المشروع الصهيوني بوصفه التحدي الرئيسي للمشروع الإسلامي

د.عدنان أبو عامر/ فلسطين

ترى الورقة أن دوائر صنع القرار الإسرائيلي انشغلت بمناقشة التبعات السياسية لثورات الربيع العربي وتغيّر قواعد المعادلة السياسية مع حلول الإخوان المسلمين مواقع صنع القرار في دول الربيع وخاصة مصر، وإظهار الثورات أن سلام تل أبيب مع الحكام وليس الشعوب، وأن فكرة القومية العربية والإسلامية ما زالت حية، كما أظهرت أن الإخفاق الأمني والفشل الاستخباري الإسرائيلي في توّقع ثورات الربيع العربي، وانقسام الإسرائيليين حول آثار الربيع العربي على أمن إسرائيل، أفقدهم الثقة باستمرار الوضع الأمني على الحدود مع مصر، وزاد من منسوب الخوف من قوة الجيوش العربية، والقلق من انتقال الثورات إلى الأردن ومناطق السلطة الفلسطينية وتوّسع تهريب الأسلحة لغزة، والذعر من نتائج الفشل الاستخباري على الصعيد العسكري كانخفاض قوة الردع لديها، وتنامي التهديدات شرق الحر المتوسط، وزيادة الأنشطة المسلحة ضدها.

وتظهر الورقة أن الوضع الاستراتيجي والعسكري لإسرائيل تغيّر بعد أن وجدت نفسها أمام ثلاث جبهات عسكرية متمثلة بحزب الله شمالاً والإخوان جنوباً وحماس في غزة، الأمر الذي سيدفعها لاتخاذ إجراءات عسكرية تتعلق ببناء القوة، ورفع ميزانية الحرب، وإدخال تعديلات هيكلية جذرية على الجيش؛ ليكون قادراً على دخول الحرب الشاملة، وأن التحديات الإقليمية والدولية ستزداد مع احتمال وصول قوى إسلامية معادية إلى سدة الحكم، ومساعدة الحركات الإسلامية للمقاومة الفلسطينية، وبالتالي ازدياد الحاجات الأمنية للتعامل مع المتغيرات.

وتذهب الورقة إلى أن الفكر الإسرائيلي تاه في بحثه عن احتمالات نتائج الثورات، ما أدى إلى تراكم الضغوط الدبلوماسية على اسرائيل، وزاد تخوّفها من مآلات اتساع نفوذ الإسلاميين؛ لذا فهي تسعى حالياً إلى تسويق "خطة مارشال لوقف المد الإسلامي" من خلال ترسيخ الديمقراطية في المنطقة، وإنشاء صندوق نقد دولي لتشجيع المتغيرات الديمقراطية، وإنعاش النمو الاقتصادي، لمواجهة ازدياد العزلة الإسرائيلية وفقدان الدور الإقليمي الذي لعبته الأنظمة الساقطة، ومقاومة تضييق الهامش الإقليمي الذي تتحرك فيه السياسة الإسرائيلية بفعل الربيع العربي.

وترى الورقة بأن أجهزة المخابرات الإسرائيلية بلورت خطة لزرع عدد من الإسرائيليين في الدول العربية على شكل صحافيين، ونشطاء دوليين لمتابعة تطورات الموقف السياسي، ودعم الثورات المضادة للربيع العربي.