ملخصات أوراق العمل
الجلسة الأولى:
التحولات في العلاقات العربية- الإسرائيلية (وصفها ودوافعها
وبيئتها)
الورقة الأولى
التحولات في العلاقات العربية- الإسرائيلية... (1)
د. مصطفى عثمان- وزير الخارجية السوداني الأسبق
تميزت العلاقات العربية– الإسرائيلية في الفترة 2015-2020 بتحولات كبيرة لم
يحدث لها مثيل من حيث السرعة والتأثير والعلنية منذ بداية الصراع العربي-
الإسرائيلي قبل أكثر من سبعين عاماً. فحدوث اختراقات محدودة في جدار العمود
العربي قبل هذا التاريخ لم يكن خافياً علي أحد، مستفيداً من الانقسام
الفلسطيني والتشتت والتمزق العربي والتراجع الإقليمي والدعم اللامحدود الذي
تقدمه الولايات المتحدة لدولة إسرائيل، وصعود اليمين الإسرائيلي المتطرف
الي الحكم في إسرائيل. حتي اتفاقيات كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل ووادي
عربه مع الأردن واوسلو مع منظمة التحرير الفلسطينية لم تتعدي علاقات فاترة
بين الحكومات لم تمتد الي الشعوب ولم تؤثر أو تعدل في المواقف القوية
لمؤسسات العمل العربي المشترك وعلي رأسها مؤسسة الجامعة العربية التي عجزت
لأول مرة خلال هذا العام ان تدين التطبيع مع إسرائيل وان تعيد المواقف التي
تشكل الاجتماع العربي.
وقد جاءت هذه الورقة لاستعراض أهم هذه التحولات في العلاقات العربية-
الإسرائيلية التي حدثت في الفترة من2015-2020 وكيفية توصيف هذه التحولات
والدوافع وراءها. إضافة إلى تحليل البيئة المحلية والإقليمية والدولية التي
حدثت فيها هذه التحولات وتأثيراتها عليها, واستشراف المستقبل لهذه التحولات
من حيث استمرارها واتساعها أو توقفها وانحسارها.
وقد أشارت الورقة إلى أن مواقف الدول العربية انقسمت فيما يخص التطبيع مع
إسرائيل الي ثلاثة مجموعات؛ مجموعة اندفعت نحو التطبيع غير عائبة
بالانتقادات التي وجهت اليها سواء من الجانب الفلسطيني او من قطاع واسع من
الشعوب العربية, وتوجت هذا الاندفاع بتطبيع العلاقات السياسية والدبلوماسية
بينها وبين إسرائيل. مجموعة ثانية خطت خطوات في علاقاتها مع إسرائيل بتكرار
الزيارات واللقاءات بعضها سرية واخري علنية وفتحت الأجواء لعبور الطائرات
الإسرائيلية والمشاركة في بعض المناشط الرياضية والاقتصادية لكنها لم تصل
لمرحلة تطبيع العلاقات السياسية والدبلوماسية. ومجموعة ثالثة ما زالت ثابتة
في مواقفها المتمثلة في الالتزام بالمبادرة العربية رافضة للتطبيع قبل
معالجة القضية الفلسطينية حسب القرارات الدولية الداعية لحل الدولتين.
كما خلصت الورقة إلى أن ثمة خمس عوامل رئيسية ساهمت في هذه التحولات
الكبيرة وهي: وصول اليمين الإسرائيلي المتطرف للسلطة في إسرائيل بقيادة
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووصول الحزب الجمهوري للسلطة في الولايات
المتحدة بقيادة الرئيس دونالد ترمب، كما أن اعتبار الولايات المتحدة حليفاً
ضد إيران وتدخلاتها في المنطقة العربية دعا بعض الدول إلى كسب رضا الولايات
المتحدة عن طريق التطبيع مع إسرائيل، إضافة إلى حالة الانقسام الفلسطيني،
والتشتت العربي.
كما توقعت الورقة بان البيئة الموجودة حالياً عربياً وإقليمياً ودولياً تدع
باتجاه المزيد من التحولات الكبيرة في سياسات الدول العربية نحو إسرائيل،
في حال لم يتم توحيد الانقسام الفلسطيني، والخروج بمشروع عربي واستراتيجية
عربية جديدة للتعامل مع الصراع العربي- الإسرائيلي.
أعلى الصفحة
الورقة الثانية
التحولات في العلاقات العربية- الإسرائيلية... (2)
د. حسن المومني- أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأردنية
أشارت الورقة في بدايتها إلى أهمية تعزيز الوحدة الوطنية، وبناء الدولة
القوية، وما لذلك من دور أساسي في إدارة الصراع مع العدو الصهيوني، وتجاوز
سلبيات التحولات الجارية في العلاقات العربية مع إسرائيل، كما تؤكد الورقة
عدم إمكانية تناول هذه التحولات من منظور واحد، فالأطراف العربية متعددة
ومتباينة في موقفها من العلاقات مع إسرائيل سلماً وحرباً.
وبالحديث عن دوافع التحولات في العلاقات العربية- الإسرائيلية خلال الفترة
2015- 2020، ترى الورقة أن معظم هذه الدوافع جاءت من خارج الصراع العربي-
الإسرائيلي، وأبرزها شيوعُ الاعتقاد لدى بعض النخب العربية الحاكمة،
وبالأخص الجديدة منها، بأنّ إسرائيل طرف يمكن الاعتماد عليه في العلاقة مع
الولايات المتحدة الأمريكية، وبقدرتها على تقديم بعض الخدمات في المجالات
التكنولوجية، وهو ما ترى الورقة أنه يتنافى بشكل واضح مع طبيعة المشروع
الصهيوني الرامي إلى فرض القيود على الدول العربية وتأخير تقدّمها لإتاحة
المجال لإسرائيل بأن تكون القوة الإقليمية المهيمنة على باقي دول المنطقة.
وتختتم الورقة بالتأكيد على أن الدول العربية، والأردن على وجه الخصوص،
ستواجه تحديات مضاعفة جراء التوسع في مسار التطبيع الحالي، وأن التغيرات
الجارية في النخب العربية الحاكمة ستكون عاملاً مهماً في هذه التحولات وما
ستؤول إليه.
أعلى الصفحة
الجلسة الثانية:
تداعيات التحولات في العلاقات العربية- الإسرائيلية على الأمن
العربي والقضية الفلسطينية
الورقة الأولى
تداعيات التحولات في العلاقات العربية- الإسرائيلية على الأمن
العربي
د. حسن نافعة- أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة
يرتبط مفهوما "الأمن العربي" و"القضية الفلسطينية" بعلاقة عضوية يمكن النظر
إلى طبيعتها من زاويتين: الأولى ما ترمز إليه إسرائيل كمصدر تهديد لأمن
الدول والشعوب العربية كلها وليس فقط لأمن الشعب الفلسطيني وحده، باعتبارها
دولة غاصبة مرتبطة بالاستعمار، وذات أيديولوجية توسعية، والثانية ما ترمز
إليه القضية الفلسطينية، باعتبارها أرضاً عربية مهددة ثم مغتصبة، وتحوّلها
إلى قضية "قومية" لا يجوز لأي دولة عربية منفردة أن تتعامل معها إلا في
الإطار الذي تحدده جامعة الدول العربية.
تستعرض الورقة التحولات الجارية في العلاقات العربية- الإسرائيلية وتضعها
في سياق موجتَين سابقتَين من موجات تطبيع العلاقات بين الدول العربية
وإسرائيل، بدأت الأولى في عهد الرئيس أنور السادات عام 1977، بينما بدأت
الثانية باتفاقيتَي أوسلو عام 1993 ووادي عربة عام 1994، في الوقت الذي
يشكّل فيه تطبيع دولتَي الإمارات والبحرين بداية موجة ثالثة من هذه
التحولات قد تمتد إلى دول عربية أخرى. ومع التشابه الحاصل بين الموجة
الحالية والموجتين السابقتين في بعض الجوانب، إلا أن هذه الموجة تختلف عن
سابقتَيها في نقاط أساسية أهمها أنها تتم مع دول عربية تقع خارج "دول
الطوق"، وأنها تتم في وقت يبدو فيه النظام العربي الرسمي في أضعف حالاته،
وفي حالة سيولة كاملة، ويفتقر للقيادة سواء كانت فردية أم جماعية، إضافة
إلى أنها تبدو مدفوعة بعوامل أخرى غير البحث عن سلام ينهي حالة حرب قائمة،
أو حتى لتشجيع إسرائيل على تبني مواقف أكثر مرونة في موضوع التسوية، لذلك
يبدو أن هذه الموجة تعكس رغبة في إبرام حلف عسكري في مواجهة إيران، أكثر من
كونها تعكس حرصاً على إبرام معاهدة سلام بين دولتين متصارعتين.
ويُتوقّع انطلاقاً من ذلك
أن يكون لهذه الموجة من التطبيع آثار على أمن النظام العربي، بمختلف أبعاده
السياسية والعسكرية والاقتصادية والفكرية، تبدو مختلفة نوعياً عن تلك التي
خلّفتها الموجتين الأولى والثانية. فعلى الصعيد السياسي: يتوقع أن تؤدي إلى
مزيد من التعنت الإسرائيلي تجاه شروط التسوية، وأن تساعد على مزيد من تحييد
القضية الفلسطينية كمحدد للعلاقات العربية- الإسرائيلية، وأن تدفع النظام
العربي إلى مزيد من الانقسامات والانهيارات بصورة أكبر مما هو عليه الآن.
وعلى الصعيد الأمني والعسكري: تؤشر التحولات الجارية بشكل واضح إلى أن
دولاً عربية أصبحت ترى في إيران، وليس إسرائيل، الخطر الأكبر على أمنها
الوطني ومن ثم باتت مستعدة للتحالف العسكري مع إسرائيل، ما يشكّل انقلاباً
كاملاً للمعادلات العسكرية والأمنية والاستراتيجية في المنطقة، خاصة أن
إيران ستجد في هذه الخطوة استفزازا كبيرا لها، ما يفتح المجال لزيادة
التوتر بين إيران والدول العربية. وعلى الصعيد الاقتصادي: يتوقع أن يكون
للتحولات الجارية تداعيات بالغة الخطورة على النظام الاقتصادي العربي ككل،
وعلى الاقتصاد الخليجي بصفة خاصة، لأن قدرة الاقتصاد الإسرائيلي على اختراق
بنى وهياكل اقتصاد الدول المطبّعة أكبر بكثير من قدرة اقتصاد هذه الدول على
اختراق بنى وهياكل الاقتصاد الإسرائيلي، ولأنّ تنامي العلاقات الاقتصادية
بين إسرائيل وهذه الدول يمكن أن يشكل عقبة أو يضع المزيد من العراقيل أمام
عملية التكامل الاقتصادي في العالم العربي. وعلى الصعيد الثقافي والفكري
والأيديولوجي: يمكن للتحولات الجارية أن تؤثر تأثيراً سلبياً كبيراً على
النسق العَقَدي للنظام العربي، بل وقد تضرب فكرة العروبة في الصميم وتؤدي
إلى تهميشها تماماً، خاصة مع ما هيّأته من بيئة للترويج الإعلامي لأفكار
تناقض كل أو معظم الأفكار العروبية التي سادت في المنطقة لأكثر من سبعين
عاماً.
أعلى الصفحة
الورقة الثانية
تداعيات التحولات في العلاقات العربية- الإسرائيلية على القضية
الفلسطينية... (1)
د. أحمد سعيد نوفل - أستاذ العلوم السياسية،
وعضو الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج
افتتحت الورقة بالتأكيد على جملة من الأفكار حول التحولات في العلاقات
العربية- الإسرائيلية أبرزها أن الدعم العربي للقضية الفلسطينية منذ نشأتها
كان نابعاً من فهم العرب أن المشروع الصهيوني موجه ضدّ الأمة العربية ككل
وليس ضد الفلسطينيين وحدهم، وبناء على ذلك فإن التطبيع الجاري اليوم ليس من
الممكن أن يصبّ في مصلحة الدول العربية، فضلاً عن أن يكون ذا عائد إيجابي
على القضية الفلسطينية.
كما أكّدت الورقة على أن الظروف المحيطة بالتحولات الجارية تدلّ على شدّة
خطورتها، فهي تأتي في ظل اشتداد انقسام البيت العربي الرسمي، وبدء البعض
بشنّ حملات إعلامية لتشويه نضال الشعب الفلسطيني الذي طالما كان مدعاة
للاعتزاز العربي، ما يدلّ على أنّ هذه التحولات قد تحمل تأثيرات سلبية
استراتيجية على القضية الفلسطينية والأمن العربي.
وركّزت الورقة على أن القضية الفلسطينية مع ما تتعرض له من تحديات كبيرة
نتيجة هذه التحولات، إلا أنها لا تزال القضية الأولى للجماهير العربية، وهو
ما يجعلها تتقدم وتحرز دعماً إضافياً مع كل تقدّم تستطيع الشعوب العربية
إحرازه في مسار نضالها وفاعليتها وطنياً وقومياً.
وأوصت الورقة بضرورة دعم الشعب الفلسطيني للاستمرار في نضاله ومقاومته ضد
الاحتلال الإسرائيلي، كما دعت القيادات الفلسطينية إلى تعزيز مصادر قوة
القضية الفلسطينية بالانفتاح على حلفاء جدد، خاصة في ظل ما توليه بعض الدول
الإسلامية من اهتمام للقضية الفلسطينية، كتركيا وإيران وماليزيا وباكستان.
أعلى الصفحة |