اليوم الأول: الثلاثاء 9/12/2014 |
09:30-11:00 |
جلســة الافتتــاح |
11:00-11:30 |
استراحــــــــة |
11:30-01:30 |
الجلسة الأولى:
·
التحولات في الحرب على غزة في ضوء
عناصر القوة والضعف لدى الطرفين
·
عناصر القوة والضعف لدى المقاومة
الفلسطينية في ضوء الحرب وإمكانية
تعزيز عناصر القوة
·
عناصر القوة والضعف لدى إسرائيل في
ضوء الحرب وأثرها في نظرية الأمن
الإسرائيلية |
01:30-03:00 |
استراحـــــــــة
غـــــــــداء |
3:00-05:30 |
الجلسة الثانية:
التحولات في الأداء الميداني
(العسكري- الأمني- الإعلامي)
·
التحولات
في الأدء العسكري لدى المقاومة
مقارنةً بالأداء الإسرائيلي
·
تأثير الصواريخ الفلسطينية على الجبهة
الداخلية الإسرائيلية
·
التحولات في الأداء الإعلامي الحربي
الفلسطيني (المقاوم والداعم
للفلسطينيين) مقارنة بالأداء
الإسرائيلي |
اليوم الثاني: الأربعاء 10/12/2014 |
10:00-12:00 |
الجلسة الثالثة:
التحولات في الأداء السياسي في ضوء
حرب غزة 2014
·
التحولات في الأداء
السياسي الفلسطيني والإسرائيلي
·
التحولات في الأداء السياسي العربي
والإقليمي
·
التحولات في الأداء السياسي
الدولي |
12:00-12:30 |
استراحـــــــة |
12:30-02:30 |
الجلسة الرابعة:
تداعيات الحرب على غزة 2014
·
التداعيات على الواقع الفلسطيني
الداخلي
·
التداعيات على الواقع الإسرائيلي
الداخلي
·
التداعيات على الواقع الإقليمي
والدولي
·
التداعيات على
ملف جرائم الحرب الإسرائيلية |
02:30-03:30 |
استراحــــــة
غــــداء |
03:30-05:30 |
الجلسة الخامسة:
ملامح الرؤية المستقبلية لما بعد
الحرب على غزة 2014 |
ورقة العمل الرئيسة
اشكلت الحرب على غزة عام 2014 لحظة فارقة في تاريخ الحروب العربية- الإسرائيلية منذ منتصف القرن الماضي، حيث قدّمت المقاومة الفلسطنينية أداء عسكرياً وأمنياً وإعلامياً متميزاً فاجأ الإسرائيليين، كما كرّس الفلسطينيون في القطاع نموذجاً شعبياً في الصمود أسند المقاومة وحماها في وجه ما تملكه إسرائيل من قوة تدميرية، والتي حاولت أن تُخفي إخفاقها في التقدير والأداء وراء قتل المدنيين وتدمير المباني والبنى التحتية في غزة.
كما شكلت هذه الحرب لحظة فارقة في ضوء ما سبقها من ظروف صعبة على المستوى الفلسطيني والعربي والدولي كانت تؤشر جميعاً إلى تقدم الوضع الاستراتيجي لإسرائيل في المنطقة بعد التراجعات التي لحقت بها خلال الأعوام 2011-2013، ومن أبرزها؛ تخلي حماس عن الحكومة في غزة مقابل تشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة محمود عباس مع استمرار التنسيق الأمني مع إسرائيل، وتفاقم تراجع قوة المقاومة في الضفة الغربية سياسياً وعسكرياً، وتراجع الوضع السياسي والاستراتيجي للقضية الفلسطينية عربياً ودولياً، وتنامي "الحرب" على حركات الإسلام السياسي المعتدل من قبل بعض الأنظمة العربية وهو ما أدى إلى تراجعها مؤقتاً، مقابل تنامي دور الجماعات المتطرفة المسلحة في سوريا والعراق على حساب هذا التيار المعتدل، ويضاف إلى ذلك تفاقم الحرب الطائفية والصراع الطائفي في المنطقة العربية (العراق، سوريا، اليمن...) وانكفاء إيران عن دعم المقاومة الفلسطينية بسببها.
ورغم ذلك، فقد رافق الحرب ظروف إيجابية من أبرزها تنامي قوة المقاومة في غزة تقنياً وتخطيطياً، وانسداد أفق أي تصفية سياسية للقضية الفلسطينية، إضافةً إلى تعافي الدور الإقليمي التركي (المؤيد للقضية الفلسطينية) في أعقاب الانتخابات البلدية الأخيرة، فضلاً عن استمرار الحراك الشعبي العربي من أجل الديموقراطية وإن بوتيرة مختلفة، وعدم حسم الصراع الداخلي العربي لصالح مزيد من الديكتاتورية والقمع في المنطقة العربية.
ومع ذلك، فإن غالب الظروف كانت تؤشر إلى أن اللحظة كانت مواتية لإسرائيل لوضع حدّ "لمعضلة غزة" التي لم تستطع حسمها منذ عام 2006 رغم الحصار والقتل والتدمير والحروب
العسكرية المتتالية، غير أن نجاح المقاومة الفلسطينية في التصدي للعدوان ومفاجأة العدو وإفشالها لأهدافه وتأثيرها على صورة إسرائيل بوصفها القوة الضاربة في المنطقة، شكّل رافعة ومتغيراً حيوياً وجديداً انعكس على كل هذه الظروف وغيّر فيها، وربما يفسر تسارع الجهود الغربية لإدخال شعوب المنطقة في معركة جديدة مع ذاتها، والتي أمكن بلورتها بما عُرِف بالحرب على "داعش" بعد التوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وقد تعالت بعض الأصوات الفلسطينية والعربية في أعقاب الحرب على غزة تشكك وتهوِّن من إنجاز المقاومة الفلسطينية؛ يبدو أن هدفها التشكيك في فعالية ما تطرحه المقاومة من أدوات لإدارة الصراع مع إسرائيل، وعلى رأسها النضال المسلح. والمستغرب في هذا السياق أن الأجواء العامة في إسرائيل في أعقاب الحرب كانت أجواء إحباط وفشل بسبب قناعة تولدت لدى معظم الإسرائيليين بأن أهداف هذه الحرب لم تتحقق، وأن المقاومة في غزة واجهت الجيش الإسرائيلي بقوة وكفاءة متميزة، كما أنها أصبحت تدرك أن الزمن لم يعمل لصالح إسرائيل في غزة، بل عمل لصالح تقوية المقاومة وزيادة كفاءتها والتفاف الشعب حولها.
ورغم الإنجاز والتحول الذي تحقق في الحرب، فإن
المشهد الفلسطيني والعربي ما زال أمامه الكثير
من التحديات لاستكمال الإنجاز ولاعتبار ما حدث
في غزة بالفعل تحولاً كبيراً يمكن له أن يغيّر
في الديناميات والنظريات الحاكمة للصراع
العربي الإسرائيلي منذ فترات طويلة. ومن أبرز
هذه التحديات تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية،
وحماية المقاومة برنامجاً وسلاحاً، وإعادة
القضية الفلسطينية إلى موقعها العربي والدولي،
والقدرة على الاستثمار السياسي للإنجاز في غزة،
والضغط المستمر على إسرائيل لالتزام شروط وقف
إطلاق النار، والاستعداد للجولة التالية من
الحرب، فضلاً عن عدم السماح للحرب على "داعش"
بالتغطية على نتائج الحرب على غزة وتداعياتها
على الأقل فلسطينياً وعربياً.
كلمة الافتتاح
جـواد الحمـد - مدير مركز دراسات الشرق الاوسط-الاردن
بسم الله الرحمن الرحيم
اصحاب المعالي والسعادة والفضيلة والعطوفة
السادة الاساتذة والعلماء والخبراء والباحثين
السادة الضيوف
احييكم في صباح هذا اليوم من ربى عمان وجبال الاردن الشامخة، واحيي سواعد ابناء فلسطين والاردن التي سطرت ولا تزال تسطر تاريخ المجد والعز على ثرى فلسطين والاردن ، وارحب باخواننا القادمين من فلسطين ومن دول عربية اخرى في بلدهم الثاني الاردن، وتحية للشعب العظيم الصامد في غزة..
السادة الضيوف الكرام
نلتئم اليوم في ظل عمليات استنزاف داخلية هائلة اصابت الكثير من الدول العربية ، نلتئم اليوم واسرائيل تحاول ان تعمل بوصفها دولة دائمة العضوية في المنطقة، نلتئم اليوم والتحريض الاميركي والاسرائيلي والضغوط لا تتوقف على نخب الامة السياسية والفكرية والاعلامية للزج بنا في معارك داخلية طاحنة تذهب قوتنا وتضعف عزيمتنا وتفني مواردنا وتدعم مصالح وسياسات عدونا وتوفر له بيئة مريحة لممارسة استيطانه وتهويده للقدس واستمرار سياسته غير الإنسانسة بحق الشعب الفلسطيني.
ان ندوة اليوم تتحدث عن الصراع المركزي للامة مع الاحتلال الاسرائيلي ، وعن القضية الفلسطينية التي كانت ولا تزال القاسم المشترك الاعظم بين قوى الامة ونخبها السياسية المختلفة برغم بعض التصدعات المؤقتة، والتي تحاول اسراائيل والولايات المتحدة ان تبعدها عنها ، كما حاولت مرارا ، بفتح معارك جانبية فيما يعرف بالحرب ضد الارهاب والتطرف ، وتعمل اسرائيل على زج قوى المقاومة الفلسطينية في هذه التصنيفات ، وكان تصريح وزير خارجية الولايات المتحدة غير موفق ولا منطقي بوضع حركة حماس في سياق تناول التطرف في المنطقة الى جانب داعش وبوكو حرام ، لينسي العرب ان حماس والمقاومة الفلسطينية من أنبل ظواهر النضال العربي ضد الاستعمار والتي سنحتفل بمرور خمسين عاما على انطلاقتها وهي تقدم التضحيات والشهداء والمعتقلين والجرحى (لانهاء الاحتلال الاسرائيلي) (ورفع المعاناة) (والمظلمة عن شعبها).
وبرغم التحديات التي واجهتها والانعطافات الصعبة التي اعترت طريقها غير أنها سلمت رايتها جيلا بعد جيل وفكرا بعد فكر إلى أن استقر بها الحال اليوم لتعمل في قلب الاحتلال على راض فلسطين بقوة واقتدار ووحدة وتماسك، وان بعض الخلاف السياسي المرتبط بأبعاد عربية وإقليمية ودولية في صفوفها لا يمكنه أن ينهي الظاهرة.
الاخوة والاخوات
لقد حققت المقاومة الفلسطينية في مواجهة العدوان الاسرائيل على غزة عام 2014 ثلاث نتائج اساسية اعتقد بانها تصلح لتكون قاعدة انطلاق للوحدة الوطنية في البلاد العربية، وان تكون اساس استراتيجية عربية مشتركة لانجاز حقوق الامة في فلسطين ، وهي : الاولى، ان الشعب الفلسطيني ومقاومته يمثل قوة يمكن الاعتماد عليها لكسر شوكة اسرائيل وغروها وعدوانيتها وافشال عملياتها العسكرية وهي في اوج حشدها واستعدادها ، والثانية، ان ثمن المواجهة لانهاء الاحتلال الاسرائيلي للاراضي العربية والفلسطينية المحتلة اقل كلفة بكثير من ثمن بقائه والسلام معه، وذلك على الصعد المادية والسياسية والأمنية، وأنه مدخل أساسي لتحقيق الاستقرار في البلاد العربية والتوجه نحو التنمية والبناء النهضوي الكبير، وهو يستند إلى الوقوف إلى جانب وخلف المقاومة الفلسطينية ودعمها ورفض أي ضغوط تسعى لدفع أي طرف عربي للاشتباك معها أو التضييق عليها بحجج مختلفة ، والثالثة، ان فلسطين وقضيتها لا تزال القاسم المشترك الصالح لالتقاء القوى السياسية والنخب العربية الحاكمة قطريا عليها ، والصالح أيضا ليكون أساس التوحد الفكري للقوى السياسية في الوطن العربي ولتوجهات وسياسات الدول العربية باستراتيجيه موحدة بعيدا عن الفتن والدسائس الدولية والإقليمية والإسرائيلية بينها، ما يدفع الطاقات والقدرات والامكانات نحو تحقيق الاستقرار في المنطقة ، ويضعف تنامي المجموعات المتطرفة التي تدفعها بعض الاطراف لاستنزاف بلادنا داخليا كما هو الحال مع القاعدة وداعش وغيرهما.
السادة الضيوف
لقد شكلت المعركة الأخيرة بين المقاومة الفلسطينية واسرائيل على ارض قطاع غزة مرحلة تحول كبيرة في طبيعة المواجهة من جهة، وفي العوامل والمحددات الحاكمة لنتائج المواجهة من جهة أخرى، حيث كان عامل الوحدة الداخلية بين قوى المقاومة حاسما لتحقيق انجازات كبيرة، كما كان الصمود الشعبي وسعة الأفق لدى الفلسطينيين هناك في تعاملهم مع الخراب والدمار الذي صنعه العدوان الصهيوني، وفي الاستجابة الدولية على مستوى المجتمع المدني في كل من أوروبا وأميركا اللاتينية ، وعلى مستوى الحكومات في أميركيا للاتينية، وفي الاستجابة المحدودة المتأخرة نسبيا للشعوب العربية والإسلامية دور مهم في إعادة تنظيم وتأطير العقل العربي إزاء طبيعة التحديات وطبيعة المواجهة الممكنة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.
فبرغم ضعف الدعم السياسي العربي الرسمي، وبرغم الحصار الخانق ولأول مرة على القطاع، وبرغم التشويش الإعلامي من قبل بعض النخب والقوى السياسية، وبرغم انخراط الدول والقوى السياسية العربية في معارك داخلية متنوعة وعلى مختلف المستويات ، غير أن المقاومة تمكنت من هزيمة الآلة العسكرية الصهيونية وكبدت قوات الاحتلال خسائر غير مسبوقة ، في علميات نوعية غير مسبوقة أيضا تجاوزت مشهد الصواريخ والقذائف المدفعية عبر الأثير إلى الاشتباك والمواجهة الميدانية عالية المستوى والتي تصلح لتكون كراسات لتدرس في كليات الأركان العربية .
وبرصد دقيق ومتأن جدا لحجم ونوع الخسائر العسكرية في الجانب الاسرائيلي يتبين من التقرير الذي نشره المركز والذي اقتصر على المصادر الاسرائيلية فقط، ان الإصابات في الجيش الإسرائيلي كانت أكثر من 1637 جنديا وضابطا بين قتيل وجريح، وان القبة الحديدية التي قدمت كأسطورة لبيعها في سوق السلاح العالمية كانت كفاءاتها بالمتوسط لا تزيد عن 16% ، وبرغم التبريرات والمسوغات التي ساقها الاعلام الاسرائيلي لتبرير انخفاض هذه النسبة غير انها تبقى الحقيقة بان اجواء اسرائيل غير قابلة للحماية حتى الان من صواريخ متوسطة المدى ، وان بعض المواجهات الميدانية كما في حي الشجاعية سقط فيها عشرات الجنود خلال ساعات بين قتيل وجريح ، ولولا الجهود الاقليمية والدولية لدعم الموقف الاسرائيلي وتشجيعه على الصمود الى حين تحقيق وقف اطلاق نار لا يحقق شروط المقاومة لاعلنت اسرائيل وقف اطلال النار من جانب واحد كما فعلت عام 2009، حيث كان رئيس وزرائها قد اعد العدة لسحب 12 الف جندي من المعركة واستبدالهم باخرين بسبب الانهاك والانهيار المعنوي الذي اصابهم .
لذلك فان اسقاط مشهد هذه المعركة ومفاعيلها على مشهد افتراضي يقوم أساسا على مواجهة فلسطينية في الضفة والقطاع لقوات الاحتلال مدعومة ماليا وعسكريا وامنيا وسياسيا واعلاميا من الدول العربية وقواها السياسية الشعبية كان سينهي الاحتلال خلال اسابيع او اشهر، ولذلك فان فتح التفكير العملي والواقعي باتجاه إمكانية إنهاء ظاهرة الاحتلال اعتمادا على المقاومة الفلسطينية وتضحيات وصمود الشعب لفلسطيني تبدو ممكنة في حال توفر الارادة السياسية المؤقتة لدى النخب الحاكمة والقوى السياسية الشعبية العربية ، وهو ما يستحق اليوم النظر والتفكر .
السادة الضيوف
ان توجه الطاقات والقدرات نحو مصدر التهديد الاسترايتجي للعرب الذي كان ولا يزال وهو الخطر الصهيوني المتمثل بالاحتلال الاسرائيلي لفلسطين ، انما يمثل استدارة تاريخية اصبحت الظروف مهياة لدراستها ، حيث ان ما نراه اليوم من سياسات مرتجلة ، وصرف للموارد على المعارك والخلافات الداخلية لا يمكن ان يصل بالامة الى الاستقرار الداخلي ولا ان يخفف عنها مخاطر التهديد الخارجي والداخلي، فقد كان وجود اسرائيل مصدر اضطراب دائم ولا زال، وهي عنوان الفوضى في المنطقة ، وهي مصدر القلاقل الداخلية وذريعتها في غالب الاحيان.
الاخوة الكرام
ان الاولويات الفلسطينية اليوم لتحقيق موقف عربي داعم ومساند ، تستند الى النجاح بتحقيق صورة من التلاقي الفلسطيني على المشترك في مقاومة الاحتلال وانهائه بعيدا عن الخلافات الايديولوجية والتنظيمية، وان ما نشهده في الساحات الفلسطينية من استنزاف وتكلس سياسي انما يخدم برنامج الاحتلال ويطيل امده، واعتقد ان الاستناد الى قوة الشعب وقدراته ودعم الشعوب العربية هو منطلق الاتفاق الممكن، وبرغم ما للتحرك السياسي على المستوى الدولي من اهمية في توعية الراي العام ومنع اسرائيل من الاستفراد بالقوى الدولية والمجتمع الدولي ، غير انه يبقى عاملا مساعدا ولا يملك اي الية لحسم الصراع مع الاحتلال، بينما تمثل المقاومة (( كما مثلت سابقا في معاركها المشرفة : في الكرامة عام 1968، وكفار شوبا عام 1978، تموز 2006، ومعركة 2008-9 ومعركة 2012 ومعركة 2014 في غزة )) ، تبقى القوة الضاغطة العملية لاتخاذ قرارات اسرائيلية وضغوط دولية لانهاء الاحتلال، وهو ما يستدعي اعادة النظر جديا بالموقف العربي من التعامل مع الاحتلال الاسرائيلي والمقاومة الفلسطينية ، وانه في ظل تنامي التطرف واحيانا الارهاب من قبل مجموعات متطرفة تبتعد كثيرا عن الفهم السليم والمتوازن والمعتدل للدين والفكر العربي الاسلامي، فان التوجه نحو دعم المقاومة الفلسطينية وتوفير البيئة الحاضنة لها من قبل الدول العربية ،كما كانت تفعل في عقود خلت، ربما يكون مدخلا مهما لافقاد هذه المجموعات اساس الفكر الذي تروجه لجذب الشباب العربي واستنزاف طاقاته وقدراته في معارك داخلية عنفية مضرة بمشروع الامة ومصالحها واستقرارها.
الاخوة المشاركون المحترمون
لقد احببت ان اشارككم بعض الافكار حول موضوع الندوة، غير ان محاور الندوة واوراقكم واطروحاتكم فيها بالتاكيد ستقد الكثير مما هو اعمق مما عرضت بعجالة في هذه الكلمة، ولكنني احب ان اختم كلمتي بالقول:
ان الوحدة الوطنية الفلسطينية على قاعدة الشراكة الوطنية الجامعة لمواجهة الاحتلال الاسرائيلي وانهائه، والتوحد العربي الرسمي والشعبي على دعم الشعب الفلسطينية وصموده ومقاومته الشعبية والمسلحة لمواجهة اي عدوان اسرائيلي، وافساح المجال للقوى السياسية العربية بكل اتجاهاتها للعمل على توفير هذا الدعم للمقاومة ولصمود الشعب الفلسطيني، واستمرار الجهود العربية الرسمية دوليا واقليميا لمحاصرة الرواية الاسرائيلية، ورفع الغطاء الدولي عنها عبر الوسائل الحقوقية والقانونية وعبر الامم المتحدة ، وكذلك العمل على تشكيل مجموعات ضغط دولية متعددة الالوان والاتجاهات من الدول الصديقة للقضية ومن القوى المدنية والحقوقية التي تؤمن بالحرية وتقف الى جانب مظلمة الشعب الفلسطيني في العالم ، وان تيم التعبير والترويج لهذه الاستراتيجية اعلاميا وسياسيا ودبلوماسيا في الداخل والخارج ربما يشكل حالة من النهوض الفكري والسياسي والنضالي لدفع اسرائيل للاستجابة للضغوط والقرارات الدولية والعربية القاضية بانهاء الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة على ارض فلسطين بوصف ذلك حقا طبيعيا للشعب الفلسطيني وان يمارسه تحت بند حق تقرير المصير ، وهو ما سيشكل نقلة نوعية في السياسة العربية وفي البيئة العربية الداخلية، وفي فتح مسار متماسك لاستيعاب طاقات وتوجهات الشباب العربي بعيدا عن التطرف والارهاب ، وما سيشجع عشرات الدول في العالم لتقف الى جانب العرب وقضيتهم المركزية في فلسطين، واحب ان اؤكد ان حجم الكلفة المالية والسياسية لمثل هذه التوجهات والتفكير والاستدارة الاستراتيجية اقل بكثير مما تدفعه الامة اليوم من دمائها واموالها وسياساتها والاضطرابات فيها واستنزافها الداخلي ، وربما لا يشكل اكثر من 20%.
عموما تبقى الفكرة والاطروحة قابلة للنقاش والنقد والنقض والتطوير، لكن بقاء الحال على ما هو عليه بعد الحرب الاخيرة على غزة يعد ادارة للظهر عن الحقائق و، واستمرارا لنهج الياس واستسلاما للامر الواقع الذي تفرضه اسرائيل وحلفاؤها على العرب .
ختاما،، اهلا وسهلا بكم، والامل قائم في قدرة حضراتكم على امتشاق الافكار وتقليبها سواء في استخلاص العبر والدروس او القراءات الاستراتيجية او في مجال التفكير والتخطيط للمستقبل ولو بملامح اولية تخدم صانع القرار الرسمي والشعبي الفلسطيني والعربي على حد سواء نحو دور اكثر فاعلية وجدية ، واملا بتحقيق انهاء الاحتلال الاسرائيلي واحقاق حقوق الشعب الفلسطيني وعودته الى ارضه واقامة دولته المستقلة بكامل ارادته الحرة على ارضه مثل بقية شعوب العالم . والسلام عليكم ورحمة الهع وبركاته.
ملخصات أوراق العمل
الجلسة الأولى:
التحولات في الحرب على غزة في ضوء عناصر القوة والضعف لدى الطرفين
الورقة الأولى: عناصر القوة والضعف لدى المقاومة الفلسطينية في ضوء الحرب
وإمكانية تعزيز عناصر القوة
الدكتور قاصد محمود/ الأردن
أجملت الورقة عدداً من نقاط الضعف والتحديات التي تواجهها المقاومة في قطاع غزة، ومن أبرزها: الحصار الخانق التي يتعرض له قطاع غزة منذ 2007، وارتفاع وتيرة الملاحقة والتضييق على القاعدة الاجتماعية للمقاومة في الضفة الغربية سواءً من قبل إسرائيل أو من قبل السلطة وأجهزتها، وتعثر او تباطؤ خطوات المصالحة الفلسطينية وانعكاسات ذلك على برامج إعادة بناء القطاع وفك الحصار، وازدياد حدة الضغوطات والتأثيرات السلبية على الشعب في غزة بسبب البطء الشديد للإعمار وخصوصاً الايواء والنقل مع دخول فصل الشتاء، وحالة التفكك والضعف والصراعات الداخلية العربية واخراج او تحييد معظم القوى العربية من معادلة المواجهة مما افقد المقاومة السند والظهر العربي.
وفي المقابل خلصت الورقة إلى أن قطاع غزة نجح في العقد الماضي في ابتكار وتطوير إمكانات شملت كافة المكونات الشعبية والعسكرية والسياسية للقطاع التي باتت تشكل عوامل قوة مؤثرة، ومن أبرزها: العامل المعنوي أو النفسي (مضاعف القوة) وارتباطه بالعقيدة والقيم والذي يتقوى مع تأزم الحصار، وتأسيس البنى التحتية لتحقيق القدرة على التحمل والصمود، والإمكانات العسكرية الدفاعية والهجومية؛ وهي ما أثبت قدرة القطاع على رد الفعل بشكل مفاجئ، والكفاءة القتالية في الحرب دون التقليدية، والامتداد الشعبي للمقاومة على المستوى المحلي وعلى المستوى الإقليمي.
وفيما يتعلق بإمكانية تعزيز عناصر القوه، أجملت الورقة عدداً من هذه العناصر، ومن أهمها: تهويد القدس والاستيطان الإسرائيلي، وهو ما من شأنه أن يزيد من التأييد والدعم العربي والإسلامي لنهج المقاومة. والسياسات الإسرائيلية وانعدام الأمل أمام الحلول والمسارات التفاوضية. وحالة الانكشاف للأطماع الصهيونية الإقليمية خصوصاً يهودية الدولة والوطن البديل وعدم عودة للاجئين. وبوادر الانفراج في العلاقات خلال العدوان الأخير على غزه والتأييد الذي أبدته إيران وحزب الله بفتح الباب أمام إعادة بناء وترميم العلاقة مع المقاومة مما يعزز من نهج المقاومة وقوتها. والبناء على حالة التعاطف والتأييد لدى كثير من دول أمريكا الجنوبية وأوروبا خصوصاً لدى الشعوب والبرلمانات وتوظيفها للضغط على المواقف الرسمية لتلك الدول بما يخدم نهج المقاومة واسترجاع الحقوق.
الورقة الثانية: عناصر القوة والضعف لدى إسرائيل في ضوء الحرب وأثرها في نظرية الأمن الإسرائيلية
الدكتور مهند مصطفى/ فلسطين
تهدف الورقة إلى رصد مكامن القوة والضعف في النظرية الأمنية الإسرائيلية خلال الحرب على غزة، وتعتمد الورقة على تحليل التحولات التي ظهرت في نظرية الأمن الإسرائيلية في العقد ونصف الأخيرين وتطبيقاتها خلا العدوان على قطاع غزة، انتقلت نظرية الأمن الاسرائيلية من مرحلة الحرب ضد جيوش منظمة إلى حرب منظمات عسكرية، وهو ما يطلق عليه في أدبيات العلوم السياسية حرب العصابات. كيّفت نظرية الأمن الإسرائيلية نفسها تدريجياً مع هذا النمط الجديد من الحروب وخاصة بعد انتفاضة الأقصى عام 2000، ووصلت ذروة التكيّف خلال حرب لبنان الثانية عام 2006. أُطلق على هذه الحروب في الأدبيات الإسرائيلية "حروب إسرائيل الجديدة" لتمييزها عن الحروب القديمة. ورغم التطور الذي تحدثه إسرائيل بشكل دائم على نظريتها الأمنية في حروبها الجديدة نحو تطوير منظومة قتالية متكاملة لهذا النوع من الحروب إلا انها لم تستطع أن تحسم حرباً واحدة من حروبها الجديدة، أو أن تقدم "صورة انتصار" كما يسميها الإسرائيليون للجمهور الإسرائيلي. حاولت إسرائيل تطبيق منظومتها الجديدة خلال الحرب على غزة في الصيف الماضي، وتعتمد هذه النظرية على معاقبة السكان المحليين لدعمهم للمقاومة، وفي نفس الوقت حماية سكان دولة الاحتلال من صواريخ المقاومة. لعبت هذه المعادلة دوراً كبيراً خلال الحرب الأخيرة على غزة من خلال منظومة القبة الحديدية التي طورتها إسرائيل، رغم الجدل الإسرائيلي الداخلي حول فاعلية وحاجة هذه المنظومة، التي من جهة تحاول حماية سكان دولة الاحتلال من صواريخ المقاومة، وخاصة صواريخ متوسطة المدى، ومن جهة أخرى تحفز المقاومة على ابتكار منظومات صاروخية تجتاز القبة الحديدية، فهذه القبة تملك ضعفها في نجاحها في الوقت ذاته.
استعملت إسرائيل خلال الحرب "نظرية الضاحية" وهي النظرية التي طورتها بعد حرب لبنان، وتهدف الى احداث دمار كبير في المناطق المدنية لمعاقبة شعب المقاومة، وقد فشلت هذه النظرية في قطاع غزة، لأسباب كثيرة منها ما يتعلق بصمود سكان غزة، الضغط الدولي على الجرائم المترتبة على هذه النظرية، وعد فاعليتها في ردع المقاومة. ومن هنا يمكن القول إن نقاط ضعف إسرائيل تنطبق على نقاط ضعفها في كل حروبها الجديد ومنها على سبيل المثال: فشلها في ردع منظمات عسكرية يحميها سكانها المدنيين، فشلها في حسم معارك في هذا النوع من الحروب، وفشلها في إنهاء المعارك بسرعة بعد بدايتها، فإسرائيل قد تبدأ الحرب ولكنها لا تسيطر على نقطة نهايتها.
الجلسة الثانية:
التحولات في الأداء الميداني (العسكري- الأمني- الإعلامي)
الورقة الأولى: التحولات في الأدء العسكري لدى المقاومة مقارنةً بالأداء الإسرائيلي
الدكتور فايز الدويري/ الأردن
منذ تأسيس حركة حماس وهي تمثل قطب الرحى في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، ومثل الشهيد المهندس يحيى عياش رأس الحربة في مقارعة الاحتلال بما تيسر من إمكانات متواضعة، ولكنه بجهوده الحثيثة وضع المقاومة الفلسطينية على خط المقاومة المسلحة فاتحاً آفاقاً واسعةً لتطوير القدرات والإمكانات التي أضحت تقض مضاجع الإسرائيليين على مختلف الصعد السياسية والعسكرية والاجتماعية والأمنية والاقتصادية. كانت ولا تزال غزة تمثل الشوكة في خاصرة الاحتلال، ولم يكن الانسحاب الإسرائيلي إلا دلالة على عدم قدرة إسرائيل على السيطرة على غزة والقضاء على المقاومة فيها. شنت إسرائيل في نهاية عام 2008 عملية الرصاص المصبوب والتي قابلتها فصائل المقاومة بـ "معركة الفرقان" والتي امتدت لمدة 23 يوماً، وصلت دائرة تأثير صواريخ المقاومة لأربعين كيلومتر داخل الأرض المحتلة وهو مدى صواريخ جراد2، ثم جاءت بعد ذلك حرب عام 2012 والتي وصلت صواريخ المقاومة غلى 75 كيلومتر لتطال تل أبيب لأول مرة. وفي الثامن من تموز/ يوليو 2014 بدأت إسرائيل حربها الثالثة على قطاع غزة باسم الجرف الصامد، لتعلن حماس ومعها بقية الفصائل المقاتلة بدء معركة "العصف المأكول"، فما هي نقاط الاختلاف عن الحروب السابقة وكيف أدارت فصائل المقاومة عملياتها القتالية؟
ارتكبت القيادة العسكرية الإسرائيلية خطاء استراتيجياً رئيساً تمثل في إعادة استنساخ خططها العسكرية السابقة دون أن تأخذ في حسبانها قدرات المقاومة على التطوير والابتكار في المجالين التقني والمهاري، فبدأت عملياتها العسكرية بحملة جوية مكثفة وقصف مدفعي وصاروخي على أهداف منتقاة من بنك الأهداف الإسرائيلي، وتراوحت تلك الأهداف بين أهداف عسكرية شملت منصات إطلاق الصواريخ والأنفاق ومؤسسات الحكومة السابقة، ولكن العدد الأكبر من الأهداف كانت مدنيةً شملت منازل ومباني مدنية ودور عبادة ومدارس وغيرها، وإن هذا الانتقاء الإسرائيلي لم يكن عبثياً أو عن جهل بقدر ما هو انتقاء دقيق لإيقاع أكبر عدد ممكن من الخسائر في المدنيين لمعاقبة البيئة الاجتماعية الحاضنة للمقاومة، ومما يُؤكد ذلك أن معظم القتلى والجرحى من المدنيين، وأن الدمار الذي لحق بغزة طال مقومات الحياة المدنية أكثر مما أصاب بنية المقاومة المسلحة. تتلخص أبعاد الحرب في البعد البري والبحري والجوي، وبما أن إسرائيل تتفوق في الأبعاد الثلاث جعلت من إمكانات حماس محدودة على إحداث اختراق مؤثر، ورغم ذلك التفوق نفذت قوات المقاومة عملية برمائية في الهجوم على قاعدة زكيم، كما أطلقت طائرات بدون طيار (أبابيل)، لذا كان لزاماً على المقاومة أن تجد بعداً جديداً يمكنها من تحقيق إنجازات ميدانية وعملياتية، وتمثل ذلك البعد في تحضير شبكة أنفاق هجومية تمكنت من خلالها من تنفيذ العديد من العمليات النوعية الناجحة، وفي تحقيق توازن الرعب، والردع بالردع فطالت صواريخ القسام والجهاد الإسلامي وبقية الفصائل المسلحة معظم جغرافية فلسطين المحتلة ووضعت خمسة ملايين إسرائيلي في دائرة التأثير، كما سجل إعلام المقامة درجة عالية من المصداقية في سرد الحقائق الميدانية، فيما ارتكب إعلام العدو العديد من الأخطاء المقصودة وغير المقصودة .
كشفت هذه الحرب القناع الزائف عن وجه إسرائيل المجرم، وكذب ادعاءات العدو وحلفاءه بأن إسرائيل واحة الديمقراطية في منطقة ملتهبة يبقى السؤال الذي يبحث عن إجابة: من الذي انتصر في هذه الحرب التي لم تنتهِ بعد؟ تقول القاعدة: إن عدم انتصار القوي هزيمة له، وعدم هزيمة الضعيف انتصار له، وتحدد نتائج الحروب بمدى تحقيق أهداف الحرب وليس بمقدار ما يلحقه كل طرف بالآخر من قتل ودمار.
الورقة الثانية: التحولات في الأداء الإعلامي الحربي الفلسطيني (المقاوم والداعم للفلسطينيين)
مقارنة بالأداء الإسرائيلي
الدكتور حسن أبو حشيش/ فلسطين
جاءت هذه الورقة في ستة مباحث وخاتمة، ففي المبحث الأول بعنوان: الفرق بين الإعلام الحربي والإعلام المقاوم عالج الباحث الفرق بين الإعلام الحربي والإعلام المقاوم عبر تعريف كل منهما وتوضيح طبيعة ودور كل منها، وفي المبحث الثاني الذي جاء بعنوان: أهم إنجازات الإعلام المقاوم الفلسطيني ناقش الباحث أهم إنجازات الإعلام الفلسطيني المقاوم ومن أبرزها: نقل أخبار وحقائق المجازر الصهيونية، كشف زيف الأخلاقيات الإنسانية التي يدعيها الاحتلال، إظهار ملامح صمود وصبر الشعب الفلسطيني، مواجهة الحرب النفسية الصهيونية، توضيح فعل المقاومة العسكرية، وأشار الباحث إلى ظاهرتين لهما دور كبير في دعم المقاومة هما: إعلام الهواة والفرق غير المنظمة، والإعلام الجديد وعلى رأسه وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي المبحث الثالث بعنوان: الإعلام الإقليمي والدولي الداعم والمناهض للمقاومة، تناول الباحث أداء الإعلامين الدولي والإقليمي تجاه المقاومة، فعلى صعيد الإعلام الإقليمي يصنف الباحث الدول الإقليمية وفق الإداء الإعلامي على النحو التالي: دول إقليمية كانت غير مساندة للمقاومة الفلسطينية، ودول إقليمية كانت مساندة للمقاومة وتتبنى الرواية الفلسطينية. وعلى الصعيد الدولي تم تصنيف الإعلام على النحو التالي: إعلام تعاطف مع الشعب الفلسطيني، إعلام مؤيد للاحتلال.
وفي المبحث الرابع بعنوان: التحولات الإيجابية في الإعلام الحربي والمقاوم تناول الباحث في هذا البند التحولات الإيجابية في الإعلام الحربي المقاوم، ومن أبرزها: المبادرة وسرعة نشر الرواية، الدقة والمصداقية، الاعتماد على الإعلام الجديد، الاعتماد على الإعلام الشعبي، التوثيق بالصورة كدليل صدق الرواية، استخدام الحرب النفسية.
وفي المبحث الخامس بعنوان: التحولات السلبية للإعلام الحربي والمقاوم تناول الباحث التحولات السلبية للإعلام الحربي المقاوم وهي: في بعض الأحيان وقع الخطاب الإعلامي المُقاوم في سياسة تهويل قدرات المقاومة, لدرجة اعتبارها إمكانيات دول وجيوش، وعدم القدرة في حالات معينة على تحقيق التوازن المطلوب بين خطاب الصمود وبين خطاب الضحية، وتباين الخطاب بين الأجهزة العسكرية رغم وجود تنسيق ميداني, وبحث وسائل الإعلام الداعمة للمقاومة عن السبق الصحفي، وعدم ضبط وسائل الإعلام الأجنبية التي دخلت غزة خلال الحرب, وتدخل الخطاب العسكري للفصائل بالموقف السياسي.
وفي المبحث السادس بعنوان: ملامح الإعلام الإسرائيلي الذي واجهه إعلام المقاومة، يلخص الباحث الأداء الاعلامي الصهيوني بالتالي: حرص الناطقون باسم الخارجية والجيش على الظهور في وسائل الإعلام، اعتماد الحرب النفسية والكذب وقلب الحقائق، بانت الفروقات بين اللغة السياسية للقادة والحكومة وبين اللغة الإعلامية التحليلية في القنوات الصهيونية، الصرامة والالتزام في الروايات العسكرية، طول أمد الحرب دون تحقيق الأهداف أحدث جدلاً إعلاميا عاماً في كل وسائل الإعلام الإسرائيلية. وفيما يتعلق بمنطلقات الإعلام الإسرائيلي في توصيفه للحرب على غزة بالتالي: الفلسطيني معتدي، والإسرائيلي مُعتَدى عليه، الفلسطينيون بدأوا الحرب، التزام أسلوب التكرار، في نقل خبر معين اعتمد الإعلام الإسرائيلي التركيز على التباينات التي تحدث في بعض الأحيان بين عناصر الفصائل والفلسطينية وتضخيمها قدر الإمكان، الرقابة العسكرية، تجاوز كثير من المحللين خط عملهم الصحفي، تبرير سياسة الاغتيالات، التعامل مع الفلسطينيين القتلى كأنهم أرقام وليس بشراً.
الجلسة الثالثة:
التحولات في الأداء السياسي في ضوء حرب غزة 2014
الورقة الأولى: التحولات في الأداء السياسي الفلسطيني والإسرائيلي
د. أحمد سعيد نوفل
تتناول الورقة تحليل التحولات في الموقفين الفلسطيني والإسرائيلي خلال العدوان الأخير على قطاع غزة. وبالنسبة للموقف الفلسطيني، فقد لوحظ التباعد الواضح بين الموقف الرسمي الذي تمثله السلطة الفلسطينية وموقف المقاومة الفلسطينية التي تصدت للعدوان الإسرائيلي. مع التركيز على ظروف العدوان في الوقت الذي فشلت فيه المفاوضات بين السلطة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية، وتحقيق المصالحة الفلسطينية وتشكيل حكومة التوافق الوطني، واستمرار الحصار المفروض على قطاع غزة. مقابل قدرة المقاومة على الصمود في وجه العدوان ونجاح صواريخها بضرب العمق الإسرائيلي، والتأييد الشعبي الكبير الذي حظيت به من الشارع الفلسطيني، على الرغم من قمع أجهزة السلطة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي للمقاومة الشعبية في الضفة الغربية، كما خلقت المقاومة الثقة بالنفس لدى الشعب الفلسطيني بإمكانياته المحدودة في التصدي للعدوان. وسيتم التركيز على الدور الذي لعبته المقاومة خلال العدوان، وانعكاس ذلك على القضية الفلسطينية، وعدم قدرة السلطة الفلسطينية على توظيف الصمود الذي تم في غزة لصالح القضية، والتهرب من مسؤوليتها في السماح بانتفاضة شعبية ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وعلى الصعيد الإسرائيلي، فقد خلق العدوان تحولات مهمة داخل الكيان الصهيوني، بعد فشل العدوان في تحقيق أهدافه، مما أثر على الوضع الداخلي الإسرائيلي وإلى إضعاف حكومة نتنياهو التي قادت العدوان، وأدى إلى حدوث أزمة حقيقية بين أعضاء الحكومة والمؤسسة العسكرية الإسرائيلية، وأفسح المجال لتبادل الاتهامات داخل الأوساط الإسرائيلية، وحل الكنيست الإسرائلي واستقالة الحكومة. وإلى فقدان الثقة من قبل الإسرائيليين بقيادتهم السياسية والعسكرية وعدم الشعور بالأمان، والتفكير بالخروج من فلسطين المحتلة إلى الخارج. ومحاولة إسرائيل تحقيق بعد العدوان ما عجزت عن تحقيقه خلال العدوان، بالضغط على السلطة الفلسطينية وبعض الدول العربية، للموافقة على وقف إطلاق النار والمبادرة المصرية.
الورقة الثانية: التحولات في الأداء السياسي العربي والإقليمي
د. نظام بركات
في السياق العربي خلصت الورقة إلى أن الأحوال العربية بدت مناسبة لإسرائيل للقيام بعدوانها على قطاع غزة والاستفراد بالمقاومة الفلسطينية ضمن جغرافيا محددة في ظل انشغال الدول العربية بقضاياها الداخلية، وساعدها في ذلك الموقف الأمريكي المؤيد لإسرائيل والمهيمن على مجلس الأمن والمنظمات الدولية بالرغم من التحرك الشعبي على المستوى العربي لإدانة الهجوم الإسرائيلي. وعموماً كان النظام العربي الرسمي يتصف بـ "اللاموقف" حيث عجزت الجامعة العربية عن دعوة مجلس الجامعة للانعقاد أو عقد قمة عربية طارئة لمناقشة العدوان.
وفي السياق الإقليمي خلصت الورقة إلى إن الخلافات التركية الإيرانية بخصوص الموقف من أحداث الربيع العربي خاصةً في سوريا وقفت عائقاً أمام تفعيل الموقف الإقليمي الرافض للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وعجز هذا الموقف عن خلق تحالف عربي إسلامي لمجابهة الخطر الإسرائيلي في المنطقة.
الورقة الثالثة: التحولات في الأداء السياسي الدولي
د. أيمن يوسف
تهدف هذه الورقة البحثية إلى إعادة موضعة الطريقة الأمريكية في إدارة أزمة حرب إسرائيل على غزة في سياقات السياسة الدولية، وبروز محاور إقليمية متصارعة ومتنافسة في منطقة الشرق الأوسط، لا سيما أن الحرب الأخيرة اختلفت عن سابقاتها من حيث الأداء الميداني وظروف المعركة على الأرض وطبيعة الاهتمام الدولي والإقليمي بإسقاطاتها الإستراتيجية وتداعياتها السياسية. ويكتسب هذا الموضوع التحليلي أهمية خاصة لأنه عكس التصورات الأمريكية للتعريف بذاتها كقوة دولية من الطراز الأول، وقدرتها على التأثير في مجريات الأحداث لا سيما أنها الفاعل الأول في إدارة ملف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية منذ أكثر من عشرين عاماً، وتحتفظ بعلاقات قوية مع إسرائيل، ومع العديد من الدول العربية المعتدلة، بما فيها الدول التي تبنت مبادرات لحل الأزمة ووقف الحرب. ستحاول هذه الورقة البحثية الإجابة عن السؤال البحثي التالي والذي يمثل صلب وجهة نظر الباحث الأكاديمية، وهو: هل جاء الدور الأمريكي في إدارة الأزمة ليعكس تراجعاً أمريكياً واضحاً من حيث الرؤية والإستراتيجية والاهتمام والقدرات أم هل تركت أمريكا الدور لحلفائها الإقليميين للقيام بهذا الدور نيابة عنها، بما يكفل تحقيق النتائج المرجوة وحماية مصالحها وأهدافها ومصالح حلفائها في المنطقة؟
لا يمكن إدراك طبيعة الدور الأمريكي التدخلي في الأزمة الأخيرة، إلا إذا أدركنا واستوعبنا وحللنا المواقف الأمريكية السابقة فيما يتعلق بالعملية السلمية خاصة بعد العام 1991، والتوجهات الأمريكية لتحريك الأحداث، حرباً وسلماً، في مسرح الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي. لقد أظهرت الإدارة الديمقراطية الحالية برئاسة أوباما شكلاً جديداً من أشكال التدخلات في نزاعات الشرق الأوسط عبر العمل الدبلوماسي والضغوطات الاقتصادية واستخدام القوة الناعمة، بدل اللجوء المباشر للقوة العسكرية أو الوسائل القسرية الأخرى، إيماناً منها أن سياسات الإدارة الجمهورية السابقة في تبينها للحروب الاستباقية والتدخلات العسكرية قد انعكس بشكل سلبي على وضعية الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وفي العالم ككل.
وهذا يعني أن العدوان الإسرائيلي على غزة ينبغي أن يوضع في هذا السياق الأمريكي العام بتفاعلاته الداخلية ومتغيراته الخارجية، والرغبة الأمريكية الأكيدة بعدم التدخل المباشر في كل النزاعات الإقليمية لما لذلك من آثار سياسية وإستراتيجية وفاتورة اقتصادية عالية بدلاً من استثمار ذلك في النواحي الاجتماعية والصحية والتعليمية، حيث يعتبر ذلك في صلب التفكير الاستراتيجي للإدارة الديمقراطية الحالية.
الجسلة الرابعة: تداعيات الحرب على غزة 2014
الورقة الأولى: التداعيات على الواقع الفلسطيني الداخلي
د. رائد نعيرات
هدفت هذه الورقة إلى دراسة ابرز التداعيات التي تركتها الحرب على قطاع غزة على الوضع الداخلي الفلسطيني، سواء فيما يتعلق بادارة الحياة السياسية الفلسطينية، أو بالتوجهات العامة للمواطن والقوى السياسية الفلسطينية بعد الحرب على قطاع غزة.
ولذا ركزت الورقة على دراسة التغيرات على الفكر والممارسة للتنظيمات والقوى السياسية الفلسطينية كوحدة للتحليل، ثم دراسة العلاقات البينية بين القوى السياسية وبالذات حركتي فتح وحماس، من خلال تناول المصالحة الفلسطينية كوحدة للتحليل. إضافة إلى دراسة ادارة النظام السياسي الفلسطيني سواء الانتخابات أو الحريات العامة ودمقرطة الحياة السياسية.
كما واهتمت الورقة بتناول التوجهات العامة للمواطنين والقوى السياسية الفلسطينية، من خلال تناول التغيرات التي طرأت على مصفوفة قيم الثقافة السياسية وهي، أولاً: النظرة الى مشاريع التسوية، والمقاومة الفلسطينية، وثانياً الوزن السياسي للقوى الداعمة للمشاريع، وتاثرها بنتائج الحرب.
خرجت الورقة بمجموعة من النتائج العامة التي تركتها الحرب ومن أبرزها:
1- عززت الحرب من عزلة حركة حماس داخلياً.
2- رفعت الحرب من رصيد المقاومة شعبياً ونخبوياً.
3- شكلت الحرب نقطة تحول مهمة في تحقيق المصالحة الفلسطينية، إذ إنها أثرت سلباً على المصالحة الفلسطينية وحكومة التوافق الوطني.
4- حسمت التوازنات الداخلية في النظام السياسي الفلسطيني لمصلحة الأمن.
5- أثرت سلبا على موضوعة الديمقراطية، والحريات العامة في النظام السياسي الفلسطيني. فلم يعد الحديث عن الانتخابات مطلباً للقوى السياسية، كما أن أبرز الانعكاسات تمثلت في تقييد الحريات والعمل المتعلق بذلك، كالنقابات، والاتحادات، ..إلخ .
الورقة الثانية: التداعيات على الواقع الإسرائيلي الداخلي
د. إبراهيم أبو جابر
كشف العدوان الأخير على قطاع غزة هشاشة الائتلاف الوزاري الإسرائيلي، وبدا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ضعيفاً وبعيداً عن ائتلافه الحكومي.
وجاءت مردودات العدوان على غزة سلبية على حكومة إسرائيل الائتلافية؛ فقد اختلفت قوى الائتلاف على سير العدوان على غزة وظهر ضعف نتنياهو أمام ضغط التيار الأكثر تشدداً في حكومته، كما تراجعت شعبية الحكومة بعد وصول ضربات المقاومة الفلسطينية للداخل، وفقدان الإسرائيليين أمنهم وتعطل مصالحهم، وتعرّض قطاعات السياسة والاقتصاد والسياحة للشلل، ما أدى إلى تظاهر شعبية ضد الحكومة، كما هاجر عشرات آلاف الإسرائيليين إلى الخارج بحثاً عن الأمن الشخصي والمعيشي جراء فقدان الثقة بقدرة الحكومة على تلبية احتياجات هؤلاء الأفراد، الأمر الذي زاد نسبة المطالبين برحيل حكومة نتنياهو لفشلها في تأمين الظروف المعيشية اللائقة.
كما ظهر للرأي العام الإسرائيلي سوء أداء الطاقم العسكري والسياسي للعدوان، في ظل تكرار هروب بعضهم من ضربات المقاومة، الأمر الذي أظهر عجزهم وتخليهم عن مسؤولياتهم أمام شعبهم ما أفقدهم الثقة الشعبية، كما أدى ممارسة الحكومة للجرائم وقتلها للمدنيين وتدمير المؤسسات العامة ودور العبادة خلال العدوان على غزة إلى عزلة إسرائيل، الأمر الذي اضطر نتنياهو إلى حل الحكومة والدعوة لانتخابات مبكرة في آذار 2015.
وفي الختام، فبالإضافة لرؤية البعض بأن نتنياهو دفع ثمن حماقته في عدوانه على غزة عام 2014 من خلال حل حكومته، فإن هناك من يرى بأن الانتخابات المبكرة وحل الحكومة تحدث كلما شعرت الحكومة بالحرج الأمني والسياسي، للهروب من العزلة والملاحقات القضائية عن الجرائم والمذابح التي ارتكبت بحق الفلسطينيين، كما أن لصمود المقاومة وثباتها دور لما يجري الآن لحكومة نتنياهو.
الورقة الثالثة: التداعيات على الواقع الإقليمي والدولي
أ. فرج شلهوب
تلخص الورقة أهم المواقف الدولية والإقليمية من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وتخلص إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية أبدت ترحيبا خجولا بالتقارب الفلسطيني بين حماس وفتح، وبتشكيل حكومة تكنوقراط على عكس الحكومة الاسرائيلية. وأن الإدارة الأمريكية سعت منذ اللحظة الأولى للحرب لوقفها، ولم تظهر حماساً للحملة العسكرية الاسرائيلية، ومع ذلك فقد تأخرت في التحرك الدبلوماسي، واقتصرت جهودها على الدعوة لوقف إطلاق النار.
وفيما يتعلق بموقف لاتحاد الأوروبي فإنه قد دعا إلى وقف الحرب والعودة إلى طاولة المفاوضات وإحياء عملية السلام، وقد سعت فرنسا للعب دور قيادي في هذه الحرب في إطار تقاربها مع قطر وتركيا. ويُذكر أن السلوك الفرنسي إلى جانب الدور المصري السلبي استفز الإدارة الأمريكية، وسرّع في توجه وزير الخارجية الأمريكي باتجاه الدوحة ثم القاهرة ثم باريس، في محاولة للعب دور على المحاور الآخذة في التشكل ومحاولة احتوائها.
أما مواقف الأطراف الإقليمية فتلخصها الورقة لناحية أن مصر عملت على استعادة دورها التقليدي، الذي لعبته في حقبة حسني مبارك. غير أن أداء المقاومة وقدرتها على مقاومة الضغوط العسكرية، وردودها على الهدنات المقترحة ورفضها لبعضها، أضعف قدرة مصر على التحكم في مسار المفاوضات. بينما أفضت التجاذبات وتحركات الرأي العام العربي إلى إيجاد مزيد من الضغوط على الموقف المصري والعربي. وتمكنت قطر من تكريس دورها في الأزمة من خلال عاملين وجود قيادة حماس على أراضيها، وفرض صيغة الوفد الفلسطيني الموحد للتفاوض، وقامت تركيا بدور الداعم للجهود القطرية خصوصاً في الساحة الأوروبية، وتبنت هذه المواقف في لقاءاتها مع وزير الخارجية الأمريكي، وفي دعم اجتماع باريس، إلا أن جهودها مع قطر لم تنجح في تبني مبادرة موازية للمبادرة المصرية.
الجسلة الخامسة: ملامح الرؤية المستقبلية لما بعد الحرب على غزة 2014
ورقة الأستاذ هاني المصري
شكّل انتصار وصمود المقاومة في غزة وعموم الأرض الفلسطينية المحتلة في مواجهة العدوان الإسرائيلي الأخير، علامة فارقة يمكن أن يكون لها ما بعدها. إذ استطاعت قوة صغيرة الصمود لمدة 51 يوماً ومواجهة قوة عاتية متفوقة، وأفشلت أهداف هذا العدوان.
السؤال: هل يمكن أن يشكل هذا الصمود العظيم نقطة تحول إستراتيجي؟
أما الجواب عنه فيستدعي إجابات مختلفة في ضوء أن هذا الحدث وقع في أسوأ شروط فلسطينية وعربية وإقليمية وربما دولية، ويعتمد على أي السيناريوهات المحتملة المتنوعة والمختلفة تمام الاختلاف التي يمكن أن ترى النور.
السيناريو الأول: احتواء نتائج العدوان الإسرائيلي ومحاصرتها
يستند هذا السيناريو إلى احتواء نتائج العدوان ومحاصرتها، والسعي لتحقيق أهداف العدوان من خلال توظيف الحصار ومنع إعادة الإعمار وإغلاق المعابر. ويتزايد احتمال تحقق هذا السيناريو في حال نجاح المبادرة الفرنسية (الأوروبية) في دفع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي للعودة إلى دوامة المفاوضات العبثية.
السيناريو الثاني: طرح مشروع قرار في مجلس الأمن
يتحقق هذا السيناريو إذا مضى الرئيس أبو مازن في مخططه الرامي إلى طرح مشروع قرار في مجلس الأمن يحدد فترة لإنهاء الاحتلال، وإذا فشل في الحصول على الأصوات التسعة، أو حصل عليها واستخدمت الولايات المتحدة الفيتو ضده؛ سيضطر الرئيس لتنفيذ تهديده بالانضمام إلى محكمة الجنايات الدولية وغيرها من الوكالات الدولية، ووقف التنسيق الأمني، وتحميل الاحتلال المسؤولية عن الاحتلال.
السيناريو الثالث: بقاء الأمور على ما هي عليه
يقوم هذا السيناريو على بقاء الأمور على ما هي عليه الآن أكثر أو أقل قليلًا من دون انهيار كامل للمصالحة، ومن دون تجاوز كلّي لاتفاق أوسلو، ومن دون عودة إلى المفاوضات والتخلي عن المساعي الرامية لاستئنافها.
التقرير الصحفي
بالتزامن مع التطورات التي تشهدها المنطقة العربية
ندوة متخصصة لـ"درسات الشرق
الأوسط" بعنوان " تحولات الصراع العربي-
الإسرائيلي بعد الحرب على غزة 2014" هذا الشهر
عمّان –3/12/2014: يعقد مركز دراسات الشرق الأوسط
في الأردن ندوةً متخصصةً تحت عنوان " تحولات
الصراع العربي- الإسرائيلي بعد الحرب على غزة
2014"، بمشاركة نحو مائة من الخبراء والأكاديميين
والناشطين السياسيين، من الأردن وفلسطين واليمن
ولبنان. وذلك على مدار يومي 9 و10/12/2014، حيث
سيكون الافتتاح في فندق الريجنسي في تمام الساعة
التاسعة صباحاً، بينما تُعقَد بقية وقائع الندوة
في قاعة مؤتمرات المركز بالعبدلي- مبنى الاتحاد
المهني ط1، مقابل وزارة الصناعة والتجارة.
تستند مرجعية الندوة إلى أن الحرب على غزة عام
2014 قد شكّلت لحظة فارقة في تاريخ الحروب
العربية- الإسرائيلية منذ منتصف القرن الماضي، حيث
قدّمت المقاومة الفلسطنينية أداء عسكرياً وأمنياً
وإعلامياً متميزاً فاجأ الإسرائيليين، كما كرّس
الفلسطينيون في القطاع نموذجاً شعبياً في الصمود
أسند المقاومة وحماها في وجه ما تملكه إسرائيل من
قوة تدميرية، والتي حاولت أن تُخفي إخفاقها في
التقدير والأداء وراء قتل المدنيين وتدمير المباني
والبنى التحتية في غزة.
ويأتي الإعلان عن هذه الندوة في ضوء قناعة بأنه
رغم الإنجاز والتحول الذي تحقق في الحرب، فإن
المشهد الفلسطيني والعربي ما زال أمامه الكثير من
التحديات لاستكمال الإنجاز ولاعتبار ما حدث في غزة
بالفعل تحولاً كبيراً يمكن له أن يغيّر في
الديناميات والنظريات الحاكمة للصراع العربي
الإسرائيلي منذ فترات طويلة. ومن أبرز هذه
التحديات تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية، وحماية
المقاومة برنامجاً وسلاحاً، وإعادة القضية
الفلسطينية إلى موقعها العربي والدولي، والقدرة
على الاستثمار السياسي للإنجاز في غزة، والضغط
المستمر على إسرائيل لالتزام شروط وقف إطلاق
النار، والاستعداد للجولة التالية من الحرب، فضلاً
عن عدم السماح للحرب على "داعش" بالتغطية على
نتائج الحرب على غزة وتداعياتها على الأقل
فلسطينياً وعربياً.
ويُشار إلى أن برنامج الندوة يبدأ بجلسة افتتاحية
يتحدث فيها كل من: الأستاذة حنين زعبي- نائبة عن
حرب التجمع الوطني الديموقراطي/ فلسطين، والدكتور
جمال الخضري- عضو المجلس التشريعي الفلسطيني،
والأستاذ حسن خريشة- نائب رئيس المجلس التشريعي
الفلسطيني، والأستاذ عاطف الطراونة- رئيس مجلس
النواب الأردني، والأستاذ محمد الزيود- الأمين
العام لحزب جبهة العمل الإسلامي الأردني، أ. جواد
الحمد- مدير مركز دراسات الشرق الأوسط، كما تُناقش
خلال وقائع الندوة 15 ورقة عمل متخصصة موزعةً على
خمسة من المحاور والجلسات.
ويُذكر أن الندوة تتوزع على خمسة جلسات يُقدَّم خلالها
ما يقرب من 15 ورقة عمل تتناول أربعة من المحاور، وهي:
التحولات في الحرب على غزة في ضوء عناصر القوة والضعف
لدى الطرفين، والتحولات في الأداء الميداني (العسكري-
الأمني- الإعلامي)، والتحولات في الأداء السياسي في
ضوء حرب غزة 2014، وتداعيات الحرب على غزة 2014،
وملامح الرؤية المستقبلية لما بعد الحرب على غزة 2014.
التقرير الصحفي
اليوم الأول
ندوة
تحولات الصراع العربي-الإسرائيلي بعد الحرب على غزة 2014
افتُتِحت اليوم في العاصمة الأردنية عمّان ندوة متخصصة بعنوان "تحولات الصراع
العربي-الإسرائيلي بعد الحرب على غزة 2014" والتي ينظمها مركز دراسات الشرق الأوسط
على امتداد يومين 9-10/12/2014، بمشاركة نحو مائة من الخبراء والأكاديميين
والناشطين السياسيين من الأردن وفلسطين. وعُقِدت جلسة الافتتاح والجلسة الأولى في
فندق "ريجنسي بالاس"، ثم استكمل المشاركون وقائع اليوم الأول من الندوة في قاعة
المؤتمرات الخاصة بالمركز.
وتستند مرجعية الندوة إلى أن الحرب على غزة عام 2014 قد شكّلت لحظة فارقة في تاريخ
الحروب العربية- الإسرائيلية منذ منتصف القرن الماضي، حيث قدّمت المقاومة
الفلسطينية أداء عسكرياً وأمنياً وإعلامياً متميزاً فاجأ الإسرائيليين، كما كرّس
الفلسطينيون في القطاع نموذجاً شعبياً في الصمود أسند المقاومة وحماها في وجه ما
تملكه إسرائيل من قوة تدميرية، والتي حاولت أن تُخفي إخفاقها في التقدير والأداء
وراء قتل المدنيين وتدمير المباني والبنى التحتية في غزة.
وانطلاقاً من هذه المرجعية، تناولت كلمات الافتتاح موضوع الحرب الإسرائيلية على
غزة، كما ناقشت أوراق الجلسة الأولى والثانية محورين أساسيين وهما: التحولات في
الحرب على غزة في ضوء عناصر القوة والضعف لدى الطرفين، التحولات في الأداء الميداني
(العسكري- الأمني- الإعلامي).
الافتتاح
افتُتِح اليوم الأول من الندوة بكلمة للنائب الفلسطينية عن حزب التجمع الوطني
الديموقراطي حنين زعبي ألقاها بالنيابة د. أحمد الشناق، أمين عام الحزب الوطني
الدستوري، والتي أكدت فيها أن إسرائيل فشلت بشكل كبير في تحقيق الأهداف التي أعلنت
عناه وهي "القضاء على حماس"، أو "توجيه ضربة قاضية لها"، أو "ضمان فترات طويلة من
الهدوء"، أو حتى "القضاء على جميع الأنفاق"، وهي الأهداف العسكرية المعلنة،
الفضفاضة والمتغيرة التي وصفتها إسرائيل ضمن خطاب متلعثم بأنها "تكفل الأمن
الإسرائيلي", لكن الفشل الأهم هو الفشل السياسي غير المعلن في تصفية الدور السياسي
لحماس، وفي ضرب نموذج المقاومة الذي تمثله، وفي ضرب حكومة الوحدة الوطنية، وهي
الأهداف الحقيقية الأكثر أهمية من وراء العدوان.
كما أوضحت زعبي بأن الصمود البطولي للشعب الفلسطيني الذي يعيش حصاراً في غزة نجح في
كسر قواعد وبديهيات سياسية استطاعت إسرائيل فرضها على هذا الشعب وعلى القضية
الفلسطينية لحوالي عقد من الزمان، ومن أبرزها :أن إسرائيل تستطيع الحفاظ على "وضع
احتلال قائم وغير مكلف"، يستند على معادلة "حياة طبيعية" للإسرائيليين، مقابل "موت
بطيء" للفلسطينيين، وذلك بتنسيق كامل مع السلطة الفلسطينية .وأن إسرائيل تستطيع حسم
أي خلل "للوضع القائم" عسكريا، وأنها لا تحتاج لأي تعاطي سياسي جدي مع القضية
الفلسطينية. وأنها تستطيع حصار غزة ليس فقط جغرافيا وماديا فقط، بل تستطيع عزلها
سياسيا عن سياق نضالنا الوطني واستمرار التعامل معها ك"قضية إرهاب". فضلاً عن أنها
تستطيع ضرب كافة مخططات وتعبيرات الوحدة الفلسطينية.
ودعت زعبي في نهاية كلمتها إلى توسيع مفهوم النضال وأشكاله الشعبية وتطوير أدوات
المقاومة الشعبية، كما شددت على تفعيل أوراق القوة الدبلوماسية الفلسطينية من خلال
التوجه للمحاكم الدولية وتقديم دعوات ضد الجيش والحكومة الإسرائيلية بكل جرائم
الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبتها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني. وكذلك دعت
إلى تكثيف الخطاب السياسي الذي يكشف عنصرية النظام القانوني والسياسي في إسرائيل،
ويكشف أن الاحتلال ليس أساس المشكلة، بل إن أساسه نظام عنصري يحاول حماية نفسه
عسكريا وتوسيع امتيازاته السياسية بواسطة الاحتلال.
فيما ركز د. جمال الخضري النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني من غزة، على ضرورة
الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لإنهاء حصاره وممارساته ضد الشعب الفلسطيني، مؤكداً
على أن الاحتلال لا يستهدف غزة وحدها، وإنما الكل الفلسطيني في غزة والضفة الغربية
وأراضي 1984، والشتات الفلسطيني.
وأشار الخضري إلى أن الحرب الأخيرة على قطاع غزة جاءت في أعقاب حصار خانق للقطاع
نتج عنه أن نسبة بطالة بلغت 50%، وأن من يعيشون تحت خط الفقر بلغوا ما بين 70-80%،
فضلاً عن تدهور الوضع التعليمي والصحي والبيئي في القطاع. ومن هنا أكد الخضري بأن
الوضع في غزة في أعقاب الحرب يشمل صورتين، أولهما صورة الألم الشديد والدمار وآلاف
المُهجَّرين، والصورة الثانية التي تتمثل بالصمود والعزة الكرامة والتمسك بالحقوق
والأرض.
وشدّد الخضري في نهاية كلمته على حاجة الأهل في قطاع غزة إلى دعم ومساندة أشقائهم
وأهلهم في الأردن والوطن العربي والعالم.
وألقى أ. محمد الزيود الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي- الأردن، كلمة رأى
فيها أن المقاومة الفلسطينية استطاعت بكافة ألوانها صناعة معادلة جديدة للردع مع
إسرائيل، فالتهجير يقابله تهجير، والملاجئ يقابلها ملاجئ، وقتل المدنيين من الأطفال
والنساء والشيوخ، يقابله قتل للعسكريين من الصهاينة. كما شدد الزيود على أن
المعادلة الجديدة تخيف وتغيظ إسرائيل، وحلفاءها، فبعد العجز في الحرب العسكرية
الأخيرة، والمفاوضات السياسية، هناك محاولات لإخضاع المقاومة من قبل أركان هذا
التحالف، عبر الضغط بملف الإعمار، ومقايضة الإعمار بسلاح المقاومة، وفي ظل هذه
الأجواء، والإصرار والتعنت في المواقف من قبل الصهاينة، يبدو أن هناك بعض
الاحتمالات، والتي منها ربما الذهاب باتجاه حرب جديدة، بعد الإخفاق الحقيقي لإحراز
أي مواقف قوية من قبل قادة الاحتلال، الذين كانوا يعتقدون أنهم يملكون مصادر القوة،
التي تؤهلهم لإلحاق الهزيمة بالمقاومة، التي شهد القاصي والداني أنها استطاعت أن
تقدم أداءً عسكرياً قوياً، وإعلامياً متقدماً، وأمنياً متميزاً، فاجأ الكثيرين، على
رأس هؤلاء القادة الصهاينة.
وأكد النائب الثاني للمجلس التشريعي الفلسطيني حسن خريشة، على أن المقاومة في قطاع
غزة انتصرت ميدانياً وأخلاقياً وإعلامياً، كما أنها دفعت إسرائيل وبالتنسيق مع
حلفائها إلى ترتيب وقف لإطلاق النار في غزة. ونوه خريشة إلى أن الحرب الأخيرة على
القطاع أكدت المقولة التي فرضتها حرب 2006 على لبنان من أن إسرائيل من الصعب أن
تنتصر أمام إرادة شعب يمتلك إرادة المقاومة ويوفر لها الحاضنة الاجتماعية.
وفي السياق ذاته ذكر خريشة بأن الحرب الأخيرة كشفت انهيار المنظومة الأخلاقية
لإسرائيل، محذراً في نهاية كلمته من مآلات إعادة إعمار قطاع غزة وأهداف الممولين
لهذه العملية في ضوء إعطاء إسرائيل حق الاعتراض على إدخال المواد اللازمة للإعمار.
وأخيراً، وفي كلمته الافتتاحية أشار مدير مركز دراسات الشرق الأوسط الأستاذ جواد
الحمد إلى أن ندوة اليوم تتحدث عن الصراع المركزي للأمة مع الاحتلال الإسرائيلي،
والقضية الفلسطينية التي كانت ولا تزال القاسم المشترك بين قوى الأمة ونخبها
السياسية المختلفة برغم بعض التصدعات المؤقتة، والتي تحاول إسرائيل والولايات
المتحدة أن تبعدها عنها، كما حاولت مراراً، بفتح معارك جانبية فيما يعرف بالحرب ضد
الإرهاب والتطرف، وتعمل إسرائيل على زج قوى المقاومة الفلسطينية في هذه التصنيفات،
وكان تصريح وزير خارجية الولايات المتحدة غير موفق ولا منطقي بوضع حركة حماس في
سياق حديثه عن التطرف في المنطقة إلى جانب داعش وبوكو حرام.
وأكد الحمد في كلمته على أن المقاومة الفلسطينية حققت في مواجهة العدوان الإسرائيلي
على غزة عام 2014 ثلاث نتائج أساسية رأى بأنها تصلح لتكون قاعدة انطلاق للوحدة
الوطنية في البلاد العربية، وأن تكون أساس استراتيجية عربية مشتركة لإنجاز الحقوق
الفلسطينية، وهي: أن الشعب الفلسطيني ومقاومته يمثل قوة يمكن الاعتماد عليها لكسر
شوكة إسرائيل وغرورها وعدوانيتها، والثانية، أن ثمن المواجهة لإنهاء الاحتلال
الاسرائيلي للأراضي العربية والفلسطينية المحتلة أقل كلفة بكثير من ثمن بقائه
وتوقيع اتفاقات السلام معه على الصعد المادية والسياسية والأمنية، وأنه مدخل أساسي
لتحقيق الاستقرار في البلاد العربية والتوجه نحو التنمية والبناء النهضوي الكبير،
والثالثة، أن فلسطين وقضيتها لا تزال القاسم المشترك الصالح لالتقاء القوى السياسية
والنخب العربية الحاكمة عليها، والصالح أيضاً ليكون أساس التوحد الفكري للقوى
السياسية في الوطن العربي ولتوجهات وسياسات الدول العربية باستراتيجية موحدة بعيداً
عن الفتن والدسائس الدولية والإقليمية والإسرائيلية بينها، ما يدفع الطاقات
والقدرات والإمكانات نحو تحقيق الاستقرار في المنطقة، ويضعف تنامي المجموعات
المتطرفة التي تدفعها بعض الأطراف لاستنزاف بلادنا داخلياً كما هو الحال مع القاعدة
وداعش وغيرهما.
ملخصات الأوراق:
الجلسة الأولى:
التحولات في الحرب على غزة في ضوء عناصر القوة والضعف لدى الطرفين
الورقة الأولى: عناصر القوة والضعف لدى المقاومة الفلسطينية في ضوء الحرب
وإمكانية تعزيز عناصر القوة
الدكتور قاصد محمود/ الأردن
أجملت الورقة عدداً من نقاط الضعف والتحديات التي تواجهها المقاومة في قطاع غزة،
ومن أبرزها: الحصار الخانق التي يتعرض له قطاع غزة منذ 2007، وارتفاع وتيرة
الملاحقة والتضييق على القاعدة الاجتماعية للمقاومة في الضفة الغربية سواءً من قبل
إسرائيل أو من قبل السلطة وأجهزتها، وتعثر او تباطؤ خطوات المصالحة الفلسطينية
وانعكاسات ذلك على برامج إعادة بناء القطاع وفك الحصار، وازدياد حدة الضغوطات
والتأثيرات السلبية على الشعب في غزة بسبب البطء الشديد للإعمار وخصوصاً الايواء
والنقل مع دخول فصل الشتاء، وحالة التفكك والضعف والصراعات الداخلية العربية واخراج
او تحييد معظم القوى العربية من معادلة المواجهة مما افقد المقاومة السند والظهر
العربي.
وفي المقابل خلصت الورقة إلى أن قطاع غزة نجح في العقد الماضي في ابتكار وتطوير
إمكانات شملت كافة المكونات الشعبية والعسكرية والسياسية للقطاع التي باتت تشكل
عوامل قوة مؤثرة، ومن أبرزها: العامل المعنوي أو النفسي (مضاعف القوة) وارتباطه
بالعقيدة والقيم والذي يتقوى مع تأزم الحصار، وتأسيس البنى التحتية لتحقيق القدرة
على التحمل والصمود، والإمكانات العسكرية الدفاعية والهجومية؛ وهي ما أثبت قدرة
القطاع على رد الفعل بشكل مفاجئ، والكفاءة القتالية في الحرب دون التقليدية،
والامتداد الشعبي للمقاومة على المستوى المحلي وعلى المستوى الإقليمي.
وفيما يتعلق بإمكانية تعزيز عناصر القوه، أجملت الورقة عدداً من هذه العناصر، ومن
أهمها: تهويد القدس والاستيطان الإسرائيلي، وهو ما من شأنه أن يزيد من التأييد
والدعم العربي والإسلامي لنهج المقاومة. والسياسات الإسرائيلية وانعدام الأمل أمام
الحلول والمسارات التفاوضية. وحالة الانكشاف للأطماع الصهيونية الإقليمية خصوصاً
يهودية الدولة والوطن البديل وعدم عودة للاجئين. وبوادر الانفراج في العلاقات خلال
العدوان الأخير على غزه والتأييد الذي أبدته إيران وحزب الله بفتح الباب أمام إعادة
بناء وترميم العلاقة مع المقاومة مما يعزز من نهج المقاومة وقوتها. والبناء على
حالة التعاطف والتأييد لدى كثير من دول أمريكا الجنوبية وأوروبا خصوصاً لدى الشعوب
والبرلمانات وتوظيفها للضغط على المواقف الرسمية لتلك الدول بما يخدم نهج المقاومة
واسترجاع الحقوق.
الورقة الثانية: عناصر القوة والضعف لدى إسرائيل في ضوء الحرب وأثرها في نظرية
الأمن الإسرائيلية
الدكتور مهند مصطفى/ فلسطين
تهدف الورقة إلى رصد مكامن القوة والضعف في النظرية الأمنية الإسرائيلية خلال الحرب
على غزة، وتعتمد الورقة على تحليل التحولات التي ظهرت في نظرية الأمن الإسرائيلية
في العقد ونصف الأخيرين وتطبيقاتها خلا العدوان على قطاع غزة، انتقلت نظرية الأمن
الاسرائيلية من مرحلة الحرب ضد جيوش منظمة إلى حرب منظمات عسكرية، وهو ما يطلق عليه
في أدبيات العلوم السياسية حرب العصابات. كيّفت نظرية الأمن الإسرائيلية نفسها
تدريجياً مع هذا النمط الجديد من الحروب وخاصة بعد انتفاضة الأقصى عام 2000، ووصلت
ذروة التكيّف خلال حرب لبنان الثانية عام 2006. أُطلق على هذه الحروب في الأدبيات
الإسرائيلية "حروب إسرائيل الجديدة" لتمييزها عن الحروب القديمة. ورغم التطور الذي
تحدثه إسرائيل بشكل دائم على نظريتها الأمنية في حروبها الجديدة نحو تطوير منظومة
قتالية متكاملة لهذا النوع من الحروب إلا انها لم تستطع أن تحسم حرباً واحدة من
حروبها الجديدة، أو أن تقدم "صورة انتصار" كما يسميها الإسرائيليون للجمهور
الإسرائيلي. حاولت إسرائيل تطبيق منظومتها الجديدة خلال الحرب على غزة في الصيف
الماضي، وتعتمد هذه النظرية على معاقبة السكان المحليين لدعمهم للمقاومة، وفي نفس
الوقت حماية سكان دولة الاحتلال من صواريخ المقاومة. لعبت هذه المعادلة دوراً
كبيراً خلال الحرب الأخيرة على غزة من خلال منظومة القبة الحديدية التي طورتها
إسرائيل، رغم الجدل الإسرائيلي الداخلي حول فاعلية وحاجة هذه المنظومة، التي من جهة
تحاول حماية سكان دولة الاحتلال من صواريخ المقاومة، وخاصة صواريخ متوسطة المدى،
ومن جهة أخرى تحفز المقاومة على ابتكار منظومات صاروخية تجتاز القبة الحديدية، فهذه
القبة تملك ضعفها في نجاحها في الوقت ذاته.
استعملت إسرائيل خلال الحرب "نظرية الضاحية" وهي النظرية التي طورتها بعد حرب
لبنان، وتهدف الى احداث دمار كبير في المناطق المدنية لمعاقبة شعب المقاومة، وقد
فشلت هذه النظرية في قطاع غزة، لأسباب كثيرة منها ما يتعلق بصمود سكان غزة، الضغط
الدولي على الجرائم المترتبة على هذه النظرية، وعد فاعليتها في ردع المقاومة. ومن
هنا يمكن القول إن نقاط ضعف إسرائيل تنطبق على نقاط ضعفها في كل حروبها الجديد
ومنها على سبيل المثال: فشلها في ردع منظمات عسكرية يحميها سكانها المدنيين، فشلها
في حسم معارك في هذا النوع من الحروب، وفشلها في إنهاء المعارك بسرعة بعد بدايتها،
فإسرائيل قد تبدأ الحرب ولكنها لا تسيطر على نقطة نهايتها.
الجلسة الثانية:
التحولات في الأداء الميداني (العسكري- الأمني- الإعلامي)
الورقة الأولى: التحولات في الأدء العسكري لدى المقاومة مقارنةً بالأداء الإسرائيلي
الدكتور فايز الدويري/ الأردن
منذ تأسيس حركة حماس وهي تمثل قطب الرحى في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، ومثل
الشهيد المهندس يحيى عياش رأس الحربة في مقارعة الاحتلال بما تيسر من إمكانات
متواضعة، ولكنه بجهوده الحثيثة وضع المقاومة الفلسطينية على خط المقاومة المسلحة
فاتحاً آفاقاً واسعةً لتطوير القدرات والإمكانات التي أضحت تقض مضاجع الإسرائيليين
على مختلف الصعد السياسية والعسكرية والاجتماعية والأمنية والاقتصادية. كانت ولا
تزال غزة تمثل الشوكة في خاصرة الاحتلال، ولم يكن الانسحاب الإسرائيلي إلا دلالة
على عدم قدرة إسرائيل على السيطرة على غزة والقضاء على المقاومة فيها. شنت إسرائيل
في نهاية عام 2008 عملية الرصاص المصبوب والتي قابلتها فصائل المقاومة بـ "معركة
الفرقان" والتي امتدت لمدة 23 يوماً، وصلت دائرة تأثير صواريخ المقاومة لأربعين
كيلومتر داخل الأرض المحتلة وهو مدى صواريخ جراد2، ثم جاءت بعد ذلك حرب عام 2012
والتي وصلت صواريخ المقاومة غلى 75 كيلومتر لتطال تل أبيب لأول مرة. وفي الثامن من
تموز/ يوليو 2014 بدأت إسرائيل حربها الثالثة على قطاع غزة باسم الجرف الصامد،
لتعلن حماس ومعها بقية الفصائل المقاتلة بدء معركة "العصف المأكول"، فما هي نقاط
الاختلاف عن الحروب السابقة وكيف أدارت فصائل المقاومة عملياتها القتالية؟
ارتكبت القيادة العسكرية الإسرائيلية خطاء استراتيجياً رئيساً تمثل في إعادة
استنساخ خططها العسكرية السابقة دون أن تأخذ في حسبانها قدرات المقاومة على التطوير
والابتكار في المجالين التقني والمهاري، فبدأت عملياتها العسكرية بحملة جوية مكثفة
وقصف مدفعي وصاروخي على أهداف منتقاة من بنك الأهداف الإسرائيلي، وتراوحت تلك
الأهداف بين أهداف عسكرية شملت منصات إطلاق الصواريخ والأنفاق ومؤسسات الحكومة
السابقة، ولكن العدد الأكبر من الأهداف كانت مدنيةً شملت منازل ومباني مدنية ودور
عبادة ومدارس وغيرها، وإن هذا الانتقاء الإسرائيلي لم يكن عبثياً أو عن جهل بقدر ما
هو انتقاء دقيق لإيقاع أكبر عدد ممكن من الخسائر في المدنيين لمعاقبة البيئة
الاجتماعية الحاضنة للمقاومة، ومما يُؤكد ذلك أن معظم القتلى والجرحى من المدنيين،
وأن الدمار الذي لحق بغزة طال مقومات الحياة المدنية أكثر مما أصاب بنية المقاومة
المسلحة. تتلخص أبعاد الحرب في البعد البري والبحري والجوي، وبما أن إسرائيل تتفوق
في الأبعاد الثلاث جعلت من إمكانات حماس محدودة على إحداث اختراق مؤثر، ورغم ذلك
التفوق نفذت قوات المقاومة عملية برمائية في الهجوم على قاعدة زكيم، كما أطلقت
طائرات بدون طيار (أبابيل)، لذا كان لزاماً على المقاومة أن تجد بعداً جديداً
يمكنها من تحقيق إنجازات ميدانية وعملياتية، وتمثل ذلك البعد في تحضير شبكة أنفاق
هجومية تمكنت من خلالها من تنفيذ العديد من العمليات النوعية الناجحة، وفي تحقيق
توازن الرعب، والردع بالردع فطالت صواريخ القسام والجهاد الإسلامي وبقية الفصائل
المسلحة معظم جغرافية فلسطين المحتلة ووضعت خمسة ملايين إسرائيلي في دائرة التأثير،
كما سجل إعلام المقامة درجة عالية من المصداقية في سرد الحقائق الميدانية، فيما
ارتكب الإعلام الإسرائيلي العديد من الأخطاء المقصودة وغير المقصودة .
كشفت هذه الحرب القناع الزائف عن وجه إسرائيل المجرم، وكذب ادعاءات إسرائيل وحلفاءه
بأن إسرائيل واحة الديمقراطية في منطقة ملتهبة يبقى السؤال الذي يبحث عن إجابة: من
الذي انتصر في هذه الحرب التي لم تنتهِ بعد؟ تقول القاعدة: إن عدم انتصار القوي
هزيمة له، وعدم هزيمة الضعيف انتصار له، وتحدد نتائج الحروب بمدى تحقيق أهداف الحرب
وليس بمقدار ما يلحقه كل طرف بالآخر من قتل ودمار.
الورقة الثانية: التحولات في الأداء الإعلامي الحربي الفلسطيني (المقاوم والداعم
للفلسطينيين)
مقارنة بالأداء الإسرائيلي
الدكتور حسن أبو حشيش/ فلسطين
جاءت هذه الورقة في ستة مباحث وخاتمة، ففي المبحث الأول بعنوان: الفرق بين الإعلام
الحربي والإعلام المقاوم عالج الباحث الفرق بين الإعلام الحربي والإعلام المقاوم
عبر تعريف كل منهما وتوضيح طبيعة ودور كل منها، وفي المبحث الثاني الذي جاء بعنوان:
أهم إنجازات الإعلام المقاوم الفلسطيني ناقش الباحث أهم إنجازات الإعلام الفلسطيني
المقاوم ومن أبرزها: نقل أخبار وحقائق المجازر الصهيونية، كشف زيف الأخلاقيات
الإنسانية التي يدعيها الاحتلال، إظهار ملامح صمود وصبر الشعب الفلسطيني، مواجهة
الحرب النفسية الصهيونية، توضيح فعل المقاومة العسكرية، وأشار الباحث إلى ظاهرتين
لهما دور كبير في دعم المقاومة هما: إعلام الهواة والفرق غير المنظمة، والإعلام
الجديد وعلى رأسه وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي المبحث الثالث بعنوان: الإعلام الإقليمي والدولي الداعم والمناهض للمقاومة،
تناول الباحث أداء الإعلامين الدولي والإقليمي تجاه المقاومة، فعلى صعيد الإعلام
الإقليمي يصنف الباحث الدول الإقليمية وفق الإداء الإعلامي على النحو التالي: دول
إقليمية كانت غير مساندة للمقاومة الفلسطينية، ودول إقليمية كانت مساندة للمقاومة
وتتبنى الرواية الفلسطينية. وعلى الصعيد الدولي تم تصنيف الإعلام على النحو التالي:
إعلام تعاطف مع الشعب الفلسطيني، إعلام مؤيد للاحتلال.
وفي المبحث الرابع بعنوان: التحولات الإيجابية في الإعلام الحربي والمقاوم تناول
الباحث في هذا البند التحولات الإيجابية في الإعلام الحربي المقاوم، ومن أبرزها:
المبادرة وسرعة نشر الرواية، الدقة والمصداقية، الاعتماد على الإعلام الجديد،
الاعتماد على الإعلام الشعبي، التوثيق بالصورة كدليل صدق الرواية، استخدام الحرب
النفسية.
وفي المبحث الخامس بعنوان: التحولات السلبية للإعلام الحربي والمقاوم تناول الباحث
التحولات السلبية للإعلام الحربي المقاوم وهي: في بعض الأحيان وقع الخطاب الإعلامي
المُقاوم في سياسة تهويل قدرات المقاومة, لدرجة اعتبارها إمكانيات دول وجيوش، وعدم
القدرة في حالات معينة على تحقيق التوازن المطلوب بين خطاب الصمود وبين خطاب
الضحية، وتباين الخطاب بين الأجهزة العسكرية رغم وجود تنسيق ميداني, وبحث وسائل
الإعلام الداعمة للمقاومة عن السبق الصحفي، وعدم ضبط وسائل الإعلام الأجنبية التي
دخلت غزة خلال الحرب, وتدخل الخطاب العسكري للفصائل بالموقف السياسي.
وفي المبحث السادس بعنوان: ملامح الإعلام الإسرائيلي الذي واجهه إعلام المقاومة،
يلخص الباحث الأداء الاعلامي الصهيوني بالتالي: حرص الناطقون باسم الخارجية والجيش
على الظهور في وسائل الإعلام، اعتماد الحرب النفسية والكذب وقلب الحقائق، بانت
الفروقات بين اللغة السياسية للقادة والحكومة وبين اللغة الإعلامية التحليلية في
القنوات الصهيونية، الصرامة والالتزام في الروايات العسكرية، طول أمد الحرب دون
تحقيق الأهداف أحدث جدلاً إعلاميا عاماً في كل وسائل الإعلام الإسرائيلية. وفيما
يتعلق بمنطلقات الإعلام الإسرائيلي في توصيفه للحرب على غزة بالتالي: الفلسطيني
معتدي، والإسرائيلي مُعتَدى عليه، الفلسطينيون بدأوا الحرب، التزام أسلوب التكرار،
في نقل خبر معين اعتمد الإعلام الإسرائيلي التركيز على التباينات التي تحدث في بعض
الأحيان بين عناصر الفصائل والفلسطينية وتضخيمها قدر الإمكان، الرقابة العسكرية،
تجاوز كثير من المحللين خط عملهم الصحفي، تبرير سياسة الاغتيالات، التعامل مع
الفلسطينيين القتلى كأنهم أرقام وليس بشراً.
الكلمة الختامية
في ظل أجواء من النقاش البنّاء والتفكير المنهجي واستعراض أبحاث علمية منهجية امتدت على طوال يومين، فإننا نختم هذه الندوة التي نظمها مركز دراسات الشرق الأوسط- الأردن وحملت عنوان "تحولات الصراع العربي- الإسرائيلي بعد الحرب على غزة 2014"، وكلنا أمل أن تسهم دراسات الخبراء والباحثين والأكاديميين والسياسيين وتوصياتهم ونقاشاتهم في هذه الندوة، في رسم أبعاد التحول في الصراع العربي- الإسرائيلي في ضوء الحرب على غزة، والتركيز على تحقيق مصلحة القضية الفلسطينية وآمال الشعب الفلسطيني في تحصيل حقوقه وتقرير مصيره على أرضه.
وقد أكدت كلمات الافتتاح في الندوة والأوراق المقدمة على أن غزة مثّلت حالة صمود واستعصاء، ونموذجاً للتضحية والإبداع، وقد نجحت في مواجهة الآلة العسكرية الصهيونية وهزيمتها في هذه الحرب، لذلك فإن صمود غزة ومقاومتها يُعدّ محوراً يمكن الاعتماد عليه في الاستراتيجية العربية في صفحاتها الشاملة للمواجهة القادمة مع إسرائيل، وصد عدوانها وإنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية والعربية.
واسمحوا لي في هذه الكلمة أن أجمل عدداً من الخلاصات والتوصيات التي نوّه إليها المشاركون في هذه الندوة، ومن أبرزها:
1. أكد المشاركون على أن فلسطين وقضيتَها ما تزال القاسم المشترك الصالح لالتقاء القوى السياسية والنخب العربية الحاكمة، والصالح أيضاً ليكون أساساً لتوجهات وسياسات هذه القوى باستراتيجية موحدة، دون الدخول في خلافات وصراعات بينية تنهك قوى الأمة وتستنزفها.
2. أكد المشاركون أن ثمن المواجهة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية والفلسطينية المحتلة يُعد أقل كلفة بكثير من ثمن بقائه وتوقيع اتفاقات السلام معه على الصعد المادية والسياسية والأمنية، وأن نجاح هذه المواجهة في إنهاء الاحتلال يُعدُّ مدخلاً أساسياً لتحقيق الاستقرار في البلاد العربية والتوجه نحو التنمية والبناء النهضوي الكبير.
3. الدعوة إلى توسيع مفهوم النضال وتعميقه، وتطوير أدوات المقاومة، وما يتضمنه ذلك من تفعيل أوراق القوة الدبلوماسية الفلسطينية من خلال التوجه للمحاكم الدولية، وتقديم دعوات ضد الجيش والحكومة الإسرائيلية على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبتها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، وخاصة الاستيطان والتهويد والقتل الممنهج، والعمل لكسب المزيد من دعم الرأي العام الدولي ممثلا بالبرلمانات والإعلام ووسائل القوة الناعمة (التواصل الاجتماعي) للضغط على سياسات حكوماتها.
4. الدعوة إلى مراجعة المفاهيم والنظريات الأمنية العربية في ضوء التحولات التي طرأت على المفهوم الإسرائيلي للأمن، ودراسة تجارب المواجهة الإسرائيلية مع المقاومة في كل من لبنان وغزة.
5. الدعوة إلى تضافر الفعل الفلسطيني في جغرافياته المختلفة، وتعدد رؤاه وتوجهاته السياسية، بوصفه الرافعة الأساسية لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي ولتطوير الموقف العربي والدولي لصالح القضية الفلسطينية وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني وفك الحصار عن غزة.
6. الدعوة إلى رفع كافة أنواع الحصار والتضييق على الشعب الفلسطيني أفراداً وجماعات وجاليات، وتشجيع مكوناته المختلفة على الانخراط في المشروع الوطني الفلسطيني، وتقديم الدعم الكامل، وبكافة أشكاله، للشعب الفلسطيني تحت الاحتلال لتحقيق الصمود واستمرار المقاومة.
7. الدعوة إلى التخلص من قيود اتفاقات أوسلو، والتحول إلى برنامج وطني فلسطيني متكامل على مختلف الصعد، وخاصة السياسية والأمنية والعسكرية، وإعطاء الأولوية للجهود الرامية لإنهاء الانقسام والعمل لبناء الوحدة الوطنية على أسس وطنية وديمقراطية وشراكة سياسية حقيقية، والعمل على استعادة الأبعاد العربية والإسلامية والدولية للقضية الفلسطينية.
8. الدعوة إلى وقف كافة أشكال العلاقات أو التنسيق الأمني، فلسطينياً وعربياً، مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي، والتنسيق بدلاً من ذلك مع فصائل المقاومة الفلسطينية لخدمة المشروع الوطني الفلسطيني، ومواجهة إسرائيل.
9. الدعوة إلى الاستفادة من القوى الإقليمية الداعمة للقضية الفلسطينية، خاصة تركيا وإيران، في استمرار دعمها، والابتعاد عن سياسة المحاور والانقسامات بين القوى الإقليمية والعربية، باعتبار قضية فلسطين تشكل جامعاً لمواقف كافة هذه الأطراف، ومما يساعد كذلك في تدعيم موقف المقاومة على الصعيد الإقليمي والإسلامي والدولي.
10. توقف المشاركون عند التفاعل الجماهيري المتصاعد لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومته، وخاصة في أوروبا وأمريكا الجنوبية، ودعا المشاركون إلى تفعيل هذا الدور وتطويره.
11. الدعوة إلى دراسة أسباب إخفاق الأداء السياسي الفلسطيني والعربي في استثمار انجازات المقاومة في مواجهة العدوان.
ختاماً، أشكركم، وأشكر كل من أسهم في هذه الندوة من باحثين ورؤساء جلسات ومشاركين ومناقشين، وإعلاميين، وأشكر لقناة الجزيرة مباشر والقنوات الفضائية الأخرى جهودهم الخيرة.
ولا يفوتني أن أشكر طاقم مركز دراسات الشرق الأوسط والفريق العامل معه الذي بذل جهداً يستحق كل الاحترام.
الأربعاء
10/12/2014
صور من الندوة
|