ملخصات أوراق العمل
الجلسة الأولى: الحالة الراهنة في العالم العربي واستراتيجيات
تحقيق المصالحات
الورقة الأولى
التداعيات السياسية والأمنية لحالة الانقسام الراهنة في العالم
العربي
أ. محمود ارديسات- الأردن
تشير الورقة إلى أنّ العالم العربي يمُرّ بأزمات بنيوية
مركّبة، تلقي بظلالها على الأنظمة والشعوب، وتطال آثارها
الجوانب السياسية والاجتماعية والأمنية على المستوى القطري
القومي.
يخلصُ الباحث إلى أن أبرز التداعيات والآثار السياسية الناجمة عن حالة
الانقسام والخلاف على المستوى الوطني والقومي، تتلخّص في:
·
انكفاء العمل العربي المشترك لأيّ قضية عربية مشتركة، وعلى رأس هذه القضايا
القضية المركزية قضية فلسطين.
·
ازدياد حالة الاستقطاب في العالم العربي لتشمل الدول الإقليمية كتركيا
وإيران، وحتى إسرائيل بطريقة سرية. افتقاد الدول العربية أي تأثير في
الإقليم، واجتياح الاستقطاب المذهبي والإثني العديد من المجتمعات العربية
على ضوء الاستقطابات البينية العربية والإقليمية
·
إسهام التوجهات الجهوية العربية على غرار مجلس التعاون الخليجي والاتحاد
المغاربي بتجسيد هويّات مناطقية بعيدًا عن أمل الوحدة، ولم يعد هناك دولة
مرجعيّة للعالم العربي تحافظ على الحد الأدنى من العمل العربي المشترك.
·
تغوّل الدول العظمى، وحتى الإقليمية على العالم العربي؛ أي أنّ نتيجة
الانقسام العربي كانت استباحة الفضاء العربي سياسيًا وعسكريًا.
·
تراجع الحريات العامة، وتفرّد الأنظمة باتخاذ القرار، وتراجع التنمية
الاقتصادية والبشرية في معظم الدول العربية.
كما يخلصُ الباحث أيضًا إلى أن أبرز التداعيات والآثار الأمنية "العامّة
والاجتماعية" الناجمة عن حالة الانقسام والخلاف على المستوى الوطني
والقومي، تتلخّص في:
·
لم تعد هناك دولة عربية في منأى عن التدخل والتهديد الخارجي بحجة الحرب على
الإرهاب وملاحقة الإرهابيين.
·
لم يعد التهديد الخارجي للدولة العربية مقتصرًا على الدول العظمى، بل تجاوز
الأمر إلى دول الجوار الإقليمي التي أصبح تهديدها أمرًا واقعًا في حالة
العراق وسوريا واليمن وغيرها.
·
أصبحت إسرائيل قادرة على التدخل وقصف أيّ أهداف تراها مهدِّدةً لأمنها
حاضرًا ومستقبلًا في جوارها العربي، مع تهيئة البيئة الدولية لمثل هذا
العمل سياسيًا وأخلاقيًا.
·
استطاعت القوى العظمى والكبرى في العالم أن تعزّز تواجدها في كلّ دولةٍ
عربية من المغرب وحتى الكويت عسكريًا وأمنيًا.
·
لم تعد بعض الدول العربية آمنةً من تدخل جوارها العربي عسكريًا في شؤونها،
وتدميرها بالتعاون مع القوى الخارجية، والأمثلة على ذلك لم تعد بحاجة إلى
دليل، فهي حاضرة في العراق وسوريا وليبيا واليمن وغيرها.
ويشير الباحث أخيرًا إلى بعض الآثار السياسية والأمنية المتوقّعة لمستقبل
العالم العربي، في حال استمرار الانقسام، مثل ازدياد الصراعات والخلافات
البينية نحو مزيد من التجزئة والانتحار الذاتي، والتي لا مخرجَ لها إلا
ببناء دولة المواطنة على أسس المشاركة والديمقراطية، وعندها ستكون الدولة
بحكم مصالحها السياسية والأمنية والاقتصادية قادرةً على بناء العلاقات
التكاملية مع جوارها العربي، وصولًا إلى منظومة عربية فاعلة قادرة على
بلورة مشروع عربي في مواجهة المشروع الصهيوني أولًا، ومشاريع الدول
الإقليميّة ثانيًا، ومواجهة التدخل الخارجيّ ثالثًا.
أعلى الصفحة
الورقة الثانية
إطلاق الحوارات الوطنية والقومية في العالم العربي والتحديات
التي تواجهها
د. حامد قويسي- مصر
" تؤكد الورقة على أن حالة
الانقسامات والصراعات"
المشتعلة
بين دول المنطقة العربية وداخلها تفرض ضرورة إبداع رؤية
واستراتيجية فعّالة للتعامل السياسي معها، إذ إن استمرار هذه
الحالة سيقود إلى المزيد من التفتت والتقاتل ومن ثم بروز الدول
الفاشلة، وفي نهاية المطاف سيكون مصير المنطقة وكيانها العضوي
فضلًا عن وجودها الحضاري والمعنوي مهددًا بالانهيار والاختفاء.
وتسعى هذه الورقة إلى دراسة موضوعها "حالة" الانقسامات
والصراعات في إطار النظر إلى الحوار باعتباره "استراتيجية"
للتعامل مع هذا "الموضوع". وتسعى لكي تصل عبر هذه الاستراتيجية
إلى تحقيق "الهدف" وهو "المصالحات" في إطار "عملية مستمرة" تتم
من "الهياكل المتكاملة" والمترابطة.
وفي هذا الصدد فإن هذه الورقة تثير تساؤلين أساسيين وتحاول
تقديم إجابات مقنعة حولهما وهما: التساؤل الأول: إلى أيّ مدى
يمكن اعتبار "الحوار" استراتيجية فعّالة للتعامل مع الصراعات
والانقسامات في المنطقة العربية؟ ويرى الباحث أن الإجابة على
هذا التساؤل تستلزم القيام بالتالي: تحديد ماهية الحوارات
الوطنية والقومية: تعريفها، وبيان عناصرها وأهميتها وأدواتها،
والإشكاليات المتعلقة بكلّ ذلك. وماهي الشروط الأساسية لنجاح
وفعالية الحوارات الوطنية والقومية كاستراتيجية فعالة للتعامل
مع الصراعات والانقسامات في المنطقة العربية. وماهية
"الفاعلين" في إطلاق ونجاح الحوارات الوطنية والقومية
كاستراتيجية فعّالة للتعامل مع الصراعات والانقسامات في
المنطقة العربية.
أما التساؤل الثاني الذي تثيره الورقة: ماهي الاستراتيجيات
والسبل الفعالة في ضمان إطلاق ونجاح الحوارات ودورها في تعزيز
الدور الإقليمي والدولي العربي؟ ويرى الباحث هنا أيضًا أن
الإجابة عن هذا التساؤل تستلزم القيام بالتالي: تحديد الشروط
اللازم توافرها في (موضوع) الانقسامات والصراعات لكي يكون
صالحًا وملائمًا ليُجرى بصدده نوع من الحوار وصولًا إلى
المصالحات. وما هي العملية أو الإجراءات الحقيقية وصولًا إلى
فعالية الحوار بما فيها الوقت المتاح لإدارة الحوار. وماهية
الأبنية أو المستويات التي يمكن من خلالها إدارة عملية الحوار
وصولًا إلى تحقيق أهدافه من المصالحات.
أعلى الصفحة
الورقة الثالثة
بناء الشراكة السياسية والجماعة الوطنية في العالم العربي
والتحديات التي تواجهها
د. نظام بركات- الأردن
تركز الورقة على مفهوم الشراكة السياسية وصلتها بالمصالحات
الوطنية. ومن هنا تعرف الورقة الشراكة السياسية على أنها إشراك
جميع القوى السياسية في صنع القرار للوصول للمصلحة العامة
والهدف المشترك دون امتلاك أي طرف حق الرفض الذي يُخرج مفهوم
الشراكة السياسية عن معناها الحقيقي إلى مفهوم المحاصصة وتوزيع
المغانم والمكاسب. وتوضح الورقة بأن الشراكة السياسية تتطلب
نشاطًا إيجابيًا لتحديد حقيقة المصالح الوطنية لكلًّ من
المجتمع والدولة وإدارة التفاوض بقصد بناء التوافقات حول
القواسم المشتركة في بيئة قائمة على التسامح ونبذ التطرف
واستخدام العنف، وهي تختلف عن استبداد الأغلبية القائم على
فكرة الانتصار على الخصوم وإجبارهم على الخضوع لمآرب ومطالب
الأغلبية على حساب المجموع الكلّي للشعب مع ضرورة العمل على
احترام التنوع والتعدد داخل المجتمع واحترام حقوق الآخرين
وإزالة بؤر التوتّر لخلق أجواء من الوفاق والاتفاق لتحقيق
المصالح العامة، ومنع استخدام السلطة ومؤسسات الدولة في الصراع
السياسي وإقصاء المعارضين.
وحول عناصر التوافق بين الشراكة السياسية والمصالحة تُعدد
الورقة عددًا من هذه العوامل، ومن أبرزها: السعي إلى إشراك
كافّة القوى السياسية والأطراف المختلفة في عملية صنع القرار
والعمل السياسي. والعمل على الوصول للمصلحة العامة والأهداف
المشتركة لجميع الأطراف وقبول التضحية من أجل الأهداف العليا
للأمة. وتحقيق التماسك والتوحد لمجابهة الأخطار المشتركة
والاستعداد للدفاع عن ثوابت الأمة والوطن. وأهمية وجود جسور
وآليات لتجسير الفجوة بين المواقف المختلفة والمتناقضة،
واللجوء للوسائل السلمية والديمقراطية لحل الخلافات. وسيادة
الروح الجماعية ومحاولة التوفيق بين القيم والانتماءات الفرعية
لخلق الثقة المتبادلة. وأهمية وجود مرجعية قانونية واتقاقات
معتمدة من قبل جميع الأطراف من أجل ضمان استمرارية الحلول
الإيجابية للتقريب بين مواقف الأطراف المعنية ومنع المخاوف
والأحكام المسبقة بين مكونات المجتمع والدولة لتسهيل عملية
التوافق والانسجام لتحقيق التكامل الوطني والتوحد في ظل النظرة
الشاملة باعتبار الكل رابح بدلًا من صيغة الرابح والخاسر في
العلاقة بين الأطراف.
أعلى الصفحة
الجلسة الثانية: آفاق المصالحات الوطنية في العالم العربي-
دراسة حالات (1)
الورقة الأولى
آفاق المصالحة الوطنية في مصر
د. حسن نافعة- مصر
تتناول هذه الورقة ثلاثة أقسام، أولها جذور وسمات الأزمة
السياسية الراهنة في مصر، وثانيها أهم الأفكار التي تضمنتها ما
يسمى "مبادرات المصالحة"، وأما آخرها فيستخلص حقيقة الأسباب
التي أدّت إلى فشل هذه المبادرات.
فحول جذور وسمات الأزمة السياسية الراهنة في مصر يرى الكاتب أن
الأزمة بدأت منذ اللحظة الأولى لاندلاع ثورة 25 يناير 2011،
وتعمّقت مع مساراتها المتعرجة ومراحلها الانتقالية المضطربة،
ومن ثم يصعب فهم طبيعة وعمق هذه الأزمة بمعزل عن السياق
السياسي الذي أفرزها.
وحول مبادرات المصالحة يصنف الكاتب هذه المبادرات، من حيث
التوقيت، في مجموعتين الأولى طُرِحت قبل فض اعتصامي رابعة
والنهضة، والثانية طرحت عقب الفض مباشرة أو توالى طرحهه تباعًا
على مدى الأعوام الخمس الماضية.
وفي أسباب فشل مبادرات المصالحة يرى الكاتب أن كل المبادرات
التي طُرِحت لحلّ الأزمة السياسية في مصر لا تمتلك كل
المقوّمات التي تكفل لها النجاح، إما لقصور من جانب من طرحوها
في فهم طبيعة الأزمة، أو لعدم توافر الإرادة اللازمة لتجاوز
الأزمة لدى أطرافها.
ويخلص الكاتب إلى أن الأزمة السياسية الراهنة في مصر هي نتاج
أخطاء ارتكبها الجميع بدون استثناء، بما فيها القوى المدنية
التي ترفع شعار الديمقراطية، غير أن المسؤولية الأكبر عن هذه
الأخطاء، وإنْ بدرجات متفاوتة، تقع على عاتق كلّ من المؤسسة
العسكرية المصرية وجماعة الإخوان المسلمين، بحكم مسؤوليتهما
المباشرة عن إدارة شؤون الدولة والمجتمع خلال الفترة التي
أعقبت اندلاع الثورة. كما يخلص أن الأزمة التي تواجه مصر
حاليًا من الصعب تسويتها إلا إذا تسلّح كلّ طرف من أطرافها
الثلاث (وهم التيار الإسلامي والمؤسسة العسكرية والتيار
المدني) بما يكفي من الشجاعة لممارسة النقد الذاتي، ومراجعة
وتصحيح الأخطاء التي ارتكبت، والالتزام بعدم تكرارها في
المستقبل.
أعلى الصفحة
الورقة الثانية
آفاق المصالحة الوطنية في فلسطين (1)
د. رائد نعيرات- فلسطين
تهدف هذه الورقة إلى التعرف على إمكانيات تحقيق المصالحة
الوطنية الفلسطينية عبر قراءتها من خلال محددين أساسيين: الأول
البيئة الإقليمية والدولية المؤثرة في مسار المصالحة
الفلسطينية، والمحدد الثاني طبيعة المصالحة الفلسطينية
المنشودة. حيث إن هذين المحددين يمتلكان أهمية عند محاولة فهم
أسباب تعثر تحقيق المصالحة الفلسطينية حتى يومنا هذا وبعد مرور
ما يزيد على عشر سنوات على الانقسام الفلسطيني، وتوقيع أكثر من
خمس اتفاقيات مصالحة جميعها لم تستطع أن تحلّ موضوع الانقسام،
بل أبرزت إلى السطح إشكاليات جديدة تبدو للبعض أنها جزئيات،
ولكنها للطرف الآخر تعتبر أساس فهم الشراكة السياسية.
ويرى الكاتب أن الفهم العام للمصالحة الفلسطينية ينطلق من
فهم محدّدات الشراكة السياسية لدى أطراف الصراع الفلسطيني،
فحماس تنطلق من أن الشراكة السياسية الكاملة تتحقق من خلال
الشراكة القائمة على البرنامج الوطني الموحد، وكذلك على
الشراكة في كل مؤسسات النظام السياسي الفلسطيني بدءاً بمنظمة
التحرير الفلسطينية وانتهاءً بالسلطة الفلسطينية، أمّا حركة
فتح فترى أن حماس تريد الشراكة في النظام السياسي من أجل
السيطرة على المنظمة.
ويشير الكاتب إلى أنه ومنذ توقيع اتفاق المصالحة الفلسطينية
في القاهرة عام 2011 وحتى يومنا هذا اتخذت المصالحة الفلسطينية
مسارًا أوحدًا على صعيد التطبيق وهو السلطة الفلسطينية، بل إن
الموضوع أخذ يضيق شيئًا فشيئًا إلى أن وصل إلى معالجة القضايا
الجزئية داخل الأراضي في الضفة الغربية وقطاع غزة وهموم إدارة
السلطة في كلا المنطقتين، ويرى الكاتب أن هذا المسار زاد من
حدّة القناعة لدى الأطراف بعدم إمكانية تحقيق المصالحة، حيث إن
تجاوز الاتفاق على الكليات والذهاب إلى الجزئيات جعل أطراف
الانقسام تتردد في التقدم نحو الوحدة وتقديم المتطلبات التي
تقع على عاتقها، خوفًا من الطرف الآخر، كذلك زاد من حدّة
التدخلات الخارجية، وهذا حول كل القضايا إلى قضايا خلافية؛
كالموظفين، والانتخابات، والمشاركة السياسية، وغيرها.
وتخلُص الورقة إلى مجموعة من الاستنتاجات أبرزها:
أولًا: إن دراسة طبيعة التغيرات التي طرأت على قوة ونفوذ
مراكز القوة لدى طرفي الانقسام في السنوات الأخيرة تقود إلى أن
هناك حجم من التغيرات غير المتكافأه تجاه إمكانية تحقيق
المصالحة الفلسطينية في القريب، فحماس تشعر أنّ ما حققته في
قطاع غزة ليس من السهل التنازل عنه، وفي الوقت نفسه فإن السلطة
الفلسطينية في الضفة الغربية ونتيجة لما تتعرض له من ضغوط
داخلية وتراجع في نفوذها، وكذلك ضعف خارجي ليس من السهل عليها
أنْ تذهب في الوحدة مع حماس، لأن ذلك سيضاعف من حجم التحديات
التي تواجهها السلطة، منطقيًا تزيد الوحدة من قوّة الطرفين،
ولكن واقعيًا طالما أنّ السلطة الفلسطينية لم تغادر استراتيجية
المفاوضات، فالوحدة الوطنية تعتبر عبأً عليها.
ثانيًا: إن حجم التغيير الذي شهده الإقليم غير كافٍ لحسم
ميزان القوة لصالح أيّ من الطرفين، فمع أنّ السلطة الفلسطينية
خسرت في السنوات الأخيرة من شبكة علاقاتها وتحالفاتها
الإقليمية، إلاّ أنّ مكاسب حماس لم تكن أكثر من تحسّن في مستوى
العلاقات الإقليمية وبالذات مع مصر، علاوةً على ذلك فإنّ
السياسة العامة في الإقليم ما زالت أضعف من أن تكون ضد
السياسات الدولية تجاه القضية الفلسطينية.
ثالثًا: إن التغيّر الذي شهدته السياسة الدولية ممثلًا
بالإدارة الأمريكية قد أضعف من مشروع السلطة الوطنية
الفلسطينية السياسي، ولكنه في الوقت نفسه يستهدف حماس بأن
يجعلها جزءًا من المشروع السياسي القائم على الحلول الإنسانية،
وبالتالي نجد أن منطوق السياسة الأمريكية الحالية يهدف إلى
تحقيق سياسة الاحتواء المزدوج لطرفي الانقسام، من خلال إدامة
عمر الانقسام ، والتحكم في قدرة الطرفين على التغيير.
رابعًا: إن عدم تحقق المصالحة الفلسطينية على الجزئيات
للانتقال إلى الكليات، أصبح يعيق تحقيق الوحدة الوطنية،
فالوحدة الوطنية الشامله تعني إشراك الكلّ الفلسطيني في
المصالحة، وتقوية المؤسسات في مواجهة التحديات والأخطار.
أعلى الصفحة
الورقة الثالثة
آفاق المصالحة الوطنية في فلسطين (2)
د. مخيمر أبو سعدة- فلسطين
تتناول هذه الورقة المصالحة الفلسطينية، والتي يرى الباحث
انها بعيدة المنال، فعلى الرغم من مرور أكثر من عشرة أعوام على
الانقسام السياسي الفلسطيني بين حركتي فتح وحماس، وتوقيع
العديد من اتفاقيات المصالحة بدءًا من اتفاق مكة في شباط/
فبراير 2007 وانتهاء باتفاق القاهرة في تشرين الأول/ أكتوبر
2017، إلا أن المصالحة الفلسطينية لم تتم. ويزو الباحث ذلك
لعدة أسباب، منها: الخلاف الأيديلوجي بين حركتي فتح وحماس،
فحركة فتح حركة وطنية علمانية، بينما حركة حماس حركة إسلامية،
وحركة فتح تتبنى المفاوضات السياسية والمقاومة الشعبية السلمية
والأدوات القانونية والدبلوماسية للوصول إلى إنهاء الاحتلال
الإسرائيلي وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس
الشرقية، بينما حركة حماس توظف المقاومة المسلحة وكل الأدوات
الأخرى، ولا تؤمن بأن المفاوضات السلمية يمكن أن تحقق الأهداف
الوطنية الفلسطينية، ولا تزال كل منهما تتمسك بخياراتها
النضالية دون احترام لخيارات الطرف الآخر. إلى جانب توظيف كل
من حركتي فتح وحماس للظروف الإقليمية والدولية لإحراز نقاط ضد
لأخرى، فكل طرف يحاول توظيف التغيرات الإقليمية إلى جانب
الاستقواء ببعض الأطراف الإقليمية يعضمها، وتتقدم وتتراجع
حوارات المصالحة وفقًا لهذه الظروف الإقليمية والدولية.
وأخيرًا، ترى الورقة أنّ كلا الحركتين تنظران إلى المصالحة من
منظور مصالحها.
وتخلُص الورقة إلى أنه لا بد من مراجعة وفهم أسباب الانقسام
حتى يتسنى لنا إحراز تقدم واختراق في حوارات المصالحة
الفلسطينية وبدون ذلك سوف تستمر حركتا فتح وحماس في إدارة
الانقسام كبديل عن إيجاد الحلول العملية والواقعية لإنهاءه
وتحقيق المصالحة الوطنية.
أعلى الصفحة
مداخلة رئيسية
آفاق المصالحة الوطنية في فلسطين
أ. عاطف الجولاني- الأردن
يناقش الباحث في مداخلته الشروخ الاجتماعية والنفسية العميقة
التي تسبب بها الانقسام، إضافة إلى التأثير سلبًا بمكانة
القضية الفلسطينية إقليميًا ودوليًا، وتوفير مبرر لتراجع دعم
الشعب الفلسطيني، واستنزف الجهد الوطني بمواجهات داخلية أشغلته
عن مواجهة مخططات الاحتلال وإجراءاته التي استهدفت القضية
الفلسطينية، كمشروع صفقة القرن وقانون قومية الدولة ومحاولة
شطب وكالة الأونروا لتشغيل اللاجئين.
وعلى صعيد المعوقات التي تعترض طريق المصالحة يؤكد الباحث على
أن غياب الثقة وضعف الجدية لدى الأطراف الرئيسة لحالة الانقسام
تشكّل العائق الأبرز، كما تلعب المعارضة الإسرائيلية
والأمريكية لجهود المصالحة دورًا مؤثرًا في إفشال جهود إنهاء
الانقسام الفلسطيني، وشكل غياب الدور الرسمي العربي الفاعل
وضعف دور القوى والفصائل والنخب الفلسطينية عاملًا معوّقًا
إضافيًا.
ويرى الكاتب أن جهود تحقيق المصالحة تراوح بين ثلاثة
سيناريوهات على النحو التالي:
·
سيناريو استمرار الأزمة وإدامة حالة الانقسام السياسي بين
السلطة وحماس والانقسام الجغرافي بين الضفة وقطاع غزة، ما يعني
استمرار التداعيات الخطيرة القائمة حاليا على القضية
الفلسطينية وعلى أوضاع الشعب الفلسطيني.
·
سيناريو فشل المصالحة وترسيم التقسيم المؤقت وتحويله إلى
انفصال دائم طويل الأمد بحكم الأمر الواقع، قد يتم ترسيمه
قانونيًا وسياسيًا.
·
سيناريو نجاح المصالحة وتجاوز الانقسام، والوصول إلى اتفاق
سياسي بين الأطراف المتنازعة حول القضايا الخلافية، ما يؤدي
إلى طيّ صفحة الانقسام وتحقيق التوافق الداخلي، وفتح المجال
لبناء المشروع الوطني، وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي،
وتعزيز قدرة الفلسطينيين على مواجهة مخططات الاحتلال، والإسهام
في تحقيق الاستقرار والخروج من حالة الفوضى في الإقليم.
وبقراءة المعطيات الراهنة فيما يتعلق بالعوامل المؤثرة في
سيناريوهات مستقبل أزمة الانقسام، تخلص الورقة إلى أنها تقلل
من فرص اندفاع الأمور في الساحة الفلسطينية نحو سيناريو
الانفصال وتكريس التقسيم السياسي والجغرافي بين الضفة والقطاع،
وتشير إلى أن هناك متغيرات مهمة تحسّن من فرص تحقيق المصالحة،
أهمها: التغيّرات الإيجابية التي طرأت على الموقف المصري
باتجاه التوازن والرغبة بتحقيق المصالحة وتجاوز الأزمة مع
حماس، وتطوّر موقف العديد من الفصائل الفلسطينية باتجاه الرغبة
بالخروج من حالة السلبية ولعب دور مؤثر في إنجاز المصالحة،
والمتغير المهم الثالث يتمثل في مسيرات العودة التي دفعت
الجانبين الإسرائيلي والأمريكي لإعادة النظر في موقفهما من
الوضع في قطاع غزة.
غير أن سيناريو جمود الوضع الراهن يظل قائمًا، الأمر الذي يدعو
لضرورة بذل جهود أكبر لتشجيع أطراف الانقسام على إنهائه وطي
صفحته ووضع حدّ لتداعياته الخطيرة على القضية الفلسطينية وعلى
الوضع العربي. ويقترح الكاتب في نهاية المداخلة عدد من
المقترحات التي تخدم تحقيق المصالحة وهي:
·
بلورة موقف رسمي عربي موحّد يؤكد على ضرورة تحقيق الوحدة
الفلسطينية، ويدعم الجهود المصرية لتحقيق المصالحة وإنهاء
الانقسام، ودراسة إمكانية طرح مبادرة تطرح التصور العربي
للخروج من الأزمة.
·
تفعيل دور الهيئات الشعبية والنخب السياسية الفلسطينية
والعربية لبذل أقصى جهد متاح للدفع باتجاه تحقيق المصالحة
الفلسطينية التي يمكن أن تشكّل مدخلًا مهمًا لإنجاز مصالحات
عربية أخرى.
·
الدعوة لممارسة ضغط فلسطيني شعبي لتحقيق المصالحة، وتفعيل دور
القوى والفصائل الفلسطينية في مواجهة الانقسام، والتأكيد على
أهمية تمسكها بمبادرتها التي أعلنتها لتحقيق المصالحة.
أعلى الصفحة |