رؤية حركات الإسلام السياسي للصراع العربي- الإسرائيلي

د. أحمد سعيد نوفل/ الأردن

ترى الورقة أن العلاقة الصدامية بين الحركات الإسلامي والمشروع الصهيوني نشأت بسبب موقف الإسلاميين من احتلال اليهود لفلسطين، ودفاع الإسلاميين عن فلسطين بكل الوسائل المتاحة، وقد كان الطابع الديني غالبٌ على النضال الفلسطيني منذ المؤتمر الذي عقد عام 1928 وحتى اليوم، وما زالت التنظيمات الإسلامية تحمل السلاح رغم تخلي تنظيمات أخرى عنه.

وتظهر الورقة دعم جماعة الإخوان المسلمين القضية الفلسطينية واهتمامهم بها ودفاعهم عن فلسطين بدعم صمود الفلسطينيين وتنظيم حملات التبرع للفلسطيين، والدعوة لمؤتمر عربي من أجل فلسطين، والمشاركة في قتال عصابات الاحتلال الصهيوني في فلسطين، والتحذير من خطورة المشروع الصهيوني ضد الأمتين العربية والإسلامية، وكانت الهيئة التأسيسية لجماعة الإخوان قد اتخذت قرارات قبل أسبوع من إعلان قيام إسرائيل، تعلن الاعتراف بفلسطين كلها دولة عربية موحدة، ورفض أي مشروع يتعلق بفلسطين على غير هذا الأساس سواء كان تقسيماً أو وصاية، وإعلان الجهاد المقدس، وإنشاء جبهة شعبية لتنظيم حركة العصيان المدني، وإنشاء قيادة عسكرية لتنظيم حركة التطوّع والتسلّح في فلسطين، قبل أن يعلن الملك فاروق وقف العمل المسلح في فلسطين، ويغتال مرشد الإخوان حسن البنا، وتبدأ حملات اعتقال كوادر الإخوان.

وتذهب الورقة إلى أن الربيع العربي أسهم بإعادة تشكيل القوى السياسية الفاعلة والتي كانت ممنوعة من العمل، كالحركات الإسلامية، كما تبيّن أن القيادات الإسرائيلية بدأت تشعر بالقلق من صعود نجم الإخوان في مصر، ومن تصريحات قيادات الإخوان الداعمة للفسطينيين والمؤيدة لقضاياهم وعدم التزام الحياد حيال القضية الفلسطينية، والحرص على رفع الحصار عن غزة، وانخفاض الحماس لتطبيق اتفاقية كامب ديفيد، والتعامل بجدية مع المصالحة الفلسطينية، وتصليب الموقف التفاوضي في مسار التسوية السلمية، وإضعاف التأثير الإسرائيلي والأمريكي في صناعة القرار العربي، وانفتاح الباب أمام المشروع النهضوي العربي الإسلامي، وتشكيل فضاء استراتيجي أكثر احتضاناً للمقاومة، وتفعيل البعد العربي والإسلامي للقضية الفلسطينية، ونجاح الثورات والانتفاضات الشعبية.

وفي الجانب الآخر تعرض الورقة القلق الذي تعانيه إسرائيل جراء قدوم أطراف جديدة على الساحة السياسية في المنطقة بفعل ثورات الربيع العربي تتبنى مشروع التحرير، وتظهر مدى التخوّف من تسبب التحوّلات بكارثة استراتيجية على إسرائيل، وحدوث معضلة حقيقية لا سرائيل على الصعيد السياسي والأمني والاقتصادي، وأسهم الربيع العربي وفقاً للورقة في إيصال أنظمة رافضة للمشروع الصهيوني، وتوّحد موقف الشعوب الحريص على تحرر فلسطين مع الأنظمة، وإحداث التقارب بين الشعوب العربية، وإيجاد جو رافض لإسرائيل وانعكاسه على العمل الفلسطيني.

وتلفت الورقة ختاماً إلى أن ثورات الربيع العربي جددت الأمل بمشروع المقاومة، وجعلت الصراع بين المشروع العربي والمشروع الصهيوني في أوج مراحله، وأن الولايات المتحدة ثاني الخاسرين من أحداث الربيع العربي، كما تفاجؤ الولايات المتحدة من اندلاع الثورات، والخوف من انتقال فكرة الثورة إلى دول أخرى، والخوف من وصول نظام جديد في مصر، والخوف من قدوم أنظمة جديدة في المنطقة تستند إلى الشرعية الشعبية بالإضافة للشرعية القانونية.