ملخصات أوراق
العمل
الجلسة الأولى
البيئة الحاكمة لتحركات الأطراف- سياسيا وأمنيا- تجاه الحرب
الورقة الأولى
البيئة
الحاكمة لتحركات إسرائيل تجاه الحرب
عبد الحكيم مفيد
تقوم رؤية هذه الورقة على احتمالية نشوب الحرب بقراءةٍ أكثر
عمقاً من النظر إلى وسائل الإعلام، متجاوزة إيّاها إلى فهم
أطراف الصراع، ففي نموذج حزب الله، يرى الباحث أنه رغم تلك
الحالة التي استطاع فيها أن يخرج حزب الله من حرب تموز/يوليو
2006 محققاً بعض الإنجازات، إلا أنه لم يستطع أن يحقق إنجازات
على الصعيد المحلي ما حدا به إلى الدخول في تشكيلة حكومة
الحريري، إضافة إلى أنه طرف مرتبط بإيران وسوريا في قرار خوضه
حرباً من عدمه.
أما في الحالة السورية، فيرى الباحث أن سوريا تُفضّل احتفاظها
بلقب "دولة ممانعة" دون الإيغال أكثر من ذلك في أية حرب قد لا
تخدمها، مستشهداً بقبولها "المبادرة العربية للسلام" كارتباط
بالعمق والحالة العربية، كما أن جبهتها الداخلية لا تساعدها
على القيام بأي عمل كهذا.
أما بالنسبة لحماس، فيشير الباحث إلى عدم تمكنها من البدء
بالحرب، لعدم امتلاكها المقومات الكافية لذلك، كالسلاح والبقعة
الجغرافية، عدا عن أن حماس تعيش حالة من الحصار المطبق.
ويرى الباحث أن إيران غير معنية في خوض حرب تكون فيه هي
البادئة، لأنها تحاول كسب العطف الدولي فيما يخص ملفها النووي،
أو على الأقل لا تريد أن تظهر بدور العدو أمام المجتمع الدولي.
وعلى هذا فإن الورقة البحثية تقدم كلا من الولايات المتحدة
الأمريكية, وإسرائيل كقوى يمكن أن تملك زمام المبادرة في خوض
أي حرب، ومع هذا فإن الباحث يرى أن أمريكا لا تريد حربا بسبب
تورطها في العراق وأفغانستان، وما ينطلي على ذلك من كلفة
حقيقية تؤثر على القرار الأمريكي، أما بالنسبة لإسرائيل
فيتفاوت موقفها بين حالة الحرب واللاحرب تجاه محور الممانعة،
لتبقى بذلك رهينة تطور الموقف في الشرق الأوسط.
*************
الورقة الثانية
البيئة الحاكمة لتحركات الدول العربية "الاعتدال"
والممانعة" + إيران وتركيا
أحمد سعيد نوفل
تعيش منطقتنا أجواء توتر وحرب هذه الأيام، واحتمال شن إسرائيل
عدوانا على لبنان وسوريا وقطاع غزة وحتى إيران، وفي الواقع فإن
الحروب والصراعات هي السمة الرئيسة في المنطقة منذ أكثر من
مائة عام، بسبب مقاومة العرب والفلسطينيين للمشروع الاستعماري
الاستيطاني الصهيوني، واستمرار العدوان الإسرائيلي عليهم، وما
زالت حالة الصراع مستمرة بين العرب والحركة الصهيونية، على
الرغم من توقيع اتفاقيات تسوية بين إسرائيل وبعض الدول العربية
ومنظمة التحرير الفلسطينية، مما يثبت على أن تلك الاتفاقيات لم
تنه حالة الصراع والحروب بين العرب وإسرائيل، إلا أنه يوجد
تفاوت في مواقف الدول العربية من الكيان الصهيوني وإدارة
الصراع معه، مما أدى إلى ظهور تسميات عديدة بين الأقطار
العربية لمواجهة إسرائيل، كان آخرها مصطلح دول الاعتدال ودول
الممانعة، كما دخلت إلى حلبة الصراع مؤخرا عناصر جديدة ومهمة
إلى الجانب العربي، لم تكن موجودة من قبل، وهي إيران وتركيا،
وزاد الحديث في الأشهر الأخيرة عن احتمالات حدوث حرب شاملة في
المدى المنظور، خاصة بعد وصول حكومة نتنياهو اليمينية إلى
السلطة في إسرائيل، وتهديداتها توجيه ضربة عسكرية على إيران.
وتعالج الورقة البيئة الحاكمة والمؤثرة على الدول العربية
المعتدلة والممانعة، وكذلك كل من إيران وتركيا، في مواقفهم من
احتمال حدوث حرب شاملة في المنطقة، واقتصر التركيز على ثلاثة
دول عربية هي مصر والأردن والسعودية، تمثل دول الاعتدال
العربي، بينما لم نجد سوى دولة عربية واحدة تمثل دول الممانعة
وهي سوريا، ولهذا فقد أضفنا إلى دول الممانعة بعض الأطراف غير
العربية كإيران، وحركات مقاومة لا تمثل دولا كحزب الله وحماس.
وفي البداية لا بد من الإشارة إلى ثلاث ملاحظات منهجية:
الأولى:
رغم احتمال حدوث حرب جديدة، إلا أن العدوان العسكري الإسرائيلي
الصهيوني على الفلسطينيين والعرب لم يتوقف، منذ بداية الصراع
العربي- الصهيوني قبل أكثر من قرن، ولهذا ففي حال حدوث مواجهة
عسكرية جديدة فإنها تدخل من ضمن سلسلة من الاعتداءات
الإسرائيلية على العرب والفلسطينيين، وليست المرة الأولى التي
تدق فيها إسرائيل طبول الحرب.
الثانية:
هناك استعراض للقوة لدى جميع أطراف الصراع وكأن الحرب ستحدث
حتما، من خلال المناورات العسكرية، والحصول على الأسلحة
والصواريخ والإعلان عن جاهزيتها للحرب القادمة، والتهديد من
جميع الأطراف بأن نتائجها ستكون مدمرة على الطرف الآخر.
الثالثة:
إسرائيل هي التي تبدأ بالحرب دائما، من أجل خلق واقع جديد
تحتاج الإقدام عليه لفرض ظروف جديدة في معادلة الصراع، وأنه في
حال حدوث تلك الحرب، فإن إسرائيل تريد الخروج من المأزق الذي
وصلت إليه عملية التسوية مع الفلسطينيين، والضغوطات الأمريكية
والدولية عليها، وكذلك الوضع الداخلي للحكومة الإسرائيلية،
والتباين في مواقف حكومة الائتلاف من تلك الضغوطات.
*************
الورقة الثالثة
البيئة الحاكمة لتحركات المقاومة (فلسطين ولبنان) تجاه الحرب
علي حسين باكير
تحاول هذه الورقة إيجاد
العوامل المشتركة عموما لتحديد البيئة الحاكمة
لكل من حزب الله اللبناني وحركة حماس في تحركاتهما، وتتطرق إلى
شكل المقاومة لكل منهما، ومدى تأثرهما بالعوامل الداعمة لهما،
كالدول الحاضنة والتأييد الشعبي، ومدى تأثرهما كذلك بالعامل
الإسرائيلي الذي يرى الباحث أنه محرك في تحديد خيار الحرب أو
عدمه، ويناقش ضمن هذه النقطة معطيات مهمة بشأن المجتمع
الإسرائيلي وتغيراته التي طرأت عليه نتيجة للعوامل الخارجية،
كتنامي الدور الإيراني والتركي في المنطقة، والإدراك الأمريكي
لمدى الضرر اللاحق بكيانها بسبب الموقف الإسرائيلي المتعنت
بشأن عملية السلام، أما عن العوامل الداخلية المؤثرة فيشير
الباحث إلى
تآكل قدرات إسرائيل الردعية
ومواجهة الخطر الديمغرافي وغيرهما.
وتستشرف الورقة الإطار الدفاعي لكل من حزب الله وحماس، الذي
يُمكّن كلا منهما من تغطية نفسه في حال نشوب أي حرب، وقدرة كل
من الطرفين (حزب الله وحماس) لاستغلال نقاط القوة الحاصلة،
إضافة إلى المعيقات التي تواجههما في المنظومة الدفاعية.
وفي المقابل ترى الورقة أن الإطار الهجومي لكل من حزب الله
وحماس قد تطور بفعل علاقاتهما مع إيران وسوريا، فهناك
تدريب لعناصر من حزب الله للقيام
باحتلال أراضٍ شماليّ إسرائيل،
وبناء
ذراع عسكرية لحزب الله مضادة للطائرات من قبل الجانب السوري،
أما فيما يتعلق بحماس فقد استطاعت هي الأخرى تطوير قدراتها
الصاروخية بما لا يمكن إغفاله، ولكن، رغم كل هذا، فإن البيئة
الحاكمة غيرُ مواتية لدفع كل من حزب الله وحماس في مواجهة
بادئة منهما مع إسرائيل، نتيجة للظروف الداخلية لدى كل منهما،
أهمها أن البيئة الشيعية لم تهضم إلى الآن الظروف التي واجهتها
وما زالت بسبب عدوان تموز/يوليو 2006، والانقسام الفلسطيني
والأوضاع المعيشية الصعبة التي يمر بها القطاع فيما يتعلق
بحماس.
ويخلص الباحث في ورقته إلى ما أسماه "مقاومة مع وقف التنفيذ"،
إذ يرى أن المقاومة ترى الآن ضرورة عدم المبادرة في مواجهة
العدو، منكفئة باتجاه الداخل ومحاولة تثبيت موقعها الداخلي، ما
أدى إلى بروز حالة أصبحت ترى إسرائيل فيها أنّها استعادت
قوّتها الردعيّة، ومع هذا فإن كلا من الطرفين يحتاج إلى وقت
مستقطع، وأن هذا الهدوء إنما هو هدوء نسبي لعودة التصعيد
وأشكاله في وقت لاحق.
ويختم الباحث ورقته بأهم المعطيات الاستراتيجية التي يجب أن
تلتزم بها كمعطى دائم لتفادي الوضع الحرج، بينما تقوم
بالاستعداد لدفع العدوان، كوضع المقاومة المسلحة في إطارها
الصحيح، واستخدامها وسيلة لا غاية، إضافة إلى ضرورة تحقيق
التكامل بين الشقين العسكري والسياسي التفاوضي، وعدم الانخراط
في سياسيات محاور وتحالفات محليّة وإقليمية، لأن من شأن ذلك
كله إدخالها في دائرة الابتزاز الإقليمي وتحويلها إلى ورقة
سياسية رابحة في يدي الطرف الداعم.
*********************************
الجلسة
الثانية
إمكانات واحتمالات
اندلاع الحرب
الورقة الأولى
البيئة الحاكمة لتحركات (الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي
وروسيا والصين)
رائد نعيرات
يتلخص الهدف العام من هذه الورقة البحثية في الوقوف على مدى
إمكانية اندلاع حرب جديدة في الشرق الأوسط، وماهية البيئة التي
ستتحكم في توجهات وسياسات الدول العظمى من خلال دراسة معطيات
أطراف الصراع ضمن ثلاثة محاور: البيئة في الشرق الأوسط، البيئة
الدولية، طبيعة الحرب.
ويشير الباحث إلى طبيعة البيئة المتشكلة في الشرق الأوسط، من
خلال تعدد المشاريع وتنوعها كالمشروع الإسرائيلي-الأمريكي،
المشروع الإيراني والمشروع التركي، بالإضافة إلى اصطفاف
المحاور كالممانعة والاعتدال، ووجود قوى الرفض العلني، وامتداد
الزخم الجماهيري الذي يحاول التغيير في محاولة منه لتغطية
الضعف الناتج من المؤسسات العربية الرسمية.
أما فيما يتعلق بالبيئة الدولية فيرى الباحث أن طبيعة المشاكل
الكونية كالانهيارات الاقتصادية، البطالة والكساد، عدا عن
التنافس الدولي الحاصل بين الدول العظمى، والإرهاب والقاعدة
والاستهداف العالمي، والتوجهات الدولية للإدارات الحاكمة
وبالذات الولايات المتحدة الأمريكية، كلها عوامل رئيسة في تشكل
هذه البيئة والتأثير على خياراتها تجاه القضايا العالمية،
وبالتحديد عندما يتعلق الأمر بنشوب صراعات وحروب.
ولدى النظر إلى طبيعة هذه الحرب المحتملة نجد أن طبيعتها تؤثر
أيما تأثير على عملية السلام والمشاريع في المنطقة، كما يمكن
استخلاص بعض النتائج ولو جزئياً حال النظر إلى محاور هذه الحرب
المتشكلة.
ويخلص الباحث في نهاية ورقته إلى تقدير إمكانية اندلاع حرب في
المنطقة، مشيراً إلى ضآلة هذا الاحتمال ولو على المدى المنظور،
نتيجةً لعدم تحقيق الأهداف المرجوة للدول ذات العلاقة، الإ
فيما يُشار إليه حالياً من اندلاع "حروب اللاحل" لضبابية
الموقف في منطقة الشرق الأوسط وخروجاً من المأزق الذي تعيشه
تلك الدول.
*************
الورقة
الثانية
إمكانات الأطراف وإرادتها في شن الحرب وتداعياتها
موسى الحديد
الملخص هنا
تعد هذه الورقة البحثية قراءة صادقة لإمكانيات الأطراف في شن
حرب ما وصور تداعياتها، آخذةً بعين الاعتبار دراسة كل من
البيئة الاستراتيجية للأطراف المتصارعة ( الولايات المتحدة
الأمريكية،
"إسرائيل"، الدول العربية، إيران)، والقوة العسكرية لدى كل
منها، إضافة إلى القدرة الاقتصادية والتكنولوجية ، ومدى القدرة
السياسية على تحمل تبعات الحرب.
ويُشير الباحث إلى تأثير تلك الخيارات في تحديد نشوب الحرب أو
عدمه.فمثلاً، تلعب البيئة الاستراتيجية لدى الولايات المتحدة
قدراً كبيراً من تحديد سياساتها في المنطقة، وبالرغم من تربعها
على العرش العالمي، الإ أنها تُواجه صعوبات كبيرة تتمثل في
استمرار وتنامي قوة تيار المعارضة والممانعة في الإقليم،
وتراجع قوة تيار الاعتدال المساند للسياسات الأمريكية في
الإقليم بسبب غياب المبررات والمسوغات السياسية والأخلاقية.
ويرى الباحث أهمية دراسة المتطلبات الآتية لفهم أي معادلة في
ميزان القوى العالمي وهي: القوة العسكرية مضافاً إليها القدرة
الاقتصادية و القوة السياسية و الجبهة الداخليةو البيئة
الإقليمية والدولية والعامل الجغرافي و زمن الحرب (الوقت الذي
يجب فيه حسم الحرب) و عامل السرية والمفاجأة و شرعية الأنظمة
وارداتها السياسية وقدرة العدو وردة أفعاله، عندها يمكن تقدير
الموقف بصورة صحيحة.
ويدرس الباحث سيناريوهات الحرب بشقيها: نشوبها أو عدمه، وردود
الفعل لدى أطراف الصراع، ويختم الباحث تداعيات هذه الحرب حال
قيامها، والمسارات الإقليمية والدوليّة التي ستفضي إليها مثل
هذه الحرب، والنتاجات المترتبة عليها.
*************
الجلسة الثالثة
التوصيات الاستراتيجية لصناع القرار العربي والإسلامي
المعني
الورقة الأولى
قراءة
في المشاهد السابقة لحروب 2003 – 2009
عاطف الجولاني
من المهم دراسة نتائج المواجهات العسكرية الأخيرة في لبنان
وفلسطين، والوقوف عند انعكاساتها على احتمالات وفرص اندلاع
مواجهات جديدة.
لقد أثبتت استراتيجية الحروب الاستباقية عقمها، وفشلت
المواجهات الأمريكية والإسرائيلية في تحقيق أهدافها المعلنة
رغم عمليات الخداع والتضليل في تلفيق مبررات العدوان.
وفي ذات الوقت نجحت استراتيجيات حركات المقاومة في استنزاف
الخصم، وفي جرّه إلى مواجهات طويلة لا يقوى على احتمالها، وفي
تكبيده خسائر بشرية واقتصادية فادحة، الأمر الذي كان له
انعكاسات مهمة على حماس الأمريكان والإسرائيليين لخوض مغامرات
عسكرية جديدة.
كما عرّض قادة عسكريون وسياسيون في الولايات المتحدة وبريطانيا
وإسرائيل مستقبلهم السياسي ومستقبل أحزابهم للخطر، ثمنا
لمغامرات وإخفاقات عسكرية في العراق ولبنان وفلسطين، بات
خلفاؤهم يفكرون طويلا قبل التورط بمغامرات جديدة في ذات
الساحات أو في ساحات أخرى.
وأكدت نتائج المواجهات العسكرية الأخيرة جاهزية حركات المقاومة
لخوض مواجهة جديدة، أظهرت اهتزاز ثقة المجتمع الإسرائيلي
والأمريكي في قدرة الجيش على تحقيق انتصارات سريعة على حماية
الجبهة الداخلية، وبرزت القدرات الصاروخية عاملا مهما في ميزان
القوى العسكرية، مقابل تراجع دور القوة الجوية وقوة النار
الضخمة في حسم نتائج المواجهة.
في المقابل، فإن الضرر الكبير الذي ألحقته المواجهات الأخيرة
بقوة الردع الإسرائيلية، يشكل عاملا مشجعا على استعادة قدرة
الردع المهدورة، كما أن تنامي القدرات العسكرية لحركات
المقاومة ولدول الممانعة، والذي ترى فيه إسرائيل والولايات
المتحدة تهديدا وخطر مرشحا للتصاعد إن لم يتم التعامل معه
سريعا، يشكل عامل ضغط من شأنه أن يعزز احتمالات المواجهة.
*************
الورقة الثانية
القدرة على احتواء إمكانات اندلاع الحرب، ومواجهة احتمالاتها
في حال الفشل
خالد عبيدات
جاءت هذه الورقة في محاولة استشرافية للقدرة على احتواء
إمكانات اندلاع الحرب ومواجهة احتمالاتها في حالة الفشل
والعوامل المؤثرة في ذلك.
وقد أشار الباحث في بدئها إلى أهمية منطقة الشرق الأوسط ودورها
في السلم العالمي بما تحويه من أهمية جيوسياسية، ومشيراً إلى
قدرة الطرف المسيطر عليها في إبراز دوره قوة عالمية فاعلة،
ومؤشراً إلى الدول الفاعلة في هذه المنطقة كالكيان الصهيوني
وغيره، وإلى التحولات الطارئة على منطقة الشرق الأوسط، وتغيّر
كثير من المفاهيم والمقولات نتيجة لكثير من العوامل المؤثرة،
كقولهم: "لا حرب دون مصر، ولا سلام دون سوريا"، ومؤكداً على
أدوار أخرى ومشاريع كبرى لدول مثل إيران وتركيا.
ويرى الباحث فقدان وغياب الثقة والنوايا الحسنة بين دول منطقة
الشرق الأوسط إلا فيما يشكل اصطفافاً ضمن محاور ذات طابع معين،
ما يؤدي بدوره إلى انعدام خيارات الهدوء في هذه المنطقة، وبما
يشكل بالتوازي خيارات نشوب الصراعات والحروب فيها.
وتحاول الورقة تلمس أشكال الحرب القادمة بناء على الحروب
السابقة في المنطقة، وما أحدثته حربا تموز/يوليو 2006، وغزة
2008-2009 من تغيير في النظرة لأي حرب قادمة مع محور الممانعة،
مشيرة إلى هذا الخيار بين الضرورة والكارثية التي ستخلفها مثل
هذه الحرب، إذ ستكون الأوضاعُ أكثر خطراً من أيّ وقت مضى،
نتيجةً لتغير المعطيات العسكرية والسياسية، وعليه، فإنّ اللجوء
والنزوح القسري لمواطني الدول المتضررة سيكون عنواناً لأي حرب
قادمة، عدا عن الدمار الشامل والدماء التي ستلون وجه المنطقة.
ويخلص الباحث إلى نتاجات مهمة، إذ إن "صراع الإرادات" هو
الصراع الأهم في المنطقة، لذا فإن تشكّل القوى الجديدة، وتغيّر
سمت المنطقة سيكون نتاجاً طبيعياً لأي حربٍ قادمة، وأنّ منطقة
الشرق الأوسط ستكون قادرةً على امتصاص أيّ كوارث ناتجة عن مثل
هذه الحروب المدمرة، ما يؤهلها لأن تكون محل صراع دائم وتنازع
مستمر لأي طرف يسعى لبسط سيطرته على العالم.
*************
الورقة الثالثة
الاستعدادات لاندلاع الحرب ونتائجها – سياسيا وإعلاميا
صبري سميرة
إن اقتراح أي توصيات
استراتيجية
لما يمكن أن يقوم به صناع القرار العربي والإسلامي المعنيين من
الاستعدادات والأعمال والتعاملات السياسية والإعلامية قبل
وخلال وبعد أي حرب أو حروب متوقعة ونتائجها، أمر في غاية
التعقيد والتشتيت والحساسية، ويحتاج إلى دراسات وخطط
استراتيجية وتكتيكية وتنفيذية مدعمة ببرامج ومشاريع فعالة
وعملية يعمل عليها فريق متكامل من الممارسين والمنظرين لمراحل
متلاحقة طويلة، فزمان هذه التوصيات قبل وخلال وبعد الحرب،
وأطراف الحرب وجبهاتها وأنواعها ومستوياتها وجوانبها متعددة.
وابتداء، فإن التوصيات يجب أن تستوعب كل البيئات والخلفيات
المتعلقة بالصراع العربي- الإسرائيلي وحروبه وتسوياته وبكل
أطرافه، وأن تبلور رؤية واستراتيجية ومضمونا وخطابا وسياسات
ومواقف وخططا وبرامج ومشاريع تنفيذية سياسية وإعلامية، تخدم
المصالح العليا للقضية الفلسطينية والمنطقة العربية وفق منهجية
المقاومة الشاملة للاحتلال الإسرائيلي، والبناء المستمر نحو
دولة فلسطينية حرة مستقلة، وبالتحالف والاستعانة بكل القوى
المحلية والعربية والإقليمية والدولية، الرسمية والشعبية، وبكل
ما لديهم من قدرات مادية ومعنوية.
وسعيا للتركيز في هذه الدراسة، فإن هذه الورقة تتعرض
للاستعدادات والأعمال السياسية والإعلامية اللازمة للتعامل مع
أي حرب قادمة، ولكن بالتركيز على حرب تشنها إسرائيل على قطاع
غزة.
وتنطلق الاستعدادات من رؤية واستراتيجية لمقاومة شاملة، بما
فيها سياسية وإعلامية، تتصدى للاستراتيجية الإسرائيلية القائمة
في
شن المعارك الكثيرة المتنوعة للتخلص من، أو السيطرة على، أو
إضعاف أي جماعة أو مجتمع فلسطيني أو دولة عربية أو إسلامية أو
تحالف إقليمي أو دولي يقف أمام تحقيق مخططاتهم العدوانية
التوسعية، ومن هذه المنطلقات قد تشن إسرائيل حربا جديدة على
قطاع غزة وحماس.
وتنبه هذه الورقة إلى أهمية الانتباه إلى التوقيت السياسي
والأهداف الإسرائيلية لمثل هكذا حرب، وتعرض الورقة لجملة من
المنطلقات للاستعدادات السياسية والإعلامية في مواجهة حرب
إسرائيلية جديدة على غزة، وتعقبها بعناصر الأداء والتعاطي
السياسي والإعلامي الاستراتيجي والتكتيكي مع هذه الحرب
المتوقعة، وتختمها بملامح التعامل السياسي والإعلامي مع نتائج
حرب إسرائيلية جديدة خاسرة على غزة.
*************
الورقة الرابعة
الاستعدادات لاندلاع الحرب ونتائجها – عسكريا وأمنيا واقتصاديا
أحمد الخلايلة
تُعنى هذه الورقة البحثية بالاستعدادت لاندلاع الحرب ونتائجها
عسكرياً وأمنياً واقتصادياً لكل من أطراف الحرب، وتشير إلى مدى
الاستعدادية للطرف الإسرائيلي والأمريكي حال المباشرة فيها، إذ
تعزز الزيارات القيادية الإسرائيلية للولايات المتحدة والدول
الغربية هذه الفرضية القائمة على اندلاع حرب في المنطقة، إضافة
إلى التحركات الإسرائيلية-الأمريكية في محاولة لتهدئة الجانب
العربي بخيار المفاوضات، وتوزيع أقنعة الغاز في "الداخل
الإسرائيلي"، ونبرة التهديد لمحور الممانعة، والطلعات الجوية
الإسرائيلية للجنوب اللبناني، والمناورات العسكرية، والتزود
بمنظومات الدفاع الجوي، وغيرها من الأمور التي تدلل على
احتمالية نشوب حرب في المنطقة.
وفي الطرف المقابل تماماً، تشير الورقة كذلك إلى استعدادات
الطرف الإيراني وحلفائه لمثل هذه الحرب، وترصد المظاهر الدالة
على هذا الأمر، من ذلك: تزويد حزب الله بصواريخ سكود ودعم
قدراته الدفاعية، وحشد الطاقات الشعبية وتحريك الوازع العقائدي
لدى الشعب الايراني، وإجراء المناورات العسكرية المتكررة
البرية والبحرية والجوية، و تعزيز ايران لعلاقاتها بحلفائها
ومؤيديها من خلال زيارات المسؤولين الايرانيين، تعهد سوريا
وحزب الله بمساندة ايران في حال تعرضها للحرب، وإعلان حزب الله
حالة استنفار قصوى لقواته في جنوب لبنان والبقاع، إضافة إلى
مظاهر أخرى عنيت بها الورقة.
وتحاول الورقة استقراء الخطة الإسرائيلية– الأمريكية لإجهاض
القدرة النووية الإيرانية، معطية أبرز ملامحها وخصائصها، مثل:
حرص الولايات المتحدة وإسرائيل على أن تكون الحرب خاطفة حال
نشوبها، والتركيز على مفاهيم الحرب الإلكترونية، واستخدام
الصواريخ المضادة للصورايخ الإيرانية، وعدد آخر من السمات
المتعلقة بهذه الخطة.
كما تدرس الورقة ختاماً نتائج هذه الحرب بخياري نجاح الولايات
المتحدة الأمريكية وإسرائيل أو فشلهما في تحقيق النتاجات
المرجوة منها.
عودة للصفحة
أعلى الصفحة