ملخصات أوراق العمل
الجلسة الأولى:
العلاقات العربية– التركية
الورقة الأولى
العلاقات العربية– التركية: الأبعاد السياسية
أ. عماد قدورة
تتميز العلاقات العربية– التركية بالتفاعل والاستمرارية مهما
تباعدت سياسات الدول أو اتجهت نحو الانعزال. فالجوار والقرب
الجغرافي، والتحديات السياسية والأمنية الناشئة عن هذا الجوار،
وتوازنات القوى الإقليمية، والمصالح الاقتصادية المتبادلة،
والقواسم الدينية والاجتماعية المشتركة، والإرث التاريخي المتداخل،
كلها عوامل تفرض التفاعل بين الطرفين، سواء أكان تعاوناً أو
تنافساً. ولا شك في أن للعوامل المحلية والتنافسات الإقليمية
والارتباطات الدولية تأثيراً كبيراً في مسار هذه العلاقات
وتحولاتها.
تبحث هذه الورقة في تطور السياسة التركية نحو المنطقة العربية والعوامل
السياسية المؤثرة في علاقات الطرفين، وبخاصة في المرحلة الراهنة. وتدرس
أولاً، العوامل التي فرضت عزلة تركيا عن العالم العربي وسياقاتها منذ
تأسيس الجمهورية وحتى وصول حزب العدالة والتنمية إلى الحكم. وتبحث،
ثانياً، الحقبة الجديدة في التاريخ التركي المتمثلة بوصول حزب العدالة
والتنمية إلى الحكم، وإحداثه تحولاً جوهرياً في السياسة الخارجية عبر إعادة
تعريف كثير من مفاهيمها واتجاهاتها، وانعكاساتها المباشرة على العلاقات
العربية – التركية التي اكتسبت تحسناً وزخماً
غير مسبوق.
وتناقش، ثالثاً، اضطراب علاقات تركيا مع بعض الدول العربية نتيجةً
للأزمات
العديدة الناجم أغلبها عن تطورات "الربيع العربي"، وكذلك التنافس مع إيران
في المنطقة العربية، وتحول سياسة تركيا من القوة الناعمة إلى الاعتماد
أيضاً على الخيار الواقعي وسياسة القوة. وتحلّل الورقة، رابعاً،
تحول تركيا خلال الفترة الراهنة إلى طرف في الاستقطاب الإقليمي المتغير
الناجم عن الانقسامات السياسية في المنطقة العربية،
وانخراطها في مشاكل المنطقة.
وتركز هذه الورقة على نحو خاص على التحول المهم الذي تشهده السياسة التركية
حاليًا في المنطقة العربية، والمتمثل باللجوء لسياسة القوة، وذلك بعد تضرّر
دورها الإقليمي وتزايد فاعلية أطراف دولية وإقليمية أخرى، وذلك من أجل
تصحيح ميزان القوى، ومواجهة التهديدات الإقليمية المتصاعدة.
وتناقش أيضاً العوامل المحلية في تركيا التي ساهمت في هذا التحول.
فبعد
تغيير شكل النظام السياسي التركي منذ الاستفتاء على التعديلات الدستورية،
وبعد تجاوز المحاولة الانقلابية، استطاع حزب العدالة والتنمية التخلص
من كثير من العوائق التي يمكن أن تعوق سياساته، ومنها سياسة القوة ضمن
المنهج الواقعي؛ كالتدخل
العسكري ونشر القواعد العسكرية خارج الأراضي التركية.
أعلى الصفحة
الورقة الثانية
العلاقات العربية-
التركية في مجال الطاقة والاستثمار
(حالة الجزائر)
د. سامية غربي، د. فاطيمة ابن سيرود
شهدت العلاقات الاقتصادية العربية- التركية قفزة نوعية منذ انعقاد المؤتمر
الأول عام 2005، حيث ظهرت استثمارات عربية جديدة في تركيا، وهو ما ترافق مع
نمو في حركة التبادل التجاري وتعاظم إجمالي المشاريع الاستثمارية في
البلدان العربية وتركيا.
وتُعدّ الجزائر إحدى الدول العربية والإفريقية التي تمثّل بوابة متميزة
للولوج للدول المغاربية ودول القارة السمراء، ومن هنا تحلّل هذه الورقة
البحثية العلاقات التركية- الجزائرية من زاوية اقتصادية، وتحدّد أوجه
التكامل والتعاون في العديد من القطاعات الاستثمارية الاستراتيجية بين
الدولتين، كما تتناول أهم الإشكالات التي تواجه قيام علاقات متميزة ووطيدة
بينهما خلال المرحلة الراهنة، وصولاً إلى تقديم بعض التوصيات في هذا الشأن
بما يخدم المصلحة الثنائية المستقبلية بشكل مستديم.
تناقش الورقة أبرز ملامح الاستثمار المشترك بين الجزائر وتركيا، وذلك في
أهم القطاعات الاستراتيجية وعلى رأسها قطاع المحروقات مُمثّلاً في الغاز
الطبيعي، إضافة إلى قطاع الإنشاءات بالجزائر وبكل فروعها الاستثمارية كبناء
السدود والمنشآت القاعدية وبناء المساكن والسكك الحديدية والمستشفيات
والجامعات.
وتشير الورقة إلى أنه حسب التوزيع القطاعي للصادرات الجزائرية إلى الخارج
فإن قاعدة بيانات خريطة التجارة الصادرة عن مركز التجارة العالمي بنهاية
2015 تؤكد على أن الوقود والزيوت ومنتجات التقطير يمثلون ما نسبته 95.5% من
الصادرات الجزائرية. كما أن للغاز الطبيعي بشكل خاص أهمية كبرى في الاقتصاد
الجزائري بعد البترول، باعتباره سلعة إستراتيجية تحقق عوائد مالية ضخمة
وتشكل مصدراً أساسياً لتوفير العملة الصعبة، علماً بأن الجزائر تمتلك 2,4%
من الإحتياطات العالمية المؤكّدة من الغاز الطبيعي بـ 4.5 تريليون متر
مكعب، وتأتي بذلك في المرتبة الثانية إفريقياً بعد نيجيريا والعاشرة
عالمياً، وتحتل المرتبة السادسة على المستوى العالمي في تصدير الغاز
الطبيعي عبر الأنابيب بما يعادل 23.5 مليار متر مكعب عام 2014، والمرتبة
السابعة في مجال تصدير الغاز الطبيعي المميّع (LNG)
بقدرة 17.3 مليار متر مكعب في العام نفسه.
من ذلك تسعى الجزائر إلى انتهاج سياسة طاقوية فاعلة من شأنها زيادة الإنتاج
والتصدير وضمان حصتها في الأسواق العالمية خارج السوق الأوروبية، وتعتبر
السوق التركية
من بين الأسواق المهمة، حيث تتميز تركيا بموقع استراتيجي من بين أكبر
مستهلكي وموردي الطاقة في العالم؛ حيث تعمل محطاتها بطاقة استيعابية تبلغ
14.6 مليار متر مكعب سنوياً وفق أرقام 2016، وبذلك تعتبر مركزاً إقليمياً
للطاقة، بالإضافة إلى
الطلب
المحلي المتزايد على
الطاقة والذي فرض الاعتماد
على
الاستيراد
لتوفير
إمدادات
مستقرة ومضمونة للطاقة. ووفق أرقام
الوكالة الدولية للطاقة لعام 2016 فإنّ تركيا تستورد الغاز المسال
LNGمن
الجزائر بما يعادل 8.1% من احتياجاتها السنوية. وتدرك الجزائر أهمية الطاقة
بالنسبة لتركيا، وعليه يمكن أن تلعب دور الشريك الضامن لاستمرار تدفق موارد
الطاقة لتركيا، خاصة مع تمديد عقد تزويد الأخيرة بالغاز المسال الجزائري
لغاية عام 2024.
أما في مجال الاستثمار فقد انتقلت حركيّة الاستثمار الثنائي بين تركيا
والجزائر وتوسعت بوادرها لتشمل مجالات متشعبة مسّت التبادل التجاري، الذي
ساهم بشكل محسوس في رفع الموازين التجارية للدولتين من خلال عقد العديد من
الصفقات التجارية، وفتح آفاق مستقبلية للمبادلات التجارية بينهما، كما عززت
الدولتان تعاملاتهما بالانتقال إلى مجالات استثمارية أخرى، وخاصة الصناعية
منها، فأنشأت مصانع للحديد والصلب والفولاذ واستخدام مخرجاتها في مشاريع
البناء والتشييد، باعتبارها استثمارات وسيطة حققت بها العديد من الهياكل
القاعدية من مستشفيات ومجمّعات سكنية ومدارس وغيرها.
وفي هذا السياق حلّت تركيا بالمرتبة الثالثة بعد كل من إسبانيا وقطر في
قائمة أهم الدول المستثمرة في الجزائر حسب التكلفة الاستثمارية للمشروعات،
بتكلفة تقدر بـ
1,737.3
مليون دولار أمريكي مولدة 3,342 وظيفة وذلك في الفترة الواقعة خلال
2011-2015.
بينما بلغ حجم الاستثمارات التركية في عام 2016 نحو 12.2 مليار دولار.
وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين في عام 2016 حوالي 4 مليار دولار،
وشكّلت
نسبة الصادرات التركية إلى الجزائر ما نسبته 4% من إجمالي الصادرات
التركية، فيما شكّلت نسبة الصادرات الجزائرية إلى تركيا 2.1% من إجمالي
الصادرات الجزائرية.
وبلغ عدد الشركات التركية العاملة في قطاع الإنشاءات المتعهدة بالجزائر 52
شركة أغلبها في قطاع السدود والمنشآت الفنية وبناء المساكن والسكك الحديدية
والمستشفيات والجامعات. أما شركات البناء والتشييد فقد بلغ عددها أكثر من
100 مؤسسة تركية تنشط بالجزائر في مختلف ورشات البناء.
وتوصي الدراسة بعدد المجالات التي يمكن من خلالها تعزيز العلاقات
الاقتصادية بين كل من الجزائر وتركيا، وأهمها، المجال الزراعي حيث
يمكن للجزائر الاستفادة والاستعانة بالخبرات التركية في الزراعة والتصنيع
الغذائي ومشروعات استصلاح الأراضي للزراعة سواء للحبوب أو الأشجار المثمرة
بما في ذلك حفر الآبار وجر المياه إليها. وفي المجال الصناعي يمكن
التعاون في المشاريع الهندسية والصناعية كصناعة المركبات والشاحنات ومعدات
النقل والقاطرات والجرارات والآلات الزراعية والإطارات وقطع الغيار والسفن
وقوارب الصيد والألبسة والجلديات والأثاث وغيرها. في المجال التجاري
يمكن التعاون في مجال وسائل النقل البري والجوي والبحري من أجل دعم تدفق
التجارة وتطوير العلاقات في مجال السياحة دون إهمال المشروعات الاستثمارية
السياحية المشتركة كالفنادق والمنتجعات الصحية والمدن الترفيهية وغيرها.
أعلى الصفحة
الورقة الثالثة
العلاقات العربية– التركية والصراع العربي الإسرائيلي
د. سعيد الحاج
تناقش هذه الورقة محددات السياسة الخارجية التركية،
وواقعها بشكل عام، ومقاربتها للقضية الفلسطينية بشكل خاص، وتتناول الحوافز
والمعيقات لدور تركي نشط في القضية الفلسطينية، في المستويين الفلسطيني –
الفلسطيني، والفلسطيني- "الإسرائيلي".
وترى الورقة أن إمكانات أنقرة للعب دور فاعل في القضية الفلسطينية حالياً
محدود رغم رغبتها القائمة بذلك، لأسباب عدة في مقدمتها احتكار مصر لملف
المصالحة الفلسطينية الداخلية من جهة والأجندة الداخلية التركية المزدحمة
والملفات الإقليمية المتأزمة وفجوة الثقة بين تركيا وإسرائيل من جهة أخرى.
بيد أن الورقة تلحظ عدة متغيرات، قائمة حالياً أو محتملة مستقبلاً، يمكن أن
تفتح آفاقاً لدور تركي أكثر نشاطاً وتأثيراً في القضية الفلسطينية
ولصالحها، مثل اتجاه بوصلة سياستها الخارجية نحو الشرق (روسيا والصين
وإيران) بالتوازي مع توتر علاقاتها مع حلفائها الغربيين أي الولايات
المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، إضافة لعامل داخلي
مهم يتمثل ببدء تطبيق النظام الرئاسي في البلاد في تشرين الثاني/نوفمبر
2019، وعوامل إقليمية مرتبطة بالعلاقة مع مصر وإسرائيل وحلّ الأزمة السورية
وغيرها.
وتخلص الورقة إلى أن قرار السياسة الخارجية التركية سيمتلك قوة وسرعة أكبر
في وتحرره أكثر من ضغوط المحور الغربي الذي احتكر التأثير عليه لعقود
عديدة، سيما لصالح علاقة متميزة بين تركيا وإسرائيل. وهو ما يعني فتح آفاق
ممكنة لدور تركي نشط وإيجابي في القضية الفلسطينية، الأمر الذي يضع الطرف/
الأطراف الفلسطينية أمام مسؤولية دعم هذا المسار وتشجيعه وتعزيزه وإسناده.
أعلى الصفحة
الجلسة الثانية:
العلاقات العربية– الإيرانية
الورقة الأولى
العلاقات العربية– الإيرانية: الأبعاد السياسية
د. محجوب الزويري
شهدت المنطقة العربية زلزالاً سياساً منذ أواخر العام ٢٠١٠، زلزالاً وضع
بصماته ولا زال على واقع المشهد السياسي العربي، كما ساهم بشكل فاعل في
تغيير خريطة التحالفات بشكل سريع. ولم تكن تلك التغييرات حكراً على العرب؛
دولاً ومجتمعات، بل أصابت دول الجوار العربي وأتت بها إلى المشهد السياسي
العربي. كانت إيران إحدى دول الجوار التي حضرت في المشهد السياسي العربي ما
بعد الربيع العربي محاولةً البناء على ما كانت قد حققته قبل عام ٢٠١٠.
تسعى هذه الدراسة إلى تحليل العلاقات العربية الإيرانية في ظلّ زلزال
الربيع العربي، والآثار التي تركها على السياسة الخارجية الإيرانية في
المشرق العربي تحديداً. كما تسعى إلى تحليل ردود الفعل العربية على السياسة
الإيرانية، لا سيّما تزايد الخطاب الطائفي والمذهبي في المنطقة والدور
الإيراني في تغذية مثل هذا الخطاب. وتقيّم الدراسة تأثير التطورات في
العلاقات العربية- الإيرانية على القضية الفلسطينية والصراع العربي-
الإسرائيلي، وتحلّل تلك الآثار على السياسة الإيرانية فيما يتعلق بتعاطيها
مع مسألة الصراع العربي- الإسرائيلي مقارنةً بما قبل الربيع العربي.
وتخلص الدراسة إلى عدد من النتائج فيما بتعلق بالعلاقات الإيرانية-
العربية، ومن أبرزها؛ أن إيران تعدّ الملف السوري مدخلاً للتعامل مع ملفات
المنطقة الأخرى، كما تعدّ أن موقفها الداعم للنظام السوري غير قابل
للتفاوض، لأنها ترى في سقوط النظام تراجعاً لمجمل نفوذها في الإقليم،
وخصوصاً في العراق ولبنان. وبعد الاتفاق بين إيران ومجموعة 5+1 حول الملف
النووي الإيراني تغيرت قراءة إيران للمشهد السوري، حيث أصبحت تطلق على
وقوفها وراء النظام السوري بوصفه جزءاً من الحرب على الإرهاب العالمي.
صاحب الديناميات الجديدة في المنطقة منذ الربيع العربي تغيير في التحالفات
الاستراتيجية وصعود قوى إقليمية وحضور جديد لقوى دولية في المنطقة. وهو ما
كان له انعكاسات سلبية العلاقات الإيرانية- الفلسطينية، حيث ساءت علاقة
إيران بحركة حماس. غير أن الأزمة الخليجية لعام 2017 أحدثت في المقابل
انعكاسات إيجابية على مسار القضية الفلسطينية، وعلى علاقة حماس بكلٍّ من
إيران وتركيا ومصر.
وفي المجمل ساهمت الأزمة الخليجية في تعاظم السياسة الإيرانية في المنطقة؛
حيث دفعت هذه الأزمة إيران إلى الصدارة من خلال دفع العلاقات إلى التحسن
بين الدوحة وطهران رغم الاختلافات السياسية الحقيقية حول الأزمة في سوريا.
أعلى الصفحة
الورقة الثانية
العلاقات العربية– الإيرانية: الأبعاد العسكرية والأمنية (السعودية
نموذجاً)
د. عبد الكريم كيبش، أ. حسنا عبد الحق
تتناول
هذه الدراسة العلاقة الإيرانية السعودية، وتركز على الفترة الأخير بعد
ثورات الربيع العربي، وأيضاً عقب الاتفاق النووي حيث زاد هذا من مخاوف
وهواجس المملكة العربية السعودية، ممّا أدى إلى زيادة شدة التنافس بين
الدولتين في المنطقة، وزيادة النفوذ الإيراني بعد رفع العقوبات الاقتصادية
عنها، وتدخلها في مجموعة من القضايا الإقليمية، هذا على المستوى السياسي،
ومن جهة أخرى احتدام التنافس العسكري والنووي لامتلاك قوة نووية قادرة على
خلق التوازن في التهديد مع الطرف الأخر.
تتمحور إشكالية الدراسة حول معضلة في العلاقة الإيرانية السعودية وخاصة في
السنوات الأخيرة خاصة بعد ثورات الربيع العربي، والتي مسّت العديد من الدول
وعلى رأسها سوريا واليمن، وأيضاً عقب التقارب الأمريكي الإيراني والذي
تحوّل إلى تنافس وصراع حول النفوذ في المنطقة وتخوف السعودية من تراجع
الدعم الأمريكي لها، وزيادة النفوذ والتدخل الإيراني أيضاً، والتقارب
الأمريكي السعودي الأخير.
وتتوقع الدراسة مزيداً من التصعيد في الصراعات الحالية بين إيران السعودية
في الشرق الأوسط وفي سوق النفط، كما تتوقع أن تكون السعودية حريصة على حصر
الصراع بينها وبين إيران فيما يمكن وصفه بمتغيرات الحرب الباردة، إلى جانب
توسيع نطاق التحالفات السعودية في جنوب آسيا وفي آسيا الوسطى إلى جانب
تعميق العلاقات مع كل من مصر وتركيا. وعلى الصعيد الإيراني تتوقع الدراسة
أن تزيد إيران من شحن وتعبئة الطائفة الشيعية في الخليج وفي المنطقة
الشرقية السعودية على وجه الخصوص، ومع ذلك ترى الدراسة أن احتمالات التهدئة
ليست منعدمة تماماً.
أعلى الصفحة
الجلسة الثالثة:
العلاقات العربية– الإسرائيلية
الورقة الأولى
العلاقات المصرية–
الإسرائيلية
د. مصطفى علوي
تدرس هذه الورقة تأثير
الثورات العربية على العلاقات العربية- الإسرائيلية، مع بيان أسباب ذلك
التأثير وأنواعه، ومدى ارتباطه بحاضر ومستقبل الدول العربية وأزمات
المنطقة، وبيان الفارق في تأثير ذلك التطور على كل من طرفي العلاقة بين
العرب وإسرائيل، ودراسة التأثير المحتمل لتطورات الأوضاع منذ 2010 حتى الآن
على مصالح وسياسات وأدوات وتحركات كل من طرفي العلاقات العربية-
الإسرائيلية، وبصفة خاصة العلاقات المصرية- الإسرائيلية.
يؤكد الباحث في ورقته على
أن شبكة العلاقات داخل هذه المنطقة مركبة ومعقدة، حيث تتعدد وتتنوع مصادر
الصراع، وقضاياه وأدواته، وأن ذلك التنوّع في أدوات إدارة تلك الأزمات
والحروب والصراعات، واختلاف الأطر التاريخية والتكاليف الاقتصادية
والسياسية والعسكرية لكل من تلك الصراعات يجعلها معقدة ومركبة، متعددة
الأطراف، متنوعة القضايا.
تلتزم الورقة بالإطار الزمني منذ اندلاع الثورات العربية في 2011 وحتى الآن
لدراسة القضايا المختصة بالعلاقات العربية- الإسرائيلية، وتخلص إلى أن حاضر
ومستقبل العلاقات العربية الإسرائيلية، وبخاصة الحالة المصرية يعتمد على
تطورات المنطقة، وأن حالة الدول العربية الراهنة لن تسمح لها بأن تكون
فاعلة ومؤثرة في تطورات العلاقة العربية الإسرئيلية، مع الإشارة إلى أن هذا
الهدف ليس مستحيلاً ولكنه سيكون صعباً، ويحتاج إلى تطوير لفعالية حركة
المؤسسات العربية المعنية بصنع وإنتاج وتنفيذ رؤى فعّالة تستهدف تعزيز
وتقوية الدور المصري والرؤية المصرية للعلاقات مع الكيانات الإقليمية،
ومنها "إسرائيل".
تتطرق الورقة إلى معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية وتشير إلى أنها، أي
المعاهدة، وإن كانت تعني نظرياً، أنّ الطرفين سوف يقيمان علاقات سلمية
متنوعة بينهما في المجالات التجارية والاقتصادية، وربّما في المجالات
السياسية والثقافية، فإن ذلك لم يتحقق. بل إن معاهدة السلام لم تقد إلى أيّ
تغيير فكري أو جوهري في العلاقات المصرية- الإسرائيلية. فالشيء الوحيد الذي
ترتب على هذه المعاهدة تمثّل في عدم نشوب حروب بعد عام 1973.
أعلى الصفحة
الورقة الثانية
العلاقات الأردنية– الإسرائيلية
د. أمين المشاقبة
تتناول هذه الورقة العلاقات السياسية بين الأردن و"إسرائيل" التي يرى
الباحث أنها ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالصراع الإسرائيلي- الفلسطيني.
تتطرق الورقة إلى الخلفية التاريخية للعلاقة بين الطرفين، إذ بدأت أول
علاقات سياسية رسمية بينهما مع توقيع معاهدة وادي عربة عام 1994، إذ شكّلت
مرحلة بناء العلاقات السياسية والاقتصادية والأمنية، وسائر العلاقات التي
تضمنتها البروتوكولات الإضافية للمعاهدة، إلاّ أنّ العلاقة متوترة وغير
مستقرة ومتراجعة أحياناً لدرجة القطيعة نظراً للممارسات الإسرائيلية على
الأرض من تهويد للقدس، وإغلاق المسجد الأقصى، والاستيطان، واللاجئين لأنّها
تشكّل قضايا الحلّ النهائي، التي لم تلتزم إسرائيل بها وفقاً للمعاهدات
والمواثيق الدولية ذات الصلة.
ترصد الورقة مراحل تطور العلاقات الأردنية- الإسرائيلية والتي يصنّفها
الباحث إلى أربع مراحل، كانت الأولى فيها بين عامي (1994-1996)، وهي
المرحلة التي تلت توقيع اتفاقية السلام بين البلدَين، إذ اتسمت بكثرة
الاجتماعات واللقاءات الثنائية، وتم فيها توقيع العديد من الاتفاقيات
والبرتوكولات الثنائية بين البلدَين، أما المرحلة الثانية (1996-1999) فقد
اتسمت فيها العلاقات بين البلدَين بالتوتر وتراجع التعاون والتنسيق في
العديد من المجالات؛ نتيجةً لصعود اليمين المتطرف الإسرائيلي (الليكود)
برئاسة بنيامين نتنياهو الذي اختطّ سياسة استفزازية تصعيدية، وذلك من خلال
زيادة رقعه الاستيطان وقضم الاراضي، وعملية تهويد القدس والمساس بالمقدسات
الإسلامية في القدس الشريف والحرم الإبراهيمي في الخليل وغيرها، وكانت
المرحلة الثالثة بين الأعوام (2000-2010) إذ فشلت مفاوضات الوضع النهائي،
واندلعت انتفاضة الأقصى على أثر الزيارة التي قام بها أرئيل شارون للحرم
القدسي، مما أدّى إلى تفاقم الوضع، وأشعل مواجهات دامية بين الطرفين
الفلسطيني والإسرائيلي، وهو ما أدّى إلى دخول حالة التفاهم إلى طريق مسدود
أعلن الأردن فيها وقف إجراءات تعيين سفير أردني جديد لدى إسرائيل، وكذلك
خفّض الجانب الإسرائيلي مستوى التمثيل الدبلوماسي بسحب العديد من
الدبلوماسيين في السفارة الإسرائيلية بعمان.
في المرحلة الرابعة (2011-2017) استغلت إسرائيل اندلاع الثورات العربي
وانشغال الدول العربية بمخرجاتها، فشرعت بتوسيع المستوطنات بشكل واسع وصل
إلى 130% مقارنةً بالمراحل السابقة، وعملية تهويد القدس وسياسات تهجير
الأهالي بأساليب متعددة، وحماية المستوطنين في استباحة المسجد الأقصى علناً
دون احترام لمشاعر المسلمين، وشهدت هذه المرحلة أخيراً حادثة السفارة في
عمان لتشهد العلاقة بين الطرفين حالةً جديدةً من التوتر.
يشير الباحث إلى أن العلاقات الأردنية- الإسرائيلية تتأثر بمجموعة من
القضايا الأساسية وهي، فكرة الوطن البديل، المستوطنات، قضية الجدار العازل،
قضية اللاجئين، استهداف المدنيين، والقدس.
تخلص الدراسة إلى أن
إسرائيل لم تتقيد ببنود معاهدة السلام الموقّعة مع الأردن، وأن العلاقات قد
تشهد توتراً متوقعاً لاعتبارات التهديدات المتسمرة بالتلميح أو التصريح
التي تصدر عن جمعيات ومؤسسات رسمية وغير رسمية، وكذلك عن أعضاء في الكنيست
الإسرائيلي، وللدعوة إلى حل القضية الفلسطينية على حساب الأردن، وللممارسات
الإسرائيلية في القدس، ومحاولة إسرائيل طمس معالم المدينة المقدسة العربية
والإسلامية، وخرق الاتفاق الأردني والإسرائيلي بشأن المقدسات، وللرفض
الإسرائيلي المطلق لحقّ العودة للاجئين الفلسطينيين.
أعلى الصفحة
الجلسة الرابعة:
العلاقات العربية مع إثيوبيا ودول الجوار الأفريقي
الورقة الأولى
العلاقات العربية ودول جنوب الصحراء
(علاقات المشرق العربي ووادي النيل مع دول جنوب الصحراء)
د. عبد السلام بغدادي
يتناول البحث علاقات المشرق العربي ووادي النيل مع بلدان أفريقيا عموماً،
ومع القرن الأفريقي وشرق أفريقيا على نحو خاص، منذ استئناف عقد القمم
العربية- الأفريقية المشتركة عام 2010 وحتى الآن،
ويقسم البحث علاقات العرب مع الأفارقة إلى خمس حقب قديمة وحديثة معاصرة، حيث
امتازت طبيعة العلاقات في كلّ حقبة بسمات معينة، ويتطرق البحث إلى الأهمية
الاستثنائية التي تتمتع بها أفريقيا عموماً، وبلدان القرن الأفريقي وشرق
أفريقيا على نحو خاص، سواءً من حيث الموقع أو الثروات المائية والزراعية
والحيوانية والمعادن، فضلاً عن الاكتشافات الحديثة للبترول والغاز الطبيعي.
ثم ينتقل البحث لمناقشة المحدّدات والمعوقات التي تعرقل فرص الاستثمار
والتجارة والشراكة وقيام سوق عربية- أفريقية مشتركة.
ويوصّف خمس حالات للحراك الدولي والإقليمي في أفريقياهي إسرائيل /تركيا
/ايران (إقليمياً)، الولايات المتحدة/ الاتحاد الأوربي (دوليا)؛ وكلّ من
هذه الحالات لها دوافعها وخطابها الخاص.
ويوصي البحث الطرفين العربي والإفريقي أن ينتبها إلى أن الحراك الإقليمي
والدولي، والذي لا يرى فيه أيّ إشكال طالما لم يتعرض للمصالح العربية/
الأفريقية بشكل مباشر، وإلاّ فأنّه ينبغي في حال الإضرار، تشخيصه والتصدي
له وفق المتاح والممكن، وذلك إلى جانب إيلاء الشراكة العربية الأفريقية
أهمية كبيرة بما يخلق فضاءً استراتيجياً مشتركاً، إن خلصت النوايا وحسنت
التدابير، بتحويل الأفعال من فردي/ سياسي إلى مؤسسي/ وظيفي.
أعلى الصفحة
الورقة الثانية
العلاقات العربية ودول جنوب الصحراء- الأبعاد السياسية
(علاقات دول الشمال الأفريقي العربية مع دول جنوب الصحراء)
د. عمار جفال
اتسمت علاقات الأقطار العربية بشمال أفريقيا ببقية دول القارة جنوباً بقدر
كبير من التواصل، وباستثناء التوترات التي نجمت عن نشاط النظام الليبي في
عهد العقيد، فقد شهدت هذه العلاقات قدراً كبيراً من التواصل الإيجابي على
مختلف المستويات، وبالرغم من الخصوصيات الهوياتية للأقطار المغاربية
وانتمائها الحضاري العربي الإسلامي وانعكاسات المرحلة الاستعمارية، فقد
سارعت بعد الاستقلال إلى إعادة التواصل بالقارة واعتبارها عمقاً
استراتيجياً لانتشارها السياسي والاقتصادي...إلخ. وأصبحت جزءًا فاعلاً في
سياسات القارة الأفريقية وتفاعلاتها الخارجية والداخلية.
ضمن هذا المسار، شهد التمثيل الدبلوماسي لأقطار المغرب العربي بالقارة
تطوراً ملموساً مند الاستقلال، لكن الواضح جداً أنّ حجم هذا التمثيل
وانتشاره ظلّ مرتبطاً جداً بعاملين اثنين هما: الإمكانيات المادية ودرجة
الانخراط السياسي في قضايا القارة. وبناءً عليه، تأتي الجزائر في المقدّمة
ثم ليبيا والمغرب في المرتبة الثانية، ويبقى حجم تمثيل تونس وموريتانيا
ضعيف جداً. لكن بالمقابل، تشهد العلاقات الاقتصادية وتيرة ضعيفة، وباستثناء
الخطوات التي أحرزها المغرب في غرب القارة، تبقى العلاقات الاقصادية بين
شمال القارة وجنوبها محدودة ومرتبطة بالمحاور الكبرى للمبادلات التجارية
العالمية.
على المستوى الثقافي، ارتبط الجهد الرسمي اساسا بالامكانيات المادية
والالتزام السياسي، ولأسباب لغوية، انحصر التعاون في هذا الميدان مع
البلدان الافريقية الفرانكوفونية. بالمقابل حققت المستويات غير الرسمية
المتمثلة خاصة في الطرق الصوفية انتشاراً فائقا في ترسيخ العلاقات الشعبية
بوتيرة تفوق بكثير حجم المستويات الرسمية، والملاحظ في هذا الصدد، أن هذه
"التنظيمات" الشعبية الصوفية وفي مقدمتها الطريقة "التيجانية" تنطلق من
الجزائر والمغرب، وتمتد إلى عموم غرب افريقيا والعديد من دول وسط القارة
وشرقها مثل السودان. وتشكّل قنوات اتصال عميقة ومتجدرة في النسيج الاجتماعي
لما يقارب ثلثي دول القارة.
والواقع أن الانسجام العام بين مواقف الأقطار العربية في شمال القارة بقي
محدوداً ضمن القضايا السياسية الشاملة التي شغلت القارة لعدّة عقود وفي
مقدمتها تصفية الاستعمار وأنظمة التمييز العنصري والنزاعات الحدودية، في
حين خضعت كل أشكال التواصل الأخرى بجنوب القارة للاعتبارات السياسية
والاقتصادية الوطنية لكل دولة عربية على حدة، وهو الأمر الذي أدّى إلى
أشكال من التنافس الصامت أحياناً والمعلن أحياناً أخرى. والواقع أنّ
الأقطار العربية المغاربية وبهذه السياسات تكرّر مع القارة الأفريقية نفس
السياسات التي اتبعتها مع الاتحاد الأوروبي؛ أيْ السياسات الوطنية بدلاً من
السياسات التكاملية القائمة على أساس قدر من التنسيق الإقليمي المغاربي،
وهو الأمر الذي يعمّق من هشاشتها ويزيد من نسبة خسارتها السياسية
والاقتصادية الناجمة عن استمرار حالة "اللامغرب".
أعلى الصفحة
الورقة الثالثة
العلاقات العربية- الإثيوبية
د. بدر شافعي
تبحث هذه الدراسة العلاقات العربية مع إثيوبيا باعتبارها الدولة القائد في
منطقة الشرق الأفريقي وتربطها علاقات تاريخية ودينية وجغرافية، بل وأمنية
واقتصادية بالعرب، حيث تجاوِر بصورة مباشرة ثلاث دول عربية هي الصومال
وجيبوتي والسودان، فضلاً عن الجوار غير المباشر كاليمن والسعودية ومصر.
وقد تناولت الدراسة
محددات العلاقة العربية– الإثيوبية الأمنية منها والسياسية والاقتصادية
والبيئتين الإقليمية والدولية. كما ركّزت الدراسة على قضايا العلاقة
الصراعية والتعاونية والحيادية بين الدول العربية وإثيوبيا، وأخيراً أبرز
التحديات التي تواجه العلاقات.
وخلصت الدراسة إلى أنّ العلاقات الإثيوبية- العربية لا تسير على
وتيرة واحدة، فهي ليست كلها صراعية، وإنّما تمتاز بالتعاون حيناً وبالصراع
حيناً، وبالحياد
في حين ثالث، استناداً للأوضاع الداخلية والإقليمية والدولية، وأنّ القضايا
الخلافية والصراعية ربما تتراجع بعض الشئ لصالح قضايا التعاون، وأنّ
استمرار الصورة الذهنية السلبية لأيٍّ من الطرفين عن الآخر يساهم إمّا في
ضعف العلاقات، أو عدم نموها بسرعة، ومثال ذلك النظرة الخليجية لإثيوبيا، أو
قد يؤدي إلى استمرار الأزمات، ومثال ذلك النظرة الإثيوبية لمصر. وبالنسبة
للعلاقة الإثيوبية مع دول الجوار العربي، فمن المتوقع أن تشهد مزيداً من
التحسّن مع السودان، لاسيّما في ظلّ استمرار الخلافات مع مصر. كما ستظلّ
العلاقة مع الحكومة الصومالية جيّدة طالما لا تطالب بالأوجادين، فيما
ستستمر العلاقة أيضاً جيّدة مع جيبوتي طالما ظلّت هناك حاجة لمينائها
ولدورها الجديد كمنصّة لقواعد عسكرية عديدة.
وانتهت الدراسة بعدد من التوصيات أهمّها:
وضع إطار سياسي عربي موحد للعلاقة مع الأفارقة بصفة عامة، والعلاقة مع
الدول المفصلية مثل: جنوب أفريقيا، نيجيريا، إثيوبيا بصفة خاصة، والتوقف عن
بثّ الكراهية أو الصورة الذهنية السلبية لكلا الطرفين عن الآخر. والتركيز
على الجوانب الإيجابية، وتبني حملات إعلامية تكرّس هذه الإيجابيات، إلى
جانب زياده الاستثمارات وحجم التبادل التجاري مع إثيوبيا، خاصةً مع دول
الخليج.
أعلى الصفحة
الجلسة الخامسة: مستقبل العلاقات العربية-الإقليمية:
محددات وآفاق المستقبل
الورقة
الأولى
مستقبل العلاقات العربية- الإقليمية: محددات وآفاق المستقبل (1)
د. مصطفى عثمان
تسعى هذه الورقة أن
تقدم ملخصاً للحالة العربية الراهنة وعلاقات العرب الإقليمية حاضرها
ومستقبلها، وأن تتلمس نقاط الضعف والقوة فيها. وتشخّص المدارس السياسية
العربية التي عملت على تشكيل الحياة السياسية المعاصرة، وتصنّفها على
أنّها، مدرسة الأسر الحاكمة الملكية والأميرية، مدرسة الوحدة العربية،
مدرسة اليسار العربي، ومدرسة الإسلام السياسي.
كما تؤكد على أنّ
مؤسسات العمل العربي المشترك، كجامعة الدول العربية، ومجلس التعاون
الخليجي، والاتحاد المغاربي، تقف الآن عاجزة عن فعل أي شيء إزاء النزاعات
التي تعصف بالوضع العربي، فضلاً عن أن تفعل شيئًا في مواجهة التدخلات
الخارجية والتمددات الإقليمية في المصالح العربية، بالرغم من أنها أُسِّست
ليكون لها دور تكاملي وتوحيدي تبرز من خلالها الدول العربية كمحور أساسي
ضمن المحاور الإقليمية.
لا يعتقد الباحث أن
التحديات التي تواجه المنطقة العربية يمكن أن ترقى إلى كونها تحدياً
وجودياً بمعنى أنها يمكن أن تزول عن الخارطة، مع إقراره بحجم الصعوبات
والتحديات التي تجعل العرب عاجزين عن اللعب بدور فعّال في النظام الإقليمي،
ويشير إلى أن القوى الإقليمية الفاعلة كإسرائيل وإيران وتركيا يمكن التعامل
معها من خلال قراءة الحاضر والمستقبل والتخطيط السليم في التعامل معهم.
وتخلص الورقة إلى أن
المشروع العربي يجب أن تتوافر فيه استراتيجية للإصلاح الشامل، تستند على
معالجة الاختلالات البنيوية والهيكلية في الاقتصاد، وإنهاء النزاعات
العربية– العربية، وتعزيز مؤسسات العمل العربي المشترك وإنشاء مؤسسات لفض
النزاعات، وتوحيد المواقف العربية تجاه القضايا العربية الكبرى كالقضية
الفلسطينية والقضايا الإقليمية والدولية، وتحديد القضايا الإقليمية مثل
قضايا مكافحة الإرهاب والتطرف والمجموعات الانفصالية والتدخلات الخارجية
باعتبارها قضايا تهم الأمن والاستقرار في المنطقة وتمسّ العرب والشركاء
الإقليميين وتوحيد الموقف حولها، ولتكون مدخلاً لاستراتيجية إقليمية يكون
العرب ضلعاً فاعلاً فيها.
أعلى الصفحة
الورقة الثانية
مستقبل العلاقات العربية- الإقليمية: محددات وآفاق المستقبل (2)
د. نورهان الشيخ
تسعى الدراسة إلى
تقديم تصوّر لمستقبل العلاقات
العربية الإقليمية فى ضوء المتغيرات والعوامل المختلفة المؤثرة، والتي يمكن
بلورتها فى إطار ثلاثة محاور أساسية: يتعلق الأول بالواقع العربي، ويتضمّن
قدرة الدول العربية على تجاوز أزماتها الداخلية واستعادة استقرارها
وتماسكها المجتمعي، واستئصال الإرهاب والقضاء عليه، وتجاوز أزمة تداعي
الدولة الوطنية في العالم العربي، وتحقيق الوفاق العربي والوصول إلى رؤية
واستراتيجية عربية مشتركة. ويتعلق الثاني بالقوى الإقليمية المجاورة ومدى
قدرتها على تقديم تنازلات تسمح بإعادة بناء الثقة معها. أمّا المحور الثالث
فيتعلق بالسياق الدولي الذى تتم فى إطاره محاولة إعادة صياغة العلاقات
العربية الإقليمية.
تخلص الدراسة إلى أن
العلاقات العربية الإقليمية تموج بالعديد من الإشكاليات التى تزداد حدة
وتعقيداً بفعل التعقيدات فى الداخل العربي ومحيطه الإقليمي وسياقه الدولي،
وفى إطار هذا المشهد المضطرب للشرق الأوسط يصعب رسم خط واضح لاتجاه
العلاقات العربية الإقليمية مستقبلاً، إلا إن هناك مجموعة من التوجهات التى
تؤشر إلى مستقبل هذه العلاقات:
أولها، إن إعادة
صياغة هذه العلاقات فى المستقبل يعتمد إلى حدّ بعيد على نجاح الدول العربية
في تجاوز أزماتها وعدم الاستقرار الذى يجتاحها، واستعادة قوّة الداخل بها
من ناحية، وتجاوز الخلافات العربية العربية، والوصول إلى حدّ أدنى من
التوافق والمشتركات فيما يتعلق بالقضايا العربية، وبالعلاقات العربية مع
المحيط الإقليمي، وأنه ليس من المتصور أن تنجح الدول العربية مستقبلاً فى
بناء علاقات متوازنة مع القوى الإقليمية دون ذلك.
ثانيها، رغم
الخلافات المصرية التركية، وموقف أنقرة من الأزمة القطرية والذى جاء غير
متوقع بالنسبة لدول الخليج الثلاثة المعنية بالأزمة، ستظلّ تركيا حليفاً
أكثر منها تهديداً بالنسبة لغالبية الدول العربية لا سيما دول الخليج.
ثالثها، رغم التقارب
الإيراني مع عدد من الدول العربية وفى مقدمتها قطر، فإنه على الأرجح ستظل
عدد من الدول العربية الأخرى تنظر إلى طهران على أنها تهديد مباشر لأمنها
القومي خاصة السعودية والبحرين والإمارات، وهى الدول الثلاثة التى دعت
لانعقاد مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية فى 19 تشرين الأول/
نوفمبر 2017 لبحث كيفية التصدى للتدخلات الإيرانية فى شؤون الدول العربية
وتقويضها للسلم والأمن العربي. رابعها، أنّ القضية
الفلسطينية ستظلّ موضع إجماع العرب، ولكنّها تحتاج إلى تحرك عربي ضاغط في
مواجهة السياسات الإسرائيلية، ويطالب البعض فى هذا الإطار بسياسات عربية
نشطة لملاحقة "إسرائيل" في المنظمات الدولية المختلفة.
وتختم الدراسة بأن
مستقبل العلاقات العربية الإقليمية سيبقى رهناً بالإرادة العربية ومدى
قدرتها على إعادة البناء الداخلي والإنطلاق بقوة ورؤية مشتركة لمراجعة
علاقاتها مع القوى الإقليمية على النحو الذى يعظم الشراكات ويحدّ من
التحديات التى تمثلها سياسات ومواقف هذه القوى وتدخلاتها فى العالم العربي.
أعلى الصفحة
|