030)،
وذلك في حال توفر مستلزمات هذا المخرج، وهذا أمر لا يحدث من
تلقاء ذاته، بل بحاجة إلى رؤية وقيادة تضع إستراتيجيات مناسبة،
وتتحلى بالإرادة اللازمة، ووضع خطط عمل واقعية قابلة للتحقيق
على أساس تحقيق أقصى ما يمكن تحقيقه في كل مرحلة من دون فقدان
الأفق والهدف النهائي.
وتعرض الورقة أهم الدروس المستخلصة من تاريخ النضال الفلسطيني،
والمتغيرات الحاصلة، فلسطينيًا وإسرائيليًا وعربيًا وإقليميًا
ودوليًا، ومآلاتها، والسيناريوهات المحتملة، وكيفية الدفع
بالسيناريوهات المفضلة، ودرء السيناريوهات السيئة والأكثر
سوءًا.
أعلى الصفحة
الورقة الثانية
دور فكر تيار الإسلام السياسي في إدارة الصراع 2021-2030
أ. زكي بني ارشيد
يمكن رصد العديد من
العناصر التي تكشف خصوصية دور فكر تيار الإسلام السياسي في
إدارة الصراع ومواجهة المشروع الصهيوني، وبالعودة إلى الأدوار
التاريخية التي أنشاها الفكر السياسي للتيار الإسلامي يتضح وزن
الفعل المقاوم المنبثق عن الفكر والايدلوجيا الإسلامية في
التعبئة الإيمانية الجادة لحشد الموارد، وتحويل الأفكار
والمشاعر الدينية إلى مشاريع مقاومة ضد الإحتلال والاستعمار من
أجل نيل التحرر والاستقلال، وتلك حقيقة لم تغب يوماً عن مشهد
الصراع.
فالمرجعية الفكرية
للحركات الإسلامية تنص على خصوصيّة فلسطين الدينية وقداستها
وارتباطها بالعقيدة، والايدلوجيا،
وتؤكد بوضوح على الموقف من
المشروع الصهيوني وإدارة الصراع معه، باعتباره مشروعاً
استعماريّاً عنصريّاً إحلاليّاً خطيراً، يشكل تهديداً لأي
مشروع نهضة في العالم العربي والنهضة الإسلامية بشكل عام،
ووجوب العمل بجميع أشكاله وانواعه لإنهاء وحسم الصراع لإنجاز
التحرير والعودة والاستقلال، وفي كل المجالات ومنها.
على انه من المهم
الإشارة إلى أن التميز في دور الحركات الإسلامية المقاومة، لا
يتعلق فقط بموازين القوى العسكرية، ومجريات المعارك على الأرض
(دور حماس في الانتفاضات ومعارك غزة الأربع)، ولكنه متعلق
أيضاً بالشمول والتنوع على المستويات، الايدلوجية والفكرية
والسياسية والاجتماعية والاقتصادية ومقاومة التطبيع، بهدف
المحافظة على موقف وجداني شعبي يرفض الاستسلام للهزيمة، ويحلم
بحسم الصراع مع الاحتلال
وإنجاز التحرير والعودة والاستقلال، مع إدراك أهمية عدم
التسليم بالأمر الواقع، والرفض الشعبي لحالة الضعف ونتائج
الهزيمة، هو نقطة الانطلاق لاستمرار وديمومة المشاريع الفكرية
لإدارة الصراع.
على الرغم من الظروف
الراهنة التي تحيط بتيار الاسلام السياسي من حيث التوقيت
الاصعب في محاصرة الحركات الإسلامية واستهدافها والتضييق
عليها، استمر التيار في تحمل مسؤوليته تجاه الصراع مع المشروع
الصهيوني.
وبالتالي،
فإن استمرار دور الفكر السياسي الإسلامي مرهون بقدرته على بناء
التحالفات مع التيارات الوطنية والقومية في مواجهة المشروع
الصهيوني، وهذا يتطلب مرونة مشتركة من الجميع.
أعلى الصفحة
الورقة الثالثة
دور الفكر والأيديولوجيا القومية في إدارة الصراع 2021-2030
أ. معن بشور
تحدث الورقة عن الفكر والأيديولوجيا القومية واستراتيجية
مواجهة الصراع العربي الصهيوني، وأشارت أنه رغم تعدد المدارس
القومية العربية فإن أيّاً من مدارسها الرئيسية لم يتحدث عن
أيديولوجية قومية بل اعتبر ان المشروع القومي كمشروع نهضوي
وحدوي متاح لكل مؤمن به وباهدافه ايا تكن خلفيته الأيديولوجية
دينية او ليبرالية أو ماركسية.
وترى الورقة أن جوهر النظرة القومية العربية الى هذا الصراع
تنبع من أن وعد بلفور البريطاني الذي ارتكز اليه الصهاينة في
قيام كيانهم يتزامن مع اتفاقية سايكس– بيكو التي تولت تجزئة
الوطن العربي، فارتبط استعمار فلسطين الاحلالي الاقتلاعي
بتجزئة الوطن العربي الى دويلات مما يؤكد بالمقابل على تلازم
الوحدة مع التحرير.
لذلك تركز الفكر القومي بكل مدارسه على هذا الترابط، وكان شعار
"الوحدة طريق فلسطين " هو الشعار السائد في حركة النضال
العربي، لا سيّما بعد نكبة 1948، وجاءت الوحدة المصرية –
السورية عام 1956 لتتوج هذا النضال وتعزز الدعوة الى تلك
الفكرة .
غير ان نكسة الانفصال عام 1961، وما رافقها من انتكاسات لا
سيما في الصراعات البينية في الحركة القومية العربية، أعاد
صياغة الشعر بشكل مختلف فأصبح "فلسطين طريق الوحدة" لا سيّما
مع بروز انتصارات في اقطار محددة لا سيّما كانتصار الثورة
الجزائرية.
بين الشعارين ارتبكت الحركة القومية المعاصرة، التي كان الشعب
الفلسطيني عماد احزابها وتوجهاتها، ورفعت بعض المدارس القومية
شعاراً قومياً :" فلسطين طريق الوحدة والوحدة طريق فلسطين "
دون ان تحدد السبل العملية لترجمة هذه التوليفة بشكل عملي.
ومع الانتكاسة التي اصابت الحركة القومية العربية، ووصول أحزاب
قومية الى السلطة في أكثر من قطر، شاعت فكرة "الثورة في قطر
واحد" وارتكزت الى بناء دولة قطرية قوية تشكل قاعدة للتحرير،
متناسية ان أعداء الامة من مستعمرين وصهاينة وأدواتهما في
المنطقة، لن يسمحوا بقيام هذه الدولة القطرية القوية، فرأينا
ما رأينا في مصر والعراق والجزائر وسورية وصولاً الى ليبيا
واليمن.
وتؤكد الورقة ان الفكر القومي العربي المعاصر، بتوجهاته
الرئيسية الذي يمثله "المؤتمر القومي العربي" و "المؤتمر
القومي الإسلامي" و "المؤتمر العام للأحزاب العربية "
والمؤسسات المرتبطة بهم قد أكد على أن الاستراتيجية الأجدى في
مواجهة المشروع الصهيوني تكمن في التلازم بين المشروع النهضوي
العربي بعناصره الست: وهي الوحدة العربية، الديمقراطية،
الاستقلال الوطني والقومي، العدالة الاجتماعية، التنمية
المستقلة، والتجدد الحضاري، وبين مقاومة المشروع الاستعماري
الصهيوني، وهو ما يتطلب قيام كتلة تاريخية جامعة تقودها قيادة
واعية صلبة تعرف كيف تضع الأساليب والتكتيكات المناسبة في
الزمان والمكان، في خدمة الاستراتيجية الشاملة.
في هذا المجال تؤكد الورقة ان لتحقيق هذه الاستراتيجية عناوين
ثلاثة:
1-
وحدة الامة بأوسع صيغها، تضامن وتعاون، تنسيق ، تشبيك، وتبدأ
من التكامل على الصعيد الشعبي الى التكامل على الصعيد الرسمي.
2- اعتماد المقاومة، بكل اشكالها، لا سيما المقاومة المسلحة
طريقاً للتحرير كما لمواجهة المشروع الاستعماري – الصهيوني بكل
تجلياته.
3- مقاطعة العدو وداعميه، ومناهضة التطبيع لابقاء الكيان
المعادي معزولاً تمهيداً لإزالته.
وختمت الورقة بأن هذه العناوين الثلاثة تشكل اليوم جوهر الفكر
والعمل القومي المعاصر في المرحلة الحالية، وبالتالي يسعى
المؤمنون بهذا الفكر وبمشروعه النهضوي في انشاء الأطر والصيغ
النضالية في خدمته .
أعلى الصفحة
الجلسة الخامسة:
الرؤية
والتوقعات المحتملة في اتجاهات الصراع وأدواته فلسطينياً، خلال
الفترة القادمة 2021-2030
رئيس الجلسة: أ. ليلى خالد- الأردنّ
الورقة الأولى
الرؤية والتوقعات المحتملة في اتجاهات الصراع وأدواته فلسطينياً،
خلال الفترة القادمة 2021-2030
على المستوى السياسي- السلطة الفلسطينية
د. إياد أبو زنيط
تستعرض
الورقة المقدمة حول الرؤية التوقعات المحتملة في اتجاهات
الصراع وأدواته خلال الفترة ما بين 2021 وحتى 2030 وخاصة على
المستوى السياسي وما يتعلق بالسلطة الفلسطينية، جملةً من
المتغيرات التي تلعب دوراً مهماً في فهم الرؤية المتوقعة،
وتدور أبرز تلك المتغيرات حولَ قسمٍ مهمٍ منها يتصل بالاحتلال
الإسرائيلي، ويُستند في ذلك إلى طبيعة الاحتلال الذي يفكر
دائماً بقضية القلق الوجودي وما لها من انعكاساتٍ على تعنتِ
مواقفه من أي حل مستقبلي، فضلاً عن تكريسه لواقع جغرافي
وديمغرافي على الأرض الفلسطينية وتحديداً في الضفة ينتفي معه
إمكانية الحديث عن حل الدولتين وغيرها، فضلاً عن سعيه الدائم
إلى خلق مناطق نفوذ ومساحاتِ تحالف مع رأس المال، وهو ما يزيد
من التحديات أمام النظام السياسي (السلطة الفلسطينية)، خاصة مع
معاناتها من جملة من المتغيرات التي تؤثر عليها، والتي يتمحور
أبرزها في تبنيها لاستراتيجيةٍ واحدة في التعامل مع اسرائيل
وصرف النظر عن جدوى الاستراتيجيات الأخرى، وضعف الأداء الرسمي
للنظام، وتحالف المال مع السياسة في بناه وهياكله، بالإضافة
إلى غياب قوة حركة فتح المؤثرة، وحالة الانقسام السياسي
الحاصلة.
وتُجادل الورقة في أن الفترات القادمة تُعتبر مثلى لإسرائيل،
وصعبةً على الفلسطينيين، وأن أيَّ تحولاتٍ ممكنة سيقوم بها
النظام السياسي، تأتي بحكم الضرورة، التي تفرض لزاماً عليه
القيام بها، خوفاً على نفسه من التلاشي، وتتوقع الورقة
اصطداماً فلسطينياً داخلياً في حالة شغور منصب الرئيس ووجود
فراغ دستوري، لم يُغطى حتى اللحظة، وإنما يخضع لتنافس مواقع
القوى والنفوذ داخل النظام السياسي.
أعلى الصفحة
الورقة الثانية
الرؤية والتوقعات المحتملة في اتجاهات الصراع وأدواته
فلسطينياً، خلال الفترة القادمة 2021-2030
على المستوى السياسي- فصائل المقاومة
د. عمر رحّال
تناولت الدراسة الرؤية والتوقعات المحتملة في اتجاهات الصراع
وأدواته فلسطينياً خلال الفترة القادمة 2021 – 2031 على
المستوى السياسي من منظور فصائل المقاومة عبر العديد من
المحاور الأساسية والفرعية، إذ تضمنت عناوين الدراسة:
المعادلة الفلسطينية– الإسرائيلية ومكان فصائل المقاومة فيها،
والنظام السياسي: أزمات متوالية وشرعية منقوصة والذي حاول
قراءة أزمة النظام السياسي الفلسطيني الرسمي منذ التأسيس،
والسياقات السياسية والميدانية التي مهدت للعدوان على قطاع غزة
حيث تركز فصائل المقاومة، ومحاولة الترويض للفصائل المقاومة
على خطى منظمة التحرير الفلسطينية وضرورة تجنب الفشل . ثم
انتقلت الدراسة لقراءة الأداء السياسي لفصائل المقاومة في
المستقبل وعلاقة المقاومة بالأطراف ذات العلاقة سواء على
المستوى العربي والإسلامي أو الإسرائيلي أو الدولي والإقليمي،
كما تطرقت الدراسة إلى دور فصائل المقاومة ومهامها في إعادة
بناء المشروع الوطني وقدمت أربعة عناوين فرعية تحت هذا العنوان
الرئيسي: مؤتمر إنقاذ وطني: وتسليم مفاتيح السلطة للأمم
المتحدة، وإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية والاتفاق
على البرنامج الوطني، التحلل من اتفاق أوسلو، وبرتوكول باريس
الاقتصادي، تقديم رؤية وإستراتيجية جديدة: الاستفادة من
التجربة، وانتقلت الدراسة بعد ذلك لتناول المكاسب السياسية
للمقاومة وآليات البناء عليها في المستقبل. ختمت الدراسة
بثلاثة سيناريوهات استشرافية : السيناريو الأول: بقاء الوضع
كما هو عليه، أو السيناريو الثاني: شبه دولة "أقل من دولة
وأكثر من حكم ذاتي"، أو السيناريو الثالث: التحرير والخلاص
الوطني، وقدمت الدراسة مجموعة من التوصيات أبرزها : اتفاق
فصائل المقاومة على برنامج وطني شامل يشكل رؤية لتجسيد المشروع
الوطني ولإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، ضرورة تأكيد فصائل
المقاومة على أن الدولة الفلسطينية المدنية (المستقبلية)، هي
دولة لكل مواطنيها وأنها ستكون ملتزمة بالحقوق والحريات،
وإصلاح أوضاع المؤسسات الوطنية الفلسطينية وفي مقدمتها منظمة
التحرير الفلسطينية بحيث تشكل إطاراً وطنياً جامعاً لكل القوى
الفصائلية والحزبية والمدنية بما يعيد الاعتبار لهذه الأطر،
وإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الداخلية،بتجاوز حالة التشخيص
والذهاب مباشرةً إلى استعادة الوحدة الوطنية، والتحلل من
الاتفاقيات مع الاحتلال.
أعلى الصفحة
الورقة الثالثة
الرؤية والتوقعات المحتملة في اتجاهات الصراع وأدواته فلسطينياً،
خلال الفترة القادمة 2021-2030
على المستوى السياسي- فصائل المقاومة
أ. سامي خاطر
إن
مشاريع التسوية التي طرحت منذ قيام دولة الاحتلال كان هدفها
التمكين لهذا الاحتلال، واستيعاب تطوراته، وليس تطبيق مشروع
سالم حقيقي يقوم على العدل والإنصاف. والخلاصة التي توضحت خلال
فترة العقد الماضي من الصراع أن العدو مهما كان متفوقا في
سلاحه وإمكاناته، لكنه يمكن من خلال المقاومة تحجيمه وتحقيق
انتصارات متعددة عليه تضطره مع الزمن، للتجاوب مع مطالب الشعب
ولو بالحد الأدنى المعترف به دولياً.
ولذلك، فإن وضوح الرؤية في التعامل مع الاحتلال الاسرائيلي
خلال العقد القادم يعتبر أمرا حيوياً وضرورياً، فلابد أن
تتكاتف الجهود من أجل التوصل إليها، وتحويلها إلى برنامج عمل
تتم إدارته استناداً لهذه الرؤية وحجم طبيعة التغيرات المتوقعة
خلال هذه الفترة. ومن هذه التغيرات على الصعيد الداخلي
الإسرائيلي، فهناك بداية تصدع داخلي، وغياب القيادات التاريخية
أو الكاريزمية، السياسية أو الأمنية ونزوع المجتمع الصهيوني
نحو اليمين. أما على صعيد الوضع الدولي والإقليمي، تظهر بداية
تشكيلات دولية أو إقليمية، قد تسمح في نهاية العقد للحصول على
المزيد من الدعم للمشروع الفلسطيني في التحرر وتقرير المصير
على الاقل بالحد االدنى الأراضي المحتلة عام ١٩٦٧ واقامة
الدولة الفلسطينية المستقلة فيها.
تقوم الرؤية المقترحة على أن يكون العامل الأساس فيها هو مسار
المقاومة الشاملة للاحتلال حتى انهائه وتمتع الشعب الفلسطيني
بحق تقرير المصير من غير شرط أو قيد، وأن تبني قيادته السياسية
والميدانية استراتيجيتها على هذا الأساس. وأن تكون هذه القيادة
منبثقة من إرادة الشعب الفلسطيني وتمثيله على أسس ديمقراطية
يشارك فيها الجميع دون شروط مسبقة أو قيود على الرؤى والمواقف
السياسية.
وآية
نجاح هذه الرؤية في إنجاز حقوق شعبنا الفلسطيني، أن تلتزم
المواقف والسياسات خلال مسيرة الصراع مع وعدم الرضوخ للشروط
والإملاءات الظالمة التي غالباً التي غالباً ما تتلبس بالممكن
ومراعاة الشرعية الدولية التي لها وعليها فيما يتعلق بالقضية
الفلسطينية.
أعلى الصفحة
الورقة الرابعة
الرؤية والتوقعات المحتملة في اتجاهات الصراع وأدواته فلسطينياً،
خلال الفترة القادمة 2021-2030
على المستوى الميداني- العسكري والأمني
د. هشام المغاري
هدفت هذه الورقة إلى
التنبؤ بما يمكن أن يؤول إليه الصراع الميداني، عسكرياً
وأمنياً، خلال الفترة (2022 – 2030). وقد استخدمت المنهج
الوصفي التحليلي لاستعراض تطور الأداء العسكري والأمني خلال
المراحل السابقة، فضلاً عن محاولة تحليل البيئة الاستراتيجية
(محلياً، وصهيونياً، وإقليمياً، ودولياً)، كما استخدمت تقنية
العصف الذهني، بتنظيم جلستين ضمّتا (7) خبراء في هذا المجال.
وبيّنت الورقة أن الأداء العسكري والأمني في قطاع غزة واصل
تصاعده، من حيث تراكم القوة، وتطور الاستراتيجيات والتكتيكات
العسكرية والأمنية، في حين شهد تراجعاً ملحوظاً في الضفة
الغربية، بفعل ملاحقة المقاومة، والتنسيق الأمني بين السلطة
الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، إلا في حالات قليلة غلب
عليها الطابع الفردي. ولم يشهد العمل العسكري والأمني أي نشاط
يذكر في الأراضي المحتلة عام 1948م، أو انطلاقاً من خارج
فلسطين. وقد توقعت الورقة ثلاثة سيناريوهات: الأول: استمرار
تصاعد القدرات العسكرية والأمنية للمقاومة في قطاع غزة،
وبقاءها على حالها في باقي المناطق. والثاني: تعرّض قطاع غزة
لضربة عسكرية قوية من الاحتلال بغطاء دولي وإقليمي يؤدي إلى
تفكيك المقاومة في القطاع، وتراجع أداءها، مع بقاء الأمر على
حاله في الضفة، والأراضي المحتلة عام 1948، أو انطلاقاً من
الخارج. وقد رجّحت الورقة السيناريو الثالث، وهو: استمرار
تصاعد القدرات العسكرية والأمنية في القطاع، وزيادة وتيرتها في
الضفة.
أعلى الصفحة
الجلسة السادسة:
الرؤية
والتوقعات المحتملة في اتجاهات الصراع وأدواته عربياً ودولياً،
خلال الفترة القادمة 2021-2030
رئيس الجلسة: د. محمد أبو حمور- الأردنّ
الورقة الأولى
الرؤية والتوقعات المحتملة في اتجاهات الصراع وأدواته عربياً
ودولياً، خلال الفترة القادمة 2021-2030
على المستوى العربي الرسمي
د. حسن المومني
الصراع العربي الاسرائيلي من الصراعات الطويلة والمعقدة التي
اتبعت فيها الاطراف المعنية مواقف عكستها استراتيجيات متعددة
لادارة هذا الصراع سواء في سياق الانخراط في الجهود السلمية او
الحروب والمواجهات التي اندلعت منذ عام 1948. وفي السياق
الجمعي العربي الرسمي الممثل في الجامعة العربية كانت قررات
القمم العربية والامم المتحدة هي التي تحكم الموقف الرسمي .
لكن على المستوى الفردي كان ومازال هنالك تفاوت في
الاستراتيجيات والمواقف في التعاطي مع إسرائيل خاصة في الطرق
والوسائل. فشهدنا عبر تاريخ الصراع اتفاقات وتفاهمات منفردة
منذ سبعينيات القرن الماضي تطورت لعملية سلمية كبرى في
تسعينيات القرن الماضي حيث اصبح السلام خيارا استراتيجيا
للموقف العربي الرسمي وبنفس الوقت شهدنا اطراف استمرت في
المقاومة كنهج وبسياق استراتيجيات مختلفة . منذ عام 2002 حكمت
مبادرة السلام العربي الموقف الرسمي والتي صاحبتها كثير من
التطورات الجيوسياسية في المنطقة والعالم مما ادى الى تبدل
الاولويات العربية وبدورها اثرت سلبا على القضية الفلسطينية .
واخذين بعين الاعتبار حالة الانقسام والضعف وتبدل الاولويات في
الحالة العربية وموجة التطبيع والعلاقات مع إسرائيل و
المصحوبة ايضا بنزعة تغيرية تعصف بالعالم وتبدل ايضا اولوياتة
فلا اتوقع ان يكون هنالك تغييرا جوهريا في الموقف الرسمي
العربي باتجاة مقاومة إسرائيل وانما سوف يستمر في مسالة
المراهنة على العملية السلمية وقد تشهد تطورات لاحقة في مسالة
التطبيع. طبعا هنالك اطراف سوف تستمر في مسالة المقاومة
الممزوجة بالمناورات السياسة والدبلوماسية.
أعلى الصفحة
الورقة الثانية
الرؤية والتوقعات المحتملة في اتجاهات الصراع وأدواته عربياً
ودولياً، خلال الفترة القادمة 2021-2030
على المستوى الأمني والعسكري العربي- دول الطوق
د. واصف عريقات
تقديرات وتقارير مراكز الابحاث والمؤتمرات تشير الى ان الكيان
الصهيوني وما آلت اليه نتائج اعتداءاته السابقة سيلجأ الى
التغيير في اساليب حروبه وتطوير دفاعاته، ويرسم الخطط المرنة
القابلة للتطبيق والتعديل لتتلائم والمناخات والتحولات الدولية
والتوتر السائد بينها وما يجري من استفزازات قد تتطور لمواجهات
وحروب تشغل حلفاء الكيان عنه وخاصة امريكا.
ومن ابرز هذه المناخات:
·
توتر العلاقة بين امريكا والصين وتحالف امريكا وبريطانيا
واستراليا (اووكس) لمواجهتها ومن يدعمها وتحشيد دول أخرى ضد
الصين كالهند واليابان وغيرها.
·
تنامي الخلافات الروسية الامريكية (الامن، جورجيا، اوكرانيا،
بلاروسيا) وتحريك الجبهة الاوروبية ضدها.
·
تصدعات في الاتحاد الاوروبي وتراجع في العلاقات الامريكية
الاوروبية .
·
التوتر الامريكي الايراني والخلاف حول مشروع ايران النووي
وتصنيع الصواريخ، وتشكيل حلف المقاومة.
·
رفض امريكي صهيوني للوجود الايراني في الاراضي السورية،
والاستعداد لحرب الجبهات.
·
مفاوضات سد النهضة والامن القومي العربي؟ ( الخطر الفني
والانشائي؟) .
ومن المتوقع على الصعيد الدولي أن تسود الدول الكبرى علاقات
متوترة واوضاع اقتصادية (جائحة كورونا) شبيهة لظروف ما قبل
الحربين العالميتين الاولى والثانية تنذر بالحرب الباردة،
يرافقها نزعات الهيمنة وعلاقات غير ثابتة وعالم بلا ضوابط، مما
ادى الى التصرف باستخفاف وعدوانية، وكانت النتيجة انسحاب اقوى
دولة في العالم امام تنظيم ومجموعات، ربما يشكل هذا درسا وعبرة
ويضع حدا لاستخدام القوة وحدودا للتدخل في الشؤون الداخلية، ما
يساهم في استقرار المنطقة وانهاء النزاعات، وتأثر دول الطوق
بها ايجابا، ويضعف الكيان الصهيوني.
أما التوقعات على الصعيد العربي والفلسطيني فيبقى الكيان
الصهيوني الجسم الغريب وعنصر التفجير في المنطقة لما يحمله من
طموحات ومخططات
يواصل تنفيذها عبر الوسائل التالية التي تؤدي الى التصعيد:
·
الضغط على الشعب الفلسطيني بوتيرة اعلى وبالوسائل كافة، خاصة
المعتقلين، والمستوطنات والمستوطنين، وتهويد القدس والاعتداء
على المقدسات.
·
مواصلة الاعتداءات على قطاع غزة بنمط معركة بين الحروب.
·
تدحرج الامور الى اكبر من معركة واقل من حرب تؤدي الى خلق
مناخ مقاوم، وتهيئة الاجواء لانهاء الانقسام الفلسطيني.
·
استمرار الكيان بتهديد لبنان.
·
توريط بعض العرب (المطبعين) وزجهم في نزاعات عسكرية ومعارك
لحماية وجود الكيان تحت ذريعة امن المنطقة.
هو ما يحمل العرب الرافضين للاحتلال عبئا اضافيا، ويملي على
دول الطوق التحضير المسبق وتفعيل العمل العربي المشترك وبناء
استراتيجية أمن مشترك وقدرات عربية تتناسب وحجم المخاطر، تشكل
عامل ردع للعبث الصهيوني، وتحويل التهديدات الى فرص وحلول على
قاعدة ان استقرار العالم العربي يكمن بقدرته على احداث توازن
استراتيجي مع الكيان الصهيوني واسترداد هيبة جيوشه، واحياء
عقيدة قتاله، ومشاركة جماهيرية، انطلاقا من ان مقاومة الاحتلال
اقل تكلفة من مهادنته، وهذا ان تم يقصر الطريق نحو دعم
المقاومة.
مضى الزمن الذي كان فيه الكيان يهدد ويخطط وينفذ، وأصبح العمل
العسكري مكلفا وهو يشعر بخطر حقيقي على وجوده، لكنه ارتكب
حماقات في الماضي ونفذ مغامرات عسكرية كثيرة واحتمال تكرارها
وارد رغم خسارته لها وفي كل الميادين.
أعلى الصفحة
الورقة الثالثة
الرؤية والتوقعات المحتملة في اتجاهات الصراع وأدواته عربياً
ودولياً، خلال الفترة القادمة 2021-2030
على المستوى الشعبي العربي
د. فاروق طيفور
تناولت الدراسة الرؤية والتوقعات المحتملة في اتجاهات الصراع
وأدواته فلسطينياً خلال الفترة القادمة 2021 – 2031 على
المستوى السياسي من منظور فصائل المقاومة عبر العديد من
المحاور الأساسية والفرعية، إذ تضمنت عناوين الدراسة:
المعادلة الفلسطينية– الإسرائيلية ومكان فصائل المقاومة فيها،
والنظام السياسي: أزمات متوالية وشرعية منقوصة والذي حاول
قراءة أزمة النظام السياسي الفلسطيني الرسمي منذ التأسيس،
والسياقات السياسية والميدانية التي مهدت للعدوان على قطاع غزة
حيث تركز فصائل المقاومة، ومحاولة الترويض للفصائل المقاومة
على خطى منظمة التحرير الفلسطينية وضرورة تجنب الفشل. ثم
انتقلت الدراسة لقراءة الأداء السياسي لفصائل المقاومة في
المستقبل وعلاقة المقاومة بالأطراف ذات العلاقة سواء على
المستوى العربي والإسلامي أو الإسرائيلي أو الدولي والإقليمي،
كما تطرقت الدراسة إلى دور فصائل المقاومة ومهامها في إعادة
بناء المشروع الوطني وقدمت أربعة عناوين فرعية تحت هذا العنوان
الرئيسي: مؤتمر إنقاذ وطني: وتسليم مفاتيح السلطة للأمم
المتحدة، وإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية والاتفاق
على البرنامج الوطني، التحلل من اتفاق أوسلو، وبرتوكول باريس
الاقتصادي، تقديم رؤية وإستراتيجية جديدة : الاستفادة من
التجربة، وانتقلت الدراسة بعد ذلك لتناول المكاسب السياسية
للمقاومة وآليات البناء عليها في المستقبل.
ختمت الدراسة بثلاثة سيناريوهات استشرافية: السيناريو الأول:
بقاء الوضع كما هو عليه، أو السيناريو الثاني: شبه دولة "أقل
من دولة وأكثر من حكم ذاتي"، أو السيناريو الثالث: التحرير
والخلاص الوطني، وقدمت الدراسة مجموعة من التوصيات أبرزها:
اتفاق فصائل المقاومة على برنامج وطني شامل يشكل رؤية لتجسيد
المشروع الوطني ولإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، ضرورة
تأكيد فصائل المقاومة على أن الدولة الفلسطينية المدنية
(المستقبلية)، هي دولة لكل مواطنيها وأنها ستكون ملتزمة
بالحقوق والحريات، وإصلاح أوضاع المؤسسات الوطنية الفلسطينية
وفي مقدمتها منظمة التحرير الفلسطينية بحيث تشكل إطاراً وطنياً
جامعاً لكل القوى الفصائلية والحزبية والمدنية بما يعيد
الاعتبار لهذه الأطر، وإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة
الداخلية،بتجاوز حالة التشخيص والذهاب مباشرةً إلى استعادة
الوحدة الوطنية، والتحلل من الاتفاقيات مع الاحتلال.
أعلى الصفحة
الورقة الرابعة
الرؤية والتوقعات المحتملة في اتجاهات الصراع وأدواته عربياً
ودولياً، خلال الفترة القادمة 2021-2030
على المستوى الدولي- شعبياً
د. أسامة أبو ارشيد
في شهر أيار/ مايو الماضي تفاجأ كثير من المهتمين بالقضية
الفلسطينية بحجم التعاطف الدولي الشعبي، خصوصاً في الولايات
المتحدة الأميركية، مع الفلسطينيين خلال العدوان الصهيوني على
قطاع غزة والذي جاء في أعقاب أسابيع من الاعتداءات المتكررة
على المسجد الأقصى ومساعي التهجير القسري لسكان حي الشيخ جراح
في المدينة القديمة في القدس الشرقية من منازلهم. كثيرون
تساءلوا عن خلفية هذه التحولات ودرجة استقرارها، وما إذا كانت
آنية مدفوعة بالفظائع التي ارتكبتها الآلة العسكرية والعنصرية
الوحشية الإسرائيلية أم أن الأمر يؤشر إلى متغيرات أعمق وأبعد
مدى.
في هذه الورقة سنحاول شرح طبيعة وعمق التحولات الشعبية الدولية
تجاه القضية الفلسطينية، خلفياتها، أبعادها، آفاقها، وكيف
يمكننا البناء على الإيجابي منها وتطويره، وكيف يمكننا أن نغير
السلبي منها، أو على الأقل تقليص آثاره وتداعياته، والتحديات
التي تعترض هذه المساعي. كما ستقدم الورقة بعض المقترحات
العامة في مخاطبة الرأي العام العالمي ومحاولة التأثير فيه في
أفق تفكيك تلك الهالة الأخلاقية الزائفة التي تزعمها إسرائيل،
وفضح الصهيونية كحركة فاشية عنصرية كولونيالية تمثل امتداداً
للمشروع الكولونيالي الغربي الذي لم يتردد تاريخياً في ممارسة
الإبادة بأشكالها المختلفة، إنسانياً وثقافياً وحضارياً. ولا
تسقط هذه الورقة في وَهْمِ ادعاء أن حرب الأفكار مع المشروع
الصهيوني قد حسمت لصالح الحق الفلسطيني،
فلا زال هناك طريق طويل، خصوصاً في ظل موجات التطبيع الفلسطيني
والعربي والإسلامي الرسمي المدانة مع إسرائيل. إلا أن هذا لا
يمنع من القول إن ثمَّة تغيرات حقيقية على بعض الصعد الشعبية،
بل وحتى الرسمية الدولية، التي تعطي دافعاً للتفاؤل ومضاعفة
العمل وبذل مزيد من الجهود الواعية.
أعلى الصفحة
الجلسة السابعة:
ملامح
رؤية استراتيجية عربية جديدة للتعامل مع الصراع العربي-
الإسرائيلي ومواجهة المشروع الصهيوني
رئيس الجلسة: أ. محمود ارديسات- الأردنّ
ستقدم الورقة كاملة في الندوة
أعلى الصفحة |